أحمد البوسيفي الليبي
01-15-2010, 03:44 PM
السؤال: قد يوجد عندنا بعض الخوارج، نريد أن تبين لنا حالهم؛ لأن أمرهم يلْتبس على بعض الناس؟
الجواب:
الخوارج من أضل الفرق، قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«كلاب النار, كلاب النار، شر القتلى تحت أديم السماء، وخير قتلى من قتلوه»، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(1), ويعجبني ما جاء في ”الشريعة“ للآجري عن الحسن أو سعيد بن جبير أنه قال: سكارى حيارى ليسوا يهودًا ولا نصارى, إلا أن الأثر إليه فيه شيء، لكن معناه صحيح، هؤلاء الناس مِنْ أجهل مَنْ في الساحة؛ بل وجمعوا مع الجهل بغيًا وعدوًا على المسلمين, قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في كتاب ”تعظيم قدر الصلاة“ للمروزي رحمة الله عليه حين أن قاتلهم قالوا: يا أمير المؤمنين, أكفار هم؟ قال: لا من الكفر فروا قالوا: أمنافقون هم؟ قال: لا, المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا وهؤلاء يذكرون الله كثيرًا. قالوا: فمن هم؟ قال: بغوا علينا بغاة, يقتلون أهل الإيمان ويتركون أهل الأوثان, الخوارج يعتبرون ضلالا حتى في المعتقد, يقولون بخلود الموحدين في النار بالكبيرة، وهذا ضلال وكل أدلة شفاعة الأنبياء والمرسلين والمؤمنين ورحمة رب العالمين وأدلة الرجاء يعرضون عن هذا، مجرد ما يختلف الأخ وأخيه، أو يتضارب مع أخيه حكموا عليه بالكفر، ويستدلون بقوله سبحانه وتعالى: ﴿بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾; [البقرة:81].
وهم لا يفهمون, قلنا لكم: إنهم جهال؛ فإن الخطيئة المقصود بها في هذه الآية عند المفسرين هي الشرك بالله: الخطيئة الكبرى ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء﴾; [النساء: الآية 48]، أو إذا كانوا مستحلين لها، وأما أن يقتتل مسلم مع مسلم وليس مستحلًا إنما طرأ عليه الغضب أو حمل عليه الغضب والانتصار للنفس، وما إلى ذلك من التضارب والتقاتل ثم يحكم بالكفر فهذا باطل لا دليل عليه وربنا يقول: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾; [الحجرات:9]، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾; [الحجرات:10]، سماهم إخوة ولا تنتفي الأخوة إلا عند الكفر، وسماهم أيضا مؤمنين في هذه الآية مع أنه سبحانه قد وصفهم بأنهم اقتتلوا ووصفهم بالإيمان.
مرة من المرات اتصلوا إلي يريدون أن أناظرهم, قلنا لهم: كيف أناظركم وأنتم جهال, أحدكم لا يعرف أحكام حيض امرأته؟! الخوارج نكبة على المسلمين من زمن علي بن أبي طالب إلى زماننا هذا, زعيمهم قل أدبه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: اعدل يا رسول الله زعيمهم ذو الخويصرة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ويلك من يعدل إذا لم أعدل, خبت وخسرت», من يعدل إذا لم أعدل قال عمر أقتله قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «دعه فإنه يخرج من ضئضئ هذا الرجل أناس تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وقراءتكم مع قراءتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»(2)، هذه الأدلة مذكورة في صحيح مسلم من كتاب الزكاة، وفي كتب العقيدة بشتى أنواعها، وأيضا وقد ألفت في ذم الخوارج وبيان عقائدهم الفاسدة كتب مستقلة, ينبغي لمن كان حريصًا على نفسه أن يبتعد عن هذه الفرقة الضالة غاية البعد؛ فإنهم ما عندهم معتقد سليم، ولا علم، ولا حلم، ولا اتجاه سليم، ولا عقل رزين، ما عند هؤلاء إلا الطيش، ومن استولوا عليه أهانوه بالبدعة، وضيعوه وأتلفوه وعبوه من الشُّبَه والحماسات ويصير صيد الشبه، ولا حول ولا قوة إلا بالله, يأتون بشبه مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار»(3) يقولون: القاتل والمقتول في النار يوم القيامة، وهما من الكفار في الدنيا، وما هم بهذا كفار؛ لأن الله يقول: ﴿إن الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾; [النسساء: من الآية48]، نعم فليسوا بكفار والله عز وجل يقول: ﴿مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأواهُ النَّارُ﴾; [المائدة: من الآية72]، مفهومه أن من لم يشرك بالله ما هو محرم عليه الجنة, غير أنهم عصوا. فمعنى الحديث أن المتقاتلين يستحقان بفعلهما النار وهم تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى، وهم لا يعرفون الجمع بين الأدلة، فقد ناظرهم ابن عباس رضي الله عنهما، فرجع عدد منهم، والله عز وجل قد أخر فتح مكة من أجل عدد من الصحابة، قال تعالى: ﴿وَلولا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لو تَزَيَّلوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾; [الفتح: من الآية25].
هذه الآية دليل على أن الله أخر فتح مكة من أجل بعض المسلمين وهؤلاء يثيرون الشر على ملايين الأمة من المسلمين بسبب قلاقلهم، وطيشهم، هداهم الله.
الـنـصـيـحـــة لـمـن وقــع في فكر الـخـــوارج
السؤال: ما نصيحتكم لرجل وامرأة خرجا من عند أهلهما لاعتقادهما أن أهلهما كافرون مع أنهم مسلمون وجدت بعض المعاصي عندهم لا تخرجهم عن الإسلام؟
الجواب:
يجب أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن مذهب الخوارج، وسائر أهل الأهواء رديئة، يعرض الإنسان نفسه بذلك لعذاب الله كما تقدمت الأدلة، وأيضًا منها قول النبي ? لمن يذاد عن الحوض يوم القيامة من أهل الأهواء: «سحقًا لمن غيَّر وبدَّل»، ويجب عليهم أن يتفقهوا في دين الله خيركم من تعلم القرآن وعلمه(4), من يرد الله به خيرا يفقه في الدين(5) ويجب أن يسألوا علماء فيما يشتبه عليهم، قال تعالى: ﴿فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾; [النحل: من الآية43].
فننصحهم بتقوى الله عز وجل وبطلب العلم الشرعي وما تنبغ هذه الفتن من الخوارج أو المعتزلة أو الحزبية إلا عند الجهل، وإلا فإذا حصل العلم فينور به الله عز وجل القلوب والبصائر، قال سبحانه وتعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِه﴾; [الحديد: من الآية 28]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّه﴾; [البقرة: من الآية282]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿فَلو لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾; [التوبة: من الآية122]، نسأل الله التوفيق والسداد لما يحب ويرضاه.
*/حاشية/ـــــــــــــــــــــ
(1) من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أخرجه أحمد (4/382) وابن ماجه (1/61) رقم(173)، واللالكائي (7/1307) رقم (2311)، والآجري في ”الشريعة“ (67)، وغيرهم من طريقين عن ابن أبي أوفى يحسن بهما، وجاء من حديث أبي أمامة رواه أحمد (5/250و253)، وعبد الله بن أحمد في ”السنة“ (2/643)، وهو صحيح بطرقه.
(2) أخرجه البخاري (6163) وابن أبي عاصم في”السنة“ (957) من جديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأخرجه مسلم (1063) من حديث جابر رضي الله عنه.
(3) برقم (1063) فما بعده.
(4) من حديث عثمان بن عفان رواه البخاري (5027).
(5) من حديث معاوية رضي الله عنه رواه البخاري (71)، ومسلم (1037)
المرجع:كتاب
الإفتاء على الأسئلة الواردة من دول شتى (http://www.sh-yahia.net/show_books_28.html)
http://www.sahab.net/forums/SahabThemes/misc/progress.gif
الجواب:
الخوارج من أضل الفرق، قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«كلاب النار, كلاب النار، شر القتلى تحت أديم السماء، وخير قتلى من قتلوه»، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(1), ويعجبني ما جاء في ”الشريعة“ للآجري عن الحسن أو سعيد بن جبير أنه قال: سكارى حيارى ليسوا يهودًا ولا نصارى, إلا أن الأثر إليه فيه شيء، لكن معناه صحيح، هؤلاء الناس مِنْ أجهل مَنْ في الساحة؛ بل وجمعوا مع الجهل بغيًا وعدوًا على المسلمين, قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في كتاب ”تعظيم قدر الصلاة“ للمروزي رحمة الله عليه حين أن قاتلهم قالوا: يا أمير المؤمنين, أكفار هم؟ قال: لا من الكفر فروا قالوا: أمنافقون هم؟ قال: لا, المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا وهؤلاء يذكرون الله كثيرًا. قالوا: فمن هم؟ قال: بغوا علينا بغاة, يقتلون أهل الإيمان ويتركون أهل الأوثان, الخوارج يعتبرون ضلالا حتى في المعتقد, يقولون بخلود الموحدين في النار بالكبيرة، وهذا ضلال وكل أدلة شفاعة الأنبياء والمرسلين والمؤمنين ورحمة رب العالمين وأدلة الرجاء يعرضون عن هذا، مجرد ما يختلف الأخ وأخيه، أو يتضارب مع أخيه حكموا عليه بالكفر، ويستدلون بقوله سبحانه وتعالى: ﴿بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾; [البقرة:81].
وهم لا يفهمون, قلنا لكم: إنهم جهال؛ فإن الخطيئة المقصود بها في هذه الآية عند المفسرين هي الشرك بالله: الخطيئة الكبرى ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء﴾; [النساء: الآية 48]، أو إذا كانوا مستحلين لها، وأما أن يقتتل مسلم مع مسلم وليس مستحلًا إنما طرأ عليه الغضب أو حمل عليه الغضب والانتصار للنفس، وما إلى ذلك من التضارب والتقاتل ثم يحكم بالكفر فهذا باطل لا دليل عليه وربنا يقول: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾; [الحجرات:9]، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾; [الحجرات:10]، سماهم إخوة ولا تنتفي الأخوة إلا عند الكفر، وسماهم أيضا مؤمنين في هذه الآية مع أنه سبحانه قد وصفهم بأنهم اقتتلوا ووصفهم بالإيمان.
مرة من المرات اتصلوا إلي يريدون أن أناظرهم, قلنا لهم: كيف أناظركم وأنتم جهال, أحدكم لا يعرف أحكام حيض امرأته؟! الخوارج نكبة على المسلمين من زمن علي بن أبي طالب إلى زماننا هذا, زعيمهم قل أدبه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: اعدل يا رسول الله زعيمهم ذو الخويصرة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ويلك من يعدل إذا لم أعدل, خبت وخسرت», من يعدل إذا لم أعدل قال عمر أقتله قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «دعه فإنه يخرج من ضئضئ هذا الرجل أناس تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وقراءتكم مع قراءتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»(2)، هذه الأدلة مذكورة في صحيح مسلم من كتاب الزكاة، وفي كتب العقيدة بشتى أنواعها، وأيضا وقد ألفت في ذم الخوارج وبيان عقائدهم الفاسدة كتب مستقلة, ينبغي لمن كان حريصًا على نفسه أن يبتعد عن هذه الفرقة الضالة غاية البعد؛ فإنهم ما عندهم معتقد سليم، ولا علم، ولا حلم، ولا اتجاه سليم، ولا عقل رزين، ما عند هؤلاء إلا الطيش، ومن استولوا عليه أهانوه بالبدعة، وضيعوه وأتلفوه وعبوه من الشُّبَه والحماسات ويصير صيد الشبه، ولا حول ولا قوة إلا بالله, يأتون بشبه مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار»(3) يقولون: القاتل والمقتول في النار يوم القيامة، وهما من الكفار في الدنيا، وما هم بهذا كفار؛ لأن الله يقول: ﴿إن الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾; [النسساء: من الآية48]، نعم فليسوا بكفار والله عز وجل يقول: ﴿مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأواهُ النَّارُ﴾; [المائدة: من الآية72]، مفهومه أن من لم يشرك بالله ما هو محرم عليه الجنة, غير أنهم عصوا. فمعنى الحديث أن المتقاتلين يستحقان بفعلهما النار وهم تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى، وهم لا يعرفون الجمع بين الأدلة، فقد ناظرهم ابن عباس رضي الله عنهما، فرجع عدد منهم، والله عز وجل قد أخر فتح مكة من أجل عدد من الصحابة، قال تعالى: ﴿وَلولا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لو تَزَيَّلوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾; [الفتح: من الآية25].
هذه الآية دليل على أن الله أخر فتح مكة من أجل بعض المسلمين وهؤلاء يثيرون الشر على ملايين الأمة من المسلمين بسبب قلاقلهم، وطيشهم، هداهم الله.
الـنـصـيـحـــة لـمـن وقــع في فكر الـخـــوارج
السؤال: ما نصيحتكم لرجل وامرأة خرجا من عند أهلهما لاعتقادهما أن أهلهما كافرون مع أنهم مسلمون وجدت بعض المعاصي عندهم لا تخرجهم عن الإسلام؟
الجواب:
يجب أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن مذهب الخوارج، وسائر أهل الأهواء رديئة، يعرض الإنسان نفسه بذلك لعذاب الله كما تقدمت الأدلة، وأيضًا منها قول النبي ? لمن يذاد عن الحوض يوم القيامة من أهل الأهواء: «سحقًا لمن غيَّر وبدَّل»، ويجب عليهم أن يتفقهوا في دين الله خيركم من تعلم القرآن وعلمه(4), من يرد الله به خيرا يفقه في الدين(5) ويجب أن يسألوا علماء فيما يشتبه عليهم، قال تعالى: ﴿فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾; [النحل: من الآية43].
فننصحهم بتقوى الله عز وجل وبطلب العلم الشرعي وما تنبغ هذه الفتن من الخوارج أو المعتزلة أو الحزبية إلا عند الجهل، وإلا فإذا حصل العلم فينور به الله عز وجل القلوب والبصائر، قال سبحانه وتعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِه﴾; [الحديد: من الآية 28]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّه﴾; [البقرة: من الآية282]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿فَلو لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾; [التوبة: من الآية122]، نسأل الله التوفيق والسداد لما يحب ويرضاه.
*/حاشية/ـــــــــــــــــــــ
(1) من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أخرجه أحمد (4/382) وابن ماجه (1/61) رقم(173)، واللالكائي (7/1307) رقم (2311)، والآجري في ”الشريعة“ (67)، وغيرهم من طريقين عن ابن أبي أوفى يحسن بهما، وجاء من حديث أبي أمامة رواه أحمد (5/250و253)، وعبد الله بن أحمد في ”السنة“ (2/643)، وهو صحيح بطرقه.
(2) أخرجه البخاري (6163) وابن أبي عاصم في”السنة“ (957) من جديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأخرجه مسلم (1063) من حديث جابر رضي الله عنه.
(3) برقم (1063) فما بعده.
(4) من حديث عثمان بن عفان رواه البخاري (5027).
(5) من حديث معاوية رضي الله عنه رواه البخاري (71)، ومسلم (1037)
المرجع:كتاب
الإفتاء على الأسئلة الواردة من دول شتى (http://www.sh-yahia.net/show_books_28.html)
http://www.sahab.net/forums/SahabThemes/misc/progress.gif