الشاعر أبو رواحة الموري
06-22-2009, 08:34 PM
مرثيـة كعب بن سعـد الغنـوي في إخـوته
ويخص منهم أبا المغوار
تقـول سليمى : ما لجسمـك شاحباً * * * كـأنـك يحميـك الشَّـرابَ طبيـبُ
فقلت ولم أَعْـي الجــوابَ ولم أُلِـحْ * * * وللـدار في صُـمِّ السـلام نصيـبُ
تتابـُعُ أحـداثٍ تخـرَّمْـن إخـوتي* * * وشيَّبـن رأسـي , والخُطـوب ُ تُشيب ُ
لعمـري لئـن كانتْ أصابتْ مصيبة ٌ* * * أخـي والمنـايا للـرجـال شَعـوب ُ
لقـد كـان أمَّـا حلمُـه فمـروَّح ٌٌ * * * علينـا , وأمَّـا جهلُـه فعَـزيـبُ
أخ كـان يكفيـني وكـان يعيـنني * * * علـى نائبـاتِ الدهـر حـين تنـوبُ
لقـد عجَمَـتْ مني المصيبـةُ ماجـداً * * * عَـروفـاً لريـب الدهـر حيـن يَريب
هـوتْ أمـُّه مـاذا تضمّـَن قبـره * * * من الجـود والمعـروف حيـن يغـيب
جمَـوع خِـلال الخـير من كل جانبٍ * * * إذا جــاء جيّــَاءٌ بهـن ذَهُـوبُ
مفيـدٌ , ملقِّـي الفائـدات , معـوَّد * * * لبـذل النـدى والمكـرُمات كَسـوب ُ
فـتىَ لا يبـالـي أن يكـون بجسمه * * * إذا نـال خـلاَّتِ الكـرام شُحـوب ُ
فعشنـا بخيـر حقبـةَ ثـم جلْجـتْ * * * علينـا الـتي كـلَّ الأنـام تصيـب ُ
فـأبقـتْ قليـلاً فـانيـاً ثم هجَّرتْ * * * لآخـرَ ورَّاجِ الحيــاةِ كَــذوب ُ
وأعلـمُ أنَّ البـاقـيَ الحـيَّ منهمـا * * * إلـى أجَـل ٍأقصـى مـداه ُقـريـب ُ
فلـو كان ميتٌ يُفتـدى لافتـديتــُه * * * بمـا لـم تكـنْ عنـه النفـوسُ تَطيـبُ
بعينيَ .. أويُمنـى يَـدي َّ !! وإنَّـني * * * لبـذليَ هـاتـا جـاهِـداً لمصـيبُ
فـإن تكـنِ الأيـامُ أحْسـنَّ مـرَّةً * * * إلـيَّ فقـدْ عـادتْ لهـن ذنـوبُ
عظيـم رمـاد القِـدر رحْـبُ فنـاؤه * * * إلى سنَــدٍ لـم تحتجِنْـه غيـوبُ
لقـد أفسـد المـوتُ الحيـاةَ وقد أتى * * * علـى يومـه عِلْـقٌ إلـيَّ حبيـبُ
حليـم ٌ إذا مـا الحلـم زيَّـن أهلَـه * * * مع الحلـم في عين العـدو مهيـبُ
إذا مـا تراءتـه الرجـال تحفَّظـوا * * * فلـم تَنطِـقِ العـوراءُ وهـو قريبُ
أخي ! ما أخي ؟!! لا فاحش ٌ عند بيته * * * ولا وَرَع ٌ عنـد اللقـاء هيـوب ُ
هـو العسـلُ الماذي ُّ حِلماً ونائـلاٌ * * * وليـث ٌ إذا يلقى العـدو َّ غضـوب ُ
حليـم ٌ إذا مـا سَورةُ الجهل أطلقتْ * * * حَبا الشيب للنفـس اللَّجـوج غلـوبُ
كعـاليـة الرُّمـح الرديـنيِّ لم يكنْ * * * إذا ابتـدرَ الخـيـرَ الرجـالُ يخيـبُ
حليفُ الندى يـدعو النَّـدى فيجيبه * * * مِـراراً ويـدعـوه النــدى فيجيـب ُ
أخـو شتَـوات ٍ يعلـم القـومُ أنه ٌ * * * سيكثـر مـا فـي قِـدْره ويطيـب ُ
ترى عـرصاتِ الحـيِّ منـه كأنهـا * * * إذا غـاب لـم يشهـد ْبهـن عَـريبُ
إذا غـاب لـمْ يبعـدْ محلـةَ بيتِـه * * * ولكنـه الأدنـى بحيـث يـؤوبُ
حبيب ٌ إلـى الـزوَّار غشْيـانُ بيته * * * جميـل المحيَّـا , شـب َّ وهـو أديـب ُ
يبيت النـدى يا أم عمـرو ٍضجيعـُه * * * إذا لـم يكـن فـي المنقيات حلـوب ُ
إذا شهِـد الأيسـار أو غـاب بعضهم * * * كـذا ذاك وضَّـاح الجبـين أَريـبُ
وداع ٍدعـا يبغي القِـرى بعـد هـدْأةٍ * * * دعـا والقِـرى بعـد الهـدوء حبيـبُ
فقلتُ ادعُ أخرى وارفع الصوتَ مـرة * * * لعـل َّ أبـا المغـوار منـك قـريـبُ
يجبــْك , كما قـد كـان يفعـلُ إنه * * * نجيـبٌ لأبـواب العَـلاء طَلـوبُ
وإنـي لبـاكيـه وإنـي لصـادقٌ * * * عليـه وبعـضُ القائلـين كـذوبُ
فتـى أريحـي ٌ , كان يهتـز ُّّ للندى * * * كما اهتـزَّ عضْـب الشَّفْـرتين قَضُـوب ُ
وقد قيل جهـلاً إنما المـوت في القُرى * * * فكيـف وهـاتـا روضـةٌ وكثيـبُ
ومـاءُ سمـاءٍ كـان غـير مَـحَمَّـة * * * ببـرِّيـة تَـجـري عليـه جَنـوبُ
ومنـزلةٍ فـي دار صـدْقٍ وغبطـةٍ * * * ومـا اقتـالَ من حُكْـمٍ علـيَّ طبيـبُ
ويخص منهم أبا المغوار
تقـول سليمى : ما لجسمـك شاحباً * * * كـأنـك يحميـك الشَّـرابَ طبيـبُ
فقلت ولم أَعْـي الجــوابَ ولم أُلِـحْ * * * وللـدار في صُـمِّ السـلام نصيـبُ
تتابـُعُ أحـداثٍ تخـرَّمْـن إخـوتي* * * وشيَّبـن رأسـي , والخُطـوب ُ تُشيب ُ
لعمـري لئـن كانتْ أصابتْ مصيبة ٌ* * * أخـي والمنـايا للـرجـال شَعـوب ُ
لقـد كـان أمَّـا حلمُـه فمـروَّح ٌٌ * * * علينـا , وأمَّـا جهلُـه فعَـزيـبُ
أخ كـان يكفيـني وكـان يعيـنني * * * علـى نائبـاتِ الدهـر حـين تنـوبُ
لقـد عجَمَـتْ مني المصيبـةُ ماجـداً * * * عَـروفـاً لريـب الدهـر حيـن يَريب
هـوتْ أمـُّه مـاذا تضمّـَن قبـره * * * من الجـود والمعـروف حيـن يغـيب
جمَـوع خِـلال الخـير من كل جانبٍ * * * إذا جــاء جيّــَاءٌ بهـن ذَهُـوبُ
مفيـدٌ , ملقِّـي الفائـدات , معـوَّد * * * لبـذل النـدى والمكـرُمات كَسـوب ُ
فـتىَ لا يبـالـي أن يكـون بجسمه * * * إذا نـال خـلاَّتِ الكـرام شُحـوب ُ
فعشنـا بخيـر حقبـةَ ثـم جلْجـتْ * * * علينـا الـتي كـلَّ الأنـام تصيـب ُ
فـأبقـتْ قليـلاً فـانيـاً ثم هجَّرتْ * * * لآخـرَ ورَّاجِ الحيــاةِ كَــذوب ُ
وأعلـمُ أنَّ البـاقـيَ الحـيَّ منهمـا * * * إلـى أجَـل ٍأقصـى مـداه ُقـريـب ُ
فلـو كان ميتٌ يُفتـدى لافتـديتــُه * * * بمـا لـم تكـنْ عنـه النفـوسُ تَطيـبُ
بعينيَ .. أويُمنـى يَـدي َّ !! وإنَّـني * * * لبـذليَ هـاتـا جـاهِـداً لمصـيبُ
فـإن تكـنِ الأيـامُ أحْسـنَّ مـرَّةً * * * إلـيَّ فقـدْ عـادتْ لهـن ذنـوبُ
عظيـم رمـاد القِـدر رحْـبُ فنـاؤه * * * إلى سنَــدٍ لـم تحتجِنْـه غيـوبُ
لقـد أفسـد المـوتُ الحيـاةَ وقد أتى * * * علـى يومـه عِلْـقٌ إلـيَّ حبيـبُ
حليـم ٌ إذا مـا الحلـم زيَّـن أهلَـه * * * مع الحلـم في عين العـدو مهيـبُ
إذا مـا تراءتـه الرجـال تحفَّظـوا * * * فلـم تَنطِـقِ العـوراءُ وهـو قريبُ
أخي ! ما أخي ؟!! لا فاحش ٌ عند بيته * * * ولا وَرَع ٌ عنـد اللقـاء هيـوب ُ
هـو العسـلُ الماذي ُّ حِلماً ونائـلاٌ * * * وليـث ٌ إذا يلقى العـدو َّ غضـوب ُ
حليـم ٌ إذا مـا سَورةُ الجهل أطلقتْ * * * حَبا الشيب للنفـس اللَّجـوج غلـوبُ
كعـاليـة الرُّمـح الرديـنيِّ لم يكنْ * * * إذا ابتـدرَ الخـيـرَ الرجـالُ يخيـبُ
حليفُ الندى يـدعو النَّـدى فيجيبه * * * مِـراراً ويـدعـوه النــدى فيجيـب ُ
أخـو شتَـوات ٍ يعلـم القـومُ أنه ٌ * * * سيكثـر مـا فـي قِـدْره ويطيـب ُ
ترى عـرصاتِ الحـيِّ منـه كأنهـا * * * إذا غـاب لـم يشهـد ْبهـن عَـريبُ
إذا غـاب لـمْ يبعـدْ محلـةَ بيتِـه * * * ولكنـه الأدنـى بحيـث يـؤوبُ
حبيب ٌ إلـى الـزوَّار غشْيـانُ بيته * * * جميـل المحيَّـا , شـب َّ وهـو أديـب ُ
يبيت النـدى يا أم عمـرو ٍضجيعـُه * * * إذا لـم يكـن فـي المنقيات حلـوب ُ
إذا شهِـد الأيسـار أو غـاب بعضهم * * * كـذا ذاك وضَّـاح الجبـين أَريـبُ
وداع ٍدعـا يبغي القِـرى بعـد هـدْأةٍ * * * دعـا والقِـرى بعـد الهـدوء حبيـبُ
فقلتُ ادعُ أخرى وارفع الصوتَ مـرة * * * لعـل َّ أبـا المغـوار منـك قـريـبُ
يجبــْك , كما قـد كـان يفعـلُ إنه * * * نجيـبٌ لأبـواب العَـلاء طَلـوبُ
وإنـي لبـاكيـه وإنـي لصـادقٌ * * * عليـه وبعـضُ القائلـين كـذوبُ
فتـى أريحـي ٌ , كان يهتـز ُّّ للندى * * * كما اهتـزَّ عضْـب الشَّفْـرتين قَضُـوب ُ
وقد قيل جهـلاً إنما المـوت في القُرى * * * فكيـف وهـاتـا روضـةٌ وكثيـبُ
ومـاءُ سمـاءٍ كـان غـير مَـحَمَّـة * * * ببـرِّيـة تَـجـري عليـه جَنـوبُ
ومنـزلةٍ فـي دار صـدْقٍ وغبطـةٍ * * * ومـا اقتـالَ من حُكْـمٍ علـيَّ طبيـبُ