أسامة بن أحمد الليبي
06-21-2010, 04:56 PM
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , وبعد :
فإن من الكلمات المستعملة عندنا في ليبيا – وبكثرة – كلمةَ [طاح] يعنون بها : سقط , وهي بهذا المعنى عربية فصيحة .
قال الجوهري في [الصحاح] : طاح يطوح ويطيح : هلك وسقط . اهـ
وقال ابن الأثير في [النهاية 3/319] : يقال طاح الشيء يطوح ويطيح : إذا سقط وهلك . اهـ
وكذا قال نحوه [ابن منظور في اللسان] و[الفيروز آبادي في القاموس] و[الزبيدي في تاج العروس] .
وهذا المعنى هو ما أراده الفيروز آبادي عندما ترجم لأحد أئمة النحو وهو ابن بابشاذ , فقال في كتابه [البلغة ص27] : مات سنة 469 طاح من سطح الجامع , فحمل إلى بيته فمات . اهـ
والشيء بالشيء يذكر : فقد جاء في [أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض 3/309] أن ابن عاصم المالكي رد على الزمخشري في قصيدة جميلة , فكان مما قال :
اخسأ فقولك طائحٌ كهباءة *** طاحت بها هوج الرياح المعصفه
فقوله [طائح] أي : ساقط , ومراده : أن قول الزمخشري ومذهبه فاسد ساقط , وهو كما قال .
وعودا على بدء أقول : إن الناظر في كثير مما يستعمله أهل ليبيا من ألفاظ يتضح له عربيته وفصاحته , وإن كانت هذه الفصاحة قد اختلطت بالعامية الركيكة , والألفاظ الأعجمية من تركية وإيطالية وغيرهما .
ومما يدل على أن أهل ليبيا قد حافظوا على فصاحتهم مدة طويلة من الزمن ما قاله العبدري – رحمه الله – في [رحلته – بتحقيق محمد الفاسي] عندما أتى على ذكر برقة – ويقصد بها شرق ليبيا - قال: [ وعرب برقة اليوم من أفصح عرب رأيناهم , وعرب الحجاز أيضا فصحاء , ولكن عرب برقة لم يكثر ورود الناس عليهم , فلم يختلط كلامهم بغيره , وهم الآن على عربيتهم , لم يفسد من كلامهم إلا القليل , ولا يخلون من الإعراب إلا ما لا قدر له بالإضافة إلى ما يعربون ] اهـ .
وهذا الكلام يقوله العبدري قبل نحو سبعمئة سنة , أما الآن فقد فسد من كلامنا الكثير , أعادنا الله إلى تلك العربية الأولى , والله تعالى أعلم .
فإن من الكلمات المستعملة عندنا في ليبيا – وبكثرة – كلمةَ [طاح] يعنون بها : سقط , وهي بهذا المعنى عربية فصيحة .
قال الجوهري في [الصحاح] : طاح يطوح ويطيح : هلك وسقط . اهـ
وقال ابن الأثير في [النهاية 3/319] : يقال طاح الشيء يطوح ويطيح : إذا سقط وهلك . اهـ
وكذا قال نحوه [ابن منظور في اللسان] و[الفيروز آبادي في القاموس] و[الزبيدي في تاج العروس] .
وهذا المعنى هو ما أراده الفيروز آبادي عندما ترجم لأحد أئمة النحو وهو ابن بابشاذ , فقال في كتابه [البلغة ص27] : مات سنة 469 طاح من سطح الجامع , فحمل إلى بيته فمات . اهـ
والشيء بالشيء يذكر : فقد جاء في [أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض 3/309] أن ابن عاصم المالكي رد على الزمخشري في قصيدة جميلة , فكان مما قال :
اخسأ فقولك طائحٌ كهباءة *** طاحت بها هوج الرياح المعصفه
فقوله [طائح] أي : ساقط , ومراده : أن قول الزمخشري ومذهبه فاسد ساقط , وهو كما قال .
وعودا على بدء أقول : إن الناظر في كثير مما يستعمله أهل ليبيا من ألفاظ يتضح له عربيته وفصاحته , وإن كانت هذه الفصاحة قد اختلطت بالعامية الركيكة , والألفاظ الأعجمية من تركية وإيطالية وغيرهما .
ومما يدل على أن أهل ليبيا قد حافظوا على فصاحتهم مدة طويلة من الزمن ما قاله العبدري – رحمه الله – في [رحلته – بتحقيق محمد الفاسي] عندما أتى على ذكر برقة – ويقصد بها شرق ليبيا - قال: [ وعرب برقة اليوم من أفصح عرب رأيناهم , وعرب الحجاز أيضا فصحاء , ولكن عرب برقة لم يكثر ورود الناس عليهم , فلم يختلط كلامهم بغيره , وهم الآن على عربيتهم , لم يفسد من كلامهم إلا القليل , ولا يخلون من الإعراب إلا ما لا قدر له بالإضافة إلى ما يعربون ] اهـ .
وهذا الكلام يقوله العبدري قبل نحو سبعمئة سنة , أما الآن فقد فسد من كلامنا الكثير , أعادنا الله إلى تلك العربية الأولى , والله تعالى أعلم .