من زهديات أبي العتاهية

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خلق كل شيء فقدَّره ، وعلم مورد كل مخلوق ومصدره , أحمده على ما أَوْلَى من فضله ويَسَّره .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، قَبِلَ توبة العاصي فعفا عن ذنبه وغفره ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أوضح به سبيل الهداية ونوَّره ، وأزال به ظلمات الشرك وقَتَّرَه ، وفتح عليه مكة فأزال الأصنام من البيت وطهَّره ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرام البررة ، وعلى التابعين لهم بإحسان ما بلغ القمر بدره وسرره ، وسلم تسليما .
أما بعد : سأذكر لكم في هذه الصفحة بعض من زهديات أبي العتاهية
لمعرفة ترجمته
مــن هــنــا بــارك الــلــه فــيــكــم (http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=1746)


نسأل من الله الإعانة


من البحر الكامل
1- إِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ وَدَوائِهِ *** لا يَستَطيعُ دِفاعَ مَكروهٍ أَتى2- ما لِلطَبيبِ يَموتُ بِالداءِ الَّذي *** قَد كانَ يُبرِئُ جُرحَهُ فيما مَضى
3- ذَهَبَ المُداوي وَالمُداوى وَالَّذي *** جَلَبَ الدَواءَ وَباعَهُ وَمَنِ اِشتَرى


من البحر الكامل
1- المَرءُ آفَتُهُ هَوى الدُنيا *** وَالمَرءُ يَطغى كُلَّما اِستَغنى2- إِنّي رَأَيتُ عَواقِبَ الدُنيا *** فَتَرَكتُ ما أَهوى لِما أَخشى
3- فَكَّرتُ في الدُنيا وَجِدَّتِها *** فَإِذا جَميعُ جَديدِها يَبلى
4- وَإِذا جَميعُ أُمورِها عُقَبٌ *** بَينَ البَرِيَّةِ قَلَّما تَبقى
5- وَبَلَوتُ أَكثَرَ أَهلِها فَإِذا *** كُلُّ امرِئٍ في شَأنِهِ يَسعى
6- وَلَقَد بَلَوتُ فَلَم أَجِد سَبَباً *** بِأَعَزَّ مِن قَنَعٍ وَلا أَعلى
7- وَلَقَد طَلَبتُ فَلَم أَجِد كَرَماً *** أَعلى بِصاحِبِهِ مِنَ التَقوى
8- وَلَقَد مَرَرتُ عَلى القُبورِ فَما *** مَيَّزتُ بَينَ العَبدِ وَالمَولى
9- ما زالَتِ الدُنيا مُنَغَّصَةً *** لَم يَخلُ صاحِبُها مِنَ البَلوى
10- دارُ الفَجائِعِ وَالهُمومِ وَدا *** رُ البَثِّ وَالأَحزانِ وَالشَكوى
11- بَينا الفَتى فيها بِمَنزِلَةٍ *** إِذ صارَ تَحتَ تُرابِها مُلقى
12- تَقفو مَساويها مَحاسِنَها *** لا شَيءَ بَينَ النَعيِ وَالبُشرى
13- وَلَقَلَّ يَومٌ ذَرَّ شارِقُهُ *** إِلّا سَمِعتَ بِهالِكٍ يُنعى
14- لا تَعتَبَنَّ عَلى الزَمانِ فَما *** عِندَ الزَمانِ لِعاتِبٍ عُتبى
15- وَلَئِن عَتَبتَ عَلى الزَمانِ لِما *** يَأتي بِهِ فَلَقَلَّ ما تَرضى
16- المَرءُ يوقِنُ بِالقَضاءِ وَما *** يَنفَكُّ أَن يُعنى بِما يُكفى
17- لِلمَرءِ رِزقٌ لا يَموتُ وَإِن *** جَهَدَ الخَلائِقُ دونَ أَن يَفنى
18- يا بانِيَ الدارِ المُعِدِّ لَها *** ماذا عَمِلتَ لِدارِكَ الأُخرى
19- وَمُمَهِّدَ الفُرشِ الوَثيرَةِ لا *** تُغفِل فِراشَ الرَقدَةِ الكُبرى
20- لَو قَد دُعيتَ لَما أَجَبتَ لِما *** تُدعى لَهُ فَانظُر لِما تُدعى
21- أَتُراكَ تَحصي مَن رَأَيتَ مِنَ الـ *** ـأَحياءِ ثُمَّ رَأَيتَهُم مَوتى
22- فَلتَلحَقَنَّ بِعَرصَةِ المَوتى *** وَلَتَنزِلَنَّ مَحَلَّةَ الهَلكى
23- مَن أَصبَحَت دُنياهُ غايَتَهُ *** فَمَتى يَنالُ الغايَةَ القُصوى
24- بِيَدِ الفَناءِ جَميعُ أَنفُسِنا *** وَيَدُ البِلى فَلَها الَّذي يُبنى
25- لا تَغتَرِر بِالحادِثاتِ فَما *** لِلحادِثاتِ عَلى امرِئٍ بُقيا
26- لا تَغبِطَنَّ أَخاً بِمَعصِيَةٍ *** لا تَغبِطَن إِلّا أَخا التَقوى
27- سُبحانَ مَن لا شَيءَ يَعدِلُهُ *** كَم مِن بَصيرٍ قَلبُهُ أَعمى
28- سُبحانَ مَن أَعطاكَ مِن سَعَةٍ *** سُبحانَ مَن أَعطاكَ ما أَعطى
29- فَلَئِن عَقَلتَ لَتَشكُرَنَّ وَإِن *** تَشكُر فَقَد أَغنى وَقَد أَقنى
30- وَلَئِن بَكَيتَ لِرِحلَةٍ عَجِلاً *** نَحوَ القُبورِ فَمِثلُها أَبكى
31- وَلَئِن قَنِعتَ لَتَظفَرَنَّ بِما *** فيهِ الغِنى وَالراحَةُ الكُبرى
32- وَلَئِن رَضيتَ عَلى الزَمانِ فَقَد *** أَرضى وَأَغضَبَ قَبلَكَ النَوكى
33- وَلَقَلَّ مَن تَصفو خَلائِقُهُ *** وَلَقَلَّ مَن يَصفو لَهُ المَحيا
34- وَلَرُبَّ مَزحَةِ صادِقٍ بَرَزَت *** في لَفظَةٍ وَكَأَنَّها أَفعى
35- وَلَرُبَّ مَزحَةِ صادِقٍ بَرَزَت *** في لَفظَةٍ وَكَأَنَّها أَفعى
36- وَالحَقُّ أَبلَجُ لا خَفاءَ بِهِ *** مُذ كانَ يُبصِرُ نورَهُ الأَعمى
37- وَالرِزقُ قَد فَرَضَ الإِلَهُ لَنا *** مِنهُ وَنَحنُ بِجَمعِهِ نُعنى
38- عَجَباً عَجِبتُ لِطالِبٍ ذَهَباً *** يَفنى وَيَرفُضُ كُلَّ ما يَبقى
39- حَقّاً لَقَد سَعِدَت وَما شَقِيَت *** نَفسُ امرِئٍ يَرضى بِما يُعطى

يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر المتقارب
1- أَشَدُّ الجِهادِ جِهادُ الهَوى *** وَما كَرَّمَ المَرءَ إِلّا التُقى
2- وَأَخلاقُ ذي الفَضلِ مَعروفَةٌ *** بِبَذلِ الجَميلِ وَكَفِّ الأَذى
3- وَكُلُّ الفُكاهاتِ مَملولَةٌ *** وَطولُ التَعاشُرِ فيهِ القِلى
4- وَكُلُّ طَريفٍ لَهُ لَذَّةٌ *** وَكُلُّ تَليدٍ سَريعُ البِلى
5- وَلا شَيءَ إِلّا لَهُ آفَةٌ *** وَلا شَيءَ إِلّا لَهُ مُنتَهى
6- وَلَيسَ الغِنى نَشَبٌ في يَدٍ *** وَلَكِن غِنى النَفسِ كُلُّ الغِنى
7- وَإِنّا لَفي صُنُعٍ ظاهِرٍ *** يَدُلُّ عَلى صانِعٍ لا يُرى






من البحر الكامل
1- مَنَ اَحَسَّ لي أَهلَ القُبورِ وَمَن رَأى *** مَنَ اَحَسُّهُم لي بَينَ أَطباقِ الثَرى
2- مَنَ اَحَسَّ لي مَن كُنتُ آلَفُهُ وَيَأ *** لَفُني فَقَد أَنكَرتُ بُعدَ المُلتَقى
3- مَنَ اَحَسَّهُ لي إِذ يُعالِجُ غُصَّةً *** مُتَشاغِلاً بِعِلاجِها عَمَّن دَعا
4- مَنَ اَحَسَّهُ لي فَوقَ ظَهرِ سَريرِهِ *** يَمشي بِهِ نَفَرٌ إِلى بَيتِ البِلى
5- يا أَيُّها الحَيُّ الَّذي هُوَ مَيِّتٌ *** أَفنَيتُ عُمرَكَ بِالتَعَلُّلِ وَالمُنى
6- أَمّا المَشيبُ فَقَد كَساكَ رِداؤُهُ *** وَاِبتَزَّ عَن كَفَّيكَ أَثوابَ الصِبا
7- وَلَقَد مَضى القَرنُ الَّذينَ عَهَدتَهُم *** لِسَبيلِهِم وَلَتَلحَقَنَّ بِمَن مَضى
8- وَلَقَلَّ ما تَبقى فَكُن مُتَوَقَّعاً *** وَلَقَلَّ ما يَصِفو سُرورُكَ إِن صَفا
9- وَهِيَ السَبيلُ فَخُذ لِذَلِكَ عُدَّةً *** فَكَأَنَّ يَومَكَ عَن قَريبٍ قَد أَتى
10- إِنَّ الغِنى لَهُوَ القُنوعُ بِعَينِهِ *** ما أَبعَدَ الطِبعَ الحَريصَ مِنَ الغِنى
11- لا يَشغَلَنَّكَ لَو وَلَيتَ عَنِ الَّذي *** أَصبَحتَ فيهِ وَلا لَعَلَّ وَلا عَسى
12- خالِف هَواكَ إِذا دَعاكَ لِرَيبَةٍ *** فَلَرُبَّ خَيرٍ في مُخالَفَةِ الهَوى
13- عَلَمُ المَحَجَّةِ بَيِّنٌ لِمُريدِهِ *** وَأَرى القُلوبَ عَنِ المَحَجَّةِ في عَمى
14- وَلَقَد عَجِبتُ لِهالِكٍ وَنجاتُهُ *** مَوجودَةٌ وَلَقَد عَجِبتُ لِمَن نَجا
15- وَعَجِبتُ إِذ نَسي الحِمامَ وَلَيسَ مِن *** دونِ الحِمامِ وَإِن تَأَخَّرَ مُنتَهى
16- ساعاتُ لَيلِكَ وَالنَهارِ كِلَيهِما *** رُسُلٌ إِلَيكَ وَهُنَّ يُسرِعنَ الخُطا
17- وَلَئِن نَجَوتَ فَإِنَّما هِيَ رَحمَةُ الـ *** ـمَلِكِ الرَحيمِ وَإِن هَلَكتَ فَبِالجَزا
18- يا ساكِنَ الدُنيا أَمِنتَ زَوالَها *** وَلَقَد تَرى الأَيّامَ دائِرَةَ الرَحى
19- وَلَكُم أَبادَ الدَهرُ مِن مُتَحَصِّنٍ *** في رَأسِ أَرعَنَ شاهِقٍ صَعبِ الذُرى
20- أَينَ الأُلى بَنوا الحُصونَ وَجَنَّدوا *** فيها الجُنودَ تَعَزُّزاً أَينَ الأُلى
21- أَينَ الحُماةُ الصابِرونَ حَمِيَّةً *** يَومَ الهِياجِ لِحَرِّ مُجتَلَبِ القَنا
22- وَذَوُو المَنابِرِ وَالعَساكِرِ وَالدَسا *** كِرِ وَالمَحاصِرِ وَالمَدائِنِ وَالقُرى
23- وَذَوُو المَواكِبِ وَالمَراكِبِ وَالكَتا *** أَئبِ وَالنَجائِبِ وَالمَراتِبِ في العُلى
24- أَفناهُمُ مَلِكُ المُلوكِ فَأَصبَحوا *** ما مِنهُمُ أَحَدٌ يُحَسُّ وَلا يُرى
25- وَهُوَ الخَفِيُّ الظاهِرُ المَلِكُ الَّذي *** هُوَ لَم يَزَل مَلِكاً عَلى العَرشِ اِستَوى
26- وَهُوَ المُقَدِّرُ وَالمُدَبِّرُ خَلقَهُ *** وَهُوَ الَّذي في المُلكِ لَيسَ لَهُ سِوى
27- وَهُوَ الَّذي يَقضي بِما هُوَ أَهلُهُ *** فينا وَلا يُقضى عَلَيهِ إِذا قَضى
28- وَهُوَ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً *** صَلّى الإِلَهُ عَلى النَبِيِّ المُصطَفى
29- وَهُوَ الَّذي أَنجى وَأَنقَذَنا بِهِ *** بَعدَ الصَلالِ مِنَ الضَلالِ إِلى الهُدى
30- حَتّى مَتى لا تَرعَوي يا صاحِبي *** حَتّى مَتى حَتّى مَتى وَإِلى مَتى
31- وَاللَيلُ يَذهَبُ وَالنَهارُ وَفيهِما *** عِبَرٌ تَمُرُّ وَفِكرَةٌ لِأُلي النُهى
32- حَتّى مَتى تَبغي عِمارَةَ مَنزِلٍ *** لا تَأمَنُ الرَوعاتِ فيهِ وَلا الأَذى
33- يا مَعشَرَ الأَمواتِ يا ضيفانَ تُر *** ـبِ الأَرضِ كَيفَ وَجَدتُمُ طَعمَ الثَرى
34- أَهلَ القُبورِ مَحا التُرابُ وُجوهَكُم *** أَهلَ القُبورِ تَغَيَّرَت تِلكَ الحُلى
35- أَهلَ القُبورِ كَفى بِنَأيِ دِيارَكُم *** إِنَّ الدِيارَ بِكُم لَشاحِطَةُ النَوى
36- أَهلَ القُبورِ لا تَواصُلَ بَينَكُم *** مَن ماتَ أَصبَحَ حَبلُهُ رَثَّ القِوى
37- كَم مِن أَخٍ لي قَد وَقَفتُ بِقَبرِهِ *** فَدَعَوتُهُ لِلَّهِ دَرُّكَ مِن فَتى
38- أَأُخَيَّ لَم يَقِكَ المَنِيَّةَ إِذ أَتَت *** ما كانَ أَطعَمَكَ الطَبيبُ وَما سَقى
39- أَأُخَيَّ لَم تُغنِ التَمائِمُ عَنكَ ما *** قَد كُنتُ أَحذَرُهُ عَلَيكَ وَلا الرُقى
40- أَأُخَيَّ كَيفَ وَجَدتَ مَسَّ خُشونَةِ الـ *** ـمَأوى وَكَيفَ وَجَدتَ ضيقَ المُتَّكا
41- قَد كُنتُ أَفرَقُ مِن فِراقِكَ سالِماً *** فَأَجَلُّ مِنهُ فِراقُ دائِرَةِ الرَدى
42- فَاليَومَ حَقَّ لي التَوَهُّعُ إِذ جَرى *** قَدَرُ الإِلَهِ عَلَيَّ فيكَ بِما جَرى
43- تَبكيكَ عَيني ثُمَّ قَلبي حَسرَةً *** وَتَقَطُّعاً مِنهُ عَلَيكَ إِذا بَكى
44- وَإِذا ذَكَرتُكَ يا أُخَيَّ تَقَطَّعَت *** كَبِدي فَأُقلِقتُ الجَوانِحُ وَالحَشا



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الكامل
1- يا مَن يُسَرُّ بِنَفسِهِ وَشَبابِهِ *** أَنّى سُرِرتَ وَأَنتَ في خُلَسِ الرَدى
2- أَهلَ القُبورِ لا تَواصُلَ بَينَكُم *** مَن ماتَ أَصبَحَ هَبلُهُ رَثَّ القُوى
3- يا مَن أَقامَ وَقَد مَضى إِخوانُهُ *** ما أَنتَ إِلّا واحِدٌ مِمَّن مَضى
4- أَنَسيتَ أَن تُدعى وَأَنتَ مُحَشرِج *** ما إِن تَفيقُ وَلا تُجيبُ لِمَن دَعا
5- أَمّا خُطاكَ إِلى العَمى فَسَريعَةٌ *** وَإِلى الهُدى فَأَراكَ مُنقَبِضَ الخُطا





من البحر الكامل
1- بَينا الفَتى مَرِحُ الخُطى فَرِحاً بِها *** يُسقى لَهُ إِذ قيلَ قَد مَرِضَ الفَتى
2- إِذ قيلَ باتَ بِلَيلَةٍ ما باتَها *** إِذ قيلَ أَصبَحَ مُثخَناً ما يُرتَجى
3- إِذ قيلَ أَمسى شاخِصاً وَمُوَجَّهاً *** وَمُعَلَّلاً إِذ قيلَ حَلَّ بِهِ الرَدى




من البحر السريع
1- أَما مِنَ المَوتِ لِحَيٍّ نَجا *** كُلُّ امرِئٍ آتٍ عَلَيهِ الفَنا
2- تَبارَكَ اللَهُ وَسُبحانَهُ *** لِكُلِّ شَيءٍ مُدَّةٌ وَانقِضا
3- يُقَدِّرُ الإِنسانُ في نَفسِهِ *** أَمراً وَيَأباهُ عَلَيهِ القَضا
4- وَيُرزَقُ الإِنسانُ مِن حَيثُ لا *** يَرجو وَأَحياناً يُضِلُّ الرَجا
5- اليَأسُ يَحمي لِلفَتى عِرضَهُ *** وَالطَمَعُ الكاذِبُ داءٌ عَيا
6- ما أَزيَنَ الحِلمَ لِأَربابِهِ *** وَغايَةُ الحِلمِ تَمامُ التُقى
7- وَالحَمدُ مِن أَربَحِ كَسبِ الفَتى *** وَالشُكرُ لِلمَعروفِ نِعمَ الجَزا
8- يا آمِنَ الدَهرِ عَلى أَهلِهِ *** لِكُلِّ عَيشٍ مُدَّةٌ وَانتِها
9- بَينَا يُرى الإِنسانُ في غِبطَةٍ *** أَصبَحَ قَد حَلَّ عَلَيهِ البِلى
10- لا يَفخَرِ الناسُ بِأَنسابِهِم *** فَإِنَّما الناسُ تُرابٌ وَما



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الطويل
1- نَصَبتِ لَنا دونَ التَفَكُّرِ يا دُنيا *** أَمانِيَّ يَفنى العُمرُ مِن قَبلِ أَن تَفنى
2- مَتى تَنقَضي حاجاتُ مَن لَيسَ واصِلاً *** إِلى حاجَةٍ حَتّى تَكونَ لَهُ أُخرى
3- لِكُلِّ امرِئٍ فيما قَضى اللَهُ خُطَّةٌ *** مِنَ الأَمرِ فيها يَستَوي العَبدُ وَالمَولى
4- وَإِنَّ امرَأً يَسعى لِغَيرِ نِهايَةٍ *** لَمُنغَمِسٌ في لُجَّةِ الفاقَةِ الكُبرى






من البحر الطويل
1- نَموتُ وَنُنسى غَيرَ أَنَّ ذُنوبَنا *** وَإِن نَحنُ مِتنا لا تَموتُ وَلا تُنسى
2- أَلا رُبَّ ذي عَينَينِ لا تَنفَعانِهِ *** وَهَل تَنفَعُ العَينانِ مَن قَلبُهُ أَعمى






من البحر السريع
1- الحَمدُ لِلَّهِ عَلى ما نَرى *** كُلُّ مَنِ احتيجَ إِلَيهِ زَها
2- يا أَيُّها المُبتَكِرُ الرائِحُ الـ *** ـمُشتَغِلُ القَلبِ الطَويلُ العَنا
3- نِعمَ الفِراشُ الأَرضُ فَاقنَع بِهِ *** وَكُن عَنِ الشَرِّ قَصيرَ الخُطا
4- ما أَكرَمَ الصَبرَ وَما أَحسَنَ الـ *** ـصِدقَ وَما أَزيَنَهُ بِالفَتى
5- الخُرقُ شُؤمٌ وَالتُقى جُنَّةٌ *** وَالرِفقُ يُمنٌ وَالقُنوعُ الغِنى
6- نافِس إِذا نافَستَ في حِكمَةٍ *** آخِ إِذا آخَيتَ أَهلُ التُقى
7- ما خَيرُ مَن لايُرتَجى نَفعُهُ *** يَوماً وَلا يُؤمَنُ مِنهُ الأَذى
8- وَاللَهُ لِلناسِ بِأَعمالِهِم *** وَكُلُّ ناوٍ فَلَهُ ما نَوى
9- وَطالِبَ الدُنيا المُسامي بِها *** في فاقَةٍ لَيسَ لَها مُنتَهى




يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الوافر
1- أَذَلَّ الحِرصُ وَالطَمَعُ الرِقابا *** وَقَد يَعفو الكَريمُ إِذا اِستَرابا
2- إِذا اِتَّضَحَ الصَوابُ فَلا تَدَعهُ *** فَإِنَّكَ كُلَّما ذُقتَ الصَوابا
3- وَجَدتَ لَهُ عَلى اللَهَواتِ بَرداً *** كَبَردِ الماءِ حينَ صَفا وَطابا
4- وَلَيسَ بِحاكِمٍ مَن لا يُبالي *** أَأَخطَأَ في الحُكومَةِ أَم أَصابا
5- وَإِنَّ لِكُلِّ تَلخيصٍ لَوَجهاً *** وَإِنَّ لِكُلِّ مَسأَلَةٍ جَوابا
6- وَإِنَّ لِكُلِّ حادِثَةٍ لَوَقتاً *** وَإِنَّ لِكُلِّ ذي عَمَلٍ حِسابا
7- وَإِنَّ لِكُلِّ مُطَّلَعٍ لَحَدّاً *** وَإِنَّ لِكُلِّ ذي عَمَلٍ حِسابا
8- وَكُلُّ سَلامَةٍ تَعِدُ المَنايا *** وَكُلُّ عِمارَةٍ تَعِدُ الخَرابا
9- وَكُلُّ مُمَلَّكٍ سَيَصيرُ يَوماً *** وَما مَلَكَت يَداهُ مَعاً تَبابا
10- أَبَت طَرَفاتُ كُلِّ قَريرِ عَينٍ *** بِها إِلّا اِضطِراباً وَاِنقِلابا
11- كَأَنَّ مَحاسِنَ الدُنيا سَرابٌ *** وَأَيُّ يَدٍ تَناوَلتِ السَرابا
12- وَإِن تَكُ مُنيَةٌ عَجِلَت بِشَيءٍ *** تُسَرُّ بِهِ فَإِنَّ لَها ذَهابا
13- فَيا عَجَباً تَموتُ وَأَنتَ تَبني *** وَتَتَّخِذُ المَصانِعَ وَالقِبابا
14- أَراكَ وَكُلَّما أَغلَقتَ باباً *** مِنَ الدُنيا فَتَحتَ عَلَيكَ بابا
15- أَلَم تَرَ أَنَّ كُلَّ صَباحِ يَومٍ *** يَزيدُكَ مِن مَنِيَّتِكَ اِقتِرابا
16- وَحَقَّ لِموقِنٍ بِالمَوتِ أَلّا *** يُسَوِّغَهُ الطَعامَ وَلا الشَرابا
17- يُدَبِّرُ ما نَرى مَلِكٌ عَزيزٌ *** بِهِ شَهِدَت هَو ادِثُهُ وَغابا
18- أَلَيسَ اللَهُ مِن كُلِّ قَريباً *** بَلى مِن حَيثُ ما نودي أَجابا
19- وَلَم تَرَ سائِلاً لِلَّهِ أَكدى *** وَلَم تَرَ راجِياً لِلَّهِ خابا
20- رَأَيتُ الروحَ جَدبَ العَيشِ لَمّا *** عَرَفتُ العَيشَ مَخضاً وَاِحتِلابا
21- وَلَستَ بِغالِبِ الشَهَواتِ حَتّى *** تُعِدَّ لَهُنَّ صَبراً وَاِحتِسابا
22- فَكُلُّ مُصيبَةٍ عَظُمَت وَجَلَّت *** تَخِفُّ إِذا رَجَوتَ لَها ثَوابا
23- كَبِرنا أَيُّها الأَترابُ حَتّى *** كَأَنّا لَم نَكُن حيناً شَبابا
24- وَكُنّا كَالغُصونِ إِذا تَثَنَّت *** مِنَ الرَيحانِ مونِقَةً رِطابا
25- إِلى كَم طولُ صَبوَتِنا بِدارٍ *** رَأَيتُ لَها اِغتِصاباً وَاِستِلابا
26- أَلا ما لِلكُهولِ وَلِلتَصابي *** إِذا ما اِغتَرَّ مُكتَهِلُ تَصابى
27- فَزِعتُ إِلى خِضابِ الشَيبِ مِنهُ *** وَإِنَّ نُصولَهُ فَضَحَ الخِضابا
28- مَضى عَنّي الشَبابُ بِغَيرِ وُدّي *** فَعِندَ اللَهِ أَحتَسِبُ الشَبابا
29- وَما مِن غايَةٍ إِلّا المَنايا *** لِمَن خَلِقَت شَبيبَتُهُ وَشابا
30- وَما مِنكَ الشَبابُ وَلَستَ مِنهُ *** إِذا سَأَلَتكَ لِحيَتُكَ الخِضابا








من البحر الكامل
1- سُبحانَ مَن يُعطي بَغَيرِ حِسابِ *** مَلِكِ المُلوكِ وَوارِثِ الأَربابِ
2- وَمُدَبِّرِ الدُنيا وَجاعِلِ لَيلَها *** سَكَناً وَمَنزِلِ غَيثِ كُلِّ سَحابِ
3- يا نَفسُ لا تَتَعَرَّضي لِعَطِيَّةٍ *** إِلّا عَطِيَّةَ رَبِّكَ الوَهّابِ
4- يا نَفسُ هَلّا تَعمَلينَ فَإِنَّنا *** في دارِ مُعتَمَلٍ لِدارِ ثَوابِ








من البحر الخفيف
1- قُل لِأَهلِ القُبورِ كَيفَ وَجَدتُم *** طَعمَ مُرِّ البِلى وَثِقلَ التُرابِ
2- في بُيوتٍ سُقوفُها اللَبنُ فيها *** أَسكَنَ المَوتُ جَوفَها أَحبابي
3- وَأَتاها البِلى فَمَرَّ عَلَيها *** فَأَبَت أَن تَسيغَ رَدَّ الجَوابِ
4- أَكَلَ الدودُ مِن وُجوهٍ حِسانٍ *** لَم تَزَل في غَضارَةٍ وَشَبابِ
5- بَدَّدَ المَوتُ شَملَهُم فَتَنادَوا *** بِنَزالٍ إِلى بُيوتٍ خَرابِ
6- فَلَهُ الحَمدُ إِذ قَضاهُ عَلَينا *** مُنزِلِ القَطرِ مِن مُتونِ السَحابِ




يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر المديد
1- طالَما اِحلَولى مَعاشي وَطابا *** طالَما سَحَّبتُ خَلفي الثِيابا
2- طالَما طاوَعتُ جَهلي وَلَهوي *** طالَما نازَعتُ صَحبي الشَرابا
3- طالَما كُنتُ أُحِبُّ التَصابي *** فَرَماني سَهمُهُ وَأَصابا
4- أَيُّها الباني قُصوراً طِوالاً *** أَينَ تَبغي هَل تُريدُ السَحابا
5- إِنَّما أَنتَ بِوادي المَنايا *** إِن رَماكَ المَوتُ فيهِ أَصابا
6- أَيُّها الباني لِهَدمِ اللَيالي *** إِبنِ ما شِئتَ سَتَلقى خَرابا
7- أَأَمِنتَ المَوتَ وَالمَوتُ يَأبى *** بِكَ وَالأَيّامُ إِلّا انقِلابا
8- هَل تَرى الدُنيا بِعَينَي بَصيرٍ *** إِنَّما الدُنيا تُحاكي السَرابا
9- إِنَّما الدُنيا كَفَيءٍ تَوَلّى *** أَو كَما عايَنتَ فيهِ الضَبابا
10- نارُ هَذا المَوتِ في الناسِ طُرّاً *** كُلَّ يَومٍ قَد تَزيدُ التِهابا
11- إِنَّما الدُنيا بَلاءٌ وَكَدٌّ *** وَاكتِئابٌ قَد يَسوقُ اِكتِئابا
12- ما استَطابَ العَيشَ فيها حَليمٌ *** لا وَلا دامَ لَهُ ما اِستَطابا
13- أَيُّها المَرءُ الَّذي قَد أَبى أَن *** يَهجُرَ اللَهوَ بِها وَالشَبابا
14- وَبَنى فيها قُصوراً وَدوراً *** وَبَنى بَعدَ القِبابِ القِبابا
15- وَرَأى كُلَّ قَبيحٍ جَميلاً *** وَأَبى لِلغَيِّ إِلّا ارتِكابا
16- أَنتَ في دارٍ تَرى المَوتَ فيها *** مُستَشيطاً قَد أَذَلَّ الرِقابا
17- أَبَتِ الدُنيا عَلى كُلِّ حَيٍّ *** آخِرَ الأَيّامِ إِلّا ذَهابا
18- إِنَّما تَنفي الحَياةَ المَنايا *** مِثلَما يَنفي المَشيبُ الشَبابا
19- ما أَرى الدُنيا عَلى كُلِّ حَيٍّ *** نالَها إِلّا أَذىً وَعَذابا
20- بَينَما الإِنسانُ حَيٌّ قَويٌّ *** إِذ دَعاهُ يَومُهُ فَأَجابا
21- غَيرَ أَنَّ المَوتَ شَيءٌ جَليلٌ *** يَترُكُ الدورَ يَباباً خَرابا
22- أَيُّ عَيشٍ دامَ فيها لِحَيٍّ *** أَيُّ حَيٍّ ماتَ فيها فَآبا
23- أَيُّ مُلكٍ كانَ فيها لِقَومٍ *** قَبلَنا لَم يُسلَبوهُ استِلابا
24- إِنَّما داعي المَنايا يُنادي *** إِحمِلوا الزادَ وَشُدّوا الرِكابا
25- جَعَلَ الرَحمَنُ بَينَ المَنايا *** أَنفُسَ الخَلقِ جَميعاً نِهابا
26- لَيتَ شِعري عَن لِساني أَيَقوى *** يَومَ عَرضي أَن يَرُدَّ الجَوابا
27- لَيتَ شِعري بِيَمينِيَ أُعطى *** أَم شِمالي عِندَ ذاكَ الكِتابا
28- سامِحِ الناسَ فَإِنّي أَراهُم *** أَصبَحوا إِلّا قَليلاً ذِئابا
29- أَفشِ مَعروفَكَ فيهِم وَأَكثِر *** ثُمَّ لا تَبغِ عَلَيهِ ثَوابا
30- وَسَلِ اللَهَ إِذا خِفتَ فَقراً *** فَهوَ يُعطيكَ العَطايا الرِغابا










من البحر المنسرح
1- مَن لَم يَعِظهُ التَجريبُ وَالأَدَبُ *** لَم يَثنِهِ شَيبُهُ وَلا الحِقَبُ
2- يا أَيُّها المُبتَلى بِهِمَّتِهِ *** أَلَم تَرَ الدَهرَ كَيفَ يَنقَلِبُ
3- مِن أَيِّ خَلقِ الإِلَهِ يَعجَبُ مَن *** يَعجَبُ وَالخَلقُ كُلُّهُ عَجَبُ
4- وَبِالرِضى وَالتَسليمِ يَنقَطِعُ الـ *** ـهَمُّ وَبِالكُفرِ يَكثُرُ العَطَبُ
5- وَعِندَ حُسنِ التَقديرِ يَستَحكِمُ الـ *** ـجَدُّ وَيَنبَتُّ اللَهوُ وَاللَعِبُ
6- وَفي جَميلِ القُنوعِ يَنخَفِضُ الـ *** ـعَيشُ وَبِالحِرصِ يَعظُمُ التَعَبُ
7- إِنَّ الغِنى في النُفوسِ وَالعِزُّ تَقـ *** ـوى اللَهِ لا فِضَّةٌ وَلا ذَهَبُ
8- وَحادِثاتُ الأَقدارِ تَجري وَما *** تَجري بِشَيءٍ إِلّا لَهُ سَبَبُ









من البحر الوافر
1- أَلا لِلَّهِ أَنتَ مَتى تَتوبُ *** وَقَد صَبَغَت ذَوائِبَكَ الخُطوبُ
2- كَأَنَّكَ لَستَ تَعلَمُ أَيُّ حَثٍّ *** يَحُثُّ بِكَ الشُروقُ وَلا الغُروبُ
3- أَلَستَ تَراكَ كُلَّ صَباحِ يَومٍ *** تُقابِلُ وَجهَ نائِبَةٌ تَنوبُ
4- لَعَمرُكَ ما تَهُبُّ الريحُ إِلّا *** نَعاكَ مُصَرِّحاً ذاكَ الهُبوبُ
5- إِلا لِلَّهِ أَنتَ فَتىً وَكَهلاً *** تَلوحُ عَلى مَفارِقِهِ الذُنوبُ
6- هُوَ المَوتُ الَّذي لا بُدَّ مِنهُ *** فَلا تَلعَب بِكَ الأَمَلُ الكَذوبُ
7- وَكَيفَ تُريدُ أَن تُدعى حَكيماً *** وَأَنتَ لِكُلِّ ما تَهوى رَكوبُ
8- وَما تَعمى العُيونُ عَنِ الخَطايا *** وَلَكِن إِنَّما تَعمى القُلوبُ
9- وَتُصبِحُ صاحِكاً ظَهراً لِبَطنٍ *** وَتَذكُر ما اِجتَرَمتَ فَلا تَذوبُ
10- أَلَم تَرَ إِنَّما الدُنيا حُطامٌ *** تَوَقَّدُ بَينَنا فيها الحُروبُ
11- إِذا نافَستَ فيهِ كَساكَ ذُلّاً *** وَمَسَّكَ في مُطالِبِهِ اللُغوبُ
12- أَراكَ تَغيبُ ثُمَّ تَأوبُ يَوماً *** وَيوشِكُ أَن تَغيبَ وَلا تَأوبُ
13- أَتَطلُبُ صاحِباً لا عَيبَ فيهِ *** وَأَيُّ الناسِ لَيسَ لَهُ عُيوبُ
14- رَأَيتُ الناسَ صالِحُهُم قَليلٌ *** وَهُم وَاللَهُ مَحمودٌ ضُروبُ
15- وَلَستُ مُسَمِّياً بَشَراً وَهوباً *** وَلَكِنَّ الإِلَهَ هُوَ الوَهوبُ
16- فَحاشَ لِرَبِّنا عَن كُلِّ نَقصٍ *** وَحاشَ لِسائِليهِ أَن يَخيبوا




يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر مجزوء الكامل
1- سُبحانَ عَلّامِ الغُيوبِ *** عَجَباً لِتَصريفِ الخُطوبِ
2- تَعرو فُروعَ الآمِنيـ *** ـنَ وَتَجتَني ثَمَرَ القُلوبِ
3- حَتّى مَتى يا نَفسُ تَغـ *** ـتَرّينَ بِالأَمَلِ الكَذوبِ
4- يا نَفسُ توبي قَبلَ أَن *** لا تَستَطيعي أَن تَتوبي
5- وَاستَغفِري لِذُنوبِكِ الرَ *** حمَنَ غَفّارَ الذُنوبِ
6- أَمّا الحَوادِثُ فَالرِيا *** حُ بِهِنَّ دائِمَةُ الهُبوبِ
7- وَالمَوتُ خَلقٌ واحِدٌ *** وَالخَلقُ مُختَلِفُ الضُروبِ
8- وَالسَعيُ في طَلَبِ التُقى *** مِن خَيرِ مُكتَسَبِ الكَسوبِ
9- وَلَقَلَّ ما يَنجو الفَتى الـ *** ـمَحمودُ مِن لَطخِ العُيوبِ






من البحر الوافر
1- إِذا جازَيتَ بِالإِحسانِ قَوماً *** زَجَرتَ المُذنِبينَ عَنِ الذُنوبِ
2- فَما لَكَ وَالتَناوُلَ مِن بَعيدٍ *** وَيُمكِنُكَ التَناوُلُ مِن قَريبِ







من البحر مجزوء الكامل
1- لَهفي عَلى وُرقِ الشَباب *** وَغُصونِهِ الخُضرِ الرِطاب
2- ذَهَبَ الشَبابُ وَبانَ عَنـ *** ـي غَيرَ مُنتَظَرِ الإِياب
3- فَلَأَبكِيَنَّ عَلى الشَبا *** بِ وَطيبِ أَيّامِ التَصاب
4- وَلَأَبكِيَنَّ مِنَ البِلى *** وَلَأَبكِيَنَّ مِنَ الخِضاب
5- إِنّي لَآمُلُ أَن أُخَلـ *** ـلى وَالمَنِيَّةُ في طِلاب







من البحر الطويل
1- تَبارَكَ رَبٌّ لايَزالُ وَلَم يَزَل *** عَظيمَ العَطايا رازِقاً دائِمَ السَيبِ
2- لَهِجتُ بِدارِ المَوتِ مُستَحسِناً لَها *** وَحَسبي لِدارِ المَوتِ بِالمَوتِ مِن عَيبِ
3- لِيَخلُ امرُؤٌ دونَ الثِقاتِ بِنَفسِهِ *** فَما كُلُّ مَوثوقٍ بِهِ ناصِحُ الجَيبِ
4- لَعَمرُكَ ما عَينٌ مِنَ المَوتِ في عَمىً *** وَما عَقلُ ذي عَقلٍ مِنَ البَعثِ في رَيبِ
5- وَما زالَتِ الدُنيا تُري الناسَ ظاهِراً *** لَها شاهِدٌ مِنهُ يَدُلُّ عَلى غَيبِ



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر السريع
1- يا رُبَّ رِزقٍ قَد أَتى مِن سَبَب *** لَو سَلَّمَ العَبدُ إِلَيهِ الطَلَب
2- وَرُبَّ مَن قَد جاءَهُ رِزقُهُ *** مِن حَيثُ لا يَرجو وَلا يَحتَسِب
3- ما أَنفَعَ العَقلَ لِأَصحابِهِ *** نَتيجَةُ العَقلِ تَمامُ الأَدَب
4- إِنّي أَرى المَغرورَ مَن غَرَّهُ الـ *** ـدَهرُ عَلى كَثرَةِ ما يَنقَلِب
5- ما يَستَقيمُ الأَمرُ إِلّا التَوى *** وَلا يَجيءُ الشَيءُ إِلّا ذَهَب
6- وَالدَهرُ لا تَفنى أَعاجيبُهُ *** في كُلِّ ما فَكَّرتَ فيهِ عَجَب






من البحر مجزوء الكامل
1- ما لِلمَقابِرِ لا تُجيـ *** ـبُ إِذا دَعاهُنَّ الكَئيبُ
2- حُفَرٌ مُسَتَّرَةٌ عَلَيـ *** ـهِنَّ الجَنادِلُ وَالكَئيبُ
3- فيهِنَّ وِلدانٌ وَأَطـ *** ـفالٌ وَشُبّانٌ وَشيبُ
4- كَم مِن حَبيبٍ لَم تَكُن *** نَفسي بِفُرقَتِهِ تَطيبُ
5- غادَرتُهُ في بَعضِهِنـ *** ـنَ مُجَدَّلاً وَهُوَ الحَبيبُ
6- وَسَلَوتُ عَنهُ وَإِنَّما *** عَهدي بِرُؤيَتِهِ قَريبُ







من البحر الرمل
1- قَد سَمِعنا الوَعظَ لَويَنفَعُنا *** وَقَرَأنا جُلَّ آياتِ الكُتُب
2- كُلُّ نَفسٍ سَتُوَفّى سَعيَها *** وَلَها ميقاتُ يَومٍ قَد وَجَب
3- جَفَّتِ الأَقلامُ مِن قَبلُ بِما *** خَتَمَ اللَهُ عَلَينا وَكَتَب
4- كَم رَأَينا مِن مُلوكٍ سادَةٍ *** رَجَعَ الدَهرُ عَلَيهِم فَاِنقَلَب
5- وَعَبيدٍ خُوِّلوا ساداتِهِم *** فَاِستَقَرَّ المُلكُ فيهِم وَرَسَب
6- لا تَقولَنَّ لِشَيءٍ قَد مَضى *** لَيتَهُ لَم يَكُ بِالأَمسِ ذَهَب
7- وَاِسعَ لِليَومِ وَدَع هَمَّ غَدٍ *** كُلُّ يَومٍ لَكَ فيهِ مُصطَرَب
8- يَهرُبُ المَرءُ مِنَ المَوتِ وَهَل *** يَنفَعُ المَرءَ مِنَ المَوتِ الهَرَب
9- كُلُّ نَفسٍ سَتُقاسي مَرَّةً *** كُرَبَ المَوتِ فَلِلمَوتِ كُرَب
10- أَيُّها الناسِ ما حَلَّ بِكُم *** عَجَباً مِن سَهوِكُم كُلَّ العَجَب
11- أَسَقامٌ ثُمَّ مَوتٌ نازِلٌ *** ثُمَّ قَبرٌ وَنُشورٌ وَجَلَب
12- وَحِسابٌ وَكِتابٌ حافِظٌ *** وَمَوازينُ وَنارٌ تَلتَهِب
13- وَصِراطٌ مَن يَزُل عَن حَدِّهِ *** فَإِلى خِزيٍ طَويلٍ وَنَصَب
14- حَسبِيَ اللَهُ إِلَهاً واحِداً *** لا لَعَمرُ اللَهِ ما ذا بِلَعِب







من البحر البسيط
1- لَقَد لَعِبتُ وَجَدَّ المَوتُ في طَلَبي *** وَإِنَّ في المَوتِ لي شُغلاً عَنِ اللَعِبِ
2- لَو شَمَّرَت فِكرَتي فيما شُلِقتُ لَهُ *** ما اِشتَدَّ حِرصي عَلى الدُنيا وَلا طَلَبي
3- سُبحانَ مَن لَيسَ مِن شَيءٍ يُعادِلُهُ *** إِنَّ الحَريصَ عَلى الدُنيا لَفي تَعَبِ







من البحر الوافر
1- بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني *** فَلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيبُ
2- فَيا أَسَفا أَسِفتُ عَلى شَبابِ *** نَعاهُ الشَيبُ وَالرَأسُ الخَضيبُ
3- عَريتُ مِنَ الشَبابِ وَكانَ غَضّاً *** كَما يَعرى مِنَ الوَرَقِ القَضيبُ
4- فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً *** فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ







من البحر الكامل
1- كَم لِلحَوادِثِ مِن صُروفِ عَجائِبِ *** وَنَوائِبٍ مَوصولَةٍ بِنَوائِبِ
2- وَلَقَد تَفاوَتَ مِن شَبابِكَ وَاِنقَضى *** ما لَستَ تُبصِرُهُ إِلَيكَ بِآيِبِ
3- تَبغي مِنَ الدُنيا الكَثيرَ وَإِنَّما *** يَكفيكَ مِنها مِثلُ زادِ الراكِبِ
4- لا يُعجِبَنَّكَ ما تَرى فَكَأَنَهُ *** قَد زالَ عَنكَ زَوالَ أَمسِ الذاهِبِ
5- أَصبَحتَ في أَسلابِ قَومٍ قَد مَضَوا *** وَرِثوا التَسالُبَ سالِباً عَن سالِبِ




يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر البسيط

1- قَد شابَ رَأسي وَرَأسُ الحِرصِ لَم يَشِبِ *** إِنَّ الحَريصَ عَلى الدُنيا لَفي تَعَبِ
2- ما لي أَراني إِذا حاوَلتُ مَنزِلَةً *** فَنِلتُها طَمَحَت نَفسي إِلى رُتَبِ
3- لَو كانَ يَنفَعُني عِلمي وَتَجرِبَتي *** لَم أَشفِ غَيظي مِنَ الدُنيا وَلا كَلَبي







من البحر الطويل
1- وَلا خَيرَ فيمَن لا يُوَطِّنُ نَفسَهُ *** عَلى نائِباتِ الدَهرِ حينَ تَنوبُ







من البحر الطويل
1- نُنافِسُ في الدُنيا وَنَحنُ نَعيبُها *** لَقَد حَذَّرَتناها لَعَمري خُطوبُها
2- وَما نَحسَبُ الصاعاتِ تُقطَعُ مُدَّةً *** عَلى أَنَّها فينا سَريعٌ دَبيبُها
3- وَإِنّي لَمِمَّن يَكرَهُ المَوتَ وَالبِلى *** وَيُعجِبُني رَوحُ الحَياةِ وَطيبُها
4- فَحَتّى مَتى حَتّى مَتى وَإِلى مَتى *** يَدومُ طُلوعُ الشَمسِ ثُمَّ غُروبُها
5- أَيا هادِمَ اللَذاتِ ما مِنكَ مَهرَبٌ *** تُحاذِرُ نَفسي مِنكَ ما سَيُصيبُها
6- كَأَنّي بِرَهطي يَحمِلونَ جَنازَتي *** إِلى حُفرَةٍ يُحثى عَلَيَّ كَثيبُها
7- فَكَم ثَمَّ مِن مُستَرجِعٍ مُتَوَجِّعٍ *** وَباكِيَةٍ يَعلو عَلَيَّ نَحيبُها
8- وَداعِيَةٍ حَرّى تُنادي وَإِنَّني *** لَفي غَفلَةٍ عَن صَوتِها ما أُجيبُها
9- رَأَيتُ المَنايا قُسِّمَت بَينَ أَنفُسٍ *** وَنَفسي سَيَأتي بَعدَهُنَّ نَصيبُها





من البحر مجزوء الكامل
1- وَاللَهِ لا أَرجو سِوا *** كَ وَلا أَخافُ سِوى ذُنوبي
2- فَاغفِر ذُنوبي يا رَحيـ *** ـمُ فَأَنتَ سَتّارُ العُيوبِ





من البحر الوافر
1- لِدوا لِلمَوتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ *** فَكُلُّكُمُ يَصيرُ إِلى ذَهابِ
2- لِمَن نَبني وَنَحنُ إِلى تُرابٍ *** نَصيرُ كَما خُلِقنا مِن تُرابِ
3- أَلا يا مَوتُ لَم أَرَ مِنكَ بُدّاً *** أَبيتَ فَلا تَحيفُ وَلا تُحابي
4- كَأَنَّكَ قَد هَجَمتَ عَلى مَشيبي *** كَما هَجَمَ المَشيبُ عَلى شَبابي
5- وَيا دُنيايَ ما لي لا أَراني *** أَسومُكِ مَنزِلاً إِلّا نَبا بي
6- أَلا وَأَراكَ تَبذُلُ يا زَماني *** لي الدُنيا وَتَسرِعُ بِاِستِلابي
7- وَإِنَّكَ يا زَمانُ لَذو صُروفٍ *** وَإِنَّكَ يا زَمانُ لَذو اِنقِلابِ
8- وَمالي لَستُ أَحلُبُ مِنكَ شَطراً *** فَأَحمَدَ غِبَّ عاقِبَةِ الحِلابِ
9- وَمالي لا أُلِحُّ عَلَيكَ إِلّا *** بَعَثتَ الهَمَّ لي مِن كُلِّ بابِ
10- أَراكَ وَإِن طُلِبتَ بِكُلِّ وَجهٍ *** كَحُلمِ النَومِ أَو ظِلَّ السَحابِ
11- أَوِ الأَمسِ الَّذي وَلّى ذَهاباً *** فَلَيسَ يَعودُ أَو لَمعِ السَرابِ
12- وَهَذا الخَلقُ مِنكَ عَلى وَفازٍ *** وَأَرجُلُهُم جَميعاً في الرِكابِ
13- وَمَوعِدُ كُلِّ ذي عَمَلٍ وَسَعيٍ *** بِما أَسدى غَداً دارُ الثَوابِ
14- تَقَلَّدتُ العِظامَ مِنَ الخَطايا *** كَأَنّي قَد أَمِنتُ مِنَ العِقابِ
15- وَمَهما دَمتُ في الدُنيا حَريصاً *** فَإِنّي لا أُوَفَّقُ لِلصَوابِ
16- سَأَسأَلُ عَن أُمورٍ كُنتُ فيها *** فَما عُذري هُناكَ وَما جَوابي
17- بِأَيِّ حُجَّةٍ أَحتَجُّ يَومَ الـ *** ـحِسابِ إِذا ذُعيتُ إِلى الحِسابِ
18- هُما أَمرانِ يوضِحُ عَنهُما لي *** كِتابي حينَ أَنظُرُ في كِتابي
19- فَإِمّا أَن أُخَلَّدَ في نَعيمٍ *** وَإِمّا أَن أُخَلَّدَ في عَذابِ





من البحر المنسرح
1- عَجِبتُ لِلنارِ نامَ راهِبُها *** وَجَنَّةِ الخُلدِ نامَ راغِبُها
2- عَجِبتُ لِلجَنَّةِ الَّتي شَوَّقَ الـ *** ـلاهُ إِلَيها إِذ نامَ طالِبُها
3- إِنّا لَفي ظُلمَةٍ مِنَ الحُبِّ لِلـ *** ـدُنيا وَأَهلُ التُقى كَواكِبُها
4- مَن لَم تَسَعهُ الدُنيا لِبُلغَتِهِ *** ضاقَت عَلى نَفسِهِ مَذاهِبُها
5- مَن سامَحَ الحادِثاتِ ذَلَّت لَهُ الـ *** ـأَرضُ وَلانَت لَهُ مَناكِبُها
6- وَالمَرءُ ما دامَ في الحَياةِ فَلا *** يَنفَكُّ مِن حاجَةٍ يُطالِبُها
7- يا عَجَباً لِلدُنيا كَذا خُلِقَت *** مادِحُها صادِقٌ وَعائِبُها





من البحر الطويل
1- إِذا ما خَلَوتَ الدَهرَ يَوماً فَلا تَقُل *** خَلَوتُ وَلَكِن قُل عَلَيَّ رَقيبُ
2- وَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ يُغفِلُ ما مَضى *** وَلا أَنَّ ما يَخفى عَلَيهِ يَغيبُ
3- لَهَونا لَعَمرُ اللَهِ حَتّى تَتابَعَت *** ذُنوبٌ عَلى آثارِهِنَّ ذُنوبُ
4- فَيا لَيتَ أَنَّ اللَهَ يَغفِرُ ما مَضى *** وَيَأذَنُ في تَوباتِنا فَنَتوبُ
5- إِذا ما مَضى القَرنُ الَّذي كُنتَ فيهِم *** وَخُلِّفتَ في قَرنٍ فَأَنتَ غَريبُ
6- وَإِنَّ امرَأً قَد سارَ خَمسينَ حِجَّةً *** إِلى مَنهَلٍ مِن وِردِهِ لَقَريبُ
7- نَسيبُكَ مَن ناجاكَ بِالوِدِّ قَلبُهُ *** وَلَيسَ لِمَن تَحتَ التُرابِ نَسيبُ
8- فَأَحسِن جَزاءً ما اجتَهَدتَ فَإِنَّما *** بِقَرضِكَ تُجزى وَالقُروضُ ضُروبُ



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر البسيط
1- لِكُلِّ أَمرٍ جَرى فيهِ القَضا سَبَبُ *** وَالدَهرُ فيهِ وَفي تَصريفِهِ عَجَبُ
2- ما الناسُ إِلّا مَعَ الدُنيا وَصاحِبِها *** فَكَيفَ ما اِنقَلَبَت يَوماً بِهِ اِنقَلَبوا
3- يُعَظِّمونَ أَخا الدُنيا وَإِن وَثَبَت *** يَوماً عَلَيهِ بِما لا يَشتَهي وَثَبوا
4- لا يَحلِبونَ لِحَيٍّ دَرَّ لَقحَتِهِ *** حَتّى يَكونَ لَهُم صَفّو الَّذي حَلَبوا






من البحر المنسرح
1- ما اِستَعبَدَ الحِرصُ مَن لَهُ أَدَبُ *** لِلمَرءِ في الحِرصِ هِمَّةٌ عَجَبُ
2- لِلَّهِ عَقلُ الحَريصِ كَيفَ لَهُ *** في كُلِّ ما لا يَنالَهُ أَرَبُ
3- ما زالَ حِرصُ الحَريصِ يُطعِمُهُ *** في دَركِهِ الشَيءَ دونَهُ العَطَبُ
4- ما طابَ عَيشُ الحَريصُ قَطُّ وَلا *** فارَقَهُ التَعسُ مِنهُ وَالنَصَبُ
5- البَغيُ وَالحِرصُ وَالهَوى فِتَنٌ *** لَم يَنجُ مِنها عُجمٌ وَلا عَرَبُ
6- لَيسَ عَلى المَرءِ في قَناعَتِهِ *** إِن هِيَ صَحَّت أَذىً وَلا نَصَبُ
7- مَن لَم يَكُن بِالكَفافِ مُقتَنِعاً *** لَم تَكفِهِ الأَرضُ كُلُّها ذَهَبُ
8- مَن أَمكَنَ الشَكَّ مِن عَزيمَتِهِ *** لَم يَزَلِ الرَأيُ مِنهُ يَضطَرِبُ
9- مَن عَرَفَ الدَهرَ لَم يَزَل حَذِراً *** يَحذَرُ شِدّاتِهِ وَيَرتَقِبُ
10- مَن لَزِمَ الحِقدَ لَم يَزَل كَمِداً *** تُغرِقُهُ في بُحورِها الكُرَبُ
11- المَرءُ مُستَأنِسٌ بِمَنزِلَةٍ *** تَقتُلُ سُكّانَها وَتَستَلِبُ
12- وَالمَرءُ في لَهوِهِ وَباطِلِهِ *** وَالمَوتُ في كُلِّ ذاكَ مُقتَرِبُ
13- يا خائِفَ المَوتِ لَستَ خائِفُهُ *** وَالعُجبُ وَاللَهُ مِنكَ وَاللَعِبُ
14- دارُكَ تَنعي إِلَيكَ ساكِنَها *** قَصرُكَ تُبلي جَديدَةَ الحِقَبُ
15- يا جامِعَ المالِ مُنذُ كانَ غَداً *** يَأتي عَلى ما جَمَعتَهُ الحَرَبُ
16- إِيّاكَ أَن تَأمَنَ الزَمانَ فَما *** زالَ عَلَينا الزَمانُ يَنقَلِبُ
17- إِيّاكَ وَالظُلمَ إِنَّهُ ظُلَمٌ *** إِيّاكَ وَالظَنَّ إِنَّهُ كَذِبٌ
18- بَينا تَرى القَومَ في مَحَلَّتِهِم *** إِذ قيلَ بادوا بِلىً وَقَد ذَهَبوا
19- يا بانِيَ القَصرِ يا مُشَيِّدَهُ *** قَصرُكَ يُبلي جَديدَهُ الحِقَبُ
20- إِنّي رَأَيتُ الشَريفَ مُعتَرِفاً *** مُصطَبِراً لِلحُقوقِ إِذ تَجِبُ
21- وَقَد عَرَفتُ اللِئامَ لَيسَ لَهُم *** عَهدٌ وَلا خِلَّةٌ وَلا حَسَبُ
22- إِحذَر عَلَيكَ اللِئامَ إِنَّهُمُ *** لَيسَ يُبالونَ مِنكَ ما رَكِبوا
23- فَنِصفُ خُلقِ اللِئامِ مُذ خُلِقوا *** دُلٌّ ذَليلٌ وَنِصفُهُ شَغَبُ
24- فِرَّ مِنَ اللُؤمِ وَاللِئامِ وَلا *** تَدنُ مِنهُم فَإِنَّهُم جَرَبُ





من البحر السريع
1- كُلٌّ إِلى الرَحمَنِ مُنقَلَبُه *** وَالخَلقُ ما لا يَنقَضي عَجَبُه
2- سُبحانَ مَن جَلَّ اِسمُهُ وَعَلا *** وَدَنا وَوارَت عَينَهُ حُجُبُه
3- وَلَرُبَّ غادِيَةٍ وَرائِحَةٍ *** لَم يُنجِ مِنها هارِباً هَرَبُه
4- وَلَرُبَّ ذي نَشَبٍ تَكَنَّفَهُ *** حُبُّ الحَياةِ وَغَرَّهُ نَشَبُه
5- قَد صارَ مِمّا كانَ يَملِكُهُ *** صِفراً وَصارَ لِغَيرِهِ سَلَبُه
6- يا صاحِبَ الدُنيا المُحِبَ لَها *** أَنتَ الَّذي لا يَنقَضي تَعَبُه
7- أَصلَحتَ داراً هَمُّها أَشِبٌّ *** جَمُّ الفُروعِ كَثيرَةٌ شَعَبُه
8- إِنَّ اِستَهانَتَها بِمَن صَرَعَت *** لَبِقَدرِ مَن تَسمو بِهِ رُتَبُه
9- وَإِنِ اِستَوَت لِلنَملِ أَجنِحَةٌ *** حَتّى يَطيرَ فَقَد دَنا عَطَبُه
10- إِنّي حَلَبتُ الدَهرَ أَشطُرَهُ *** فَرَأَيتُهُ لَم يَصفُ لي حَلَبُه
11- فَتَوَقَّ دَهرَكَ ما اِستَطَعتَ وَلا *** تَغرُركَ فِضَّتُهُ وَلا ذَهَبُه
12- كَرَمُ الفَتى التَقوى وَقُرَّتُهُ *** مَحضُ اليَقينِ وَدينُهُ حَسَبُه
13- حِلمُ الفَتى مِمّا يُزَيِّنُهُ *** وَتَمامُ حِليَةِ فَضلِهِ أَدَبُه
14- وَالأَرضُ طَيِّبَةٌ وَكُلُّ بَني *** حَوّاءَ فيها واحِدٌ نَسَبُه
15- إيتِ الأُمورَ وَأَنتَ تُبصِرُها *** لا تَأتِ ما لَم تَدرِ ما سَبَبُه





من البحر المتدارك
1- هَمُّ القاضي بَيتٌ يُطرِب *** قالَ القاضي لَمّا عوتِب
2- ما في الدُنيا إِلّا مُذنِب *** هَذا عُذرُ القاضي وَاِقلِب


يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الطويل
1- أَما وَالَّذي لَو شاءَ لَم يَخلُقِ النَوى *** لَئِن غِبتَ عَن عَيني لَما غِبتَ عَن قَلبي
2- يُوَهِّمُنيكَ الشَوقُ حَتّى كَأَنَّني *** أُناجيكَ عَن قُربٍ وَما أَنتَ في قُربي





من البحر الخفيف
1- مِن تُرابٍ خُلِقتَ لا شَكَّ فيهِ *** وَغَداً أَنتَ صائِرٌ لِلتُرابِ
2- كَيفَ تَلهو وَأَنتَ مِن حَمَأِ الطيـ *** ـنِ وَتَمشي وَأَنتَ ذو إِعجابِ
3- فَخَفِ اللَهَ وَاِترُكِ الزَهوَ وَاِذكُر *** مَوقِفَ الخاطِئينَ يَومَ الحِسابِ
4- وَسَلِ اللَهِ زُلفَةً وَاِعتِصاماً *** وَخَلاصاً مِن مُؤلِماتِ العِقابِ





من البحر مجزوء الكامل
1- دارٌ بُليتُ بِحُبِّها *** خَوّانَةٌ لِمُحِبِّها
2- كُلٌّ مُعَنّى مُبتَلىً *** بِعَطائِها وَبِسَلبِها
3- وَبِخَلبِها وَغُرورِها *** وَبِبُعدِها وَبِقُربِها
4- وَبِحَمدِها وَبِذَمِّها *** وَبِحُبِّها وَبِسَبِّها
5- إِن لَم تُعَن بِقَناعَةٍ *** ضاقَت عَلَيكَ بِرُحبِها
6- ما تَنقَضي لَكَ لَذَّةٌ *** إِلّا بِرَوعَةِ خَطبِها
7- إِن أَقبَلَت بِغَضارَةٍ *** سَحَّ النَعِيُّ بِجَنبِها





من البحر الكامل
1- إِنَّ الفَناءَ مِنَ البَقاءِ قَريبُ *** إِنَّ الزَمانَ إِذا رَمى لَمُصيبُ
2- إِنَّ الزَمانَ لِأَهلِهِ لَمُؤَدَّبٌ *** لَو كانَ يَنفَعُ فيهِمُ التَأديبُ
3- صِفَةُ الزَمانِ حَكيمَةٌ وَبَليغَةٌ *** إِنَّ الزَمانَ لَشاعِرٌ وَخَطيبُ
4- وَأَراكَ تَلتَمِسُ البَقاءَ وَطولُهُ *** لَكَ مُهرِمٌ وَمُعَذِّبٌ وَمُذيبُ
5- وَلَقَد رَأَيتُكَ لِلزَمانِ مُجَرِّباً *** لَو كانَ يُحكِمُ رَأيَكَ التَجريبُ
6- وَلَقَد يُكَلِّمُكَ الزَمانُ بِأَلسُنٍ *** عَرَبِيَّةٍ وَأَراكَ لَستَ تُجيبُ
7- لَو كُنتَ تَفهَمُ عَن زَمانِكَ قَولَهُ *** لَعَراكَ مِنهُ تَفَجُّعٌ وَنَحيبُ
8- أَلحَحتَ في طَلَبِ الصِبا وَضَلالِهِ *** وَالمَوتُ مِنكَ وَإِن كَرِهتَ قَريبُ
9- وَلَقَد عَقَلتَ وَما أَراكَ بِعاقِلٍ *** وَلَقَد طَلَبتَ وَما أَراكَ تُصيبُ
10- وَلَقَد سَكَنتَ صُحونَ دارِ تَقَلُّبٍ *** أَبلى وَأَفنى دارَكَ التَقليبُ
11- أَمَعَ المَماتِ يَطيبُ عَيشُكَ يا أَخي *** هَيهاتَ لَيسَ مَعَ المَماتِ يَطيبُ
12- زُغ كَيفَ شِئتَ عَنِ البِلى فَلَهُ عَلى *** كُلَّ اِبنِ أُنثى حافِظٌ وَرَقيبُ
13- كَيفَ اِغتَرَرتَ بِصَرفِ دَهرِكَ يا أَخي *** كَيفَ اِغتَرَرتَ بِهِ وَأَنتَ لَبيبُ
14- وَلَقَد حَلَبتَ الدَهرَ أَشطُرَ دَرِّهِ *** حِقَباً وَأَنتَ مُجَرِّبٌ وَأَريبُ
15- وَالمَوتُ يَرتَصِدُ النُفوسَ وَكُلُّنا *** لِلمَوتِ فيهِ وَلِلتُرابِ نَصيبُ
16- إِن كُنتَ لَستَ تُنيبُ إِن وَثَبَ البِلى *** بَل يا أَخي فَمَتى أَراكَ تُنيبُ
17- لِلَّهِ دَرُّكَ عائِباً مُتَسَرِّعاً *** أَيَعيبُ مَن هُوَ بِالعُيوبِ مَعيبُ
18- وَلَقَد عَجِبتُ لِغَفلَتي وَلِغِرَّتي *** وَالمَوتُ يَدعوني غَداً فَأُجيبُ
19- وَلَقَد عَجِبتُ لِطولِ أَمنِ مَنِيَّتي *** وَلَها إِلَيَّ تَوَثُّبٌ وَدَبيبُ
20- لِلَّهِ عَقلي ما يَزالُ يَخونَني *** وَلَقَد أَراهُ وَإِنَّهُ لَصَليبُ
21- لِلَّهِ أَيّامٌ نَعِمتُ بِلينِها *** أَيّامَ لي غُصنُ الشَبابِ رَطيبُ
22- إِنَّ الشَبابَ لَنافِقٌ عِندَ النِسا *** ما لِلمَشيبِ مِنَ النِساءِ حَبيبُ



يتبع إن شاء الله

[الشاعر أبو رواحة الموري]

أخي أبا أحمد السيد
أجد نفسي عاجزا عن التعبير عن جهودك , ولكن لا أجد نفسي عاجزا عن االاعتراف لك بتحقيقك أهداف المنتدى ومراداته
ولك من الله مزيد التقدم والإثراء , ولك مني جزيل الشكر والثناء

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

جزاك الله خيرا أخانا الكبير وشاعرنا القدير على تحفيزك وتشجيعك لنا


وهذا من حسن ظنك بنا ونشكرك على هذا

ونسأل من الله أن يبارك فيك

ونسأل من الله أن يجعلني عند حسن ظنك

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الكامل
1- سُبحانَ رَبِّكَ ما أَراكَ تَتوبُ *** وَالرَأسُ مِنكَ بِشَيبِهِ مَخضوبُ
2- سُبحانَ رَبِّكَ ذي الجَلالِ أَما تَرى *** نُوَبَ الزَمانِ عَلَيكَ كَيفَ تَنوبُ
3- سُبحانَ رَبِّكَ كَيفَ يَغلِبُكَ الهَوى *** سُبحانَهُ إِنَّ الهَوى لَغَلوبُ
4- سُبحانَ رَبِّكَ ما تَزالُ وَفيكَ عَن *** إِصلاحِ نَفسِكَ فَترَةٌ وَنُكوبُ
5- سُبحانَ رَبِّكَ كَيفَ يَلتَذُّ اِمرُؤٌ *** بِالعَيشِ وَهوَ بِنَفسِهِ مَطلوبُ




من البحر المتقارب
1- أَلا كُلُّ ما هُوَ آتٍ قَريبُ *** وَلِلأَرضِ مِن كُلِّ حَيٍّ نَصيبُ
2- وَلِلناسِ حُبٌّ لِطولِ البَقا *** ءِ فيها وَلِلمَوتِ فيهِم دَبيبُ
3- وَلِلدَهرِ شَدٌّ عَلى أَهلِهِ *** فَبَينٌ مُشِتٌّ وَنَبلٌ مُصيبُ
4- وَكَم مِن أُناسٍ رَأَيناهُمُ *** تَفانوا فَلَم يَبقَ مِنهُم عَريبُ
5- وَصاروا إِلى حُفرَةٍ تُجتَوى *** وَيُسلِمُ فيها الحَبيبَ الحَبيبُ
6- أَرى المَرءَ تُعجِبُّهُ نَفسُهُ *** فَأَعجَبُ وَالأَمرُ عِندي عَجيبُ
7- وَما هُوَ إِلّا عَلى نَقصِهِ *** فَيَوماً يَشِبُّ وَيَوماً يَشيبُ
8- أَلا يَعجَبُ المَرءُ مِن نَفسِهِ *** إِذا ما نَعاها إِلَيهِ المَشيبُ
9- إِذا عِبتَ أَمراً فَلا تَأتِهِ *** وَذو اللُبِ مُجتَنِبٌ ما يَعيبُ
10- وَدَع ما يَريبُكَ لا تَأتِهِ *** وَجُزهُ إِلى كُلِّ ما لا يُريبُ
11- أَراكَ لِدُنياكَ مُستَوطِناً *** أَلَم تَدرِ أَنَّكَ فيها غَريبُ
12- أَغَرَّكَ مِنها نَهارٌ يُضيءُ *** وَلَيلٌ يَجُنُّ وَشَمسٌ تَغيبُ
13- فَلا تَحسَبِ الدارَ دارَ الغُرو *** رِ تَصفو لِساكِنِها أَو تَطيبُ




من البحر الكامل
1- يا نَفسُ أَينَ أَبي وَأَينَ أَبو أَبي *** وَأَبوهُ عُدّي لا أَبا لَكِ وَاِحسُبي
2- عُدّي فَإِنّي قَد نَظَرتُ فَلَم أَجِد *** بَيني وَبَينَ أَبيكِ حَيّاً مِن أَبِ
3- أَفَأَنتِ تَرجينَ السَلامَةَ بَعدَهُم *** مَهلاً هُديتِ لِسَمتِ وَجهِ المَطلَبِ
4- قَد ماتَ ما بَينَ الجَنينِ إِلى الرَضيـ***ـعِ إِلى الفَطيمِ إِلى الكَبيرِ الأَشيَبِ
5- فَإِلى مَتى هَذا أَراني لاعِباً *** وَأَرى المَنونَ إِذا أَتَت لَم تَلعَبِ




من البحر البسيط
1- إِيّاكَ وَالبَغيَ وَالبُهتانَ وَالغيبَة *** وَالشَكَّ وَالشِركَ وَالطُغيانَ وَالريبَه
2- ما زادَكَ السِنُّ مِن مِثقالِ خَردَلَةٍ *** إِلّا تَقَرَّبَ مِنكَ المَوتُ تَقريبَه
3- فَما بَقاؤكَ وَالأَيّامُ مُسرِعَةٌ *** تَصعيدَةً فيكَ أَحياناً وَتَصويبَه
4- وَإِنَّ لِلدَهرِ لَو يُحصى تَقَلُّبُهُ *** في كُلِّ طَرفَةِ عَينٍ مِنكَ تَقليبَه



يتبع إن شاء الله

[الشاعر أبو رواحة الموري]

أخي أبا أحمد السيد
شكر الله لك هذا الجهد المبارك
والمواضيع المميزة

وقد لاحظت أنك كثير النقل عن أبي العتاهية ,
فأخشى مع طول الاستمرار في نقلك عنه أن تتحول كنيتك
من أبي أحمد إلى أبي العتاهية
( إبتسامة)

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

أضحك الله سنك كما أضحكنتي
(( شاعر سلفي منافح عن السنة , وطالب علم مستفيد متخرج من معهد السنة دماج , ومتواضع , وطريف ))

ما أحلاهن من أوصاف أجتمعت فيك شاعرنا

أما بالنسبة لكثرت النقل عن أبي العتاهية ذلك بسبب أنه يعجبني شعره وخاصة زهدياته .
ومن مثله في هذا ؟

وإذا كنت ترى أن كثرت نقلي عنه قد يضرني أو يؤثر عليّ فأرجو ألا تبخل عليّ بالنصيحة

وقد سمعت الناصح الأمين يقول : (( وهكذا أيضاً أبو العتاهية وما يستشهد بقوله فهو زائغ كان ضليلاً على الغاية ثم بعد ذلك تاب وما سلم بعد توبته من الضلال )) الأسئلة الحديثية والشعرية

فهل تنصحني بالتوقف عن النقل عنه

.

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الطويل
1- طَلَبتُكِ يا دُنيا فَأَعذَرتُ في الطَلَب *** فَما نِلتُ إِلّا الهَمَّ وَالغَمَّ وَالنَصَب
2- فَلَمّا بَدا لي أَنَّني لَستُ واصِلاً *** إِلى لَذَّةٍ إِلّا بِأَضعافِها تَعَب
3- وَأَسرَعتُ في ديني وَلَم أَقضِ بُغيَتي *** هَرَبتُ بِديني مِنكِ إِن نَفَعَ الهَرَب
4- تَخَلَّيتُ مِمّا فيكِ جُهدي وَطاقَتي *** كَما يَتَخَلّى القَومُ مِن عَرَّةِ الجَرَب
5- فَما تَمَّ لي يَوماً إِلى اللَيلِ مَنظَرٌ *** أُسَرُّ بِهِ لَم يَعتَرِض دونَهُ شَغَب
6- وَإِنّي لَمِمَّن خَيَّبَ اللَهُ سَعيَهُ *** إِذا كُنتُ أَرعى لَقحَةً مُرَّةَ الحَلَب
7- أَرى لَكَ أَن لا تَستَطيبَ لِخِلَّةٍ *** كَأَنَّكَ فيها قَد أَمِنتَ مِنَ العَطَب
8- أَلَم تَرَها دارَ افتِراقٍ وَفَجعَةٍ *** إِذا ذَهَبَ الإِنسانُ فيها فَقَد ذَهَب
9- أُقَلِّبُ طَرفي مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ *** لِأَعلَمَ ما في النَفسِ وَالقَلبُ يَنقَلِب
10- وَسَربَلتُ أَخلاقي قُنوعاً وَعِفَّةً *** فَعِندي بِأَخلاقي كُنوزٌ مِنَ الذَهَب
11- فَلَم أَرَ خُلقاً كَالقُنوعِ لِأَهلِهِ *** وَأَن يُجمِلَ الإِنسانُ ما عاشَ في الطَلَب
12- وَلَم أَرَ فَضلاً تَمَّ إِلّا بِشيمَةٍ *** وَلَم أَرَ عَقلاً صَحَّ إِلّا عَلى أَدَب
13- وَلَم أَرَ في الأَعداءِ حينَ خَبَرتُهُم *** عَدُوّاً لِعَقلِ المَرءِ أَعدى مِنَ الغَضَب
14- وَلَم أَرَ بَينَ اليُسرِ وَالعُسرِ خُلطَةً *** وَلَم أَرَ بَينَ الحَيِّ وَالمَيتِ مِن سَبَب




من البحر مجزوء الكامل
1- اِصبِر عَلى نُوَبِ الزَما***نِ وَرَيبِهِ وَتَقَلُّبِه
2- لا تَجزَعَنَّ فَمَن تَعَتـ *** ـتَبَ دامَ وَصلُ تَعَتُّبِه
3- شَرَفُ الفَتى طَلَبُ الكَفا***فِ بِعِفَّةٍ في مَكسَبِه
4- يَرضى بِقَسمٍ مَليكِهِ *** مُتَجَمِّلاً في مَطلَبِه




من البحر الكامل
1- المَرءُ يَطلُبُ وَالمَنِيَّةُ تَطلُبُه *** وَيَدُ الزَمانِ تُديرُهُ وَتُقَلِّبُه
2- لَيسَ الحَريصُ بِزائِدٍ في رِزقِهِ *** اللَهُ يَقسِمُهُ لَهُ وَيُسَبِّبُه
3- لا تَغضَبَنَّ عَلى الزَمانِ فَإِنَّ مَن *** يُرضي الزَمانُ أَقَلُّ مِمَّن يُغضِبُه
4- أَيُّ اِمرِئٍ إِلّا عَلَيهِ مِنَ البِلى *** في كُلِّ ناحِيَةٍ رَقيبٌ يَرقَبُه
5- المَوتُ حَوضٌ لا مَحالَةَ دونَهُ *** مُرٌّ مَذاقَتُهُ كَريهٌ مَشرَبُه
6- وَتَرى الفَتى سَلِسَ الحَديثِ بِذِكرِهِ *** وَسطَ النَدِيِّ كَأَنَّهُ لا يَرهَبُه
7- وَأَسَرُّ ما يُلقى الفَتى في نَفسِهِ *** يَبتَزُّهُ نابُ الزَمانِ وَمَخلَبُه
8- وَلَرُبُّ مُلهِيَةٍ لِصاحِبِ لَذَّةٍ *** أَلفَيتُها تَبكي عَلَيهِ وَتَندُبُه
9- مَن كانَتِ الدُنيا مِنَ كبَرِ هَمِّهِ *** نَصَبَت لَهُ مِن حُبِّها ما يُتعِبُه
10- فَاِصبِر عَلى الدُنيا وَطولِ غُمومِها *** ما كُلُّ مَن فيها يَرى ما يُعجِبُه
11- ما زالَتِ الأَيّامُ تَلعَبُ بِالفَتى *** طَوراً تُخَوِّلُهُ وَطَوراً تَسلُبُه
12- مَن لَم يَزَل مُتَعَجِّباً مِن كُلِّ ما *** تَأتي بِهِ الأَيّامُ طالَ تَعَجُّبُه



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر مجزوء الكامل
1- أَينَ المَفَرُّ مِنَ القَضا***ءِ مُشَرِّقاً وَمُغَرِّبا
2- اِنظُر تَرى لَكَ مَذهَباً *** أَو مَلجَأً أَو مَهرَبا
3- سَلِّم لِأَمرِ اللَهِ وَأَر***ضَ بِهِ وَكُن مُتَرَقِّبا
4- وَلَقَلَّ ما تَنفَكُّ مِن *** حَدَثٍ يَجيءُ لِيَذهَبا
5- وَكَذاكَ لَم يَزَلِ الزَما***نُ بِأَهلِهِ مُتَقَلِّبا
6- يَزدادُ مِن حَذَرِ المَنِيـ *** ـيَةِ بِالفَرارِ تَقَرُّبا
7- فَلَقَد نَعاكَ الشيبُ يَو***مَ رَأَيتَ رَأسَكَ أَشيَبا
8- ذَهَبَ الشَبابُ بِلَهوِهِ *** وَأَتى المَشيبُ مُؤَدِّبا
9- وَكَفاكَ ما جَرَّبتَهُ *** حَسبُ امرِئٍ ما جَرَّبا
10- يُمسي وَيُصبِحُ طالِبُ الدُنـ *** ـيا مُعَنّى مُتعَبا
11- يَبني الخَرابَ وَإِنَّما *** يُبنى الخَرابُ لِيَخرَبا




من البحر الطويل
1- أَيا إِخوَتي آجالُنا تَتَقَرَّبُ *** وَنَحنُ مَعَ اللاهينَ نَلهو وَنَلعَبُ
2- أُعَدِّدُ أَيّامي وَأُحصي حِسابَها *** وَما غَفلَتي عَمّا أَعُدُّ وَأَحسُبُ
3- غَداً أَنا مِن ذا اليَومِ أَدنى إِلى الفَنا *** وَبَعدَ غَدٍ أَدنى إِلَيهِ وَأَقرَبُ




من البحر المتقارب
1- أَنَلهو وَأَيّامُنا تَذهَبُ *** وَنَلعَبُ وَالمَوتُ لا يَلعَبُ
2- عَجِبتُ لِذي لَعِبٍ قَد لَها *** عَجِبتُ وَمالِيَ لا أَعجَبُ
3- أَيَلهو وَيَلعَبُ مَن نَفسُهُ *** تَموتُ وَمَنزِلُهُ يَخرَبُ
4- نَرى كُلَّ ما ساءَنا دائِباً *** عَلى كُلِّ ما سَرَّنا يَغلِبُ
5- نَرى الخَلقَ في طَبَقاتِ البِلى *** إِذا ما هُمُ صَعَّدوا صَوَّبوا
6- تَرى اللَيلَ يَطلُبُنا وَالنَهارَ *** وَلَم نَدرِ أَيُّهُما أَطلَبُ
7- أَحاطَ الجَديدانِ جَمعاً بِنا *** فَلَيسَ لَنا عَنهُما مَهرَبُ
8- وَكُلٌّ لَهُ مُدَّةٌ تَنقَضي *** وَكُلٌّ لَهُ أَثَرٌ يُكتَبُ
9- إِلى كَم تُدافِعُ نَهيَ المَشيـ *** ـبِ يا أَيُّها اللاعِبُ الأَشيَبُ
10- وَما زِلتَ تَجري بِكَ الحادِثاتُ *** فَتَسلَمُ مِنهُنَّ أَو تُنكَبُ
11- سَتُعطى وَتُسلَبُ حَتّى تَكو***نَ نَفسُكَ آخِرَ ما يُسلَبُ




يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الرمل
1- مَن يَعِش يَكبَر وَمَن يَكبَر يَمُت *** وَالمَنايا لا تُبالي ما أَتَت
2- كَم وَكَم قَد دَرَجَت مِن قَبلِنا *** مِن قُرونٍ وَقُرونٍ قَد مَضَت
3- أَيُّها المَغرورُ ما هَذا الصِبا *** لَو نَهَيتَ النَفسَ عَنهُ لَاِنتَهَت
4- أَنَسيتَ المَوتَ جَهلاً وَالبِلى *** فَسَلَت نَفسُكَ عَنهُ وَلَهَت
5- نَحنُ في دارِ بَلاءٍ وَأَذىً *** وَشَقاءٍ وَعَناءٍ وَعَنَت
6- مَنزِلٌ ما يَثبُتُ المَرءُ بِهِ *** سالِماً إِلّا قَليلاً إِن ثَبَت
7- بَينَما الإِنسانُ في الدُنيا لَهُ *** حَرَكاتٌ مُسرِعاتٌ إِذ خَفَت
8- أَبَتِ الدُنيا عَلى سُكّانِها *** في البِلى وَالنَقصِ إِلّا ما أَتَت
9- إِنَّما الدُنيا مَتاعُ بُلغَةٍ *** كَيفَما زَجَّيتَ في الدُنيا زَجَت
10- رَحِمَ اللَهُ امرَأً أَنصَفَ مِن *** نَفسِهِ إِذ قالَ خَيراً أَو صَمَت




من البحر الكامل
1- إيتِ القُبورَ فَنادِها أَصواتاً *** فَإِذا أَجَبنَ فَسائِلِ الأَمواتا
2- أَينَ المُلوكُ بَنو المُلوكِ فَكُلُّهُم *** أَمسى وَأَصبَحَ في التُرابِ رُفاتا
3- كَم مِن أَبٍ وَأَبي أَبٍ لَكَ بَينَ أَطـ***ـباقِ الثَرى قَد قيلَ كانَ فَماتا
4- وَالدَهرُ يَومٌ أَنتَ فيهِ وَأَخَرٌ *** تَرجوهُ أَو يَومٌ مَضى لَكَ فاتا
5- هَيهاتَ إِنَّكَ لِلخُلودِ لَمُرتَجٍ *** هَيهاتَ مِمّا تَرتَجي هَيهاتا
6- ما أَسرَعَ الأَمرَ الَّذي هُوَ كائِنٌ *** لا بُدَّ مِنهُ وَأَقرَبَ الميقاتا




من البحر الكامل
1- أَشرِب فُؤادَكَ بِغضَةَ اللَذّاتِ *** وَاِذكُر حُلولَ مَنازِلِ الأَمواتِ
2- لا تُلهِيَنَّكَ عَن مَعادِكَ لَذَّةٌ *** تَفنى وَتورِثُ دائِمَ الحَسَراتِ
3- إِنَّ السَعيدَ غَداً زَهيدٌ قانِعٌ *** عَبدَ الإِلَهِ بِأَحسَنِ الإِخباتِ
4- أَقِمِ الصَلاةَ لِوَقتِها بِطُهورِها *** وَمِنَ الضَلالِ تَفاوُتُ الميقاتِ
5- وَإِذا اِتَّسَعتَ بِرِزقِ رَبِّكَ فَاِجعَلَن *** مِنهُ الأَجَلَّ لِأَوجُهِ الصَدَقاتِ
6- في الأَقرَبينَ وَفي الأَباعِدِ تارَةً *** إِنَّ الزَكاةَ قَرينَةُ الصَلَواتِ
7- وَاِرعَ الجِوارَ لِأَهلِهِ مُتَبَرِّعاً *** بِقَضاءِ ما طَلَبوا مِنَ الحاجاتِ
8- وَاِخفِض جَناحَكَ إِن رُزِقتَ تَسَلُّطاً *** وَاِرغَب بِنَفسِكَ عَن هَنٍ وَهَناتِ


يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الكامل
1- إِن كُنتَ تَطمَعُ في الحَياةِ فَهاتِ *** كَم مِن أَبٍ لَكَ صارَ في الأَمواتِ
2- ما أَقرَبَ الشَيءِ الجَديدَ مِنَ البِلى *** يَوماً وَأَسرَعَ كُلَّ ما هُوَ آتِ
3- اللَيلُ يَعمَلُ وَالنَهارُ وَنَحنُ عَمـ***ـما يَعمَلانِ بِأَغفَلِ الغَفلاتِ
4- يا ذا الَّذي اِتَّخَذَ الزَمانَ مَطِيَّةً *** وَخُطا الزَمانِ كَثيرَةُ العَثَراتِ
5- ماذا تَقولُ وَلَيسَ عِندَكَ حُجَّةٌ *** لَو قَد أَتاكَ مُنَغِّصُ اللَذّاتِ
6- أَو ما تَقولُ إِذا حَلَلتَ مَحَلَّةً *** لَيسَ الثِقاتُ لَأَهلِها بِثِقاتِ
7- أَو ما تَقولُ إِذا حَلَلتَ مَحَلَّةً *** لَيسَ الثِقاتُ لِأَهلِها بِثِقاتِ
8- أَو ما تَقولُ وَلَيسَ حُكمُكَ نافِذاً *** فيما تُخَلِّفُهُ مِنَ التَرِكاتِ
9- ما مَن أَحَبَّ رِضاكَ عَنكَ بِخارِجٍ *** حَتّى تَقَطَّعَ نَفسُهُ حَسَراتِ
10- زُرتَ القُبورَ قُبورَ أَهلَ المُلكِ في الـ***ـدُنيا وَأَهلِ الرَتعِ في الشَهَواتِ
11- كانوا مُلوكَ مَآكِلٍ وَمَشارِبٍ *** وَمَلابِسٍ وَرَوائِحٍ عَطِراتِ
12- فَإِذا بِأَجسادٍ عَرينَ مِنَ الكِسا *** وَبِأَوجِهٍ في التُربِ مُنعَفِراتِ
13- لَم تُبقِ مِنها الأَرضُ غَيرَ جَماجِمٍ *** بيضٍ تَلوحُ وَأَعظُمٍ نَخِراتِ
14- إِنَّ المَقابِرَ ما عَلِمتُ لِمَنظَرٌ *** يُهدي الشَجا وَيُهَيِّجُ العَبَراتِ
15- سُبحانَ مَن قَهرَ العِبادَ بِقُدرَةٍ *** باري السُكونِ وَناشِرِ الحَركاتِ




من البحر الكامل
1- لِلَّهِ دَرُّ ذَوي العُقولِ المُشعِباتِ *** أَخَذوا جَميعاً في حَديثِ التُرُّهاتِ
2- وَأَما وَرَبِّ المَسجِدَينِ كِلَيهِما *** وَأَما وَرَبِّ مِنىً وَرَبِّ الراقِصاتِ
3- وَأَما وَرَبِّ البَيتِ ذي الأَستارِ وَالـ***ـمَسعى وَزَمزَمَ وَالهَدايا المُشعَراتِ
4- إِنَّ الَّذي خُلِقَت لَهُ الدُنيا وَما *** فيها لَنازِلَةٌ تَجِلُّ عَنِ الصِفاتِ
5- فَليَنظُرِ الرَجُلُ اللَبيبُ لِنَفسِهِ *** فَجَميعُ ما هُوَ كائِنٌ لا بُدَّ آتِ
6- عِش ما بَدا لَكَ أَن تَعيشَ بِغَبطَةٍ *** ما أَقرَبَ المَحيا الطَويلِ مِنَ المَماتِ
7- فَتَجافَ عَن دارِ الغُرورِ وَعَن دَوا***عيها وَكُن مُتَوَقِّعاً لِلحادِثاتِ
8- أَينَ المُلوكُ ذَوُو المَنابِرِ وَالدَسا***كِرِ وَالعَساكِرِ وَالقُصورِ المُشرِفاتِ
9- وَالمُلهِياتُ فَمَن لَها وَالغادِيا***تُ الرائِحاتُ مِنَ الجِيادِ الصافِناتِ
10- هُم بَينَ أَطباقِ التُرابِ فَنادِهِم *** أَهلَ الدِيارِ الخالِياتِ الخاوِياتِ
11- هَل فيكُمُ مِن مُخبِرٍ حَيثُ اِستَقَر***رَ قَرارُ أَرواحِ العِظامِ البالِياتِ
12- فَلَقَلَّ ما لَبِثَ العَوائِدُ بَعدَكُم *** وَلَقَلَّ ما ذَرَفَت عُيونُ الباكِياتِ
13- وَالدَهرُ لا يُبقي عَلى نَكَباتِهِ *** صُمَّ الجِبالِ الراسِياتِ الشامِخاتِ
14- مَن كانَ يَخشى اللَهَ أَصبَحَ رَحمَةً *** لِلمُؤمِنينَ وَرَحمَةً لِلمُؤمِناتِ
15- وَإِذا أَرَدتَ ذَخيرَةً تَبقى فَنا***فِس في اِدِّخارِ الباقِياتِ الصالِحاتِ
16- وَخَفِ القِيامَةَ ما اِستَطَعتَ فَإِنَّما *** يَومُ القِيامَةَ يَومُ كَشفِ المُخبَآتِ




من البحر مجزوء الكامل
1- أَنساكَ مَحياكَ المَماتا *** فَطَلَبتَ في الدُنيا الثَباتا
2- أَوَثِقتَ بِالدُنيا وَأَنـ***ـتَ تَرى جَماعَتَها شَتاتا
3- وَعَزَمتَ مِنكَ عَلى الحَيا***ةِ وَطولِها عَزماً بَتاتا
4- يا مَن رَأى أَبَوَيهِ في *** ما قَد رَأى كانا فَماتا
5- هَل فيهِما لَكَ عِبرَةٌ *** أَم خِلتَ أَنَّ لَكَ انفِلاتا
6- وَمَنِ الَّذي طَلَبَ التَفَلـ***ـلُتَ مِن مَنِيَّتِهِ فَفاتا
7- كُلٌّ تُصَبِّحُهُ المَنِيـ *** ـيَةُ أَو تُبَيِّتُهُ بَياتا



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الوافر
1- تَمَسَّك بِالتُقى حَتّى تَموتا *** وَلا تَدَعِ الكَلامَ أَوِ السُكوتا
2- وَقُل حَسَناً وَأَمسِك عَن قَبيحِ *** وَلا تَنفَكَّ عَن سوءٍ صَموتا
3- لَكَ الدُنيا بِأَجمَعِها كَمالاً *** إِذا عوفيتَ ثُمَّ أَصَبتَ قوتا
4- إِذا لَم تَحتَفِظ بِالشَيءِ يَوماً *** فَلا تَأمَن عَلَيهِ أَن يَفوتا
5- يُعَلِّلُني الطَبيبُ إِلى قَضاءٍ *** فَإِمّا أَن أُعافى أَو أَموتا
6- سَقى اللَهُ القُبورَ وَساكِنيها *** مَحَلّاً أَصبَحوا فيها خُفوتا




من البحر السريع
1- إِسمَع فَقَد آذَنَكَ الصَوتُ *** إِن لَم تُبادِر فَهُوَ الفَوتُ
2- نَل كُلَّ ما شِئتَ وَعِش آمِناً *** آخِرُ هَذا كُلِّهِ المَوتُ




من البحر الكامل
1- يا ساكِنَ الدُنيا لَقَد أَوطَنتَها *** وَأَمِنتَها عَجَباً وَكَيفَ أَمِنتَها
2- وَشَغَلتَ قَلبَكَ عَن مَعادِكَ بِالمُنى *** وَخَدَعتَ نَفسَكَ بِالهَوى وَفَتَنتَها
3- إِن كُنتَ مُعتَبِراً فَقَد أَبصَرتَ أَحـ***ـوالَ الشَبيبَةِ مِنكَ وَاِستَيقَنتَها
4- أَوَلَم تَرَ الشَهَواتِ كَيفَ تَنَكَّرَت *** عَمّا عَهِدتَ وَرُبَّما لَوَّنَتها
5- أَكرَمتَ نَفسَكَ بِالهَوانِ لَها وَلَو *** كَرُمَت عَلَيكَ نَصَحتَها وَأَهَنتَها
6- يا ساكِنَ الدُنيا كَأَنَّكَ خِلتَ أَنـ***ـنَكَ خالِدٌ فَجَمَعتَها وَخَزَنتَها
7- يا ساكِنَ الدُنيا طَفِقتَ تُزَيِّنُ الـ***ـدُنيا بِما لا يَستَقيمُ فَشِنتَها
8- اِذكُر أَحِبَّتَكَ الَّذينَ ثَكِلتَهُم *** اِذكُر رُهوناً في التُرابِ رَهَنتَها
9- وَلَخَيرُ ما قَدَّمتَ سُنَّةُ صالِحٍ *** لِلصالِحينَ فَعَلتَها وَسَنَنتَها




من البحر المديد
1- اِقطَعِ الدُنيا بِما اِنقَطَعَت *** وَاِدفَعِ الدُنيا بِما اِندَفَعَت
2- وَاِقبَلِ الدُنيا إِذا سَلِسَت *** وَاِترُكِ الدُنيا إِذا اِمتَنَعَت
3- يَطلُبُ العَيشَ الفَتى عَبَثاً *** وَالغِنى في النَفسِ إِن قَنِعَت




من البحر الطويل
1- يَقولُ أُناسٌ لَو نَعَتَّ لَنا الهَوى *** وَوَاللَهِ ما أَدري لَهُم كَيفَ أَنعَتُ
2- سَقامٌ عَلى جِسمي كَثيرٌ مُوَسَّعٌ *** وَنَومٌ عَلى عَيني قَليلٌ مُفَوَّتُ
3- إِذا اِشتَدَّ ما بي كانَ أَفضَلُ حيلَتي *** لَهُ وَضعَ كَفّي فَوقَ خَدّي وَأَسكُتُ




من البحر مجزوء الكامل
1- المَرءُ دُنيا نَفسِهِ *** فَإِذا انقَضى فَقَدِ انقَضَت
2- تَغتالُهُ في غَيِّهِ *** وَتَعودُ فيمَن خَلَّفَت
3- ما خَيرُ مُرضِعَةٍ بِكَأ***سِ المَوتِ تَفطِمُ مَن غَذَت
4- بَينا تَزينُ صَلاحَهُ *** إِذ أَفسَدَت ما أَصلَحَت




من البحر الطويل
1- تَخَفَّف مِنَ الدُنيا لَعَلَّكَ تُفلِتُ *** وَإِلّا فَإِنّي لا أَظُنَّكَ تَثبُتُ
2- أَلَم تَرَ أَنَّ الحِلمَ لِلجَهلِ قاطِعٌ *** وَأَنَّ لِسانَ الرُشدِ لِلغَيِّ مُسِكتُ
3- لِكُلِّ امرِئٍ مِن سَكرَةِ المَوتِ سَكرَةٌ *** وَأَيُّ امرِئٍ مِن سَكرَةِ المَوتِ يُفلِتُ
4- عَجِبتُ لِمَن قَرَّت مَعَ المَوتِ عَينُهُ *** لِحَصدِ الرَدى ما ظَلَّتِ الأَرضُ تُنبِتُ


يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الطويل
1- أَيا عَجَبَ الدُنيا لِعَينٍ تَعَجَّبَت *** وَيا زَهرَةَ الأَيّامِ كَيفَ تَقَلَّبَت
2- تُقَلِّبُني الأَيّامُ عَوداً وَبَدأَةً *** تَصَعَّدَتِ الأَيّامُ لي وَتَصَوَّبَت
3- وَعاتَبتُ أَيّامي عَلى ما تَروعُني *** فَلَم أَرَ أَيّامي مِنَ الرَوعِ أَعتَبَت
4- سَأَنعي إِلى الناسِ الشَبابَ الَّذي مَضى *** تَخَرَّمَتِ الدُنيا الشَبابَ وَشَيَّبَت
5- وَلي غايَةٌ يَجري إِلَيها تَنَفُّسي *** إِذا ما انقَضَت تَنفيسَةٌ لي تَقَرَّبَت
6- وَتُضرَبُ لي الأَمثالُ في كُلِّ نَظرَةٍ *** وَقَد حَنَّكَتني الحادِثاتُ وَجَرَّبَت
7- تَطَرَّبُ نَفسي نَحوَ دُنيا دَنِيَّةٍ *** إِلى أَيِّ دارٍ وَيحَ نَفسي تَطَرَّبَت
8- وَأُحضِرَتِ الشُحَّ النُفوسُ فَكُلُّها *** إِذا هِيَ هَمَّت بِالسَماحِ تَجَنَّبَت
9- لَقَد غَرَّتِ الدُنيا قُروناً كَثيرَةً *** وَأَتعَبَتِ الدُنيا قُروناً وَأَنصَبَت
10- هِيَ الدارُ حادي المَوتِ يَحدو بِأَهلِها *** إِذا شَرَّقَت شَمسُ النَهارِ وَغَرَّبَت
11- بُليتُ مِنَ الدُنيا بِغولٍ تَلَوَّنَت *** لَها فِتَنٌ قَد فَضَّضَتها وَذَهَّبَت
12- وَما أَعجَبَ الآجالَ في خُدَعاتِها *** وَما أَعجَبَ الأَرزاقَ كَيفَ تَسَبَّبَت
13- رَأَيتُ بَغيضَ الناسِ مَن لا يُحِبُّهُم *** يَفوزُ بِحُبِّ الناسِ نَفسٌ تَحَبَّبَت



من البحر الكامل
1- المَرءُ في تَأخيرِ مُدَّتِهِ *** كَالثَوبِ يَخلُقُ بَعدَ جِدَّتِهِ
2- مَن ماتَ حالَ ذَوّ مَوَدَّتهِ *** عَنهُ وَمالوا عَن مَوَدَّتِهِ
3- وَحَياتُهُ نَفسٌ يُعَدُّ لَهُ *** وَوَفاتُهُ اِستِكمالُ عِدَّتِهِ
4- وَمَصيرُهُ مِن بَعدِ مِرَّتِهِ *** بِالناسِ ظُلمَةُ بَيتِ وَحدَتِهِ
5- عَجَباً لِمُنتَبِهٍ يُضَيِّعُ ما *** يَحتاجُهُ في يَومِ رَقدَتِهِ
6- أَزِفَ الرَحيلُ وَنَحنُ في لَعِبٍ *** ما نَستَعِدُّ لَهُ بِعُدَّتِهِ
7- وَلَقَلَّما تُبقي الخُطوبُ عَلى *** أَشَرِ الشَبابِ وَحَرِّ وَقدَتِهِ




من البحر مجزوء الكامل
1- وَعَظتَكَ أَجداثٌ خُفُت *** فيهِنَّ أَجسادٌ سُبُت
2- وَتَكَلَّمَت لَك بِالبِلى *** مِنهُنَّ أَلسِنَةُ صُمُت
3- وَأَرَتكَ قَبرَكَ في القُبو***رِ وَأَنتَ حَيٌّ لَم تَمُت
4- وَكَأَنَّني بِكَ عَن قَريـ***ـبٍ رَهنَ حَتفٍ لَم يَفُت



من البحر المنسرح
1- كَأَنَّني بِالدِيارِ قَد خَرِبَت *** وَبِالدُموعِ الغِزارِ قَد سُكِبَت
2- فَضَحتِ لا بَل جَرَحتِ وَاِجتَحتِ يا *** دُنيا رِجالاً عَلَيكِ قَد كَلِبَت
3- المَوتُ حَقٌّ وَالدارُ فانِيَةٌ *** وَكُلُّ نَفسٍ تُجزى بِما كَسَبَت
4- يا لَكَ مِن جيفَةٍ مُعَفَّنَةٍ *** أَيُّ اِمتِناعٍ لَها إِذا طُلِبَت
5- ظَلَّت عَلَيها الغُواةُ عاكِفَةً *** وَما تُبالي الغُواةُ ما رَكِبَت
6- هِيَ الَّتي لَم تَزَل مُنَغَّصَةً *** لا دَرَّ دَرُّ الدُنيا إِذا اِحتُلِبَت
7- وَالناسُ في غَفلَةٍ وَقَد حَلَّتِ الـ***ـآجالُ في وَقتِها وَقَد قَرُبَت
8- ما كُلُّ ذي حاجَةٍ بِمُدرِكِها *** كَم مِن يَدٍ لا تَنالُ ما طَلَبَت
9- في اناسِ مَن تَسهُلُ المَطالِبُ أَحـ***ـياناً عَلَيهِ وَرُبَّما صَعُبَت
10- وَشِرَّةُ النَفسِ رُبَّما جَمَحَت *** وَشَهوَةُ النَفسِ رُبَّما غَلَبَت
11- مَن لَم يَسَعهُ الكَفافُ مُقتَنِعاً *** ضاقَت عَلَيهِ الدُنيا بِما رَحُبَت
12- وَبَينَما المَرءُ تَستَقيمُ لَهُ الـ***ـدُنيا عَلى ما اِشتَهى إِذِ اِنقَلَبَت
13- ما كَذَّبَتني عَينٌ رَأَيتُ بِها الـ*ـأَمواتَ وَالعَينُ رُبَّما كَذَبَت
14- وَأَيُّ عَيشٍ وَالعَيشُ مُنقَطِعٌ *** وَأَيُّ طَعمٍ لِلَذَّةٍ ذَهَبَت
15- وَيحَ عُقولِ المُستَعصِمينَ بِدا***رِ الذُلِّ في أَيِّ مَنشَبٍ نَشِبَت
16- مَن يَبرِمُ الإِنتِقاضَ مِنها وَمَن *** يُخمِدُ نيرانَها إِذا اِلتَهَبَت
17- وَمَن يُعَزّيهِ مِن مَصائِبِها *** وَمَن يُقيلُ الدُنيا إِذا نَكَبَت
18- يا رُبَّ عَينٍ لِلشَرِّ جالِبَةٍ *** فَتِلكَ عَينٌ تَشقى بِما جَلَبَت


يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الكامل
1- لِمَ لا نُبادِرُ ما نَراهُ يَفوتُ *** إِذ نَحنُ نَعلَمُ أَنَّنا سَنَموتُ
2- مَن لَم يُوالِ اللَهَ وَالرُسُلَ الَّتي *** نَصَحَت لَهُ فَوَلِيُّهُ الطاغوتُ
3- عُلَماؤُنا مِنّا يَرونَ عَجائِباً *** وَهُمُ عَلى ما يُبصِرونَ سُكوتُ
4- تَفنيهُمُ الدُنيا بِوَشكِ زَوالِها *** فَجَميعُهُم بِغُرورِها مَبهوتُ
5- وَبِحَسبِ مَن يَسمو إِلى الشَهَواتِ ما *** يَكفيهِ مِن شَهَواتِهِ وَيَقوتُ
6- يا بَرزَخَ المَوتى الَّذي نَزَلوا بِهِ *** فَهُمُ رُقودٌ في ثَراهُ خُفوتُ
7- كَم فيكَ مِمَّن كانَ يوصَلُ حَبلُهُ *** قَد صارَ بَعدُ وَحَبلُهُ مَبتوتُ


من البحر الطويل
1- إِذا ما رَأَيتُم مَيِّتينَ جَزِعتُمُ *** وَإِن لَم تَرَوا مِلتُم إِلى صَبَواتِها





من البحر مجزوء الكامل
1- الخَيرُ أَفضَلُ ما لَزِمتا *** وَالشَرُّ أَخبَثُ ما طَمِعتا
2- وَالناسُ ما سَلِموا عَلى الـ***ـأَيّامِ مِنكَ وَقَد سَلِمتا
3- أَمّا الزَمانُ فَواعِظٌ *** وَمُبَيَّنٌ لَكَ إِن فَهِمتا
4- وَكَفى بِعِلمِكَ بِالأُمو***رِ إِنِ انتَفَعتَ بِما عَلِمتا
5- أَنتَ المُهَذَّبُ إِن رَضيـ***ـتَ بِما رُزِقتَ وَما حُرِمتا
6- إِنَّ الأُلى طَلَبوا التُقى *** يَتَيَقَّظونَ وَأَنتَ نِمتا
7- أَحسِن وَإِلّا لَم تُصِب *** إِن أَنتَ لَم تُحسِن نَدِمتا
8- وَإِذا نَقِمتَ عَلى امرِئٍ *** خُلُقاً فَجانِب ما نَقِمتا
9- وَارحَم لِرَبِّكَ خَلقَهُ *** فَلَيَرحَمَنَّكَ إِن رَحِمتا
10- لا تَظلِمَنَّ تَكُن مِنَ الـ***ـأَحرارِ وَاعفُ إِذا ظُلِمتا
11- وَإِنِ اتَّقَيتَ اللَهَ في *** كُلِّ الأُمورِ فَقَد غَنِمتا




من البحر الطويل
1- أَلا مَن لِنَفسٍ في الهَوى قَد تَمادَتِ *** إِذا قُلتُ قَد مالَت عَنِ الجَهلِ عادَتِ
2- وَحَسبُ امرِئٍ شَرّاً بِإِهمالِ نَفسِهِ *** وَإِمكانِها مِن كُلِّ شَيءٍ أَرادَتِ
3- تَزاهَدتُ في الدُنيا وَإِنّي لَراغِبٌ *** أَرى رَغبَتي مَمزوجَةً بِزَهادَتي
4- وَعَوَّدتُ نَفسي عادَةً فَلَزِمتُها *** أَراهُ عَظيماً أَن أُفارِقَ عادَتي
5- إِرادَةُ مَدخولٍ وَعَقلُ مُقَصِّرٍ *** وَلَو صَحَّ لي عَقلي لَصَحَّت إِرادَتي
6- وَلَو طابَ لي غَرسي لَطابَت ثِمارُهُ *** وَلَو صَحَّ لي غَيبي لَسَحَّت شَهادَتي
7- أَيا نَفسُ ما الدُنيا بِأَهلٍ لِحَيِّها *** دَعيها لِأَقوامٍ عَلَيها تَعادَتِ
8- أَلا قَلَّما تَبقى نُفوسٌ لِأَهلِها *** إِذا راوَحَتهُنَّ المَنايا وَغادَتِ
9- أَلا كُلُّ نَفسٍ طالَ في الغَيِّ عُمرُها *** تَموتُ وَإِن كانَت عَنِ المَوتِ حادَتِ
10- أَلا أَينَ مَن وَلّى بِهِ اللَهوُ وَالصِبا *** وَأَينَ قُرونٌ قَبلُ كانَت فَبادَتِ
11- كَأَن لَم أَكُن شَيئاً إِذا صِرتُ في الثَرى *** وَصارَ مِهادي رَضرَضاً وَوِسادَتي
12- وَما مَلجَأٌ لي غَيرَ مَن أَنا عَبدُهُ *** إِلى اللَهِ رَبّي شِقوَتي وَسَعادَتي




من البحر الطويل
1- أُحِبُّ مِنَ الإِخوانِ كُلَّ مُؤاتِ *** وَفِيٍّ يَغُضُّ الطَرفَ عَن عَثَراتي
2- يُوافِقُني في كُلِّ خَيرٍ أُريدُهُ *** وَيَحفَظُني حَيّاً وَبَعدَ وَفاتي
3- وَمَن لي بِهَذا لَيتَ أَنّي أَصَبتُهُ *** فَقاسَمتُهُ مالي مِنَ الحَسَناتِ
4- تَصَفَّحتُ إِخواني فَكانَ أَقَلُّهُم *** عَلى كَثرَةِ الإِخوانِ أَهلَ ثِقاتِ


من البحر الطويل
1- كَأَنَّ المَنايا قَد قَرَعنَ صَفاتي *** وَقَوَّسنَني حَتّى قَصَفنَ قَناتي
2- وَباشَرتُ أَطباقَ الثَرى وَتَوَجَّهَت *** بِنَعيِي إِلى مَن غِبتُ عَنهُ نُعاتي
3- فَيا عَجَباً مِن طولِ سَهوي وَغَفلَتي *** وَما هُوَ آتٍ لا مَحالَةَ آتِ
4- حُتوفُ المَنايا قاصِداتٌ لِمَن تَرى *** مُوافينَ بِالرَوحاتِ وَالغَدَواتِ
5- وَكَم مِن عَظيمٍ شَأنُهُ لَم تَكُن لَهُ *** بِمُهجَتِهِ الأَيامُ مُنتَظِراتِ
6- رَأَيتُ ذَوي قُرباهُ تَحثي أَكُفُّهُم *** عَلَيهِ تُرابَ الأَرضِ مُبتَدِراتِ
7- وَقامَت عَلَيهِ حُسَّرٌ مِن نِسائِهِ *** يُنادينَ بِالوَيلاتِ مُحتَجِراتِ




من البحر السريع
1- آمَنتُ بِاللَهِ وَأَيقَنتُ *** وَاللَهُ حَسبي حَيثُما كُنتُ
2- كَم مِن أَخٍ لي خانَني وُدُّهُ *** وَلا تَبَدَّلتُ وَلا خُنتُ
3- الحَمدُ لِلَّهِ عَلى صُنعِهِ *** إِنّي إِذا عَزَّ أَخي هُنتُ
4- ما أَعجَبَ الدُنيا وَتَصريفَها *** كَم لَوَّنَتني فَتَلَوَّنتُ
5- لِلبَينِ يَومٌ أَنا رَهنٌ بِهِ *** لَو قَد دَنا يَومي لَقَد بِنتُ
6- ما أَنا إِلّا خائِضٌ في مُنىً *** قَبَّحتُها طَوراً وَحَسَّنتُ
7- يا عَجَباً مِنّي وَما اِختَرتُ مِن *** شَكّي عَلى ما قَد تَيَقَّنتُ
8- يا رَبَّ أَمرٍ زَلَّ عَنّي إِذا *** ما قُلتُ إِنّي قَد تَمَكَّنتُ
9- وَالدَهرُ لا تَفنى أَعاجيبُهُ *** إِن أَنا لِلدَهرِ تَفَطَّنتُ


من البحر السريع
1- كَم غافِلٍ أَودى بِهِ المَوتُ *** لَم يَأخُذِ الءُهبَةَ لِلفَوتِ
2- مَن لَم تَزُل نِعمَتُهُ قَبلَهُ *** زالَ عَنِ النِعمَةِ بِالمَوتِ



من البحر المتقارب
1- رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوءاتِها *** وَلَم تَألُ حُبّاً لِمَرضاتِها
2- وَحَسَّنتَ أَقبَحَ أَعمالِها *** وَصَغَّرتَ أَكبَرَ زَلّاتِها
3- وَكَم مِن سَبيلِ لِأَهلِ الصِبا *** سَلَكتَ بِهِم في بُنَيّاتِها
4- وَأَيُّ الدَواعي دَواعي الهَوى *** تَطَلَّعتَ عَنها لِآفاتِها
5- وَأَيُّ المَحارِمِ لَم تَنتَهِك *** وَأَيُّ الفَضائِحِ لَم تاتِها
6- كَأَنّي بِنَفسِكَ قَد عوجِلَت *** عَلى ذاكَ في بَعضِ غِرّاتِها
7- وَقامَت نَوادِبُها حُسَّراً *** تَداعى بِرَنَّةِ أَصواتِها
8- أَلَم تَرَ أَنَّ دَبيبَ اللَيالي *** يُسارِقُ نَفسَكَ ساعاتِها
9- وَهَذي القِيامَةُ قَد أَشرَفَت *** عَلى العالَمينَ لِميقاتِها
10- وَقَد أَقبَلَت بِمَوازينِها *** وَأَهوالِها وَبِرَوعاتِها
11- وَإِنّا لَفي بَعضِ أَشراطِها *** وَأَيّامِها وَعَلاماتِها
12- رَكَنّا إِلى الدارِ دارِ الغُرو***رِ إِذ سَحَرَتنا بِلَذّاتِها
13- فَما نَرعَوي لَأَعاجيبِها *** وَلا لِتَصَرُّفِ حالاتِها
14- نُنافِسُ فيها وَأَيّامُنا *** تَرَدَّدُ فينا بِآفاتِها
15- وَما يَتَفَكَّرُ أَحياؤُها *** فَيَعتَبِرونَ بِأَمواتِها


يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الطويل
1- أَلَحَّت مُقيماتٌ عَلَينا مُلِحّاتُ *** لَيالٍ وَأَيّامٌ بِنا مُستَحَثّاتُ
2- نَحِنُّ مِنَ الدُنيا إِلى كُلِّ لَذَّةٍ *** وَلَكِنَّ آفاتِ الزَمانِ كَثيراتُ
3- وَكَم مِن مُلوكٍ شَيَّدوا وَتَحَصَّنوا *** فَما سَبَقوا الأَيّامَ شَيئاً وَلا فاتوا
4- وَكَم مِن أُناسٍ قَد رَأَينا بِغِبطَةٍ *** وَلَكِنَّهُم مِن بَعدِ غِبطَتِهِم ماتوا
5- لَقَد أَغفَلَ الأَحياءُ حَتّى كَأَنَّهُم *** بِما أَغفَلوا مِن طاعَةِ اللَهِ أَمواتُ
6- أَلا رُبَّما غَرَّ ابنَ آدَمَ أَنَّهُ *** لَهُ مُدَّةٌ تَخفى عَلَيهِ وَميقاتُ
7- وَكُلُّ بَني الدُنيا يُعَلِّلُ نَفسَهُ *** بِمَرِّ شُهورٍ وَهيَ لِلعُمرِ آفاتُ
8- أَخي أَنَّ أَملاكاً تَوافَوا إِلى البِلى *** وَكانَت لَهُم في مُدَّةِ العَيشِ آياتُ
9- أَلَم تَرَ إِذ رُصَّت عَلَيهِم جَنادِلٌ *** لَهُم تَحتَها لُبثٌ طَويلٌ مُقيماتُ
10- دَعِ الشَرَ وَاِبغِ الخَيرَ في مُستَقَرِّهِ *** فَلِلخَيرِ عاداتٌ وَلِلشَرِ عاداتُ
11- وَما لَكَ مِن دُنياكَ مالٌ تَعُدُّهُ *** عَلى غَيرِ ما تُعيهِ مِنها وَتَقتاتُ




من البحر الوافر
1- كَأَنَّكَ في أُهَيلِكَ قَد أُتيتا *** وَفي الجيرانِ وَيحَكَ قَد نُعيتا
2- كَأَنَّكَ كُنتَ بَينَهُم غَريباً *** بِكَأسِ المَوتِ صِرفاً قَد سَقيتا
3- أَصبَحتِ المَساكِنُ مِنكَ قَفراً *** كَأَنَّكَ لَم تَكُن فيها غَنيتا
4- كَأَنَّكَ وَالحُتوفُ لَها سِهامٌ *** مُفَوَّقَةٌ بِسَهمِكَ قَد رُميتا
5- وَإِنَّكَ إِذ خُلِقتَ خُلِقتَ فَرداً *** إِلى أَجَلٍ تُجيبُ إِذا دُعيتا
6- إِلى أَجَلٍ تُعَدُّ لَكَ اللَيالي *** إِذا وَفَّيتَ عِدَّتَها فَنيتا
7- وَكُلُّ فَتىً تُغافِصُهُ المَنايا *** وَيُبليهِ الزَمانُ كَما بَليتا
8- فَكَم مِن موجَعٍ يَبكيكَ شَجواً *** وَمَسرورِ الفُؤادِ بِما لَقيتا





من البحر الطويل
1- بُليتُ بِنَفسي شَرَّ نَفسٍ رَأَيتُها *** لَجوجٍ تَمادى بي إِذا ما نَهَيتُها
2- فَكَم مِن قَبيحٍ صِرتُ مُعتَرِفاً بِهِ *** وَكَم مِن جِناياتٍ عِظامٍ جَنَيتُها
3- وَكَم مِن شَفيقٍ باذِلٍ لي نَصيحَةً *** وَلَكِنَّني ضَيَّعتُها وَأَبَيتُها
4- دَعَتني إِلى الدُنيا دَواعٍ مِنَ الهَوى *** فَأَرسَلتُ ديني مِن يَدي وَأَتَيتُها
5- وَلي حِيَلٌ عِندَ المَطامِعِ رُبَّما *** تَلَطَّفتُ لِلدُنيا بِها فَرَقَيتُها
6- أَقولُ لِنَفسي إِذ شَكَت ضيقَ بَيتِها *** كَأَنّي بِها في القَبرِ قَد ضاقَ بَيتُها
7- وَلي في خِصالِ الخَيرِ ضِدٌّ مُعانِدٌ *** يُثَبِّطُني عَنها إِذا ما نَوَيتُها
8- وَلي مُدَّةٌ لا بُدَّ يَوماً سَتَنقَضي *** كَأَن قَد أَتاني وَقتُها فَقَضَيتُها
9- فَلَو كُنتُ في الدُنيا بَصيراً وَقَد نَعَت *** إِلى ساكِنيها نَفسَها لَنَعَيتُها
10- وَلَو أَنَّني مِمَّن يُحاسِبُ نَفسَهُ *** لَخالَفتُ نَفسي في الهَوى وَعَصَيتُها
11- أَياذا الَّذي أَلقَتهُ في الغَيِّ نَفسُهُ *** وَمَن غَرَّهُ مِنها عَساها وَلَيتُها
12- كَفانا بِهَذا مِنكَ جَهلاً وَغِرَّةً *** لِأَنَّكَ حَيُّ النَفسِ في الأَرضِ مَيتُها




من البحر الطويل
1- أَما وَالَّذي يُحيى بِهِ وَيُماتُ *** لَقَلَّ فَتىً إِلّا لَهُ هَفَواتُ
2- وَما مِن فَتاً إِلّا سَيَبلى جَديدُهُ *** وَتُفني الفَتى الرَوحاتُ وَالدَلَجاتُ
3- يَغُرُّ الفَتى تَحريكُهُ وَسُكونُهُ *** وَلا بُدَّ يَوماً تَسكُنُ الحَرَكاتُ
4- وَمَن يَتَتَبَّع شَهوَةً بَعدَ شَهوَةٍ *** مُلِحّاً تَقَسَّم عَقلَهُ الشَهَواتُ
5- وَمَن يَأمَنُ الدُنيا وَلَيسَ لِحُلوِها *** وَلا مُرِّها فيما رَأَيتَ ثَباتُ
6- أَجابَت نُفوسٌ داعِيَ اللَهِ فَانقَضَت *** وَأُخرى لِداعي المَوتِ مُنتَظِراتُ
7- وَما زالَتِ الإِيامُ بِالسُخطِ وَالرِضا *** لَهُنَّ وَعيدٌ مَرَّةٌ وَعِداتُ
8- إِذا اِزدَدتَ مالاً قُلتَ مالي وَثَروَتي *** وَمالَكَ إِلّا اللَهُ وَالحَسَناتُ




من البحر الطويل
1- أَلَيسَ قَريباً كُلُّ ما هُوَ آتِ *** فَما لي وَما لِلشَكِّ وَالشُبُهاتِ
2- أُنافِسُ في طيبِ الطَعامِ وَكُلُّهُ *** سَواءٌ إِذا ما جاوَزَ اللَهَواتِ
3- وَأَسعى لِما فَوقَ الكَفافِ وَكُلَّما *** تَرَفَّعتُ فيهِ ازدَدتُ في الحَسَراتِ
4- وَأَطمَعُ في المَحيا وَعَيشِيَ إِنَّما *** مَسالِكُهُ مَوصولَةٌ بِمَماتِ
5- وَلِلمَوتِ داعٍ مُسمِعٌ غَيرَ أَنَّني *** أَرى الناسَ عَن داعيهِ في غَفَلاتِ
6- فَلِلَّهِ عَقلي إِنَّ عَقلي لَناقِصٌ *** وَلَو تَمَّ عَقلي لَاغتَنَمتُ حَياتي
7- وَلِلَّهِ نَفسي إِنَّها لَبَخيلَةٌ *** عَلَيَّ بِما جادَت بِهِ لَأُلاتِ




من البحر الطويل
1- جَمَعتَ مِنَ الدُنيا وَحُزتَ وَمُنّيتا *** وَما لَكَ إِلّا ما وَهَبتَ وَأَمضَيتا
2- وَما لَكَ مِمّا يَأكُلُ الناسُ غَيرُ ما *** أَكَلتَ مِنَ المالِ الحَلالِ فَأَفنَيتا
3- وَما لَكَ إِلّا كُلُّ شَيءٍ جَعَلتَهُ *** أَمامَكَ لا شَيءٌ لِغَيرِكَ بَقَّيتا
4- وَما لَكَ مِمّا يَلبَسُ الناسُ غَيرَ ما *** كَسَوتَ وَإِلّا ما لَبِستَ فَأَبلَيتا
5- وَما أَنتَ إِلّا في مَتاعٍ وَبُلغَةٍ *** كَأَنَّكَ قَد فارَقتَها وَتَخَلَّيتا
6- فَلا تَغبِطَنَّ الحَيَّ في طولِ عُمرِهِ *** بِشَيءٍ تَرى إِلّا بِما تَغبِطُ المَيتا
7- أَلا أَيُّهَذا المُستَهينُ بِنَفسِهِ *** أَراكَ وَقَد ضَيَّعتَها وَتَناسَيتا
8- إِذا ما غُبِنتَ الفَضلَ في الدينِ لَم تُبَل *** وَإِن كانَ في الدُنيا قَطَبتَ وَبالَيتا
9- وَإِن كانَ شَيءٌ تَشتَهِهِ رَأَيتَهُ *** وَإِن كانَ ما لا تَشتَهِهِ تَعامَيتا
10- لَهِجتَ بِأَنواعِ الأَباطيلِ غِرَّةً *** وَأَدنَيتَ أَقواماً عَلَيها وَأَقصَيتا
11- وَجَمَّعتَ ما لا يَنبَغي لَكَ جَمعُهُ *** وَقَصَّرتَ عَمّا يَنبَغي وَتَوانَيتا
12- وَصَغَّرتَ في الدُنيا مَساكِنَ أَهلِها *** فَباهَيتَ فيها بِالبِناءِ وَعالَيتا
13- وَأَلقَيتَ جِلبابَ الحَيا عَنكَ ضِلَّةً *** فَأَصبَحتَ مُختالاً فَخوراً وَأَمسَيتا
14- وَجاهَرتَ حَتّى لَم تَرِع عَن مُحَرَّمٍ *** وَلَم تَقتَصِد فيما أَخَذتَ وَأَعطَيتا
15- وَنافَستَ في الأَموالِ مِن غَيرِ حِلِّها *** وَأَسرَفتَ في إِنفاقِها وَتَعَدَّيتا
16- وَأَجلَيتَ عَنكَ الغُمضَ في كُلِّ حيلَةٍ *** تَلَطَّفتَ في الدُنيا بِها وَتَأَنَّيتا
17- تَمَنّى المُنى حَتّى إِذاما بَلَغتَها *** سَمَوتَ إِلى ما فَوقَها فَتَمَنَّيتا
18- أَيا صاحِبَ الأَبياتِ قَد نُجِّدَت لَهُ *** سَتُبدَلُ مِنها عاجِلاً غَيرَها بَيتا
19- لَكَ الحَمدُ يا ذا المَنِّ شُكراً خَلَقتَنا *** فَسَوَّيتَنا فيمَن خَلَقتَ وَسَوَّيتا
20- وَكَم مِن بَلايا نازِلاتٍ بِغَيرِنا *** فَسَلَّمتَنا يا رَبِّ مِنها وَعافَيتا
21- أَيا رَبِّ مِنّا الضَعفُ إِن لَم تُقَوِّنا *** عَلى شُكرِ ما أَبلَيتَ مِنكَ وَأَولَيتا
22- أَيا رَبِّ نَحنُ الفائِزونَ غَداً لَئِن *** تَوَلَّيتَنا يا رَبِّ فيمَن تَوَلَّيتا
23- أَيا مَن هُوَ المَعروفُ مِن غَيرِ رُؤيَةٍ *** تَبارَكتَ يا مَن لا يُرى وَتَعالَيتا



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الخفيف
1- قَد رَأَيتَ القُرونَ قَبلُ تَفانَت *** دَرَسَت وَاِنقَضَت سَريعاً وَبانَت
2- كَم أُناسٍ رَأَيتَ أَكرَمَتِ الدُنـ***ـيا بِبَعضِ العُروضِ ثُمَّ أَهانَت
3- كَم أُمورٍ قَد كُنتَ شَدَدتَ فيها *** ثُمَّ حَوَّنتَها عَلَيكَ فَهانَت
4- هِيَ دُنيا كَحَيَّةٍ تَنفُثُ السُمـ***ـمَ وَإِن كانَتِ المَجَسَّةُ لانَت




من البحر الطويل
1- إِلى كَم إِذا ما غِبتُ تُرجى سَلامَتي *** وَقَد قَعَدَت بي الحادِثاتُ وَقامَتِ
2- وَعُمِّمتُ مِن نَسجِ القَتيرِ عِمامَةً *** رُقومُ البِلى مَرقومَةٌ في عِمامَتي
3- وَكُنتُ أَرى لي في الشَبابِ عَلامَةً *** فَصِرتُ وَإِنّي مُنكِرٌ لِعَلامَتي
4- وَما هِيَ إِلّا أَوبَةٌ بَعدَ غَيبَةٍ *** إِلى الغَيبَةِ القُصوى فَثَمَّ قِيامَتي
5- كَأَنّي بِنَفسي حَسرَةً وَنَدامَةً *** تَقَطَّعُ إِذ لَم تُغنِ عَنّي نَدامَتي
6- مُنى النَفسِ مِمّا يوطِئُ المَرءَ عَشوَةً *** إِذا النَفسُ جالَت حَولَهُنَّ وَحامَتِ
7- وَمَن أَوطَأَتهُ نَفسُهُ حاجَةً فَقَد *** أَساءَت إِلَيهِ نَفسُهُ وَأَلامَتِ
8- أَما وَالَّذي نَفسي لَهُ لَو صَدَقتُها *** لَرَدَّدتُ تَوبيخي لَها وَمَلامَتي
9- فَلِلَّهِ نَفسٌ أَوطَأَتني مِنَ العَشا *** حُزوناً وَلَو قَوَّمتُها لَاستَقامَتِ
10- وَلِلَّهِ يَومٌ أَيُّ يَومِ فَظاعَةٍ *** وَأَفظَعُ مِنهُ بَعدُ يَومُ قِيامَتي
11- وَلِلَّهِ أَهلي إِذ حَبَوني بِحُفرَةٍ *** وَهُم بِهَواني يَطلُبونَ كَرامَتي
12- وَلِلَّهِ دُنيا لا تَزالُ تَرُدُّني *** أَباطيلُها في الجَهلِ بَعدَ استِقامَتي
13- وَلِلَّهِ أَصحابُ المَلاعِبِ لَو صَفَت *** لَهُم لَذَّةُ الدُنيا بِهِنَّ وَدامَتِ
14- وَلِلَّهِ عَينٌ أَيقَنَت أَنَّ جَنَّةً *** وَناراً يَقينٌ صادِقٌ ثُمَّ نامَتِ




من البحر البسيط
1- لا بارَكَ اللَهُ فيمَن كانَ يُخبِرني *** أَنَّ المُحِبّينَ في لَهوٍ وَلَذّاتِ
2- لَمَوتَةٌ تَأخُذُ الإِنسانَ واحِدَةٌ *** خَيرٌ لَهُ مِن لِقاءِ المَوتِ مَرّاتِ




من البحر الطويل
1- نَعَت نَفسَها الدُنيا إِلَينا فَأَسمَعَت *** وَنادَت أَلا جَدَّ الرَحيلُ وَوَدَّعَت
2- عَلى الناسِ بِالتَسليمِ وَالبِرِّ وَالرِضا *** فَما ضاقَتِ الحالاتُ حَتّى تَوَسَّعَت
3- وَكَم مِن مُنىً لِلنَفسِ قَد ظَفِرَت بِها *** فَحَنَّت إِلى ما فَوقَها وَتَطَلَّعَت
4- سَلامٌ عَلى أَهلِ القُبورِ أَحِبَّتي *** وَإِن خَلُقَت أَسبابُهُم وَتَقَطَّعَت
5- فَما مُوِّتَ الأَحياءُ إِلّا لِيُبعَثوا *** وَإِلّا لِتُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما سَعَت






من البحر الوافر
1- نَسيتُ المَوتَ فيما قَد نَسيتُ *** كَأَنّي لا أَرى أَحَداً يَموتُ
2- أَلَيسَ المَوتُ غايَةَ كُلِّ حَيٍّ *** فَما لي لا أُبادِرُ ما يَفوتُ



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الطويل
1- خَليلَيَّ إِنَّ الهَمَّ قَد يَتَفَرَّجُ *** وَمَن كانَ يَبغي الحَقَّ فَالحَقُّ أَبلَجُ
2- وَذو الغِشِّ مَرهوبٌ وَذو النُصحِ آمِنٌ *** وَذو الطَيشِ مَدحوضٌ وَذو الحَقِّ يَفلُجُ
3- وَذو الصِدقِ لا يَرتابُ وَالعَدلُ قائِمٌ *** عَلى طُرُقاتِ الحَقِّ وَالجَورُ أَعوَجُ
4- وَأَخلاقُ ذي التَقوى وَذي البِرِّ في الدُجى *** لَهُنَّ سِراجٌ بَينَ عَينَيهِ يُسرَجُ
5- وَلَذّاتُ أَهلِ الفَضلِ بيضٌ نَقِيَّةٌ *** وَأَلسُنُ أَهلِ الصِدقِ لا تَتَلَجلَجُ
6- وَلَيسَ بِمَخلوقٍ عَلى اللَهِ حُجَّةٌ *** وَلَيسَ لَهُ مِن حُجَّةِ اللَهِ مَخرَجُ
7- أَلا دَحَرَت مِنّا قُرونٌ كَثيرَةٌ *** وَنَحنُ سَنَمضي بَعدَهُنَّ وَنَدرُجُ
8- أَلا إِنَّ أَملاكاً سَمَت وَتَبَهَّجَت *** وَلَكِنَّها بادَت وَبادَ التَبَهُّجُ
9- أَلا غَرَّتِ الدُنيا رِجالاً عَهِدتَهُم *** أَلا رُبَّما راحوا عَلَيها وَأَدلَجوا
10- رُوَيدَكَ يا ذا القَصرِ في شُرُفاتِهِ *** فَإِنَّكَ عَنهُ تُستَحَثُّ وَتُزعَجُ
11- وَإِنَّكَ عَمّا اختَرتَهُ لَمُزَحلَقٌ *** وَإِنَّكَ عَمّا في يَدَيكَ مُخَرَّجُ
12- تَذَكَّر وَلا تَنسَ المَعادَ وَلا تَكُن *** كَأَنَّكَ مُخلاً لِلمَلاعِبِ مُمرَجُ
13- وَلا تَنسَ إِذ أَنتَ المُوَلوَلُ حَولَهُ *** وَنَفسُكَ مِن بَينِ الجَوانِحِ تَخرُجُ
14- وَلا تَنسَ إِذ أَنتَ المُسَجّى بِثَوبِهِ *** وَإِذ أَنتَ في كَربِ السِياقِ تُحَشرِجُ
15- وَلا تَنسَ إِذ أَنتَ المُعَزّى قَريبُهُ *** وَإِذ أَنتَ في بيضٍ مِنَ الرَيطِ مُدرَجُ
16- وَلا تَنسَ إِذ يَهديكَ قَومٌ إِلى الثَرى *** إِذا ما هَدَوكاهُ انثَنَوا لَم يُعَرِّجوا
17- وَلا تَنسَ إِذ قَبرٌ وَإِذ مِن تُرابِهِ *** عَلَيكَ بِهِ رَدمٌ وَلِبنٌ مُشَرَّجُ
18- وَلا تَنسَ إِذ بَينٌ بَعيدٌ وَإِذ أَدا *** لَهُ سَبَبٌ لِلصَرمِ دونَكَ مُدمِجُ
19- وَلا تَنسَ إِذ تُكسى غَداً مِنكَ وَحشَةٌ *** مَجالِسُ فيهِنَّ العَناكِبُ تَنسِجُ
20- لا بُدَّ مِن بَيتِ انقِطاعٍ وَوَحدَةٍ *** وَإِن سَرَّكَ البَيتُ العَتيقُ المُدَبَّجُ
21- وَلِلغِيِّ أَحياناً سَبيلٌ مُشَبَّهٌ *** وَلَكِن سَبيلُ الرُشدِ أَهدى وَأَبهَجُ
22- وَإِنَّ القُلوبَ لَو تَوَخَّت يَقينَها *** لَتَصفو عَلى روحِ الحَياةِ وَتَثلُجُ
23- أَلَم تَرَ أَنَّ الجِدَّ يَبرُقُ صَفُّهُ *** وَإِن كانَ أَحياناً بِهِ الهَزلُ يُمزَجُ
24- أَلا رُبَّ ذي طِمرٍ غَدا في كَرامَةٍ *** وَمَلكٍ بِتيجانِ الهَوانِ مُتَوَّجُ
25- لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ إِقامَةٍ *** وَإِن زَبَّرَ الغاوُونَ فيها وَزَبرَجوا
26- وَكَم خامِدٍ تُخفيهِ ضَغطَةُ حُفرَةٍ *** وَقَد كانَ في الدُنيا يَصيحُ وَيُرهِجُ
27- إِذا ما قَضى لَهُ امرِئٍ فَكَأَنَّهُ *** تَحَسُّفُ زَهرٍ أَو كِتابٌ يُمَجمَجُ



من البحر الطويل
1- تَخَفَّف مِنَ الدُنيا لَعَلَّكَ أَن تَنجو *** فَفي البِرِّ وَالتَقوى لَكَ المَسلَكُ النَهجُ
2- رَأَيتُ خَرابَ الدارِ يَحكيهِ لَهوَها *** إِذا اجتَمَعَ المِزمارُ وَالعودُ وَالصَنجُ
3- أَلا أَيُّها المَغرورُ هَل لَكَ حُجَّةٌ *** فَأَنتَ بِها يَومَ القِيامَةِ مُحتَجُّ
4- تَدَبَّر صُروفَ الحادِثاتِ فَإِنَّها *** بِقَلبِكَ مِنها كُلَّ آوِنَةٍ سَحجُ
5- وَلا تَحسَبِ الحالاتِ تَبقى لِأَهلِها *** فَقَد تَستَقيمُ الحالُ طَوراً وَتَعوَجُّ
6- مَنِ استَطرَفَ الشَيءَ استَلَذَّ اطِّرافَهُ *** وَمَن مَلَّ شَيئاً كانَ فيهِ لَهُ مَجُّ
7- إِذا لَجَّ أَهلُ اللُؤمِ طاشَت عُقولُهُم *** كَذاكَ لَجاجاتُ اللِئامِ إِذا لَجّوا
8- تَبارَكَ مَن لَم تَشفِ إِلّا بِهِ الرُقى *** وَلَم يَأتَلِف إِلّا بِهِ النارُ وَالثَلجُ



من البحر مجزوء الكامل
1- اللَهُ أَكرَمُ مَن يُناجى *** وَالمَرءُ إِن داجَيتَ داجى
2- وَالمَرءُ لَيسَ بِمُعظِمٍ *** شَيئاً يُقَضّي مِنهُ حاجا
3- كَدَرُ الصَفاءِ مِنَ الصَديـ***ـقِ فَما تَرى إِلّا مِزاجا
4- وَإِذا الأُمورُ تَزاوَجَت *** فَالصَبرُ أَكرَمُها نِتاجا
5- وَالصِدقُ يَعقِدُ فَوقَ رَأ***سِ حَليفِهِ لِلبِرِّ تاجا
6- وَالصِدقُ يَثقُبُ زَندُهُ *** في كُلِّ ناحِيَةٍ سِراجا
7- وَلَرُبَّما صَدَعَ الصَفا *** وَلَرُبَّما شَعَبَ الزُجاجا
8- يَأبى المُعَلَّقُ بِالهَوى *** إِلّا رَواحاً وَادِّلاجا
9- اِرفُق فَعُمرُكَ عودُ ذي *** أَوَدٍ رَأَيتُ لَهُ اعوِجاجا
10- وَالمَوتُ يَختَلِجُ النُفو***سَ وَإِن سَهَت عَنهُ اختِلاجا
11- اِجعَل مُعَرَّجَكَ التَكَرُّ***مَ ما وَجَدتَ لَهُ انعِراجا
12- يا رُبَّ بَرقٍ شِمتُهُ *** عادَت مَخيلَتُهُ عَجاجا
13- وَلَرُبَّ عَذبٍ صارَ بَعـ***ـدَ عُذوبَةٍ مِلحاً أُجاجا
14- وَلَرُبَّ أَخلاقٍ حِسا***نٍ عُدنَ أَخلاقاً سِماجا
15- هَوِّن عَلَيكَ مَضايِقَ الد***دُنيا تَعُد سُبُلاً فِجاجا
16- لا تَضجَرَنَّ لِضيقَةٍ *** يَوماً فَإِنَّ لَها انفِراجا
17- مَن عاجَ مِن شَيءٍ إِلى *** شَيءٍ فَإِنَّ لَهُ مَعاجا









من البحر البسيط
1- الناسُ في الدينِ وَالدُنيا ذَوّ دَرَجِ *** وَالمالُ ما بَينَ مَوقوفٍ وَمُختَلِجِ
2- مَن عاشَ قَضّى كَثيراً مِن لُبانَتِهِ *** وَلِلمَضايقِ أَبوابٌ مِنَ الفَرَجِ
3- مَن ضاقَ عَنكَ فَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ *** في وَجهِ كُلِّ مَضيقٍ وَجهُ مُنفَرِجِ
4- قَد يُدرِكُ الراقِدُ الهادي بِرَقدَتِهِ *** وَقَد يَخيبُ أَخو الرَوحاتِ وَالدَلَجِ
5- خَيرُ المَذاهِبِ في الحاجاتِ أَنجَحُها *** وَأَضيَقُ الأَمرِ أَدناهُ مِنَ الفَرَجِ
6- لَقَد عَلِمتُ وَإِن قَصَّرتُ في عَمَلي *** أَنَّ اِبنَ آدَمَ لا يَخلو مِنَ الحُجَجِ
7- أَنّى يَكونُ تَقِيّاً غَيرُ ذي حَرَجٍ *** ما يَتَّقي اللَهَ إِلّا كُلُّ ذي حَرَجِ


يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر مجزوء الرمل
1- خانَكَ الطَرفُ الطَموحُ *** أَيُّها القَلبُ الجَموحُ
2- لِدَواعي الخَيرِ وَالشَر***رِ دُنُوٌّ وَنُزوحُ
3- هَل لِمَطلوبٍ بِذَنبٍ *** تَوبَةٌ مِنهُ نَصوحُ
4- كَيفَ إِصلاحُ قُلوبٍ *** إِنَّما هُنَّ قُروحُ
5- أَحسَنَ اللَهُ بِنا أَنـ**ـنَ الخَطايا لا تَفوحُ
6- فَإِذا المَستورُ مِنّا *** بَينَ ثَوبَيهِ فُضوحُ
7- كَم رَأَينا مِن عَزيزٍ *** طُوِيَت عَنهُ الكُشوحُ
8- صاحَ مِنهُ بِرَحيلٍ *** صائِحُ الدَهرِ الصَدوحُ
9- مَوتُ بَعضِ الناسِ في الأَر***ضِ عَلى بَعضٍ فُتوحُ
10- سَيَصيرُ المَرءُ يَوماً *** جَسَداً ما فيهِ روحُ
11- بَينَ عَينَي كُلَّ حَيٍّ *** عَلَمُ المَوتِ يَلوحُ
12- كُلُّنا في غَفلَةٍ وَالـ***ـمَوتُ يَغدِ وَيَروحُ
13- لِبَني الدُنيا مِنَ الدُنـ***ـيا غَبوقٌ وَصَبوحُ
14- رُحنَ في الوَشيِ وَأَصبَحـ***ـنَ عَلَيهِنَّ المُسوحُ
15- كُلُّ نَطّاحٍ مِنَ الدَهـ***ـرِ لَهُ يَومٌ نَطوحُ
16- نُح عَلى نَفسِكَ يا مِسـ***ـكينُ إِن كُنتَ تَنوحُ
17- لَتَموتَنَّ وَإِن عُمـ***ـمِرتَ ما عُمِّرَ نوحُ




من البحر الوافر
1- أُؤَمِّلُ أَن أَخَلَّدَ وَالمَنايا *** يَثِبنَ عَلَيَّ مِن كُلِّ النَواحي
2- وَما أَدري إِذا أَمسَيتُ حَيّاً *** لَعَلّي لا أَعيشُ إِلى الصَباحِ




من البحر الكامل
1- إِنَّ الخُطوبَ غُدُوَّها وَرَواحَها *** في الخَلقِ دائِبَةٍ تُجيلُ قِداحَها
2- يا ساكِنَ الدُنيا لَقَد أوطِنتَها *** وَلَتَبرَحَنَّ وَإِن كَرِهتَ بَراحَها
3- خُذ لِلمَنايا لا أَبالَكَ عُدَّةً *** وَاِنظُر لِنَفسِكَ إِن أَرَدتَ صَلاحَها
4- لا تَغتَرِر فَكَأَنَّني بِعُقابِ رَيـ***ـبِ الدَهرِ قَد نَشَرَت عَلَيكَ جَناحَها




من البحر الرمل
1- لاحَ شَيبُ الرَأسِ مِنّي فَاِتَّضَح *** بَعدَ لَهوٍ وَشَبابٍ وَمَرَح
2- فَلَهَونا وَنَعِمنا ثُمَّ لَم *** يَدَعِ المَوتُ لِذي لُبٍّ فَرَح
3- يا بَني آدَمَ صونوا دينَكُم *** يَنبَغي لِلدينِ أَن لا يُطَّرَح
4- وَاحمَدوا اللَهَ الَّذي أَكرَمَكُم *** بِنَبيٍّ قامَ فيكُم فَنَصَح
5- بِنَبيٍّ فَتَحَ اللَهُ بِهِ *** كُلَّ خَيرٍ نِلتُموهُ وَشَرَح
6- مُرسَلٌ لَو يُوزَنُ الناسُ بِهِ *** في التُقى وَالبِرِّ شالوا وَرَجَح
7- فَرَسولُ اللَهِ أَولى بِالعُلى *** وَرَسولُ اللَهِ أَولى بِالمِدَح

يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر البسيط
1- المَوتُ لا والِداً يُبقي وَلا وَلَدا *** وَلا صَغيراً وَلا شَيخاً وَلا أَحَدا
2- كانَ النَبِيُّ فَلَم يَخلُد لِأُمَّتِهِ *** لَو خَلَّدَ اللَهُ حَيّاً قَبلَهُ خَلَدا
3- لِلمَوتِ فينا سِهامٌ غَيرُ مُخطِئَةٍ *** مَن فاتَهُ اليَومَ سَهمٌ لَم يَفُتهُ غَدا
4- ما ضَرَّ مَن عَرَفَ الدُنيا وَغِرَّتَها *** أَلّا يُنافِسَ فيها أَهلَها أَبَدا




من البحر المديد
1- ما أَشَدَّ المَوتَ جِدّاً وَلَكِن *** ما وَراءَ المَوتِ حَقّاً أَشَدُّ
2- كُلُّ حَيٍّ ضاقَتِ الأَرضُ عَنهُ *** سَوفَ يَكفيهِ مِنَ الأَرضِ لَحدُ
3- كُلُّ مَن ماتَ سَها الناسُ عَنهُ *** لَيسَ بَينَ الحَيِّ وَالمَوتُ وُدُّ




من البحر المنسرح
1- لا والِدٌ خالِدٌ وَلا وَلَدُ *** كُلُّ جَليدٍ يَخونُهُ الجَلَدُ
2- كَأَنَّ أَهلَ القُبورِ لَم يَسكُنوا الـ***ـدورَ وَلَم يَحيَ مِنهُمُ أَحَدُ
3- وَلَم يَكونوا إِلّا كَهَيئَتِهِم *** لَم يولَدوا قَبلَها وَلَم يَلِدوا
4- يا ناسِيَ المَوتِ وَهوَ يَذكُرُهُ *** هَل لَكَ بِالمَوتِ إِن أَتاكَ يَدُ
5- يا ساكِنَ القُبَّةِ المُطيفِ بِها *** أَحراسُهُ وَالجُنودُ وَالعُدَدُ
6- دارُكَ دارٌ يَموتُ ساكِنُها *** دارُكَ يُبلي جَديدَها الأَبَدُ
7- تَختالُ في مَطرَفِ الصِبا مَرَحاً *** يَخطِرُ مِنكَ الذِراعُ وَالعَضَدُ
8- تَبكي عَلى مَن مَضى وَأَنتَ غَداً *** يورِدُكَ المَوتُ في الَّذي وَرَدوا
9- لَو كُنتَ تَدري ماذا يُريدُ بِكَ الـ***ـمَوتُ لَأَبلى جُفونَكَ السَهَدُ




من البحر الطويل
1- تَبارَكَ مَن فَخري بِأَنّي لَهُ عَبدُ *** وَسُبحانَهُ سُبحانَهُ وَلَهُ الحَمدُ
2- وَلا مُلكَ إِلّا مُلكُهُ عَزَّ وَجهُهُ *** هُوَ القَبلُ في سُلطانِهِ وَهُوَ البَعدُ
3- فَيا نَفسُ خافي اللَهَ وَاجتَهِدي لَهُ *** فَقَد فاتَتِ الأَيّامُ وَاقتَرَبَ الوَعدُ
4- فَخَيرَ المَماتِ قَتلَةٌ في سَبيلِهِ *** وَخَيرُ المَعاشِ الخِفُّ وَالحِلُّ وَالقَصدُ
5- تَشاغَلتُ عَمّا لَيسَ لي مِنهُ حيلَةٌ *** وَلا بُدَّ مِمّا لَيسَ مِنهُ لَنا بُدُّ
6- عَجِبتُ لِخَوضِ الناسِ في الهَزلِ بَينَهُم *** صَراحاً كَأَنَّ الهَزلَ بَينَهُمُ جِدُّ
7- نَسوا المَوتَ فَارتاحوا إِلى اللَهوِ وَالصِبا *** كَأَنَّ المَنايا لا تَروحُ وَلا تَغدو



من البحر الخفيف
1- المَنايا تَجوسُ كُلَّ البِلادِ *** وَالمَنايا تُفني جَميعَ العِبادِ
2- لَتَنالَنَّ مِن قُرونٍ أَراها *** مِثلَ ما نِلنَ مِن ثَمودٍ وَعادِ
3- هُنَّ أَفنَينَ مَن مَضى مِن نِزارٍ *** هُنَّ أَفنَينَ مَن مَضى مِن إِيادِ
4- هَل تَذَكَّرتَ مَن خَلا مِن بَني سا***سانَ أَربابِ فارِسٍ وَالسَوادِ
5- هَل تَذَكَّرتَ مَن مَضى مِن بَني الأَصـ***ـفَرِ أَهلِ القِبابِ كَالأَوطادِ
6- أَينَ أَينَ النَبِيُّ صَلّى عَلَيهِ الـ***ـلَهُ مِن مُهتَدٍ رَشيدٍ وَهادِ
7- أَينَ داوُودُ أَينَ أَينَ سُلَيما***نُ المَنيعُ الأَعراضِ وَالأَجنادِ
8- راكِبُ الريحِ قاهِرُ الجِنِّ وَالإِنـ***ـسِ بِسُلطانِهِ مُذِلُّ الأَعادي
9- أَينَ نُمرودُ وَاِبنُهُ أَينَ قارو***نُ وَهامانُ ذو الأَوتادِ
10- إِنَّ في ذِكرِنا لَهُم لِاِعتِباراً *** وَدَليلاً عَلى سَبيلِ الرَشادِ
11- وَرَدوا كُلُّهُم حِياضَ المَنايا *** ثُمَّ لَم يَصدِروا عَنِ الإيرادِ
12- أَيُّها المُزمِعُ الرَحيلَ عَنِ الدُنـ***ـيا تَزَوَّد لِذاكَ مِن خَيرِ زادِ
13- لَتَنالَنَّكَ اللَيالي وَشيكاً *** بِالمَنايا فَكُن عَلى اِستِعدادِ
14- أَتَناسَيتَ أَم نَسيتَ المَنايا *** أَنَسيتَ الفِراقَ لِلأَولادِ
15- أَنَسيتَ القُبورَ إِذ أَنتَ فيها *** بَينَ ذُلٍّ وَوَحشَةٍ وَاِنفِرادِ
16- أَيُّ يَومٍ يَومُ السِباقِ وَإِذ أَنـ***ـتَ تُنادى فَما تُجيبُ المُنادي
17- أَيُّ يَومٍ يَومُ الفِراقِ وَإِذ نَفـ***ـسُكَ تَرقى عَنِ الحَشا وَالفُؤادِ
18- أَيُّ يَومٍ يَومُ الفِراقِ وَإِذ أَنـ***ـتَ مِنَ النَزعِ في أَشَدِّ الجِهادِ
19- أَيُّ يَومٍ يَومُ الصُراخِ وَإِذ يَلـ***ـطِمنَ حُرَّ الوُجوهِ وَالأَجيادِ
20- باكِياتٍ عَلَيكَ يَندُبنَ شَجواً *** خافِقاتِ القُلوبِ وَالأَكبادِ
21- يَتَجاوَبنَ بِالرَنينِ وَيَذرِفـ***ـنَ دُموعاً تَفيضُ فَيضَ المَزادِ
22- أَيُّ يَومٍ نَسيتُ يَومَ التَلاقي *** أَيُّ يَومٍ نَسيتُ يَومَ التَنادِ
23- أَيُّ يَومٍ يَومُ الوُقوفِ إِلى اللَـ***ـهِ وَيَومُ الحِسابِ وَالإِشهادِ
24- أَيُّ يَومٍ يَومَ المَمَرِّ عَلى النا***رِ وَأَهوالَها العِظَمِ الشِدادِ
25- أَيُّ يَومٍ يَومُ الخَلاصِ مِنَ النا***رِ وَهَولِ العَذابِ وَالأَصفادِ
26- كَم وَكَم في القُبورِ مِن أَهلِ مُلكٍ *** كَم وَكَم في القُبورِ مِن قُوّادِ
27- كَم وَكَم في القُبورِ مِن أَهلِ دُنيا *** كَم وَكَم في القُبورِ مِن زُهّادِ
28- لَو بَذَلتُ النُصحَ الصَحيحَ لِنَفسي *** لَم تَذُق مُقلَتايَ طَعمَ الرُقادِ
29- لَو بَذَلتُ النُصحَ الصَحيحَ لِنَفسي *** هِمتُ أُخرى الزَمانِ في كُلِّ وادِ
30- بُؤسَ لي بُؤسَ مَيِّتاً يَومَ أَبكى *** بَينَ أَهلي وَحاضِرِ العُوّادِ
31- كَيفَ أَلهو وَكيفَ أَسلو وَأَنسى الـ***ـمَوتَ وَالمَوتُ رائِحٌ بي وَغادِ
32- أَيُّها الواصِلي سَتَرفُضُ وَصلي *** عَنكَ لَو قَد أُذِقتَ طَعمَ اِفتِقادي
33- يا طَويلَ الرُقادِ لَو كُنتَ تَدري *** كُنتَ مَيتَ الرُفادِ حَيَّ السُهادِ




يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الطويل
1- كَأَنّا وَإِن كُنّا نِياماً عَنِ الرَدى *** غَداً تَحتَ أَحجارِ الصَفيحِ المُنَضَّدِ
2- نُرَجّي خُلودَ العَيشِ حيناً وَضِلَّةً *** وَلَم نَرَ مِن آبائِنا مِن مُخَلَّدِ
3- لَنا فِكرَةٌ في أَوَّلينا وَعِبرَةٌ *** بِها يَقتَدي ذو العَقلِ فيها وَيَهتَدي
4- وَلَكِنَّنا نَأتي العَمى وَعُيونُنا *** إِلَيهِ رَوانٍ هكَذا عَن تَعَمُّدِ
5- كَأَنّا سَفاهاً لَم نُصَب بِمُصيبَةٍ *** وَلَم نَرَ مِنّا مَيِّتاً جَوفَ مُلحَدِ
6- بَلى كَم أَخٍ لي ذي صَفاءٍ حَثَوتُهُ *** عَلى الرَغمِ مِنّي مُلحَدَ الرَمسِ بِاليَدِ
7- أُهيلُ عَلَيهِ التُربَ مِن كُلِّ جانِبٍ *** أَرى ذاكَ مِنّي حَقَّ زادِ المُزَوَّد
8- وَقَد كُنتُ أَفديهِ وَأَحذَرُ نَأيَهُ *** وَأَفزَعُ إِمّا باتَ غَيرَ مُمَهَّدِ
9- لِكُلِّ أَخي ثُكلٍ عَزاءٌ وَأُسوَةٌ *** إِذا كانَ مِن أَهلِ التُقى في مُحَمَّدِ




من البحر مجزوء الكامل
1- سَتُباشِرُ الأَجداثَ وَحدَك *** وَسَيَضحَكُ الباكونَ بَعدَك
2- وَسَتَستَجِدُّ بِكَ البِلى *** وَسَتُخلِقُ الأَيّامُ عَهدَك
3- وَسَيَشتَهي المُتَقَرِّبو***نَ إِلَيكَ بَعدَ المَوتِ بُعدَك
4- لِلَّهِ دَرُّكَ ما أَجَد*** دَكَ في المَلاعِبِ ما أَجَدَّك
5- المَوتُ ما لا بُدَّ مِنـ***ـهُ عَلى احتِرازِكَ مِنهُ جَهدَك
6- فَلَيُسرِعَنَّ بِكَ البِلى *** وَلَيَقصِدَنَّ الحَينُ قَصدَك
7- وَلَيُفنِيَنَّكَ بِالَّذي *** أَفنى أَباكَ بِهِ وَجَدَّك
8- لَو قَد ظَعَنتَ عَنِ البُيو***تِ وَرَوحِها وَسَكَنتَ لَحدَك
9- لَم تَنتَفِع إِلّا بِفِعلٍ *** صالِحٍ إِن كانَ عِندَك
10- وَإِذا الأَكُفُّ مِنَ التُرا***بِ نُفِضنَ عَنكَ تُرِكتَ وَحدَك
11- وَكَأَنَّ جَمعَكَ قَد غَدا *** ما بَينَهُم حِصَصاً وَكَدَّك
12- يَتَلَذَّذونَ بِما جَمَعـ***ـتَ لَهُم وَلا يَجِدونَ فَقدَك



من البحر البسيط
1- إِنّا لَفي دارِ تَنغيصٍ وَتَنكيدِ *** دارٌ تُنادي بِها أَيّامُها بيدي
2- لَقَد عَرَفناكِ يا دُنيا بِمَعرِفَةٍ *** صَحَّت لَنا فَاِنقُصي إِن شِئتِ أَو زيدي
3- نَرى اللَيالِيَ وَالأَيّامَ مُسرِعَةً *** فينا وَفيكِ بِتَفريقٍ وَتَبعيدِ
4- جَدَّ الرَحيلُ عَنِ الدُنيا وَساكِنها *** يَرجو الخُلودَ وَلَيسَت دارَ تَخليدِ
5- يا نَفسُ لِلمَوتِ بي عَينٌ مُوَكَّلَةٌ *** في كُلِّ وَجهٍ فَروغي عَنهُ أَو حيدي
6- إِن كانَتِ الدارُ لَيسَت لي بِباقِيَةٍ *** فَما عَنائي بِتَأسيسٍ وَتَشيِيدِ
7- لَم يَكسُني الدَهرُ يَوماً مِن مَسَرَّتِهِ *** إِلّا جَرى مِنهُ مَكروهٌ بِتَجريدِ
8- وَلي مِنَ المَوتِ يَومٌ لا دِفاعَ لَهُ *** لَو قَد أَتاني لَقَد ضَلَّت أَقاليدي
9- الحَمدُ لِلَّهِ كُلُّ الخَلقِ مُنتَقِصٌ *** مُصَرَّفٌ بَينَ خِذلانٍ وَتَأيِيدِ
10- وَكُلُّ ما وَلَدَتهُ الوالِداتُ إِلى *** مَوتٍ تُؤَدّيهِ ساعاتُ المَواليدِ



من البحر المنسرح
1- قُل لِلجَليدِ المَنيعِ لَستَ مِنَ الـ***ـدُنيا بِذي مِنعَةٍ وَلا جَلَدِ
2- يا صاحِبَ المُدَّةِ القَصيرَةِ لا *** تَغفُل عَنِ المَوتِ قاطِعِ المُدَدِ
3- دَع عَنكَ تَقويمَ مَن تُقَوِّمُهُ *** وَابدَأ فَقَوِّم ما فيكَ مِن أَوَدِ
4- يا مَوتُ كَم زائِدٍ قَرَنتَ بِهِ الـ***ـنَقصَ فَلَم يَنتَقِص وَلَم يَزِدِ
5- قَد مَلَأَ المَوتُ كُلَّ أَرضٍ وَما *** يَنزِعُ مِن بَلدَةٍ إِلى بَلَدِ



من البحر المتقارب
1- أَلا إِنَّ رَبّي قَوِيٌّ مَجيدُ *** لَطيفٌ جَليلٌ غَنِيٌّ حَميدُ
2- رَأَيتُ المُلَوكَ وَإِن عَظُمَت *** فَإِنَّ المُلوكَ لِرَبّي عَبيدُ
3- تُنافِسُ في جَمعِ هَذا الحُطامِ *** وَكُلٌّ يَزولُ وَكُلٌّ يَبيدُ
4- وَكَم بادَ جَمعٌ أُلو قُوَّةٍ *** وَحِصنٌ حَصينٌ وَقَصرٌ مَشيدُ
5- وَلَيسَ بِباقٍ عَلى الحادِثاتِ *** لَشَيءٍ مِنَ الخَلقِ رُكنٌ شَديدُ
6- وَأَيُّ مَنيعِ يَفوتُ الفَنا *** إِذا كانَ يَفنى الصَفا وَالحَديدُ
7- أَلا إِنَّ رَأياً دَعا العَبدَ أَن *** يُنيبَ إِلى اللَهِ رَأيٌ رَشيدُ
8- فَلا تَتَكَثَّر بِدارِ البِلى *** فَإِنَّكَ فيها وَحيدٌ فَريدُ
9- أَرى المَوتَ دَيناً لَهُ عِلَّةٌ *** فَتِلكَ الَّتي كُنتَ مِنها تَحيدُ
10- تَيَقَّظ فَإِنَّكَ في غَفلَةٍ *** يَميدُ بِكَ السُكرُ فيمَن يَميدُ
11- كَأَنَّكَ لَم تَرَ كَيفَ الفَنا *** وَكيَفَ يَموتُ الغُلامُ الجَليدُ
12- وَكَيفَ يَموتُ المُسِنُّ الكَبيرُ *** وَكيفَ يَموتُ الصَغيرُ الوَليدُ
13- وَمَن يَأمَنُ الدَهرَ في وَعدِهِ *** وَلِلدَهرِ في كُلِّ وَعدٍ وَعيدُ
14- أَراكَ تُؤَمِّلُ وَالشَيبُ قَد *** أَتاكَ بِنَعيِكَ مِنهُ بَريدُ
15- وَتَنقُصُ في كُلِّ تَنفيسَةٍ *** وَأَنتَ بِظَنِّكَ فيها تَزيدُ
16- وَإِحسانُ مَولاكَ يا عَبدُهُ *** إِلَيكَ مَدى الدَهرِ غَضٌّ جَديدُ
17- تُريدُ مِنَ اللَهِ إِحسانَهُ *** فَيُعطيكَ أَكثَرَ مِمّا تُريدُ
18- وَمَن شَكَرَ اللَهَ لَم يَنسَهُ *** وَلَم يَنقَطِع عَنهُ مِنهُ المَزيدُ
19- وَما يَكفُرُ العُرفَ إِلّا شَقِيٌّ *** وَما يَشكُرُ اللَهَ إِلّا سَعيدُ



يتبع إن شاءالله

[رواحة بن أبي رواحة]

جهود رائعة وجميلة

بارك الله فيك أخي

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

آمين
وفيك بارك

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الكامل
1- اِصبِر لِكُلِّ مُصيبَةٍ وَتَجَلَّدِ *** وَاِعلَم بِأَنَّ المَرءَ غَيرُ مُخَلَّدِ
2- أَوَ ما تَرى أَنَّ المَصائِبَ جَمَّةٌ *** وَتَرى المَنِيَّةَ لِلعِبادِ بِمَرصَدِ
3- مَن لَم يُصِب مِمَّن تَرى بِمُصيبَةٍ *** هَذا سَبيلٌ لَستَ فيهِ بِأَوحَدِ
4- وَإِذا ذَكَرتَ مُحَمَّداً وَمَصابَهُ *** فَاِذكُر مُصابَكَ بِالنَبِيِّ مُحَمَّدِ


من البحر المتقارب
1- أَلا إِنَّنا كُلَّنا بائِدُ *** وَأَيُّ بَني آدَمٍ خالِدُ
2- وَبَدؤُهُمُ كانَ مِن رَبِّهِم *** وَكُلٌّ إِلى رَبِّهِ عائِدُ
3- فَيا عَجَبا كَيفَ يُعصى الإِلَـ***ـهُ أَم كَيفَ يَجحَدُهُ الجاحِدُ
4- وَلِلَّهِ في كُلِّ تَحريكَةٍ *** عَلَينا وَتَسكينَةٍ شاهِدُ
5- وَفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ *** تَدُلُّ عَلى أَنَّهُ واحِدُ


من البحر الطويل
1- سَتَنقَطِعُ الدُنيا بِنُقصانِ ناقِصٍ *** مِنَ الخَلقِ فيها أَو زِيادَةِ زائِدِ
2- وَمَن يَغتَنِم يَوماً يَجِدهُ غَنيمَةً *** وَمَن فاتَهُ يَومٌ فَلَيسَ بِعائِدِ
3- وَما المَوتُ إِلّا مَورِدٌ عَنهُ مَصدَرٌ *** وَما الناسُ إِلّا وارِدٌ بَعدَ وارِدِ


من البحر المجتث
1- ما أَقرَبَ المَوتَ جَدّا *** أَتاكَ يَشتَدُّ شَدّا
2- يا مَن يُراحُ عَلَيهِ *** بِالمَوتِ طَوراً وَيُغدى
3- هَل تَستَطيعُ لِما قَد *** مَضى مِنَ العَيشِ رَدّا
4- الغَيُّ أَوضَحُ مِن أَن *** يَراهُ ذو العَقلِ رُشدا
5- سامِح أُمورَكَ رِفقاً *** وَاجعَل مَعاشَكَ قَصدا
6- مِن حَزمِ رَأيِكَ أَلّا *** تَكونَ لِلمالِ عَبدا
7- ما تَأتِهِ مِن جَميلٍ *** يُكسِبكَ أَجراً وَحَمدا
8- تَموتُ فَرداً وَتَأتي *** يَومَ القِيامَةِ فَردا
9- طوبى لِعَبدٍ تَقيٍّ *** لَم يَألُ في الخَيرِ جُهدا




من البحر الكامل
1- إِحذَر مِنَ الدُنيا مَغَبَّتَها *** كَم صالِحٍ عَبَثَت بِهِ فَفَسَد
2- ما بَينَ فَرحَتِها وَتَرحَتِها *** إِلّا كَما قامَ اِمرُؤٌ وَقَعَد


من البحر الكامل
1- إِنَّ القَريرَةَ عَينُهُ عَبدُ *** خَشِيَ الإِلَهَ وَعَيشُهُ قَصدُ
2- عَبدٌ قَليلُ النَومِ مُجتَهِدٌ *** لِلَّهِ كُلُّ فِعالِهِ رُشدُ
3- نَزِهٌ عَنِ الدُنيا وَباطِلِها *** لا عَرضُ يَشغَلُهُ وَلا نَقدُ
4- مُستَجهِلٌ في اللَهِ مُحتَقِرٌ *** هَزلُ المَخافَةِ عِندَهُ جِدُّ
5- مُتَذَلِّلٌ لِلَّهِ مُرتَقِبٌ *** ما لَيسَ مِن إِتيانِهِ بُدُّ
6- رَفَضَ الحَياةَ عَلى حَلاوَتِها *** وَاِختارَ ما فيهِ لَهُ الخُلدُ
7- يَكفيهِ ما بَلَغَ المَحَلَّ بِهِ *** لا يَشتَكي إِن نابَهُ جَهدُ
8- فَاِشدُد يَدَيكَ إِذا ظَفِرتَ بِهِ *** ما العَيشُ إِلّا القَصدُ وَالزُهدُ


من البحر الخفيف
1- كُلُّ يَومٍ يَأتي بِرِزقٍ جَديدِ *** مِن مَليكٍ لَنا غَنِيٍّ حَميدِ
2- قادِرٌ قاهِرٌ قَوِيٌّ لَطيفٍ *** ظاهِرٍ باطِنٍ قَريبٍ بَعيدِ
3- حَجَبَتهُ الغُيوبُ عَن كُلِّ عَينٍ *** وَهوَ فينا أَنيسُ كُلِّ وَحيدِ
4- حَسبُنا اللَهُ رَبُّنا هُوَ مَولىً *** خَيرُ مَولىً وَنَحنُ شَرُّ عَبيدِ
5- خَلَقَ الخَلقَ لِلفَناءِ فَهُم بَيـ***ـنَ شَقِيٍّ مِنهُم وَبَينَ سَعيدِ
6- لَيتَ شِعري وَكَيفَ حالُكَ يا نَفـ***ـسُ غَداً بَينَ سائِقٍ وَشَهيدِ
7- كُلُّنا صائِرٌ إِلى المَلِكِ الدَيـ***ـيانِ رَبِّ الأَربابِ يَومَ الوَعيدِ
8- وَالمَنايا تَأتي عَلى كُلِّ شَيءٍ *** وَالبَلى مُرصَدٌ لِكُلِّ جَديدِ


من البحر مجزوء الكامل
1- إِنَّما الدُنيا هِباتٌ *** وَعَوارٍ مُستَرَدَّه
2- شِدَّةٌ بَعدَ رَخاءٍ *** وَرَخاءٌ بَعدَ شِدَّه


يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر مجزوء الكامل
1- أَأُخَيَّ لا تَنسَ القُبو**رَ فَإِنَّها لَكَ مَوعِدُ
2- وَكَأَنَّ شَيئاً لَم تَنَلـ***ـهُ العَينُ ساعَةَ يُفقَدُ


من البحر مجزوء الكامل
1- جِدّوا فَإِنَّ الأَمرَ جِدُّ *** وَلَهُ أَعِدُّا وَاستَعِدّوا
2- لا يُستَقالُ اليَومَ إِن *** وَلّى وَلا لِلأَمسِ رَدُّ
3- لا تَغفُلُنَّ فَإِنَّما *** آجالُكُم نَفَسٌ يُعَدُّ
4- وَحَوادِثُ الدُنيا تَرو***حُ عَلَيكُمُ طَوراً وَتَغدو
5- وَالمَوتُ أَبعَدُ شُقَّةً *** ما بَعدَ مَوتِ المَرءِ بُعدُ
6- إِنَّ الأُلى كُنّا نَرى *** ماتوا وَنَحنُ نَموتُ بَعدُ
7- ما لي كَأَنَّ مُنايَ با***سِطَةٌ وَأَنفاسي تُعَدُّ
8- يا غَفلَتي عَن يَومِ يَجـ***ـمَعُ شِرَّتي كَفَنٌ وَلَحدُ
9- ضَيَّعتُ ما لا بُدَّ لي *** مِنهُ بِما لِيَ مِنهُ بُدُّ
10- أَأُخَيَّ كُن مُستَمسِكاً *** بِجَميعِ ما لَكَ فيهِ رُشدُ
11- ما نَحنُ فيهِ مَتاعُ أَيـ***ـيامٍ تُعارُ وَتُستَرَدُّ
12- هَوِّن عَلَيكَ فَلَيسَ كُلـ***ـلُ الناسِ يُعطى ما يَوَدُّ
13- إِن كانَ لا يُغنيكَ ما *** يَكفيكَ ما لِغِناكَ حَدُّ
14- وَتَوَقَّ نَفسَكَ مِن هَوا***كَ فَإِنَّها لَكَ فيهِ ضِدُّ
15- لا تُمضِ رَأيَكَ في هَوىً *** إِلّا وَرَأيُكَ فيهِ قَصدُ
16- مَن كانَ مُتَّبِعاً هَوا***هُ فَإِنَّهُ لِهَواهُ عَبدُ


من البحر المتقارب
1- لَكَم فَجَعَ الدَهرُ مِن والِدٍ *** وَكَم أَثكَلَ الدَهرُ مِن والِدَه
2- وَكَم تَرَكَ الدَهرُ مِن سَيِّدٍ *** يَنوءُ عَلى قَدَمٍ واحِدَه
3- وَكَم قَد رَأَينا فَتىً ماجِداً *** تَفَرَّعَ في أُسرَةٍ ماجِدَه
4- يُشَمِّصُ في الحَربِ بِالدارِعينَ *** وَيُطعِمُ في اللَيلَةِ البارِدَه
5- رَماهُ الزَمانُ بِسَهمِ الرَدى *** فَأَصبَحَ في الثُلَّةِ الهامِدَه
6- فَما لي أَرى الناسَ في غَفلَةٍ *** كَأَنَّ قُلوبَهُمُ سامِدَه
7- شَرَوا بِرِضا اللَهِ دُنياهُمُ *** وَقَد عَلِموا أَنَّها بائِدَه
8- إِذا أَصبَحوا أَصبَحوا كَالأُسو***دِ باتَت مُجَوَّعَةً حارِدَه
9- يُطيعونَ في الغَيِّ أَهواءَهُم *** وَقَد زَعَموا أَنَّها راشِدَه
10- تَرى صُوَراً تُعجِبُ الناظِرينَ *** وَمَخبَرَةً تَحتَها فاسِدَه


من البحر المنسرح
1- يا راكِبَ الغَيِّ غَيرَ مُتَّئِدِ *** شَتّانَ بَينَ الضَلالِ وَالرَشَدِ
2- حَسبُكَ ما قَد أَتَيتَ مُعتَمِداً *** فَاِستَغفِرِ اللَهَ ثُمَّ لا تَعُدِ
3- يا ذا الَّذي نَقصُهُ زِيادَتُهُ *** إِن كُنتَ لَم تَنتَقِص فَلَم تَزِدِ
4- عَجِبتُ مِن آمِلٍ وَواعِظُهُ الـ***ـمَوتُ فَلَم يَتَّعِظ وَلَم يَكَدِ
5- ما أَسرَعَ اللَيلَ وَالنَهارَ بِسا***عاتٍ قِصارٍ تَأتي عَلى الأَمَدِ
6- لَيَجرِيَنَّ البَلى عَلَينا بِما *** كانَ جَرى قَبلَنا عَلى لُبَدِ
7- يا مَوتُ يا مَوتُ كَم أَخي ثِقَةٍ *** كَلَّفَني غَمضَ عَينِهِ بِيَدي
8- يا مَوتُ يا مَوتُ كَم أَضَفتَ إِلى الـ***ـقِلَّةِ مِن ثَروَةٍ وَمِن كَبِدِ
9- يا مَوتُ يا مَوتُ كَم لِوَخزِكَ مِن *** قَلبٍ جَريحٍ يَدمى وَمِن كَبِدِ
10- يا مَوتُ يا مَوتُ صَبَّحَتنا بِكَ الـ***ـشَمسُ وَمَسَّت كَواكِبُ الأَسَدِ
11- يا مَوتُ يا مَوتُ لا أَراكَ مِنَ الـ***ـخَلقِ جَميعاً تُبقي عَلى أَحَدِ
12- الحَمدُ لِلَّهِ دائِماً أَبَداً *** قَد يَصِفُ القَصدَ غَيرَ مُقتَصِدِ
13- مَن يَستَنِر بِالهُدى يُنِرهُ وَمَن *** يَبغِ إِلى اللَهِ مَطلَباً يَجِدِ



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الطويل
1- أَيا لِلمَنايا وَيحَها ما أَجَدَّها *** كَأَنَّكَ يَوماً قَد تَوَرَّدتَ وِردَها
2- وَيا لِلمَنايا ما لَها مِن إِقالَةٍ *** إِذا بَلَغَت مِن مُدَّةِ الحَيِّ حَدَّها
3- أَلا يا أَخانا إِنَّ لِلمَوتِ طَلعَةً *** وَإِنَّكَ مُذ صُوِّرتَ تَقصِدُ قَصدَها
4- وَلِلمَرءِ عِندَ المَوتِ كَربٌ وَغُصَّةٌ *** إِذا مَرَّتِ الساعاتُ قَرَّبنَ بُعدَها
5- لَكَ الخَيرُ أَمّا كُلُّ نَفسٍ فَإِنَّها *** تَموتُ وَإِن حادَت عَنِ المَوتِ جُهدَها
6- سَتُسلِمُكَ السَعاتُ في بَعضِ مَرِّها *** إِلى ساعَةٍ لا ساعَةٌ لَكَ بَعدَها
7- وَتَحتَ الثَرى مِنّي وَمِنكَ وَدائِعٌ *** قَريبَةُ عَهدٍ إِن تَذَكَّرتَ عَهدَها
8- مَدَدتَ المُنى طولاً وَعَرضاً وَإِنَّها *** لَتَدعوكَ أَن تَهدا وَأَن لا تَمُدَّها
9- وَمالَت بِكَ الدُنيا إِلى اللَهوِ وَالصِبا *** وَمَن مالَتِ الدُنيا بِهِ كانَ عَبدَها
10- إِذا ما صَدَقتَ النَفسَ أَكثَرتَ ذَمَّها *** وَأَكثَرتَ شَكواها وَأَقلَلتَ حَمدَها
11- بِنَفسِكَ قَبلَ الناسِ فَاعنَ فَإِنَّها *** تَموتُ إِذا ماتَت وَتُبعَثُ وَحدَها
12- وَما كُلُّ ما خُوِّلتَ إِلّا وَديعَةً *** وَلَن تَذهَبَ الأَيامُ حَتّى تَرُدَّها
13- إِذا أَذكَرَتكَ النَفسُ دِنياً دَنِيَّةً *** فَلا تَنسَ رَوضاتي الجِنانِ وَخُلدَها
14- أَلَستَ تَرى الدُنيا وَتَنغيصَ عَيشِها *** وَأَتعابَها لِلمُكثِرينَ وَكَدَّها
15- وَأَدنى بَني الدُنيا إِلى الغَيِّ وَالعَمى *** لَمَن يَبتَغي مِنها سَناها وَمَجدَها
16- وَلَو لَم تُصِب مِنها فُضولاً أَصَبتَها *** إِذاً لَم تَجِد وَالحَمدُ لِلَّهِ فَقدَها
17- إِذا النَفسُ لَم تَصرِف عَنِ الحِرصِ جُهدَها *** إِذا ما دَعاها أَضرَعَ الحِرصُ خَدَّها
18- هَوى النَفسِ في الدُنيا إِلى أَن تَغولَها *** كَما غالَتِ الدُنيا أَباها وَجَدَّها


من البحر المنسرح
1- يا أَيُّهَذا الَّذي سَتَنقُلُهُ الـ***ـأَيّامُ عَن أَهلِهِ وَعَن وَلَدِه
2- ما اِرتَدَّ طَرفُ اِمرِئٍ بِلَحظَتِهِ *** إِلّا وَشَيءٌ يَموتُ مِن جَسَدِه


من البحر الطويل
1- أَراعَكَ نَقصٌ مِنكَ لَمّا وَجَدتَهُ *** وَما زِلتَ في نَقصٍ وَأَنتَ وَليدُ
2- سَقَطتَ إِلى الدُنيا وَحيداً مُجَرَّداً *** وَتَمضي عَنِ الدُنيا وَأَنتَ وَحيدُ
3- وَحِدتَ عَنِ المَوتِ الَّذي لَن تَفوتَهُ *** وَلابُدَّ مِمّا أَنتَ عَنهُ تَحيدُ
4- وَمِن رُشدِ رَأيِ المَرءِ أَن يَمحَضَ التُقى *** وَإِنَّ امرَأً مَحضَ التُقى لَسَعيدُ
5- هِيَ النَفسُ إِن تَصدُقكَ تَمنَحكَ نُصحَها *** وَأَنتَ عَلَيها إِن صَدَقتَ شَحيدُ
6- وَما العَيشُ إِلّا مُستَفادٌ وَمُتلَفٌ *** وَما الناسُ إِلّا مُتلِفٌ وَمُفيدُ
7- هُوَ اللَهُ رَبّي وَالقَضاءُ قَضاؤُهُ *** وَرَبّي عَلى ما كانَ مِنهُ حَميدُ


من البحر الرمل
1- ما رَأَيتُ العَيشَ يَصفو لِأَحَد *** دونَ كَدٍّ وَعَناءٍ وَنَكَد
2- كُن لِما قَدَّمتَهُ مُغتَنِماً *** لا تُؤَخِّر عَمَلَ اليَومِ لِغَد
3- إِنَّ لِلمَوتِ لَسَهماً قاتِلاً *** لَيسَ يَفدي أَحَداً مِنهُ أَحَد
4- قَد أَرى أَن لَستُ في الدُنيا وَلَو *** بَقِيَت لَي دائِماً طولَ الأَبَد
5- إِنَّني مِنها غَداً مُرتَحِلٌ *** أَو أَراني راحِلاً مِن بَعدِ غَد
6- أَجمَعُ المالَ لِغَيري دائِباً *** وَأُقاسي العَيشَ مِنهُ في كَبَد
7- لِمَنِ المالُ الَّذي أَجمَعُهُ *** أَلِنَفسي أَم لِأَهلي وَالوَلَد
8- ما يُبالي وَلَدي بَعدي إِذا *** غَيَّبوا والِدَهُم تَحتَ اللِبَد
9- وَأَصابوا ما لَهُ مِن بَعدِهِ *** أَلِغَيٍّ قَد مَضى أَم لِرَشَد
10- إِنَّما دُنياكَ يَومٌ واحِدٌ *** فَإِذا يَومُكَ وَلّى لَم يَعُد
11- يَفعَلُ اللَهُ إِلَهي ما يَشا *** ما لِأَمرِ اللَهِ فينا مِن مَرَد
12- يَرزُقُ الأَحمَقَ رِزقاً واسِعاً *** وَتَرى ذا اللُبِّ مَحروماً نَكِد


من البحر الطويل
1- أَلا كُلُّ مَولودٍ فَلِلمَوتِ يولَدُ *** وَلَستُ أَرى حَياً لِشَيءٍ يُخَلَّدُ
2- تَجَرَّد مِنَ الدُنيا فَإِنَّكَ إِنَّما *** سَقَطتَ إِلى الدُنيا وَأَنتَ مُجَرَّدُ
3- وَأَفضَلُ شَيءٍ نِلتَ مِنها فَإِنَّهُ *** مَتاعٌ قَليلٌ يَضمَحِلُّ وَيَنفَدُ
4- وَكَم مِن عَزيزٍ أَذهَبَ الدَهرُ عِزَّهُ *** فَأَصبَحَ مَرحوماً وَقَد كانَ يُحسَدُ
5- فَلا تَحمَدِ الدُنيا وَلَكِن فَذُمَّها *** وَما بالُ شَيءٍ ذَمَّهُ اللَهُ يُحمَدُ



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر المتقارب
1- أُضيعُ مِنَ العُمرِ ما في يَدي *** وَأَطلُبُ ما لَيسَ لي في يَدِ
2- أَرى الأَمسَ قَد فاتَني رَدُّهُ *** وَلَستُ عَلى ثِقَةٍ مِن غَدِ
3- وَإِنّي لَأَجري إِلى غايَةٍ *** وَأَستَقبِلُ المَوتَ مِن مَولِدي
4- وَما زِلتُ في طَبَقاتِ الرَدى *** أَصَعَّدُ في مَصعَدٍ مَصعَدِ
5- فَيوشِكُ عَمّا قَليلٍ أَكو***نُ مِنهُنَّ في البَرزَخِ الأَبعَدِ


من البحر الطويل
1- نُريدُ بَقاءً وَالخُطوبُ تَكيدُ *** وَلَيسَ المُنى لِلمَرءِ كَيفَ يُريدُ
2- وَمَن يَأمَنُ الأَيامَ أَمّا اتِّساعُها *** فَخَبلٌ وَأَمّا ضيقُها فَشَديدُ
3- وَأَيُّ بَني الأَيّامِ إِلّا وَعِندَهُ *** مِنَ الدَهرِ عِلمٌ طارِفٌ وَتَليدُ
4- يَرى ما يَزيدُ وَالزِيادَةُ نَقصُهُ *** أَلا إِنَّ نَقصَ الشَيءِ حينَ يَزيدُ
5- وَمِن عَجَبِ الدُنيا يَقينُكَ بِالفَنا *** وَأَنَّكَ فيها لِلبَقاءِ مُريدُ
6- أَلَم تَرَ أَنَّ الحَرثَ وَالنَسلَ كُلَّهُ *** يَبيدُ وَمِنهُ قائِمٌ وَحَصيدُ
7- لَعَمري لَقَد بادَت قُرونٌ كَثيرَةٌ *** وَأَنتَ كَما بادَ القُرونُ تَبيدُ
8- وَكَم صارَ تَحتَ الأَرضِ مِن خامِدٍ بِها *** وَقَد كانَ يَبني فَوقَها وَيَشيدُ
9- وَكَم مِن عَديدٍ قَد مَحا الدَهرُ ذِكرَهُم *** كَذا الدَهرُ لايَبقى عَلَيهِ عَديدُ
10- وَلِلمَوتِ عِلّاتٌ تَجَلّى وَتَختَفي *** وَلِلدَهرِ وَعدٌ مَرَّةً وَوَعيدُ
11- وَرَبِّ البِلى إِنَّ الجَديدَ إِلى البِلى *** وَإِنَّ الَّذي يُبلي الجَديدَ جَديدُ


من البحر مجزوء الكامل
1- أَصبَحتِ يا دارَ الأَذى *** وَصَفاكِ مُمتَلِئٌ قَذى
2- أَينَ الَّذينَ عَهِدتُهُم *** قَطَعوا الحَياةَ تَلَذُّذا
3- دَرَجوا غَداةَ رَماهُمُ *** رَيبُ الزَمانِ فَأَنفَذا
4- سَنَصيرُ أَيضاً مِثلَهُم *** عَمّا قَليلٍ هَكَذا
5- يا هؤلاءِ تَفَكَّروا *** لِلمَوتِ يَغدو مَن غَذا


يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الرمل
1- عَجَباً أَعجَبُ مِن ذي بَصَرٍ *** يَأمَنُ الدُنيا وَقَد أَبصَرَها
2- إِنَّ لِلإِنسانِ يَوماً صَرعَةً *** يَنبَغي لِلمَرءِ أَن يَحذَرَها
3- كَم قُرونٍ حَضَرَتنا قَد مَضَت *** وَنَسينا بَعدَها مَحضَرَها
4- صُوَرٌ كانَت أُناساً مِثلَنا *** ثُمَّ أَفناها الَّذي صَوَّرَها
5- في سَبيلِ اللَهِ ما أَغفَلَنا *** نَأمَنُ الدُنيا وَما أَغدَرَها
6- إِنَّما الدُنيا كَظِلٍّ زائِلٍ *** أَحمَدُ اللَهَ كَذا قَدَّرَها


من البحر السريع
1- يا عَجَباً لَلناسِ لَو فَكَروا *** أَو حاسَبوا أَنفُسَهُم أَبصَروا
2- وَعَبَروا الدُنيا إِلى غَيرِها *** فَإِنَّما الدُنيا لَهُم مَعبَرُ
3- وَالخَيرُ ما لَيسَ بِخافٍ هُوَ الـ***ـمَعروفُ وَالشَرُّ هُوَ المُنكَرُ
4- وَالمَورِدُ المَوتُ وَما بَعدَهُ الـ***ـحَشرُ فَذاكَ المَورِدُ الأَكبَرُ
5- وَالمَصدَرُ النارُ أَوِ المَصدَرُ الـ***ـجَنَّةُ ما دونَهُما مَصدَرُ
6- لا فَخرَ إِلّا فَخرُ أَهلِ التُقى *** غَداً إِذا ضَمَّهُمُ المَحشَرُ
7- لَيَعلَمَنَّ الناسُ أَنَّ التُقى *** وَالبِرِّ كانا خَيرَ ما يُذخَرُ
8- ما أَحمَقَ الإِنسانَ في فَخرِهِ *** وَهوَ غَداً في حُفرَةٍ يُقبَرُ
9- ما بالُ مَن أَوَّلُهُ نُطفَةٌ *** وَجيفَةٌ آخِرُهُ يَفخَرُ
10- أَصبَحَ لا يَملِكُ تَقديمَ ما *** يَرجو وَلا تَأخيرَ ما يَحذَرُ
11- وَأَصبَحَ الأَمرُ إِلى غَيرِهِ *** في كُلِّ ما يُقضى وَما يُقدَرُ


من البحر السريع
1- كُلُّ حَياةٍ فَلَها مُدَّةٌ *** وَكُلُّ شَيءٍ فَلَهُ آخِرُ
2- سُبحانَ مَن أَلهَمَني حَمدَهُ *** وَمَن هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ
3- وَمَن هُوَ الدائِمُ في مُلكِهِ *** وَمَن هُوَ الباطِنُ وَالظاهِرُ
4- يا قاطِعَ الدَهرِ بِلَذّاتِهِ *** لَيسَ لَهُ ناهٍ وَلا زاجِرُ
5- أَتاكَ يا مَغرورُ سَهمُ الرَدى *** وَالمَوتُ في سَطوَتِهِ قاهِرُ
6- يا رَبِّ إِنّي لَكَ في كُلِّ ما *** قَدَّرتَ عَبدٌ آمِلٌ شاكِرُ
7- فَاغفِر ذُنوبي إِنَّها جَمَّةٌ *** وَاستُر خَطائي إِنَّكَ الساتِرُ




من البحر المنسرح
1- يا وَيحَ نَفسي لَوَ أَنَّهُ أَقصَر *** ما كانَ عَيشي كَما أَرى أَكدَر
2- يا مَن عَذيري مِمَّن كَلِفتُ بِهِ *** يَشهَدُ قَلبي بِأَنَّهُ يَسحَر
3- يا رُبَّ يَومٍ رَأَيتَني مَرِحاً *** أَخوصُ في اللَهوِ مُسبِلَ المِئزَر
4- بَينَ نَدامى تَحُثُّ كَأسَهُمُ *** عَلَيهِمُ كَفُّ شادِنٍ أَحوَر


من البحر الطويل
1- أَلا في سَبيلِ اللَهِ ما فاتَ مِن عُمري *** تَفاوَتُ أَيّامي بِعُمري وَما أَدري
2- فَلابُدَّ مِن مَوتٍ وَلابُدَّ مِن بِلاً *** وَلابُدَّ مِن بَعثٍ وَلابُدَّ مِن حَشرِ
3- وَإِنّا لَنَبلى ساعَةً بَعدَ ساعَةٍ *** عَلى قَدَرٍ لِلَّهِ مُختَلِفٍ يَجري
4- وَنَأمَلُ أَن نَبقى طَويلاً كَأَنَّنا *** عَلى ثِقَةٍ بِالأَمنِ مِن غِبَرِ الدَهرِ
5- وَنَعبَثُ أَحياناً بِما لا نُريدُهُ *** وَنَرفَعُ أَعلامَ المَخيلَةِ وَالكِبرِ
6- وَنَسمو إِلى الدُنيا لِنَشرَبَ صَفواها *** بِغَيرِ قُنوعٍ عَن قَذاها وَلا صَبرِ
7- فَلَو أَنَّ ما نَسمو إِلَيهِ هُوَ الغِنى *** وَلَكِنَّهُ فَقرٌ يَجُرُّ إِلى فَقرِ
8- عَجِبتُ لِنَفسي حينَ تَدعو إِلى الصِبا *** فَتَحمِلُني مِنهُ عَلى المَركَبِ الوَعرِ
9- يَكونَ الفَتى في نَفسِهِ مُتَحَرِّزاً *** فَيَأتيهِ أَمرُ اللَهِ مِن حَيثُ لا يَدري
10- وَما هِيَ إِلّا رَقدَةٌ غَيرَ أَنَّها *** تَطولُ عَلى مَن كانَ فيها إِلى الحَشرِ


من البحر المنسرح
1- هَل عِندَ أَهلِ القُبورِ مِن خَبَرِ *** هَيهاتَ ما مِن عَينٍ وَلا أَثَرِ
2- ما أَقطَعَ المَوتَ لِلصَديقِ وَما *** أَقرَبَ صَفوَ الدُنيا مِنَ الكَدَرِ
3- فَكَّرتُ فيما نَسعى لَهُ فَإِذا *** نَحنُ جَميعاً مِنهُ عَلى غَرَرِ
4- وَإِن تَفَكَّرتُ وَاِعتَبَرتُ وَأَبـ***ـصَرتُ فَإِنّي في دارِ مُعتَبَرِ
5- يا صاحِبَ التيهِ مُنذُ قَرَّبَهُ الـ***ـسُلطانُ هَذا مِن قِلَّةِ الفِكَرِ
6- ما لَكَ لا تَرجِعُ السَلامَ عَلى الـ***ـزُوّارِ إِلّا بِطَرفَةِ النَظَرِ
7- تَفعَلُ هَذا وَأَنتَ مِن بَشَرٍ *** فَكَيفَ لَو كُنتَ مِن سِوى البَشَرِ
8- ما أَنتَ إِلّا مِنَ الغُبارِ وَإِن *** أَصبَحتَ في إِمرَةٍ وَفي خَطَرِ
9- المُلكُ لِلَّهِ لا شَريكَ لَهُ *** تَجري القَضايا مِنهُ عَلى قَدَرِ
10- ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُغَيِّرَ ما *** أَصبَحتَ فيهِ فَكُن عَلى حَذَرِ
11- وَاِعلَم بِأَنَّ الأَيّامَ يَلعَبنَ بِالـ***ـمَرءِ وَأَنَّ الزَمانَ ذو غِيَرِ



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر المتقارب
1- أَلا رُبَّ ذي أَجَلٍ قَد حَضَر *** كَثيرِ التَمَنّي قَليلِ الحَذَر
2- إِذا هَزَّ في المَشيِ أَعطافَهُ *** تَعَرّفتَ في مَنكِبَيهِ البَطَر
3- يُؤَمِّلُ أَكثَرَ مِن عُمرِهِ *** وَيَزدادُ يَوماً بِيَومٍ أَشَر
4- وَيُمسي وَيُصبِحُ في نَفسِهِ *** كَريمَ المَساعي عَظيمَ الخَطَر
5- تَكونُ لَهُ صَولَةٌ تُتَّقى *** وَأَمرٌ يُطاعُ إِذا ما أَمَر
6- يَريشُ وَيَبري وَفي يَومِهِ *** لَهُ شُغُلٌ شاغِلٌ لَو شَعَر
7- يَعُدُّ الغُرورَ وَيَبني القُصورَ *** وَيَنسى الفَناءَ وَيَنسى القَدَر
8- وَيَنسى القُرونَ وَرَيبَ المَنونِ *** وَيَنسى الخُطوبَ وَيَنسى الغِيَر
9- وَيَنسى شُهوراً تُحيلُ الأُمورَ *** فَإِمّا بِخَيرٍ وَإِمّا بِشَرِّ
10- يُجَرِّعُهُ الحِرصُ كَأسَ الفَنا *** وَيَحمِلُهُ فَوقَ ظَهرِ الغَرَر
11- وَكَم مِن مُلوكٍ عَهِدناهُمُ *** تَفانوا وَنَحنُ مَعاً بِالأَثَر
12- أَما تَعجَبونَ لِأَهلِ القُبورِ *** كَأَنَّهُمُ لَم يَكونوا بَشَر
13- أَخَيَّ أَضَعتَ أُموراً أَراكَ *** لِنَفسِكَ فيها قَليلُ النَظَر
14- فَحَتّى مَتى أَنتَ ذو صَبوَةٍ *** كَأَن لَيسَ تَزدادُ فيها قِصَر
15- تُؤَمَّلُ في الأَرضِ طولَ الحَياةِ *** وَعُمرُكَ يَزدادُ فيهِ قِصَر
16- أَرى لَكَ أَلّا تَمَلَّ الجِهازَ *** لِقُربِ الرَحيلِ وَبُعدِ السَفَر
17- وَأَن تَتَدَبَّرَ ماذا تَصيرُ *** إِلَيهِ فَتُعمِلَ فيهِ الفِكَر
18- وَأَن تَستَخِفَّ بِدارِ الغُرورِ *** وَأَن تَستَعِدَّ لِإِحدى الكُبَر
19- هِيَ الدارُ دارُ الأَذى وَالقَذى *** وَدارُ الفَناءِ وَدارُ الغَرَر
20- وَلَو نِلتَها بِحَذافيرِها *** لَمُتَّ وَلَم تَقضِ مِنها الوَطَر
21- لَعَمري لَقَد دَرَجَت قَبلَنا *** قُرونٌ لَنا فيهِمُ مُعتَبَر
22- فَيا لَيتَ شِعري أَبَعدَ المَشيبِ *** سِوى المَوتِ مِن غائِبٍ يُنتَظَر
23- كَأَنَّكَ قَد صِرتَ في حُفرَةٍ *** وَصارَ عَلَيكَ الثَرى وَالمَدَر
24- فَلا تَنسَ يَوماً تُسَجّى عَلى *** سَريرِكَ فَوقَ رِقابِ البَشَر
25- وَقَدِّم لِذاكَ فَإِنَّ الفَتى *** لَهُ ما يُقَدِّمُ لا ما يَذَر
26- وَمَن يَكُ ذا سِعَةٍ في الغِنى *** يُعَظَّم وَمَن يَفتَقِر يُحتَقَر
27- وَمَن يَكُ بِالدَهرِ ذا غِرَّةٍ *** فَإِنّي مِنَ الدَهرِ عِندي خَبَر
28- تَرى الدَهرَ يَضرُبُ أَمثالَهُ *** لَنا وَيُرينا صُروفَ العِبَر
29- فَلا تَأمَنَنَّ لَهُ عَثرَةً *** فَكَم مِن كَريمٍ بِهِ قَد عَثَر
30- يَحولُ عَلى المَرءِ حَتّى تَرا***هُ يَشرَبُ بَعدَ الصَفاءِ الكَدَر
31- وَحَتّى تَراهُ قَصيرَ الخُطى *** بَطيءَ النُهوضِ كَليلَ النَظَر
32- أَيا مَن يُؤَمِّلُ طولَ الحَياةِ *** وَطولُ الحَياةِ عَليهِ ضَرَر
33- إِذا ما كَبِرتَ وَبانَ الشَبابُ *** فَلا خَيرَ في العَيشِ بَعدَ الكِبَر

من البحر الكامل
1- اِذكُر مَعادَكَ أَفضَلَ الذِكرِ *** لا تَنسَ يَومَ صَبيحَةِ الحَشرِ
2- يَومَ الكَرامَةِ لِلأُلى صَبَروا *** وَالخَيرُ عِندَ عَواقِبِ الصَبرِ
3- في كُلِّ ما تَلتَذُّ أَنفُسُهُم *** أَنهارُهُم مِن تَحتِهِم تَجري
4- أَأُخَيَّ ما الدُنيا بِواسِعَةٍ *** لِمُنىً تَلَجلَجُ مِنكَ في الصَدرِ
5- تَرتاحُ مِن عِبَرٍ إِلى سِعَةٍ *** وَتَفِرُّ مِن فَقرٍ إِلى فَقرِ
6- وَطَفِقتُ كَالظَمآنِ مُلتَمِساً *** لِلآلِ في الدَيمومَةِ القَفرِ
7- تَبغي الخَلاصَ بِغَيرِ مَأخَذِهِ *** لِتَنالَ رَوحَ اليُسرِ بِالعُسرِ
8- أَكثَرتَ في طَلَبِ الغِنى لَعِباً *** وَغِناكَ أَن تَرضى عَنِ الدَهرِ
9- وَالخَيرُ مالٍ أَنتَ كاسِبُهُ *** ما كانَ عِندَ اللَهِ مِن ذُخرِ


من البحر البسيط
1- المَوتُ بابٌ وَكُلُّ الناسِ داخِلُهُ *** فَلَيتَ شِعرِيَ بَعدَ البابِ ما الدارُ
2- الدارُ جَنَّةُ خُلدٍ إِن عَمِلتَ بِما *** يُرضي الإِلَهَ وَإِن قَصَّرتَ فَالنارُ


من البحر السريع
1- مَن سابَقَ الدَهرَ كَبا كَبوَةً *** لَم يَستَقِلها مِن خُطى الدَهرِ
2- فَاِخطُ مَعَ الدَهرِ عَلى ما خَطى *** وَاجرِ مَعَ الدَهرِ كَما يَجري
3- لَيسَ لِمَن لَيسَت لَهُ حيلَةٌ *** مَوجودَةٌ خَيرٌ مِنَ الصَبرِ
4- ما أَسرَعَ الأَيامَ في الشَهرِ *** وَأَسرَعَ الأَشهُرَ في العُمرِ



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الوافر
1- لِأَمرٍ ما خُلِقتَ فَما الغُرورُ *** لِأَمرٍ ما تُحَثُّ بِكَ الشُهورُ
2- أَلَستَ تَرى الخُطوبَ لَها رَواحٌ *** عَلَيكَ بِصَرفِها وَلَها بُكورُ
3- أَتَدري ما يَنوبُكَ في اللَيالي *** وَمَركَبُكَ الجَموحُ بِكَ العَثورُ
4- كَأَنَّكَ لا تَرى في كُلِّ وَجهٍ *** رَحى الحَدَثانِ دائِرَةً تَدورُ
5- أَلا تَأتي القُبورَ صَباحَ يَومٍ *** فَتَسمَعَ ما تُخَبِّرُكَ القُبورُ
6- فَإِنَّ سُكونَها حَرَكٌ يُناجي *** كَأَنَّ بُطونَ غائِبِها ظُهورُ
7- فَيالَكَ رَقدَةً في غِبِّ كَأسٍ *** لِشارِبِها بَلىً وَلَهُ نُشورُ
8- لَعَمرُكَ ما يَنالُ الفَضلَ إِلّا *** تَقِيُّ القَلبِ مُحتَسِبٌ صَبورُ
9- أُخَيَّ أَما تَرى دُنياكَ داراً *** تَموجُ بِأَهلِها وَلَها بُحورُ
10- فَلا تَنسَ الوَقارَ إِذا اِستَخَفَّ الـ***ـحِجى حَدَثٌ يَطيشُ لَهُ الوَقورُ
11- وَرُبَّ مُهَرِّشٍ لَكَ في سُكونٍ *** كَأَنَّ لِسانَهُ السَبُعُ العَقورُ
12- لِبَغيِ الناسِ بَينَهُمُ دَبيبٌ *** تَضايَقُ عَن وَساوِسِهِ الصُدورُ
13- أُعيذُكَ أَن تُسَرَّ بِعَيشِ دارٍ *** قَليلاً ما يَدومُ بِها سُرورُ
14- بِدارٍ ما تَزالُ لِساكِنِيها *** تُهَتَّكُ عَن فَضائِحِها السُتورُ
15- أَلا إِنَّ اليَقينَ عَلَيهِ نورٌ *** وَإِنَّ الشَكَّ لَيسَ عَلَيهِ نورُ
16- وَإِنَّ اللَهَ لا يَبقى سِواهُ *** وَإِن تَكُ مُذنِباً فَهُوَ الغَفورُ
17- وَكَم عايَنتَ مِن مَلِكٍ عَزيزٍ *** تَخَلّى الأَهلُ عَنهُ وَهُم حُضورُ
18- وَكَم عايَنتَ مُستَلِباً عَزيزاً *** تَكَشَّفُ عَن حَلائِلِهِ الخُدورُ
19- وَدُمِّيَتِ الخُدودُ عَلَيهِ لَطماً *** وَعُصِّبَتِ المَعاصِمُ وَالنُحورُ
20- أَلَم تَرَ أَنَّما الدُنيا حُطامٌ *** وَأَنَّ جَميعَ ما فيها غُرورُ


من البحر السريع
1- يا أَيُّها المُختالُ في مَشيِهِ *** هَل لَكَ أَن تَنظُرَ في القَبرِ
2- حَتّى تَرى القَبرَ وَمَن حَلَّهُ *** ثُمَّ تَرى رَأيَكَ في الكِبرِ


من البحر البسيط
1- أَحسَنتَ ظَنَّكَ بِالأَيّامِ إِذ حَسُنَت *** وَلَم تَخَف سوءَ ما يَأتي بِهِ القَدَرُ
2- وَسالَمَتكَ اللَيالي فَاِغتَرَرتَ بِها *** وَعِندَ صَفوِ اللَيالي يَحدُثُ الكَدَرُ




من البحر الرمل
1- أُفِّ لِلدُنيا فَلَيسَت لَي بِدار *** إِنَّما الراحَةُ في دارِ القَرار
2- أَبَتِ الساعاتُ إِلّا سُرعَةً *** في بِلى جِسمي بِلَيلٍ وَنَهار
3- إِنَّما الدُنيا غُرورٌ كُلُّها *** مِثلُ لَمعِ الآلِ في الأَرضِ القِفار
4- يا عِبادَ اللَهِ كُلٌّ زائِلٌ *** نَحنُ نَصبٌ لِلمَقاديرِ الجَوار


من البحر الوافر
1- أَلا يا نَفسُ ما أَرجو بِدارِ *** أَرى مَن حَلَّها قَلِقَ القَرارِ
2- بِدارِ إِنَّما اللَذّاتُ فيها *** مُعَلَّقَةٌ بِأَيّامٍ قِصارِ
3- نَرى الأَموالَ أَرباباً عَلَينا *** وَما هِيَ بَينَنا إِلّا عِوارِ
4- كَأَنّي قَد أَخَذتُ مِنَ المَنايا *** أَماناً في رَواحي وَاِبتِكاري
5- إِذا ما المَرءُ لَم يَقنَع بِعَيشٍ *** تَقَنَّعَ بِالمَذَلَّةِ وَالصِغارِ


من البحر مجزوء الكامل
1- أَخَوَيَّ مُرّا بِالقُبو***رِ فَسَلِّما قَبلَ المَسيرِ
2- ثُمَّ ادعوا يا مَن بِها *** مِن ماجِدٍ قَرمٍ فَخورِ
3- وَمُسَوَّدٍ رَحبِ الفِنا***ءِ أَغَرَّ كَالقَمَرِ المُنيرِ
4- يا مَن تَضَمَّنُهُ المَقا***بِرُ مِن صَغيرٍ أَو كَبيرِ
5- هَل فيكُمُ أَو مِنكُمُ *** مِن مُستَجارٍ أَو مُجيرِ
6- أَو ناطِقٍ أَو سامِعٍ *** يَوماً بِعُرفٍ أَو نَكيرِ
7- أَهلَ القُبورِ أَحِبَّتي *** بَعدَ الجَزالَةِ وَالسُرورِ
8- بَعدَ الغَضارَةِ وَالنَضا***رَةِ وَالتَنَعُّمِ وَالحُبورِ
9- بَعدَ المَشاهِدِ وَالمَجا***لِسِ وَالدَساكِرِ وَالقُصورِ
10- بَعدَ الحِسانِ المُسمِعا***تِ وَبَعدَ رَبّاتِ الخُدورِ
11- وَالناجِياتِ المُنجِيا***تِ مِنَ المَهالِكِ وَالشُرورِ
12- أَصبَحتُم تَحتَ الثَرى *** بَينَ الصَفائِحِ وَالصُخورِ
13- أَهلَ القُبورِ إِلَيكُمُ *** لا بُدَّ عاقِبَةُ المَصيرِ


من البحر السريع
1- مِن شَرَفِ الفَقرِ وَمِن فَضلِهِ *** عَلى الغِنى لَو صَحَّ مِنكَ النَظَر
2- أَنَّكَ تَعصي اللَهَ تَبغي الغِنى *** وَلَستَ تَعصي اللَهَ كَي تَفتَقِر



يتبع إن شاء الله

[أبو حفص محمد السوقي]

بارك الله فيك أخانا وجزاك خيرا

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

آمين
وفيك بارك أخي وجزاك خيرا

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الطويل
1- كَأَنَّكَ قَد جاوَرتَ أَهلَ المَقابِرِ *** هُوَ المَوتُ يا ابنَ المَوتِ إِن لَم تُبادِرِ
2- تَسَمَّع مِنَ الأَيامِ إِن كُنتَ سامِعاً *** فَإِنَّكَ فيها بَينَ ناهٍ وَآمِرِ
3- وَلا تَرمِ بِالأَخبارِ مِن غَيرِ خِبرَةٍ *** وَلا تَحمِلِ الأَخبارَ عَن كُلِّ خابِرِ
4- فَكَم مِن عَزيزٍ قَد رَأَينا امتِناعَهُ *** فَدارَت عَلَيهِ بَعدُ إِحدى الدَوائِرِ
5- وَكَم مَلِكٍ قَد رُكِّمَ التُربُ فَوقَهُ *** وَعَهدي بِهِ في الأَمسِ فَوقَ المَنابِرِ
6- وَكَم دائِبٍ يُعنى بِما لَيسَ مُدرِكاً *** وَكَم وارِدٍ ما لَيسَ عَنهُ بِصادِرِ
7- وَلَم أَرَ كَالأَمواتِ أَبعَدَ شُقَّةً *** عَلى قُربِها مِن دارِ جارٍ مُجاوِرِ
8- لَقَد دَبَّرَ الدُنيا حَكيمٌ مُدَبِّرٌ *** لَطيفٌ خَبيرٌ عالِمٌ بِالسَرائِرِ
9- إِذا أَبقَتِ الدُنيا عَلى المَرءِ دينَهُ *** فَمافاتَهُ مِنها فَلَيسَ بِضائِرِ
10- إِذا أَنتَ لَم تَزدَد عَلى كُلِّ نِعمَةٍ *** خُصِصتَ بِها شُكراً فَلَستَ بِشاكِرِ
11- إِذا أَنتَ لَم تُؤثِر رِضى اللَهِ وَحدَهُ *** عَلى كُلِّ ما تَهوى فَلَستَ بِصابِرِ
12- إِذا أَنتَ لَم تَطهُر مِنَ الجَهلِ وَالخَنا *** فَلَستَ عَلى عَومِ الفُراتِ بِطاهِرِ
13- إِذا لَم تَكُن لِلمَرءِ عِندَكَ رَغبَةٌ *** فَلَستَ عَلى ما في يَدَيهِ بِقادِرِ
14- إِذا كُنتَ بِالدُنيا بَصيراً فَإِنَّما *** بَلاغُكَ مِنها مِثلُ زادِ المُسافِرِ
15- وَما الحُكمُ إِلّا ما عَلَيهِ ذَوُ النُهى *** وَما الناسُ إِلّا بَينَ بَرٍّ وَفاجِرِ
16- وَما مِن صَباحٍ مَرَّ إِلّا مُؤَدِّباً *** لِأَهلِ العُقولِ الثابِتاتِ البَصائِرِ
17- أَراكَ تُساوى بِالأَصاغِرِ في الصَبايا *** وَأَنتَ كَبيرٌ مِن كِبارِ الكَبائِرِ
18- كَأَنَّكَ لَم تَدفِن حَميماً وَلَم تَكُن *** لَهُ في حِياضِ المَوتِ يَوماً بِحاصِرِ
19- وَلَم أَرَ مِثلَ المَوتِ أَكثَرَ ناسِياً *** تَراهُ وَلا أَولى بِتَذكارِ ذاكِرِ
20- وَإِنَّ امرَأً يَبتاعُ دُنيا بِدينِهِ *** لَمُنقَلِبٌ مِنها بِصَفقَةِ خاسِرِ
21- وَكُلُّ امرِئٍ لَم يَرتَحِل بِتِجارَةٍ *** إِلى دارِهِ الأُخرى فَلَيسَ بِتاجِرِ
22- رَضيتُ بِذي الدُنيا لِكُلِّ مُكابِرِ *** مُلِحٍّ عَلى الدُنيا وَكُلِّ مُفاخِرِ
23- أَلَم تَرَها تَرقيهِ حَتّى إِذا صَبا *** فَرَت حَلقَهُ مِنها بِمُديَةِ جازِرِ
24- وَما تَعدِلُ الدُنيا جَناحَ بَعوضَةٍ *** لَدى اللَهِ أَو مِقدارَ زَغبَةِ طائِرِ
25- فَلَم يَرضَ بِالدُنيا ثَواباً لِمُؤمِنٍ *** وَلَم يَرضَ بِالدُنيا عِقاباً لِكافِرِ


من البحر السريع
1- يا ناسِيَ المَوتِ وَلَم يَنسَهُ *** لَم يَنسَكَ المَوتُ وَما تَذكُرُه
2- يُسَوِّفُ المَرءُ بِتَقديمِهِ *** لِلبِرِّ وَالأَيّامُ لا تَنظِرُه
3- مَن يَصنَعِ المَعروفَ لِلَّهِ لا *** يَمنَعهُ كُفرانُ مَن يَكفُرُه


من البحر مجزوء الخفيف
1- سَتَرى بَعدَ ما تَرى *** غَيرَ هَذا الَّذي تَرى
2- سَتَرى ما بَقيتَ ما *** يَمنَعُ النائِمَ الكَرى
3- سَتَرى مَن يَصيرُ بَعـ***ـدَ نَعيمٍ إِلى الثَرى
4- سَتَرى كُلَّ حادِثٍ *** كَيفَ يَجري إِذا جَرى


من البحر الكامل
1- عَيبُ اِبنَ آدَمَ ما عَلِمتُ كَثيرٌ *** وَمَجيئُهُ وَذَهابُهُ تَغريرُ
2- يا ساكِنَ الدُنيا أَلَم تَرَ زَهرَةَ الـ***ـدُنيا عَلى الأَيّامِ كَيفَ تَصيرُ
3- غَرَّتكَ نَفسُكَ لِلحَياةِ مُحِبَّةً *** وَالمَوتُ حَقٌّ وَالبَقاءُ يَسيرُ
4- لا تُعظِمِ الدُنيا فَإِنَّ جَميعَ ما *** فيها صَغيرٌ لَو عَلِمتَ حَقيرُ
5- نَل ما بَدا لَكَ أَن تَنالَ مِنَ الغِنى *** إِن أَنتَ لَم تَقنَع فَأَنتَ فَقيرُ
6- يا جامِعَ المالِ الكَثيرِ لِغَيرِهِ *** إِنَّ الصَغيرَ مِنَ الذُنوبِ كَبيرُ
7- هَل في يَدَيكَ عَلى الحَوادِثِ قُوَّةٌ *** أَم هَل عَلَيكَ مِنَ المَنونِ خَفيرُ
8- أَم ما تَقولُ إِذا ظَعَنتَ إِلى البَلى *** وَإِذا خَلا بِكَ مُنكَرٌ وَنَكيرُ



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الخفيف
1- بَدَني ناحِلٌ وَصَبري بَدينُ *** وَاِعتِزامي ماضٍ وَجِسمي حَسيرُ
2- وَمِنَ المَوتِ قَد سَلِمتُ وَلَكِن *** بَعدَ هَذا إِلى المَماتِ أَصيرُ
3- يا خَليلَيَّ كَيفَ يَخدَعُني الدَهـ***ـرُ وَإِنّي بِهِ بَصيرٌ خَبيرُ
4- اِسقِياني مِن قَبلِ أَن يَتَقَضّى *** أَمَلٌ اِرتَجي وَعُمرٌ قَصيرُ


من البحر الخفيف
1- قَد رَأَيتُ الدُنيا إِلى ما تَصيرُ *** كُلُّ شَيءٍ مِنها صَغيرٌ حَقيرُ
2- أَنَ في حيلَةِ التَخَلُّصِ مِنها *** وَعَلى ذَلِكَ الإِلَهُ قَديرُ
3- هُوَ رَبّي وَحَسبِيَ اللَهُ رَبّي *** فَلَنِعمَ المَولى وَنِعمَ النَصيرُ
4- أَيُّ شَيءٍ أَبغي إِذا كانَ لي ظِلـ***ـلٌ وَقوتٌ حِلٌّ وَثَوبٌ سَتيرُ
5- ما بِأَهلِ الكَفافِ فَقرٌ وَلَكِن *** كُلُّ مَن لَم يَقنَع فَذاكَ فَقيرُ


من البحر مجزوء الكامل
1- لِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ *** طوبى لِمُعتَبِرٍ ذَكورِ
2- طوبى لِكُلِّ مُراقِبٍ *** وَلِكُلِّ أَوّابٍ شَكورِ
3- طوبى لِكُلِّ مُفَكِّرٍ *** وَلِكُلِّ مُحتَسِبٍ صَبورِ
4- يا دارُ وَيحَكِ أَينَ أَر***بابُ المَدائِنِ وَالقُصورِ
5- مَنَّيتِنا وَغَرَرتِنا *** يا دارُ أَربابِ الغُرورِ
6- بَل يا مُفَرِّقَةَ الجَميـ***ـعِ وَيا مُنَغِّصَةَ السُرورِ
7- أَينَ الَّذينَ تَبَدَّلوا *** حُفَراً بِأَفنِيَةٍ وَدورِ
8- زُرتُ القُبورَ فَحيلَ بَيـ***ـنَ الزَورِ فيها وَالمَزورِ
9- أَأُخَيَّ ما لَكَ ناسِياً *** يَومَ التَغابُنِ في الأُمورِ
10- أَفنَيتَ عُمرَكَ في الرَوا***حِ إِلى المَلاعِبِ وَالبُكورِ
11- وَأَمِنتَ مِن خُدَعٍ تُصَو***وِرُها الوَساوِسُ في الصُدورِ
12- وَعَلَيكَ أَعظَمُ حُجَّةٍ *** فيما تُعِدُّ مِنَ الغُرورِ
13- وَلَعَلَّ طَرفَكَ لا يَعو***دُ وَأَنتَ تَجمَعُ لِلدُهورِ
14- اِرضِ الزَمانَ لِكُلِّ ذي *** مَرَحٍ وَمُختالٍ فَخورِ
15- فَلَسَوفَ تَقصِمُ ظَهرَهُ *** إِحدى القَواصِمِ لِلظُهورِ
16- لا تَأمَنَنَّ مَعَ الحَوا***دِثِ عَثرَةَ الدَهرِ العَثورِ
17- لَو أَنَّ عُمرَكَ زيدَ فيـ***ـهِ جَميعُ أَعمارِ النُسورِ
18- أَو كُنتَ مِن زُبَرِ الحَديـ***ـدِ وَكُنتَ مِن صُمِّ الصُخورِ
19- أَو كُنتَ مُعتَصِماً بِأَعـ***ـلى الريحِ أَو لُحَجِ البُحورِ
20- لَأَتَت عَلَيكَ دَوائِرُ الدُ***نيا وَكَرّاتُ الشُهورِ



من البحر الكامل
1- الخَلقُ مُختَلِفٌ جَواهِرُهُ *** وَلَقَلَّ ما تَزكو سَرائِرُهُ
2- وَلَقَلَّ ما تَصفو طَبائِعُهُ *** وَيَصِحُّ باطِنُهُ وَظاهِرُهُ
3- وَالناسُ في الدُنيا ذَوّ ثِقَةٍ *** وَالدَهرُ مُسرِعَةٌ دَوائِرُهُ
4- لا خَيرَ في الدُنيا لِذي بَصَرٍ *** نَفِذَت لَهُ فيحا بَصائِرُهُ
5- لَو أَنَّ ذِكرَ المَوتِ لازَمَنا *** لَم يَنتَفِع بِالعَيشِ ذاكِرُهُ
6- كَم قَد ثَكِلنا مِن ذَوي ثِقَةٍ *** وَمُعاشِرٍ كُنّا نُعاشِرُهُ
7- أَينَ المُلوكُ وَأَينَ عِزَّتُهُم *** صاروا مَصيراً أَنتَ صائِرُهُ
8- فَسَبيلُنا في المَوتِ مُشتَرَكٌ *** يَتلو أَصاغِرَهُ أَكابِرُهُ
9- مَن كانَ عِندَ اللَهِ مُذَّخِراً *** فَسَتَستَبينُ غَداً ذَخائِرُهُ
10- أَمِنَ الفَناءِ عَلى ذَخائِرِهِ *** وَجَرى لَهُ بِالسَعدِ طائِرُهُ
11- يا مَن يُريدُ المَوتُ مُهجَتَهُ *** لا شَكَّ ما لَكَ لا تُبادِرُهُ
12- هَل أَنتَ مَعتَبِرٌ بِمَن خَرِبَت *** مِنهُ غَداةَ قَضى دَساكِرُهُ
13- وَبِمَن خَلَت مِنهُ أَسِرَّتُهُ *** وَبِمَن خَلَت مِنهُ مَنابِرُهُ
14- وَبِمَن خَلَت مِنهُ مَدائِنُهُ *** وَتَفَرَّقَت عَنهُ عَساكِرُهُ
15- وَبِمَن أَذَلَّ الدَهرُ مَصرَعُهُ *** فَتَبَرَّأَت مِنهُ عَشائِرُهُ
16- مُستَودَعاً قَبراً قَد اِقَلَهُ *** فيها مِنَ الحَصباءِ قابِرُهُ
17- دَرَسَت مَحاسِنُ وَجهِهِ وَنَفى *** عَنهُ النَعيمُ فَتِلكَ ساتِرُهُ
18- فَقَريبُهُ الأَدنى مُجانِبُهُ *** وَصَديقُهُ مِن بَعدِ هاجِرُهُ
19- يا مُؤثِرَ الدُنيا وَطالِبَها *** وَالمُستَعِدَّ لِمَن يُفاخِرُهُ
20- نَل ما بَدا لَكَ أَن تَنالَ مِنَ الـ***ـدُنيا فَإِنَّ المَوتَ آخِرُهُ


من البحر الطويل
1- هَلِ الدَهرُ إِلّا لَيلَةٌ ثُمَّ يَومُها *** وَحَولٌ إِلى حَولٍ وَشَهرٌ إِلى شَهرِ
2- سَرَينا فَأَدلَجنا فَكانَت رِكابُنا *** تَسيرُ بِنا في غَيرِ بَرٍّ وَلا بَحرِ
3- مَنايا يُقَرِّبنَ البَعيدَ مِنَ البِلى *** وَيُدنِينَ أَشلاءَ الكِرامِ إِلى القَبرِ
4- وَيَترُكنَ أَزواجَ الغَيورِ لِغَيرِهِ *** وَيَقسِمنَ ما بَقّى الشَحيحُ مِنَ الوَفرِ



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الخفيف
1- لَيتَ شِعري فَإِنَّني لَستُ أَدري *** أَيُّ يَومٍ يَكونُ آخِرَ عُمري
2- وَبِأَيِّ البِلادِ تُقبَضُ روحي *** وَبِأَيِّ البِقاعِ يُحفَرُ قَبري


من البحر السريع
1- أَلا إِلى اللَهِ تَصيرُ الأُمور *** ما أَنتِ يا دُنيايَ إِلّا غُرور
2- إِنَّ امرَأً يَصفو لَهُ عَيشُهُ *** لَغافِلٌ عَمّا تَجِنُّ القُبور
3- نَحنُ بَنو الأَرضِ وَسُكّانُها *** مِنها خُلِقنا وَإِلَيها نَحور
4- لا وَالَّذي أَمسَيتُ عَبداً لَهُ *** ما دامَ في الدُنيا لِعَبدٍ سُرور
5- حَتّى مَتى أَنتَ حَريصٌ عَلى *** كَثيرِ ما يَكفيكَ مِنهُ اليَسير
6- إِذا عَرَفتَ اللَهَ فَاقنَع بِهِ *** فَعِندَكَ الحَظُّ الجَزيلُ الكَثير
7- تَبارَكَ اللَهُ وَسُبحانَهُ *** مَن جَهِلَ اللَهَ فَذاكَ الفَقير


من البحر المنسرح
1- ماذا يُريكَ الزَمانُ مِن عِبَرِه *** وَمِن تَصاريفِهِ وَمِن غِيَرِه
2- طوبى لِعَبدٍ ماتَت وَساوِسُهُ *** وَاِقتَصَرَت نَفسُهُ عَلى فِكَرِه
3- طوبى لِمَن هَمُّهُ المَعادُ وَما *** أَخبَرَهُ اللَهُ عَنهُ مِن خَبَرِه
4- طوبى لِمَن لا يَزيدُ إِلّا تُقىً *** لِلَّهِ فيما يَزدادُ مِن كِبَرِه
5- قَد يَنبَغي لِاِمرِئٍ رَأى نَكبا***تِ الدَهرِ أَلّا يَنامَ مِن حَذَرِه
6- بِقَدرِ ما ذاقَ ذائِقٌ مِن صَفا***ءِ العَيشِ يَوماً يَذوقُ مِن كَدَرِه
7- كَم مِن عَظيمٍ مُستَودَعٍ جَدَثاً *** قَد أَوقَرَتهُ الأَكُفُّ مِن مَدَرِه
8- أَخرَجَهُ المَوتُ عَن دَساكِرِهِ *** وَعَن فَساطيطِهِ وَعَن حُجَرِه
9- إِذا ثَوى في القُبورِ ذو خَطَرٍ *** فَزُرهُ فيها وَاِنظُر إِلى خَطَرِه
10- ما أَسرَعَ اللَيلَ وَالنَهارَ عَلى الـ***ـإِنسانِ في سَمعِهِ وَفي بَصَرِه
11- وَفي خُطاهُ وَفي مَفاصِلِهِ *** نَعَم وَفي شَعرِهِ وَفي بَشَرِه
12- الوَقتُ آتٍ لا شَكَّ فيهِ فَلا *** تَنظُر إِلى طولِهِ وَلا قِصَرِه
13- لَم يَمضِ مِنّا قُدّامَنا أَحَدٌ *** إِلّا وَمَن خَلفَهُ عَلى أَثَرِه
14- فَلا كَبيرٌ يَبقى لِكَبرَتِهِ *** وَلا صَغيرٌ يَبقى عَلى صِغَرِه



من البحر الطويل
1- لَكَم فَلتَةٍ لي قَد وَقى اللَهُ شَرَّها *** طَلَبتُ لِنَفسي نَفعَ شَيءٍ فَضَرَّها
2- لَكَ الحَمدُ يا مَولايَ يا خالِقَ الوَرى *** كَثيراً عَلى ما ساءَ نَفسي وَسَرَّها
3- أَرى العَينَ عَينَ السُخطِ عَيناً سَخينَةً *** وَيا عَينُ يا عَينُ الرِضى ما أَقَرَّها
4- وَما زالَتِ الدُنيا تُكَدِّرُ صَفوَها *** وَمازالَتِ الدُنيا تَنَغِّصُ دَرَّها
5- بُلِينا مِنَ الدُنيا عَلى حُبِّنا لَها *** بِدارِ غُرورٍ وَيحَها ما أَغَرَّها
6- أَلَسنا نَرى الأَيامَ تَجري صُروفُها *** أَلَسنا نَرى حَثَّ اللَيالي وَمَرَّها
7- أَلَسنا نَرى غَدرَ الزَمانِ بِأَهلِهِ *** أَلَسنا نَرى عَطفَ المَنايا وَكَرَّها
8- لَعَمرُ أَبي إِنَّ الحَياةَ لَحُلوَةٌ *** وَلَلمَوتُ كَأسٌ يا لَها ما أَمَرَّها


من البحر المديد
1- إِنَّ داراً نَحنُ فيها لَدارُ *** لَيسَ فيها لِمُقيمٍ قَرارُ
2- كَم وَكَم قَد حَلَّها مِن أُناسٍ *** ذَهَبَ اللَيلُ بِهِم وَالنَهارُ
3- فَهُمُ الرَكبُ أَصابوا مُناخاً *** فَاستَراحوا ساعَةً ثُمَّ ساروا
4- وَهُمُ الأَحبابُ كانوا وَلَكِن *** قَدُمَ العَهدُ وَشَطَّ المَزارُ
5- عَمِيَت أَخبارُهُم مُذ تَوَلَّوا *** لَيتَ شِعري كَيفَ هُم حَيثُ صاروا
6- أَبَتِ الأَجداثُ أَلّا يَزوروا *** ما ثَوَوا فيها وَأَن لا يُزاروا
7- وَلَكَم قَد عَطَّلوا مِن عِراصٍ *** وَدِيارٍ هِيَ مِنهُم قِفارُ
8- وَكَذا الدُنيا عَلى ما رَأَينا *** يَذهَبُ الناسُ وَتَخلو الدِيارُ
9- أَيَّ يَومٍ تَأمَنُ الدَهرَ فيهِ *** وَلَهُ في كُلِّ يَومٍ عِثارُ
10- كَيفَ ما فَرَّ مِنَ المَوتِ حَيٌّ *** وَهوَ يُدنيهِ إِلَيهِ الفِرارُ
11- إِنَّما الدُنيا بَلاغٌ لِقَومٍ *** هُوَ في أَيديهِمُ مُستَعارُ
12- فَاِعلَمَن وَاِستَيقِنَن أَنَّهُ لا***بُدَّ يَوماً أَن يُرَدَّ المُعارُ


من البحر مجزوء الرمل
1- ما لَنا لا نَتَفَكَّر *** أَينَ كِسرى أَينَ قَيصَر
2- أَينَ مَن قَد جَمَعَ الما***لَ مَعَ المالِ فَأَكثَر
3- أَينَ مَن كانَ يُسامي *** بِغِنى الدُنيا وَيَفخَر
4- لَيتَ شِعري أَيُّ شَيءٍ *** بَعدَ شَيءٍ أَتَنَظَّر
5- قَد رَأَيتُ الدَهرَ يُفني *** مَعشَراً مِن بَعدِ مَعشَر
6- لَيسَ يَبقى ذو يَسارٍ *** لا وَلا مَن كانَ مُعسِر

يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر مجزوء الوافر
1- أَلا يا أَيُّها البَشَرُ *** لَكُم في المَوتِ مُعتَبَرُ
2- لِأَمرٍ ما بَني حَوّا***ءَ ما نُصِبَت لَكُم صَقَرُ
3- أَلَيسَ المَوتُ غايَتَنا *** فَأَينَ الخَوفُ وَالحَذَرُ
4- رَأَيتُ المَوتَ لا يُبقي *** عَلى أَحَدٍ وَلا يَذَرُ
5- لِحَثِّ تَقارُبِ الآجا***لِ تَجري الشَمسُ وَالقَمَرُ
6- تَعالى اللَهُ ماذا تَصـ***ـنَعُ الأَيّامُ وَالغِيَرُ
7- وَما يَبقى عَلى الحَدَثا***نِ لا صِغَرٌ وَلا كِبَرُ
8- وَما يَنفَكُّ نَعشُ جَنا***زَةٍ يَمشي بِهِ نَفَرُ
9- رَأَيتُ عَساكِرَ المَوتى *** فَهاجَ لِعَينِيَ العِبَرُ
10- مَحَلٌّ ما عَلَيهِم فيـ***ـهِ أَردِيَةٌ وَلا حُجَرُ
11- سُقوفُ بُيوتِهِم فيما *** هُناكَ الطينُ وَالمَدَرُ
12- عُراةً رُبَّما غابوا *** وَكانوا طالَما حَضَروا
13- وَكانوا طالَما راحوا *** إِلى اللَذّاتِ وَابتَكَروا
14- فَقَد جَدَّ الرَحيلُ بِهِم *** إِلى سَفَرٍ هُوَ السَفَرُ
15- وَقَد أَضحَوا بِمَنزِلَةٍ *** يُرَجَّمُ دونَها الخَبَرُ
16- وَكانوا طالَما أَشِروا *** وكانوا طالَما بَطِروا
17- وَقَد خَرِبَت مَنازِلُهُم *** فَلا عَينٌ وَلا أَثَرُ
18- تَفَكَّر أَيُّها المَغرو***رُ قَبلَ تَفوتُكَ الفِكَرُ
19- فَإِنَّ جَميعَ ما عَظَّمـ***ـتَ عِندَ المَوتِ مُحتَقَرُ
20- وَلا تَغتَرَّ بِالدُنيا *** فَإِنَّ جَميعَها غَرَرُ
21- وَقُل لِذَوي الغُرورِ بِها *** رُوَيدَكُمُ أَلا انتَظِروا
22- فَأَقصى غايَةِ الميعا***دِ فيما بَينَنا الحُفَرُ
23- كَذاكَ تَصَرُّفُ الأَيّا***مِ فيها الصَفوُ وَالكَدَرُ


من البحر الخفيف
1- كُلُّ حَيٍّ إِلى المَماتِ يَصيرُ *** كُلُّ حَيٍّ مِن عَيشِهِ مَغرورُ
2- لا صَغيرٌ يَبقى عَلى حادِثِ الدَهـ***ـرِ أَلا لا وَلَيسَ يَنجو الكَبيرُ
3- كَيفَ نَرجو الخُلودَ أَو نَطمَعُ العَيـ***ـشَ وَأَبياتُ سالِفينا القُبورُ
4- رُبَّ يَومٍ يَمُرُّ قَصداً عَلَينا *** تَسفي الريحُ تُربَها وَتَمورُ
5- مِنهُمُ الوالِدُ الشَفيقُ عَلَينا *** وَالأَخُ المُمحِضُ الوَصولُ الأَثيرُ
6- وَاِبنُ عَمٍّ وَجارُ بَيتٍ قَريبٍ *** وَصَديقٌ وَزائِرٌ وَمَزورُ
7- يا لَها زَلَّةً وَضِلَّةَ رَأيٍ *** لَيسَ مِنّا في جَهلِنا مَعذورُ
8- أَورَدَتنا الدُنيا وَما أَصدَرَتنا *** إِنَّ هَذا مِن فِعلِها لَغُرورُ




من البحر الطويل
1- أَلا أَرى لِلمَرءِ أَن يَأمَنَ الدَهرا *** فَإِنَّ لَهُ في طولِ مُهلَتِهِ مَكرا
2- فَكَم مِن مُلوكٍ أَمَّلوا أَن يُخَلَّدوا *** رَأَيتَ صُروفَ الدَهرِ تَجزُرُهُم جَرا
3- بُليتُ بِدارٍ ما تَقَضّى هُمومُها *** فَلَستُ أَرى إِلّا التَوَكُّلَ وَالصَبرا
4- إِذا ما انقَضى يَومٌ بِأَمرٍ فَقُلتُ قَد *** أَمِنتُ أَذاهُ أَحدَثَت لَيلَةٌ أَمرا
5- أُحِبُّ الفَتى يَنفي الفَواحِشَ سَمعُهُ *** كَأَنَّ بِهِ عَن كُلِّ فاحِشَةٍ وَقرا
6- سَليمَ دَواعي الصَدرِ لا باسِطاً يَداً *** وَلا مانِعاً خَيراً وَلا قائِلاً هُجرا
7- إِذا ما بَدَت مِن صاحِبٍ لَكَ زَلَّةٌ *** فَكُن أَنتَ مُحتالاً لِزَلَّتِهِ عُذرا
8- أَرى اليَأسَ مِن أَن تَسأَلَ الناسَ راحَةً *** تُميتُ بِها عُسراً وَتُحيِي بِها يُسرا
9- وَلَيسَت يَدٌ أَولَيتَها بِغَنيمَةٍ *** إِذا كُنتَ تَبغي أَن تُعِدَّ لَها شُكرا
10- غِنى المَرءِ ما يَكفيهِ مِن سَدِّ خَلَّةٍ *** فَإِن زادَ شَيئاً عادَ ذاكَ الغِنى فَقرا


من البحر السريع
1- إِنّي سَأَلتُ القَبرَ ما فَعَلَت *** بَعدي وُجوهٌ فيكَ مُنعَفِرَه
2- فَأَجابَني صَيَّرتُ ريحَهُمُ *** تُؤذيكَ بَعدَ رَوائِحٍ عَطِرَه
3- وَأَكَلتُ أَجساداً مُنَعَّمَةً *** كانَ النَعيمُ يَهُزُّها نَضِرَه
4- لَم أُبقِ غَيرَ جَماجِمٍ عَرِيَت *** بيضٍ تَلوحُ وَأَعظُمٍ نَخِرَه


من البحر البسيط
1- لِلناسِ في السَبقِ بَعدَ اليَومِ مِضمارُ *** وَالمُنتَهى جَنَّةٌ لا بُدَّ أَو نارُ
2- المَوتُ حَقٌّ وَلَكِن لَم أَزَل مَرِحاً *** كَأَنَّ مَعرِفَتي بِالمَوتِ إِنكارُ
3- إِنّي لَأَعمُرُ داراً ما لِساكِنِها *** أَهلٌ وَلا وَلَدٌ يَبقى وَلا جارُ
4- فَبِئسَتِ الدارُ لِلعاصي لِخالِقِهِ *** وَهيَ لِمَن يَتَّقيهِ نِعمَتِ الدارُ


من البحر الخفيف
1- إِنَّ يَومَ الحِسابِ يَومٌ عَسيرُ *** لَيسَ لِلظالِمينَ فيهِ نَصيرُ
2- فَاِتَّخِذ عُدَّةً لِمُطَّلَعِ القَبـ***ـرِ وَهَولِ الصِراطِ يا مَنصورُ


من البحر مجزوء الكامل
1- أَفنَيتَ عُمرَكَ بِاغتِرارِك *** وَمُناكَ فيهِ وَانتِظارِك
2- وَنَسيتَ ما لا بُدَّ مِنـ***ـهُ وَكانَ أَولى بِادِّكارِك
3- فَإِنِ اِعتَبَرتَ بِما تَرى *** فَكَفاكَ عِلماً بِاعتِبارِك
4- لَكَ ساعَةٌ تَأتيكَ مِن *** ساعاتِ لَيلِكَ أَو نَهارِك
5- بادِر بِجِدِّكَ قَبلَ أَن *** تُقصى وَتُزعَجَ مِن قَرارِك
6- مِن قَبلِ أَن يَتَثاقَلَ الز***زُوّارُ عَنكَ وَعَن مَزارِك
7- مِن قَبلِ أَن تُلفى وَلَيـ***ـسَ النَأيُ إِلّا نَأيَ دارِك
8- أَأُخَيَّ فَاذخَر ما اِستَطَعـ***ـتَ لِيَومِ بُؤسِكَ وَافتِقارِك
9- فَلتَنزِلَنَّ بِمَنزِلٍ *** تَحتاجُ فيهِ إِلى ادِّخارِك


يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر المنسرح
1- ما لِلفَتى مانِعٌ مِنَ القَدَرِ *** وَالمَوتُ حَولَ الفَتى وَبِالأَثَرِ
2- بَينا الفَتى بِالصَفاءِ مُغتَبِطٌ *** حَتّى رَماهُ الزَمانُ بِالكَدَرِ
3- كَم في اللَيالي وَفي تَقَلُّبِها *** مِن عِبَرٌ لِلفَتى وَمِن فِكَرِ
4- سائِل عَنِ الأَمرِ لَيسَ تَعرِفُهُ *** فَكُلُّ رُشدٍ يَأتيكَ في الخَبَرِ
5- إِنَّ اِمرَأً يَأمَنُ الزَمانَ وَقَد *** عايَنَ شِدّاتِهِ لَفي غَرَرِ
6- ما أَمكَنَ القَولُ بِالصَوابِ فَقُل *** وَاِحذَر إِذا قُلتَ مَوضِعَ الضَرَرِ
7- ما طَيِّبُ القَولِ عِندَ سامِعِهِ الـ***ـمُنصِتِ إِلّا كَطَيِّبِ الثَمَرِ
8- لِلشَيبِ في عارِضَيكَ بارِقَةٌ *** تَنهاكَ عَمّا أَرى مِنَ الأَشَرِ
9- ما لَكَ مُذ كُنتَ لاعِباً مَرِحاً *** تَسحَبُ ذَيلَ السَفاهِ وَالبَطَرِ
10- تَلعَبُ لَعبَ الصَغيرِ جَهلاً وَقَد *** عَمَّمَكَ الدَهرُ عِمَّةَ الكِبَرِ
11- لَو كُنتَ لِلمَوتِ خائِفاً وَجِلاً *** أَقرَحتَ مِنكَ الجُفونُ بِالعِبَرِ
12- طَوَّلتَ مِنكَ المُنى وَأَنتَ مِنَ الـ***ـأَيّامِ في قِلَّةٍ وَفي قِصَرِ
13- لِلَّهِ عَيناكَ تَكذِبانِكَ في *** ما رَأَتا مِن تَصَرُّفِ الغَيرِ
14- يا عَجَباً لي أَقَمتُ في وَطَنٍ *** ساكِنُهُ كُلُّهُم عَلى سَفَرٍ
15- ذَكَرتُ أَهلَ القُبورِ مِن ثِقَتي *** فَاِنهَلَّ دَمعي كَوابِلِ المَطَرِ
16- فَقُل لِأَهلِ القُبورِ يا ثِقَتي *** لَستُ بِناسيكُمُ مَدى عُمُري
17- يا ساكِني باطِنَ القُبورِ أَما *** لِلوارِدينَ القُبورَ مِن صَدَرِ
18- ما فَعَلَ التارِكونَ مُلكَهُمُ *** أَهلُ القِبابِ العِظامِ وَالحُجَرِ
19- هَل يَبتَنونَ القُصورَ بَينَكُم *** أَم هَل لَهُم مِن عُلاً وَمِن خَطَرِ
20- ما فَعَلَت مِنهُمُ الوُجوهُ أَقَد *** بُدِّدَ عَنها مَحاسِنُ الصُوَرِ
21- اللَهُ في كُلِّ حادِثٍ ثِقَتي *** وَاللَهُ عِزّي وَاللَهُ مُفتَخَري
22- لَستُ مَعَ اللَهِ خائِفاً أَحَداً *** حَسبي بِهِ عاصِماً مِنَ البَشَرِ


من البحر الطويل
1- أَلا إِنَّما الدُنيا مَتاعٌ غُرورٍ *** وَدارُ صُعودٍ مَرَّةٍ وَحُدورِ
2- كَأَنّي بِيَومٍ ما أَخَذتُ تَأَهُّباً *** لَهُ في رَواحي عاجِلاً وَبُكوري
3- كَفى عِبرَةً أَنَّ الحَوادِثَ لَم تَزَل *** تُصَيِّرُ أَهلَ المُلكِ أَهلَ قُبورِ
4- خَليلَيَّ كَم مِن مَيِّتٍ قَد حَضَرتُهُ *** وَلَكِنَّني لَم أَنتَفِع بِحُضوري
5- وَمَن لَم يَزِدهُ السِنُّ ما عاشَ عِبرَةً *** فَذاكَ الَّذي لا يَستَنيرُ بِنورِ
6- أَصَبتُ مِنَ الأَيامِ لينَ أَعِنَّةٍ *** فَأَجرَيتُها رَكضاً وَلينَ ظُهورِ
7- مَتى دامَ في الدُنيا سُرورٌ لِأَهلِها *** فَأَصبَحَ مِنها واثِقاً بِسُرورِ


من البحر الطويل
1- أَلا إِنَّما الدُنيا عَلَيكَ حِصارُ *** يَنالُكَ فيها ذِلَّةٌ وَصَغارُ
2- وَمالَكَ في الدُنيا مِنَ الكَدِّ راحَةٌ *** وَلا لَكَ فيها إِن عَقَلتَ قَرارُ
3- وَما عَيشُها إِلّا لَيالٍ قَلائِلُ *** سِراعٌ وَأَيّامٌ تَمُرُّ قِصارُ
4- وَما زِلتَ مَزموماً تُقادُ إِلى البِلى *** يَسوفُكَ لَيلٌ مَرَّةً وَنَهارُ
5- وَعارِيَةٌ ما في يَدَيكَ وَإِنَّما *** تُعارُ لِرَدٍّ ما طَلَبتَ يُعارُ


من البحر المديد
1- إِغتَنِم وَصلَ أَخٍ كانَ حَيّاً *** فَكَفى بِالمَوتِ نَأياً وَهَجرا
2- وَاجعَلِ المالَ إِلى اللَهِ زاداً *** وَاجعَلِ الدُنيا طَريقاً وَجِسرا
3- إِنَّما التاجِرُ حَقّاً يَقيناً *** تاجِرٌ يَربَحُ حَمداً وَأَجرا



من البحر مجزوء البسيط
1- اللَهُ أَعلى يَداً وَأَكبَر *** وَالحَقُّ فيما قَضى وَقَدَّر
2- وَلَيسَ لِلمَرءِ ما تَمَنّى *** وَلَيسَ لِلمَرءِ ما تَخَيَّر
3- هَوَّن عَلَيكَ الأُمورَ وَاِعلَم *** أَنَّ لَها مَورِداً وَمَصدَر
4- وَاِصبِر إِذا ما بُليتَ يَوماً *** فَإِنَّ ما قَد سَلِمتَ أَكثَر
5- ما كُلُّ ذي نِعمَةٍ مُجازىً *** كَم مُنعِمٍ لا يَزالُ يُكفَر
6- يا بُؤسَ لِلناسِ ما دَهاهُم *** صاروا وَما يُنكِرونَ مُنكَر
7- يا أَيُّها الأَشيَبُ الَّذي قَد *** حَذَّرَهُ شَيبُهُ وَأَنذَر
8- خُذ ما صَفا مِن جَميعِ أَمرِ الـ***ـدُنيا وَدَع عَنكَ ما تَكَدَّر
9- وَاِلطُف لِكُلِّ اِمرِئٍ بِرِفقٍ *** وَاِقبَل مِنَ الناسِ ما تَيَسَّر
10- فَإِنَّما المَرءُ مِن زُجاجٍ *** إِن لَم تَرَفَّق بِهِ تَكَسَّر
11- وَكُلُّ ذي سَكرَةٍ فَأَعمى *** حَتّى إِذا ما أَفاقَ أَبصَر
12- اِرضَ المَنايا لِكُلِّ طاغٍ *** وَاِرضَ المَنايا لِمَن تَجَبَّر
13- يا رُبَّ ذي أَعظَمٍ رُفاتٍ *** كانَ إِذا ما مَشى تَبَخَّر
14- في المَوتِ شُغلٌ لِكُلِّ حَيٍّ *** وَأَيُّ شُغلٍ لِمَن تَفَكَّر


من البحر البسيط
1- لا يَأمَنُ الدَهرُ إِلّا الخائِنُ البَطِرُ *** مَن لَيسَ يَعقِلُ ما يَأتي وَما يَذَرُ
2- ما يَجهَلُ الرُشدُ مَن خافَ الإِلَهَ وَمَن *** أَمسى وَهِمَّتُهُ في دينِهِ الفِكَرُ
3- فيما مَضى فِكرَةٌ فيها لِصاحِبِها *** إِن كانَ ذا بَصَرٍ بِالرَأيِ مُعتَبَرُ
4- أَينَ القُرونُ وَأَينَ المُبتَنونَ لَنا *** هَذي المَدائِنَ فيها الماءَ وَالشَجَرُ
5- وَأَينَ كِسرى أَنوشِروانُ مالَ بِهِ *** صَرفُ الزَمانِ وَأَفنى مُلكَهُ الغِيَرُ
6- بَل أَينَ أَهلُ التُقى بَعدَ النَبِيِّ وَمَن *** جاءَت بِفَضلِهِمُ الآياتُ وَالسُوَرُ
7- أُعدُد أَبا بَكرٍ الصِدّيقَ أَوَّلَهُم *** وَنادِ مِن بَعدِهِ في الفَضلِ يا عُمَرُ
8- وَعُدَّ مِن بَعدِ عُثمانٍ أَبا حَسَنٍ *** فَإِنَّ فَضلَهُما يُروى وَيُدَّكَرُ
9- لَم يَبقَ أَهلُ التُقى فيها لِبِرِّهِمُ *** وَلا الجَبابِرَةُ الأَملاكُ ما عَمَروا
10- فَاِعمِل لِنَفسِكَ وَاِحذَر أَن تُوَرِّطَها *** في هُوَّةٍ ما لَها وِردٌ وَلا صَدَرُ
11- ما يَحذَرُ اللَهَ إِلّا الراشِدونَ وَقَد *** يُنجي الرَشيدَ مِنَ المَحذورَةِ الحَذَرُ
12- وَالصَبرُ يُعقِبُ رِضواناً وَمَغفِرَةً *** مَعَ النَجاحِ وَخَيرُ الصُحبَةِ الصُبرُ
13- الناسُ في هَذِهِ الدُنيا عَلى سَفَرٍ *** وَعَن قَريبٍ بِهِم ما يَنقَضي السَفَرُ
14- فَمِنهُمُ قانِعٌ راضٍ بِعيشَتِهِ *** وَمِنهُمُ موسِرٌ وَالقَلبُ مُفتَقَرُ
15- ما يُشبِعُ النَفسَ إِن لَم تُمسِ قانِعَةً *** شَيءٌ وَلَو كَثُرَت في مُلكِها البِدَرُ
16- وَالنَفسُ تَشبَعُ أَحياناً فَيُرجِعُها *** نَحوَ المَجاعَةِ حُبُّ العَيشِ وَالبَطَرُ
17- وَالمَرءُ ما عاشَ في الدُنيا لَهُ أَثَرٌ *** فَما يَموتُ وَفي الدُنيا لَهُ أَثَرُ


من البحر الطويل
1- رَأَيتُكَ فيما يُخطِئُ الناسُ تَنظُرُ *** وَرَأسُكَ مِن ماءِ الخَطيئةِ يَقطُرُ
2- تَوارى بِجُدرانِ البُيوتِ عَنِ الوَرى *** وَأَنتَ بِعَينِ اللَهِ لَو كُنتَ تَشعُرُ
3- وَتَخشى عُيونَ الناسِ أَن يَنظُروا بِها *** وَلَم تَخشَ عَينَ اللَهِ وَاللَهُ يَنظُرُ
4- وَكَم مِن قَبيحٍ قَد كَفى اللَهُ شَرَّهُ *** أَلا إِنَّهُ يَعفو القَبيحَ وَيَستُرُ
5- إِلى كَم تَعامى عَن أُمورٍ مِنَ الهُدى *** وَأَنتَ إِذا مَرَّ الهَوى بِكَ تُبصِرُ
6- إِذا ما دَعاكَ الرُشدُ أَحجَمتَ دونَهُ *** وَأَنتَ إِلى ما قادَكَ الغَيُّ تَبدُرُ
7- وَلَيسَ يَقومُ الشُكرُ مِنكَ بِنِعمَةٍ *** وَلَكِن عَلَيكَ الشُكرُ إِن كُنتَ تَشكُرُ
8- وَما كُلُّ ما لَم تَأتِ إِلّا كَما مَضى *** مِنَ اللَهوِ في اللَذاتِ إِن كُنتَ تَذكُرُ
9- وَما هِيَ إِلّا تَرحَةٌ بَعدَ فَرحَةٍ *** كَذالِكَ شُربُ الدَهرِ يَصفو وَيَكدُرُ
10- كَأَنَّ الفَتى المُغتَرَّ لَم يَدرِ أَنَّهُ *** تَروحُ عَلَيهِ الحادِثاتُ وَتَبكُرُ
11- أَجَدَّكَ أَمّا كُنتَ وَاللَهوُ غالِبٌ *** عَلَيكَ وَأَمّا السَهوُ مِنك فَيَكثُرُ
12- وَأَمّا بَنو الدُنيا فَفي غَفَلاتِهِم *** وَأَمّا يَدُ الدُنيا فَتَفري وَتَجزُرُ
13- وَأَمّا جَميعُ الخَلقِ فيها فَمَيِّتٌ *** وَلَكِنَّ آجالاً تَطولُ وَتَقصُرُ
14- لَهَوتَ وَكَم مِن عِبرَةٍ قَد حَضَرتَها *** كَأَنَّكَ عَنها غائِبٌ حينَ تَحضُرُ
15- تَمَنّى المُنى وَالريحُ تَلقاكَ عاصِفاً *** وَفَوقَكَ أَمواجٌ وَتَحتَكَ أَبحُرُ
16- أَلَم تَرَ يا مَغبونُ ما قَد غُبِنتَهُ *** وَأَنتَ تَرى في ذاكَ أَنَّكَ تَتجُرُ
17- خُدِعتَ عَنِ الساعاتِ حَتّى غُبِنتَها *** وَغَرَّتكَ أَيّامٌ قِصارٌ وَأَشهُرُ
18- فَيا بانِيَ الدُنيا لِغَيرِكَ تَبتَني *** وَيا عامِرَ الدُنيا لِغَيرِكَ تَعمُرُ
19- وَمالَكَ إِلّا الصَبرُ وَالبِرُّ عُدَّةٌ *** وَإِلّا اعتِبارٌ ثاقِبٌ وَتَفَكُّرُ


يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر البسيط
1- ما يَدفَعُ المَوتَ أَرصادٌ وَلا حَرَسٌ *** ما يَغلِبُ المَوتَ لا جِنٌّ وَلا أَنَسُ
2- ما إِن دَعا المَوتُ أَملاكاً وَلا سُوَقاً *** إِلّا ثَناهُم إِلَيهِ الصَرعُ وَالخُلَسُ
3- لِلمَوتِ ما تَلِدُ الأَقوامُ كُلُّهُمُ *** وَلِلبَلى كُلُّ ما بَنَوا وَما غَرَسوا
4- هَلّا أُبادِرُ هَذا المَوتَ في مَهَلٍ *** هَلّا أُبادِرُهُ ما دامَ بي نَفَسُ
5- يا خائِفَ المَوتِ لَو أَمسَيتَ خائِفَهُ *** كانَت دُموعُكَ طولَ الدَهرِ تَنبَجِسُ
6- أَما يَهولُكَ يَومٌ لا دِفاعَ لَهُ *** إِذ أَنتَ في غَمَراتِ المَوتِ مُنغَمِسُ
7- أَما تَهولُكَ كَأسٌ أَنتَ شارِبُها *** وَالعَقلُ مِنكَ لِكوبِ المَوتِ مُلتَبِسُ
8- إِيّاكَ إِيّاكَ وَالدُنيا وَلَذَّتَها *** فَالمَوتُ فيها لِخَلقِ اللَهِ مُفتَرِسُ
9- إِنَّ الخَلائِقَ في الدُنيا لَوِ اِجتَهَدوا *** أَن يَحبِسوا عَنكَ هَذا المَوتَ ما حَبَسوا
10- إِنَّ المَنِيَّةَ حَوضٌ أَنتَ تَكرَهُهُ *** وَأَنتَ عَمّا قَليلِ فيهِ تَنغَمِسُ
11- ما لي رَأَيتُ بَني الدُنيا قَدِ اِفتَتَنوا *** كَأَنَّما هَذِهِ الدُنيا لَهُم عُرُسُ
12- إِذا وَصَفتُ لَهُم دُنياهُمُ ضَحِكوا *** وَإِن وَصَفتُ لَهُم أُخراهُمُ عَبَسوا
13- ما لي رَأَيتُ بَني الدُنيا وَإِخوَتَها *** كَأَنَّهُم لِكِتابِ اللَهِ ما دَرَسوا


من البحر السريع
1- لِلمَرءِ يَومٌ يُحتَمى قُربُهُ *** وَتَظهَرُ الوَحشَةُ مِن أُنسِهِ
2- كَم مِن صَريعٍ قَد نَجا سالِماً *** وَمِن عَروسٍ ماتَ في عُرسِهِ



من البحر الطويل
1- سَلامٌ عَلى أَهلِ القُبورِ الدَوارِسِ *** كَأَنَّهُمُ لَم يَجلِسوا في المَجالِسِ
2- وَلَم يَبلُغوا مِن بارِدِ الماءِ لَذَّةً *** وَلَم يَطعَموا ما بَينَ رَطبٍ وَيابِسِ
3- وَلَم يَكُ مِهُم في الحَياةِ مُنافِسٌ *** طَويلُ المُنى فيها كَثيرُ الوَساوِسِ
4- لَقَد صِرتُمُ في غايَةِ المَوتِ وَالبِلى *** وَأَنتُم بِها ما بَينَ راجٍ وَآيِسِ
5- فَلَو عَلِمَ العِلمَ المُنافِسُ في الَّذي *** تَرَكتُم مِنَ الدُنيا لَهُ لَم يُنافَسِ



من البحر الوافر
1- أَلا لِلمَوتِ كَأسٌ أَيُّ كاسِ *** وَأَنتَ لِكَأسِهِ لا بُدَّ حاسِ
2- إِلى كَم وَالمَعادُ إِلى قَريبٍ *** تُذَكِّرُ بِالمِعادِ وَأَنتَ ناسِ
3- وَكَم مِن عِبرَةٍ أَصبَحتَ فيها *** يَلينُ لَها الحَديدُ وَأَنتَ قاسِ
4- بِأَيِّ قُوىً تَظُنُّكَ لَيسَ تَبلى *** وَقَد بَلِيَت عَلى الزَمَنِ الرَواسي
5- وَما كُلُّ الظُنونِ تَكونُ حَقّا *** وَلا كُلُّ الصَوابِ عَلى القِياسِ
6- وَكُلُّ مَخيلَةٍ رُفِعَت لِعَينٍ *** لَها وَجهانِ مِن طَمَعٍ وَياسِ
7- وَفي حُسنِ السَريرَةِ كُلُّ أُنسٍ *** وَفي خُبثِ السَريرَةِ كُلُّ باسِ
8- وَلَم يَكُ مُضمِرٌ حَسَداً وَبَغياً *** لِيَنجُوَ مِنهُما رَأساً بِراسِ
9- وَما شَيءٌ بِأَخلَقَ أَن تَراهُ *** قَليلاً مِن أَخي ثِقَةٍ مُؤاسِ
10- وَما تَنفَكُّ مِن دُوَلٍ تَراها *** تَنَقَّلُ مِن أُناسٍ في أُناسِ

يتبع إن شاء الله

[أبو الزبير عبد الحليم الإدريسي]

جزاك الله خيرا أخي المبارك أبوأحمد ، مجهود يذكر فيشكر
نسأل الله أن ينفع بك

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

جزاك الله خيرا أخي المبارك أبوأحمد ، مجهود يذكر فيشكر
نسأل الله أن ينفع بك

آمــيــن
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي أبا الزبير

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الكامل
1- أَهلَ القُبورِ أَتَيتُكُم أَتَحَسَّسُ *** فَإِذا جَماعَتُكُم أَصَمُّ وَأَخرَسُ
2- إِنَّ اِمرَأً ذَكَرَ المَعادَ فَخافَهُ *** لَأَحَظُ مِمَّن لَم يَخَفهُ وَأَكيَسُ
3- يا أَيُّها الرَجُلُ الحَريصُ أَما تَرى *** أَعلامَ عُمرِكَ كُلَّ يَومٍ تَدرُسُ
4- بِكَ لا أَبا لَكَ مُذ خُلِقتَ مُوَكِّلاً *** مَلَكٌ يَعُدُّ عَلَيكَ ما تَتَنَفَّسُ
5- فَإِذا اِنقَضى الأَجَلُ الَّذي أُجِّلتَهُ *** وَمَضى فَما لَكَ بَعدَ ذَلِكَ مَحبِسُ


من البحر البسيط
1- مَن نافَسَ الناسَ لَم يَسلَم مِنَ الناسِ *** حَتّى يُعَضَّ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ
2- لا بَأسَ بِالمَرءِ ما صَحَّت سَريرَتُهُ *** ما الناسُ إِلّا بِأَهلِ العِلمِ وَالناسِ
3- كاسَ الأُلى أَخَذوا لِلمَوتِ عُدَّتَهُ *** وَما المُعِدّونَ لِلدُنيا بِأَكياسِ
4- حَتّى مَتى وَالمَنايا لي مُخاتِلَةٌ *** يَغتَرُّني في صُروفِ الدَهرِ وَسواسي
5- أَينَ المُلوكُ الَّتي حُفَّت مَدائِنُها *** دونَ المَنايا بِحُجّابٍ وَحُرّاسِ
6- لَقَد نَسيتُ وَكَأسُ المَوتِ دائِرَةٌ *** في كَفِّ لا غافِلٍ عَنها وَلا ناسِ
7- لَأَشرَبَنَّ بِكَأسِ المَوتِ مُنجَدِلاً *** يَوماً كَما شَرِبَ الماضونَ بِالكاسِ
8- أَصبَحتُ أَلعَبُ وَالساعاتُ مُسرِعَةٌ *** يَنقُصنَ رِزقي وَيَستَقصينَ أَنفاسي
9- إِنّي لَأَغتَرُّ بِالدُنيا وَأَرفَعُها *** مِن تَحتِ رِجلِيَ أَحياناً عَلى راسي
10- ما اِستَعبَدَ المَرءَ كَاِستِعبادِ مَطمَعِهِ *** وَلا تَسَلّى بِمِثلِ الصَبرِ وَالياسِ


من البحر الوافر
1- نَسيتُ مَنِيَّتي وَخَدَعتُ نَفسي *** وَطالَ عَلَيَّ تَعميري وَغَرسي
2- وَكُلُّ ثَمينَةٍ أَصبَحتُ أُغلي *** بِها سَتُباعُ مِن بَعدي بِوَكسِ
3- وَما أَدري وَإِن أَمَّلتُ عُمراً *** لَعَلّي حينَ أُصبِحُ لَستُ أُمسي
4- وَساعَةُ ميتَتي لا بُدَّ مِنها *** تُعَجِّلُ نُقلَتي وَتُحِلُّ حَبسي
5- أَموتُ وَيَكرَهُ الأَحبابُ قُربي *** وَتَحضُرُ وَحشَتي وَيغيبُ أُنسي
6- أَلا يا ساكِنَ البَيتِ المُوَشّى *** سَتُسكِنُكَ المَنِيَّةُ بَطنَ رَمسِ
7- رَأَيتُكَ تَذكُرُ الدُنيا كَثيراً *** وَكَثرَةُ ذِكرِها لِلقَلبِ تُقسي
8- كَأَنَّكَ لا تَرى بِالخَلقِ نَقصاً *** وَأَنتَ تَراهُ كُلَّ شُروقِ شَمسِ
9- وَطالِبِ حاجَةٍ أَعيا وَ أَكدى *** وَمُدرِكِ حاجَةٍ في لينِ مَسِّ
10- أَلا وَلَقَلَّ ما تَلقى شَجِيّاً *** يَضيعُ صَجاهُ إِلّا بِالتَأَسّي




يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الكامل
1- كُلٌّ عَلى الدُنيا لَهُ حِرصٌ *** وَالحادِثاتُ أَناتُها عَفصُ
2- أَبغي مِنَ الدُنيا زِيادَتَها *** وَزِيادَتي فيها هِيَ النَقصُ
3- وَكَأَنَّ مَن وارَتهُ حُفرَتُهُ *** لَم يَبدُ مِنهُ لِناظِرٍ شَخصُ
4- لِيَدِ المَنِيَّةِ في تَلَطُّفِها *** عَن ذُخرِ كُلِّ شَفيقَةٍ فَحصُ


من البحر المتقارب
1- رَضيتُ لِنَفسي بِغَيرِ الرِضا *** وَكُلٌّ سَيُجزى بِما أَقرَضا
2- بُليتُ بِدارٍ رَأَيتُ الحَكيمَ *** لِزَهرَتِها قالِياً مُعرِضا
3- سَيَمضي الَّذي هُوَ مُستَقبِلٌ *** مُضِيَّ الَّذي مَرَّ بي فَاِنقَضى
4- وَإِنّا لَفي مَنزِلٍ لَم نَزَل *** نَراهُ حَقيقاً بِأَن يُرفَضا
5- قَضى اللَهُ فيهِ عَلَينا الفَنا *** لَهُ الحَمدُ شُكراً عَلى ما قَضى


من البحر البسيط
1- نَنسى المَنايا عَلى أَنّا لَها غَرَضُ *** فَكَم أُناسٍ رَأَيناهُم قَدِ اِنقَرَضوا
2- إِنّا لَنَرجو أُموراً نَستَعِدُّ لَها *** وَالمَوتُ دونَ الَّذي نَرجوهُ مُعتَرِضُ
3- لِلَّهِ دَرُّ بَني الدُنيا لَقَد غُبِنوا *** لِما اِطمَأَنّوا بِهِ مِن جَهلِهِم وَرَضوا
4- ما أَربَحَ اللَهُ في الدُنيا تِجارَةَ إِنـ***ـسانٍ يَرى أَنَّها مِن نَفسِهِ عِوَضُ
5- لَبِئسَتِ الدارُ داراً لا نَرى أَحَداً *** مِن أَهلِها ناصِحاً لَم يَعدُهُ غَرَضُ
6- ما بالُ مَن عَرَفَ الدُنيا الدَنِيَّةَ لا *** يَنكَفُّ عَن غَرَضِ الدُنيا وَيَنقَبِضُ
7- تَصِحُّ أَقوالُ أَقوامٍ بِوَصفِهِمُ *** وَفي القُلوبِ إِذا كَشَّفتَها مَرَضُ
8- وَالناسُ في غَفلَةٍ عَمّا يُرادُ بِهِم *** وَكُلُّهُم عَن جَديدِ الأَرضِ مُنقَرِضُ
9- وَالحادِثاتُ بِها الأَقدارُ جارِيَةٌ *** وَالمَرءُ مُرتَفِعٌ فيها وَمُنخَفِضُ
10- يا لَيتَ شِعري وَقَد جَدَّ الرَحيلُ بِنا *** حَتّى مَتى نَحنُ في الغِرّاتِ نَرتَكِضُ
11- نَفسُ الحَكيمِ إِلى الخَيراتِ ساكِنَةٌ *** وَقَلبُهُ مِن دَواعي الشَرِّ مُنقَبِضُ
12- اِصبِر عَلى الحَقِّ تَستَعذِب مَغَبَّتَهُ *** وَالصَبرُ لِلحَقِّ أَحياناً لَهُ مَضَضُ
13- وَما اِستَرَبتَ فَكُن وَقّافَةً حَذِراً *** قَد يُبرَمُ الأَمرُ أَحياناً فَيَنتَقِضُ


من البحر الكامل
1- اِشتَدَّ بَغيُ الناسِ في الأَرضِ *** وَعُلُوُّ بَعضِهِمُ عَلى بَعضِ
2- دَعهُم وَما اِختاروا لِأَنفُسِهِم *** فَاللَهُ بَينَ عِبادِهِ يَقضي
3- عَجَباً لَهُم لا يَفكُرونَ فَيَعـ***ـتَبِرَ الَّذي يَبقى بِمَن يَمضي


من البحر البسيط
1- حُبُّ الرِئاسَةِ أَطغى مَن عَلى الأَرضِ *** حَتّى بَغى بَعضُهُم فيها عَلى بَعضِ
2- فَحَسبِيَ اللَهُ رَبّي لا شَريكَ لَهُ *** إِلَيهِ ما كانَ مِن بَسطي وَمِن قَبضي
3- إِنَّ القُنوعَ لَزادٌ إِن رَضيتَ بِهِ *** كُنتَ الغَنِيَّ وَكُنتَ الوافِرَ العِرضِ
4- ما بَينَ مَيتٍ وَبَينَ الحَيِّ مِن صِلَةٍ *** مَن ماتَ أَصبَحَ في بَحبوحَةِ الرَفضِ
5- الدَهرُ يُبرِمُني طَوراً وَيَنقُضُني *** فَما بَقائي عَلى الإِبرامِ وَالنَقضِ
6- ما زِلتُ مُذ كانَ فِيَّ الروحُ مُنتَقِصاً *** يَموتُ في كُلَّ يَومٍ مَرَّ بي بَعضي



يتبع إن شاء الله

[أبو أحمد علي بن أحمد السيد]

من البحر الرمل
1- نَسأَلُ اللَهَ بِما يَقضي الرِضى *** حَسبِيَ اللَهُ فَما شاءَ قَضى
2- قَد أَرَدنا فَأبى اللَهُ لَنا *** وَأَرادَ اللَهُ شَيئاً فَمَضى
3- رُبَّ أَمرٍ بِتُّ قَد أَبرَمتُهُ *** ثُمَّ ما أَسبَحتُ حَتّى انتَقَضا
4- كَم وَكَم مِن هَنَةٍ مَحقورَةٍ *** تَرَكَت قَوماً كَثيراً حَرَضا
5- رُبَّ عَيشٍ لِأُناسٍ سَلَفوا *** كانَ ثُمَّ انقَرَضوا وَانقَرَضا
6- عَجَباً لِلمَوتِ ما أَفظَعَهُ *** مَن رَأَينا ماتَ إِلّا رُفِضا
7- رُفِضَ المَيِّتُ مِن ساعَتِهِ *** وَجَفاهُ أَهلُهُ حينَ قَضى
8- شَرُّ أَيّامي هُوَ اليَومُ الَّذي *** أَقبَلُ الدُنيا بِديني عِوَضا


من البحر الطويل
1- أَقولُ وَيَقضي اللَهُ ما هُوَ قاضِ *** وَإِنّي بِتَقديرِ الإِلَهِ لَراضِ
2- أَرى الخَلقَ يَمضي واحِداً بَعدَ واحِدٍ *** فَيا لَيتَني أَدري مَتى أَنا ماضِ
3- كَأَن لَم أَكُن حَيّاً إِذا اجتَثَّ غاسِلي *** وَأَحكَمَ دَرجي في ثِيابِ بَياضِ


من البحر الكامل
1- ماذا يَصيرُ إِلَيكِ يا أَرضُ *** مِمَّن غَذاهُ اللينُ وَالخَفضُ
2- أَبصَرتُ مَن وافى مَنِيَّتَهُ *** فَكَأَنَّ حُبَّ حَبيبِهِ بُغضُ
3- عَجَباً لِذي أَمَلٍ يُغَرُّ بِهِ *** وَيَقينُهُ بِفَنائِهِ مَحضُ
4- وَلِكُلِّ ذي عَمَلٍ يَدينُ بِهِ *** يَوماً عَلى دَيّانِهِ عَرضُ
5- يا ذا المُقيمُ بِمَنزِلٍ أَشِبٍ *** وَمَقامُ ساكِنِهِ بِهِ دَحضُ
6- ما لِاِبنِ آدَمَ في تَصَرُّفِ ما *** يَجري بِهِ بَسطٌ وَلا قَبضُ


من البحر الكامل
1- قَلَبَ الزَمانُ سَوادَ رَأسِكَ أَبيَضا *** وَنَعاكَ جِسمُكَ رِقَّةً وَتَقَبُّضا
2- نَل أَيَّ شَيءٍ شِئتَ مِن نَوعِ المُنى *** فَكَأَنَّ شَيئاً لَم تَنَلهُ إِذا اِنقَضى
3- وَإِذا أَتى شَيءٌ أَتى لِمُضِيِّهِ *** وَكَأَنَّهُ لَم يَأتِ قَطُّ إِذا مَضى
4- نَبغي مِنَ الدُنيا الغِنى فَيَزيدُنا *** فَقراً وَنَطلُبُ أَن نَصِحَّ فَنَمرَضا
5- لَن يَصدُقَ اللَهَ المَحَبَّةَ عَبدُهُ *** إِلّا أَحَبَّ لَهُ وَمِنهُ وَأَبغَضا
6- وَالنَفسُ في طَلَبِ الخَلاصِ وَمالَها *** مِن مَخلَصٍ حَتّى تَصيرَ إِلى الرِضى



يتبع إن شاء الله