أكرم بن نجيب التونسي
02-07-2010, 02:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد :
بعض مميزات المنهج السلفي الحق عن غيره من المناهج المنحرفة :
نقول وبالله التوفيق :
المنهج السلفي :
1-هو الإسلام الصحيح قال تعالى : {إن الدين عند الإسلام }
2-وهو الوسطية الحقة قال تعالى : {وكذلك جعلناكم أمة وسطا }
فهو وسط بين الغالي والجافي .
3-لايقبل أديانا ومذاهب محرفة كالليبرالية والعلمانية وغيرها
ولايسع معه غيره مطلقا :
قال تعالى : {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه }.
4-لايقبل التحزبات ولو كانت للإسلام وكل التحزبات المعاصرة مخالفة للإسلام الصحيح ولاتجوز مطلقا : من تبليغ وإخوان وقطبية وتحريرية وصوفية وغيرها قال تعالى : {ولاتكونوا من المشركين من الذين فرقوا ودينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون }
وقال تعالى : {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء }
وقال تعالى : {واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا }
وقال صلى الله عليه وسلم : ((لاحلف في الإسلام )) رواه مسلم في الصحيح
ولما قال الأنصار ياللأنصار وقال المهاجرون: ياللمهاجرين :قال صلى الله عليه وسلم :
((أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟! دعوها فإنها منتنة ))
وحكم العلماء ببدعية تلك الحزبيات المذكورة كالشيخ ابن باز والفوزان وغيرهما .
5-يرى البيعة لولي الأمر.قال صلى الله عليه وسلم : ((من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )) متفق عليه ولايرى تلك البيعات الجزئية في تلك الأحزاب بل هي باطلة لاتجوز ومن البدع : وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((وكل بدعة ضلالة ))
وقال ((من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )) متفق عليه وفي رواية في مسلم : ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )) ويرون أن الأمر في بلاد السعودية مستتب ولله الحمد لولي أمرها الملك عبد الله حفظه الله والبيعة الشرعية له وهذه بلاد التوحيد والسنة اجتمعوا عليه علماء وأمراء ولله الحمد والمنة وهي أفضل البلاد اليوم ولاندعي لها الكمال فالنقص حاصل ولكنها بلا شك أفضل البلاد كما صرح به علماؤها الأكابر كابن باز وابن عثيمين وغيرهما ومايخالف هذا إلا أهل البدع والضلالات من خوارج وغيرهم .
6-ويرى المنهج السلفي أن: الحج قائم مع ولي أمرهم والجهاد معه أيضا كما جاء في عقائدهم قال الطحاوي : (وَالْحَجُّ وَالْجِهَادُ مَاضِيَانِ مَعَ أُولِي الْأَمْرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، بَرِّهِمْ وَفَاجِرِهِمْ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، لَا يُبْطِلُهُمَا شَيْءٌ وَلَا يَنْقُضُهُمَا) ولايرون جهاد أهل الغلوكالخوارج وغيرهم
7-ويرى السمع والطاعة لولي الأمر المسلم عدلا كان أو ظالما وسواء حكمه كان اختيارا أو تغلبا . قال تعالى : {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم }. وقال صلى الله عليه وسلم : ((اسمع وأطع للأمير وإن جلد ظهرك وأخذ مالك ))رواه مسلم في الصحيح –وليس منقطعا على الصحيح .ولو قلنا بقول أهل الأهواء بانقطاعه فهناك عشرات الأحاديث في الباب ومنها : حديث عبادة بن الصامت وغيره .
8-ويرى النصيحة له سرا لقوله صلى الله عليه وسلم : ((من كان له نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده ولايبده علانية وليكلمه فيما بينه وبينه فإن قبل فبها وإلا فقد أدى الذي عليه )) أو كما قال صلى الله عليه وسلم . أخرجه ابن أبي عاصم في السنة بسند صحيح .
9-مما يقوم منهج الدعوة السلفية عليه أمور أهمها : الإهتمام بالتوحيد والمعتقد السلفي الصحيح والدعوة إلى السنة صغيرها وكبيرها والنهي عن الشرك كله والبدع والمعاصي والإعتصام بكتاب الله والسنة بفهم السلف الصالح والولاء والبراء في ذلك كله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على منهج صحيح فلايرون التهييج على المنابر على طريقة الخوارج عياذا بالله .
10-مما يكفر به الحاكم بغير ماأنزل الله: إذا كان يعتقد أن غير حكم الله أفضل من حكم الله أو أنه مساو له أو أنه جحد حكم الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. وأما لو كان لأجل رشوة أو مداهنة ونحوها فحينئذ نقول بما قال ابن عباس :(كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق ) ، أو قوله : (ليس الكفر الذي يذهبون إليه ) وذلك عند تفسيره قول الله تعالى : {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ..}الآيات –وإن كان في أسانيدها عنه ضعف لكن بمجموعها ترتقي للحجية قال ابن عثيمين : (وقد تلقاها العلماء بالقبول) اهـ.
11-لايتسرع أهل المنهج السلفي الحق : في تكفير الناس لأنه حكم شرعي وهو حق لله تعالى فالكافر من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يقول شيخ الإسلام : (ولهذا كان أهل السنة لايكفرون من خالفهم وإن كان المخالف يكفرهم لأن الكفر حكم شرعي ...وكذلك التكفير حق لله فلايكفر إلا من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ) الرد على البكري .بواسطة : مزيل الإلباس في الحكام على الناس : 81 وقال شيخ الإسلام : (فقد يكون الفعل أو المقالة كفرا ويطلق القول بتكفير من قال تلك المقالة أو فعل ذلك الفعل ويقال من قال : كذا فهو كافر أو من فعل كذا فهو كافر .
لكن الشخص المعين الذي قال ذلك القول أو فعل ذلك الفعل لايحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها . وهذا الأمر مطرد في نصوص الوعيد عند أهل السنة والجماعة فلايشهد على معين من اهل القبلة بأنه من اهل النار لجواز أن لايلحقه لفوات شرط او ثبوت مانع )اهـ بلفظه .الفتاوى : 35/165 بواسطة : مزيل الإلباس : 93
وقال الشيخ ابن عثيمين : (فالواجب قبل التكفير أن ينظر في أمرين : الأمر الأول : دلالة الكتاب والسنة على أن هذا مكفر لئلا يفتري على الله الكذب . الثاني : انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه وتنتفي الموانع )اهـ من القواعد المثلى .
11-يرون الدعوة بالعلم الشرعي النافع ومرجعهم في ذلك الكتاب والسنة بفهم السلف
ولايرون الإحداث في الدعوة قال صلى الله عليه وسلم : ((من أحدث في أمرنا هذا فهو رد ))
متفق عليه .
12-ومن الإحداث في الدعوة : التمثيليات التي سموها إسلامية والأناشيد التي سموها إسلامية
يتألفون بها القلوب وهذا كله محدث وليست من الوسائل الصحيحة في شيء فمثلا : التمثيل كذب فهل يربى الناشيء على الكذب ؟! ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في السنن : من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قوله : ((ويل لمن يحدث الناس فيكذب ويل له ويل له )) .
13-وكذلك ترد كل ماأحدثته تلك الفرق الضالة وتشبهت فيه بالغرب الكافر من وسائل العنف مثل : التفجيرات ، والإنتحارات التي يسمونها بغير اسمها : العمليات الإستشهادية ، والإعتصامات ، والإضرابات ، وغيرها من الوسائل المحدثة التي ترى أنها من الخروج على ولي الأمر .
14-لاترى الإجتماع والتكتل إلا على التوحيد والسنة بلا مخالفة لها بأي حال مطلقا وقد سئل الإمام أحمد عن السني فقال : (هو من أخذ بالسنة كلها).فلا ترى تمييع المنهج السلفي الحق بعبارات يطلقها بعض من انتسب للدعوة مثل قولهم : نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه (فهل يعذر المخالف في أمر الشرك والبدع ؟! ونقول جوابا : على دعوتهم نعم ، وقد كان من بين من أسس فرقة الأخوان المسلمون نصارى ! وكانوا يحتفون بالرافضة كثيرا ) ومنها قول بعضهم : وحدة الصف لاوحدة الرأي ! فهل : يتحد الصوفي مع السني ؟! مالكم كيف تحكمون ؟!
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد
سؤال : ما هي مميزات الدعوة السلفية عن غيرها من الدعوات ؟
الجواب
مما يميز الدعوة السلفية عن غيرها عدة مميزات منها
1) أنها مستمرة والحمد لله :لقوله صلى الله عليه وسلم
((لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق )) من حديث عمران وسيأتي إن شاء الله وحديث أبي هريرة الذي (رواه البيهقي )قال :قال صلى الله عليه وعلى أله وأزواجه وذريته :((لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها )) قال الألباني(صحيح) .وانظر حديث رقم: 7291 في صحيح الجامع.
ولحديث المغيرة في الصحيحين ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله و هم ظاهرون )) .قال الألباني(صحيح) .وانظر حديث رقم: 7288 في صحيح الجامع
وفي صحيح مسلم عن سعد رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة )) .
وقال الألباني (صحيح) .و انظر حديث رقم: 7697 في صحيح الجامع.
2) أنها باقية حتى يأتي أمر الله كما في أحاديث الطائفة ومنها ما عند مسلم عن ثوبان وسيأتي بتمامه إن شاء الله وفي حديث قرة بن إياس ((حتى تقوم الساعة )) أخرجه الترمذي وقال الألباني (صحيح) . انظر حديث رقم: 702 في صحيح الجامع وسيأتي بتمامه إن شاء الله .
3) أنها طائفة كما صحت بها الأحاديث السابقة ،والطائفة تصدق على الواحد والأكثر .
وفي رواية أنهم عصابة فمن حديث عقبة بن عامر قال قال صلى الله عليه وسلم
((لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة و هم على ذلك )) أخرجه مسلم . وقال الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 7295 في صحيح الجامع.
4) وهي من أمة النبي صلى الله عليه وسلم أمة الإجابة وذلك لظهورها على الحق ولحديث الإفتراق حيث بين فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الفرقة الناجية هي الجماعة .
5) أنها ظاهرة على الحق وعلى الناس لحديث ثوبان وغيره قال صلى الله عليه وسلم ((و لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله )) رواه مسلم وقال الألباني :(صحيح) انظر حديث رقم: 1773 في صحيح الجامع.
وفي حديث معاوية في الصحيحين قال قال صلى الله عليه وسلم
((و هم ظاهرون على الناس )) . ومعنى ظاهرين أي :غالبين ، وفي قول أنها غير مستترة والواقع يؤيد هذا والحمد لله ولكن قال ابن حجر في شرحه على الصحيح والأول أولى .قلت وهي ظاهرة بالحجة والحمد لله .
6) لا يضرهم مخالفة غيرهم أو خذلانهم لهم ولا عداوة غيرهم .لحديث معاوية في الصحيحين وفيه ((لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم )) قال الألباني : (صحيح) .
انظر حديث رقم: 7290 في صحيح الجامع..
وفي رواية عن عمران بن حصين عند أبي داود :((من ناوأهم ))
وهي صحيحة برقم 7294 في :صحيح الجامع
7) ثابتة على الحق أبدا لحديث ثوبان عند مسلم وفيه
((حتى يأتي أمر الله و هم كذلك )) . ولحديث معاوية السابق وفيه ((لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله )) أي الريح التي تقبض الناس لحديث النواس بن سمعان الطويل الذي تحدث فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الدجال وفيه قال :
(( فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن و كل مسلم و يبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة )) .
وقال الألباني (صحيح) . انظر حديث رقم: 4166 في صحيح الجامع.
وفي ذلك الوقت لايكون في الأرض من يقول الله الله.لما جاء في حديث أنس عند مسلم : ((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض : الله الله ))وقال الألباني : (صحيح) .وانظر حديث رقم: 7420 في صحيح الجامع.
وفي رواية أبي هريرة : (وقد سبقت) ((قوامة على الحق )).
وفي حديث عمران بن حصين : (( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال )). والمقصود :يقاتلونه مع المسيح والمهدي .
8) ومن صفتها أنها الجماعة الوحيدة فقط وغيرها فرق لا يقال لها جماعات فهذا خطأ عقدي لأن الحق واحد والجماعة واحدة كما صحت به الآثار كما في حديث أنس رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم
((إن بني إسرائيل افترقت على إحدى و سبعين فرقة و إن أمتي ستفترق على اثنتين و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة و هي : الجماعة)). قال الألباني: (صحيح) .وانظر حديث رقم: 2042 في صحيح الجامع.
9) وهم باقون على ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما صح في بعض روايات الإفتراق حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الفرقة الناجية فقال : ((هي ما أنا عليه اليوم وأصحابي )) .
10) هي طائفة منصورة . لما جاء في بعض روايات حديث قرة بن إياس
((و لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة )) رواه أحمد والترمذي وهو :(صحيح) انظر حديث رقم: 702 في صحيح الجامع..
11) هي أمة الوسط .قال تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطا } فهي وسط بين
الفرق في معتقدها وفي منهجها ودعوتها والحمد لله .
12) هي أمة الجهاد الحق وتقاتل على راية ظاهرة واضحة وليست عمية كما تفعل باقي الفرق اليوم ،و تقاتل الدجال مع عيسى عليه السلام لحديث جابر رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم :
((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال صل لنا فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمير تكرمة الله لهذه الأمة )) رواه مسلم وقال الألباني (صحيح) .
وانظر حديث رقم: 7293 في صحيح الجامع.وفي رواية عمران بن حصين : ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال )) وقد تقدم تخريجها .
13 ) وهي طائفة متبعة للنبي صلى الله عليه وسلم صادقة في اتباعها وأما الفرق الهالكة فيكثر فيهم الكذب وليسوا بصادقين في متابعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم
ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال قال صلى الله عليه وسلم :
((مثلي و مثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني و إني أنا النذير العريان فالنجاء النجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا و انطلقوا على مهلهم فنجوا و كذبته طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم و اجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به و مثل من عصاني و كذب بما جئت به من الحق )). وقال الألباني(صحيح) . وانظر حديث رقم: 5860 في صحيح الجامع.
14) وهي تؤدي الحق الذي عليها لولي أمرها مع إنكارها للمنكر وكراهيتها له
ففي الصحيحين عن ابن مسعود قال قال صلى الله عليه وسلم : ((ستكون بعدي أثرة و أمور تنكرونها قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : تؤدون الحق الذي عليكم و تسألون الله الذي لكم )) . وقال الألباني : صحيح .وانظر حديث رقم: 3620 في صحيح الجامع.
15) من صفات هذه الطائفة المناصحة للأمة عامتها لحديث : ((الدين النصيحة ))
16) ومن صفاتها أيضا عقد البيعة لولي الأمر والمناصحة الشرعية له ولا تشهر بعيوب الولاة على الملأ بل ترى النصيحة له سرا أو من وضعه من قبله
17) من صفاتها أبضا اهتمامها في دعوتها بالعلم والتزكية وانطلاق دعوتها من المساجد ولا تهتم كثيرا بما سموه بالدعوة الفردية بحسب ما تراه تلك الفرق الهالكة
18) من صفاتها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على طريقة السلف وتدعو الناس بالتي هي أحسن للتي هي أقوم
19) من صفاتها الإهتمام بالعقيدة والدندنة على الدعوة إلى التوحيد
صباح مساء وكذلك باقي أمور الدين من الفرائض وغيرها وبالذات أمر الصلاة وتكثر من الكلام في هذا
20) من صفاتها الإهتمام بتمييز صحيح الأحاديث من ضعيفها وتهتم بتأليف الكتب النافعة وبنشر السنة كلها بدقائقها على عامة الناس وإحياء ما مات منها .
21) من صفاتها نبذ التحزب البدعي والتفرق المذموم والدعوة للإجتماع على التوحيد والسنة والتعاون على البر والتقوى تحت حزب واحد الذي قال الله فيه {ألا إن حزب الله هم المفلحون }
22) من صفاتها الذب عن السنة وأهلها وعلمائها
23) من صفاتها نبذ البدعة والطعن في أهلها وذكرهم بأسمائهم ليحذر منهم كائنا من كان فهي لا تعرف الحق بالرجال ولكن تعرف الرجال بالحق الذي معهم وهي تنبذ الإحداث في الدين بكل صوره ولا تأتي الناس بعلوم جديدة لم تكن موجودة في العهد الأول مثل ما يسمى بفقه الواقع والإعجاز العلمي في القرآن والسنة وغير ذلك
24) من صفاتها أنها أحيت منهج الأوائل في الجرح والتعديل بضوابطه مع ذمها للغيبة والبهتان
25) من صفاتها أنها تخطيء ولا تكفر إلا من كفره الله ورسوله فهي لا تتسرع في تكفير الأشخاص لكن من ثبت عندها كفره كاليهود والنصارى وغيرهم ممن كان مسلما ثم ارتد عن دينه وأقيمت عليه الحجة أو أظهر كفره فإنها تكفره أو وقع في الكفر وأقيمت عليه الحجة وعاند فإنها تكفره
26) ومن صفاتها أنها تفصل في تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله فتقول كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق على ما قال ابن عباس فمن جحد أو ساوى الحكم بما أنزل الله بغيره أو رأى جواز التحاكم إلى غير شرع الله فهو الكافر الخارج من الملة هذا الذي استقر عليه العمل عند عامة تلك الطائفة من عهد السلف إلى أن تقوم الساعة .
27) ومن صفاتها الصبر والتأني في أمر الدعوة وعدم التعجل في قطف الثمرة وتؤمن بوعد الله لها بالتمكين في الأرض
28) من صفاتها الولاء لأهل السنة والبراءة من أهل البدعة والمعصية وتقول بالهجر لأهل البدع والمجاهرين بالمعاصي بضوابط شرعية مرعية
29) لا تتسرع في بث الأخبار والنوازل التي تنزل بالأمة وتنشرها على عامة الناس بل تردها إلى العلماء ليستنبطوا حكم الله فيها
وكتب أبو عاصم عبد الله بن حميد الغامدي
منقول من موقع الشيخ (http://www.abouasem.net/play.php?catsmktba=16)
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد :
بعض مميزات المنهج السلفي الحق عن غيره من المناهج المنحرفة :
نقول وبالله التوفيق :
المنهج السلفي :
1-هو الإسلام الصحيح قال تعالى : {إن الدين عند الإسلام }
2-وهو الوسطية الحقة قال تعالى : {وكذلك جعلناكم أمة وسطا }
فهو وسط بين الغالي والجافي .
3-لايقبل أديانا ومذاهب محرفة كالليبرالية والعلمانية وغيرها
ولايسع معه غيره مطلقا :
قال تعالى : {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه }.
4-لايقبل التحزبات ولو كانت للإسلام وكل التحزبات المعاصرة مخالفة للإسلام الصحيح ولاتجوز مطلقا : من تبليغ وإخوان وقطبية وتحريرية وصوفية وغيرها قال تعالى : {ولاتكونوا من المشركين من الذين فرقوا ودينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون }
وقال تعالى : {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء }
وقال تعالى : {واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا }
وقال صلى الله عليه وسلم : ((لاحلف في الإسلام )) رواه مسلم في الصحيح
ولما قال الأنصار ياللأنصار وقال المهاجرون: ياللمهاجرين :قال صلى الله عليه وسلم :
((أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟! دعوها فإنها منتنة ))
وحكم العلماء ببدعية تلك الحزبيات المذكورة كالشيخ ابن باز والفوزان وغيرهما .
5-يرى البيعة لولي الأمر.قال صلى الله عليه وسلم : ((من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )) متفق عليه ولايرى تلك البيعات الجزئية في تلك الأحزاب بل هي باطلة لاتجوز ومن البدع : وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((وكل بدعة ضلالة ))
وقال ((من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )) متفق عليه وفي رواية في مسلم : ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )) ويرون أن الأمر في بلاد السعودية مستتب ولله الحمد لولي أمرها الملك عبد الله حفظه الله والبيعة الشرعية له وهذه بلاد التوحيد والسنة اجتمعوا عليه علماء وأمراء ولله الحمد والمنة وهي أفضل البلاد اليوم ولاندعي لها الكمال فالنقص حاصل ولكنها بلا شك أفضل البلاد كما صرح به علماؤها الأكابر كابن باز وابن عثيمين وغيرهما ومايخالف هذا إلا أهل البدع والضلالات من خوارج وغيرهم .
6-ويرى المنهج السلفي أن: الحج قائم مع ولي أمرهم والجهاد معه أيضا كما جاء في عقائدهم قال الطحاوي : (وَالْحَجُّ وَالْجِهَادُ مَاضِيَانِ مَعَ أُولِي الْأَمْرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، بَرِّهِمْ وَفَاجِرِهِمْ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، لَا يُبْطِلُهُمَا شَيْءٌ وَلَا يَنْقُضُهُمَا) ولايرون جهاد أهل الغلوكالخوارج وغيرهم
7-ويرى السمع والطاعة لولي الأمر المسلم عدلا كان أو ظالما وسواء حكمه كان اختيارا أو تغلبا . قال تعالى : {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم }. وقال صلى الله عليه وسلم : ((اسمع وأطع للأمير وإن جلد ظهرك وأخذ مالك ))رواه مسلم في الصحيح –وليس منقطعا على الصحيح .ولو قلنا بقول أهل الأهواء بانقطاعه فهناك عشرات الأحاديث في الباب ومنها : حديث عبادة بن الصامت وغيره .
8-ويرى النصيحة له سرا لقوله صلى الله عليه وسلم : ((من كان له نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده ولايبده علانية وليكلمه فيما بينه وبينه فإن قبل فبها وإلا فقد أدى الذي عليه )) أو كما قال صلى الله عليه وسلم . أخرجه ابن أبي عاصم في السنة بسند صحيح .
9-مما يقوم منهج الدعوة السلفية عليه أمور أهمها : الإهتمام بالتوحيد والمعتقد السلفي الصحيح والدعوة إلى السنة صغيرها وكبيرها والنهي عن الشرك كله والبدع والمعاصي والإعتصام بكتاب الله والسنة بفهم السلف الصالح والولاء والبراء في ذلك كله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على منهج صحيح فلايرون التهييج على المنابر على طريقة الخوارج عياذا بالله .
10-مما يكفر به الحاكم بغير ماأنزل الله: إذا كان يعتقد أن غير حكم الله أفضل من حكم الله أو أنه مساو له أو أنه جحد حكم الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. وأما لو كان لأجل رشوة أو مداهنة ونحوها فحينئذ نقول بما قال ابن عباس :(كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق ) ، أو قوله : (ليس الكفر الذي يذهبون إليه ) وذلك عند تفسيره قول الله تعالى : {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ..}الآيات –وإن كان في أسانيدها عنه ضعف لكن بمجموعها ترتقي للحجية قال ابن عثيمين : (وقد تلقاها العلماء بالقبول) اهـ.
11-لايتسرع أهل المنهج السلفي الحق : في تكفير الناس لأنه حكم شرعي وهو حق لله تعالى فالكافر من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يقول شيخ الإسلام : (ولهذا كان أهل السنة لايكفرون من خالفهم وإن كان المخالف يكفرهم لأن الكفر حكم شرعي ...وكذلك التكفير حق لله فلايكفر إلا من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ) الرد على البكري .بواسطة : مزيل الإلباس في الحكام على الناس : 81 وقال شيخ الإسلام : (فقد يكون الفعل أو المقالة كفرا ويطلق القول بتكفير من قال تلك المقالة أو فعل ذلك الفعل ويقال من قال : كذا فهو كافر أو من فعل كذا فهو كافر .
لكن الشخص المعين الذي قال ذلك القول أو فعل ذلك الفعل لايحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها . وهذا الأمر مطرد في نصوص الوعيد عند أهل السنة والجماعة فلايشهد على معين من اهل القبلة بأنه من اهل النار لجواز أن لايلحقه لفوات شرط او ثبوت مانع )اهـ بلفظه .الفتاوى : 35/165 بواسطة : مزيل الإلباس : 93
وقال الشيخ ابن عثيمين : (فالواجب قبل التكفير أن ينظر في أمرين : الأمر الأول : دلالة الكتاب والسنة على أن هذا مكفر لئلا يفتري على الله الكذب . الثاني : انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه وتنتفي الموانع )اهـ من القواعد المثلى .
11-يرون الدعوة بالعلم الشرعي النافع ومرجعهم في ذلك الكتاب والسنة بفهم السلف
ولايرون الإحداث في الدعوة قال صلى الله عليه وسلم : ((من أحدث في أمرنا هذا فهو رد ))
متفق عليه .
12-ومن الإحداث في الدعوة : التمثيليات التي سموها إسلامية والأناشيد التي سموها إسلامية
يتألفون بها القلوب وهذا كله محدث وليست من الوسائل الصحيحة في شيء فمثلا : التمثيل كذب فهل يربى الناشيء على الكذب ؟! ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في السنن : من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قوله : ((ويل لمن يحدث الناس فيكذب ويل له ويل له )) .
13-وكذلك ترد كل ماأحدثته تلك الفرق الضالة وتشبهت فيه بالغرب الكافر من وسائل العنف مثل : التفجيرات ، والإنتحارات التي يسمونها بغير اسمها : العمليات الإستشهادية ، والإعتصامات ، والإضرابات ، وغيرها من الوسائل المحدثة التي ترى أنها من الخروج على ولي الأمر .
14-لاترى الإجتماع والتكتل إلا على التوحيد والسنة بلا مخالفة لها بأي حال مطلقا وقد سئل الإمام أحمد عن السني فقال : (هو من أخذ بالسنة كلها).فلا ترى تمييع المنهج السلفي الحق بعبارات يطلقها بعض من انتسب للدعوة مثل قولهم : نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه (فهل يعذر المخالف في أمر الشرك والبدع ؟! ونقول جوابا : على دعوتهم نعم ، وقد كان من بين من أسس فرقة الأخوان المسلمون نصارى ! وكانوا يحتفون بالرافضة كثيرا ) ومنها قول بعضهم : وحدة الصف لاوحدة الرأي ! فهل : يتحد الصوفي مع السني ؟! مالكم كيف تحكمون ؟!
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد
سؤال : ما هي مميزات الدعوة السلفية عن غيرها من الدعوات ؟
الجواب
مما يميز الدعوة السلفية عن غيرها عدة مميزات منها
1) أنها مستمرة والحمد لله :لقوله صلى الله عليه وسلم
((لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق )) من حديث عمران وسيأتي إن شاء الله وحديث أبي هريرة الذي (رواه البيهقي )قال :قال صلى الله عليه وعلى أله وأزواجه وذريته :((لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها )) قال الألباني(صحيح) .وانظر حديث رقم: 7291 في صحيح الجامع.
ولحديث المغيرة في الصحيحين ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله و هم ظاهرون )) .قال الألباني(صحيح) .وانظر حديث رقم: 7288 في صحيح الجامع
وفي صحيح مسلم عن سعد رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة )) .
وقال الألباني (صحيح) .و انظر حديث رقم: 7697 في صحيح الجامع.
2) أنها باقية حتى يأتي أمر الله كما في أحاديث الطائفة ومنها ما عند مسلم عن ثوبان وسيأتي بتمامه إن شاء الله وفي حديث قرة بن إياس ((حتى تقوم الساعة )) أخرجه الترمذي وقال الألباني (صحيح) . انظر حديث رقم: 702 في صحيح الجامع وسيأتي بتمامه إن شاء الله .
3) أنها طائفة كما صحت بها الأحاديث السابقة ،والطائفة تصدق على الواحد والأكثر .
وفي رواية أنهم عصابة فمن حديث عقبة بن عامر قال قال صلى الله عليه وسلم
((لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة و هم على ذلك )) أخرجه مسلم . وقال الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 7295 في صحيح الجامع.
4) وهي من أمة النبي صلى الله عليه وسلم أمة الإجابة وذلك لظهورها على الحق ولحديث الإفتراق حيث بين فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الفرقة الناجية هي الجماعة .
5) أنها ظاهرة على الحق وعلى الناس لحديث ثوبان وغيره قال صلى الله عليه وسلم ((و لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله )) رواه مسلم وقال الألباني :(صحيح) انظر حديث رقم: 1773 في صحيح الجامع.
وفي حديث معاوية في الصحيحين قال قال صلى الله عليه وسلم
((و هم ظاهرون على الناس )) . ومعنى ظاهرين أي :غالبين ، وفي قول أنها غير مستترة والواقع يؤيد هذا والحمد لله ولكن قال ابن حجر في شرحه على الصحيح والأول أولى .قلت وهي ظاهرة بالحجة والحمد لله .
6) لا يضرهم مخالفة غيرهم أو خذلانهم لهم ولا عداوة غيرهم .لحديث معاوية في الصحيحين وفيه ((لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم )) قال الألباني : (صحيح) .
انظر حديث رقم: 7290 في صحيح الجامع..
وفي رواية عن عمران بن حصين عند أبي داود :((من ناوأهم ))
وهي صحيحة برقم 7294 في :صحيح الجامع
7) ثابتة على الحق أبدا لحديث ثوبان عند مسلم وفيه
((حتى يأتي أمر الله و هم كذلك )) . ولحديث معاوية السابق وفيه ((لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله )) أي الريح التي تقبض الناس لحديث النواس بن سمعان الطويل الذي تحدث فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الدجال وفيه قال :
(( فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن و كل مسلم و يبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة )) .
وقال الألباني (صحيح) . انظر حديث رقم: 4166 في صحيح الجامع.
وفي ذلك الوقت لايكون في الأرض من يقول الله الله.لما جاء في حديث أنس عند مسلم : ((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض : الله الله ))وقال الألباني : (صحيح) .وانظر حديث رقم: 7420 في صحيح الجامع.
وفي رواية أبي هريرة : (وقد سبقت) ((قوامة على الحق )).
وفي حديث عمران بن حصين : (( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال )). والمقصود :يقاتلونه مع المسيح والمهدي .
8) ومن صفتها أنها الجماعة الوحيدة فقط وغيرها فرق لا يقال لها جماعات فهذا خطأ عقدي لأن الحق واحد والجماعة واحدة كما صحت به الآثار كما في حديث أنس رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم
((إن بني إسرائيل افترقت على إحدى و سبعين فرقة و إن أمتي ستفترق على اثنتين و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة و هي : الجماعة)). قال الألباني: (صحيح) .وانظر حديث رقم: 2042 في صحيح الجامع.
9) وهم باقون على ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما صح في بعض روايات الإفتراق حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الفرقة الناجية فقال : ((هي ما أنا عليه اليوم وأصحابي )) .
10) هي طائفة منصورة . لما جاء في بعض روايات حديث قرة بن إياس
((و لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة )) رواه أحمد والترمذي وهو :(صحيح) انظر حديث رقم: 702 في صحيح الجامع..
11) هي أمة الوسط .قال تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطا } فهي وسط بين
الفرق في معتقدها وفي منهجها ودعوتها والحمد لله .
12) هي أمة الجهاد الحق وتقاتل على راية ظاهرة واضحة وليست عمية كما تفعل باقي الفرق اليوم ،و تقاتل الدجال مع عيسى عليه السلام لحديث جابر رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم :
((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال صل لنا فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمير تكرمة الله لهذه الأمة )) رواه مسلم وقال الألباني (صحيح) .
وانظر حديث رقم: 7293 في صحيح الجامع.وفي رواية عمران بن حصين : ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال )) وقد تقدم تخريجها .
13 ) وهي طائفة متبعة للنبي صلى الله عليه وسلم صادقة في اتباعها وأما الفرق الهالكة فيكثر فيهم الكذب وليسوا بصادقين في متابعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم
ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال قال صلى الله عليه وسلم :
((مثلي و مثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني و إني أنا النذير العريان فالنجاء النجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا و انطلقوا على مهلهم فنجوا و كذبته طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم و اجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به و مثل من عصاني و كذب بما جئت به من الحق )). وقال الألباني(صحيح) . وانظر حديث رقم: 5860 في صحيح الجامع.
14) وهي تؤدي الحق الذي عليها لولي أمرها مع إنكارها للمنكر وكراهيتها له
ففي الصحيحين عن ابن مسعود قال قال صلى الله عليه وسلم : ((ستكون بعدي أثرة و أمور تنكرونها قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : تؤدون الحق الذي عليكم و تسألون الله الذي لكم )) . وقال الألباني : صحيح .وانظر حديث رقم: 3620 في صحيح الجامع.
15) من صفات هذه الطائفة المناصحة للأمة عامتها لحديث : ((الدين النصيحة ))
16) ومن صفاتها أيضا عقد البيعة لولي الأمر والمناصحة الشرعية له ولا تشهر بعيوب الولاة على الملأ بل ترى النصيحة له سرا أو من وضعه من قبله
17) من صفاتها أبضا اهتمامها في دعوتها بالعلم والتزكية وانطلاق دعوتها من المساجد ولا تهتم كثيرا بما سموه بالدعوة الفردية بحسب ما تراه تلك الفرق الهالكة
18) من صفاتها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على طريقة السلف وتدعو الناس بالتي هي أحسن للتي هي أقوم
19) من صفاتها الإهتمام بالعقيدة والدندنة على الدعوة إلى التوحيد
صباح مساء وكذلك باقي أمور الدين من الفرائض وغيرها وبالذات أمر الصلاة وتكثر من الكلام في هذا
20) من صفاتها الإهتمام بتمييز صحيح الأحاديث من ضعيفها وتهتم بتأليف الكتب النافعة وبنشر السنة كلها بدقائقها على عامة الناس وإحياء ما مات منها .
21) من صفاتها نبذ التحزب البدعي والتفرق المذموم والدعوة للإجتماع على التوحيد والسنة والتعاون على البر والتقوى تحت حزب واحد الذي قال الله فيه {ألا إن حزب الله هم المفلحون }
22) من صفاتها الذب عن السنة وأهلها وعلمائها
23) من صفاتها نبذ البدعة والطعن في أهلها وذكرهم بأسمائهم ليحذر منهم كائنا من كان فهي لا تعرف الحق بالرجال ولكن تعرف الرجال بالحق الذي معهم وهي تنبذ الإحداث في الدين بكل صوره ولا تأتي الناس بعلوم جديدة لم تكن موجودة في العهد الأول مثل ما يسمى بفقه الواقع والإعجاز العلمي في القرآن والسنة وغير ذلك
24) من صفاتها أنها أحيت منهج الأوائل في الجرح والتعديل بضوابطه مع ذمها للغيبة والبهتان
25) من صفاتها أنها تخطيء ولا تكفر إلا من كفره الله ورسوله فهي لا تتسرع في تكفير الأشخاص لكن من ثبت عندها كفره كاليهود والنصارى وغيرهم ممن كان مسلما ثم ارتد عن دينه وأقيمت عليه الحجة أو أظهر كفره فإنها تكفره أو وقع في الكفر وأقيمت عليه الحجة وعاند فإنها تكفره
26) ومن صفاتها أنها تفصل في تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله فتقول كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق على ما قال ابن عباس فمن جحد أو ساوى الحكم بما أنزل الله بغيره أو رأى جواز التحاكم إلى غير شرع الله فهو الكافر الخارج من الملة هذا الذي استقر عليه العمل عند عامة تلك الطائفة من عهد السلف إلى أن تقوم الساعة .
27) ومن صفاتها الصبر والتأني في أمر الدعوة وعدم التعجل في قطف الثمرة وتؤمن بوعد الله لها بالتمكين في الأرض
28) من صفاتها الولاء لأهل السنة والبراءة من أهل البدعة والمعصية وتقول بالهجر لأهل البدع والمجاهرين بالمعاصي بضوابط شرعية مرعية
29) لا تتسرع في بث الأخبار والنوازل التي تنزل بالأمة وتنشرها على عامة الناس بل تردها إلى العلماء ليستنبطوا حكم الله فيها
وكتب أبو عاصم عبد الله بن حميد الغامدي
منقول من موقع الشيخ (http://www.abouasem.net/play.php?catsmktba=16)