الشاعر أبو رواحة الموري
06-06-2009, 07:41 AM
نونية أبي الفتح البُستي
وهو أبو الفتح علي بن محمد بن الحسين بن يوسف بن محمد بن عبد العزيز البستي
وله في كتب الأدب كثير من نظمه غيرمدوَّن وهو صاحب القصيدة المشهورة التي مطلعها :
زيـادَةُ المَرء فـي دُنيـاهُ نقصـانُ* * * وربْحُـهُ غَيرَ محض الخَير خُسـرانُ
وكُل وِجـدانِ حَظٍّ لا ثَبـاتَ لَـهُ * * * فإنَّ مَعنـاهُ فـي التَّحقيق فُقْـدانُ
يا عامِـراً لخَـرابِ الدَّهرِ مُجتهِـداً * * * باللهِ هـل لخَـرابِ العمر عُمـرانُ
ويا حَريصاً على الأموال تَجمَعُهـا * * * أُنْسِيـتَ أنَّ سُرورَ المـالِ أحْـزانُ
زَعِ الفـؤادَ عـنِ الدُّنيـا وزينتهـا * * * فصَفْوُها كَدَرٌ والوَصـلُ هِجْـرانُ
وأَرعِ سَمعَـكَ أمثـالاً أُفَـصِّـلُها* * *كمـا يُفَصَّـلُ يَاقـوتٌ ومَرْجـانُ
أحسِنْ إلـى النّـاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ * * * فطالَمـا استعبدَ الإنسـانَ إحسانُ
يا خادمَ الجسم كم تشقـى بِخدمته * * *أتطلبُ الربحَ فيمـا فيـه خسران
أقبل على النفس واستكمِلْ فضائلها* * *فأنـت بالنفس لا بالجسم إنسـان
وإنْ أسـاءَ مُسـيءٌ فلْيَكنْ لكَ في * * *عُـروضِ زَلَّتِهِ صَفْـحٌ وغُفـرانُ
وكُنْ علـى الدَّهر مِعواناً لـذي أمَلٍ * * *يَرجـو نَداكَ فإنَّ الحُـرَّ مِعْـوانُ
واشدُدْ يَدْيـكَ بحَبـلِ الله مُعتَصِمـاً * * * فإنَّـهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْـكَ أركـانُ
مَـنْ يَتَّقِ الله يُحْمَـدْ فـي عَواقِبِـه * * * وَيكفِهِ شَرَّ مَـنْ عزُّوا ومَـنْ هانُوا
مَـنِ استعـانَ بغَيرِ اللهِ فـي طَلَـبٍ* * * فـإنَّ ناصِـرَهُ عَجـزٌ وخـذْلانُ
مـن كان للخير منّاعـا فليس لـه* * * علـى الحقيقة إخـوان وأَخـدانُ
مـَنْ جادَ بالمـالِ مالَ النَّاسُ قاطِبَـةً * * * إلَيـهِ والمـالُ للإنسـان فَتّـانُ
مَنْ سالَمَ النّاسَ يسلَمْ مـن غوائِلِهمْ * * * وعـاشَ وَهْوَ قَريرُ العَينِ جَـذْلانُ
مَنْ كانَ للعَقلِ سُلطـانٌ عَلَيهِ غَـدا* * * وما علـى نَفسِهِ للحِرْصِ سُلطـانُ
مَنْ مّدَّ طَرْفاً لفَرطِ الجَهلِ نحـوَ هَوى * * * أغضـى على الحَقِّ يَوماً وهْوَخَزْيانُ
مَنْ عاشَرَ النّاسَ لاقـى مِنهُمُ نَصبَـاَ * * * لأنَّ سوسَـهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدْوانُ
ومَنْ يُفَتِّشْ عـنِ الإخـوانِ يَقْلِهِـمُ * * * فَجُلُّ إخْـوانِ هَذا العَصرِخَـوّانُ
منِ استشارَ صُروفَ الدَّهرِ قـامَ لـهُ * * * علـى حقيقةِ طَبعِ الدهـر بُرهـانُ
مَنْ يَزْرَعِ الشَّـرَّ يَحصُدْ في عواقبِـهِ* * * نَـدامَـةً ولِحَصـدِ الزَّرْعِ إبَّـانُ
مَنِ استَنـامَ إلى الأشـرار نامَ وفـي* * *قَميصِـهِ مِنهُـمُ صِـلٌّ وثُعْبـانُ
كُنْ رَيَّـقَ البِشْـرِ إنْ الحُـرَّ هِمَّتُـهُ* * *صَحيفَةٌ وعَلَيهـا البِشْـرُ عُنْـوانُ
ورافِـقِ الرِّفْقَ في كُلِّ الأمورِ فلَـمْ * * *يندّمْ رَفيـقٌ ولـم يذمُمْهُ إنسـانُ
ولايَغُرَّنْـكَ حَـظٌّ جَـرَّهْ خَـرَقٌ* * *فالخَرْقُ هَـدمٌ ورِفـقُ المَرءِ بُنْيـانُ
أحسِنْ إذا كـانَ إمكانٌ ومَقـدِرةٌ * * * فلن يَـدومَ على الإحسـانِ إمكانُ
فالرَّوضُ يَـزدانُ بالأنْـوَارِ فاغِمـةً * * *والحُرُّ بالعـدلْ والإحسـانِ يَـزْدانُ
صُنْ حُرَّ وَجهِـكَ لا تهتِكْ غِـلالتهُ * * *فكُـل حُـرٍّ لِحُـرِّ الوَجـه صَـوّانُ
فـإنْ لَقِيـتَ عـدُوّاً فَالْقَـهُ أبَـداً* * *والوَجـهُ بالبِشْرِ والإشـراقِ غَضَّـانُ
دَعِ التكاسُلَ في الخَـيراتِ تطلُبُـها * * * فليـسَ يسعَدُ بالخَــيراتِ كَسْـلانُ
لا ظِلَّ للمَـرءِ يَعـرى من تُقىً ونُهـىَ * * * وإن أظلَّتْـهُ أوراقٌ وأغـصـانُ
والنّاسُ أعـوانُ مَـنْ وَالتْـهُ دولَتُـهُ * * *وهُمْ علَيـهِ إذا عـادَتْـهُ أعـوانُ
سَحْبـانُ من غَيرِ مالٍ باقِلٌ حَصـرٌ * * * وبـاقِلٌ فـي ثَراءِ المـالِ سَحْبـانُ
لا تُودِعِ السِـرَّ وَشَّـاءً يبـوحُ بـهِ * * * فما رعـى غَنَماً فـي الدَّوِّ سرْحـانُ
لا تَحسَبِ النَّاسَ طَبْعـاً واحِـداً فَلهُمْ * * * غـرائـزٌ لسْتَ تُحصِيـهن ألـوانُ
مـا كُـلُّ مـاءٍ كصَـدّاءٍ لـوارِدِه * * * نَعَمْ ولا كُـلُّ نَبْتٍ فهـو سَعْـدانُ
لا تَخدِشَـنَّ بِمَطْلٍٍ وَجْـهَ عارِفَـةٍ* * * فـالبِـرُّ يَخدِشُـهُ مَطْـلٌ ولَيّـانُ
لا تَستشِـرْ غيرَ نَدْبٍ حازِمٍ يَقِـظٍ* * *قـدِ اسْتَـوى فيـه إسْرارٌ وإعْـلانُ
فللِتـدابيـرِ فُرْسـانٌ إذا ركِبـُوا* * * فيهـا أبَـرُّوا كمـا للِحَربِ فُرْسـانُ
ولـلأمـور مَواقيـتٌ مُـقَـدَّرَةٌ* * *وكُـلُّ أمـرٍ لـهُ حَـدُّ ومِـيـزانُ
فلاتكُـنْ عَجِـلاً بـالأمر ِ تطلُبُـهُ* * * فليـسَ يُحمَدُ قبـل النُّضْجِ بُحْـرانُ
كفى مِنَ العيـشِ ما قدْ سَدَّ من عَوَزٍ* * *ففيـهِ للـحُـرِّ إن حقَّقـت غُنيـانُ
وذوالقَنـاعَةِ راضٍ مـن مَعيشَتِـهِ* * * وصاحبُ الحِرْصِ إن أثـرى فَغَضبْـانُ
حَسْبُ الفـتى عقلُـهُ خِـلاًّ يُعاشِرُهُ * * *إذا تـحـامـاهُ إخـوانٌ وخُـلاّنُ
هُمارضيـعا لِبـانٍ حِكَمةٌ وتُقـىً* * * وساكِـنـا وَطَـنٍ مـالٌ وطُغْيـانُ
إذا نَبـا بـكريـمٍ موطِـنٌ فلَـهُ* * * وراءهُ فـي بسيـط الأرض أوطـانُ
يا ظالمـا فرِحـاً بالعـزِّ ساعَـدَه* * * إن كنت فـي سِنَـةٍ فالدهر يقظـانُ
ما استَمْرأ الظُّلْمَ لو أنصْفتَ آكِلُـهُ* * * وهلْ يلَـذُّ مَـذاقَ المـرء خُـطْبـانُ
ياأيُّـها العَالِـمُ المَرضِـيُّ سيرَتُـهُ* * *أبشِـرْ فـأنـتَ بغَـيرِ المـاءِ رَيَّـانُ
ويا أخَاالجَهلِ لو أصبَحْتَ في لُجَجٍ * * *فأنـتَ ما بينَـهـا لاشَـكَّ ضمـآنُ
لا تحسَبَـنَّ سُـروراً دائمـاً أبَـداً* * * مَـنْ سَـرَّهُ زمَـنٌ ساءتْـهُ أزمـانُ
إذا جفـاك خليـلٌ كـنت تألفُـه* * * فـاطلبْ سـواه فكـل الناس إخوانُ
وإن نبَتْ بك أوطـانٌ نشأتَ بهـا* * *فـارحـلْ فكـل بـلاد الله أوطـانُ
يا رافِلاً في الشَّبابِ الرَّحـب مُنتشِياً* * * مِـنْ كأسِهِ هلْ أصابَ الرُّشْدَ نَشْـوانُ
لا تَغتَـرِرْ بشَبـابٍ رائـقٍ نظِـر ٍ* * * فـكَـم تَقـدَّمَ قَبـَل الشّيْبِ شُبّـانُ
ويا أخَا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ لم* * * يكُـنْ لمثِـلكَ فـي اللَّـذاتِ إمعـانُ
هبِ الشَّبيبَةَ تُبْدي عُـذرَ صاحبِـها* * * ماعُـذْرُ أشَيـبَ يَستهويـهِ شَيْطـانُ
كُـلُّ الذُّنـوبِ فـإنَّ الله يغفِرهـا* * * إنشَيَّـعَ المَـرءَ إخـلاصٌ وإيـمـانُ
وكُـلُّ كَسْـرٍ فـإنَّ الديـن يَجبُرُهُ* * * ومـالِكَسـرِ قَنـاةِ الدِّيـنِ جُبْـرانُ
خـذهـا سوائـرَ أمثـالٍ مهذَّبـةً* * * فيهـا لمـن يبتغـي التِّبيـانَ تِبيـانُ
ما ضرَّ حسَّـانََها والطبعُ صائِغُهـا * * * أنْ لم يصُغْها قَـريـعُ الشِّـعرِ حَسّـانُ
وهو أبو الفتح علي بن محمد بن الحسين بن يوسف بن محمد بن عبد العزيز البستي
وله في كتب الأدب كثير من نظمه غيرمدوَّن وهو صاحب القصيدة المشهورة التي مطلعها :
زيـادَةُ المَرء فـي دُنيـاهُ نقصـانُ* * * وربْحُـهُ غَيرَ محض الخَير خُسـرانُ
وكُل وِجـدانِ حَظٍّ لا ثَبـاتَ لَـهُ * * * فإنَّ مَعنـاهُ فـي التَّحقيق فُقْـدانُ
يا عامِـراً لخَـرابِ الدَّهرِ مُجتهِـداً * * * باللهِ هـل لخَـرابِ العمر عُمـرانُ
ويا حَريصاً على الأموال تَجمَعُهـا * * * أُنْسِيـتَ أنَّ سُرورَ المـالِ أحْـزانُ
زَعِ الفـؤادَ عـنِ الدُّنيـا وزينتهـا * * * فصَفْوُها كَدَرٌ والوَصـلُ هِجْـرانُ
وأَرعِ سَمعَـكَ أمثـالاً أُفَـصِّـلُها* * *كمـا يُفَصَّـلُ يَاقـوتٌ ومَرْجـانُ
أحسِنْ إلـى النّـاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ * * * فطالَمـا استعبدَ الإنسـانَ إحسانُ
يا خادمَ الجسم كم تشقـى بِخدمته * * *أتطلبُ الربحَ فيمـا فيـه خسران
أقبل على النفس واستكمِلْ فضائلها* * *فأنـت بالنفس لا بالجسم إنسـان
وإنْ أسـاءَ مُسـيءٌ فلْيَكنْ لكَ في * * *عُـروضِ زَلَّتِهِ صَفْـحٌ وغُفـرانُ
وكُنْ علـى الدَّهر مِعواناً لـذي أمَلٍ * * *يَرجـو نَداكَ فإنَّ الحُـرَّ مِعْـوانُ
واشدُدْ يَدْيـكَ بحَبـلِ الله مُعتَصِمـاً * * * فإنَّـهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْـكَ أركـانُ
مَـنْ يَتَّقِ الله يُحْمَـدْ فـي عَواقِبِـه * * * وَيكفِهِ شَرَّ مَـنْ عزُّوا ومَـنْ هانُوا
مَـنِ استعـانَ بغَيرِ اللهِ فـي طَلَـبٍ* * * فـإنَّ ناصِـرَهُ عَجـزٌ وخـذْلانُ
مـن كان للخير منّاعـا فليس لـه* * * علـى الحقيقة إخـوان وأَخـدانُ
مـَنْ جادَ بالمـالِ مالَ النَّاسُ قاطِبَـةً * * * إلَيـهِ والمـالُ للإنسـان فَتّـانُ
مَنْ سالَمَ النّاسَ يسلَمْ مـن غوائِلِهمْ * * * وعـاشَ وَهْوَ قَريرُ العَينِ جَـذْلانُ
مَنْ كانَ للعَقلِ سُلطـانٌ عَلَيهِ غَـدا* * * وما علـى نَفسِهِ للحِرْصِ سُلطـانُ
مَنْ مّدَّ طَرْفاً لفَرطِ الجَهلِ نحـوَ هَوى * * * أغضـى على الحَقِّ يَوماً وهْوَخَزْيانُ
مَنْ عاشَرَ النّاسَ لاقـى مِنهُمُ نَصبَـاَ * * * لأنَّ سوسَـهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدْوانُ
ومَنْ يُفَتِّشْ عـنِ الإخـوانِ يَقْلِهِـمُ * * * فَجُلُّ إخْـوانِ هَذا العَصرِخَـوّانُ
منِ استشارَ صُروفَ الدَّهرِ قـامَ لـهُ * * * علـى حقيقةِ طَبعِ الدهـر بُرهـانُ
مَنْ يَزْرَعِ الشَّـرَّ يَحصُدْ في عواقبِـهِ* * * نَـدامَـةً ولِحَصـدِ الزَّرْعِ إبَّـانُ
مَنِ استَنـامَ إلى الأشـرار نامَ وفـي* * *قَميصِـهِ مِنهُـمُ صِـلٌّ وثُعْبـانُ
كُنْ رَيَّـقَ البِشْـرِ إنْ الحُـرَّ هِمَّتُـهُ* * *صَحيفَةٌ وعَلَيهـا البِشْـرُ عُنْـوانُ
ورافِـقِ الرِّفْقَ في كُلِّ الأمورِ فلَـمْ * * *يندّمْ رَفيـقٌ ولـم يذمُمْهُ إنسـانُ
ولايَغُرَّنْـكَ حَـظٌّ جَـرَّهْ خَـرَقٌ* * *فالخَرْقُ هَـدمٌ ورِفـقُ المَرءِ بُنْيـانُ
أحسِنْ إذا كـانَ إمكانٌ ومَقـدِرةٌ * * * فلن يَـدومَ على الإحسـانِ إمكانُ
فالرَّوضُ يَـزدانُ بالأنْـوَارِ فاغِمـةً * * *والحُرُّ بالعـدلْ والإحسـانِ يَـزْدانُ
صُنْ حُرَّ وَجهِـكَ لا تهتِكْ غِـلالتهُ * * *فكُـل حُـرٍّ لِحُـرِّ الوَجـه صَـوّانُ
فـإنْ لَقِيـتَ عـدُوّاً فَالْقَـهُ أبَـداً* * *والوَجـهُ بالبِشْرِ والإشـراقِ غَضَّـانُ
دَعِ التكاسُلَ في الخَـيراتِ تطلُبُـها * * * فليـسَ يسعَدُ بالخَــيراتِ كَسْـلانُ
لا ظِلَّ للمَـرءِ يَعـرى من تُقىً ونُهـىَ * * * وإن أظلَّتْـهُ أوراقٌ وأغـصـانُ
والنّاسُ أعـوانُ مَـنْ وَالتْـهُ دولَتُـهُ * * *وهُمْ علَيـهِ إذا عـادَتْـهُ أعـوانُ
سَحْبـانُ من غَيرِ مالٍ باقِلٌ حَصـرٌ * * * وبـاقِلٌ فـي ثَراءِ المـالِ سَحْبـانُ
لا تُودِعِ السِـرَّ وَشَّـاءً يبـوحُ بـهِ * * * فما رعـى غَنَماً فـي الدَّوِّ سرْحـانُ
لا تَحسَبِ النَّاسَ طَبْعـاً واحِـداً فَلهُمْ * * * غـرائـزٌ لسْتَ تُحصِيـهن ألـوانُ
مـا كُـلُّ مـاءٍ كصَـدّاءٍ لـوارِدِه * * * نَعَمْ ولا كُـلُّ نَبْتٍ فهـو سَعْـدانُ
لا تَخدِشَـنَّ بِمَطْلٍٍ وَجْـهَ عارِفَـةٍ* * * فـالبِـرُّ يَخدِشُـهُ مَطْـلٌ ولَيّـانُ
لا تَستشِـرْ غيرَ نَدْبٍ حازِمٍ يَقِـظٍ* * *قـدِ اسْتَـوى فيـه إسْرارٌ وإعْـلانُ
فللِتـدابيـرِ فُرْسـانٌ إذا ركِبـُوا* * * فيهـا أبَـرُّوا كمـا للِحَربِ فُرْسـانُ
ولـلأمـور مَواقيـتٌ مُـقَـدَّرَةٌ* * *وكُـلُّ أمـرٍ لـهُ حَـدُّ ومِـيـزانُ
فلاتكُـنْ عَجِـلاً بـالأمر ِ تطلُبُـهُ* * * فليـسَ يُحمَدُ قبـل النُّضْجِ بُحْـرانُ
كفى مِنَ العيـشِ ما قدْ سَدَّ من عَوَزٍ* * *ففيـهِ للـحُـرِّ إن حقَّقـت غُنيـانُ
وذوالقَنـاعَةِ راضٍ مـن مَعيشَتِـهِ* * * وصاحبُ الحِرْصِ إن أثـرى فَغَضبْـانُ
حَسْبُ الفـتى عقلُـهُ خِـلاًّ يُعاشِرُهُ * * *إذا تـحـامـاهُ إخـوانٌ وخُـلاّنُ
هُمارضيـعا لِبـانٍ حِكَمةٌ وتُقـىً* * * وساكِـنـا وَطَـنٍ مـالٌ وطُغْيـانُ
إذا نَبـا بـكريـمٍ موطِـنٌ فلَـهُ* * * وراءهُ فـي بسيـط الأرض أوطـانُ
يا ظالمـا فرِحـاً بالعـزِّ ساعَـدَه* * * إن كنت فـي سِنَـةٍ فالدهر يقظـانُ
ما استَمْرأ الظُّلْمَ لو أنصْفتَ آكِلُـهُ* * * وهلْ يلَـذُّ مَـذاقَ المـرء خُـطْبـانُ
ياأيُّـها العَالِـمُ المَرضِـيُّ سيرَتُـهُ* * *أبشِـرْ فـأنـتَ بغَـيرِ المـاءِ رَيَّـانُ
ويا أخَاالجَهلِ لو أصبَحْتَ في لُجَجٍ * * *فأنـتَ ما بينَـهـا لاشَـكَّ ضمـآنُ
لا تحسَبَـنَّ سُـروراً دائمـاً أبَـداً* * * مَـنْ سَـرَّهُ زمَـنٌ ساءتْـهُ أزمـانُ
إذا جفـاك خليـلٌ كـنت تألفُـه* * * فـاطلبْ سـواه فكـل الناس إخوانُ
وإن نبَتْ بك أوطـانٌ نشأتَ بهـا* * *فـارحـلْ فكـل بـلاد الله أوطـانُ
يا رافِلاً في الشَّبابِ الرَّحـب مُنتشِياً* * * مِـنْ كأسِهِ هلْ أصابَ الرُّشْدَ نَشْـوانُ
لا تَغتَـرِرْ بشَبـابٍ رائـقٍ نظِـر ٍ* * * فـكَـم تَقـدَّمَ قَبـَل الشّيْبِ شُبّـانُ
ويا أخَا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ لم* * * يكُـنْ لمثِـلكَ فـي اللَّـذاتِ إمعـانُ
هبِ الشَّبيبَةَ تُبْدي عُـذرَ صاحبِـها* * * ماعُـذْرُ أشَيـبَ يَستهويـهِ شَيْطـانُ
كُـلُّ الذُّنـوبِ فـإنَّ الله يغفِرهـا* * * إنشَيَّـعَ المَـرءَ إخـلاصٌ وإيـمـانُ
وكُـلُّ كَسْـرٍ فـإنَّ الديـن يَجبُرُهُ* * * ومـالِكَسـرِ قَنـاةِ الدِّيـنِ جُبْـرانُ
خـذهـا سوائـرَ أمثـالٍ مهذَّبـةً* * * فيهـا لمـن يبتغـي التِّبيـانَ تِبيـانُ
ما ضرَّ حسَّـانََها والطبعُ صائِغُهـا * * * أنْ لم يصُغْها قَـريـعُ الشِّـعرِ حَسّـانُ