أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
01-13-2010, 09:06 PM
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد :
أنقل إخوتنا في الله هذا النموذج من إجرام أحفاد اليهود من القرامطة
مما يدلك على مكر جميع طوائف الروافض بأهل الإسلام و انهم لو قدروا على شبر من أرض المسلمين
لخربوه و هذه قصة إجرام أميرهم أبو طاهر حيث لا طهر و لا تقوى بل الزندقة و الكفر , أقول هذه قصتهم
كما أوردها الإمام بن كثير في كتابه البداية و النهاية (15/37-41) فاليكموها .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى :
ذكر أخذ القرامطة الحجر الأسود إلى بلادهم
فيها خرج ركب العراق وأميرهم منصور الديلمي فوصلوا إلى مكة سالمين وتوافدت الركوب
هناك من كل مكان وجانب وفج فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته يوم التروية
فانتهب أموالهم واستباح قتالهم فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة
من الحجاج خلقا كثيرا وجلس أميرهم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة والرجال تصرع حوله
والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في يوم التروية الذي هو من أشرف الأيام
وهو يقول
أنا لله وبالله أنا أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا
فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئا
بل يقتلون وهم كذلك ويطوفون فيقتلون في الطواف وقد كان بعض أهل الحديث يومئذ يطوف
فلما قضى طوافه أخذته السيوف فلما وجب أنشد وهو كذلك
ترى المحبين صرعى في ديارهم * كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا
فلما قضى القرمطي لعنه الله أمره وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم
ودفن كثيرا منهم في أماكنهم من الحرم وفي المسجد الحرام ويا حبذا تلك القتلة وتلك الضجعة
وذلك المدفن والمكان ومع هذا لم يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصل عليهم لأنهم محرمون شهداء
في نفس الأمر وهدم قبة زمزم أمر بقلع الكعبة ونزع كسوتها عنها وشققها بين
أصحابه وأمر رجلا أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه فسقط على أم رأسه فمات إلى النا
ر فعند ذلك انكف الخبيث عن الميزاب ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده
وقال أين الطير الأبابيل أين الحجارة من سجيل ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم
فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه كما سنذكره في سنة تسع وثلاثين وثلثمائة
فإنا لله وإنا إليه راجعون ولما رجع القرمطي إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وتبعة أمير مكة هو وأهل بيته وجنده
وسأله وتشفع إليه أن يرد الحجر الأسود ليوضع في مكانه وبذل له جميع ما عنده من الأموال فلم يلتفت إليه
فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده واستمر ذاهبا إلى بلاده ومعه الحجر وأموال الحجيج
وقد ألحد هذا اللعين في المسجد الحرام إلحادا لم يسبقه إليه أحد ولا يلحقه فيه وسيجازيه على ذلك
الذي لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد وإنما حمل هؤلاء على هذا الصنيع أنهم كفار زنادقة
وقد كانوا ممالئين للفاطميين الذين نبغوا في هذه السنة ببلاد إفريقية من أرض المغرب
ويلقب أميرهم بالمهدي وهو أبو محمد عبيدالله بن ميمون القداح وقد كان صباغا بسلمية وكان يهوديا
فادعى أنه أسلم ثم سافر من سلمية فدخل بلاد إفريقية فادعى أنه شريف فاطمي فصدقه على ذلك طائفة كثيرة من البربر
وغيرهم من الجهلة وصارت له دولة فملك مدنية سجلماسة ثم ابتنى مدينة وسماها المهدية وكان قرار ملكه بها
وكان هؤلاء القرامطة يراسلونه ويدعون إليه ويترامون عليه ويقال إنهم كانوا يفعلون ذلك سياسة ودولة لا حقيقة له
وذكر ابن الأثير أن المهدي هذا كتب إلى أبي طاهر يلومه على ما فعل بمكة حيث سلط الناس على الكلام فيهم
وانكشفت أسرارهم التي كانوا يبطنونها بما ظهر من صنيعهم هذا القبيح وأمره برد ما أخذه منها وعوده إليها
فكتب إليه بالسمع والطاعة وأنه قد قبل ما أشار إليه من ذلك وقد أسر بعض أهل الحديث في أيدي القرامطة
فمكث في أيديهم مدة ثم فرج الله عنه وكان يحكي عنهم عجائب من قلة عقولهم وعدم دينهم
وأن الذي أسره كان يستخدمه في أشق الخدمة وأشها وكان يعربد عليه إذا سكر فقال لي ذات ليلة وهو سكران
ما تقول في محمدكم فقلت لا أدري فقال كان سائسا ثم قال ما تقول في أبي بكر فقلت لا أدري
فقال كان ضعيفا مهينا وكان عمر فظا غليظا وكان عثمان جاهلا أحمق وكان علي ممخرقا ليس كان عنده أحد يعلمه
ما ادعى أنه في صدره من العلم أما كان يمكنه أن يعلم هذا كلمة وهذا كلمة ثم قال هذا كله مخرقة
فلما كان من الغد قال لا تخبر بهذا الذي قلت لك أحدا ذكره ابن الجوزي في منتظمه
وروى عن بعضهم أنه قال كنت في المسجد الحرام يوم التروية في مكان الطواف فحمل على
رجل كان إلى جانبي فقتله القرمطي ثم قال يا حمير ورفع صوته بذلك أليس قلتم في بيتكم هذا ومن دخله كان آمنا
فأين الأمن قال فقلت له اسمع جوابك قال نعم قلت إنما أراد الله فأمنوه قال فثنى رأس فرسه وانصرف
وقد سأل بعضهم ههنا سؤالا فقال: قد أحلّ الله سبحانه بأصحاب الفيل وكانوا نصارى ما ذكره في كتابه
ولم يفعلوا بمكة شيئا مما فعله هؤلاء ومعلوم أن القرامطة شر من اليهود والنصارى والمجوس بل ومن عبدة الأصنام
وأنهم فعلوا بمكة ما لم يفعله أحد فهلا عوجلوا بالعذاب والعقوبة كما عوجل أصحاب الفيل؟
وقد أجيب عن ذلك بأن أصحاب الفيل إنما عوقبوا إظهارا لشرف البيت ولما يراد به من التشريف العظيم
بإرسال النبي الكريم من البلد الذي فيه البيت الحرام فلما أرادوا إهانة هذه البقعة التي يراد تشريفها وإرسال الرسول منها
أهلكهم سريعا عاجلا ولم يكن شرائع مقررة تدل على فضله فلو دخلوه وأخربوه لأنكرت القلوب فضله
وأما هؤلاء القرامطة فإنما فعلوا ما فعلوا بعد تقرير الشرائع وتمهيد القواعد والعلم بالضرورة من دين الله بشرف مكة والكعبة
وكل مؤمن يعلم أن هؤلاء قد ألحدوا في الحرم إلحادا بالغا عظيما وأنهم من أعظم الملحدين الكافرين
بما تبين من كتاب الله وسنة رسوله فلهذا لم يحتج الحال إلي معالجتهم بالعقوبة بل أخرهم الرب تعالى ليوم تشخص فيه الأبصار
والله سبحانه يمهل ويملي ويستدرج ثم يأذخ أخذ عزيز مقتدر كما قال النبي صلى الله عليه و سلم :* إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته*
ثم قرأ قوله تعالى :(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)
وقال (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد وقال نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ)
وقال :( متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ) ا هـ
أنقل إخوتنا في الله هذا النموذج من إجرام أحفاد اليهود من القرامطة
مما يدلك على مكر جميع طوائف الروافض بأهل الإسلام و انهم لو قدروا على شبر من أرض المسلمين
لخربوه و هذه قصة إجرام أميرهم أبو طاهر حيث لا طهر و لا تقوى بل الزندقة و الكفر , أقول هذه قصتهم
كما أوردها الإمام بن كثير في كتابه البداية و النهاية (15/37-41) فاليكموها .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى :
ذكر أخذ القرامطة الحجر الأسود إلى بلادهم
فيها خرج ركب العراق وأميرهم منصور الديلمي فوصلوا إلى مكة سالمين وتوافدت الركوب
هناك من كل مكان وجانب وفج فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته يوم التروية
فانتهب أموالهم واستباح قتالهم فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة
من الحجاج خلقا كثيرا وجلس أميرهم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة والرجال تصرع حوله
والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في يوم التروية الذي هو من أشرف الأيام
وهو يقول
أنا لله وبالله أنا أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا
فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئا
بل يقتلون وهم كذلك ويطوفون فيقتلون في الطواف وقد كان بعض أهل الحديث يومئذ يطوف
فلما قضى طوافه أخذته السيوف فلما وجب أنشد وهو كذلك
ترى المحبين صرعى في ديارهم * كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا
فلما قضى القرمطي لعنه الله أمره وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم
ودفن كثيرا منهم في أماكنهم من الحرم وفي المسجد الحرام ويا حبذا تلك القتلة وتلك الضجعة
وذلك المدفن والمكان ومع هذا لم يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصل عليهم لأنهم محرمون شهداء
في نفس الأمر وهدم قبة زمزم أمر بقلع الكعبة ونزع كسوتها عنها وشققها بين
أصحابه وأمر رجلا أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه فسقط على أم رأسه فمات إلى النا
ر فعند ذلك انكف الخبيث عن الميزاب ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده
وقال أين الطير الأبابيل أين الحجارة من سجيل ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم
فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه كما سنذكره في سنة تسع وثلاثين وثلثمائة
فإنا لله وإنا إليه راجعون ولما رجع القرمطي إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وتبعة أمير مكة هو وأهل بيته وجنده
وسأله وتشفع إليه أن يرد الحجر الأسود ليوضع في مكانه وبذل له جميع ما عنده من الأموال فلم يلتفت إليه
فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده واستمر ذاهبا إلى بلاده ومعه الحجر وأموال الحجيج
وقد ألحد هذا اللعين في المسجد الحرام إلحادا لم يسبقه إليه أحد ولا يلحقه فيه وسيجازيه على ذلك
الذي لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد وإنما حمل هؤلاء على هذا الصنيع أنهم كفار زنادقة
وقد كانوا ممالئين للفاطميين الذين نبغوا في هذه السنة ببلاد إفريقية من أرض المغرب
ويلقب أميرهم بالمهدي وهو أبو محمد عبيدالله بن ميمون القداح وقد كان صباغا بسلمية وكان يهوديا
فادعى أنه أسلم ثم سافر من سلمية فدخل بلاد إفريقية فادعى أنه شريف فاطمي فصدقه على ذلك طائفة كثيرة من البربر
وغيرهم من الجهلة وصارت له دولة فملك مدنية سجلماسة ثم ابتنى مدينة وسماها المهدية وكان قرار ملكه بها
وكان هؤلاء القرامطة يراسلونه ويدعون إليه ويترامون عليه ويقال إنهم كانوا يفعلون ذلك سياسة ودولة لا حقيقة له
وذكر ابن الأثير أن المهدي هذا كتب إلى أبي طاهر يلومه على ما فعل بمكة حيث سلط الناس على الكلام فيهم
وانكشفت أسرارهم التي كانوا يبطنونها بما ظهر من صنيعهم هذا القبيح وأمره برد ما أخذه منها وعوده إليها
فكتب إليه بالسمع والطاعة وأنه قد قبل ما أشار إليه من ذلك وقد أسر بعض أهل الحديث في أيدي القرامطة
فمكث في أيديهم مدة ثم فرج الله عنه وكان يحكي عنهم عجائب من قلة عقولهم وعدم دينهم
وأن الذي أسره كان يستخدمه في أشق الخدمة وأشها وكان يعربد عليه إذا سكر فقال لي ذات ليلة وهو سكران
ما تقول في محمدكم فقلت لا أدري فقال كان سائسا ثم قال ما تقول في أبي بكر فقلت لا أدري
فقال كان ضعيفا مهينا وكان عمر فظا غليظا وكان عثمان جاهلا أحمق وكان علي ممخرقا ليس كان عنده أحد يعلمه
ما ادعى أنه في صدره من العلم أما كان يمكنه أن يعلم هذا كلمة وهذا كلمة ثم قال هذا كله مخرقة
فلما كان من الغد قال لا تخبر بهذا الذي قلت لك أحدا ذكره ابن الجوزي في منتظمه
وروى عن بعضهم أنه قال كنت في المسجد الحرام يوم التروية في مكان الطواف فحمل على
رجل كان إلى جانبي فقتله القرمطي ثم قال يا حمير ورفع صوته بذلك أليس قلتم في بيتكم هذا ومن دخله كان آمنا
فأين الأمن قال فقلت له اسمع جوابك قال نعم قلت إنما أراد الله فأمنوه قال فثنى رأس فرسه وانصرف
وقد سأل بعضهم ههنا سؤالا فقال: قد أحلّ الله سبحانه بأصحاب الفيل وكانوا نصارى ما ذكره في كتابه
ولم يفعلوا بمكة شيئا مما فعله هؤلاء ومعلوم أن القرامطة شر من اليهود والنصارى والمجوس بل ومن عبدة الأصنام
وأنهم فعلوا بمكة ما لم يفعله أحد فهلا عوجلوا بالعذاب والعقوبة كما عوجل أصحاب الفيل؟
وقد أجيب عن ذلك بأن أصحاب الفيل إنما عوقبوا إظهارا لشرف البيت ولما يراد به من التشريف العظيم
بإرسال النبي الكريم من البلد الذي فيه البيت الحرام فلما أرادوا إهانة هذه البقعة التي يراد تشريفها وإرسال الرسول منها
أهلكهم سريعا عاجلا ولم يكن شرائع مقررة تدل على فضله فلو دخلوه وأخربوه لأنكرت القلوب فضله
وأما هؤلاء القرامطة فإنما فعلوا ما فعلوا بعد تقرير الشرائع وتمهيد القواعد والعلم بالضرورة من دين الله بشرف مكة والكعبة
وكل مؤمن يعلم أن هؤلاء قد ألحدوا في الحرم إلحادا بالغا عظيما وأنهم من أعظم الملحدين الكافرين
بما تبين من كتاب الله وسنة رسوله فلهذا لم يحتج الحال إلي معالجتهم بالعقوبة بل أخرهم الرب تعالى ليوم تشخص فيه الأبصار
والله سبحانه يمهل ويملي ويستدرج ثم يأذخ أخذ عزيز مقتدر كما قال النبي صلى الله عليه و سلم :* إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته*
ثم قرأ قوله تعالى :(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)
وقال (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد وقال نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ)
وقال :( متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ) ا هـ