زكريا عبدالله النعمي
12-08-2009, 09:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنشدنا الشيخ الإمام العالم الفاضل الكامل أوحد دهره وفريد عصره إمام المحققين وقدوة أئمة المحدثين تقي الدين أبو الثناء محمود بن علي بن محمود بن مقبل بن سليمان بن داود الدقوقي
يرثي الشيخ الإمام العلامة والبحر الفهامة حجة الإسلام وقدوة الأنام تقي الملة والحق والدين أحمد بن الشيخ الإمام شهاب الدين عبد الحليم بن الشيخ الإمام العلامة مجد الدين عبد السلام بن تيمية الحراني قدس الله روحه ونور ضريحه في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ولم ير الشيخ رحمه الله
قف بالربوع الهامدات وعدد ** واذر الدموع الجامدات وبدد
واحبس مطيك في المنازل ساعة ** واسأل ولا تك في سؤالك معتد
واقطع علائقك التي هي فتنة ** واتبع سبيل أولي الهداية تهتد
ودع صباك ودع أباطيل المنى ** واهجر دنيات الأمور وسدد
واقنع من الدنيا القليل ولازم الفعل الجميل وسر بسير مجرد
وتوخ فعل الخير واصحب أهله ** متحببا متجنبا أهل الدد
لا تعتبن مفارقا يبكي على ** أحبابه وارحمه إن لم تسعد
ودع المروع بالبعاد وعذله ** فالعذل أمضى من فعال مهند
ماذا الوقوف عن السرى وصحابنا ** ساروا وصاروا بالعراء القدخد
لا اخضر بعدهم العقيق ولا شدت ** ورق الحمائم فوق برقد تهمد
أما أنا فلأبكين فإن ونى ** دمعي سفكت حشاشة القلب الصدي
أين المعين على الخطوب إذا عرت ** أين المساعد عند فقد المسعد
أو ما درى من كنت تعرف قد مضى ** لسبيله في ضنك لحد مؤصد
اين المحامي عن شريعة أحمد ** أين المحقق نهج مذهب أحمد
مات الإمام العالم الحبر الذي ** بهداه عالم كل قوم يهتدي
من لليهود وللنصارى بعده ** يرميهم بمقاله المتسدد
سل عنه ديان اليهود أما غدا ** متلفعا بصغاره المتهود
نشأت على فعل التقى أطواره ** فعنت له التقوى وأعطت عن يدي
ورث الزهادة كابرا عن كابر ** والعلم إرثا سيدا عن سيد
قف إن مررت بقاسيون على ثرى ** فيه ضريح العالم المتفرد
واعجب لقبر ضم بحرا زاخرا ** بالفضل يقذف بالعلا والسؤدد
بشر يبشر بالغنى من جاءه ** يسر يسر فؤاد عان مزهد
كانت به أرض الشآم أمينة ** من مبطل متهول متلدد
لو تستطيع بنات نعش أن ترى ** يوما يسير بنعش ميت ملحد
كانت تسير بنعشه وتحطه ** فوق السماك وفوق فرق الفرقد
مات الذي جمع العلوم إلى التقى ** والفضل والورع الصحيح الجيد
شيخ الأنام تقي الدين محمد ** وجمال مذهب ذي الفضائل أحمد
ودعت قلبي يوم جاء نعيه ** فتقاعدي يا عين بي أو أنجدي
سقت العهاد عراص قبر حله ** جسد حوى خلقا وحسن تودد
يا مبلغ العذال فرط صبابتي ** وتعلقي يوم النوى وتسهدي
ما بعد رزئك في الزمان رزية ** تصمي المقاتل بالفراق ولا تدي
بددت شمل الملحدين جميعهم ** وجمعت شمل ذوي التقى المتبدد
يا من ترى أقواله مبيضة ** في كل ذي قول ووجه أسود
يا كالىء الإسلام من أعدائه ** وسمام كل أخي نفاق ملحد
يا واحد الدنيا الذي بعلومه ** يمتاز في الإسلام كل موحد
يا حامل الأعباء عن مستنصر ** يا كاشف الغماء عن مستنجد
يا طارد الشبهات عن متردد ** يا دافع الفاقات عن مسترفد
قرت عيون مجاوريك وقد غنوا ** بجوار قبرك عن وثير المرقد
فكأنما تلك اللحود حدائق ** تزهو بنرجس زهرها الغض الندي
يا خاتم العلماء صح بموتك ال ** خبر الذي يرويه كل مجود
اليوم قبض العلم قولا واحدا ** من غير ما منع وغير تردد
لو لم يكن ختم الأئمة أحمد ** بشرت أهل الخافقين بأحمد
خوض الكرائه لم يزل من دأبه ** فبه الفوارس في المضايق تهتدي
شيخ إذا أبصرته في محفل ** تقذى برؤيته عيون الحسد
ذو المنقبات الغر والشيم التي ** يفنى الزمان وذكره لم ينفذ
يا من يروم له عديلا في الورى ** قد رمت كالعنقاء ما لم يوجد
كم بين رئبال الفلاة وثعلب ** كم بين شعواء البزاة وجدجد
أرح المطى ولا تكن كمحاول ** صيد النجوم من المياه الركد
قد كان شمسا للصحاب منيرة ** بضيائها في كل قطر نهتدي
واليوم أدركها الكسوف فأظلمت ** طرق الهدى للسالك المتردد
لهفي على تلك الشمائل والندى ** والجود والهدى القويم الأرشد
هجم الحمام فلا مفر لهارب ** والموت في الدنيا لنا بالمرصد
مات الصديق ومات من عاديته ** وتموت أنت كمثله وكأن قد
وإذا مضى أقران عمرك فانتظر ** في يومك الناعي وإلا في غد
لكن لنا عن كل خل سلوة ** بمصاب سيدنا النبي محمد
صلى عليه الله ما هجر الكرى ** جفن التقى القانت المتهجد
تمت والحمد لله وعدتها ستة وخمسون بيتا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنشدنا الشيخ الإمام العالم الفاضل الكامل أوحد دهره وفريد عصره إمام المحققين وقدوة أئمة المحدثين تقي الدين أبو الثناء محمود بن علي بن محمود بن مقبل بن سليمان بن داود الدقوقي
يرثي الشيخ الإمام العلامة والبحر الفهامة حجة الإسلام وقدوة الأنام تقي الملة والحق والدين أحمد بن الشيخ الإمام شهاب الدين عبد الحليم بن الشيخ الإمام العلامة مجد الدين عبد السلام بن تيمية الحراني قدس الله روحه ونور ضريحه في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ولم ير الشيخ رحمه الله
قف بالربوع الهامدات وعدد ** واذر الدموع الجامدات وبدد
واحبس مطيك في المنازل ساعة ** واسأل ولا تك في سؤالك معتد
واقطع علائقك التي هي فتنة ** واتبع سبيل أولي الهداية تهتد
ودع صباك ودع أباطيل المنى ** واهجر دنيات الأمور وسدد
واقنع من الدنيا القليل ولازم الفعل الجميل وسر بسير مجرد
وتوخ فعل الخير واصحب أهله ** متحببا متجنبا أهل الدد
لا تعتبن مفارقا يبكي على ** أحبابه وارحمه إن لم تسعد
ودع المروع بالبعاد وعذله ** فالعذل أمضى من فعال مهند
ماذا الوقوف عن السرى وصحابنا ** ساروا وصاروا بالعراء القدخد
لا اخضر بعدهم العقيق ولا شدت ** ورق الحمائم فوق برقد تهمد
أما أنا فلأبكين فإن ونى ** دمعي سفكت حشاشة القلب الصدي
أين المعين على الخطوب إذا عرت ** أين المساعد عند فقد المسعد
أو ما درى من كنت تعرف قد مضى ** لسبيله في ضنك لحد مؤصد
اين المحامي عن شريعة أحمد ** أين المحقق نهج مذهب أحمد
مات الإمام العالم الحبر الذي ** بهداه عالم كل قوم يهتدي
من لليهود وللنصارى بعده ** يرميهم بمقاله المتسدد
سل عنه ديان اليهود أما غدا ** متلفعا بصغاره المتهود
نشأت على فعل التقى أطواره ** فعنت له التقوى وأعطت عن يدي
ورث الزهادة كابرا عن كابر ** والعلم إرثا سيدا عن سيد
قف إن مررت بقاسيون على ثرى ** فيه ضريح العالم المتفرد
واعجب لقبر ضم بحرا زاخرا ** بالفضل يقذف بالعلا والسؤدد
بشر يبشر بالغنى من جاءه ** يسر يسر فؤاد عان مزهد
كانت به أرض الشآم أمينة ** من مبطل متهول متلدد
لو تستطيع بنات نعش أن ترى ** يوما يسير بنعش ميت ملحد
كانت تسير بنعشه وتحطه ** فوق السماك وفوق فرق الفرقد
مات الذي جمع العلوم إلى التقى ** والفضل والورع الصحيح الجيد
شيخ الأنام تقي الدين محمد ** وجمال مذهب ذي الفضائل أحمد
ودعت قلبي يوم جاء نعيه ** فتقاعدي يا عين بي أو أنجدي
سقت العهاد عراص قبر حله ** جسد حوى خلقا وحسن تودد
يا مبلغ العذال فرط صبابتي ** وتعلقي يوم النوى وتسهدي
ما بعد رزئك في الزمان رزية ** تصمي المقاتل بالفراق ولا تدي
بددت شمل الملحدين جميعهم ** وجمعت شمل ذوي التقى المتبدد
يا من ترى أقواله مبيضة ** في كل ذي قول ووجه أسود
يا كالىء الإسلام من أعدائه ** وسمام كل أخي نفاق ملحد
يا واحد الدنيا الذي بعلومه ** يمتاز في الإسلام كل موحد
يا حامل الأعباء عن مستنصر ** يا كاشف الغماء عن مستنجد
يا طارد الشبهات عن متردد ** يا دافع الفاقات عن مسترفد
قرت عيون مجاوريك وقد غنوا ** بجوار قبرك عن وثير المرقد
فكأنما تلك اللحود حدائق ** تزهو بنرجس زهرها الغض الندي
يا خاتم العلماء صح بموتك ال ** خبر الذي يرويه كل مجود
اليوم قبض العلم قولا واحدا ** من غير ما منع وغير تردد
لو لم يكن ختم الأئمة أحمد ** بشرت أهل الخافقين بأحمد
خوض الكرائه لم يزل من دأبه ** فبه الفوارس في المضايق تهتدي
شيخ إذا أبصرته في محفل ** تقذى برؤيته عيون الحسد
ذو المنقبات الغر والشيم التي ** يفنى الزمان وذكره لم ينفذ
يا من يروم له عديلا في الورى ** قد رمت كالعنقاء ما لم يوجد
كم بين رئبال الفلاة وثعلب ** كم بين شعواء البزاة وجدجد
أرح المطى ولا تكن كمحاول ** صيد النجوم من المياه الركد
قد كان شمسا للصحاب منيرة ** بضيائها في كل قطر نهتدي
واليوم أدركها الكسوف فأظلمت ** طرق الهدى للسالك المتردد
لهفي على تلك الشمائل والندى ** والجود والهدى القويم الأرشد
هجم الحمام فلا مفر لهارب ** والموت في الدنيا لنا بالمرصد
مات الصديق ومات من عاديته ** وتموت أنت كمثله وكأن قد
وإذا مضى أقران عمرك فانتظر ** في يومك الناعي وإلا في غد
لكن لنا عن كل خل سلوة ** بمصاب سيدنا النبي محمد
صلى عليه الله ما هجر الكرى ** جفن التقى القانت المتهجد
تمت والحمد لله وعدتها ستة وخمسون بيتا