الشاعر أبو رواحة الموري
01-20-2010, 06:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد خصصنا هذه الصفحة للطرائف والفكاهات الأدبية , وهي كثيرة مبثوثة في بطون كتب الأدب والتراجم
فنرجو من الأخوة الأعضاء الأفاضل أن يثروا هذه الزاوية من تلك القصص الأدبية الهادفة , ذات المصادر المتداولة المشهورة .
وإليكم هذه القصة :
حكاية الأصمعي مع الأعرابي الذي غلبه !!
الأعرابيُّ الذي غلب الأصمعيَّ
قال الأصمعي:
دعاني بعض العرب الكرام إلى قِرى (طعام ) , فخرجت معه إلى البرِّية : فأتوا بـ ( إناء كالجفنة يوضع به الطعام ) وعليها السمن غارق , فجلسنا للأكل وإذا بأعرابي ينسف الأرض نسفاً حتى جلس من غير نداء , فجعل يأكل والسمن يسيل حتى مرفقه ، فقلت لأُضحكنَّ الحاضرين عليه فقلت:
كأنَّك أثْلةٌ في أرض هشِّ * * * أتاها وابلٌ من بعد رشِّ
فالتفت إليَّ بعين مبحلقة وقال : الكلام أنثي والجواب ذكر . وأنت:
كأنَّك بعرةٌ في إسْت كبْشِ* * * مدلَّاة وذاك الكبشُ يمشي
فأحرجني أيَّما إحراج
فقلت له : هل تعرف شيئاً من الشعر أو ترويه ؟! فقال : كيف لا أقول الشعر وأنا أمه وأبوه ؟!
فقلت له : إن عندي قافيةً تحتاج إلى غطاء , فقال هات ما عندك . فغطست في بحور الأشعار فما وجدت قافيةً أصعبَ من الواو المجزومة ( الساكنة ) فقلت :
قوم بنجد لقيـناهم * * * سقاهم اللهُ من النَّوْ
قلت : أتدري النَّو ماذا ؟؟
فقال : النَّو نوءٌ تلألأ في دجا * * * ليلةٍ حالكةٍ مظلمةٍ لوْ
فقلت له : لو ماذا ؟؟!
فقال:
لو ســار فيها فارسٌ لانثنى*** على بساط الأرض منطَوْ
فقلت له . منطَو ماذا ؟ !
فقال :
منطو كشحٍ هضيم الحشا * * * كالباز ينقض من الجوْ
فقلت له : الجو ماذا ؟!
فقال :
جو السما والريح تعلو به* * * اشتم ريحَ الأرض فاعلَوْ
فقلت له ! فاعلو ماذا ؟!
فقال :
فاعلو لما عِيل من صبره * * * فصار حادي القـوم ينعوْ
فقلت : ينعو ماذا ؟!
فقال :
ينعو رجال للفنا شرِّعتْ * * * كفيتَ ما لاقوا وما يلقوْ
قال : فعلمت أنه لاشيء بعد الفنا , ولكن أردت أن أثقِّل عليه ,
فقلت : ويلقوا ماذا ! ؟
فقال :
إنْ كنتَ ما تفهمُ ما قلتُه * * * فأنت عنـــدي رجل بَوْ
فقلت له البو .ماذا !؟؟
فقال:
البوُّ سلْـخٌ قد حُشيْ جلْدُه * * * يا إلف قرنان تقوم أوْ
( إلف قرنان : التيس من البهائم )
فقلت له أو ماذا ! ؟؟
فقال :
أو أضربُ الرأسَ بصوَّانة * * * تقول من ضربتها قَوْ
فخفتُ أن أقول : قو ماذا ؟؟ ! فيقوم فيضربني ...ويكمل البيت في رأسي... وهذا الأعرابي هو(قاسم الدجاجات )
قال الأصمعي : فغلبني مرتين في الشعر وفي الدجاج ثم انصرف اهـ
ومن أراد معرفة قاسم الدجاجات فليذهب إلى
المصدر
من نهاية الأرب في فنون الأدب
لشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري
ـ موافق للمطبوع - (10 / 136)
وكتاب :
( إعلام الناس فيما جرى للبرامكة مع بني العباس )
مع اختلاف بينهما في الألفاظ ,
والزيادة والنقص .
لقد خصصنا هذه الصفحة للطرائف والفكاهات الأدبية , وهي كثيرة مبثوثة في بطون كتب الأدب والتراجم
فنرجو من الأخوة الأعضاء الأفاضل أن يثروا هذه الزاوية من تلك القصص الأدبية الهادفة , ذات المصادر المتداولة المشهورة .
وإليكم هذه القصة :
حكاية الأصمعي مع الأعرابي الذي غلبه !!
الأعرابيُّ الذي غلب الأصمعيَّ
قال الأصمعي:
دعاني بعض العرب الكرام إلى قِرى (طعام ) , فخرجت معه إلى البرِّية : فأتوا بـ ( إناء كالجفنة يوضع به الطعام ) وعليها السمن غارق , فجلسنا للأكل وإذا بأعرابي ينسف الأرض نسفاً حتى جلس من غير نداء , فجعل يأكل والسمن يسيل حتى مرفقه ، فقلت لأُضحكنَّ الحاضرين عليه فقلت:
كأنَّك أثْلةٌ في أرض هشِّ * * * أتاها وابلٌ من بعد رشِّ
فالتفت إليَّ بعين مبحلقة وقال : الكلام أنثي والجواب ذكر . وأنت:
كأنَّك بعرةٌ في إسْت كبْشِ* * * مدلَّاة وذاك الكبشُ يمشي
فأحرجني أيَّما إحراج
فقلت له : هل تعرف شيئاً من الشعر أو ترويه ؟! فقال : كيف لا أقول الشعر وأنا أمه وأبوه ؟!
فقلت له : إن عندي قافيةً تحتاج إلى غطاء , فقال هات ما عندك . فغطست في بحور الأشعار فما وجدت قافيةً أصعبَ من الواو المجزومة ( الساكنة ) فقلت :
قوم بنجد لقيـناهم * * * سقاهم اللهُ من النَّوْ
قلت : أتدري النَّو ماذا ؟؟
فقال : النَّو نوءٌ تلألأ في دجا * * * ليلةٍ حالكةٍ مظلمةٍ لوْ
فقلت له : لو ماذا ؟؟!
فقال:
لو ســار فيها فارسٌ لانثنى*** على بساط الأرض منطَوْ
فقلت له . منطَو ماذا ؟ !
فقال :
منطو كشحٍ هضيم الحشا * * * كالباز ينقض من الجوْ
فقلت له : الجو ماذا ؟!
فقال :
جو السما والريح تعلو به* * * اشتم ريحَ الأرض فاعلَوْ
فقلت له ! فاعلو ماذا ؟!
فقال :
فاعلو لما عِيل من صبره * * * فصار حادي القـوم ينعوْ
فقلت : ينعو ماذا ؟!
فقال :
ينعو رجال للفنا شرِّعتْ * * * كفيتَ ما لاقوا وما يلقوْ
قال : فعلمت أنه لاشيء بعد الفنا , ولكن أردت أن أثقِّل عليه ,
فقلت : ويلقوا ماذا ! ؟
فقال :
إنْ كنتَ ما تفهمُ ما قلتُه * * * فأنت عنـــدي رجل بَوْ
فقلت له البو .ماذا !؟؟
فقال:
البوُّ سلْـخٌ قد حُشيْ جلْدُه * * * يا إلف قرنان تقوم أوْ
( إلف قرنان : التيس من البهائم )
فقلت له أو ماذا ! ؟؟
فقال :
أو أضربُ الرأسَ بصوَّانة * * * تقول من ضربتها قَوْ
فخفتُ أن أقول : قو ماذا ؟؟ ! فيقوم فيضربني ...ويكمل البيت في رأسي... وهذا الأعرابي هو(قاسم الدجاجات )
قال الأصمعي : فغلبني مرتين في الشعر وفي الدجاج ثم انصرف اهـ
ومن أراد معرفة قاسم الدجاجات فليذهب إلى
المصدر
من نهاية الأرب في فنون الأدب
لشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري
ـ موافق للمطبوع - (10 / 136)
وكتاب :
( إعلام الناس فيما جرى للبرامكة مع بني العباس )
مع اختلاف بينهما في الألفاظ ,
والزيادة والنقص .