الشاعر أبو رواحة الموري
04-30-2010, 10:41 PM
لماذا سميت لغتنا بلغة الضاد؟.....ومتى كان ذلك ؟
حرف الضاد أحد حروف الهجاء العربية وله منزلة فريدة بينها ولذلك اختاروه ليكون مميزا للعرب عن غيرهم في لغتهم وأطلقوا اسم الحرف على اللغة العربية , فقالوا : لغة الضاد ولسان الضاد والناطقون بالضاد ومنذ الصغر ونحن نردد:
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان
لسان الضاد يجمعنا بعدنان وقحطان
فلماذا خصوا هذا الحرف بهذه الميزة؟
ومتى كان ذلك؟
أما لماذا خصوا حرف الضاد من بين الحروف , فذلك لأسباب أذكر منها
1- صعوبة نطق حرف الضاد لدى غير العرب بل وبعض القبائل العربية .
2- خلو اللغات غير العربية من صوت الضاد تماما
3- عجز الناطقين بغير العربية عن إيجاد الصوت البديل الذي يغني عن صوت الضاد في لغاتهم
ولكن هذا الاصطلاح لم يكن قديما قدم اللغة العربية ولم يكن معروفا في الجاهلية وصدر الإسلام بل والعصر الأموي ,لأن التنبه إلى قيمة الضاد في لغة العرب برز منذ تعرب العجم وعجز هذه الأفواج الجديدة والطارئة على اللغة العربية في نطق هذا الحرف مما جعل علماء اللغة العربية يولونه الاهتمام ويخصونه بالدراسة , ولعل أقدم النصوص التي وصلتنا الحديث الذي روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم (( أنا أفصح من نطق بالضاد , بيد أني من قريش )) وهذا الحديث من جهة المعنى صحيح لا شك فيه ولكن هذا الحديث أدرج ضمن الأحاديث الموضوعة ونحن لسنا بصدد دراسة سند ومتن الحديث
أما ما نحن بصدد توضيحه فهو التاريخ لمصطلح لغة الضاد فكان في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث وقت تدوين وتقعيد اللغة .
وهذه الفترة الافتراضية هي الفترة التي برز فيها الخليل وسيبويه والأصمعي وغيرهم وهي الفترة التي بدأ علماء اللغة يتحدثون فيها عن حرف الضاد فهذا سيبويه (183هـ)يقول يعد حرف الضاد ضمن الأصوات غير المستحسنة ولا الكثيرة في لغة من ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر) ذلك أن بعض العجم بل وبعض العرب يخلطون بين الظاء والضاد في النطق,
وقال الأصمعي( 284هـ) ليس للروم ضاد.
وإزاء هذه الظاهرة (غياب الضاد وإبدال الظاء بالضاد ) ألف بعض اللغويين رسائل تميز بين الحرفين ومنها أرجوزة في التمييز بين الضاد والظاء لابن قتيبة( 276هـ) , ورسالة (الفرق بين الضاد والظاء للصاحب بن عباد (385هـ) ومقامة الحريري المكونة من تسعة عشر بيتا , جمع فيها قدرا كبيرا من الألفاظ الظائية ومنها قوله :
أيها السائلي عن الظاء والضاد * * * لكيـلا تُضلّـه الألفــاظ
إن حفظت الظاءات يغنيك فاسمعـ * * * ها استمـاع امرئ له استيقاظ
هي ظميـاء والمظـالم والإظ * * * لام والظلـم واللحــاظ
ورغم بروز هذه الظاهرة( ظاهرة التأليف في الضاد ) وإظهار خصوصية اللغة العربية بها إلا أنها لم تجعل لغتنا تسمى لغة الضاد بعد
وأغلب الظن أن أبيات المتنبي ( 303-354) التي يفخر فيها يقول:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي * * * وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضاد * * * وعوذ الجاني وغوث الطريد
كانت قد مهدت لهذا الاصطلاح فالمتنبي لا يريد بالضاد اللغة العربية وإنما أراد حرف الضاد بوصفه حرف الفصاحة وفخر كل عربي لأن الضاد كما يقول العكبري لم ينطق بها إلا العرب.
حرف الضاد أحد حروف الهجاء العربية وله منزلة فريدة بينها ولذلك اختاروه ليكون مميزا للعرب عن غيرهم في لغتهم وأطلقوا اسم الحرف على اللغة العربية , فقالوا : لغة الضاد ولسان الضاد والناطقون بالضاد ومنذ الصغر ونحن نردد:
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان
لسان الضاد يجمعنا بعدنان وقحطان
فلماذا خصوا هذا الحرف بهذه الميزة؟
ومتى كان ذلك؟
أما لماذا خصوا حرف الضاد من بين الحروف , فذلك لأسباب أذكر منها
1- صعوبة نطق حرف الضاد لدى غير العرب بل وبعض القبائل العربية .
2- خلو اللغات غير العربية من صوت الضاد تماما
3- عجز الناطقين بغير العربية عن إيجاد الصوت البديل الذي يغني عن صوت الضاد في لغاتهم
ولكن هذا الاصطلاح لم يكن قديما قدم اللغة العربية ولم يكن معروفا في الجاهلية وصدر الإسلام بل والعصر الأموي ,لأن التنبه إلى قيمة الضاد في لغة العرب برز منذ تعرب العجم وعجز هذه الأفواج الجديدة والطارئة على اللغة العربية في نطق هذا الحرف مما جعل علماء اللغة العربية يولونه الاهتمام ويخصونه بالدراسة , ولعل أقدم النصوص التي وصلتنا الحديث الذي روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم (( أنا أفصح من نطق بالضاد , بيد أني من قريش )) وهذا الحديث من جهة المعنى صحيح لا شك فيه ولكن هذا الحديث أدرج ضمن الأحاديث الموضوعة ونحن لسنا بصدد دراسة سند ومتن الحديث
أما ما نحن بصدد توضيحه فهو التاريخ لمصطلح لغة الضاد فكان في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث وقت تدوين وتقعيد اللغة .
وهذه الفترة الافتراضية هي الفترة التي برز فيها الخليل وسيبويه والأصمعي وغيرهم وهي الفترة التي بدأ علماء اللغة يتحدثون فيها عن حرف الضاد فهذا سيبويه (183هـ)يقول يعد حرف الضاد ضمن الأصوات غير المستحسنة ولا الكثيرة في لغة من ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر) ذلك أن بعض العجم بل وبعض العرب يخلطون بين الظاء والضاد في النطق,
وقال الأصمعي( 284هـ) ليس للروم ضاد.
وإزاء هذه الظاهرة (غياب الضاد وإبدال الظاء بالضاد ) ألف بعض اللغويين رسائل تميز بين الحرفين ومنها أرجوزة في التمييز بين الضاد والظاء لابن قتيبة( 276هـ) , ورسالة (الفرق بين الضاد والظاء للصاحب بن عباد (385هـ) ومقامة الحريري المكونة من تسعة عشر بيتا , جمع فيها قدرا كبيرا من الألفاظ الظائية ومنها قوله :
أيها السائلي عن الظاء والضاد * * * لكيـلا تُضلّـه الألفــاظ
إن حفظت الظاءات يغنيك فاسمعـ * * * ها استمـاع امرئ له استيقاظ
هي ظميـاء والمظـالم والإظ * * * لام والظلـم واللحــاظ
ورغم بروز هذه الظاهرة( ظاهرة التأليف في الضاد ) وإظهار خصوصية اللغة العربية بها إلا أنها لم تجعل لغتنا تسمى لغة الضاد بعد
وأغلب الظن أن أبيات المتنبي ( 303-354) التي يفخر فيها يقول:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي * * * وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضاد * * * وعوذ الجاني وغوث الطريد
كانت قد مهدت لهذا الاصطلاح فالمتنبي لا يريد بالضاد اللغة العربية وإنما أراد حرف الضاد بوصفه حرف الفصاحة وفخر كل عربي لأن الضاد كما يقول العكبري لم ينطق بها إلا العرب.