أكرم بن نجيب التونسي
11-08-2009, 01:02 PM
باب في أحكام الوضوء
يقول الله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF الآية ، فهذه الآية الكريمة أوجبت الوضوء للصلاة ، وبينت الأعضاء التي يجب غسلها أو مسحها في الوضوء ، وحددت مواقع الوضوء منها ، ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم صفة الوضوء بقوله وبفعله بيانا كافيا .
اعلم أيها المسلم أن للوضوء شروطا وفروضا وسننا ، فالشروط والفروض لا بد منها حسب الإمكان ؛ ليكون الوضوء صحيحا ، وأما السنن فهي مكملات الوضوء ، وفيها زيادة أجر ، وتركها لا يمنع صحة الوضوء .
فالشروط هي :
- الإسلام ، والعقل ، والتمييز ، والنية ، فلا يصح الوضوء من كافر ، ولا من مجنون ، ولا من صغير لا يميزه ، ولا ممن لم ينو الوضوء بأن نوى تبردا ، أو غسل أعضاءه ليزيل عنها نجاسة أو وسخا .
- ويشترط للوضوء أيضا أن يكون الماء طهورا كما سبق ، فإن كان نجسا لم يجزئه ، ويشترط للوضوء أيضا أن يكون الماء مباحا ، فإن كان مغصوبا ، أو تحصل عليه بغير طريق شرعي ، لم يصح الوضوء به .
- وكذلك يشترط للوضوء أن يسبقه استنجاء أو استجمار على ما سبق تفصيله .
- ويشترط للوضوء أيضا إزالة ما يمنع وصول الماء إلى الجلد ، فلا بد للمتوضئ أن يزيل ما على أعضاء الوضوء من طين أو عجين أو شمع أو وسخ متراكم أو أصباغ سميكة ؛ ليجري الماء على جلد العضو مباشرة من غير حائل .
وأما فروض الوضوء - وهي أعضاؤه - فهي ستة :
أحدها : غسل الوجه بكامله ، ومنه المضمضة والاستنشاق ، فمن غسل وجهه وترك المضمضة والاستنشاق أو أحدهما لم يصح وضوءه ؛ لأن الفم والأنف من الوجه ، والله تعالى يقول : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF فأمر بغسل الوجه كله ، فمن ترك شيئا منه لم يكن ممتثلا أمر الله تعالى ، والنبي صلى الله عليه وسلم تمضمض واستنشق .
الثاني : غسل اليدين مع المرفقين لقوله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF ، أي : مع المرافق ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أدار الماء على مرفقيه وفي حديث آخر : ( غسل يديه حتى أشرع في العضد ) ، مما يدل على دخول المرفقين في المغسول .
والثالث : مسح الرأس كله ومنه الأذنان لقوله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( الأذنان من الرأس ) ، رواه ابن ماجه (http://javascript<b></b>:InfoPopup(13478,'alam'))والدارقطني (http://javascript<b></b>:InfoPopup(14269,'alam'))وغيرهما ، فلا يجزئ مسح بعض الرأس .
والرابع : غسل الرجلين مع الكعبين لقوله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF ، و ( إلى ) بمعنى ( مع ) ، وذلك للأحاديث الواردة في صفة الوضوء ، فإنها تدل على دخول الكعبين في المغسول .
والخامس : الترتيب بأن يغسل الوجه أولا ، ثم اليدين ، ثم يمسح الرأس ، ثم يغسل رجليه ، لقوله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF ، والنبي صلى الله عليه وسلم رتب الوضوء على هذه الكيفية ، وقال : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H1.GIF هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H2.GIF ، رواه أبو داود (http://javascript<b></b>:InfoPopup(11998,'alam'))وغيره .
السادس : الموالاة ، وهي أن يكون غسل الأعضاء المذكورة متواليا ، بحيث لا يفصل بين غسل عضو وغسل العضو الذي قبله ، بل يتابع غسل الأعضاء ، الواحد تلو الآخر حسب الإمكان .
هذه فروض الوضوء التي لا بد منها فيه على وفق ما ذكره الله في كتابه .
وقد اختلف العلماء في حكم التسمية في ابتداء الوضوء ، هل هي واجبة أو سنة ؟ فهي عند الجميع مشروعة ، ولا ينبغي تركها ، وصفتها أن يقول : بسم الله ، وإن زاد : الرحمن الرحيم فلا بأس .
والحكمة - والله أعلم - في اختصاص هذه الأعضاء الأربعة بالوضوء ، لأنها أسرع ما يتحرك من البدن لاكتساب الذنوب ، فكان في تطهير ظاهرها تنبيه على تطهير باطنها ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم كلما غسل عضوا منها حط عنه كل خطيئة أصابها بذلك العضو ، وأنها تخرج خطاياه مع الماء ، أو مع آخر قطر الماء .
ثم أرشد صلى الله عليه وسلم بعد غسل هذه الأعضاء إلى تجديد الإيمان بالشهادتين ، إشارة إلى الجمع بين الطهارتين الحسية والمعنوية ، فالحسية تكون بالماء على الصفة التي بينها الله في كتابه من غسل هذه الأعضاء ، والمعنوية تكون بالشهادتين اللتين تطهران من الشرك .
وقد قال تعالى في آخر آية الوضوء : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF وهكذا أيها المسلم شرع الله لك الوضوء ليطهرك به من خطاياك ، وليتم به نعمته عليك .
وتأمل افتتاح آية الوضوء بهذا النداء الكريم : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF فقد وجه سبحانه الخطاب إلى من يتصف بالإيمان ؛ لأنه هو الذي يصغي لأوامر الله ، وينتفع بها ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H1.GIF ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H2.GIF .
وما زاد عما ذكر في صفة الوضوء فهو مستحب ، من فعله فله زيادة أجر ، ومن تركه فلا حرج عليه ، ومن ثم سمى الفقهاء تلك الأفعال : سنن الوضوء ، أي : مستحباته ، فسنن الوضوء هي :
أولا : السواك ، وتقدم بيان فضيلته وكيفيته ، ومحله عند المضمضة ليحصل به ، والمضمضة تنظيف الفم لاستقبال العبادة ، والتهيؤ لتلاوة القرآن ومناجاة الله عز وجل .
ثانيا : غسل الكفين ثلاثا في أول الوضوء قبل غسل الوجه ؛ لورود الأحاديث به ، ولأن اليدين آلة نقل الماء إلى الأعضاء ، ففي غسلهما احتياط لجميع الوضوء .
ثالثا : البداءة بالمضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه ؛ لورود البداءة بهما في الأحاديث ، ويبالغ فيها إن كان غير صائم ، ومعنى المبالغة في المضمضة : إدارة الماء في جميع فمه ، وفي الاستنشاق : جذب الماء إلى أقصى أنفه .
رابعا : ومن سنن الوضوء تخليل اللحية الكثيفة بالماء حتى يبلغ داخلها ، وتخليل أصابع اليدين والرجلين .
خامسا : التيامن ، وهو البدء باليمنى من اليدين والرجلين قبل اليسرى .
سادسا : الزيادة على الغسلة الواحدة إلى ثلاث غسلات في غسل الوجه واليدين والرجلين .
هذه شروط الوضوء وفروضه وسننه ، يجدر بك أن تتعلمها وتحرص على تطبيقها في كل وضوء ؛ ليكون وضوؤك مستكملا للصفة المشروعة ، لتحوز على الثواب .
ونسأل الله لنا ولك المزيد من العلم النافع والعمل الصالح .
http://www.alfawzan.ws/alfawzan/bookstree/tabid/91/Default.aspx?View=Page&NodeID=21&PageID=8&SectionID=1&MarkIndex=0&0#%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b6%d9%88%d8%a1(%d8%b4%d8%b 1%d9%88%d8%b7%d9%87
يقول الله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF الآية ، فهذه الآية الكريمة أوجبت الوضوء للصلاة ، وبينت الأعضاء التي يجب غسلها أو مسحها في الوضوء ، وحددت مواقع الوضوء منها ، ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم صفة الوضوء بقوله وبفعله بيانا كافيا .
اعلم أيها المسلم أن للوضوء شروطا وفروضا وسننا ، فالشروط والفروض لا بد منها حسب الإمكان ؛ ليكون الوضوء صحيحا ، وأما السنن فهي مكملات الوضوء ، وفيها زيادة أجر ، وتركها لا يمنع صحة الوضوء .
فالشروط هي :
- الإسلام ، والعقل ، والتمييز ، والنية ، فلا يصح الوضوء من كافر ، ولا من مجنون ، ولا من صغير لا يميزه ، ولا ممن لم ينو الوضوء بأن نوى تبردا ، أو غسل أعضاءه ليزيل عنها نجاسة أو وسخا .
- ويشترط للوضوء أيضا أن يكون الماء طهورا كما سبق ، فإن كان نجسا لم يجزئه ، ويشترط للوضوء أيضا أن يكون الماء مباحا ، فإن كان مغصوبا ، أو تحصل عليه بغير طريق شرعي ، لم يصح الوضوء به .
- وكذلك يشترط للوضوء أن يسبقه استنجاء أو استجمار على ما سبق تفصيله .
- ويشترط للوضوء أيضا إزالة ما يمنع وصول الماء إلى الجلد ، فلا بد للمتوضئ أن يزيل ما على أعضاء الوضوء من طين أو عجين أو شمع أو وسخ متراكم أو أصباغ سميكة ؛ ليجري الماء على جلد العضو مباشرة من غير حائل .
وأما فروض الوضوء - وهي أعضاؤه - فهي ستة :
أحدها : غسل الوجه بكامله ، ومنه المضمضة والاستنشاق ، فمن غسل وجهه وترك المضمضة والاستنشاق أو أحدهما لم يصح وضوءه ؛ لأن الفم والأنف من الوجه ، والله تعالى يقول : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF فأمر بغسل الوجه كله ، فمن ترك شيئا منه لم يكن ممتثلا أمر الله تعالى ، والنبي صلى الله عليه وسلم تمضمض واستنشق .
الثاني : غسل اليدين مع المرفقين لقوله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF ، أي : مع المرافق ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أدار الماء على مرفقيه وفي حديث آخر : ( غسل يديه حتى أشرع في العضد ) ، مما يدل على دخول المرفقين في المغسول .
والثالث : مسح الرأس كله ومنه الأذنان لقوله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( الأذنان من الرأس ) ، رواه ابن ماجه (http://javascript<b></b>:InfoPopup(13478,'alam'))والدارقطني (http://javascript<b></b>:InfoPopup(14269,'alam'))وغيرهما ، فلا يجزئ مسح بعض الرأس .
والرابع : غسل الرجلين مع الكعبين لقوله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF ، و ( إلى ) بمعنى ( مع ) ، وذلك للأحاديث الواردة في صفة الوضوء ، فإنها تدل على دخول الكعبين في المغسول .
والخامس : الترتيب بأن يغسل الوجه أولا ، ثم اليدين ، ثم يمسح الرأس ، ثم يغسل رجليه ، لقوله تعالى : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF ، والنبي صلى الله عليه وسلم رتب الوضوء على هذه الكيفية ، وقال : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H1.GIF هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H2.GIF ، رواه أبو داود (http://javascript<b></b>:InfoPopup(11998,'alam'))وغيره .
السادس : الموالاة ، وهي أن يكون غسل الأعضاء المذكورة متواليا ، بحيث لا يفصل بين غسل عضو وغسل العضو الذي قبله ، بل يتابع غسل الأعضاء ، الواحد تلو الآخر حسب الإمكان .
هذه فروض الوضوء التي لا بد منها فيه على وفق ما ذكره الله في كتابه .
وقد اختلف العلماء في حكم التسمية في ابتداء الوضوء ، هل هي واجبة أو سنة ؟ فهي عند الجميع مشروعة ، ولا ينبغي تركها ، وصفتها أن يقول : بسم الله ، وإن زاد : الرحمن الرحيم فلا بأس .
والحكمة - والله أعلم - في اختصاص هذه الأعضاء الأربعة بالوضوء ، لأنها أسرع ما يتحرك من البدن لاكتساب الذنوب ، فكان في تطهير ظاهرها تنبيه على تطهير باطنها ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم كلما غسل عضوا منها حط عنه كل خطيئة أصابها بذلك العضو ، وأنها تخرج خطاياه مع الماء ، أو مع آخر قطر الماء .
ثم أرشد صلى الله عليه وسلم بعد غسل هذه الأعضاء إلى تجديد الإيمان بالشهادتين ، إشارة إلى الجمع بين الطهارتين الحسية والمعنوية ، فالحسية تكون بالماء على الصفة التي بينها الله في كتابه من غسل هذه الأعضاء ، والمعنوية تكون بالشهادتين اللتين تطهران من الشرك .
وقد قال تعالى في آخر آية الوضوء : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF وهكذا أيها المسلم شرع الله لك الوضوء ليطهرك به من خطاياك ، وليتم به نعمته عليك .
وتأمل افتتاح آية الوضوء بهذا النداء الكريم : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF فقد وجه سبحانه الخطاب إلى من يتصف بالإيمان ؛ لأنه هو الذي يصغي لأوامر الله ، وينتفع بها ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H1.GIF ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-H2.GIF .
وما زاد عما ذكر في صفة الوضوء فهو مستحب ، من فعله فله زيادة أجر ، ومن تركه فلا حرج عليه ، ومن ثم سمى الفقهاء تلك الأفعال : سنن الوضوء ، أي : مستحباته ، فسنن الوضوء هي :
أولا : السواك ، وتقدم بيان فضيلته وكيفيته ، ومحله عند المضمضة ليحصل به ، والمضمضة تنظيف الفم لاستقبال العبادة ، والتهيؤ لتلاوة القرآن ومناجاة الله عز وجل .
ثانيا : غسل الكفين ثلاثا في أول الوضوء قبل غسل الوجه ؛ لورود الأحاديث به ، ولأن اليدين آلة نقل الماء إلى الأعضاء ، ففي غسلهما احتياط لجميع الوضوء .
ثالثا : البداءة بالمضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه ؛ لورود البداءة بهما في الأحاديث ، ويبالغ فيها إن كان غير صائم ، ومعنى المبالغة في المضمضة : إدارة الماء في جميع فمه ، وفي الاستنشاق : جذب الماء إلى أقصى أنفه .
رابعا : ومن سنن الوضوء تخليل اللحية الكثيفة بالماء حتى يبلغ داخلها ، وتخليل أصابع اليدين والرجلين .
خامسا : التيامن ، وهو البدء باليمنى من اليدين والرجلين قبل اليسرى .
سادسا : الزيادة على الغسلة الواحدة إلى ثلاث غسلات في غسل الوجه واليدين والرجلين .
هذه شروط الوضوء وفروضه وسننه ، يجدر بك أن تتعلمها وتحرص على تطبيقها في كل وضوء ؛ ليكون وضوؤك مستكملا للصفة المشروعة ، لتحوز على الثواب .
ونسأل الله لنا ولك المزيد من العلم النافع والعمل الصالح .
http://www.alfawzan.ws/alfawzan/bookstree/tabid/91/Default.aspx?View=Page&NodeID=21&PageID=8&SectionID=1&MarkIndex=0&0#%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b6%d9%88%d8%a1(%d8%b4%d8%b 1%d9%88%d8%b7%d9%87