الشاعر أبو رواحة الموري
01-25-2010, 08:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصيدة من أجمل القصائد التي قرأتُها وأروعها...
يحكى أنّ من قالها هو عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه وأرضاه - وإن كنت لا أعتقد ذلك! ...
ليس عجزاً في أبي السبطين أن يقول مثلها... لا والله
ولكن آخر أبياتها فيها من المبالغة في تمجيد الذات ما لم نعهده في أمير المؤمنين ولا في السلف الصالح- رضي الله عنهم أجمعين -
والصواب أن قائلها : هو صالح بن عبد القدوس
على أي حال...
أترككم مع هذه القصيدة ذات الحكم والأمثال... بعنوان:
(القصيدة الزينبية)
صرمتْ حبالَك بعـد وصْلـك زينـبُ * * * والـدهــرُ فيـه تغيُّـر وتقـلُّـبُ
نشرتْ ذوائبَهـا التـي تزهـو بهـا * * * سُــوداً ورأسُك كالثغـامـة أشْيـبُ
واستنفـرتْ لمـا رأتْـك وطالمـا * * * كانت تحـنُّ إلـى لقـاك وترغـب
و كـذاك وصْـل الغانيـات فـإنـه * * * آلٌ ببلقَـعَـةٍ وبــرْقٌ خُـلَّــبُ
فـدَعِ الصبا فلقـد عـدَاك زمانُـه * * * وازهدْ فعمْـرُك مرٌ منـه الأطيـبُ
ذهبَ الشبـابُ فمالـه مـن عـودةٍ * * * وأتى المشيبُ فأيـن منـه المهـرَبُ؟
ضيف ألـمَّ اليـك لـم تحفِل بـه * * * فتـرى لـه أسَفـاً ودمعـاً يسكـبُ
دعْ عنك ما قد فات في زمن الصِّبا * * * واذكرْ ذنوبَك وابكِهـا يـا مـذْنـبُ
واذكر مناقشـة الحسـاب فإنـه * * * لا بد يُحصـى مـا جنيـتَ و يُكتـبُ
لـم ينْسَـه الملكان حيـن نسيتَـه * * * بـل اثبتـاه وأنــت لاهٍ تلـعـبُ
والـروح فيـك وديعـة أُودِعْتَهـا * * * سترُدُّهـا بـالرغـم منـك وتُسلـبُ
وغرور دنياك التـي تسعـى لهـا * * * دارٌ حقيقتـهـا مـتـاعٌ يـذهــبُ
والليـل فاعلـم والنهـار كلاهمـا * * * أنفاسُنـا فيهـا تُـعـدُّ وتُحـسـبُ
وجميـع مـا حصَّلتـه وجمعـتَـه * * * حقـاً يقينـاً بعـد موتـك ُينـهـبُ
تبَّـاً لــدار لا يــدوم نعيمُـهـا * * * ومشيدُهـا عمٌـا قليـلٍ يَـخْـرَبُ
فاسمـعْ هُديـتَ نصائحـاً أَولاكهـا * * * بَــرٌّ لبـيـبٌ عـاقـلٌ مـتـأدِّبُ
أهـدي النصيحـةَ فاتٌعـظ بمقـالـه * * * فهـو التـقـيُّ اللـوذعـيُّ الأدربُ
صحـبَ الزمـانَ وأهلـه مستبصـراً * * * ورأى الأمورَ بمـا تـؤوبُ وتعقُـبُ
لا تأمـنِ الدهـرَ الصَّـروفَ فإنه * * * لا زال قِدْمـاً للرجـال يهـذِّبُ
وعواقبُ الأيـام في غُصَّاتهـا * * * مَضَضٌ يذلُّ لهـا الأعـزُّ الأنجبُ
فعليـك تقـوى الله فالزمهـا تفـزْ * * * إن التقـيَّ هـو البَهـيُّ الأهـيـبُ
واعملْ بطاعته تنـلْ منـه الرِّضـا * * * إن المطـيـعَ لـربِّـه لـمـقـرَّبُ
واقنع ففـي بعـض القناعـة راحـةٌ * * * واليأس ممـا فـات فهـو المطلـبُ
فـإذا طمِعتَ كُسيتَ ثـوبَ مذلـةٍ * * * فبذا اكتسى ثـوبَ المذلةِ أشعَـبُ
وتوقَّ مـن غـدْر النسـاء خيانـة * * * فجميعُهـن مكائـدٌ لــك ُتنـصَـبُ
لا تأمـنِ الأنثـى حيـاتَـك إنـهـا * * * كالأفعـوان يُـراع منهـا الأنْـيـبُ
لا تأمـن الأنـثـى زمـانَـك كـلَّـه * * * يومـاً ولـو حلفـت يمينـاً تكـذبُ
تُغْـري بليـن حديثِهـا وكلامِهـا * * * فإذا سطَتْ فهي الصقيلُ الأشطـبُ
واجـه عـدوَّك بالتحيـةِ لا تكـنْ * * * منـهُ زمـانَـك خائـفـاً تتـرقَّـبُ
واحـذرْه إن لاقيتَـه متبسِّمـاً * * * فالليـث يبـدو نابُـه إذ يغْـضـبُ
إن الحقـود وإن تقـادمَ عـهـدُه * * * فالحقـد بـاقٍ في الصـدور مغـيَّـبُ
وإذا الصديق لقيتَـه متلوِّنـاً * * * فهـو العـدوُّ وحـقُّـه يُتَجـنَّـبُ
لا خيـرَ فـي ودِّ امـرىءٍ مـتملِّـقٍ * * * حلْـوِ اللسـانِ و قلـبُـه يتلـهَّـبُ
يلقـاك يحلـفُ أنّـه بـك واثــقٌ * * * وإذا تـوارى عنـك فهـو العقْـربُ
يعطيك من طـرَفِ اللسـان حـلاوةً * * * ويـروغ منك كمـا يـروغ الثعلـبُ
وصِلِ الكرامَ ولو رمـوك بجفـوةٍ * * * فالصفْـحُ عنهـم والتجـاوزُ أصوبُ
واختر قرينَـك واصطفيـه مواتيـاً * * * إن القـريـن إلـى المقـارن يُنسـبُ
إنَّ الغنـيَّ مـن الـرجـال مـكـرَّم * * * وتـراهُ يُـرجـى ما لديـه ويرهـبُ
ويُبـَشُّ بالترحيـب عنـد قدومـه * * * ويُقـام عنـد سـلامـه ويُـقـرَّبُ
والفقـرُ شيـنٌ للـرجـال وإنّـه * * * يُـزرى به الشهـمُ الأديـبُ الأنسـبُ
واخفضْ جناحَـك للأقـارب كلِّهـم * * * بتـذلُّـلٍ واغفـرْ لهـم إنْ أذنبـوا
ودعِ الكذوبَ فلا يكـنْ لـك صاحبـاً * * * إن الكـذوبَ لبئـس خـلاً يُصحـبُ
وذر الحسودَ ولو صفـا لـك مـرةً * * * أبعـدْه عـن رؤيـاك لا يُستجلـبُ
وزن الكـلام إذا نطقـتَ ولا تكـنْ * * * ثرثـارةً فـي كـل نـادٍ تخـطُـبُ
وأحفظْ لسانَك واحترِزْ مـن لفظـه * * * فالمـرْءُ يسلَـمُ باللسـان ويعطـبُ
والسـرَّ فاكتمْـهُ ولا تنطِـقْ بـه * * * فهـو الأسيـر لديـك إذ لا ينْشـبُ
واحرِصْ على حفظِ القلوبِ من الأذى* * *فرجوعُهـا بعـد التنافـر يصْـعـبُ
إنَّ القـلـوبَ إذا تنـافـرَ ودُّهــا * * * شبْـه الزجاجـة كَسْرُهـا لا يُشْعـبُ
وكذاك سـرُّ المـرْءِ إنْ لـم يطْـوِه * * * نشرتْـه ألسنـةٌ تـزيـدُ وتـكْـذِبُ
لا تحرصنْ فالحـرص ليـس بزائـدٍ* * *في الرزق بل يشقي الحريصَ ويُتعِبُ
ويظـل ملهوفـاً يــروم تحـيـلاً * * * والـرزق ليـس بحيلـة يستجلـبُ
كم عاجزٍ في النـاس يؤتـى رزقُـه * * * رغَـدا ً ويُحـرَمْ كَيِّـسٌ ويخـيَّـبُ
أدِّ الأمانـة ، والخيانـةَ فاجتنـبْ * * * واعـدِلْ ولا تظلِمْ يطيـبُ المكسَـبُ
وإذا بليتَ بنكبـةٍ فاصبرْ لهـا * * * مـن ذا رأيـتَ مسلَّمـاً لا ينـكـبُ
وإذا أصابـك فـي زمانـك شـدةٌ * * * وأصابك الخطْـبُ الكريـهُ الأصْعـبُ
فالجأ لربِّـك إنـه أدنـى لـمـن * * * يدعوه مـن حبْـل الوريـد وأقـربُ
كنْ ما استطعتَ عن الأنـام بمعزِلٍ * * * إن الكثيـرَ مـن الورى لا يُصحـبُ
واجعلْ جليسَك سيـِّداً تحظـى بـه * * * حبـرٌ لبـيـبٌ عـاقـلٌ مـتـأدبُ
واحـذرْ مـصاحبـةَ اللئيـم فإنهـا * * * تُعـدي كما يُعْدي الصحيحَ الأجربُ
واحذرْ من المظلـوم سهمـاً صائبـاً * * * واعلـم بـأن دعـاءَه لا يُحـجَـبُ
وإذا رأيـتَ الـرزقَ ضـاقَ ببلـدةٍ * * * وخشيتَ فيها أن يضيـْقَ المكسَـبُ
فارْحـلْ فـأرضُ الله واسعـةٌ الفضـا * * * طولاً وعرضاً شرقُهـا والمغـرِبُ
فقلد نصحتُـك إنْ قبلـتَ نصيحتـي * * * فالنُّصْحُ أغلى مـا يُبـاع ويوهـبُ
خذْهـا إليـك قصـيـدةً منظـومـةً * * * جاءتْ كنظْم الدُّرِّ بـلْ هـي أعجَـبُ
حِـكَـم وآدابٌ وجــلُّ مـواعـظٍ * * * أمثالُهـا لـذوي البصائـر تُكـتَـبُ
فاصـغي لوعـظ قصيـدة أَولاكـهـا * * * طـودُ العلـوم الشامخـاتِ الأهيـبُ
أعنـي عليـاً وابـنَ عـمِّ محمـدٍّ * * * من ناله الشـرَفُ الرفيـعُ الأنسـبُ
يـا ربِّ صـلِّ علـى النبـيِّ وآلـه * * * عددَ الخلائـقِ حصْرُهـا لا يُحسَـبُ
هذه القصيدة من أجمل القصائد التي قرأتُها وأروعها...
يحكى أنّ من قالها هو عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه وأرضاه - وإن كنت لا أعتقد ذلك! ...
ليس عجزاً في أبي السبطين أن يقول مثلها... لا والله
ولكن آخر أبياتها فيها من المبالغة في تمجيد الذات ما لم نعهده في أمير المؤمنين ولا في السلف الصالح- رضي الله عنهم أجمعين -
والصواب أن قائلها : هو صالح بن عبد القدوس
على أي حال...
أترككم مع هذه القصيدة ذات الحكم والأمثال... بعنوان:
(القصيدة الزينبية)
صرمتْ حبالَك بعـد وصْلـك زينـبُ * * * والـدهــرُ فيـه تغيُّـر وتقـلُّـبُ
نشرتْ ذوائبَهـا التـي تزهـو بهـا * * * سُــوداً ورأسُك كالثغـامـة أشْيـبُ
واستنفـرتْ لمـا رأتْـك وطالمـا * * * كانت تحـنُّ إلـى لقـاك وترغـب
و كـذاك وصْـل الغانيـات فـإنـه * * * آلٌ ببلقَـعَـةٍ وبــرْقٌ خُـلَّــبُ
فـدَعِ الصبا فلقـد عـدَاك زمانُـه * * * وازهدْ فعمْـرُك مرٌ منـه الأطيـبُ
ذهبَ الشبـابُ فمالـه مـن عـودةٍ * * * وأتى المشيبُ فأيـن منـه المهـرَبُ؟
ضيف ألـمَّ اليـك لـم تحفِل بـه * * * فتـرى لـه أسَفـاً ودمعـاً يسكـبُ
دعْ عنك ما قد فات في زمن الصِّبا * * * واذكرْ ذنوبَك وابكِهـا يـا مـذْنـبُ
واذكر مناقشـة الحسـاب فإنـه * * * لا بد يُحصـى مـا جنيـتَ و يُكتـبُ
لـم ينْسَـه الملكان حيـن نسيتَـه * * * بـل اثبتـاه وأنــت لاهٍ تلـعـبُ
والـروح فيـك وديعـة أُودِعْتَهـا * * * سترُدُّهـا بـالرغـم منـك وتُسلـبُ
وغرور دنياك التـي تسعـى لهـا * * * دارٌ حقيقتـهـا مـتـاعٌ يـذهــبُ
والليـل فاعلـم والنهـار كلاهمـا * * * أنفاسُنـا فيهـا تُـعـدُّ وتُحـسـبُ
وجميـع مـا حصَّلتـه وجمعـتَـه * * * حقـاً يقينـاً بعـد موتـك ُينـهـبُ
تبَّـاً لــدار لا يــدوم نعيمُـهـا * * * ومشيدُهـا عمٌـا قليـلٍ يَـخْـرَبُ
فاسمـعْ هُديـتَ نصائحـاً أَولاكهـا * * * بَــرٌّ لبـيـبٌ عـاقـلٌ مـتـأدِّبُ
أهـدي النصيحـةَ فاتٌعـظ بمقـالـه * * * فهـو التـقـيُّ اللـوذعـيُّ الأدربُ
صحـبَ الزمـانَ وأهلـه مستبصـراً * * * ورأى الأمورَ بمـا تـؤوبُ وتعقُـبُ
لا تأمـنِ الدهـرَ الصَّـروفَ فإنه * * * لا زال قِدْمـاً للرجـال يهـذِّبُ
وعواقبُ الأيـام في غُصَّاتهـا * * * مَضَضٌ يذلُّ لهـا الأعـزُّ الأنجبُ
فعليـك تقـوى الله فالزمهـا تفـزْ * * * إن التقـيَّ هـو البَهـيُّ الأهـيـبُ
واعملْ بطاعته تنـلْ منـه الرِّضـا * * * إن المطـيـعَ لـربِّـه لـمـقـرَّبُ
واقنع ففـي بعـض القناعـة راحـةٌ * * * واليأس ممـا فـات فهـو المطلـبُ
فـإذا طمِعتَ كُسيتَ ثـوبَ مذلـةٍ * * * فبذا اكتسى ثـوبَ المذلةِ أشعَـبُ
وتوقَّ مـن غـدْر النسـاء خيانـة * * * فجميعُهـن مكائـدٌ لــك ُتنـصَـبُ
لا تأمـنِ الأنثـى حيـاتَـك إنـهـا * * * كالأفعـوان يُـراع منهـا الأنْـيـبُ
لا تأمـن الأنـثـى زمـانَـك كـلَّـه * * * يومـاً ولـو حلفـت يمينـاً تكـذبُ
تُغْـري بليـن حديثِهـا وكلامِهـا * * * فإذا سطَتْ فهي الصقيلُ الأشطـبُ
واجـه عـدوَّك بالتحيـةِ لا تكـنْ * * * منـهُ زمـانَـك خائـفـاً تتـرقَّـبُ
واحـذرْه إن لاقيتَـه متبسِّمـاً * * * فالليـث يبـدو نابُـه إذ يغْـضـبُ
إن الحقـود وإن تقـادمَ عـهـدُه * * * فالحقـد بـاقٍ في الصـدور مغـيَّـبُ
وإذا الصديق لقيتَـه متلوِّنـاً * * * فهـو العـدوُّ وحـقُّـه يُتَجـنَّـبُ
لا خيـرَ فـي ودِّ امـرىءٍ مـتملِّـقٍ * * * حلْـوِ اللسـانِ و قلـبُـه يتلـهَّـبُ
يلقـاك يحلـفُ أنّـه بـك واثــقٌ * * * وإذا تـوارى عنـك فهـو العقْـربُ
يعطيك من طـرَفِ اللسـان حـلاوةً * * * ويـروغ منك كمـا يـروغ الثعلـبُ
وصِلِ الكرامَ ولو رمـوك بجفـوةٍ * * * فالصفْـحُ عنهـم والتجـاوزُ أصوبُ
واختر قرينَـك واصطفيـه مواتيـاً * * * إن القـريـن إلـى المقـارن يُنسـبُ
إنَّ الغنـيَّ مـن الـرجـال مـكـرَّم * * * وتـراهُ يُـرجـى ما لديـه ويرهـبُ
ويُبـَشُّ بالترحيـب عنـد قدومـه * * * ويُقـام عنـد سـلامـه ويُـقـرَّبُ
والفقـرُ شيـنٌ للـرجـال وإنّـه * * * يُـزرى به الشهـمُ الأديـبُ الأنسـبُ
واخفضْ جناحَـك للأقـارب كلِّهـم * * * بتـذلُّـلٍ واغفـرْ لهـم إنْ أذنبـوا
ودعِ الكذوبَ فلا يكـنْ لـك صاحبـاً * * * إن الكـذوبَ لبئـس خـلاً يُصحـبُ
وذر الحسودَ ولو صفـا لـك مـرةً * * * أبعـدْه عـن رؤيـاك لا يُستجلـبُ
وزن الكـلام إذا نطقـتَ ولا تكـنْ * * * ثرثـارةً فـي كـل نـادٍ تخـطُـبُ
وأحفظْ لسانَك واحترِزْ مـن لفظـه * * * فالمـرْءُ يسلَـمُ باللسـان ويعطـبُ
والسـرَّ فاكتمْـهُ ولا تنطِـقْ بـه * * * فهـو الأسيـر لديـك إذ لا ينْشـبُ
واحرِصْ على حفظِ القلوبِ من الأذى* * *فرجوعُهـا بعـد التنافـر يصْـعـبُ
إنَّ القـلـوبَ إذا تنـافـرَ ودُّهــا * * * شبْـه الزجاجـة كَسْرُهـا لا يُشْعـبُ
وكذاك سـرُّ المـرْءِ إنْ لـم يطْـوِه * * * نشرتْـه ألسنـةٌ تـزيـدُ وتـكْـذِبُ
لا تحرصنْ فالحـرص ليـس بزائـدٍ* * *في الرزق بل يشقي الحريصَ ويُتعِبُ
ويظـل ملهوفـاً يــروم تحـيـلاً * * * والـرزق ليـس بحيلـة يستجلـبُ
كم عاجزٍ في النـاس يؤتـى رزقُـه * * * رغَـدا ً ويُحـرَمْ كَيِّـسٌ ويخـيَّـبُ
أدِّ الأمانـة ، والخيانـةَ فاجتنـبْ * * * واعـدِلْ ولا تظلِمْ يطيـبُ المكسَـبُ
وإذا بليتَ بنكبـةٍ فاصبرْ لهـا * * * مـن ذا رأيـتَ مسلَّمـاً لا ينـكـبُ
وإذا أصابـك فـي زمانـك شـدةٌ * * * وأصابك الخطْـبُ الكريـهُ الأصْعـبُ
فالجأ لربِّـك إنـه أدنـى لـمـن * * * يدعوه مـن حبْـل الوريـد وأقـربُ
كنْ ما استطعتَ عن الأنـام بمعزِلٍ * * * إن الكثيـرَ مـن الورى لا يُصحـبُ
واجعلْ جليسَك سيـِّداً تحظـى بـه * * * حبـرٌ لبـيـبٌ عـاقـلٌ مـتـأدبُ
واحـذرْ مـصاحبـةَ اللئيـم فإنهـا * * * تُعـدي كما يُعْدي الصحيحَ الأجربُ
واحذرْ من المظلـوم سهمـاً صائبـاً * * * واعلـم بـأن دعـاءَه لا يُحـجَـبُ
وإذا رأيـتَ الـرزقَ ضـاقَ ببلـدةٍ * * * وخشيتَ فيها أن يضيـْقَ المكسَـبُ
فارْحـلْ فـأرضُ الله واسعـةٌ الفضـا * * * طولاً وعرضاً شرقُهـا والمغـرِبُ
فقلد نصحتُـك إنْ قبلـتَ نصيحتـي * * * فالنُّصْحُ أغلى مـا يُبـاع ويوهـبُ
خذْهـا إليـك قصـيـدةً منظـومـةً * * * جاءتْ كنظْم الدُّرِّ بـلْ هـي أعجَـبُ
حِـكَـم وآدابٌ وجــلُّ مـواعـظٍ * * * أمثالُهـا لـذوي البصائـر تُكـتَـبُ
فاصـغي لوعـظ قصيـدة أَولاكـهـا * * * طـودُ العلـوم الشامخـاتِ الأهيـبُ
أعنـي عليـاً وابـنَ عـمِّ محمـدٍّ * * * من ناله الشـرَفُ الرفيـعُ الأنسـبُ
يـا ربِّ صـلِّ علـى النبـيِّ وآلـه * * * عددَ الخلائـقِ حصْرُهـا لا يُحسَـبُ