زكريا عبدالله النعمي
03-28-2010, 02:54 PM
هل التوبة النصوح تمحو كل ما سبق من الذنوب ؟ لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
السؤال :
هل التوبة النصوح تمحو كل ما سبق من الذنوب ؟
الجواب :
قال الله تعالى : (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )) [ الزمر : 53 ] .
فذنوبك هذه ـ في السر وفي غيرها ـ إذا كنت تبت توبة صادقة ، توبة نصوحا يغفرالله لك ماسلف .
فعن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة ؟ فقال : لا ، فقتله ، فكمّل به مائة .
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم فقال : إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال : نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء .
فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال : قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة " قال قتادة : فقال الحسن : ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره .(51)
وجاء في روايات :" أن الله قال لهذه الأرض : ابتعدي وقال للأخرى : اقتربي " .
وهذا من فضل الله وكرمه ورحمته .
الشاهد : إن الذنوب كلها : شرك ، كفر ، إلحاد ، زندقة ، زنا ، خمر ، صور ، أي ذنب ، إذا تاب العبد منها توبة نصوحا فإن الله يقبل هذه التوبة ويكفرعنه هذه الذنوب إلا حقوق العباد .
فإن هناك ديوانا لا يغفر وهو الشرك والكفر ، وديوانا لا يترك وهو حقوق العباد ، فهذه لابد فيها من التحلل في هذه الدنيا قبل الآخرة ؛ فإنه ليس هناك دينار ولا درهم وإنما هي حسنات ، فيأخذ هذا المظلوم من حسناتك وهذا المظلوم من حسناتك وهذا ، فإن بقي لك شيئ دخلت الجنة وإلا أضيفت من سيئاتهم إلى سيئاتك ثم تعاقب بهذه الذنوب .
المصدر : فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله [ ج 1 ص 140 ] .
(51) : يشير إلى الحديث الذي أخرجه مسلم في التوبة حديث ( 2766 ) ، وأحمد ( مجلد 3 ـ 72 ـ 20 ) وابن ماجه في الديات حديث ( 2622 ) .
منقول
السؤال :
هل التوبة النصوح تمحو كل ما سبق من الذنوب ؟
الجواب :
قال الله تعالى : (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )) [ الزمر : 53 ] .
فذنوبك هذه ـ في السر وفي غيرها ـ إذا كنت تبت توبة صادقة ، توبة نصوحا يغفرالله لك ماسلف .
فعن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة ؟ فقال : لا ، فقتله ، فكمّل به مائة .
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم فقال : إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال : نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء .
فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال : قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة " قال قتادة : فقال الحسن : ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره .(51)
وجاء في روايات :" أن الله قال لهذه الأرض : ابتعدي وقال للأخرى : اقتربي " .
وهذا من فضل الله وكرمه ورحمته .
الشاهد : إن الذنوب كلها : شرك ، كفر ، إلحاد ، زندقة ، زنا ، خمر ، صور ، أي ذنب ، إذا تاب العبد منها توبة نصوحا فإن الله يقبل هذه التوبة ويكفرعنه هذه الذنوب إلا حقوق العباد .
فإن هناك ديوانا لا يغفر وهو الشرك والكفر ، وديوانا لا يترك وهو حقوق العباد ، فهذه لابد فيها من التحلل في هذه الدنيا قبل الآخرة ؛ فإنه ليس هناك دينار ولا درهم وإنما هي حسنات ، فيأخذ هذا المظلوم من حسناتك وهذا المظلوم من حسناتك وهذا ، فإن بقي لك شيئ دخلت الجنة وإلا أضيفت من سيئاتهم إلى سيئاتك ثم تعاقب بهذه الذنوب .
المصدر : فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله [ ج 1 ص 140 ] .
(51) : يشير إلى الحديث الذي أخرجه مسلم في التوبة حديث ( 2766 ) ، وأحمد ( مجلد 3 ـ 72 ـ 20 ) وابن ماجه في الديات حديث ( 2622 ) .
منقول