نُتيلاالسلفية
01-27-2010, 08:26 PM
التواصي بالحق بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ). [1] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn4).
(يا أيها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )[2] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn4). { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
أمابعد([4] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn4)) :
فإن مما أوجبه الله تعالى علينا التواصي بالحق والتواصي بالصبر عليه كما قال عز وجل: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ).
قال ابن كثير ـرحمه الله ـ: (العصر: الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم، من خير وشر.وقال مالك، عن زيد بن أسلم: هو العشي ، والمشهور الأول.
فأقسم تعالى بذلك على أن الإنسان لفي خسر ، أي: في خسارة وهلاك،( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )
(فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم،وعملوا الصالحات بجوارحهم,
( وتواصوا بالحق ) وهو أداءالطاعات، وترك المحرمات .
( وتواصوا بالصبر) على المصائب والأقدار، وأذى من يؤذى ممن يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر.([5] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn5))
فيجب التواصي بالحق على الجميع , ومذاكرة هذه الوصايا , وعدم السآمة من تكرارها فقد قيل :
أما ترى الحبل بتكراره ** في الصخرة الصماء قدأثرا
والوصية تكون بأعلى ما يوصى به كما في وصية الله تعالى للأولين والآخرين بقوله: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ) .
([6] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn6)).
.
وتكون بما هو أخص من ذلك مما تقتضيه حال المخاطب , كما في حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم :أوصني , قال: (لا تغضب)[7] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn7))
ففي جواب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل : أن الإنسان قد يوصى بما تقتضيه حاله لا بأعلى ما يوصى به.([8] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn8))
وإن من أعلى مايوصى به وما تقتضيه حال كل مكلف الوصية بأصل الأصول الذي بعثت به الرسل وهو التوحيدوإخلاص الدين لله جل وعلا .
قال أبو العاليةـ رحمه الله ـ: في قوله تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً)
قال: ( وصاهم بالإخلاص في عبادته.([9] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn9)) فجميع الأنبياء جاؤوا بهذا الأصل و أوصوابه.
قال الفقيه الحافظ أبو الوليد الباجي الأندلسي المالكي (ت474) ـ رحمه الله ـ في وصيته لولديه ـ : (وأول ما أوصيكما به ما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب
(يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[10] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn10)
وأنهاكما عما نهى عنه لقمان ابنه وهو يعظه) يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم)[11] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn11).
وأؤكد عليكما في ذلك وصيتي , وأكررها حرصاً على تعلقكما بها , وتمسككما بهذا الدين الذي تفضل الله تعالى علينا به , فلا يستزلكما عنه شيء من أمور الدنيا , وابذلادونه أرواحكما فكيف بدنياكما فإنه لا ينفع خير بعده الخلود في النار , ولا يضر ضر بعده الخلود في الجنة (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ … ([12] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn12)) اه([13] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn13)).
وهذا أحدالأصلين الذين عليهما مدار الإسلام , وهما شرطا قبول الأعمال , ومقتضى الشهادتين .
والأصل الثاني متابعة النبيصلى الله عليه وسلم فكل عمل خالف هديه فهو مردود على صاحبه كما قالصلى الله عليه وسلم:(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهورد) ..([14] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn14))
وفي تقرير هذين الأصلين يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: ( وبالجملة فمعنا أصلان عظيمان , أحدهما: أن لا نعبد إلا الله .
والثاني: أن لانعبده إلا بما شرع , لا نعبده بعبادة مبتدعة.
وهذان الأصلان هما تحقيق "شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله "كما قال تعالى:(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)[15] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn15))
قال الفضيل بن عياض : أخلصه وأصوبه.
قالوا: يا أباعلى ما أخلصه وأصوبه ؟. قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل , وإذاكان صوابا ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً , والخالص أن يكون لله , والصواب أن يكون على السنة . وذلك تحقيق قوله تعالى:(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً). [16] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn16))
وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه:( اللهم اجعل عملي كله صالحا , واجعله لوجهك خالصا , ولا تجعل لأحد فيه شيئا). اهـ([17] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn17)).
فإذا تقرر أن مدار الإسلام على هذين الأصلين وأن قبول الأعمال مشروط بهما , تجلت بذلك أهمية الوصية بهما والتأكيد عليهما.
ولا يتم تحقيق هذين الأصلين على التمام والكمال إلا بالعلم الشرعي والتفقه في دين الله وفي حديث معاوية المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين). الحديث.([18] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn18))
وأي خير أعظم من تحقيق ما يصح به عمل العبد الموصل إلى رحمة الله ومرضاته ,
فإنه مع قيام الشبه القوية , وكثرة الجهل وخوض أهل الباطل وتلبيسهم حتى في هذين الأصلين ,
بل لو قيل: إن وقود دعوات الخلف المخالفة للكتاب والسنة , وترويج بضاعتها المزجاة إنما هو بالتلبيس والخلط في هذين الأصلين , ولو بإبعاد الناس عن تأملهما ومدارستهما , لما كان هذا القول بعيدا عن الصواب , إن لم يكن عينه.
وهذا وإن كان أصله موروثاً لهم عن سابقيهم من أهل الأهواء إلا أن معرفة أهل تلك العصور السابقة بأصل الدين وكلام الشارع وحال أهل الجاهلية الأولى لا يمكن معها أن تنطلي عليهم الشبه في أصل هذا الباب الذي أحكم أيما إحكام .
فهذا إمام الأئمة ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ يرد على الجهمية المعطلة قولها بخلق القرآن ويستدل بقوله صلى الله عليه وسلم :( أعوذ بكلمات الله التامات...) على أن كلمات الله ليست بمخلوقة فيقول ـ رحمه اللهـ : ( أفليس العلم محيطاً ـ يا ذوي الحجا ـ أنه غير جائز أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتعوذ بخلق الله من شر خلقه ؟ هل سمعتم عالماً يجيز أن يقول الداعي : أعوذبالكعبة من شر خلق الله ؟ أو يجيز أن يقول :"أعوذ بالصفا والمروة" ؟ أو: أعوذبعرفات ومنى , من شر ما خلق الله , هذا لا يقوله ولا يجيز القول به مسلم يعرف دين الله , محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه. ).اهـ([ 19] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn19))
فتأمل رحمك الله ـ قول هذا الإمام وهو يرد على الجهمية والمعطلة القائلين بخلق القرآن والذين أفتى بكفرهم غير واحد من علماءالإسلام , وهم مبتدعة ضلال عند جميعهم, وقارنه بحال كثير ممن ينسب إلى العلم والفقه بعد زمان ابن خزيمة إلى هذه الأزمان المتأخرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: ( وهؤلاء الذين اتخذوا القبور أوثاناً تجدهم يستهزؤون بماهو من توحيد الله وعبادته , ويعظمون ما اتخذوه من دون الله شفعاء حتى إن طوائف منهم يستخفون بحج البيت وبمن يحج البيت , ويرون أن زيارة أئمتهم وشيوخهم أفضل من حج البيت وهذا موجود في الشيعة وفي المنتسبين إلى السنة , وآخرون يستخفون بالمساجد وبالصلوات الخمس فيها , ويرون أن دعاء شيخهم أفضل من هذا ....
ويحلف أحدهم اليمين الغموس كاذباً ,
ولا يجترئ أن يحلف بشيخه اليمين الغموس كاذباً....)اهـ([20] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn20))
قال الإمام ابن قتيبة ـ رحمه الله ـ:( والناس أسراب طير يتبع بعضهم بعضاً. ولو ظهر لهم من يدعي النبوة ـ مع معرفتهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء , أو من يدعي الربوبية ـ لوجد على ذلك أتباعاً وأشياعاً. )اهـ([21] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn21))
فهذا حال كثير من المتأخرين ضيعوا الأصول , وخالفوا المعقول والمنقول , وتبعهم على ذلك أمة من الناس بلا عقول .
وأما الابتداع في الدين وترك المتابعة لسيد المرسلين فحدث عنهما ولا حرج , فقد عم البلاء بهما وطم في كثير من المنتسبين إلى أئمة الدين الذين حققوا أصل المتابعة وقرروه , ودربوا أتباعهم على ملازمته كما تدربالجيوش على ملازمة الحصون . فلهم من الأقوال المأثورة والمواقف المشهورة في ملازمةالسنة والأثر ما لا يكاد يحصى وهم مع ذلك يهاجمون المبتدعة بالحجة والبيان دفاعاًعن الدين وذباً عن السنة , ولا يقعدون في هذه الحصون حتى تتهدم عليهم .
فقد حذروا من البدع الاعتقادية والبدع العملية . ومع ذلك تهافت كثير من أتباعهم على هذه البدعحتى نسبوها إليهم وهم أبعد الناس عنها.
قال شيخ الإسلامـ رحمه الله ـ :(...كلام مالك في ذم المبتدعة وهجرهم وعقوبتهم كثير, ومن أعظمهم عنده الجهمية الذين يقولون إن الله ليس فوق العرش , وإن الله لم يتكلم بالقرآن كله , وإنه لا يرى كما وردت به السنة , وينفون نحو ذلك من الصفات. ثم إنه كثير في المتأخرين من أصحابه من ينكر هذه الأمور , كما ينكرها فروع الجهمية ويجعل ذلك هو السنة , ويجعل القول الذي يخالفها وهو قول مالك وسائر أئمة السنة هو البدعة . ثم إنه مع ذلك يعتقد في أهل البدعة ما قاله مالك فبدل هؤلاء الدين , فصاروا يطعنون في أهل السنة .
قال :(و) الشافعي من أعظم الناس ذما لأهل الكلام ولأهل التغيير, ونهيا عن ذلك وجعلا له من البدعة الخارجة عن السنة . ثم إن كثيرا من أصحابه عكسوا الأمر حتى جعلوا الكلام الذي ذمه الشافعي هو السنة وأصول الدين الذي يجب اعتقاده وموالاة أهله وجعلوا موجب الكتاب والسنة الذي مدحه الشافعي هو البدعة التي يعاقب أهلها .
قال:(و)الإمام أحمد في أمره بأتباع السنة , ومعرفته بها , ولزومه لها , ونهيه عن البدع وذمه لهاولأهلها , وعقوبته لأهلها , بالحال التي لا تخفى.
ثم إن كثيرا مما نص هو على أنه من البدع التي يذم أهلها , صار بعض أتباعه يعتقد أن ذلك من السنة , وأن الذي يذم من خالف ذلك , مثل كلامه في مسألة القرآن في مواضع.
منها: تبديعه لمن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق , وتجهيمه لمن قال: مخلوق. ثم إن من أصحابه من جعل ما بدعه الإمام أحمد هو السنة , فتراهم يحكمون على ما هو من صفات العبد كألفاظهم وأصواتهم وغير ذلك بأنه غير مخلوق , بل يقولون : هو قديم ثم إنهم يبدعون من لا يقول بذلك , ويحكمون في هؤلاء بما قاله أحمد في المبتدعة , وهو فيهم .
وكذلك ما أثبته أحمد من الصفات التي جاءت بها الآثار واتفق عليها السلف , كالصفات الفعلية من الاستواء والنزول والمجيء والتكلم إذا شاء , وغير ذلك , فينكرون ذلك بزعم أن الحوادث لا تحل به , ويجعلون ذلك بدعة , ويحكمون على أصحابه بما حكم به أحمد في أهل البدع , وهم من أهل البدعة الذين ذمهم أحمد لا أولئك ونظائر هذا كثيرة .
بل قد يُحكى عن واحد من أئمتهم إجماع المسلمين على أن الحوادث لا تحل بذاته , لينفي بذلك ما نص أحمد وسائر الأئمة عليه من أنه يتكلم إذا شاء , ومن هذه الأفعال المتعلقة بمشيئته .
ومعلوم أن نقل الإجماع على خلاف نصوصه ونصوص الأئمة من أبلغ ما يكون , وهذا كنقل غير واحد من المصنفين في العلم إجماع المسلمين على خلاف نصوص الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه المواضع من ذلك أيضا , فإن نصوص أحمد والأئمة مطابقة لنصوص الرسول صلى الله عليه وسلم .([22] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn22))
وقال ـ رحمه الله ـ: قال شيخ الإسلام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي في كتابه الذي سماه " الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاما لذوي البدع والفضول"-وكان من أئمةالشافعية - قال:
إن في النقل عن هؤلاء إلزاما للحجة على كل من ينتحل مذهب إمام يخالفه في العقيدة , فإن أحدهما لا محالة يضلل صاحبه , أو يبدعه , أو يكفره , فانتحال مذهبه مع مخالفته له في العقيدة مستنكر والله شرعا وطبعا,
فمن قال: أناشافعي الشرع أشعري الاعتقاد , قلنا له : هذا من الأضداد , لا بل من الارتداد , إذلم يكن الشافعي أشعري الاعتقاد. ومن قال: أنا حنبلي في الفروع , معتزلي في الأصول , قلنا:قد ضللت إذاً عن سواء السبيل فيما تزعمه,إذ لم يكن أحمد معتزلي الدين والاجتهاد. )اهـ([23] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn23))
فلكثرة هذا اللبس والتزييف , يتعين على العاقل الحصيف , الأخذ بأسباب النجاة وأولها الفقه في الدين والتبصر بأحكام الشرع.
قال الحافظ ـرحمه الله ـ: (ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين ـ أي يتعلم قواعد الإسلام ومايتصل بها من الفروع ـ فقد حرم الخير. وقد أخرج أبو يعلى حديث معاوية من وجه آخرضعيف وزاد في آخره : ( ومن لم يتفقه في الدين لم يبال الله به ) والمعنى صحيح , لأن من لم يعرف أمور دينه لا يكون فقيهاً ولا طالب فقه , فيصح أن يوصف بأنه ما أريد به الخير , وفي ذلك بيان لفضل العلماء على سائر الناس , ولفضل التفقه في الدين على سائر العلوم. ) اهـ.([24] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn24))
وفي وصف هذا العلم يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ:
وأما ما تعتمدعليه من الكتب في العلوم , فهذا باب واسع , وهو أيضا يختلف باختلاف نشء الإنسان في البلاد , فقد يتيسر له في بعض البلاد من العلم أو من طريقه ومذهبه فيه ما لا يتيسرله في بلد آخر , لكن جماع الخير أن يستعين بالله سبحانه في تلقى العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه هو الذي يستحق أن يسمى علماً , وما سواه إما أن يكون علماً فلا يكون نافعاً , وإما أن لا يكون علما , وإن سمى به , ولئن كان علماً نافعاً فلا بد أن يكون في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه .
ولتكن همته فهم مقاصد الرسول في أمره ونهيه وسائر كلامه . فإذا اطمأن قلبه أن هذا هو مراد الرسول فلا يعدل عنه فيما بينه وبين الله تعالى ولا مع الناس , إذا أمكنه ذلك .
وليجتهد أن يعتصم في كل باب من أبواب العلم بأصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وإذا اشتبه عليه مما قد اختلف فيه الناس فليدع بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام يصلى من الليل :(اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض , عالم الغيب والشهادة , أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون , اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم)
فإن الله تعالى قد قال فيما رواه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم:( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم).
وأما وصف الكتب والمصنفين... [ف] مافي الكتب المصنفة المبوبة كتاب أنفع من صحيح محمد بن إسماعيل البخاري , لكن هو وحده لا يقوم بأصول العلم ولا يقوم بتمام المقصود للمتبحر في أبواب العلم إذ لا بد من معرفة أحاديث أخر , وكلام أهل الفقه وأهل العلم في الأمور التي يختص بعلمها بعض العلماء وقد أوعبت الأمة في كل فن من فنون العلم ايعابا. فمن نور الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك , ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرةوضلالاً , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبى لبيد الأنصاري:(أوليست التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى؟ فماذا تغنى عنهم ).اهـ([25] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn25))
فمن أراد الله به الخير دله على سبيل النجاة وأرشده إلى طريق العلم النافع الموروث عن معلم هذه الأمة صلى الله عليه وسلم القائل : (تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي )([26] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn26))
فالواجب على الجميع التواصي بهذا العلم , والعناية بحفظ القرآن وتدبره وتلاوته وإتقانه والعنايةبالسنة الصحيحة ومدارستها . وأن نعمل بما علمنا فإن ثمرة العلم العمل .
وفي الحديث:( مَثَلُ الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مَثَلُ الفتيلة تضيء للناس وتحرق نفسها)([27] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn27)) .
قال هرم بن حيان:( إياكم والعالم الفاسق , فبلغ عمر , فكتب إليه ـ وأشفق منها ـ:
ما العالم الفاسق ؟ فكتب: يا أمير المؤمنين , ما أردت إلا الخير , يكون إمام يتكلم بالعلم , ويعمل بالفسق , ويشبه على الناس فيضلوا ).قال الحافظ الذهبي معلقاً: ( إنما أنكرعليه عمر لأنهم لم يكونوا يعدون العالم إلا من عمل بعلمه ).([28] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn28))
وقال أبوالدرداءرضي الله عنه:(إنما أخاف أن يكون أول ما يسألني عنه ربي أن يقول: قدعلمتَ فما عملتَ فيما علمت ؟)
. ([29] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn29)اللهم علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علما إنك أنت العليم الحكيم . وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
-----------------------------------------------------------------------
([1])سورة آل عمران: (102).
([2]) سورة النساء :(1).
([3]) سورة الأحزاب : (70, 71).
([4]) انظر خطبةالحاجة للألباني (ص10).
([5]) تفسير ابن كثير( 8 / 480).
([6]) سورة النساء :( 131).
([7]) البخاري: كتاب الأدب , باب الحذر من الغضب ح(6116).
([8]) شرح الأربعين النووية لابن عثيمين(ص183).
([9]) الفتح (1/14).
([10]) سورة البقرة : (132).
([11]) سورة لقمان : ( 13).
([12]) سورة آل عمران : (85).
([13]) وصية أبي الوليد الباجي لولديه (ص26).
([14]) رواه مسلم ح(1718) من حديث عائشة وهو متفق عليه من حديثها بلفظ:( من أحدث في أمرنا...).
([15]) سورةالملك:(2).
([16]) سورةالكهف:(110).
([17]) مجموع الفتاوى (1/333).
([18]) البخاري: كتاب العلم: باب من يرد الله به خبرا يفقهه في الدين ح(71) ومسلم: الزكاةح(2389).
([19]) التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل لابن خزيمة (1/401) قال الشيخ عبد الله بن عيد الرحمن أبابطين
ـ رحمه الله ـ:( فلما كان مستقراً عند العلماء أن الاستعاذة بالله عبادة له قالوا لا تجوز الاستعاذة بمخلوق , فلما كان هذا الأصل مستقراً عندهم استدلوا به على أن كلام الله غير مخلوق لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بكلمات الله التامات فعلاً منه وقولاً , وهذامن حجة أهل السنة على الجهمية القائلين بخلق القرآن...)
تأسيسالتقديس(ص83).
([20]) الاستغاثة في الرد على البكري (ص379).
([21]) تأويل مختلفالحديث (ص62).
([22]) الاستقامة(ص42).
([23]) الفتاوى(4/176).
([24]) الفتح (1/217).
([25]) الوصية الصغرى : مجموع الفتاوى (10/664).
([26]) (صحيح) انظرحديث رقم: 2937 في صحيح الجامع.
([27]) رواه الخطيب في اقتضاء العلم العمل(ص50) وصححه العلامة الألباني في تعليقه عليه.
([28]) تاريخ الإسلام بواسطة كلمات في العلم وأدب الطلب من كلام الحافظ الذهبي/ جمال عزون(ص82).
([29]) اقتضاء العلم العمل للخطيب (ص42) وحسن إسناده العلامة الألباني رحمه الله.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ). [1] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn4).
(يا أيها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )[2] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn4). { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
أمابعد([4] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn4)) :
فإن مما أوجبه الله تعالى علينا التواصي بالحق والتواصي بالصبر عليه كما قال عز وجل: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ).
قال ابن كثير ـرحمه الله ـ: (العصر: الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم، من خير وشر.وقال مالك، عن زيد بن أسلم: هو العشي ، والمشهور الأول.
فأقسم تعالى بذلك على أن الإنسان لفي خسر ، أي: في خسارة وهلاك،( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )
(فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم،وعملوا الصالحات بجوارحهم,
( وتواصوا بالحق ) وهو أداءالطاعات، وترك المحرمات .
( وتواصوا بالصبر) على المصائب والأقدار، وأذى من يؤذى ممن يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر.([5] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn5))
فيجب التواصي بالحق على الجميع , ومذاكرة هذه الوصايا , وعدم السآمة من تكرارها فقد قيل :
أما ترى الحبل بتكراره ** في الصخرة الصماء قدأثرا
والوصية تكون بأعلى ما يوصى به كما في وصية الله تعالى للأولين والآخرين بقوله: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ) .
([6] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn6)).
.
وتكون بما هو أخص من ذلك مما تقتضيه حال المخاطب , كما في حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم :أوصني , قال: (لا تغضب)[7] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn7))
ففي جواب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل : أن الإنسان قد يوصى بما تقتضيه حاله لا بأعلى ما يوصى به.([8] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn8))
وإن من أعلى مايوصى به وما تقتضيه حال كل مكلف الوصية بأصل الأصول الذي بعثت به الرسل وهو التوحيدوإخلاص الدين لله جل وعلا .
قال أبو العاليةـ رحمه الله ـ: في قوله تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً)
قال: ( وصاهم بالإخلاص في عبادته.([9] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn9)) فجميع الأنبياء جاؤوا بهذا الأصل و أوصوابه.
قال الفقيه الحافظ أبو الوليد الباجي الأندلسي المالكي (ت474) ـ رحمه الله ـ في وصيته لولديه ـ : (وأول ما أوصيكما به ما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب
(يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[10] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn10)
وأنهاكما عما نهى عنه لقمان ابنه وهو يعظه) يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم)[11] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn11).
وأؤكد عليكما في ذلك وصيتي , وأكررها حرصاً على تعلقكما بها , وتمسككما بهذا الدين الذي تفضل الله تعالى علينا به , فلا يستزلكما عنه شيء من أمور الدنيا , وابذلادونه أرواحكما فكيف بدنياكما فإنه لا ينفع خير بعده الخلود في النار , ولا يضر ضر بعده الخلود في الجنة (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ … ([12] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn12)) اه([13] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn13)).
وهذا أحدالأصلين الذين عليهما مدار الإسلام , وهما شرطا قبول الأعمال , ومقتضى الشهادتين .
والأصل الثاني متابعة النبيصلى الله عليه وسلم فكل عمل خالف هديه فهو مردود على صاحبه كما قالصلى الله عليه وسلم:(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهورد) ..([14] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn14))
وفي تقرير هذين الأصلين يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: ( وبالجملة فمعنا أصلان عظيمان , أحدهما: أن لا نعبد إلا الله .
والثاني: أن لانعبده إلا بما شرع , لا نعبده بعبادة مبتدعة.
وهذان الأصلان هما تحقيق "شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله "كما قال تعالى:(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)[15] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn15))
قال الفضيل بن عياض : أخلصه وأصوبه.
قالوا: يا أباعلى ما أخلصه وأصوبه ؟. قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل , وإذاكان صوابا ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً , والخالص أن يكون لله , والصواب أن يكون على السنة . وذلك تحقيق قوله تعالى:(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً). [16] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn16))
وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه:( اللهم اجعل عملي كله صالحا , واجعله لوجهك خالصا , ولا تجعل لأحد فيه شيئا). اهـ([17] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn17)).
فإذا تقرر أن مدار الإسلام على هذين الأصلين وأن قبول الأعمال مشروط بهما , تجلت بذلك أهمية الوصية بهما والتأكيد عليهما.
ولا يتم تحقيق هذين الأصلين على التمام والكمال إلا بالعلم الشرعي والتفقه في دين الله وفي حديث معاوية المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين). الحديث.([18] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn18))
وأي خير أعظم من تحقيق ما يصح به عمل العبد الموصل إلى رحمة الله ومرضاته ,
فإنه مع قيام الشبه القوية , وكثرة الجهل وخوض أهل الباطل وتلبيسهم حتى في هذين الأصلين ,
بل لو قيل: إن وقود دعوات الخلف المخالفة للكتاب والسنة , وترويج بضاعتها المزجاة إنما هو بالتلبيس والخلط في هذين الأصلين , ولو بإبعاد الناس عن تأملهما ومدارستهما , لما كان هذا القول بعيدا عن الصواب , إن لم يكن عينه.
وهذا وإن كان أصله موروثاً لهم عن سابقيهم من أهل الأهواء إلا أن معرفة أهل تلك العصور السابقة بأصل الدين وكلام الشارع وحال أهل الجاهلية الأولى لا يمكن معها أن تنطلي عليهم الشبه في أصل هذا الباب الذي أحكم أيما إحكام .
فهذا إمام الأئمة ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ يرد على الجهمية المعطلة قولها بخلق القرآن ويستدل بقوله صلى الله عليه وسلم :( أعوذ بكلمات الله التامات...) على أن كلمات الله ليست بمخلوقة فيقول ـ رحمه اللهـ : ( أفليس العلم محيطاً ـ يا ذوي الحجا ـ أنه غير جائز أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتعوذ بخلق الله من شر خلقه ؟ هل سمعتم عالماً يجيز أن يقول الداعي : أعوذبالكعبة من شر خلق الله ؟ أو يجيز أن يقول :"أعوذ بالصفا والمروة" ؟ أو: أعوذبعرفات ومنى , من شر ما خلق الله , هذا لا يقوله ولا يجيز القول به مسلم يعرف دين الله , محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه. ).اهـ([ 19] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn19))
فتأمل رحمك الله ـ قول هذا الإمام وهو يرد على الجهمية والمعطلة القائلين بخلق القرآن والذين أفتى بكفرهم غير واحد من علماءالإسلام , وهم مبتدعة ضلال عند جميعهم, وقارنه بحال كثير ممن ينسب إلى العلم والفقه بعد زمان ابن خزيمة إلى هذه الأزمان المتأخرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: ( وهؤلاء الذين اتخذوا القبور أوثاناً تجدهم يستهزؤون بماهو من توحيد الله وعبادته , ويعظمون ما اتخذوه من دون الله شفعاء حتى إن طوائف منهم يستخفون بحج البيت وبمن يحج البيت , ويرون أن زيارة أئمتهم وشيوخهم أفضل من حج البيت وهذا موجود في الشيعة وفي المنتسبين إلى السنة , وآخرون يستخفون بالمساجد وبالصلوات الخمس فيها , ويرون أن دعاء شيخهم أفضل من هذا ....
ويحلف أحدهم اليمين الغموس كاذباً ,
ولا يجترئ أن يحلف بشيخه اليمين الغموس كاذباً....)اهـ([20] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn20))
قال الإمام ابن قتيبة ـ رحمه الله ـ:( والناس أسراب طير يتبع بعضهم بعضاً. ولو ظهر لهم من يدعي النبوة ـ مع معرفتهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء , أو من يدعي الربوبية ـ لوجد على ذلك أتباعاً وأشياعاً. )اهـ([21] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn21))
فهذا حال كثير من المتأخرين ضيعوا الأصول , وخالفوا المعقول والمنقول , وتبعهم على ذلك أمة من الناس بلا عقول .
وأما الابتداع في الدين وترك المتابعة لسيد المرسلين فحدث عنهما ولا حرج , فقد عم البلاء بهما وطم في كثير من المنتسبين إلى أئمة الدين الذين حققوا أصل المتابعة وقرروه , ودربوا أتباعهم على ملازمته كما تدربالجيوش على ملازمة الحصون . فلهم من الأقوال المأثورة والمواقف المشهورة في ملازمةالسنة والأثر ما لا يكاد يحصى وهم مع ذلك يهاجمون المبتدعة بالحجة والبيان دفاعاًعن الدين وذباً عن السنة , ولا يقعدون في هذه الحصون حتى تتهدم عليهم .
فقد حذروا من البدع الاعتقادية والبدع العملية . ومع ذلك تهافت كثير من أتباعهم على هذه البدعحتى نسبوها إليهم وهم أبعد الناس عنها.
قال شيخ الإسلامـ رحمه الله ـ :(...كلام مالك في ذم المبتدعة وهجرهم وعقوبتهم كثير, ومن أعظمهم عنده الجهمية الذين يقولون إن الله ليس فوق العرش , وإن الله لم يتكلم بالقرآن كله , وإنه لا يرى كما وردت به السنة , وينفون نحو ذلك من الصفات. ثم إنه كثير في المتأخرين من أصحابه من ينكر هذه الأمور , كما ينكرها فروع الجهمية ويجعل ذلك هو السنة , ويجعل القول الذي يخالفها وهو قول مالك وسائر أئمة السنة هو البدعة . ثم إنه مع ذلك يعتقد في أهل البدعة ما قاله مالك فبدل هؤلاء الدين , فصاروا يطعنون في أهل السنة .
قال :(و) الشافعي من أعظم الناس ذما لأهل الكلام ولأهل التغيير, ونهيا عن ذلك وجعلا له من البدعة الخارجة عن السنة . ثم إن كثيرا من أصحابه عكسوا الأمر حتى جعلوا الكلام الذي ذمه الشافعي هو السنة وأصول الدين الذي يجب اعتقاده وموالاة أهله وجعلوا موجب الكتاب والسنة الذي مدحه الشافعي هو البدعة التي يعاقب أهلها .
قال:(و)الإمام أحمد في أمره بأتباع السنة , ومعرفته بها , ولزومه لها , ونهيه عن البدع وذمه لهاولأهلها , وعقوبته لأهلها , بالحال التي لا تخفى.
ثم إن كثيرا مما نص هو على أنه من البدع التي يذم أهلها , صار بعض أتباعه يعتقد أن ذلك من السنة , وأن الذي يذم من خالف ذلك , مثل كلامه في مسألة القرآن في مواضع.
منها: تبديعه لمن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق , وتجهيمه لمن قال: مخلوق. ثم إن من أصحابه من جعل ما بدعه الإمام أحمد هو السنة , فتراهم يحكمون على ما هو من صفات العبد كألفاظهم وأصواتهم وغير ذلك بأنه غير مخلوق , بل يقولون : هو قديم ثم إنهم يبدعون من لا يقول بذلك , ويحكمون في هؤلاء بما قاله أحمد في المبتدعة , وهو فيهم .
وكذلك ما أثبته أحمد من الصفات التي جاءت بها الآثار واتفق عليها السلف , كالصفات الفعلية من الاستواء والنزول والمجيء والتكلم إذا شاء , وغير ذلك , فينكرون ذلك بزعم أن الحوادث لا تحل به , ويجعلون ذلك بدعة , ويحكمون على أصحابه بما حكم به أحمد في أهل البدع , وهم من أهل البدعة الذين ذمهم أحمد لا أولئك ونظائر هذا كثيرة .
بل قد يُحكى عن واحد من أئمتهم إجماع المسلمين على أن الحوادث لا تحل بذاته , لينفي بذلك ما نص أحمد وسائر الأئمة عليه من أنه يتكلم إذا شاء , ومن هذه الأفعال المتعلقة بمشيئته .
ومعلوم أن نقل الإجماع على خلاف نصوصه ونصوص الأئمة من أبلغ ما يكون , وهذا كنقل غير واحد من المصنفين في العلم إجماع المسلمين على خلاف نصوص الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه المواضع من ذلك أيضا , فإن نصوص أحمد والأئمة مطابقة لنصوص الرسول صلى الله عليه وسلم .([22] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn22))
وقال ـ رحمه الله ـ: قال شيخ الإسلام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي في كتابه الذي سماه " الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاما لذوي البدع والفضول"-وكان من أئمةالشافعية - قال:
إن في النقل عن هؤلاء إلزاما للحجة على كل من ينتحل مذهب إمام يخالفه في العقيدة , فإن أحدهما لا محالة يضلل صاحبه , أو يبدعه , أو يكفره , فانتحال مذهبه مع مخالفته له في العقيدة مستنكر والله شرعا وطبعا,
فمن قال: أناشافعي الشرع أشعري الاعتقاد , قلنا له : هذا من الأضداد , لا بل من الارتداد , إذلم يكن الشافعي أشعري الاعتقاد. ومن قال: أنا حنبلي في الفروع , معتزلي في الأصول , قلنا:قد ضللت إذاً عن سواء السبيل فيما تزعمه,إذ لم يكن أحمد معتزلي الدين والاجتهاد. )اهـ([23] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn23))
فلكثرة هذا اللبس والتزييف , يتعين على العاقل الحصيف , الأخذ بأسباب النجاة وأولها الفقه في الدين والتبصر بأحكام الشرع.
قال الحافظ ـرحمه الله ـ: (ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين ـ أي يتعلم قواعد الإسلام ومايتصل بها من الفروع ـ فقد حرم الخير. وقد أخرج أبو يعلى حديث معاوية من وجه آخرضعيف وزاد في آخره : ( ومن لم يتفقه في الدين لم يبال الله به ) والمعنى صحيح , لأن من لم يعرف أمور دينه لا يكون فقيهاً ولا طالب فقه , فيصح أن يوصف بأنه ما أريد به الخير , وفي ذلك بيان لفضل العلماء على سائر الناس , ولفضل التفقه في الدين على سائر العلوم. ) اهـ.([24] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn24))
وفي وصف هذا العلم يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ:
وأما ما تعتمدعليه من الكتب في العلوم , فهذا باب واسع , وهو أيضا يختلف باختلاف نشء الإنسان في البلاد , فقد يتيسر له في بعض البلاد من العلم أو من طريقه ومذهبه فيه ما لا يتيسرله في بلد آخر , لكن جماع الخير أن يستعين بالله سبحانه في تلقى العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه هو الذي يستحق أن يسمى علماً , وما سواه إما أن يكون علماً فلا يكون نافعاً , وإما أن لا يكون علما , وإن سمى به , ولئن كان علماً نافعاً فلا بد أن يكون في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه .
ولتكن همته فهم مقاصد الرسول في أمره ونهيه وسائر كلامه . فإذا اطمأن قلبه أن هذا هو مراد الرسول فلا يعدل عنه فيما بينه وبين الله تعالى ولا مع الناس , إذا أمكنه ذلك .
وليجتهد أن يعتصم في كل باب من أبواب العلم بأصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وإذا اشتبه عليه مما قد اختلف فيه الناس فليدع بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام يصلى من الليل :(اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض , عالم الغيب والشهادة , أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون , اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم)
فإن الله تعالى قد قال فيما رواه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم:( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم).
وأما وصف الكتب والمصنفين... [ف] مافي الكتب المصنفة المبوبة كتاب أنفع من صحيح محمد بن إسماعيل البخاري , لكن هو وحده لا يقوم بأصول العلم ولا يقوم بتمام المقصود للمتبحر في أبواب العلم إذ لا بد من معرفة أحاديث أخر , وكلام أهل الفقه وأهل العلم في الأمور التي يختص بعلمها بعض العلماء وقد أوعبت الأمة في كل فن من فنون العلم ايعابا. فمن نور الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك , ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرةوضلالاً , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبى لبيد الأنصاري:(أوليست التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى؟ فماذا تغنى عنهم ).اهـ([25] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn25))
فمن أراد الله به الخير دله على سبيل النجاة وأرشده إلى طريق العلم النافع الموروث عن معلم هذه الأمة صلى الله عليه وسلم القائل : (تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي )([26] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn26))
فالواجب على الجميع التواصي بهذا العلم , والعناية بحفظ القرآن وتدبره وتلاوته وإتقانه والعنايةبالسنة الصحيحة ومدارستها . وأن نعمل بما علمنا فإن ثمرة العلم العمل .
وفي الحديث:( مَثَلُ الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مَثَلُ الفتيلة تضيء للناس وتحرق نفسها)([27] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn27)) .
قال هرم بن حيان:( إياكم والعالم الفاسق , فبلغ عمر , فكتب إليه ـ وأشفق منها ـ:
ما العالم الفاسق ؟ فكتب: يا أمير المؤمنين , ما أردت إلا الخير , يكون إمام يتكلم بالعلم , ويعمل بالفسق , ويشبه على الناس فيضلوا ).قال الحافظ الذهبي معلقاً: ( إنما أنكرعليه عمر لأنهم لم يكونوا يعدون العالم إلا من عمل بعلمه ).([28] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn28))
وقال أبوالدرداءرضي الله عنه:(إنما أخاف أن يكون أول ما يسألني عنه ربي أن يقول: قدعلمتَ فما عملتَ فيما علمت ؟)
. ([29] (file:///C:/Documents%20and%20Settings/new%20generation/Desktop/التواصي+.htm#_edn29)اللهم علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علما إنك أنت العليم الحكيم . وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
-----------------------------------------------------------------------
([1])سورة آل عمران: (102).
([2]) سورة النساء :(1).
([3]) سورة الأحزاب : (70, 71).
([4]) انظر خطبةالحاجة للألباني (ص10).
([5]) تفسير ابن كثير( 8 / 480).
([6]) سورة النساء :( 131).
([7]) البخاري: كتاب الأدب , باب الحذر من الغضب ح(6116).
([8]) شرح الأربعين النووية لابن عثيمين(ص183).
([9]) الفتح (1/14).
([10]) سورة البقرة : (132).
([11]) سورة لقمان : ( 13).
([12]) سورة آل عمران : (85).
([13]) وصية أبي الوليد الباجي لولديه (ص26).
([14]) رواه مسلم ح(1718) من حديث عائشة وهو متفق عليه من حديثها بلفظ:( من أحدث في أمرنا...).
([15]) سورةالملك:(2).
([16]) سورةالكهف:(110).
([17]) مجموع الفتاوى (1/333).
([18]) البخاري: كتاب العلم: باب من يرد الله به خبرا يفقهه في الدين ح(71) ومسلم: الزكاةح(2389).
([19]) التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل لابن خزيمة (1/401) قال الشيخ عبد الله بن عيد الرحمن أبابطين
ـ رحمه الله ـ:( فلما كان مستقراً عند العلماء أن الاستعاذة بالله عبادة له قالوا لا تجوز الاستعاذة بمخلوق , فلما كان هذا الأصل مستقراً عندهم استدلوا به على أن كلام الله غير مخلوق لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بكلمات الله التامات فعلاً منه وقولاً , وهذامن حجة أهل السنة على الجهمية القائلين بخلق القرآن...)
تأسيسالتقديس(ص83).
([20]) الاستغاثة في الرد على البكري (ص379).
([21]) تأويل مختلفالحديث (ص62).
([22]) الاستقامة(ص42).
([23]) الفتاوى(4/176).
([24]) الفتح (1/217).
([25]) الوصية الصغرى : مجموع الفتاوى (10/664).
([26]) (صحيح) انظرحديث رقم: 2937 في صحيح الجامع.
([27]) رواه الخطيب في اقتضاء العلم العمل(ص50) وصححه العلامة الألباني في تعليقه عليه.
([28]) تاريخ الإسلام بواسطة كلمات في العلم وأدب الطلب من كلام الحافظ الذهبي/ جمال عزون(ص82).
([29]) اقتضاء العلم العمل للخطيب (ص42) وحسن إسناده العلامة الألباني رحمه الله.