الشاعر أبو رواحة الموري
06-07-2009, 09:17 PM
نونية ابن زيدون
أَضْحَى التَّنَائِـي بَـدِيْـلاً مِـنْ تَـدانِيْنـا * * * وَنَابَ عَـنْ طِيْـبِ لُقْيَانَـا تَجَافِيْنَـا
هلَّا وقـدحـانَ صُبـح البَيْـنِ صَبَّحنـا * * * حَيـنٌ فقـام بنـا للحَيـن ناعِيـنـا
مَـن مُبلـغ المُبْلِسينـا بانتـزاحِـهـم * * * حُزناً مـع الدهـر لا يَبلـى ويُبلينـا
أن الـزمـان الـذي مـا زال يُضحكنـا * * * أنْسًـا بقربهـم قـد عـاد يُبكيـنـا
غِيظَ العِدى من تساقينا الهـوى فـدَعَـوا * * * بـأن نَغُـصَّ فقال الدهـرآميـنـا
فـانحـلَّ مـا كـان معقـودًا بأنفسنـا * * * وانبتَّ مـا كـان موصـولاً بأيدينـا وقـد نقـولُ ومـا يُخشـى تفرُّقُنـا * * * فاليوم نحـن ومـا يُرجـى تلاقينـا
يا ليت شِعـري ولم نُعتـِب أَعـاديَكم * * * هـل نـالَ حظـاً من العُتبى أعادينـا
لـم نعتقِـد بعدكـم إلا الوفـاءَ لكـم * * * رأيـاً ولـم نتقلَّـد غـيـرَه ديـنـا
مـا حقُّنـا أن تُقـروا عيـنَ ذي حسَـد * * * بنـا، ولا أن تسـروا كاشِحًـا فينـا
كنا نـرى اليـأس تُسلينـا عُـوارضُـه* * * وقـد يئسنـا فمـا لليـأس يُغرينـا
بِنتـم وبنَّـا فمـا ابتلَّـتْ جـوانحُنـا * * *شوقًـا إليكـم ولاجفَّـت مآقيـنـا
نكـادُ حيـن تُناجيـكـم ضمائـرُنـا * * * يَقضـي علينا الأسى لـولا تأسِّـينـا
حالـتْ لفقـدِكـم أيامُـنـا فَـغَـدَتْ* * * سُودًا وكانـت بكـم بيضًـا ليالينـا
إذ جـانب العيـش طَلْـقٌ مـن تألُّفنـا * * *وموردُ اللهو صـافٍ مـن تصـافينـا
وإذ هَصَـرْنا غُصـون الـوصْـل دانيـةً* * * قطوفُهـا فجنينـا منـه مـاشِيـنـا
ليُسقَ عهـدُكـم عهـدُ السـرور فمـا* * * كنتـم لأرواحـنـا إلا رياحـيـنـا
لا تحسبـوا نَـأْيكـم عـنـا يُغيِّـرُنـا * * * أنْ طالمــا غيَّـر النــأْيُ المحبيـنـا
والله مـا طلبـتْ أهـواؤنـا بــدَلاً* * *منكـم ولا انصرفتْ عنكـم أمانينـا
ولا استفـدنـا قليلاً عنـك يشغـلنـا * * * ولا اتَّخـذْنـا بديـلاً منك يسلينـا
يا ساريَ الـبرقِ غـادِ القَصـرَ فاسـق به* * * من كان صِرْفَ الهوى والـودِّ يَسقينـا
واسـألْ هنـالك هـل عنَّـى تذكُّرُنـا * * * إلفًـا، تـذَكُّـرُه أمـسـى يُعنِّيـنـا
ويـا نسيـمَ الصَّبـا بـلِّغ تحيتَـنـا* * * من لو على البعـد حيّا كـان يُحيينـا
فهـل أرى الـدهـرَ يَقصينـا مُساعَفـةً * * * منـه وإن لـم يكن غِبّـاً تقاضيـنـا
ربيـبُ مُـلْـك كــأنَّ الله أنـشـأه* * *مْسكًا وقـدَّر إنشـاء الـورى طِينـا
أو صـاغـه ورِقـا محضًـا وتَـوَّجَـه * * * مِن ناصـع التِّبـر إبداعًـا وتحسينـا
إذا تَـــأَوَّد آدتْـــه رفـاهـيَـةً* * * تُـومُ العُقُـود وأَدْمَتْـه البُـرى لِينـا كانت له الشمسُ ظِئْـرًا فـي أَكِلَّتِـه* * * بـل مـا تَجَلَّـى لهـا إلا أحاييـنـا
كأنمـا أُثْبِتـتْ فـي صَحْـن وجنتـه* * * زُهْـرُ الكواكـب تعويـذًا وتزييـنـا
ما ضَـرَّ أنْ لم نكـن أكفـاءَه شرفًـاً * * * وفـي المـودةكـافٍ مـن تَكَافينـا
يا روضـةً طالمــا أجْنَـتْ لَوَاحِظَنـا* * * وردًا جـلاه الصبـا غَضّـاً ونَسْرينـا ويـا حـيــاةً تَمَلَّيْـنـا بزهرتـهـا * * * مُـنًـى ضُـرُوبًـا ولـذَّاتٍ أفانِيـنـا
ويا نعيمًـا خَطَـرْنـا مـن غَضَارتـه * * * في وَشْـي نُعـمى سَحَبْنـا ذَيْلَـه حِينـا
لسنـا نُسَمِّيـكِ إجــلالاً وتَكْـرِمَـة * * * وقـدركِ المعتلـي عـن ذاك يُغنينــا
إذا انفردْتِ وما شُورِكْتِ فـي صفـةٍ * * * فحسُبنـا الوصـفُ إيضاحًــا وتَبيينـا يـا جنـةَ الخلـد أُبدلْنـا بسَلْسِلهـا * * * والكـوثر العـذْب زَقُّومًــا وغِسلينـا
كأننـا لـم نَبِـتْ والوصْـلُ ثالثُـنـا * * * والسَّعد قد غَضَّ من أجفــان واشينـا
إنْ كان قـد عـزَّ في الدنيـا اللقاءُ بكم * * * في موقـف الحشْـر نلقـاكم ويكفينـا
سِرَّانِ فـي خاطـرِ الظَّلْمـاء يَكتُمُنـا* * * حتى يكـادَ لسـانُ الصبــح يُفشينـا
لا غَرْو فِي أنْ ذكرْنا الحزْنَ حِينَ نَهَتْ* * *عنـه النُّهَى وتَركْنـا الصبــرَ ناسِينـا
إذا قرأنا الأسى يومَ النَّـوى سُـوَرًا* * * مكتوبـةً وأخذنــا الصبــر تَلْقِيـنـا
أمَّـا هـواكِ فلـم نعـدِلْ بمنهـلـه* * *شِرْبًــا وإنْ كـان يُروينـا فـيُظمينـا
لم نَجْفُ أفْـقَ جمـالٍ أنـتِ كوكبُـه * * * ساليـن عنـه ولـم نهجــرْه قـالينـا
ولا اختيـارًا تجنَّبنـاه عـن كَـثَـبٍ * * * لكـن عددْنـا علـى كُـرْهٍ عـوادينـا
نأسـى عليـك إذا حُثَّـت مُشَعْشَعـةً * * * فيـنـا الشَّمُـول وغنَّـانـا مُغَنِّيـنـا
لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدي مـن شمائلنـا * * * سِيمَـا ارتيـاحٍ ولا الأوتـارُ تُلـهينــا
دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظـةً* * * فالحُـرّ ُ مَنْ دان إنصـافًـا كمـا دِينَـا فما اسْتَعَضْنا خليـلاً مِنـك يَحْبسُنـا * * * ولا استفدنــا حبيبـاً عنـك يثْنيـنـا
ولو صَبَا نَحْوَنا مـن عُلْـوِ مَطْلَعِـه * * * بدرُ الدُّجَى لم يكـن حـاشـاكِ يُصْبِينـا
أَوْلِي وفــاءً وإن لـم تَبْذُلِـي صِـلَةً* * * فالطيـفُ يُقْنِعُنـا والذِّكْــرُ يَكْفِينـا
وفي الجوابِ متاعٌ لـو شفعـتِ بـه * * * بِيْضَ الأيــادي التي ما زلْـتِ تُولِينـا
عليكِ مِنـي سـلامُ اللهِ مـا بَقِيَـتْ* * * صَبَابـةٌ منـكِ نُخْفِيـهـا فَتُخفيـنـا
أَضْحَى التَّنَائِـي بَـدِيْـلاً مِـنْ تَـدانِيْنـا * * * وَنَابَ عَـنْ طِيْـبِ لُقْيَانَـا تَجَافِيْنَـا
هلَّا وقـدحـانَ صُبـح البَيْـنِ صَبَّحنـا * * * حَيـنٌ فقـام بنـا للحَيـن ناعِيـنـا
مَـن مُبلـغ المُبْلِسينـا بانتـزاحِـهـم * * * حُزناً مـع الدهـر لا يَبلـى ويُبلينـا
أن الـزمـان الـذي مـا زال يُضحكنـا * * * أنْسًـا بقربهـم قـد عـاد يُبكيـنـا
غِيظَ العِدى من تساقينا الهـوى فـدَعَـوا * * * بـأن نَغُـصَّ فقال الدهـرآميـنـا
فـانحـلَّ مـا كـان معقـودًا بأنفسنـا * * * وانبتَّ مـا كـان موصـولاً بأيدينـا وقـد نقـولُ ومـا يُخشـى تفرُّقُنـا * * * فاليوم نحـن ومـا يُرجـى تلاقينـا
يا ليت شِعـري ولم نُعتـِب أَعـاديَكم * * * هـل نـالَ حظـاً من العُتبى أعادينـا
لـم نعتقِـد بعدكـم إلا الوفـاءَ لكـم * * * رأيـاً ولـم نتقلَّـد غـيـرَه ديـنـا
مـا حقُّنـا أن تُقـروا عيـنَ ذي حسَـد * * * بنـا، ولا أن تسـروا كاشِحًـا فينـا
كنا نـرى اليـأس تُسلينـا عُـوارضُـه* * * وقـد يئسنـا فمـا لليـأس يُغرينـا
بِنتـم وبنَّـا فمـا ابتلَّـتْ جـوانحُنـا * * *شوقًـا إليكـم ولاجفَّـت مآقيـنـا
نكـادُ حيـن تُناجيـكـم ضمائـرُنـا * * * يَقضـي علينا الأسى لـولا تأسِّـينـا
حالـتْ لفقـدِكـم أيامُـنـا فَـغَـدَتْ* * * سُودًا وكانـت بكـم بيضًـا ليالينـا
إذ جـانب العيـش طَلْـقٌ مـن تألُّفنـا * * *وموردُ اللهو صـافٍ مـن تصـافينـا
وإذ هَصَـرْنا غُصـون الـوصْـل دانيـةً* * * قطوفُهـا فجنينـا منـه مـاشِيـنـا
ليُسقَ عهـدُكـم عهـدُ السـرور فمـا* * * كنتـم لأرواحـنـا إلا رياحـيـنـا
لا تحسبـوا نَـأْيكـم عـنـا يُغيِّـرُنـا * * * أنْ طالمــا غيَّـر النــأْيُ المحبيـنـا
والله مـا طلبـتْ أهـواؤنـا بــدَلاً* * *منكـم ولا انصرفتْ عنكـم أمانينـا
ولا استفـدنـا قليلاً عنـك يشغـلنـا * * * ولا اتَّخـذْنـا بديـلاً منك يسلينـا
يا ساريَ الـبرقِ غـادِ القَصـرَ فاسـق به* * * من كان صِرْفَ الهوى والـودِّ يَسقينـا
واسـألْ هنـالك هـل عنَّـى تذكُّرُنـا * * * إلفًـا، تـذَكُّـرُه أمـسـى يُعنِّيـنـا
ويـا نسيـمَ الصَّبـا بـلِّغ تحيتَـنـا* * * من لو على البعـد حيّا كـان يُحيينـا
فهـل أرى الـدهـرَ يَقصينـا مُساعَفـةً * * * منـه وإن لـم يكن غِبّـاً تقاضيـنـا
ربيـبُ مُـلْـك كــأنَّ الله أنـشـأه* * *مْسكًا وقـدَّر إنشـاء الـورى طِينـا
أو صـاغـه ورِقـا محضًـا وتَـوَّجَـه * * * مِن ناصـع التِّبـر إبداعًـا وتحسينـا
إذا تَـــأَوَّد آدتْـــه رفـاهـيَـةً* * * تُـومُ العُقُـود وأَدْمَتْـه البُـرى لِينـا كانت له الشمسُ ظِئْـرًا فـي أَكِلَّتِـه* * * بـل مـا تَجَلَّـى لهـا إلا أحاييـنـا
كأنمـا أُثْبِتـتْ فـي صَحْـن وجنتـه* * * زُهْـرُ الكواكـب تعويـذًا وتزييـنـا
ما ضَـرَّ أنْ لم نكـن أكفـاءَه شرفًـاً * * * وفـي المـودةكـافٍ مـن تَكَافينـا
يا روضـةً طالمــا أجْنَـتْ لَوَاحِظَنـا* * * وردًا جـلاه الصبـا غَضّـاً ونَسْرينـا ويـا حـيــاةً تَمَلَّيْـنـا بزهرتـهـا * * * مُـنًـى ضُـرُوبًـا ولـذَّاتٍ أفانِيـنـا
ويا نعيمًـا خَطَـرْنـا مـن غَضَارتـه * * * في وَشْـي نُعـمى سَحَبْنـا ذَيْلَـه حِينـا
لسنـا نُسَمِّيـكِ إجــلالاً وتَكْـرِمَـة * * * وقـدركِ المعتلـي عـن ذاك يُغنينــا
إذا انفردْتِ وما شُورِكْتِ فـي صفـةٍ * * * فحسُبنـا الوصـفُ إيضاحًــا وتَبيينـا يـا جنـةَ الخلـد أُبدلْنـا بسَلْسِلهـا * * * والكـوثر العـذْب زَقُّومًــا وغِسلينـا
كأننـا لـم نَبِـتْ والوصْـلُ ثالثُـنـا * * * والسَّعد قد غَضَّ من أجفــان واشينـا
إنْ كان قـد عـزَّ في الدنيـا اللقاءُ بكم * * * في موقـف الحشْـر نلقـاكم ويكفينـا
سِرَّانِ فـي خاطـرِ الظَّلْمـاء يَكتُمُنـا* * * حتى يكـادَ لسـانُ الصبــح يُفشينـا
لا غَرْو فِي أنْ ذكرْنا الحزْنَ حِينَ نَهَتْ* * *عنـه النُّهَى وتَركْنـا الصبــرَ ناسِينـا
إذا قرأنا الأسى يومَ النَّـوى سُـوَرًا* * * مكتوبـةً وأخذنــا الصبــر تَلْقِيـنـا
أمَّـا هـواكِ فلـم نعـدِلْ بمنهـلـه* * *شِرْبًــا وإنْ كـان يُروينـا فـيُظمينـا
لم نَجْفُ أفْـقَ جمـالٍ أنـتِ كوكبُـه * * * ساليـن عنـه ولـم نهجــرْه قـالينـا
ولا اختيـارًا تجنَّبنـاه عـن كَـثَـبٍ * * * لكـن عددْنـا علـى كُـرْهٍ عـوادينـا
نأسـى عليـك إذا حُثَّـت مُشَعْشَعـةً * * * فيـنـا الشَّمُـول وغنَّـانـا مُغَنِّيـنـا
لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدي مـن شمائلنـا * * * سِيمَـا ارتيـاحٍ ولا الأوتـارُ تُلـهينــا
دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظـةً* * * فالحُـرّ ُ مَنْ دان إنصـافًـا كمـا دِينَـا فما اسْتَعَضْنا خليـلاً مِنـك يَحْبسُنـا * * * ولا استفدنــا حبيبـاً عنـك يثْنيـنـا
ولو صَبَا نَحْوَنا مـن عُلْـوِ مَطْلَعِـه * * * بدرُ الدُّجَى لم يكـن حـاشـاكِ يُصْبِينـا
أَوْلِي وفــاءً وإن لـم تَبْذُلِـي صِـلَةً* * * فالطيـفُ يُقْنِعُنـا والذِّكْــرُ يَكْفِينـا
وفي الجوابِ متاعٌ لـو شفعـتِ بـه * * * بِيْضَ الأيــادي التي ما زلْـتِ تُولِينـا
عليكِ مِنـي سـلامُ اللهِ مـا بَقِيَـتْ* * * صَبَابـةٌ منـكِ نُخْفِيـهـا فَتُخفيـنـا