مشاهدة النسخة كاملة : فائدة اليوم لجميع الاعضاء والزوار الكرام ... موضوع متجدد
زكريا عبدالله النعمي
05-02-2010, 12:33 AM
http://upload.traidnt.net/upfiles/Mmx57181.gif
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فهذا موضوع يومي يضع فيه أي أحد من أعضاء المنتدى المبارك
فائدة يومية في مختلف الفنون العلمية لحاجة الناس إلى ذلك إن شاء الله .
تنبيه :
أرجو من الأعضاء الكرام أن يضع كل واحد منهم فائدة واحدة فقط
لكي نستفيد جميعاً كل يوم فائدة جديدة
فأرجو أن يكون كلامي واضحا
والله الموفق لكل خير.
ملاحظة :
أن هذه الفوائد
من منتديات الإمام الآجري
من مشاركة الإخوة وأكثرها لأخينا
أبو حفص السلفي الليبي
فجزه الله عنا كل خير
أبو أحمد علي بن أحمد السيد
05-02-2010, 12:45 AM
فكرة رائعة جزاك الله خيرا أخي أبا يحي
على مواضيعك المميزة
زكريا عبدالله النعمي
05-02-2010, 12:58 AM
الحمدلله
جزاك الله خيراً أخي على مرورك العاطر
وبارك الله في جهودك الواضحة
زكريا عبدالله النعمي
05-02-2010, 05:17 PM
من أعظم الظلم والجهل أن تطلب التعظيم والتوقير لك من الناس وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره , فانك توقّر المخلوق وتجلّه أن يراك في حال لا توقّر الله أن يراك عليها قال تعالى:{ مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} أي لا تعاملونه معاملة من توقّرونه والتوقير العظمة : ومنه قوله تعالى:{ وَتُوَقِّرُوه}
قال الحسن : ما لكم لا تعرفون الله حقا ولا تشكرونه
وقال مجاهد : لا تبالون عظمة ربكم. وقال ابن زيد : لا ترون لله طاعة
وقال ابن عباس :لا تعرفون حق عظمته.
وهذه الأقوال ترجع إلى معنى واحد و هو أنهم لو عظّموا الله وعرفوا حق عظمته وحّدوه وأطاعوه وشكروه:فطاعته سبحانه واجتناب معاصيه والحياء منه بحسب وقاره في القلب
ابن القيم من كتاب الفوائد
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-03-2010, 05:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ترى صاحب إتباع الأمر والسنة قد كسي من الروح والنور وما يتبعهما من الحلاوة والمهابة والجلالة والقبول ما قد حرمه غيره، كما قال الحسن رحمه الله " إن المؤمن من رزق حلاوة ومهابة " وقال تعالى { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} فأولياؤهم يعيدونهم إلى ما خلقوا فيه من ظلمة طبائعهم وجهلهم وأهوائهم.
وكلما أشرق لهم نور النبوة والوحي وكادوا أن يدخلوا فيه منعهم أولياؤهم منه وصدوهم؛ فذلك إخراجهم إياهم من النور إلى الظلمات، وقال تعالى { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} فإحياؤه سبحانه وتعالى بروحه الذي هو وحيه وهو روح الإيمان والعلم وجعل له نورا يمشي به بين أهل الظلمة كما يمشي الرجل بالسراج المضيء في الليلة الظلماء فهو يرى أهل الظلمة في ظلامتهم وهم لا يرونه، كالبصير الذي يمشي بين العميان.
ابن القيم الجوزية
اجتماع الجيوش الأسلامية
على غزو المعطلة والجهمية
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-05-2010, 12:23 AM
ودع ابن عون رجلاً فقال : عليك بتقوى الله ، فأن المتقي ليست عليه وحشةٌ
وقال زيد بن أسلم : كان يقال : من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا
وقال الثوري لابن إبي ذئب : إن اتقيت الله كفاك الناس وإن أتقيت الناس لن يغنوا عليك من الله شيئا
قال سليمان بن داود : أوتينا مما أوتي الناس ومما لم يؤتوا ، وعلمنا مماعلم الناس ومما لم يعلموا ، فلم نجد شيئا أفضل من تقوى الله في السر والعلانية والعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى
وفي الزهد للأمام أحمد أثر إلهي : (( مامن مخلوق أعتصم بمخلوق دوني الا قطعت أسباب السموات والارض دونه ، فإن سألني لم أعطه ، وإن دعاني لم أجبه ، وأن أستغفرني لم أغفر له ، وما من مخلوق أعتصم بي دون خلقي إلا ضمنت السموات والأرض رزقه ، فإن سألني أعطيته ، وإن دعاني أجبته ، وإن أستغفرني غفرت له )) (1)
-----------
(1) قال علي الحلبي : لم أره في المطبوع منه !
ولكن أورده السيوطي في ( الجامع الكبير ) والمتُقي الهندي في ( كنز العمال ) من حديث علي وقال أخرجه العسكري !
قلتُ ( الحلبي) : وقد وقفتُ - بحمد الله - على سنده فقد رواه الشجري في ( أماليه ) من نسخة جعفر بن محمد عن آبائه
وهي نسخة موضوعة
أنظر الكامل لابن عدي وتهذيب التهذيب لابن حجر
من كتاب فوائد الفوائد
للإمام ابن القيم
صـ 257 - 258
وبالله التوفيق
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-05-2010, 01:33 PM
عن قيس قال " بكى ابن روحة وبكت امرأته ، فقال : ما لك ؟ فقالت : بكيت لبكائك ، فقال : أني علمت أني وارد النار وما أدري أناج منها أم لا "
عن المعلي بن زياد قال " كان هرم يخرج في بعض الليل وينادي بأعلى صوته : عجبت من الجنة : كيف نام طالبها !؟ وعجبت من النار كيف نام هاربها ؟! ثم يقول ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ ) الاية "
قال إبن عبدالبر
أنشدنا إبن الفرضي لنفسه فقال
أسير الخطايا عند بابك واقفٌ *** على وجل مما به أنت عارفُ
يخاف ذنوبا لم يغب عنك غيبها *** ويرجوك فيها فهو راج وخائف
ومن ذا الذي يرجو سواك ويتقي *** وما لك في فصل القضاء مخالف
فيا سيدي لا تخزني في صحيفتي *** إذا نشرت يوم الحساب صحائف
قال الفضيل " من خاف الله لم يضره أحد ، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد "
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-06-2010, 08:44 PM
كيف الرحيل بلا زاد الى وطن
ما ينفع المرء فيه غير تقواه
من لم يكن زاده من التقوى فليس له
يوم القيامة عذر عند مولاه
في - المدهش-
ايها المقصر عن طلب الزاد كيف تدرك المعالى بغير اجتهاد؟ اين اهل السهر من اهل الرقاد ؟اين الراغبون في الهوى من الزهاد؟رحل المستيقضون مستظهرين بكثرة الزاد،كل جواد لهم يعرف الجواد
اخواني سار المتقون و رجعنا ، و وصلوا و انقطعنا،و اجابوا الداعي و امتنعنا،و نجو من الاشراك و وقعنا،تعالوا ننظر في اثارهم ، وندرس دارس اخبارهم و نبكي علي التفريط مانابنا و نندب ما لحقنا و اصابنا
عليك بما يفيدك في المعاد
و ماتنجو به يوم التناد
فمالك ليس ينفع فيك وعظ
ولا زجر كانك من جماد
ستندم ان رحلت بغير زاد
و تشقى اذ يناديك المنادي
فلا تفرح بمال تقتنيه
فانك فيه معكوس المراد
و تب مما جنيت و انت حي
وكن متنبّهاً من ذا الرقاد
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-07-2010, 09:49 PM
قال إبن القيم رحمه الله
في كتابه الداء والدواء
فما ينبغي أن يعلم أن الذنوب والمعاصي تضر ولا بد أن ضررها في القلوب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر وهل في الدنيا والآخرة شرور وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي؟
- فما الذي أخرج الأبوين من الجنة دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟
( إنها الذنوب )
- وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه فجعل صورته أقبح صورة وأشنعها وباطنه أقبح من صورته وأشنع وبدل بالقرب بعدا وبالرحمة لعنة وبالجمال قبحا وبالجنة نارا تلظى وبالإيمان كفرا وبموالاة الولي الحميد أعظم عداوة ومشاقة وبزجل التسبيح والتقديس والتهليل زجل الكفر والشرك والكذب والزور والفحش وبلباس الإيمان لباس الكفر والفسوق والعصيان فهان على الله غاية الهوان وسقط من عينه غاية السقوط وحل عليه غضب الرب تعالى فأهواه ومقته أكبر المقت فأرداه فصار قوادا لكل فاسق ومجرم رضي لنفسه بالقيادة بعد تلك العبادة والسيادة( إنها الذنوب ) فعياذا بك اللهم من مخالفة أمرك وارتكاب نهيك
- وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال؟
( إنها الذنوب )
- وما الذي سلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض كأنهم أعجاز نخل خاوية ودمرت ما مرت عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم حتى صاروا عبرة للأمم إلى يوم القيامة ؟
( إنها الذنوب )
- وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وماتوا عن آخرهم؟
( إنها الذنوب )
- وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها فأهلكم جميعا ثم أتبعهم حجارة من السماء أمطرها عليهم فجمع عليهم من العقوبة - ما لم يجمعه على أمة غيرهم ولإخوانهم أمثالها وما هي من الظالمين ببعيد؟
( إنها الذنوب )
- وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل فلما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم نارا تلظى؟
( إنها الذنوب )
- وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر ثم نقلت أرواحهم إلى جهنم فالأجساد للغرق والأرواح للحرق؟
( إنها الذنوب )
- وما الذي خسف بقارون وداره وماله وأهله ؟
( إنها الذنوب )
- وما الذي أهلك القرون من بعد نوح بأنواع العقوبات ودمرها تدميرا؟
( إنها الذنوب )
- وما الذي أهلك قوم صاحب يس بالصيحة حتى خمدوا عن آخرهم؟
( إنها الذنوب )
- وما الذي بعث على بنى إسرائيل قوما أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وقتلوا الرجال وسبوا الذرية والنساء وأحرقوا الديار ونهبوا الأموال ثم بعثهم عليهم مرة ثانية فأهلكوا ما قدروا عليه وتبروا ما علو تتبيرا؟
( إنها الذنوب )
- وما الذي سلط عليهم أنواع العقوبات مرة بالقتل والسبي وخراب البلاد ومرة بجور الملوك ومرة بمسخهم قردة وخنازير وآخر ذلك أقسم الرب تبارك وتعالى: {لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ}
( إنها الذنوب )
أضفتُ كلمة ( إنها الذنوب ) أمام كل تساؤل
وبالله التوفيق
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-08-2010, 10:07 PM
قال الشيخ محمد بن صالح إبن عثيمين رحمه الله تعالى
مكارم الأخلاق
قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}
وقال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}
وكل إنسان يتصل بالناس، فلابد أن يجد من الناس شيئاً من الإساءة، فموقفه من هذه الإساءة أن يعفو ويصفح، وليعلم علم اليقين أنه يعفوه وصفحه ومجازاته بالحسنى، سوف تنقلب العداوة بينه وبين أخيه إلى ولاية، ومحبة، وصداقة
قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.
وتــأمـلـوا أيها الـعـارفـون باللغة العـربية كيف جاءت النتيجة بإذا الفُجائية، لأن إذا الفجائية تـدل على الحدوث الفوري في نتيجتها: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ}., ولكن ليس كل أحد يوفق لذلك قال: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.
هل نفهم من هذا أن العفو عن الجاني محمود مطلقاً ومأمور به؟
وقد يفهم البعض من الآية هذا الكلام، ولكن ليكن معلوماً أن العفو إنما يُحمد إذا كان العفو أحمد، فإن كان الأخذ أحمد فالأخذ أفضل.
ولهذا قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}. فجعل العفو مقروناً بالإصلاح.
فالعفو قد يمكن أن يكون غير إصلاح، فقد يكون هذا الذي جنى عليك واجترأ عليك رجلاً شريراً معروفاً بالشر والفساد، فلو عفوت عنه لتمادى في شره وفساده فالأفضل في هذا المقام أن تأخذ هذا الرجل بجريرته، لأن في ذلك إصلاحا ً. قال شيخ الإسلام ابن تيميه: الإصلاح واجب، والعفو مندوب، فإذا كان في العفو فوات الإصلاح فمعنى ذلك أننا قدمنا مندوباً على واجب، وهذا لا تأتي به الشريعة وصدق رحمه الله.
م ن ق و ل
عبدالله حمود الرشيدي
05-09-2010, 12:40 AM
الغايه من خلقنا هو توحيد الله وعبادته
والدليل..قال الله تعالي ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون))...
زكريا عبدالله النعمي
05-10-2010, 12:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احذر من كلمات ثلاث
قال ابن القيم :" وليحذر -أي مسلم - من طغيان " أنا"، "ولي" ، " وعندي " فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها ابليس ، وفرعون، وقارون
( فأنا خير منه) لإبليس، و (لي ملك مصر ) لفرعون ،و( إنما أوتيتة على علم عندي ) لقارون.
وأحسن مما وصفت " أنا" في قول العبد : أنا العبد المذنب المخطئ المستغفر المعترف ،ونحو:" ولي " في قوله: لي الذنب ولي الجرم ، ولي المسكنة، ولي الفقر والذل ، و " عندي " في قوله:اغفرلي جدي وهزلي ، وخطئي وعمدي ،وكل ذالك عندي ".
[زاد المعاد :(2/234-235)]
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-11-2010, 01:08 PM
أقوام العرب
قسم المؤرخون العرب إلى ثلاثة أقسام ؛ بحسب السلالات التي ينحدرون منها
قسم يمسى العرب البائدة
وهم العرب القدامى الذين أنقرضوا تماما ولم يمكن الحصول على تفاصيل كافية عن تاريخهم مثل : عاد وثمود ، وطسم ، وجديس ، وعملاق ، وأميم ، وجرهم ، وحضور ، ووبار ، وعبيل ، وجسام ، وحضر موت ، وغيرها
قسم يسمى العرب العاربه
وهم المنحدرون من صلب يشجب بن يعرب بن قطحان وتسمى بالعرب القحطانية ومهدها بلاد اليمن وقد تشعبت قبائلها وبطونها من ولد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
فاشتهرت منها قبيلتان
حمير بن سبأ ، وكهلان بن سبأ
قسم يسمى العرب المستعربة
وهي العرب المنحدرة من صلب إسماعيل عليه السلام وتسمى بالعرب العدنانية وهؤلاء جدهم الأعلى هم إبراهيم عليه الصلاة والسلام من بلاد العراق من مدينة يقال لها " أر " على الشاطئ الغربي من نهر الفرات بالقرب من الكوفة وقد جاءت الحفريات والتنقيبات بتفاصيل واسعة عن هذه المدينة وعن أسرة أبراهيم عليه السلام
ومن العرب المستعربة النبي صلى الله عليه وسلم وهم خير العرب وأوسطهم
قال صلى الله عليه وسلم " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ " صحيح الأمام مسلم
المصدر
باب موقع العرب وأقوامها
كتاب الرحيق المختوم
لفضيلة الشيخ المباركفوري
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-12-2010, 12:06 AM
قال الحسن المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها ولا ينافس في عزها للناس حال وله حال الناس منه في راحة وهو من نفسه في تعب
ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبي صلى اله عليه وسلم التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله لا شيخ ولا طريقة ولا مذهب ولا طائفة بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده وإلى رسوله بالاتباع لما جاء به وحده وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقا وأكثر الناس بل كلهم لائم لهم.
مدارج السالكين
للإمام إبن القيم الجوزيه
وبالله التوفيق
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-13-2010, 03:21 PM
إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله. أما من تركها صادقا مخلصا في قلبه لله فانه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب, فان صبر على تلك المشقة قليلا استحالت لذة.
قال ابن سيرين: سمعت شريحا يحلف بالله ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده. وقولهم:" من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه" حق, والعوض أنواع مختلفة, وأجلّ ما يعوض به الأنس بالله ومحبته, وطمأنينة القلب به, وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى.
أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل.
العقول المؤيدة بالتوفيق ترى أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق الموافق للعقل والحكمة. والعقول المضروبة بالخذلان ترى المعارضة بين العقل والنقل والحكمة والشرع أقرب الوسائل إلى الله ملازمة السنة, والوقوف معها في الظاهر والباطن, ودوام الافتقار إلى الله, وإرادة وجهه وحده بالأقوال والأفعال, وما وصل أحد إلى الله إلا من هذه الثلاثة وما انقطع عنه أحد إلا بانقطاعه عنها أو عن أحدها.
الأصول التي انبنى عليها سعادة العبد ثلاثة, ولكل واحد منهما ضد, فمن فقد ذلك الأصل حصل على ضده. التوحيد وضده الشرك, والسنة وضدها البدعة, والطاعة وضدها المعصية.
ولهذه الثلاثة ضد واحد: وهو خلو القلب من الرغبة في الله وفيما عنده, ومن الرهبة منه ومما عنده.
الامام ابن القيم رحمه الله كتاب الفوائد
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-15-2010, 12:21 AM
أشرف أنواع الأقلام
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في بيان أنواع الأقلام :
" القلم الثاني عشر : القلم الجامع، وهو قلم الرد على المبطلين، ورفع سنّة المحقين، وكشف أباطيل المبطلين على اختلاف أنواعها وأجناسها، وبيان تناقضهم، وتهافتهم، وخروجهم عن الحق، ودخولهم في الباطل، وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام، وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل، المحاربون لأعدائهم.
وهم الداعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، المجادلون لمـن خرج عن سبيله بأنواع الجدال.
وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل، وعدو لكل مخالف للرسل.
فهم في شأن وغيرهم من أصحاب الأقلام في شأن " .
التبيان في أقسام القرآن ( ص:132)
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-15-2010, 11:58 PM
وفي الحلية (1) أيضا عن ابن عباس أنه قال
" يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته قلة حياتك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب ويحك هل تدري ما كان ذنب أيوب عليه السلام فابتلاه الله بالبلاء في جسده وذهاب ماله؟ استغاث به مسكين على ظالم يدرؤه عنه فلم يغنه ولم ينه الظالم عن ظلمه فابتلاه الله "
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
ابن القيم الجوزية
---------------------------
(1) حلية الأولياء لابن النعيم
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-16-2010, 06:33 PM
الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة ، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر دائماً وأبداً فهو له في نصحه أتبع له من ظله ، ولذلك صح أنه كان من دأب الصحابة حينما يتفرقون أن يقرأ أحدهما على الآخر (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر )).
الحاوي من فتاوى الألباني . ص 165-166
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-17-2010, 10:27 PM
جاء في سير أعلام النبلاء في المجلد ال12 في الصفحة 281-282
قال محمد بن يحي " تقدم رجل إلى عالم فقال : علمني وأوجز : قال لأوجزن لك ، أما لآخرتك
فأن الله أوحى إلى نبي من أنبيائه : قل لقومك : لو كانت المعصية في بيت من بيوت الجنة لأوصلت إليه الخراب
وأما لديناك فأن الشاعر يقول
ماالناس إلا مع الدنيا وصاحبها *** وكيف ما أنقلبت يوما به أنقلبوا
يعظمون أخا الدنيا فإن وثبت *** يوما عليه بمال يشتهى وثبوا
وبالله التوفيق
أرجو منكم المتابعة في هذا الموضوع فسـأسافر هذا اليوم
نستودعكم الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-19-2010, 12:55 PM
جهاد الشيطان مرتبتان
1-جهاده على دفع ما يلقي الي العبد من الشبهات و الشكوك القادحة في الايمان
2-جهاده عل دفع ما يلقي اليه من الارادات الفاسدة و الشهوات
فالجهاد الاول يكون بعدة اليقين ،و الثاني يكون بعدة الصبر قال الله تعالى(و جعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لمّا صبروا و كانوا بأياتنا يوقنون)
فأخبر أن امامة الدين انما تنال بالصبر و اليقين ،فالصبر يدفع الشهوات و الارادات الفاسدة ،و اليقين يدفع الشكوك و الشبهات.
ابن القيم زاد المعاد (3/10)
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-20-2010, 10:28 PM
من فوائد الذكر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " الذكر للقلب مثل الماء للسمك ، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء(1)
وقال ابن القيم رحمه الله : " وفى الذكر أكثر من مائة فائدة "فمن هذه الفوائد :
1ـ يطرد الشيطان.
2ـ يرضي الرحمن.
3ـ يزيل الهم والغم.
3ـ يجلب البسط والسرور.
4ـ ينور الوجه.
5ـ يجلب الرزق.
6ـ يورث محبة الله للعبد.
7ـ يورث محبة العبد لله ومراقبته ومعرفته والرجوع اليه والقرب منه.
8ـ يورث ذكر الله للذاكر.
9ـ يحيي القلب.
10ـ يزيل الوحشه بين العبد وربه.
11ـ يحط السيئات.
12ـ ينفع صاحبه عند الشدائد.
14ـ سبب لنزول السكينه وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة.
15ـ إن فيه شغلا عن الغيبة والنميمة والفحش من القول.
16ـ انه يؤمن من الحسرة يوم القيامة.
17ـ انه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله للعبد يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
18ـ إنه آمان من نسيان الله.
19ـ إنه آمان من النفاق.
20ـ إنه أيسر العبادات واقلها مشقة ومع ذالك فهو يعدل عتق الرقاب ويرتب عليه من الجزاء ما لا يرتب على غيره.
21ـ إنه غراس الجنة.
22ـ يغني القلب ويسد حاجته.
23ـ يجمع على القلب ما تفرق من إرادته وعزومه.
24ـ ويفرق عليه ما اجتمع ما اجتمع من الهموم والغموم والأحزان والحسرات.
25ـ ويفرق عليه ما اجتمع على حربه من جند الشيطان.
26ـ يقرب من الآخرة و يباعد من الدنيا.
27ـ الذكر رأس الشكر فما شكر الله من لم يذكره.
28ـ أكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطبا من ذكر الله.
29ـ الذكر يذيب قسوة القلب.
30ـ يوجب صلاة الله وملائكته.
31ـ جميع الأعمال ما شرعت إلا لإقامة ذكر الله.
32ـ الله ـ عز وجل ـ يباهي بالذاكرين ملائكته.
33ـ يسهل الصعاب ويخفف المشاق وييسر الأمور.
34ـ يلب بركه الوقت.
35ـ للذكر تأثير عجيب في حصول الأمن فليس للخائف الذي اشتد خوفه انفع من الذكر.
36ـ سبب للنصر على الأعداء.
37ـ سبب لقوة القلب.
38ـ الجبال والقفار تباهي وتبشر بمن يذكر الله عليها.
39ـ دوام الذكر في الطريق وفي البيت والحضر والسفر والبقاع تكثير لشهود العبد يوم القيامة.
40ـ للذكر من بين الأعمال لذة لا يعدلها لذة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) " مجموع الفتاوى (10 / 85) .
م ن ق و ل
أبو حفص محمد السوقي
05-21-2010, 08:21 AM
أحسن الله إليك وجزاك خيرا
زكريا عبدالله النعمي
05-22-2010, 12:42 AM
جزاك الله خيراً على مرورك الطيب
زكريا عبدالله النعمي
05-22-2010, 12:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبُّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ
قال الحافظ الذهبي (ت 748هـ) رحمه الله:
«فأقلُّ مراتب النهي أن تُكرَه تلاوةُ القرآن كلِّه في أقلَّ من ثلاث، فما فَقه ولا تدبَّر من تلا في أقلَّ من ذلك. ولو تلا ورتل في أسبوع، ولازم ذلك، لكان عملاً فاضلاً، فالدِّينُ يُسرٌ، فوالله إنَّ ترتيل سُبع القرآن في تهجد قيام الليل مع المحافظة على النَّوافل الراتبة، والضحى، وتحية المسجد، مع الأذكار المأثورة الثابتة، والقول عند النوم واليقظة، ودُبر المكتوبة والسَّحَر، مع النَّظر في العلم النافع والاشتغال به مخلصاً لله، مع الأمر بالمعروف، وإرشاد الجاهل وتفهيمه، وزجر الفاسق، ونحو ذلك، مع أداء الفرائض في جماعة بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان، مع أداء الواجب، واجتناب الكبائر، وكثرة الدعاء والاستغفار، والصدقة وصلة الرحم، والتواضع، والإخلاص في جميع ذلك، لشُغلٌ عظيمٌ جسيمٌ، ولمَقامُ أصحاب اليمين وأولياء الله المتقين، فإنَّ سائر ذلك مطلوب.
فمتى تشاغل العابِد بختمة في كلِّ يوم، فقد خالف الحنيفية السَّمحة، ولم ينهض بأكثر ما ذكرناه ولا تدَبَّر ما يتلوه ...
وكلُّ من لم يَزُمَّ نفسه في تعبُّده وأوراده بالسنة النبوية، يندَمُ ويترَهَّب ويسوء مِزاجُه، ويفوته خيرٌ كثير من متابعة سنة نبيِّه الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، الحريص على نفعهم، وما زال صلى الله عليه وسلم معلِّماً للأمَّة أفضلَ الأعمال، وآمراً بهجر التَّبتُّل والرهبانية التي لم يُبعث بها، فنهى عن سَرد الصَّوم، ونهى عن الوصال، وعن قيام أكثر الليل إلاَّ في العَشر الأخير، ونهى عن العُزبة للمستطيع، ونهى عن ترك اللحم إلى غير ذلك من الأوامر والنواهي.
فالعابد بلا معرفةٍ لكثير من ذلك معذورٌ مأجور، والعابد العالم بالآثار المحمدية، المتجاوز لها مَفضولٌ مغرور، وأحبُّ الأعمال إلى الله تعالى أدومُها وإن قلَّ، ألهمنا الله وإيَّاكم حسن المتابعة، وجنَّبنا الهوى والمخالفة ».
سير أعلام النبلاء (3/84 – 86).
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-23-2010, 12:57 PM
قال الحسن ـانما انت ايام مجموعة كلما مضي يوم مضى بعضك و قال-ابن ادم انما انت بين مطيتين يوضعانك,يوضعك الليل الي النهار و النهار الي الليل حتي يسلمانك الي الاخرة فمن اعظم منك يا ابن ادم خطرا و قال -الموت معقود في نواصيكم و الدنيا تطوى من ورائكم.
من كتاب اغتنام الاوقات الصالحة بالاعمال الصالحة
لابن رجب الحنبلي
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-24-2010, 11:52 PM
يا مدمن الذنوب منذ كان غلاماً، علام عوّلت قل لي علاما? أتأمن مأتى من أتى حراما? قد ترى ما حلّ بهم، إليك قد ترامى أين المجتمعون على خمورهم والندامى? كل القوم في قبورهم ندامى، أما ما جرى على العصاة يكفي إماما? لقد ضيّعنا حديثا طويلاً وكلاماً ما أرى إلاّ داءً عقاما:
يا ليت شعري ما ادخـرتَ ليوم بؤسك وافتـقـارك
فلتـنـزلـن بـمـنـزل تحتاج فيه إلى ادّخـارك
أفنيتَ عمرك باغتـرارك ومناك فيه بانـتـظـارك
ونسيتَ مـا لابـدَّ مـنـه وكان أولـى بـادّكـارك
ولو اعتبرت بـمـا تـرى لكفاك علماً باعتـبـارك
لك سـاعة تـأتـيك مـن ساعات ليلك أو نهـارك
فتصير محتضـراً بـهـا فتهي من قبل احتضارك
من قبل أن تقلي وتقصـي ثم تـخـرج مـن ديارك
من قـبـل أن يتـثـاقـل الزوّار عنك وعن مزارك
متى تفيق من هذا المرض المراض? متى تستدرك هذه الأوقات الطوال العراض? يا عرض المنون كيف تبقي الأعراض? أما الأعمار في كل يوم في انقراض? لقد نبت قبل شكة السهم صكة المعراض، أما ترى الراحلين ماضياً خلف ماض? كم بنيان ما تم حتى تم مأتم? وهذا قد استفاض، إن الموت إليك كما كان لأبويك في ارتكاض، إن لم تقدر على مشارع الصالحين فرد باقي الحياض، إن لم يكن لك ابن لبون فلتكن بنت مخاض، إلى متى? وحتى متى? أتعبت الرواض، كلما بنينا نقضت ولا بناء مع نقاض، يا من قد باع نفسه بلذة ساعة بيعاً عن تراض، لبئس ما لبست أتدري ما تعتاض? يا علة لا كالعلل و يا مرضاً لا كالأمراض.
لقد أخبرتك الحادثات نزولـهـا ونادتك إلا أن سمعك ذو وقـر
تنوح وتبكي للأحبة إن مضـوا ونفسك لا تبكي وأنت على الإثر
يا مخالفاً من نهاه وأمره، يا مضيّعاً في البطالة عمره، الزمان صولجان والعمر كرة الدنيا بحر، والساحل المقبرة احذر نوائبها فإن مشاربها كدرة، على أنها مزرعة يحصد كل ما بذره فلا تحتقر معصية فربما أحرقت شررة،
المدهش
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-25-2010, 09:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذِكْرُ النّاس دَاءٌ ، وذِكْرُ اللهِ دَوَاء
قال عبدُ الله بن عَوْن: "ذِكْرُ النَّاسِ داءٌ، وذِكْرُ اللهِ دواءٌ".
قال الحافظُ الذّهبي معلِّقا: "قلت: إِي والله، فالعَجَبُ مِنّا ومِنْ جَهْلِنا كيفَ ندَعُ الدّواءَ وَنقتَحِمُ الدّاءَ؟
قال اللهُ تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) [البقرة: 152]، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) [العنكبوت: 45]، (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]
ولكنْ لا يَتَهيّأُ ذلكَ إلاّ بتوْفيق اللهِ وَمَنْ أدْمَنَ الدُّعاءَ، وَلاَزَمَ قَرْعَ البابِ فُتِحِ لَهُ"
[سير أعلام النّبلاء، للذهبي: 6/369]
م ن ق و ل
أكرم بن نجيب التونسي
05-25-2010, 09:51 PM
واصل جزاك الله خيرا يا أخانا أبا يحيى وبارك فيك
زكريا عبدالله النعمي
05-25-2010, 11:48 PM
إن شاء الله
أخي
وإياك
ونفع الله بك
زكريا عبدالله النعمي
05-25-2010, 11:58 PM
ومن العجائب: أربعة أنفس رزق كل واحد
منهم مائة ولد،
أنس بن مالك،وعبد الله بن عمر الليثي،
وخليفة السعدي،
وجعفر بن سليمان الهاشمي.
من العجائب المتعلقة بالنساء :
من ذلك أن امرأة شهد لها بدراً
سبعة بنين مسلمين وهي: عفراء بنت
عبيد، تزوجها الحارث
بن رفاعة، فولدت له معاذاً ومعوذاً، ثم
تزوجها بكير فولدت
له إياساً وخالداً، وعاقلاً،وعامراً، ثم
رجعت إلى الحارث
فولدت له عوفاً، فشهدوا كلهم بدراً،
ويخرج من هذا جواب
المسائل هل تعرفون أربعة أخوة لأب وأم
شهدوا بدراً مسلمين?.
المدهش لابن الجوزي
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-26-2010, 11:14 PM
عن علي بن ابي طالب -رضي الله عنه-قال:قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:اتاني جبريل فقال(يا محمد عش ما شئت فانك ميت ،وأحبب من شئت فانك مفارقه،واعمل ما شئت فانك مجزى به،واعلم ان شرف المؤمن قيامه الليل ،وعزه استغناؤه عن الناس)-
اخرجه ابو نعيم في الحلية3/202و حسنه الالباني في الصحيحة831
م ن ق و ل
عبد الحق آل أحمد
05-27-2010, 12:14 AM
قال العلامة ابن باديس-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ}:
"علينا أن نحذر من أن نعترض أو نحكم بالأنظار السطحية دون بحث عن الحقائق، أو أن نلحق شيئًا بشيء دون أن نتحقق انتفاء جميع الفوارق.
فقد انتشرت بعدم الحذر من هذين الأمرين جهالات، وارتكبت ضلالات.
وبالنظر السطحي ازدرى إبليس آدم فامتنع من السجود له واعترض على خالقه، فكانت عليه اللعنة إلى يوم الدين.
وبعدم النظر إلى الفوارق، قال أحد ابني آدم لأخيه لما تقبل قربانه دونه هو { َأَقْتُلَنَّكَ }، حتى ذكَّره أخوه بوجود الفارق، فقال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }.
وحقيقة الأول ترجع إلى الجهل المركب، وحقيقة الثاني ترجع إلى القياس الفاسد، وهما أعظم أصول الفساد والضلال".اهـ
زكريا عبدالله النعمي
05-27-2010, 07:41 PM
كلمات تكتب بماء الذهب
--------------------------------------------------------------------------------
روي عن شقيق البلخي- رحمه الله- أنه قال لحاتم قد صحبتني مدة ، فماذا تعلمت ؟قال تعلمت منك ثماني مسائل:
أما الأولى :فإني نظرت إلى الخلق فإذا كل شخص له محبوب
فإذا وصل إلى القبر فارقه محبوبه...
فجعلت محبوبي حسناتي لتكون في القبر معي..
وأما الثانية:فإني نظرت إلى قول الله تعالى
(ونهى النفس عن الهوى)
فأجهدتها في دفع الهوى
حتى استقرت على طاعة الله تعالى..
وأما الثالثة:فإني رأيت كل من معه شيء له قيمة عنده يحفظه
ثم نظرت في قول الله سبحانه وتعالى
(ما عندكم ينفذ وما عند الله باق)
فكلما وقع معي شيء له قيمة، وجهته إليه ليبقى لي عنده..
وأما الرابعة:فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف
وليست بشيء فنظرت في قول الله تعالى
(إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
فعملت في التقوى لأكون عنده كريماً...
وأما الخامسة:فإني رأيت الناس يتحاسدون
فنظرت فيقوله تعالى
(نحن قسمنا بينهم معيشتهم)
فتركت الحسد _ لأنه اعتراض على قسمةالله...
وأما السادسة:رأيتهم يتعادون
فنظرت في قول الله تعالى
(إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا )
فتركت عداوتهم واتخذت الشيطان وحده عدواً..
وأما السابعة:رأيتهم يذلون أنفسهم في طلب الرزق
فنظرت في قوله تعالى
(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)
فاشتغلت بما له علي، وتركت مالي عنده _ ثقة بوعده..
وأما الثامنة:رأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحة أبدانهم
فتوكلت على الله رب العالمين...
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-28-2010, 02:02 AM
قال الامام إبن القيم رحمه الله تعالى
العقول المؤيدة بالتوفيق ترى أن ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق الموافق للعقل والحكمه
والعقول المضروبة بالخذلان ترى المعارضة بين العقل والنقل وبين الحكمة والشرع
فوائد الفوائد
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-29-2010, 03:05 AM
فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنى أعلمكم بالله وأشدكم له خشية"، وفى لفظ آخر: "إنى أخوفكم لله وأعلمكم بما أتقى"، وكان صلى الله عليه وسلم يصلى ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاءِ، وقد قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} [فاطر: 28] فكلما كان العبد بالله أعلم كان له أخوف.
قال ابن مسعود: وكفى بخشية الله علماً. ونقصان الخوف من الله إنما هو لنقصان معرفة العبد به، فأَعرف الناس أخشاهم لله، ومن عرف الله اشتد حياؤه منه وخوفه له وحبه له، وكلما ازداد معرفة ازداد حياءً وخوفاً وحباً، فالخوف من أَجلّ منازل الطريق، وخوف الخاصة أَعظم من خوف العامة، وهم إليه أحوج، وهو بهم أَليق، ولهم ألزم. فإن العبد إما أن يكون مستقيماً أو مائلاً عن الاستقامة فإن كان مائلاً عن الاستقامة فخوفه من العقوبة على ميله، ولا يصح الإيمان إلا بهذا الخوف
وهو ينشأ من ثلاثة أُمور:
أحدها: معرفته بالجناية وقبحها.
والثانى: تصديق الوعيد وأن الله رتب على المعصية عقوبتها.
والثالث: أنه لا يعلم لعله يمنع من التوبة ويحال بينه وبينها إذا ارتكب الذنب.
فبهذه الأمور الثلاثة يتم له الخوف، وبحسب قوتها وضعفها تكون قوة الخوف وضعفه، فإن الحامل على الذنب إما أن يكون عدم علمه بقبحه، وإما عدم علمه بسوءِ عاقبته، وإما أن يجتمع له الأمران لكن يحمله عليه اتكاله على التوبة، وهو الغالب من ذنوب أهل الإيمان، فإذا علم قبح الذنب وعلم سوءَ مغبته وخاف أن لا يفتح له باب التوبة بل يمنعها ويحال بينه وبينها اشتد خوفه. هذا قبل الذنب، فإذا عمله كان خوفه أشد.
وبالجملة فمن استقر فى قلبه ذكر الدار الآخر وذكر المعصية والتوعد عليها،وعدم الوثوق بإتيانه بالتوبة النصوح هاج فى قلبه من الخوف ما لا يملكه ولا يفارقه حتى ينجو. وأما إن كان مستقيماً مع الله فخوفه يكون مع جريان الأنفاس، لعلمه بأن الله مقلب القلوب، وما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن عَزَّ وجَلَّ، فإن شاءَ أن يقيمه أقامه، وإِن شاءَ أن يزيغه أزاغه، كما ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم، وكانت أكثر يمينه: "لا ومقلب القلوب، لا ومقلب القلوب"، وقال بعض السلف: القلب أشد تقلباً من القِدْر إذا استجمعت غلياناً.
إبن القيم الجوزيه ~~ طريق الهجرتين وباب السعادتين ~~
وبالله التوفيق
زكريا عبدالله النعمي
05-30-2010, 03:59 PM
فصل
[ من مداخل المعاصي : الخطوات ]
وأما الخطوات : فحفظها بأن لا ينقل قدمه إلاّ فيما يرجوا ثوابه عند الله تعالى فإن لم يكن في خطاه مزيد ثواب فالقعود عنها خير له ويمكنه أن يستخرج من كل مباح يخطو إليه قربة يتقرب بها وينويها لله فتقع خطاه قربة.
ولما كانت العثرة عثرتين : عثرة الرجل وعثرة اللسان جاءت إحداهما قرينة الأخرى في قوله تعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} فوصفهم بالاستقامة في لفظاتهم وخطواتهم كما جمع بين اللحظات والخطوات في قوله تعالى {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}.
إبن القيم الجوزية ~~ الداء والدواء ~~
وبالله التوفيق
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
05-31-2010, 11:33 AM
فصل
[ لوازم الرجاء ]
ومما ينبغي أن يعلم أن من رجا شيئا رجاؤه ثلاثة أمور:
أحدها : محبته ما يرجوه
الثاني : خوفه من فواته
الثالث : سعيه في تحصيله بحسب الإمكان
وأما رجاء لايقارنه شيء من ذلك فهو من باب الأماني والرجاء شيء والأماني شيء آخر فكل راج خائف والسائر على الطريق إذا خاف أسرع السير مخافة الفوات.
وفي جامع الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من خاف أدلج ومن المنزل إلا إن سلعة الله غالية إلا إن سلعة الله الجنة "
إبن القيم الجوزية ~~ الداء والدواء ~~
وبالله التوفيق
م ن ق و ل
أبو الزبير عبد الحليم الإدريسي
05-31-2010, 04:28 PM
أخي أبويحي بارك الله فيك على هذه الثمر الجنية ونفع بك وبما قلته
زكريا عبدالله النعمي
06-01-2010, 12:32 AM
أخي أبو الزبير حليم الإدريسي
جزاك الله كل خيرأ على مرورك العاطر
اللهم آمين
زكريا عبدالله النعمي
06-01-2010, 12:34 AM
هذا كما أن الطاعة تنور القلب وتجلوه وتصقله وتقويه وتثبته حتى يصير كالمرآة المجلوة في جلائها وصفائها فيتملىء نورا فإذا دنا الشيطان منه أصابه من نور ما يصيب مسترق السمع من الشهب الثواقب فالشيطان يفرق من هذا القلب أشد من فرق الذئب من الأسد حتى إن صاحبه ليصرع الشيطان فيخر صريعا فيجتمع عليه الشياطين فيقول بعضهم لبعض: ما شأنه؟ فتقول: أصابه إنسي وبه نظرة من الإنس
فيا نظرة من قلب حر منور *** يكاد لها الشيطان بالنور يحرق
أفيستوي هذا القلب وقلب مظلم أرجاؤه مختلفة أهواؤه قد اتخذه الشيطان وطنه وأعده مسكنه إذا تصبَّح بطلعته حياه وقال : فديت من لا يفلح في دنياه ولا في أخراه؟
أنا قرينك في الدنيا وفي الحشر*** بعدها فأنت قرين لي بكل مكان
فإن كنت في دار الشقاء فإنني *** وأنت جميعا في شقا وهوان
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}
إبن القيم الجوزية ~~ الداء والدواء
وبالله التوفيق
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-02-2010, 03:07 PM
فإنه لا سبيل إلى السعادة والفلاح لا في الدنيا، ولا في الآخرة إلا على أيدي الرسل، ولا سبيلَ إلى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل إلا مِن جهتهم، ولا يُنال رضى اللّه البتة إلا على أيديهم، فالطَّيِّب من الأعمال والأقوال والأخلاق، ليس إلا هديهم وما جاؤوا به، فهم الميزانُ الراجح الذي على أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم تُوزن الأقوال والأخلاق والأعمال، وبمتابعتهم يتميز أهل الهدى من أهل الضلال
فالضرورة إليهم أعظمُ مِن ضرورة البدن إلى روحه، والعين إلى نورها، والروح إلى حياتها، فأي ضرورة وحاجة فُرِضَت، فضرورةُ العبد وحاجته إلى الرسل فوقها بكثير. وما ظنك بمن إذا غاب عنك هديُه وما جاء به طرفةَ عين، فسد قلبُك، وصار كالحوت إذا فارق الماء، ووضع في المِقلاة، فحال العبد عند مفارقة قلبه لما جاء به الرسل، كهذه الحال، بل أعظمُ
ولكن لا يُحِسُّ بهذا إلا قلب حي ومَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيلاَمُ
إبن القيم الجوزية ~~~ زاد المعاد من هدي خير العباد ~~~
وبالله التوفيق
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-03-2010, 01:33 PM
الاجتماع بالإخوان قسمان
أحدهما : اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت, فهذا مضرّته أرجح من منفعته, وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت.
ثانيهما : الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر, فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها, ولكن فيها ثلاث آفات
الأولى : تزين بعضهم لبعض.
الثانية : الكلام والخلطة أكثر من الحاجة.
الثالثة : أن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود.
وبالجملة, فالاجتماع والخلطة لقاح أما للنفس الأمارة وأما للقلب والنفس المطمئنة, والنتيجة مستفادة من اللقاح, فمن طاب لقاحه طابت ثمرته, وهكذا الأرواح الطيّبة لقاحها من الملك, والخبيثة لقاحها من الشيطان, وقد جعل الله سبحانه بحكمته الطيبات للطيبين, والطيبين للطيبات وعكس ذلك.
إبن القيم الجوزية ~~ الفوائد ~~
وبالله التوفيق
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-04-2010, 12:54 AM
1 عشرة من اقوال الجوزي- رحمه الله -ارجو ان تنفعنا
1-الذنوب تغطي على القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى ، و من علم ضرر الذنب استشعر الندم .
2- يا صاحب الخطايا : أين الدموع الجارية ؟ يا أسير المعاصي ابك على الذنوب الماضية ، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ، وا حسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟!
3- أسفاً لعبد كلما كثرت أوزاره قلّ استغفاره ، و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور .
4- اذكر اسم من إذا أطعته أفادك ، و إذا أتيته شاكراً زادك ، و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك ..
5- أيها الغافل : ما عندك خبر منك ! فما تعرف من نفسك إلا أن تجوع فتأكل ، و تشبع فتنام ، و تغضب فتخاصم ، فبم تميزت عن البهائم !
6- واعجباً لك ! لو رأيت خطاً مستحسن الرقم لأدركك الدهش من حكمة الكاتب ، و أنت ترى رقوم القدرة و لا تعرف الصانع ، فإن لم تعرفه بتلك الصنعة فتعجّب ، كيف أعمى بصيرتك مع رؤية بصرك !
7- يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ، أما بلغك ان الجلود إذا استشهدت نطقت ! أما علمت أن النار للعصاة خلقت ! إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ، فتذكر أن التوبة تحجب عنها ، و الدمعة تطفيها .
8- سلوا القبور عن سكانها ، و استخبروا اللحود عن قطانها ، تخبركم بخشونة المضاجع ، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ، و المسافر يود لو انه راجع ، فليتعظ الغافل و ليراجع .
9- يا مُطالباً بأعماله ، يا مسئولاً عن أفعاله ، يا مكتوباً عليه جميع أقواله ، يا مناقشاً على كل أحواله ، نسيانك لهذا أمر عجيب !
10- إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد ، و للفهوم كل لحظة زجر جديد ، و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد ، غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد ..
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-05-2010, 02:14 AM
خذ نفسك بالعزائم لا ترخص.
حائط الباطن خراب فعلام إذا تجصص.
العلم والعمل توأمان أمهما علو الهمة.
الجهل والبطالة توأمان أمهما إيثار الكسل.
أيها المعلم تثبت على المبتدى وقدر في السر فللعالم رسوخ وللمتعلم قلق.
ويا أيها الطالب تواضع في الطلب فإن التراب بيننا هو تحت الأخمص صار طهورا للوجه.
تجلى عليك عروس المعرفة ولكن علي غير كفؤ.
وإنما يحل النظر إذا كان العقد جائزا.
فغض الطرف إنك من نمير.
ليس العالم شخصا واحدا العالم عالم تصانيف.
العالم أولاده المخلدون دون أولاده.
من خلق للعلم شف جوهره من الصغر.
طول الشهر مفض إلى طيب المرقد والهوان في ظل الهوينا كامن.
إبن القيم الجوزية
~~ بدائع الفوائد ~~
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-05-2010, 05:07 PM
المعصية تضعف إرادة الخير
منها _وهو من أخوفها على العبد _ أنها تضعف القلب عن إرادته، فتقوى إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية فلو مات نصفه لما تاب إلى الله ، فيأتي من الاستغفار وتوبة الكذابين باللسان بشئ كثير ، وقلبه معقود بالمعصية، مصر عليها، عازم على مواقعهتا متى امكنه.
وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك.
الداء والدواء
ابن القيم الجوزية
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-06-2010, 01:39 PM
-فائدة-
وهو أن التسبيح يختلف عن الحمد ، وهو أن التسبيح فيه تخلية ، ومعلوم أن التخلية بلا شيء يوضع محلها أنها ليست محمودة ، بمعنى : أنه إذا قال أحد : أنا سأخلي هذا المسجد مما فيه من الأشياء، والدواليب والفرش ونحو ذلك. لم يكن محمودا بفعله إلا إذا قال وآتي بغيره مما هو أحسن منه فأضعه فيه.
فالتسبيح تنزيه، والتنزيه قد يكون ناتجا عن قصور في إثبات الكمالات لله -جل وعلا- فيقول: إن الله -جل وعلا- منزه عن كذا، ومنزه عن كذا، ومنزه عن كذا، ثم لا يصفه -جل وعلا- بشيء ؛ فلهذا كان التسبيح والحمد متكاملان ، فالتسبيح تخلية، والحمد بالنسبة للقلب تحلية، والتخلية تسبق التحلية كما هو مقرر في علوم البلاغة.
فإذن جاء التسبيح في نصوص كثيرة مضافا إلى الله -جل وعلا- بمعنى: سلب النقائص ونفي النقائص عن الله -جل وعلا- في ربوبيته وإلهيته، وأسمائه وصفاته ، وفي قدره وأمره الكوني ، وفي شرعه وحكمه الديني ، في هذه الخمسة تقابل بها الخمسة التي فيها إثبات الكمالات في الحمد، فكل واحدة منها نزهت عن الله -جل وعلا- جاء الحمد بإثبات الكمال اللائق بالله -جل وعلا- محلها.
وهذا لو فقهه العبد لكان: " سبحان الله والحمد لله " في لسانه أعظم من أي شيء يشتغل به عنها من غير ذكر الله -جل وعلا- والقرآن العظيم
صالح ال الشيخ
~~ شرح الاربعين النووية ~~
وبالله التوفيق
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-07-2010, 01:54 AM
ولولا أن رحمته غلبت غضبه ومغفرته سبقت عقوبته وإلا لتدكدكت الأرض بمن قابله بما لا يليق مقابلته به
ولولا حلمه ومغفرته لزلزلت السموات والأرض من معاصي العباد
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً}.
فتأمل ختم هذه الآية باسمين من أسمائه وهما "الحليم والغفور" كيف تجد تحت ذلك أنه لولا حلمه عن الجناة ومغفرته للعصاة لما استقرت السموات والأرض؟
وقد أخبر سبحانه عن كفر بعض عباده أنه {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً}.
وقد أخرج الله سبحانه الأبوين من الجنة بذنب واحد ارتكباه وخالفا فيه نهيه ولعن إبليس وطرده وأخرجه من ملكوت السموات والأرض بذنب واحد ارتكبه وخالف فيه أمره ونحن معاشر الحمقى كما قيل:
نصل الذنوب إلى الذنوب ونرتجى *** درج الجنان لذي النعيم الخالد
لقد علمنا أخرج الأبوين *** من ملكوتهِ الأعلى بذنب واحد
والمقصود
أن العبد قد يكون بعد التوبة خيرا مما كان قبل الخطيئة وأرفع درجة وقد تضعف الخطيئة همته وتوهن عزمه وتمرض قلبه فلا يقوى دواء التوبة إعادته إلى الصحة الأولى فلا يعود إلى درجته وقد يزول المرض بحيث تعود الصحة كما كانت ويعود إلى مثل عمله فيعود إلى درجته.
هذا كله إذا كان نزوله إلى معصية فإن كان نزوله إلى أمر يقدح في أصل إيمانه مثل الشكوك والريب والنفاق فذاك نزول لا يرجى لصاحبه صعود إلا بتجديد إسلامه.
إبن القيم الجوزية
~~~ الداء والدواء ~~~
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-08-2010, 01:12 PM
كان إبن مسعود يقول إذا قعد
إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموتُ يأتي بعتة من زرع خيرًا يوشك أن يحصد رغبة ومن زرع شرًا يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع مثل مازرع لا يسبق بطىءٌ بحظه ولا يدرك حريصٌ مالم يقدر له فمن أعطي خيرًا فالله أعطاه ومن وقي شرًا فالله وقاه المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة
سير أعلام النبلاء
( 1/497)
للحافظ الذهبي رحمه الله
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-10-2010, 06:52 PM
أبو صالح كاتب الليث : عن الهقل بن زياد، عن الاوزاعي: أنه وعظ، فقال في موعظته:
(( أيها الناس ! تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة، التي تطلع على الافئدة، فإنكم في دار، الثواء فيها قليل ، وأنتم مرتحلون وخلائف بعد القرون، الذين استقالوا من الدنيا زهرتها، كانوا أطول منكم أعمارا، وأجد أجساما، وأعظم آثارا، فجددوا الجبال، وجابوا الصخور (*)، ونقبوا في البلاد، مؤيدين ببطش شديد، وأجسام كالعماد، فما لبثت الايام والليالي أن طوت مدتهم، وعفت آثارهم، وأخوت منازلهم، وأنست ذكرهم، فما تحس منهم من أحد، ولا تسمع لهم ركزا (*)، كانوا بلهو الامل آمنين، ولميقات يوم غافلين، ولصباح قوم نادمين، ثم إنكم قد علمتم ما نزل بساحتهم بياتا من عقوبة الله، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين، وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه وزوال نعمه، ومساكن خاوية، فيها آية للذين يخافون العذاب الاليم، وعبرة لمن يخشى، وأصبحتم في أجل منقوص، ودنيا مقبوضة، في زمان قد ولى عفوه، وذهب رخاؤه، فلم يبق منه إلا حمة شر، وصبابة كدر، وأهاويل غير، وأرسال فتن، ورذالة خلف . ))
جابوا الصخور: نقبوها.
الركز: الصوت الخفي، وقيل هو الصوت ليس بالشديد.
سير أعلام النبلاء
(7 / 117)
للحافظ الذهبي رحمه الله
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-11-2010, 02:47 PM
قال الامام إبن القيم رحمه الله تعالى
العقول المؤيدة بالتوفيق ترى أن ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق الموافق للعقل والحكمه والعقول المضروبة بالخذلان ترى المعارضة بين العقل والنقل وبين الحكمة والشرع
~~~ فوائد الفوائد ~~~
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-13-2010, 01:02 AM
عن أبي الدرداء أنه قال يا أهل حمص ما لي أرى علماءكم يذهبون وأرى جهالكم لا يتعلمون وأراكم قد أقبلتم على ما تكفل لكم وضيعتم ما وكلتم به تعلموا قبل أن يرفع العلم فإن ذهاب العلم ذهاب العلماء لولا ثلاث صلح الناس شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه من رزق قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة فنعم الخير أوتيه ولن يترك من الخير شيئا من يكثر الدعاء عند الرخاء يستجاب له عند البلاء ومن يكثر قرع الباب يفتح له
تاريخ دمشق
( 47/172)
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-14-2010, 02:02 AM
- مراتب العلم والعمل
«فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ تَعَلُّمُ الخيْرِ، وَالعَمَلُ بِهِ، فَمَنْ جَمَعَ الأَمْرَيْنِ جَمِيعًا؛ فَقَدِ اسْتَوْفَى الفَضْلَيْنِ مَعًا، وَمَنْ علمَهُ وَلم يَعْمَلْ بِهِ، فَقَدْ أَحْسَنَ في التَعَلُّمِ، وَأَسَاءَ في تَرْكِ العَمَلِ بهِ، فَخَلَطَ عَمَلاً صَالحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ آخَرَ لَمْ يَعْلَمْهُ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، وَهَذَا الذِّي لاَ خَيْرَ فِيهِ أَمْثَلُ حَالَةً، وَأَقَلُّ ذَمًّا مِنْ آخَرَ يَنْهَى عَنْ تَعَلُّمِ الخيْرِ وَيَصُدُّ عَنْهُ، وَلَوْ لَمْ يَنْهَ عَنِ الشَّرِ إلاَّ مَنْ لَيْسَ فِيهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَلاَ أَمَرَ بِالخيْرِ إلاَّ مَنِ اسْتَوْعَبَهُ لما نَهَى أَحَدٌ عَنِ شَرٍ وَلاَ أَمَرَ بِخَيْرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَحَسْبُكَ بِمَنْ أَدَّى رَأْيُهُ إِلَى هَذَا فَسَادًا وَسُوءَ طَبْعٍ وَذَمَّ حَالٍ، وَبالله تَعَالَى التَوْفِيقُ».
«مداواة النفوس» لأبي محمَّد بْنِ حَزْمٍ: (85).
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-16-2010, 01:13 AM
حكى الشيخ صالح السحيمي في شرحه على التدميرية أن أعرابي دخل المسجد فوجد الجهم بن صفوان يعلم الناس عقيدته الباطله في تعطيل صفات الله تعالى ويقول أن الله سميع بلا سمع بصير بلا بصر
فقال الاعرابي للجهم
الا ان جهما كافر بان كفره ** ومن قال يوما قول جهم فقد كفر
لقد جن جهم اد يسمي الهه ** سميعا بلا سمع بصيرا بلا بصر
عليما بلا علم رضيا بلا رضا ** لطيفا بلا لطف خبيرا بلا خبر
ايرضيك ان لو قال ياجهم قائل ** ابوك امرؤ حر خطير بلا خطر
مليح بلا ملح بهي بلا بها ** طويل بلا طول يخالجه القصر
حليم بلا حلم وفي بلا وفا ** فبالعقل موصوف و بالجهل مشتهر
جواد بلا جود قوي بلا قوى** كبير بلا كبر صغير بلا صغر
امدحا تراه أم هجاءً و سبة** وهزءا كفاك الله يااحمق البشر
فانك شيطان بعثت لامة ** تصيرها عما قريب الى سقر
قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي لما ذكر الحادثة فنفض حول الجهم أناس كثيرون
وبالله التوفيق
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-18-2010, 11:50 PM
قال عمرو بن عثمان المكي
العلم قائد والخوف سائق والنفس حرون بين ذلك جموح خداعة رواغة فاحذرها وراعها بسياسة العلم وسقها بتهديد الخوف يتم لك ما تريد
مدارج السالكين لأبن القيم الجوزية
وبالله التوفيق
م ن ق و ل
سالم ابودجانه الموري
06-19-2010, 10:18 AM
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يثيبك أخانا ابا يحيى على هذا الاثراء والفائدة الغنية ببروتين الايمان نفع الله بكم
زكريا عبدالله النعمي
06-19-2010, 09:34 PM
أخي سالم أشكرك على مرورك الرائع
اللهم آمين
تقبل مروري
تحياتي
زكريا عبدالله النعمي
06-19-2010, 09:36 PM
قال إبن القيم رحمه الله في فوائد الفوائد صـ 318
إذا كان الله ورسوله في جانب فاحذر أن تكون في الجانب الأخر فإن ذلك يفضي إلى المشاقة والمحادة وهذا أصلها ومنه اشتقاقها فإن المشاقة أن يكون في شق ومن يخالفه في شق والمحادة أن يكون في حد وهو في حد
ولاتستسهل هذا فإن مباديه تجر إلي غايته وقليلهُ يدعوا إلى كثيره وكن في الجانب الذي فيه الله ورسوله وإن كان الناس كلهم في الجانب الآخر فإن لذلك عواقب هي أحمد العواقب وأفضلها وليس للعبد أنفع من ذلك في دنياه قبل أخرته "
أنتهى كلامه رحمه الله
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-20-2010, 07:43 PM
من أعجب الأشياء ان تعرفه ثم لا تحبه وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته إلى أنشراح الصدر بذكره ومناجاته وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه
وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه وأنك أحوج شىء إليه وأنت معرض وفيمـا يبعدك عنه أرغب
فوائد الفوائد
صـ 344
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-23-2010, 04:03 PM
قال ابن القيم - رحمه الله -
" إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم ،طالب للدليل ، محكم له، متبع للحق حيث كان ، وأين كان ، ومع من كان ، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك ؛ فإنه يخالفك ويعذرك . والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة ، وذنبك : رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة ، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب ، فإن الآلاف المؤلفة منهم ؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم ، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم ".
أعلام الموقعين
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-25-2010, 08:45 PM
إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, والق سمعك, واحضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه إليه, فإنّه خطاب منه لك, على لسان رسوله, قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}
(قّ:37)
وذلك أن تمام التأثير لمّا كان موقوفا على مؤثر مقتض, ومحل قابل, وشرط لحصول الأثر, وانتقاء المانع الذي يمنع منه, تضمّنت الآية بيان ذلك كلّه بأوجز لفظ وأبينه, وأدلّه على المراد.
فقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى} (قّ:37) إشارة إلى ما تقدّم من أوّل السورة إلى ها هنا وهذا هو المؤثّر.
قوله: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} فهذا هو المحل القابل, والمراد به القلب الحيّ الذي يعقل عن الله, كما قال تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّا} أي حيّ القلب ، وقوله: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} أي وجّه سمعه وأصغى حاسّة سمعه إلى ما يقال له, وهذا شرط التأثّر بالكلام.وقوله: {وَهُوَ شَهِيدٌ} أي شاهد القلب حاضر غير غائب.
قال ابن قتيبة: "استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم, ليس بغافل ولا ساه". وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير, وهو سهو القلب, وغيبته عن تعقّل ما يقال له, والنظر فيه وتأمّله.
فإذا حصل المؤثر وهو القرآن, والمحل القابل وهو القلب الحي, ووجد الشرط وهو الإصغاء, وانتقى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب, وانصرافه عنه إلى شيء آخر, حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكّر.
إبن القيم الجوزية
~~ كتاب الفوائد ~~
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
06-29-2010, 05:28 PM
قال الفضيل بن عياض
" لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة وحتى لا يحب أن يحمد على عبادة الله "
سير أعلام النبلاء
للحافظ الذهبي
م ن ق و ل
زكريا عبدالله النعمي
07-02-2010, 10:36 AM
قال ابن القيّم الجوزية : " فمَن صَحِبَ الكتاب والسنّة ، وتغرّب عن نفسِه وعن الخلق ، وهاجر بقلبه إلى الله ، فهو الصادق المصيب " . مدارج السالكين : ( 2 / 487 )
م ن ق و ل
عبد الغني بن أحمد الأثري
07-05-2010, 02:00 AM
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك اخي الفاضل على هده الفائدة القيمة ونحن ننتظر منك المزيد
ونستأدنكم في المشاركة معكم وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
زكريا عبدالله النعمي
07-05-2010, 11:31 PM
وإياك أخي
وبارك الله فيك على مرورك العاطر
ولا مانع من المشاركة بل هو تعاون على البر والتقوى
ولكن أرجو التدقيق في الاختيار مع ذكر المصدر
واهلاً وسهلاً بك
زكريا عبدالله النعمي
07-14-2010, 01:35 PM
قال إبن القيم رحمه الله
والجهلُ داء قاتلٌ وشفاؤه ... أمران في التركيب متفقانِ
نص من القرآن أو من سنة ... وطبيب ذاك العالم الرباني
والعلم أقسام ثلاث مالها ... من رابع والحق ذو تبيانِ
علم بأوصاف الإله وفعله ... وكذلك الأسماء للديانِ
والأمر والنهي الذي هو دينه ... وجزاؤه يوم المعاد الثاني
والكلُّ في القرآن والسنن التي ... جاءت عن المبعوث بالفرقان
والله ما قال امرؤ متحذلق ... بسواهما إلا من الهذيان
م ن ق و ل
أبو عبد الله بلال يونسي
01-21-2011, 06:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في الله هذه فائدة أنقلها لكم من منتديات التصفية والتربية
يقول صاحب الفائدة :
لقد أعجبتني الكلمة الإفتتاحية لمدير مجلة الإصلاح الشيخ توفيق عمروني حفظه الله تعالى و أنصح الجميع بقراءتها ، وهذا لما تضمنته لموضوع مهم جدا ألا و هو مرحلة " الفتور " وقد أجاد في تعريفها ، والتي لا نجد أي عبد ينجو من هذه المرحلة لهذا ندعوا الله تعالى أن يثبتنا على دينه و ان يغفر لنا تقصيرنا و خطايانا .
الفتور
من المعوّقات الّتي تقعد بالعبد عن بلوغ مآربه و تحقيق آماله داء الفتور ، وهو داء خطير ، و العيب أن يصيب من كان على الإستقامة ، و ملازما للعلم الشرعي ، ويشتدّ العيب إن كان المصاب معلّما النّاس الخير ثمّ تركه و استسلم للفنور.
و الفتور هو السّكون بعد الحدّة و الّين بعد الشّدّة و الضّعف بعد القوّة وهو التّراخي بعد الجدّ ،والكسل بعدالنّشاط ، و الميل إلى الرّاحة و الإنقطاع عن العمل بعد الإستمرار عليه .
و العبد لا يسلم من نوبات الفتور تصيبه بين الفينة والأخرى، لكن ينبغي التّفطّن لأمرين ، اوّلهما : أن لا تجرّه الفترة بعيدا فتردي به في مهاوي الرّدى و مخالفة الشّريعة ، و الأمر الثّاني : أن لا يركن إليها فنطول مدّتها إذ يخشى أن يختم له بسوء ـ و العياذ باللّه ـ ، قال ابن القبّم رحمه الله تعالى في " مدارج السّاليكن " (3/122) : " فتخلّل الفترات للسّالكين أمر لازم لا بدّ منه ، فمن كانت فترته إلى مقاربة و تسديد ، ولم تخرجه من فرض ، ولم تدخله في محرّم ، رجي له أن يعود خيرا ممّا كان ، قال عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه و أرضاه : " إنّ لهذه القلوب إقبالا و إدبارا ، فإذا أقبلت فخذوها بالنّوافل ، وإن أدبرت فألزموها الفرائض "".
فإذا فتر العبد عن النّوافل ، فلا يدع الفرائض ، و إذا توسّع في المباحات فلا يجرؤ على المحرّمات، و إذا خفت نشاطه في الخير ، فليس إلى حدّ التّرك و العزوف و تغيير الوجهة ، حتّى لا ينطفئ الأمل في عودته إلى ماكان عليه من الخير أو أحسن منه ، قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم :" إنّ لكلّ عمل شِرٌّة، و لكلّ شِرُّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنّتي فقد أفلح ، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك " .
و الفتور ليس توقّفا فحسب ، بل هو تأخّر لان العبد في هذه الحياة إمّا متقدّم و إمّا متأخّر ، و ليس بينهما شيء اسمه التّوقّف ، قال تعالى:"إنّهالإحدى الكبر ، نذيرا للبشر ، لمن شاء منكم ان يتفدّم أو يتأخّر " المدثر و لم يذكر واقفا ، إذ لا منزل بين الجنّة والنار ، و لا طريق لسالك إلى غير الدّرين البتّة ، فمن لم يتقدّم إلى هذه بالأعمال الصّالحة ، فهو متأخّر إلى تلك بالأعمال السّيّئة " قاله ابن القيّم في : مدارج السّالكين" (1/267).
و يستعان على التخلّص من آفة الفتور باللّحإ إلى الله تعالى و الإطّراح ببابه ، وكثرة سؤاله و الله الهادي .
الأستاذ محمد رحيل
01-21-2011, 10:40 AM
شكر الله للمراقب الفاضل زكريا عبد الله النعيمي كلماته,وجعلها في ميزان حسناته,وللأخ الشاعر بلال فائدة فائداته,ووهبه بها أفضل هباته.
أبو عبد الله بلال يونسي
01-22-2011, 06:19 PM
شكر الله للمراقب الفاضل زكريا عبد الله النعيمي كلماته,وجعلها في ميزان حسناته,وللأخ الشاعر بلال فائدة فائداته,ووهبه بها أفضل هباته.
أحسن الله إليك أستاذنا الأديب وفحلنا الفذ الأريب
وشكر الله لك تشجيعك ومراقبتك وتصحيحك عوجا يقع فيه أحبابك وتلاميذك ...
أبو عبد الله بلال يونسي
03-20-2011, 05:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بينما أنما أقلب في ملفات قديمة وكتب أكلت عليها الأيام الجارية جريا إذا بي أقف على درة من كلا أديب الفقهاء وفقيه الأدباء ابن قتيبة الدينوري صاحب المجالسة وأدب الكاتب وتأويل مختلف الحديث فأكبرتها من فائدة رغم جهلي بمحلها من كتب ابن قتيبة رحمه الله ؛ ولكن يهمنا إن شاء الله اقتناصها والبكاء على بكائه غفر الله له وجزاته عن الإسلام خيرا :
قال ابن قُتَيْبة رحمه الله:
«قد كنَّا زمانًا نعتذر من الجهل، فقد صِرْنا الآن نحتاج إلى الاعتذار من العلم! وكنَّا نؤمِّل شكر النَّاس بالتَّنبيه والدِّلالة، فصِرْنا نرضَى بالسَّلامة.. وفي الله خَلَفٌ، وهو المستعان».
وكتب أخوكم :
أبو عبد الله بلال
محمد الحريري
03-20-2011, 11:21 AM
جزاك الله خيرا، و هي والله على وجازتها حوت معاني عظيمة، ولكن لي بعض الملاحظات إن سمحت لي يا شيخي بلال (ابتسامة)
في قولك :
(وفقيه الأدباء ابن قتيبة الدينوري صاحب المجالسة)
ليس كذلك و إنما "المجالسة و جواهر العلم" لأبي بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي المتوفي سنة 333 وليست لابن قتيبة الدينوري وبينه وبين ابن قتيبة مفاوز تنقطع لها أعناق المطي.
وفي قولك :
(رغم جهلي بمحلها من كتب ابن قتيبة رحمه الله)
قالها في كتاب :" إصلاح غلط أبي عُبيد"
و أرجو أن تتقبل مروري أيها الألمعي
أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
03-20-2011, 05:41 PM
جزاك الله خيرا أبا أسامة الحريري
فائدة طيّبة جدا جداً
لا حرمك الله أجر التحقيق
و لا ابتلاك الله بشرّ التصفيق
أبو عبد الله بلال يونسي
03-20-2011, 10:04 PM
جزاك الله خيرا، و هي والله على وجازتها حوت معاني عظيمة، ولكن لي بعض الملاحظات إن سمحت لي يا شيخي بلال (ابتسامة)
في قولك :
(وفقيه الأدباء ابن قتيبة الدينوري صاحب المجالسة)
ليس كذلك و إنما "المجالسة و جواهر العلم" لأبي بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي المتوفي سنة 333 وليست لابن قتيبة الدينوري وبينه وبين ابن قتيبة مفاوز تنقطع لها أعناق المطي.
وفي قولك :
(رغم جهلي بمحلها من كتب ابن قتيبة رحمه الله)
قالها في كتاب :" إصلاح غلط أبي عُبيد"
و أرجو أن تتقبل مروري أيها الألمعي
جزاك الله خيرا أخي الراجز المثالي
وأما ما يخص الدينوري فقد كان عهدي به بعيدا إذ كان من أوائل ما قرأت من الكتب المطولة وذلك أني كنت أنا وأخي سمير سليماني الجامعي الوادي نتدارسه ولم أنتبه يومها إلا إلى كونه دينوريا وبمرور السنون والليالي انطبع في ذهني أنه نفسه ابن قتيبة وما ذاك إلا لكثرة سهوي وشديد غفلتي وجهلي ...
مقد صدقت فكم بين أبي بكر وابن قتيبة من مفاوز ؛ ولكن هو السهو وجل من لا يسهو ؛ و من المفارقات أننا كنا نقرؤ الكتاب مع ترك الحواشي التي أحدثها مشهور لانزعاجنا منه من زمان بعيد ؛ بل لم أقرأ حتى الترجمة التي وضعها بغضا لصنيعه من تضخيم الكتب بنية المتاجرة وتكثير الصفحات وبالتالي تكثير الدريهمات ؛ فكان ذلك سببا أيضا في عدم قراءتي يومها للترجمة التي وضعها مشهور لأبي بكر رحمه الله فبقيت أخال أبابكر كنية لابن قتيبة حتى أتيت أنت أخي الغالي ورفعت عني ما أعانيه من خلط بين الرجلين ...
زادك الله حرصا ونفع بك أخي الحبيب وجعلك من حراس دينه المحققين لا المصفقين غير المدققين ..
وبارك الله فيك على تنبيهك وحسن تحلية وتعليقك ...
أبومالك عمر الطروق
01-07-2012, 09:55 AM
· من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه.
· للعبد ستر بينه وبين الله , وستر بينه وبين الناس, فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله , هتك الستر الذي بينه وبين الناس.
· للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه, فينبغي له أن يسترضي ربّه قبل لقائه ويعمّر بيته قبل انتقاله اليه.
· اضاعة الوقت أشد من الموت, لأن اضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة, والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
· الدنيا من أولها الى آخرها لا تساوي غم ساعة, فكيف بغم العمر.
· محبوب اليوم يعقبه المكروه غدا, ومكروه اليوم يعقبه المحبوب غدا.
· أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع في معادها.
· كيف يكون عاقلا من باع الجنّة بما فيها شهوة ساعة.
· يخرج العرف من الدنيا ولم يقضي وطره من شيئين: بكاؤه على نفسه, وثناؤه على ربّه.
· المخلوق اذا خفته استوحشت منه وهربت منه, والرب تعالى اذا خفته أنست به وقربت اليه.
· لو نفع العلم بما عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب ولو نفع العمل بلا اخلاص لما ذم المنافقين.
· دافع الخطرة, فان لم تفعل صارت فكرة. فدافع الفكرة, فان لم نفعل صارت شهوة. فحاربها, فان لم تفعل صارت عزيمة وهمّة, فان لم تدافعها صارت فعلا, فان لم تتداركه بضدّه صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها.
التقوى ثلاث مراتب:
احداها : حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات.
الثانية : حميتها عن المكروهات.
الثالثة : الحمية عن الفضول وما لا يعني.
فالأولى تعطي العبد حياته, والثانية تفيد صحته وقوته, والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته.
غموض الحق حين تذب عنه يقلل ناصر الخصم المحق
تضل عن الدقيق فهوم قوم فتقضي للمجلّ على المدقّ
بالله أبلغ ما أسعى وأدركه لا بي ولا بشفيع لي من الناس
اذا أيست وكاد اليأس يقطعني جاء الرجاء مسرعا من جانب اليأس
· من خلقه الله للجنّة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره, ومن خلقه الله للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات.
لما طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها. اقرأ الآيات 19-24من سورة الأعراف.
ولما طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤية لبث فيها بضع سنين. اقرأ يوسف آية 42.
· اذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستّة مشاهد:
الأوّل : مشهد التوحيد, وأن الله هو الذي قدّره وشاءه وخلقه, وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
الثاني : مشهد العدل, وأنه ماض فيه حكمه, عدل فيه قضاؤه.
الثالث : مشهد الرحمة,وأن رحمته في هذا المقدور غالبه لغضبه وانتقامه, ورحمةه حشوه أي ظاهره بلاء وباطنه رحمة.
الرابع : مشهد الحكمة, وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك, لم يقدّره سدى ولا قضاه عبثا.
الخامس : مشهد الحمد, وان له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه.
السادس : مشهد العبوديّة, وأنه عبد محض من كل وجه تجري عليه أحكام سيّده وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده, فيصرفه تحت أحكامه القدريّة كما يصرفه تحت أحكامه الدينيّة, فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه.
· قلّة التوفيق وفساد الرأي, وخفاء الحق, وفساد القلب, وخمول الذكر, واضاعة الوقت, ونفرة الخلق, والوحشة بين العبد وبين ربّه, ومنع اجابة الدعاء, وقسوة القلب, ومحق البركة في الرزق والعمر, وحرمان العلم, ولباس الذل, واهانة العدو, وضيق الصدر, والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت, وطول الهم والغم, وضنك المعيشة, وكسف البال... تتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله, كما يتولّد الزرع عن الماء, والاحراق عن النار .
منقول
أبومالك عمر الطروق
01-09-2012, 11:18 AM
الحمد لله الهادي إلى أقوم سبيل، والمضلّ لمن يشاء بعد إقامة الحجّة بالدّليل، يهدي من يشاء ويَعْصِمُ ويُعافي فضلا، ويُضلُّ من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربًّا ومعبودًا، فهو حسبنا ونعم الوكيل ؛ وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، المبعوث في خير أمّة وأكرم جيل .
أمّا بعد:
فهذا حال العالم المؤثر الدنيا على الآخرة, وأما العبد الجاهل فآفته من اعراضه عن العلم وأحكامه وغلبة خياله وذوقه ووجده وما تهواه نفسه. ولهذا قال سفيان بن عيينة وغيره: احذروا قتنة العالم الفاجر, وفتنة العابد الجاهل, فان فتنتهما فتنة لكل مفتون, فهذا بجهله يصد عن العلم وموجبه, وذاك بغيّه يدعو الى الفجور.
وقد ضرب الله سبحانه مثل النوع الآخر بقوله: { كمثل الشيطان اذ قال للانسان أكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني أخاف الله رب العالمين * فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين} الحشر وقصته معروفة, فانه بنى أساس أمره على عبادة الله بجهل, فأوقعه الشيطان بجهله, وكفّره بجهله. فهذا امام كل عابد جاهل يكفر ولا يدري, وذاك امام كل عالم فاجر, يختار الدنيا على الآخرة.
وقد جعل سبحانه رضى العبد بالدنيا, وطمأنينته وغفلته عن معرفة آياته, وتدبرها والعمل بها, سبب شقائه وهلاكه, ولا يجتمع هذان, أعني الرضا بالدنيا والغفلة عن آيات الرب الا في قلب من لا يؤمن بالمعاد, ولا يرجو لقاء رب العباد, والا فلو رسخ قدمه في الايمان بالمعاد, لما رضي الدنيا, ولا اطمأن اليها, ولا أعرض عن آيات الله.
وأنت اذا تأملت أحوال الناس وجدت هذا الضرب هو الغالب على الناس وهم عمّار الدنيا. وأقل الناس عددا من هو على خلاف ذلك, وهو من أشد الناس غربة بينهم, لهم شأن وله شأن, علمه غير علومهم, وارادته غير ارادتهم, وطريقه غير طريقهم, فهو في واد وهم في واد, قال تعالى: {ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون * أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون } يونس .
ثم ذكر وصف ضد هؤلاء ومآلهم وعاقبتهم بقوله: {ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم } يونس
فهؤلاء ايمانهم بلقاء الله أورثهم عدم الرضا بالدنيا والطمأنينة اليها, ودوام ذكر آياته, فهذه مواريث الايمان بالمعاد, وتلك مواريث عدم الايمان به والغفلة عنه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منقول
أبومالك عمر الطروق
01-13-2012, 10:18 PM
يقول ابن القيم .
الجاهل يشكو الله الى الناس , وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو اليه , فانه لو عرف ربه لما شكاه , ولو عرف الناس لما شكا اليهم . ورأى بعض السلف رجلا يشكو الى رجل فاقته وضرورته , فقال : يا هذا , والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك الى من لا يرحمك , وفي ذلك قيل :
واذا شكوت الى ابن آدم انما تشكو الرحيم الى الذي لا يرحم
والعارف انما يشكو الى الله وحده . وأعرف العارفين من جعل شكواه الى الله من نفسه لا من الناس , فهو يشكو من موجبات تسليط الناس عليه , فهو ناظر الى قوله تعالى:{ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} الشورى 30 , وقوله :{ وما أصابك من سيئة فمن نفسك } النساء 79 , وقوله :{ أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم } آل عمران 165.
فالمراتب ثلاثة : أخسها أن تشكو الله الى خلقه , وأعلاها أن تشكو نفسك الى الله , وأوسطها أن تشكو خلقه اليه.
منقول من كتاب الفوائد
أبومالك عمر الطروق
01-16-2012, 11:46 PM
إخواني:
من علم عظمة الإله زاد وجله ومن خاف نقم ربه حسن عمله فالخوف يستخرج داء البطالة ويشفيه وهو نعم المؤدب للمؤمن ويكفيه ؛ قال الحسن:صحبت أقواماً كانوا لحسناتهم أن تُردَّ عليهم أخوف منكم من سيئاتكم أن تعذبوا بها .
ووصف يوسف بن عبد المحسن فقال: كان إذا أقبل كأنه أقبل من دفن حميمه وإذا جلسكأنه أسير من يضرب عنقه وإذا ذكرت النار فكأنما لم تخلق إلا له .
وكان سميط إذا وصف الخائفون يقول: أتاهم من الله وعيد وفدهم فناموا على خوف وأكلوا على تنغصٍ ؛واعلم أن خوف القوم لو انفرد قتل غير أن نسيم الرجاء يروح أرواحهم وتذكر الإنعام يحيى أشباحهم ؛ ولذلك روى: (لَو وُزِنَ خَوفُ المؤمن ورجَاؤه لاعتدلا) .
فالخوف للنفس سائق والرجاء لها قائد إن ونت على قائدها حثها سائقها وإن أبت علىسائقها حركها قائدها مزيح الرجاء يسكن حر الخوف وسيف الخوف يقطع سيف - سوف - وإن تفكر في الإنعام شكر وأصبح للهم قد هجر وإن نظر في الذنوب حذر وبات جوف الليل يعتذر وأنشد:
أَظلَت عَلينا مِنكَ يوماً سَحابةً أَضَاءَت لَنا برقاً وأَمطَرتنا فَلاغيمَها فيائسٌ طامعٌ ولا غَيثَها باقي فيروى عطاشها
منقول من كتاب المواعظ لابن الجوزى
أبومالك عمر الطروق
01-17-2012, 10:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في المسند وصحيح أبي حاتم من حديث عبدالله بن مسعود, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب عبدا هم ولا حزن, فقال اللهم : اني عبدك, وابن عبدك, ابن أمتك, ناصيتي بيدك, ماضى فيّ حكمك, عدل فيّ قضاؤك, أسألك بكل اسم هم لك سمّت به نفسك, أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدا من خلقك, أن تجعل القرآن ربيع قلبي, ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همّي وغمّي, الا أذهب الله همّه وغمّه, وأبدله مكانه فرحا".. قالوا يارسول الله أفلا نتعلّمهن؟ قال: "بلى, ينبغيلمن سمعهن أن يتعلّمهن".و صححه الألباني في الكلم ص81.
فتضمّن هذا الحديث العظيم أمورا من المعرفة والتوحيد والعبوديّة. منها أن الداعي به صدّر سؤاله بقوله: "اني عبدك ابن عبدك ابن أمتك", وهذا يتناول من فوقه من آبائه وأمهاته الى أبويه آدم وحوّاء, وفي ذلك تملّق (تودد وتلطّف) له واستخذاء بين يديه واعترافه بأنه مملوكه وآبائه مماليكه وان العبد ليس له باب غير باب سيّده وفضله واحسانه, وأن سيّده ان أهمله وتخلّى عنه هلك, ولم يؤوه أحد ولم يعطف عليه, بل يضيع أعظم ضيعة. وتحت هذا الاعتراف: أني لا غنى عنك طرفة عين, وليس لي أن أعوذ به وألوذ به غير سيّدي الذي أنا عبده, وفي ضمن ذلك الاعتراف بأنه مربوب مدبّر مأمور منهي, انما يتصرّف بحكم العبوديّة لا بحكم الاختيار لنفسه.
فليس هذا في شأن العبد بل شأن الملوك والأحرار.
وأمّا العبيد فتصرّفهم على محض العبوديّة فهؤلاء عبيد الطاعة المضافون اليه سبحانه في قوله:{ انّ عبادي ليس لك عليهم سلطان} الحجر 42, وقوله:{ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} الفرقان63, ومن عداهم عبيد القهر والربوبية, فاضافتهم اليه كاضافة سائر البيوت الى ملكه, واضافة أولئك كاضافة البيت الحرام اليه, واضافة ناقته اليه وداره التي هي الجنة اليه, واضافة عبودية رسوله اليه بقول: { وأنّه لمّا قام عبد الله يدعوه}. الجن 19.
منقول من كتاب الفوائد لابن القيم
الشاعر أبو رواحة الموري
01-21-2012, 11:36 PM
بارك الله في الجميع
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (10/98 ) :
والعدل هو: الاعتدال، والاعتدال هو صلاح القلب، كما أن الظلم فساده؛ ولهذا جميع الذنوب يكون الرجل فيها ظالمًا لنفسه، والظلم خلاف العدل، فلم يعدل على نفسه، بل ظلمها، فصلاح القلب في العدل، وفساده في الظلم، وإذا ظلم العبد نفسه فهو الظالم وهو المظلوم، كذلك إذا عدل فهو العادل والمعدول عليه، فمنه العمل وعليه تعود ثمرة العمل من خير وشر. قال تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286].
والعمل له أثر في القلب من نفع وضر وصلاح قبل أثره في الخارج، فصلاحها عدل لها وفسادها ظلم لها. قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} [فصلت: 46]، وقال تعالى: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء: 7]، قال بعض السلف: إن للحسنة لنورًا في القلب، وقوة في البدن، وضياء في الوجه، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة لظلمة في / القلب، وسوادًا في الوجه ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضًا في قلوب الخلق.
وقال تعالى: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21]، وقال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38]، وقال: {وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا}[الأنعام: 70]، وتبسل أي: ترتهن وتحبس وتؤسر؛ كما أن الجسد إذا صح من مرضه قيل قد اعتدل مزاجه، والمرض إنما هو بإخراج المزاج، مع أن الاعتدال المحض السالم من الأخلاط لا سبيل إليه، لكن الأمثل، فالأمثل، فهكذا صحة القلب وصلاحه في العدل ومرضه من الزيغ والظلم والانحراف، والعدل المحض في كل شيء متعذر علمًا وعملًا، ولكن الأمثل فالأمثل؛ ولهذا يقال: هذا أمثل،
ويقال للطريقة السلفية: الطريقة المثلى،
وقال تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [ النساء: 129]، وقال تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [الأنعام: 152].
واللّه ـ تعالى ـ بعث الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس بالقسط، وأعظم القسط عبادة اللّه وحده لا شريك له، ثم العدل على الناس في حقوقهم، ثم العدل على النفس... انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى .
أبومالك عمر الطروق
01-22-2012, 03:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في السنن عن { معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصاه لما بعثه إلى اليمن فقال : يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن .
وقال : يا معاذ إني لأحبك فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
وقال له - وهو رديفه - يا معاذ : أتدري ما حق الله على عباده قلت الله ورسوله أعلم . قال : حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ؛ أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : حقهم عليه ألا يعذبهم } .
وقال أيضا لمعاذ : { رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله } .
وقال : { يا معاذ ألا أخبرك بأبواب البر ؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وقيام الرجل في جوف الليل ثم قرأ { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون } { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } ثم قال : يا معاذ ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت بلى فقال : أمسك عليك لسانك هذا فأخذ بلسانه قال يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم } .
منقول من كتاب الفرق بين أولياء الله وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية
أبومالك عمر الطروق
01-25-2012, 02:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :ـ
ففي هذا الزمان اختل معيار كثير من العامة في تقييم العلماء، فجعل كل من وعظ موعظة بليغة ، أو ألقى محاضرات هادفة ، أو خطب الجمعة مرتجلا ... عالماً يرجع اليه في الافتاء ويؤخذ العلم عنه.
وهذه رزية مؤلمة ، وظاهرة مزرية ، تطاير شرارها ، وعم ضررها ، إذا هى إسناد العلم الى غير أهله ، وإذا أسند الأمر الى غير أهله فانتظر الساعة.
فليحذر الطالب من أخذ العلم عن هؤلاء ، الا اذا كانوا من أهل العلم المعروفين ، فما كل من أجاد التعبير كان عالما ، ولا كل من حرف وجوه الناس اليه بالوقيعة في ولاة أمور المسلمين ، أو بذكر نسب وفيات الايدز ونحوها يكون عالما.
منقول من كلام الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله
أبومالك عمر الطروق
01-28-2012, 02:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :ـ
كيف يسلم من له زوجة لا ترحمه , وولد لا يعذره , وجار لا يأمنه , وصاحب لا ينصحه , وشريك لا ينصفه , وعدو لا ينام عن معاداته , ونفس أمارة بالسوء , ودنيا متزيّنة , وهوى مرد , وشهوة غالبة له , وغضب قاهر , وشيطان مزين , وضعف مستول عليه .
فان تولاه الله وجذبه اليه انقهرت له هذه كلها , وان تخلى عنه ووكله الى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة
منقول من كتاب الفوائد
أبومالك عمر الطروق
02-25-2012, 01:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلام فى ألهاكم التكاثر
أخلصت هذه السورة للوعد والوعيد والتهديد, وكفى بها موعظة لمن عقلها. فقوله تعالى:{ ألهاكم } أي شغلكم على وجه لا تعذرون فيه فان الالتهاء عن الشيء هو الاشتغال عنه. فان كان بقصد فهو محل التكليف, وان كان بغير قصد كقوله صلى الله عليه وسلّم في الخميصة:" انها ألهتني آنفا عن صلاتي" البخاري في الصلاة 1\575, ومسلم1\391 وأبوداود. كان صاحبه معذورا وهو نوع من النسيان. وفي الحديث " فلها صلى الله عليه وسلم عن الصبي" أي ذهل عنه, جزء من حديث, البخاري كتاب الأدب 10\591 رقم6191, ومسلم في الآداب 3\1692 رقم 29, والبيهقي.
ويقال: لها بالشيء, أي اشتغل به. ولها عنه: اذا انصرف عنه. واللهو للقلب واللعب للجوارح, ولهذا يجمع بينهما.
ولهذا كان قوله:{ ألهاكم التكاثر} أبلغ في الذم من شغلكم. فان العامل قد يستعمل جوارحه بما يعمل وقلبه غير لاه به. فاللهو هو ذهول واعراض. والتكاثر تفعل من الكثرة اي مكاثرة بعضكم لبعض وأعرض عن ذكر المتكاثر به ارادة لاطلاقه وعمومه أن كل ما يكاثر به العبد غيره سوى طاعة الله ورسوله وما يعود عليه بنفع معاده فهو داخل في هذا التكاثر. فالتكاثر في كل شيء من جاه أو مال أو رئاسة أو نسوة أو حديث أو علم, ولا سيّما اذا لم يحتج اليه. والتكاثر في الكتب والتصانيف وكثرة المسائل وتفريعها وتوليدها. والتكاثر أن يطلب الرجل أن يكون أكثر من غيره, وهذا مذموم الا فيما يقرّب الى الله, فالتكاثر فيه منافسة للخيرات ومسابقة اليها.
وفي صحيح مسلم من حديث عبدالله بن الشخير أنه: انتهى الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ {ألهاكم التكاثر} قال: "يقول ابن آدم: مالي مالي, وهل لك من مالك الا ما تصدّقت به فأمضيت, أو أكلت فأفنيت, أو لبست فأبليت. الزهد والرقائق 4\2273رقم3, كما أخرجه الترمذي, والنسائي وأحمد.
منقول من كتاب الفوائد لابن القيم
زكريا عبدالله النعمي
05-29-2016, 09:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
نقاش الشيخ المحديث محمد ناصر الدين الألبانى رحمه الله مع الشيخ العلامة عبدالمحسن العباد حفظه الله حول صيام يوم السبت.
حمل من هنا أخي الحبيب
http://alyamaany.com/fozy/up/download.php?id=525
vBulletin® v3.7.3, Copyright ©2000-2024, TranZ by Almuhajir