الشاعر أبو رواحة الموري
05-19-2009, 09:41 PM
لامية ابن الوردي
فهذه لامية مشهورة من أجمل اللاميات الإرشادية ، وهي عبارة عن نصائح شرعية وأخلاقية واجتماعية وسياسية
وآداب وحكم وتجارب يومية .
ناظمها هو الشيخ الفقيه النحوي القاضي المؤرخ زين الدين أبو حفص عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن
أبي الفوارس المعري البكري نسبة لأبي بكر الصديق
رضي الله عنه ، المشهور بابن الوردي ، من شعراء القرن الثامن الهجري .
وقد ولد في المعرة غرب مدينة حلب بالشام زمن المماليك سنة 689 هـ ، وخالف الزركلي فقال : إنه ولد سنة 691 هـ .
وكان من علماء اللغة العربية والنحو والفقه والأدب والتاريخ ,كما دل على ذلك تلك المصنفات المتنوعة له ،
وقد اشتهر بالزهد والورع وحسن الخلق وطيب المعشر ، فكانت له مهابة في قلوب معاصريه .
تولى القضاء في منبج وشيزر وحلب ، ثم ما لبث أن ترك ذلك كله وعزل نفسه لمنام رآه ، وكتب أبياتاً في ذم القضاء وأهله ، ثم اشتغل بالتعليم والتأليف حتى شاع ذكره وطار صيته في البلدان ، وقد توفي بالطاعون سنة 947 هـ
لمزيد من الترجمة ، راجع : الأعلام ، والدرر الكامنة.
اعتـزلْ ذِكـرَ الأَغَاني والغـَزَلْ * * * وقُلِ الفَصْـلَ وجانبْ مـَنْ هـَزَلْ
ودَعِ الـذِّكـرَى لأيـامِ الصِّبـا * * * فَـلأَيـامِ الصِّبـا نجَـمٌ أفَـلْ
إنْ أَهنـا عـِيشـةٍ قَضَّيتُهـا * * * ذَهبـتْ لـذَّاتُهـا وَالإثـمُ حَـلْ
واتـرُكِ الغـادَةَ لاَ تحفــلْ بهـا * * * تمُـسِ فـي عِـزٍّ رفيـعٍ وتُجَـلْ
وَافتَكـرْ فـي مُنتهَى حُسنِ الْذَّي * * * أنْـتَ تهَـواهُ تجـدْ أمـراً جَلَـلْ
وَاهجُـرِ الخْمَـرةَ إنْ كُنتَ فـتىً * * * كَيفَ يَسعى فـي جُنـونٍ مَنْ عَقَـلْ
واتَّـقِ اللهَ فَتقـوْى اللهِ مَـا * * * جاورتْ قَلبَ امـريءٍ إلا وَصَـلْ
لَيـسَ مـنْ يَقطعُ طُـرقاً بَطـلاً * * * إنمـا مـنْ يتَّقِـي اللهَ البَطَـلْ
صـدِّقِ الشَّـرعَ وَلاَ تـركنْ إِلى * * * رَجلٍ يَـرَّصِـدُ فـي الْلَّيل زُحـلْ
حَـارتِ الأَفْكارُ فـي حِكمةِ مَنْ * * * قَـدْ هَـدانـا سبْلنـا عـزَّ وجَـلْ
كُتِـبَ المـوتُ على الخَلقِ فكمْ * * * فَـلَّ مِـن جَيـشٍ وأَفنَى مِـنْ دُوَلْ
أيـنَ نمـُرودُ وَكَنعـان ُ ومَـنْ * * * مـَلَكَ الأرْضَ وَوَلـىَّ وعَـزَلْ
أَينَ عـادٌ أَيـنَ فِـرعَـونُ وَمَنْ * * * رَفـعَ الأَهَـرامَ مِـنْ يسمعْ يَخَـلْ
أَيـنَ مَـنْ سَـادوا وشَادوا وبَنَوا * * * هَلَكَ الكُـلُّ و َلـم تُغـنِ القُلَـلْ
أَيـنَ أرْبـابُ الحِجَى أَهْـلُ النُّهى * * * أَيـنَ أهْـلُ العلـمِ والقـومُ الأوَلْ
سيُعيــدُ اللهُ كُـلاً مِنهـمُ * * * وَسيَجـزِي فَاعِـلاً مـا قـد فَعَـلْ
أيْ بُنـيَّ اسمـعْ وَصَايَا جَمعَـتْ * * * حِكمـاً خُصَّـتْ بهـِا خَـيرُ المِللْ
أُطلـبِ العِلـمَ وَلاَ تَكسَـلْ فَمَا * * * أَبعـَدَ الخْـيرَ عَلى أهـلِ الكَسَـلْ
وَاحتَفِـلْ للفقهِ فـي الـدِّينِ وَلا * * * تَشَّتغِـلْ عَنـهُ بمِـالٍ وخَـوَلْ
وَاهْجُـرِ النَّـومَ وَحصِّلهُ فمـنْ * * * يَعـرفِ المْطلُـوْبَ يَحقِِـرْ ما بَـذَلْ
لاَ تَقـلْ قَـدْ ذَهَبـتْ أربـابُهُ * * * كُلُّ مِـنْ سارَ عَلى الـدَّربِ وَصْـلْ
فـي ازدِيـادِ العِلمِ إِرغْامُ العِدى * * * وَجمَـالُ الْعِلـمِ إِصـلاَحُ الْعَمـلْ
جَمِّـلِ المَنطِـقَ بالنَّحـو فَمـنْ * * * يحُـرَمِ الإِعـرْابَ بالنُّطـقِ اخَتَبـلْ
انظُـمِ الشِّعـرَ وَلاَزِمْ مَـذْهَبِـي * * * فـي اطَّـراحِ الرَّفد لاَ تبغِ النَّحَـلْ
فَهـوَ عُنـوانٌ عَلَى الْفَضـلِ وَمَا * * * أحَسـنَ الشِّعـرَ إِذْا لـمَ يُبتـذلْ
مَاتَ أهـلُ الْفَضـلِ لم يَبقَ سِوى * * * مُقرفٍ أَوْ مَـنْ عَلَى الأَصْـلِ اتَّكـلْ
أَنَـا لاَ أَخَتَـارُ تَقبِيـلَ يـدٍ * * * قَطْعُهـا أَجمْـلُ مِـنْ تـِلكَ القُبَـلْ
إِنْ جَزتْني عَنْ مَديحِي صِرتُ فـي * * * رقِّهـا أَوْ لاَ فَيكفِيـني الخَجَـلْ
أَعـذْبُ الأَلْفَاظِ قَولي لَكَ : خُـذْ * * * وَأمَـرُّ الْلفـظِ نُطقـي بِلَعَـلّْ
مُلكُ كِسـرى عَنهُ تُغني كِسْرةٌ * * * وَعنِ الْبحْـرِ اجْتـزاءٌ بـالـوَشـلْ
اَعتـَبر " نحَـن قَسَمنّـَا بَيَنَهُـمُ" * * * تَلقَـهُ حَقَـا ً وَبـِالحْـقِ نَـزْلْ
لَيـسَ مَا يَحْـوي الْفَتى مِنْ عَزمِهِ * * * لاَ وَلاَ مـَا فَاتَ يَـومـاً بِالكْسَـلْ
اطْـرَحِ الـدُّنيا فَمـنْ عَـادَاتهِا * * * تَخفِـضُ العاليْ وتُعلـي مَـنْ سَفَـلْ
عَيشةُ الـرَّاغـبِ فـي تحَصِيلِها * * * عَيشَـةُ الجْـاهـلِ فِيهْـا أَوْ أقْـلْ
كَـمْ جَهـولٍ بَاتَ فَيها مُكثـراً * * * وَعَليـمٍ بَـاتَ مِنهـا فـي عِلَـلْ
كَـمْ شُجاعٍ لم يَنـلْ فيها المُـنى * * * وَجَبـانٍ نَـالَ غـايـاتِ الأَمْـلْ
فَاتـركِ الحْيلَةَ فِيهَا وَاتَّكِـلْ * * * إِنمـا الحْيلَـةُ فـي تَـركِ الحِيَـلْ
أيُّ كَـفٍّ لمْ تَنـلْ مِنها المُـنى * * * فَـرْمَـاهَـا اللهُ مِنـهُ بـالشَّلَـلْ
لاَ تَقُـلْ أَصْلـي وَفَصلي أَبـداً * * * إِنما أصْـلُ الفَـتى مَـا قَـدْ حَصَـلْ
قَـدْ يسُـودُ المرءُ مِنْ دُونِ أبٍ * * * وَبِحُسـنِ السَّبْـكِ قـدْ يُنفَى الدَّغَلْ
إِنما الْـوردُ مِـنَ الشَّـوكِ وَمَا * * * يَنبُـتُ النَّـرجِـسُ إِلاَ مِـنْ بَصَـلْ
غَـيرَ أَنـي أَحمـدُ اللهَ عَلـى * * * نَسـبي إِذْ بِـأَبِـي بِكَـرِ اتَّصـلْ
قِيمـةُ الإِنْسـانِ مَـا يُحسنُهُا * * * كثَّـرَ الإنِسـانُ منـهُ أمْ أقَـلْ
أُكْتمِ الأَمـرينِ فقـراً وغَنِـى * * * وَاكسَب الفَلْسَ وَحَاسِب منْ مطَـلْ
وَادَّرع جِـدا ً وكَـداً واجتنبْ * * * صُحبـةَ الحْمقـى وَأَرْبـابُ الخَلَـلْ
بَـينَ تَبـذيـرٍ وبُخـلٍ رُتبةٌ * * * وَكِـلاَ هَـذيـنِ إنْ زادَ قَتَـلْ
لاَ تخُضْ فـي حَقِ سَاداتٍ مَضَوا * * * إِنهـم لَيسًُّـوا بـأهْـلِ للـزَّلَلْ
وَتَغَاضَـى عَـنْ أُمـورٍ إِنهُ * * * لم يفُـزْ بـِالحْمـدِ إِلاَ مَـنْ غَفَـلْ
لَيسَ يخَلُـو المْـرءُ مِنْ ضدٍّ وَلَو * * * حَـاوْلَ العُـزلـةَ فـي رَأسِ الجبَـلْ
مِـلْ عَنْ النَمَّامِ وازجُـرْهُ فَمَا * * * بلَّـغَ المْكـروهَ إلا مَـنْ نَقَـلْ
دارِ جارَ السَّـوءِ بِالصَّبرِ وإنْ * * * لمْ تجـدْ صَـبراً فَمـا أحَلـى النُّقَـلْ
جَانِبِ السُّلطانَ واحذرْ بَطشَهُ * * * لاَ تُعـانِـدْ مَـنْ إِذْا قـالَ فَعَـلْ
لاَ تَلِ الأحَكامَ إِنْ هُمْ سَأَلْـوا * * * رَغبـةً فيـكَ وَخَالفْ مَـنْ عَـذَلْ
إنَّ نِصـفَ النَّاسِ أَعَـداءٌ لمنْ * * * وُلـيَ الأَحكَـامَ هَـذْا إِنْ عَـدَلْ
فَهُـوُ كَالمحَبُوسِ عـَنْ لـذَّاتهِ * * * وَكِـلاَ كفّيـهِ فـي الحْشـرِ تُغَـلْ
إِنَّ لِلنقـصِ والاسَتْثِقال ِ فـي * * * لَفظَـةِ الْقَاضِـي لَـوَعظاً أَوْ مَثَـلْ
لاَ تُـوازى لَـذةُ الحُكـمِ بمِا * * * ذَاقَهُ الشَّخـصُ إِذْا الشَّخـصُ انعـزْلْ
فَالْـوِلاَيَاتُ وَإِنْ طَابتْ لمـنْ * * * ذاقَهـا فَالسُّـمُّ فـي ذَاكَ العَسَـلْ
نَصَبُ المنصِبِ أَوْهى جَلَـدي * * * وَعَنـائـي مَـنْ مُـداراةِ السَّفَـلْ
قَصِّـرِ الآمالَ فـي الدُّنيا تفُزْ * * * فَـدْليـلُ الْعَقـلِ تقصـيرُ الأَمْـلْ
إِنْ منْ يطلِبهُ المْـوتُ عَلـى * * * غِـرَّةٍ مِنـهُ جَـديـرٌ بِـالـوَجَـلْ
غِبْ وزُرْ غِبَّا َ تـزِد ْ حُبَّاً فَمنْ * * * أكثـرَ التَّـردَادَ أَقصـاهُ المَلَـلْ
لاَ يَضُرُّ الْفَضـلَ إِقـلالٌ كَما * * * لاَ يَضـرُّ الشَّمـسَ إطْبـاقُ الطَّفَـلْ
خُذْ بِنصْلِ السَّيفِ واتركْ غِمدهُ * * * واعتـبرْ فَضـلَ الفـتى دونَ الحُلُـلْ
حُبُّكَ الأوْطانَ عَجـزٌ ظَاهِـرٌ * * * فَاغْتـربْ تلـقَ عَـنْ أَهْـلٍ بَـدَلْ
فَبمُكـثِ المَاءِ يَبقـى آسِنـاً * * * وَسُـرى البـدرِ بهِ الْبـدرُ اكتمـلْ
أيُّهْا الْعَائِـبُ قُـولـي عبثـاً * * * إِن طيـبَ الْـوردِ مُـؤذٍ لِلجُعـلْ
عَدِّ عَن أسهُمِ قَـولي وَاستتـِرْ * * * لاَ يُصيبنَّـكَ سَهـمٌ مِـن ثُعَـلْ
لاَ يَغـرَّنَّكَ لَيْـنٌ مِـنْ فـتىً * * * إنَّ لِلحيَّـاتِ لينـاً يُـعتـزلْ
أَنـا مِثـلُ المْاءِ سَهَـلٌ سَائـغٌ * * * وَمـتى سُخِّـنَ آذى وقَتَــلْ
أَنا كَالخيَـزور صَعبٌ كسْـرهُ * * * وَهُـوْ لَـدْنٌ كَيفَ ما شِئتَ انفتَـلْ
غَيرَ أنـيّ َ فـي زَمانٍ مَـنْ يكنْ * * * فيهُ ذَا مَـالٍ هُـوْ المـولَى الأَجـلْ
وَاجبٌ عِنـد الْورى إكـرامُـهُ * * * وَقليـلُ المـالِ فيهـم ْ يُستقـلْ
كُلُّ أهـلِ العصـرِ غمـرٌ وَأَنَا * * * مٍِنهُـمُ فَـاتـرُّكِ تَفَاصِيـلَ الجُمَـلْ
وَصـلاةُ اللهِ ربـي كُلَّمـا * * * طَلَـعَ الشَّمـسُ نهَـاراً وَأَفْـلْ
لِلذِّي حَازَ العُلى مِـنْ هَـاشِمٍ * * * أحمَـدَ المُختـارِ مَـنْ سَـادَ الأَوَْلْ
وَعَلَـى آلٍ وَصَحـبٍ سَـادةٍ * * * لَيْـسَ فِيهِـمْ عَـاجـز ٌ إلا بَطَـلْ
فهذه لامية مشهورة من أجمل اللاميات الإرشادية ، وهي عبارة عن نصائح شرعية وأخلاقية واجتماعية وسياسية
وآداب وحكم وتجارب يومية .
ناظمها هو الشيخ الفقيه النحوي القاضي المؤرخ زين الدين أبو حفص عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن
أبي الفوارس المعري البكري نسبة لأبي بكر الصديق
رضي الله عنه ، المشهور بابن الوردي ، من شعراء القرن الثامن الهجري .
وقد ولد في المعرة غرب مدينة حلب بالشام زمن المماليك سنة 689 هـ ، وخالف الزركلي فقال : إنه ولد سنة 691 هـ .
وكان من علماء اللغة العربية والنحو والفقه والأدب والتاريخ ,كما دل على ذلك تلك المصنفات المتنوعة له ،
وقد اشتهر بالزهد والورع وحسن الخلق وطيب المعشر ، فكانت له مهابة في قلوب معاصريه .
تولى القضاء في منبج وشيزر وحلب ، ثم ما لبث أن ترك ذلك كله وعزل نفسه لمنام رآه ، وكتب أبياتاً في ذم القضاء وأهله ، ثم اشتغل بالتعليم والتأليف حتى شاع ذكره وطار صيته في البلدان ، وقد توفي بالطاعون سنة 947 هـ
لمزيد من الترجمة ، راجع : الأعلام ، والدرر الكامنة.
اعتـزلْ ذِكـرَ الأَغَاني والغـَزَلْ * * * وقُلِ الفَصْـلَ وجانبْ مـَنْ هـَزَلْ
ودَعِ الـذِّكـرَى لأيـامِ الصِّبـا * * * فَـلأَيـامِ الصِّبـا نجَـمٌ أفَـلْ
إنْ أَهنـا عـِيشـةٍ قَضَّيتُهـا * * * ذَهبـتْ لـذَّاتُهـا وَالإثـمُ حَـلْ
واتـرُكِ الغـادَةَ لاَ تحفــلْ بهـا * * * تمُـسِ فـي عِـزٍّ رفيـعٍ وتُجَـلْ
وَافتَكـرْ فـي مُنتهَى حُسنِ الْذَّي * * * أنْـتَ تهَـواهُ تجـدْ أمـراً جَلَـلْ
وَاهجُـرِ الخْمَـرةَ إنْ كُنتَ فـتىً * * * كَيفَ يَسعى فـي جُنـونٍ مَنْ عَقَـلْ
واتَّـقِ اللهَ فَتقـوْى اللهِ مَـا * * * جاورتْ قَلبَ امـريءٍ إلا وَصَـلْ
لَيـسَ مـنْ يَقطعُ طُـرقاً بَطـلاً * * * إنمـا مـنْ يتَّقِـي اللهَ البَطَـلْ
صـدِّقِ الشَّـرعَ وَلاَ تـركنْ إِلى * * * رَجلٍ يَـرَّصِـدُ فـي الْلَّيل زُحـلْ
حَـارتِ الأَفْكارُ فـي حِكمةِ مَنْ * * * قَـدْ هَـدانـا سبْلنـا عـزَّ وجَـلْ
كُتِـبَ المـوتُ على الخَلقِ فكمْ * * * فَـلَّ مِـن جَيـشٍ وأَفنَى مِـنْ دُوَلْ
أيـنَ نمـُرودُ وَكَنعـان ُ ومَـنْ * * * مـَلَكَ الأرْضَ وَوَلـىَّ وعَـزَلْ
أَينَ عـادٌ أَيـنَ فِـرعَـونُ وَمَنْ * * * رَفـعَ الأَهَـرامَ مِـنْ يسمعْ يَخَـلْ
أَيـنَ مَـنْ سَـادوا وشَادوا وبَنَوا * * * هَلَكَ الكُـلُّ و َلـم تُغـنِ القُلَـلْ
أَيـنَ أرْبـابُ الحِجَى أَهْـلُ النُّهى * * * أَيـنَ أهْـلُ العلـمِ والقـومُ الأوَلْ
سيُعيــدُ اللهُ كُـلاً مِنهـمُ * * * وَسيَجـزِي فَاعِـلاً مـا قـد فَعَـلْ
أيْ بُنـيَّ اسمـعْ وَصَايَا جَمعَـتْ * * * حِكمـاً خُصَّـتْ بهـِا خَـيرُ المِللْ
أُطلـبِ العِلـمَ وَلاَ تَكسَـلْ فَمَا * * * أَبعـَدَ الخْـيرَ عَلى أهـلِ الكَسَـلْ
وَاحتَفِـلْ للفقهِ فـي الـدِّينِ وَلا * * * تَشَّتغِـلْ عَنـهُ بمِـالٍ وخَـوَلْ
وَاهْجُـرِ النَّـومَ وَحصِّلهُ فمـنْ * * * يَعـرفِ المْطلُـوْبَ يَحقِِـرْ ما بَـذَلْ
لاَ تَقـلْ قَـدْ ذَهَبـتْ أربـابُهُ * * * كُلُّ مِـنْ سارَ عَلى الـدَّربِ وَصْـلْ
فـي ازدِيـادِ العِلمِ إِرغْامُ العِدى * * * وَجمَـالُ الْعِلـمِ إِصـلاَحُ الْعَمـلْ
جَمِّـلِ المَنطِـقَ بالنَّحـو فَمـنْ * * * يحُـرَمِ الإِعـرْابَ بالنُّطـقِ اخَتَبـلْ
انظُـمِ الشِّعـرَ وَلاَزِمْ مَـذْهَبِـي * * * فـي اطَّـراحِ الرَّفد لاَ تبغِ النَّحَـلْ
فَهـوَ عُنـوانٌ عَلَى الْفَضـلِ وَمَا * * * أحَسـنَ الشِّعـرَ إِذْا لـمَ يُبتـذلْ
مَاتَ أهـلُ الْفَضـلِ لم يَبقَ سِوى * * * مُقرفٍ أَوْ مَـنْ عَلَى الأَصْـلِ اتَّكـلْ
أَنَـا لاَ أَخَتَـارُ تَقبِيـلَ يـدٍ * * * قَطْعُهـا أَجمْـلُ مِـنْ تـِلكَ القُبَـلْ
إِنْ جَزتْني عَنْ مَديحِي صِرتُ فـي * * * رقِّهـا أَوْ لاَ فَيكفِيـني الخَجَـلْ
أَعـذْبُ الأَلْفَاظِ قَولي لَكَ : خُـذْ * * * وَأمَـرُّ الْلفـظِ نُطقـي بِلَعَـلّْ
مُلكُ كِسـرى عَنهُ تُغني كِسْرةٌ * * * وَعنِ الْبحْـرِ اجْتـزاءٌ بـالـوَشـلْ
اَعتـَبر " نحَـن قَسَمنّـَا بَيَنَهُـمُ" * * * تَلقَـهُ حَقَـا ً وَبـِالحْـقِ نَـزْلْ
لَيـسَ مَا يَحْـوي الْفَتى مِنْ عَزمِهِ * * * لاَ وَلاَ مـَا فَاتَ يَـومـاً بِالكْسَـلْ
اطْـرَحِ الـدُّنيا فَمـنْ عَـادَاتهِا * * * تَخفِـضُ العاليْ وتُعلـي مَـنْ سَفَـلْ
عَيشةُ الـرَّاغـبِ فـي تحَصِيلِها * * * عَيشَـةُ الجْـاهـلِ فِيهْـا أَوْ أقْـلْ
كَـمْ جَهـولٍ بَاتَ فَيها مُكثـراً * * * وَعَليـمٍ بَـاتَ مِنهـا فـي عِلَـلْ
كَـمْ شُجاعٍ لم يَنـلْ فيها المُـنى * * * وَجَبـانٍ نَـالَ غـايـاتِ الأَمْـلْ
فَاتـركِ الحْيلَةَ فِيهَا وَاتَّكِـلْ * * * إِنمـا الحْيلَـةُ فـي تَـركِ الحِيَـلْ
أيُّ كَـفٍّ لمْ تَنـلْ مِنها المُـنى * * * فَـرْمَـاهَـا اللهُ مِنـهُ بـالشَّلَـلْ
لاَ تَقُـلْ أَصْلـي وَفَصلي أَبـداً * * * إِنما أصْـلُ الفَـتى مَـا قَـدْ حَصَـلْ
قَـدْ يسُـودُ المرءُ مِنْ دُونِ أبٍ * * * وَبِحُسـنِ السَّبْـكِ قـدْ يُنفَى الدَّغَلْ
إِنما الْـوردُ مِـنَ الشَّـوكِ وَمَا * * * يَنبُـتُ النَّـرجِـسُ إِلاَ مِـنْ بَصَـلْ
غَـيرَ أَنـي أَحمـدُ اللهَ عَلـى * * * نَسـبي إِذْ بِـأَبِـي بِكَـرِ اتَّصـلْ
قِيمـةُ الإِنْسـانِ مَـا يُحسنُهُا * * * كثَّـرَ الإنِسـانُ منـهُ أمْ أقَـلْ
أُكْتمِ الأَمـرينِ فقـراً وغَنِـى * * * وَاكسَب الفَلْسَ وَحَاسِب منْ مطَـلْ
وَادَّرع جِـدا ً وكَـداً واجتنبْ * * * صُحبـةَ الحْمقـى وَأَرْبـابُ الخَلَـلْ
بَـينَ تَبـذيـرٍ وبُخـلٍ رُتبةٌ * * * وَكِـلاَ هَـذيـنِ إنْ زادَ قَتَـلْ
لاَ تخُضْ فـي حَقِ سَاداتٍ مَضَوا * * * إِنهـم لَيسًُّـوا بـأهْـلِ للـزَّلَلْ
وَتَغَاضَـى عَـنْ أُمـورٍ إِنهُ * * * لم يفُـزْ بـِالحْمـدِ إِلاَ مَـنْ غَفَـلْ
لَيسَ يخَلُـو المْـرءُ مِنْ ضدٍّ وَلَو * * * حَـاوْلَ العُـزلـةَ فـي رَأسِ الجبَـلْ
مِـلْ عَنْ النَمَّامِ وازجُـرْهُ فَمَا * * * بلَّـغَ المْكـروهَ إلا مَـنْ نَقَـلْ
دارِ جارَ السَّـوءِ بِالصَّبرِ وإنْ * * * لمْ تجـدْ صَـبراً فَمـا أحَلـى النُّقَـلْ
جَانِبِ السُّلطانَ واحذرْ بَطشَهُ * * * لاَ تُعـانِـدْ مَـنْ إِذْا قـالَ فَعَـلْ
لاَ تَلِ الأحَكامَ إِنْ هُمْ سَأَلْـوا * * * رَغبـةً فيـكَ وَخَالفْ مَـنْ عَـذَلْ
إنَّ نِصـفَ النَّاسِ أَعَـداءٌ لمنْ * * * وُلـيَ الأَحكَـامَ هَـذْا إِنْ عَـدَلْ
فَهُـوُ كَالمحَبُوسِ عـَنْ لـذَّاتهِ * * * وَكِـلاَ كفّيـهِ فـي الحْشـرِ تُغَـلْ
إِنَّ لِلنقـصِ والاسَتْثِقال ِ فـي * * * لَفظَـةِ الْقَاضِـي لَـوَعظاً أَوْ مَثَـلْ
لاَ تُـوازى لَـذةُ الحُكـمِ بمِا * * * ذَاقَهُ الشَّخـصُ إِذْا الشَّخـصُ انعـزْلْ
فَالْـوِلاَيَاتُ وَإِنْ طَابتْ لمـنْ * * * ذاقَهـا فَالسُّـمُّ فـي ذَاكَ العَسَـلْ
نَصَبُ المنصِبِ أَوْهى جَلَـدي * * * وَعَنـائـي مَـنْ مُـداراةِ السَّفَـلْ
قَصِّـرِ الآمالَ فـي الدُّنيا تفُزْ * * * فَـدْليـلُ الْعَقـلِ تقصـيرُ الأَمْـلْ
إِنْ منْ يطلِبهُ المْـوتُ عَلـى * * * غِـرَّةٍ مِنـهُ جَـديـرٌ بِـالـوَجَـلْ
غِبْ وزُرْ غِبَّا َ تـزِد ْ حُبَّاً فَمنْ * * * أكثـرَ التَّـردَادَ أَقصـاهُ المَلَـلْ
لاَ يَضُرُّ الْفَضـلَ إِقـلالٌ كَما * * * لاَ يَضـرُّ الشَّمـسَ إطْبـاقُ الطَّفَـلْ
خُذْ بِنصْلِ السَّيفِ واتركْ غِمدهُ * * * واعتـبرْ فَضـلَ الفـتى دونَ الحُلُـلْ
حُبُّكَ الأوْطانَ عَجـزٌ ظَاهِـرٌ * * * فَاغْتـربْ تلـقَ عَـنْ أَهْـلٍ بَـدَلْ
فَبمُكـثِ المَاءِ يَبقـى آسِنـاً * * * وَسُـرى البـدرِ بهِ الْبـدرُ اكتمـلْ
أيُّهْا الْعَائِـبُ قُـولـي عبثـاً * * * إِن طيـبَ الْـوردِ مُـؤذٍ لِلجُعـلْ
عَدِّ عَن أسهُمِ قَـولي وَاستتـِرْ * * * لاَ يُصيبنَّـكَ سَهـمٌ مِـن ثُعَـلْ
لاَ يَغـرَّنَّكَ لَيْـنٌ مِـنْ فـتىً * * * إنَّ لِلحيَّـاتِ لينـاً يُـعتـزلْ
أَنـا مِثـلُ المْاءِ سَهَـلٌ سَائـغٌ * * * وَمـتى سُخِّـنَ آذى وقَتَــلْ
أَنا كَالخيَـزور صَعبٌ كسْـرهُ * * * وَهُـوْ لَـدْنٌ كَيفَ ما شِئتَ انفتَـلْ
غَيرَ أنـيّ َ فـي زَمانٍ مَـنْ يكنْ * * * فيهُ ذَا مَـالٍ هُـوْ المـولَى الأَجـلْ
وَاجبٌ عِنـد الْورى إكـرامُـهُ * * * وَقليـلُ المـالِ فيهـم ْ يُستقـلْ
كُلُّ أهـلِ العصـرِ غمـرٌ وَأَنَا * * * مٍِنهُـمُ فَـاتـرُّكِ تَفَاصِيـلَ الجُمَـلْ
وَصـلاةُ اللهِ ربـي كُلَّمـا * * * طَلَـعَ الشَّمـسُ نهَـاراً وَأَفْـلْ
لِلذِّي حَازَ العُلى مِـنْ هَـاشِمٍ * * * أحمَـدَ المُختـارِ مَـنْ سَـادَ الأَوَْلْ
وَعَلَـى آلٍ وَصَحـبٍ سَـادةٍ * * * لَيْـسَ فِيهِـمْ عَـاجـز ٌ إلا بَطَـلْ