زكريا عبدالله النعمي
06-26-2010, 09:16 PM
تأملات حول ما قرره الدكتور ابراهيم الرحيلي حول أبي الحسن وأتباعه الدعاة
لأخينا الفاضل أبي الفضل محمد بن عمر الليبي
إنَّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [ آل عمران ، الآية : 102 ] ، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [ سورة النساء ، الآية : 1 ] ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }{ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [ سورة الأحزاب ، الآيتان : 70 ، 71 ] .
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
ثم أما بعد : فقد وقفت على مقطع للدكتور إبراهيم الرحيلي حول ما يجري عندنا في ليبيا عن أتباع أبي الحسن ثم تطرق في آخر حديثه لأبي الحسن نفسه وقد خالف فيه الصواب فأردت أن أبين ما فيه من مخالفة الصواب بالأدلة من الكتاب والسنة والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
والآن مع نص الكلام مفرغا وصوتياً
لتحميل الكلمة صوتياً قم بالضغط على الرابط التالي
http://www.islamup.com/download.php?id=93965 (http://www.islamup.com/download.php?id=93965)
" قال الرحيلي : إذا لم يبدع ما تطلب العلم عنده ؟ إذا الخطأ منكم أنتم ! إذا كان الرجل صاحب علم وأنت حارم نفسك سبع سنين ماتطلب العلم عنده لأنه مابدع فلان ! يا أخي أنا أقول لك لو أن رجلا عنده علم وما بدع الجهم بن صفوان ! وعنده علم وعنده خير .
أنا أقول لك عدم تبديعه للجهم تجنبه واطلب العلم وأما رجل من أهل السنة واختلف الناس فيه وعنده أخطاء ورد عليه الناس ومن الناس من بدعه ومن الناس من لم يبدعه تلزم الناس وتترك الدروس من أجل هذه يا إخوان ارجعوا إلى عقولكم !
الآن العلماء ذكروا لو أن رجلا مبتدعا هو في نفسه .
قال السائل : نحن يا شيخ طلبة علم لا يوجد عندنا علم أو علماء أقصد .
قال الرحيلي : العلم موجود يسأل عنه أول ما بدأت هذه الفتنة وبعض زملائكم طلبوا منهم قيل لهم لا تحضروا درس فلان لأنه لا يبدع وفيه بعض الناس انقطعوا عن الدروس من سبع سنين مايحضرون قالوا لإن ما نبدع فلان وبعضهم استفاد قرأوا التدمرية و الحموية واستفادوا كثيرا وتجنبوا خطأ فلان إذا كان مخطىء !!
السائل : نحن لا نكاد نحفظ الأصول الثلاثة .؟
الرحيلي : هو هذا . على كل حال إذا كان رجل يدرس العلم وله فهم وإنصاف لو قدرنا أنه أخطأ في شيء تجنب خطأه وإذا كان لا يوجد عندكم علماء وعندكم من يضبط العلم استفيدوا منه وأما من جاء من لا يخطىء [1] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn1) ورجل عنده أخطاء فارجعوا إلى الرجل الذي ليس عنده خطأ !! .
أما في مكان فيه طلاب علم يصيبون ويخطئون وأنتم ماعندكم أحد استفيدوا منهم الرجل الذي أصاب والعلماء قالوا في المبتدع أو في رواية المبتدع قالوا إذا كان العلم يضيع بترك رواية المبتدع مانترك حديث النبي صلى الله عليه وسلم لخطأ فلان ولهذا أخرج البخاري وروى عن بعض الخوراج وتلقى العلم عند أهل البدع مشروع لأن إذا كان مبتدع عنده علم لا يحسنه أهل السنة أو بعض أهل السنة ويمكن تلقي العلم عنده مع تجنب خطئه ولا يتضرر ...كلمة غير مفهومة ... نحن هنا أول ما بدأت الدراسة والتعليم المشايخ الكبار الذين هم أعظم غيرة على الدين جلبوا بعض المخالفين من الأشاعرة ومن غيرهم من بعض البلدان درسوا القرآن ودرسوا التجويد ودرسوا التفسير ودرسوا بعض العلوم واستفادوا([2] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn2)) الناس من علمهم والعقيدة يدرسها العلماء ثم بعض أن استغنى الناس يعني تركوا هؤلاء .
على كل استفيدوا من أهل العلم سواء وافقتموهم أو خالفتموهم في هذا الرجل الذين ترون تبديعه وهم لا يرون هذا لا يمنع من أخذ العلم عنده ولا تشغلوا أنفسكم بالتبديع ترون أن تبديع فلان وتصويب فلان هذه ليست من مسائل الدين ،وانما هي من مسائل الآحكام لن تسأل في قبرك عن أبي الحسن هل هو مبتدع أو غير مبتدع ، أنا أضمن لك الآن أنك لن تسأل عن فلان إنما تسأل عن دينك وعن نبيك وعن ربك وهذا الرجل سواء أنت أصبت أو أخطأت ما دمت مجتهدا أنت إن شاء الله على خير بارك الله فيك " ا . هــ
أقول:
أولا - إن إرشاد العباد إلى أخذ العلم عن أهل البدع هذا من الغش والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من غشنا فليس منا )) وقد حرم الله الغش في الأمور الدنيوية لما تضمن من إلحاق الضرر بالعباد ، وإلحاق الضرر بدينهم أعظم حرمة !
ثانياً- إن الرحيلي إلى يومنا هذا يعتبر أبا الحسن من أهل السنة، وقد علم حربه لأهل السنة وتأصيلاته الباطلة ضد أصول أهل السنة، وبعد أن بيّن حاله الشيخ ربيع بأنه كذاب، بل ما حارب الشيخ ربيعاً إلا بالأكاذيب والخيانات خلال دفاعه عن دعاة وحدة الأديان وحرية الأديان وأخوة الأديان، فأي قيمة لخلاف من لا يبدع أبا الحسن ومن أي منهج ينطلق هذا المخالف؟
ثالثا : ثم أليس يا فضيلة الدكتور هناك مشايخ وطلبة علم من أهل السنة أكفاء يستغنى بهم عن أهل البدع أما ترى أن هناك علم عند أهل البدع لا يوجد عند أهل السنة وما من علم عند أهل البدع إلا وأهل السنة عندهم ذلك العلم وأزيد من فضل الله على أهل السنة أنهم هم أهل الحديث في هذا العصر وغيره وأهل الفقه والتفسير وغير ذلك من فنون العلم وعندهم كفاءة أغنتهم عن أهل البدع
رابعا : أما أتباع أبي الحسن الذين ترشد الناس إلى الأخذ عنهم فهم مبتدعة دعاة إلى بدعهم ونحن أدرى بهم وقد عشنا معهم السنين الطويلة في اليمن وعرفناهم هنا بالدعوة إلى فكر أبي الحسن والتعصب له التعصب الذميم وهم دهاة مكر يلبسون على الشباب بالكذب والخداع والمرواغة والطعن في مشايخنا ويرمونهم بأقبح الأوصاف وهذا دليل على فساد منهجهم قال بعض السلف " علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر " . ومنهج أهل السنة معروف في التحذير من أصحاب البدع الدعاة وأنهم لا يجالسون ولا يؤخذ عنهم العلم وأنت ترشد لأخذ العلم عنهم مخالفا لمنهج أهل السنة في ذلك وعندما أصبحت تخرج العبارات من مثل ما قاله الدكتور وغيره أصبح بعض دعاتهم يتفنون في المكر والتلبيس فيقولون نحن نخطىء المأربي ولا نبدعه لأن فلان وفلانا مابدعوه فيركن لهذا الكلام بعض الشباب بحجة أنهم يخطئون المصري ويأخذون عنهم العلم وماهي إلا الأيام والليالي حتى يتنكر هؤلاء الشباب إلى ما كانوا عليه من تبديع أبي الحسن والطعن في مشايخ أهل السنة أفمثل هؤلاء يُنصح بمجالستهم وأخذ العلم عنهم لا والله
خامساً : الدراسة عند أهل البدع ترويج لبدعهم وتكثير لسوادهم.
سادساً: حكم الدراسة عند أهل البدع أنها لا تجوز لِما فيها من المفاسد التي تلحق بطلاب العلم في دنياهم وآخرتهم ، قال تعالى { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [ الأنعام : 68 ] . قال القرطبي في تفسيره لهذه الآية " رد من كتاب الله عز وجل على من زعم أن الأئمة الذين هم حجج وأتباعهم لهم أن يخالطوا الفاسقين وصوبوا آراءهم .. إلى أن قال .. فبطل بهذا كله قول من زعم أن مجالستهم جائزة إن صانوا أسماعهم " .
وقال أبو بكر ابن العربي عند هذه الآية من سورة الأنعام " وهذا دليل على أن مجالسة أهل المنكر لا تحل " [ أحكام القرآن ]
قال الحافظ بن كثير في تفسير قوله تعالى { وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ } " والمراد بذلك من آحاد الأمة أن لا يجالس مع الكذابين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير موضعها " [ 2/269 ]
قلت : وكفى بالبدعة وأهلها كذبا وتحريفا لمعاني النصوص
قال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير [ 2/33] " وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة ، الذين يحرّفون كلام الله ، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله ، ويردّون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة ، فإنه إذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقلّ الأحوال أن يترك مجالستهم ، وذلك يسير عليه غير عسير . وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزّهه عما يتلبسون به شبهة يشبهون بها على العامة ، فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر .
وقد شاهدنا من هذه المجالس الملعونة ما لا يأتي عليه الحصر ، وقمنا في نصرة الحق ودفع الباطل بما قدرنا عليه ، وبلغت إليه طاقتنا ، ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها ، علم أن مجالسة أهل البدع المضلة فيها من المفسدة أضعاف أضعاف ما في مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرّمات ، ولا سيما لمن كان غير راسخ القدم في علم الكتاب والسنة ، فإنه ربما ينفق عليه من كذباتهم وهذيانهم ما هو من البطلان بأوضح مكان ، فينقدح في قلبه ما يصعب علاجه ويعسر دفعه ، فيعمل بذلك مدّة عمره ويلقى الله به معتقداً أنه من الحق ، وهو من أبطل الباطل وأنكر المنكر . "
قلت : صدق وبر وقد رأيت بعيني ما حصل من فتنة هذا الكلام وغيره من المفاسد العظام ما لا يعلمه إلا الله ، فقد ركن كثير من الشباب لهذا الكلام ، ولم تكن لهم قدم راسخة ، فما رأيناهم إلا وهم يطعنون في مشايخنا وعلمائنا بعد أن كانوا يجلونهم ويقدرون أقوالهم ، والسبب في ذلك ما قاله الرحيلي هنا وقرره آخر ، الأمر الذي جعل سير الدعوة يضعف ، ولو رد الرحيلي الأمر إلى أهله لّما حصل ما حصل
قال تعالى { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا }
قال ابن جرير الطبري عند هذه الآية " وفي هذه الآية، الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع، من المبتدعة والفسَقة، عند خوضهم في باطلهم . "
وقال القرطبي عند هذه الآية " وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والاهواء أولى "
قال الآلوسي في تفسيره عند هذه الآية " واستدل بعضهم بالآية على تحريم مجالسة الفساق والمبتدعين من أي جنس كانوا ، وإليه ذهب ابن مسعود وإبراهيم وأبو وائل ، وبه قال عمر بن عبد العزيز ... إلى أن قال .. وأن المراد بالإعراض إظهار المخالفة بالقيام عن مجالستهم لا الإعراض بالقلب أو بالوجه فقط "
روى البخاري في صحيحه رقم 2101 و مسلم في كتاب البر والصلة رقم 2628 عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ وَكِيرِ الْحَدَّادِ لَا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً ))
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح " وفي الحديث النهي عن مجالسة من يتأذى بمجالسته في الدين والدنيا والترغيب في مجالسة من ينتفع بمجالسته فيهما "
قال النووي في شرح مسلم " [ باب استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة قرناء السوء ] قال وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ".
قال القاضي عياض كما في إكمال المعلم [ 8/108] " في تمثيل جليس السوء والجليس الصالح بحامل المسك ونافخ الكير : فيه تجنب خلطاء السوء وتجنب الأشرار وأهل البدع والمغتابين للناس لأن جميع هؤلاء ينفذ أثرهم إلى جليسهم والحظ على مجالسة أهل الخير وتلقي العلم والأدب وحسن الهدي والأخلاق الحميدة ".
قلت : وقد كان العلماء سلفا وخلفا يحذرون الناس من مجالسة أهل البدع فضلا عن الدراسة عندهم خوفا من تعلق القلوب بهم فإن القلوب ضعيفة والشبه خطافة.
قال ابن عباس رضي الله عنه " لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب " [ الشريعة للآجري ص 61 ] .
قال ابن سيرين رحمه الله " إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم " [ مقدمة صحيح مسلم ] .
روى الدارمي في مقدمة سننه عن إسماعيل بن عبيد قال دخل رجلان من أصحاب الأهواء على ابن سيرين فقالا : يا أبا بكر نحدثك بحديث قال : لا . قالا : فنقرأ عليك آية من كتاب الله . قال : لا . لتقومان عني أو لأقومن قال : فخرجا . فقال بعض القوم : يا أبابكر وما كان عليك آية من كتاب الله ؟ قال : إني خشيت أن يقرأ علي آية من كتاب الله فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي .
وروى مسلم في مقدمة صحيحه قال جاء بشير العدوي لابن عباس رضي الله عنه فجعل يحدث يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه فقال يا ابن عباس ! مالي لا أراك تسمع لحديثي ؟ أحدثك عن رسول الله ولا تسمع ؟ فقال : ابن عباس إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدرته أبصارنا وأصغينا له بآذاننا فلمّا ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف.
قلت : فكيف تُرشد الناس أيها الدكتور إلى السماع المباشر من أهل البدع؟! أين أنت من هذه الآثار التي مضت وذكرنا لك طرفا منها وإليك البقية .
روى الدارمي في مقدمة السنن من طريق هشام عن الحسن وابن سيرين أنهما قالا : لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا إليهم .
ورى الخطيب في الكفاية [ (1/377) ] : قال خالد بن خداش لمّا ودعت مالكا بن أنس قال لي : اتق الله وانظر ممن تأخذ هذا الشأن
وروى ابن بطة كما في الإبانة [ 2/461 ] من طريق حماد بن زيد قال لنا يونس بن عبيد " لا يُمَكِّنْ أحدكم سمْعَه من ذوي هوى "
وأخرج في الإبانة أيضا [ 2/ 447] عن سلام بن مطيع عن رجل من أصحاب الأهواء قال لأيوب أسألك عن كلمة ؟ قال فولى أيوب وهو يشير بأصبعه ولا نصف كلمة !
وروى ابن بطة عن سفيان الثوري قال " ما من ضلالة إلا ولها زينة فلا تعرض دينك لمن يبغضه إليك "
وقال أيضا " من أصغى بأذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله و وكل إليها " .
وقال الفريابي " كان سفيان الثوري ينهاني عن مجالسة فلان – يعني من أصحاب البدع – "
عن معمر قال " كنت عند ابن طاووس في غدير له إذ أتاه رجل يقال له صالح يتكلم في القدر فتكلم بشئ منه فأدخل ابن طاووس أصبعيه في أذنيه وقال لابنه أدخل أصبعيك في أذنيك واشدد حتى لا تسمع من قوله شيئا فإن القلب ضعيف "
قلت : فكيف بمن ينصح بمجالستهم وأخذ العلم عنهم وإن لم يبدع الجهم !!
فالذي لا يبدع الجهم ضال يرى أن جهماً على الحق ومن ضلله على الباطل.
قال الإمام البربهاري رحمه الله في شرح السنة " فحذر ثم احذر أهل زمانك خاصة وانظر من تجالس ومن تسمع ومن تصحب "
وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم في كتاب البر والصلة باب تحريم الغيبة (8/359) " إذا رأيت متفقها يتردد إلى فاسق أو مبتدع يأخذ عنه علما وخفت عليه ضرره فعليك نصيحته ببيان حاله قاصدا النصيحة "
قال ابن أبي حاتم سمعت أبي وأبازرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع ويغلظان في ذلك أشد التغليظ وينكران وضع الكتب في غير الآثار وينهايان عن مجالسة أهل الكتب والنظر في كتب المتقدمين ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبدا ! [ شرح اعتقاد أهل السنة للالكائي [1/197] .
قال الفضيل بن عياض أدركت خيار الناس كلهم أهل سنة وينهون عن أصحاب البدع [ الإبانة [ 2/364]
قال الإمام الصابوني في عقيدة أصحاب الحديث ص 115 " ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ماليس منه ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالأذان وقرت في القلوب ضرت وجرت إليها من الوساوس و الخطرات الفاسدة ما جرت وفيه أنزل الله عز وجل { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } [ الأنعام : 68 ] "
قلت : فمن هجران أهل البدع عدم سماع كلامهم فكيف بحضور دروسهم والاستفادة منهم ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم (( من سمع بالدجال فلينأ عنه فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات )) [3] وأهل السنة في غنى ولله الحمد خصوصا في هذا الزمان عن دروس أهل البدع وقد انتشرت ولله الحمد الوسائل الأمنة لتلقي العلم عن أهله فما الضرورة التي لأجلها تباح هذه الصورة !؟
أما تذكر قول ابن سيرين رحمه الله في مقدمة صحيح مسلم قال " لم يكونوا يسألون عن الاسناد فلمّا وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر في أهل السنة فيؤخذ حديثه وينظر إلى أهل البدعة فلا يؤخذ حديثه "
ألم يقل سليمان بن موسى لقيت طاوسا فقلت له حدثني فلان كيت وكيت قال إن كان صاحبك مليء فخذ عنه [ كما في مقدمة مسلم ]
وقال ابن المبارك رأيت روح بن غطيف صاحب الدم قدر درهم وجلست إليه مجلسا فجعلت أستحي من أصحابي أن يروني جالسا معه ! [ كما في مقدمة مسلم ]
قلت : فكيف بمن يدعو لمجالسة أهل البدع ولا يستحي ! رحم الله الإمام مسلما إذا يقول في مقدمة الصحيح (1/113) " .. فإذا كان الراوي لها ليس بمعدن للصدق والأمانة ثم أقدم على الرواية عنه من قد عرفه ولم يبين مافيه لغيره ممن جهل معرفته كان آثما بفعله ذلك غاشا لعوام المسلمين "
قال الآجري كما في الشريعة: " ينبغي لكل من تمسك بما وسمناه في كتابنا هذا وهو كتاب الشريعة أن يهجر جميع أهل الأهواء من الخوراج والقدرية والمرجئة والجهمية وكل من ينسب إلى المعتزلة وجميع الروافض وجميع النواصب وكل من نسبه أئمة المسلمين أنه مبتدع بدعة ضلالة وصح عنه ذلك فلا ينبغي أن يكلم ولا يسلم عليه ولا يجالس ولا يصلى خلفه .. "
قلت : وأبو الحسن المصري قد بدعه أهل السنة وصح عنهم ذلك وصح عنه ما تفوه به بالنقل الصحيح ومنه دفاعه عن دعاة وحدة الأديان وحرية الأديان وأخوة الأديان، كل ذلك بالأكاذيب والخيانات، وكذلك اعتباره جماعة التبليغ والإخوان المسلمين من أهل السنة، مخالفاً في ذلك للإمامين ابن باز والألباني وأهل السنة، ومع كل هذا وغيره يراه إبراهيم الرحيلي من أهل السنة، فوجب الانقياد لكلام مشايخنا وعلمائنا بعد وضوح الدليل .
لمتابعة هذا الموضوع العلمي الماتع
من هنا
http://www.albaidha.net/vb/showthrea...2681#post92681 (http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?p=92681#post92681)
أو من هنا
http://kher-3bad.cz.cc/vb/showthread.php?t=135
لأخينا الفاضل أبي الفضل محمد بن عمر الليبي
إنَّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [ آل عمران ، الآية : 102 ] ، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [ سورة النساء ، الآية : 1 ] ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }{ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [ سورة الأحزاب ، الآيتان : 70 ، 71 ] .
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
ثم أما بعد : فقد وقفت على مقطع للدكتور إبراهيم الرحيلي حول ما يجري عندنا في ليبيا عن أتباع أبي الحسن ثم تطرق في آخر حديثه لأبي الحسن نفسه وقد خالف فيه الصواب فأردت أن أبين ما فيه من مخالفة الصواب بالأدلة من الكتاب والسنة والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
والآن مع نص الكلام مفرغا وصوتياً
لتحميل الكلمة صوتياً قم بالضغط على الرابط التالي
http://www.islamup.com/download.php?id=93965 (http://www.islamup.com/download.php?id=93965)
" قال الرحيلي : إذا لم يبدع ما تطلب العلم عنده ؟ إذا الخطأ منكم أنتم ! إذا كان الرجل صاحب علم وأنت حارم نفسك سبع سنين ماتطلب العلم عنده لأنه مابدع فلان ! يا أخي أنا أقول لك لو أن رجلا عنده علم وما بدع الجهم بن صفوان ! وعنده علم وعنده خير .
أنا أقول لك عدم تبديعه للجهم تجنبه واطلب العلم وأما رجل من أهل السنة واختلف الناس فيه وعنده أخطاء ورد عليه الناس ومن الناس من بدعه ومن الناس من لم يبدعه تلزم الناس وتترك الدروس من أجل هذه يا إخوان ارجعوا إلى عقولكم !
الآن العلماء ذكروا لو أن رجلا مبتدعا هو في نفسه .
قال السائل : نحن يا شيخ طلبة علم لا يوجد عندنا علم أو علماء أقصد .
قال الرحيلي : العلم موجود يسأل عنه أول ما بدأت هذه الفتنة وبعض زملائكم طلبوا منهم قيل لهم لا تحضروا درس فلان لأنه لا يبدع وفيه بعض الناس انقطعوا عن الدروس من سبع سنين مايحضرون قالوا لإن ما نبدع فلان وبعضهم استفاد قرأوا التدمرية و الحموية واستفادوا كثيرا وتجنبوا خطأ فلان إذا كان مخطىء !!
السائل : نحن لا نكاد نحفظ الأصول الثلاثة .؟
الرحيلي : هو هذا . على كل حال إذا كان رجل يدرس العلم وله فهم وإنصاف لو قدرنا أنه أخطأ في شيء تجنب خطأه وإذا كان لا يوجد عندكم علماء وعندكم من يضبط العلم استفيدوا منه وأما من جاء من لا يخطىء [1] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn1) ورجل عنده أخطاء فارجعوا إلى الرجل الذي ليس عنده خطأ !! .
أما في مكان فيه طلاب علم يصيبون ويخطئون وأنتم ماعندكم أحد استفيدوا منهم الرجل الذي أصاب والعلماء قالوا في المبتدع أو في رواية المبتدع قالوا إذا كان العلم يضيع بترك رواية المبتدع مانترك حديث النبي صلى الله عليه وسلم لخطأ فلان ولهذا أخرج البخاري وروى عن بعض الخوراج وتلقى العلم عند أهل البدع مشروع لأن إذا كان مبتدع عنده علم لا يحسنه أهل السنة أو بعض أهل السنة ويمكن تلقي العلم عنده مع تجنب خطئه ولا يتضرر ...كلمة غير مفهومة ... نحن هنا أول ما بدأت الدراسة والتعليم المشايخ الكبار الذين هم أعظم غيرة على الدين جلبوا بعض المخالفين من الأشاعرة ومن غيرهم من بعض البلدان درسوا القرآن ودرسوا التجويد ودرسوا التفسير ودرسوا بعض العلوم واستفادوا([2] (http://www.albaidha.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn2)) الناس من علمهم والعقيدة يدرسها العلماء ثم بعض أن استغنى الناس يعني تركوا هؤلاء .
على كل استفيدوا من أهل العلم سواء وافقتموهم أو خالفتموهم في هذا الرجل الذين ترون تبديعه وهم لا يرون هذا لا يمنع من أخذ العلم عنده ولا تشغلوا أنفسكم بالتبديع ترون أن تبديع فلان وتصويب فلان هذه ليست من مسائل الدين ،وانما هي من مسائل الآحكام لن تسأل في قبرك عن أبي الحسن هل هو مبتدع أو غير مبتدع ، أنا أضمن لك الآن أنك لن تسأل عن فلان إنما تسأل عن دينك وعن نبيك وعن ربك وهذا الرجل سواء أنت أصبت أو أخطأت ما دمت مجتهدا أنت إن شاء الله على خير بارك الله فيك " ا . هــ
أقول:
أولا - إن إرشاد العباد إلى أخذ العلم عن أهل البدع هذا من الغش والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من غشنا فليس منا )) وقد حرم الله الغش في الأمور الدنيوية لما تضمن من إلحاق الضرر بالعباد ، وإلحاق الضرر بدينهم أعظم حرمة !
ثانياً- إن الرحيلي إلى يومنا هذا يعتبر أبا الحسن من أهل السنة، وقد علم حربه لأهل السنة وتأصيلاته الباطلة ضد أصول أهل السنة، وبعد أن بيّن حاله الشيخ ربيع بأنه كذاب، بل ما حارب الشيخ ربيعاً إلا بالأكاذيب والخيانات خلال دفاعه عن دعاة وحدة الأديان وحرية الأديان وأخوة الأديان، فأي قيمة لخلاف من لا يبدع أبا الحسن ومن أي منهج ينطلق هذا المخالف؟
ثالثا : ثم أليس يا فضيلة الدكتور هناك مشايخ وطلبة علم من أهل السنة أكفاء يستغنى بهم عن أهل البدع أما ترى أن هناك علم عند أهل البدع لا يوجد عند أهل السنة وما من علم عند أهل البدع إلا وأهل السنة عندهم ذلك العلم وأزيد من فضل الله على أهل السنة أنهم هم أهل الحديث في هذا العصر وغيره وأهل الفقه والتفسير وغير ذلك من فنون العلم وعندهم كفاءة أغنتهم عن أهل البدع
رابعا : أما أتباع أبي الحسن الذين ترشد الناس إلى الأخذ عنهم فهم مبتدعة دعاة إلى بدعهم ونحن أدرى بهم وقد عشنا معهم السنين الطويلة في اليمن وعرفناهم هنا بالدعوة إلى فكر أبي الحسن والتعصب له التعصب الذميم وهم دهاة مكر يلبسون على الشباب بالكذب والخداع والمرواغة والطعن في مشايخنا ويرمونهم بأقبح الأوصاف وهذا دليل على فساد منهجهم قال بعض السلف " علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر " . ومنهج أهل السنة معروف في التحذير من أصحاب البدع الدعاة وأنهم لا يجالسون ولا يؤخذ عنهم العلم وأنت ترشد لأخذ العلم عنهم مخالفا لمنهج أهل السنة في ذلك وعندما أصبحت تخرج العبارات من مثل ما قاله الدكتور وغيره أصبح بعض دعاتهم يتفنون في المكر والتلبيس فيقولون نحن نخطىء المأربي ولا نبدعه لأن فلان وفلانا مابدعوه فيركن لهذا الكلام بعض الشباب بحجة أنهم يخطئون المصري ويأخذون عنهم العلم وماهي إلا الأيام والليالي حتى يتنكر هؤلاء الشباب إلى ما كانوا عليه من تبديع أبي الحسن والطعن في مشايخ أهل السنة أفمثل هؤلاء يُنصح بمجالستهم وأخذ العلم عنهم لا والله
خامساً : الدراسة عند أهل البدع ترويج لبدعهم وتكثير لسوادهم.
سادساً: حكم الدراسة عند أهل البدع أنها لا تجوز لِما فيها من المفاسد التي تلحق بطلاب العلم في دنياهم وآخرتهم ، قال تعالى { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [ الأنعام : 68 ] . قال القرطبي في تفسيره لهذه الآية " رد من كتاب الله عز وجل على من زعم أن الأئمة الذين هم حجج وأتباعهم لهم أن يخالطوا الفاسقين وصوبوا آراءهم .. إلى أن قال .. فبطل بهذا كله قول من زعم أن مجالستهم جائزة إن صانوا أسماعهم " .
وقال أبو بكر ابن العربي عند هذه الآية من سورة الأنعام " وهذا دليل على أن مجالسة أهل المنكر لا تحل " [ أحكام القرآن ]
قال الحافظ بن كثير في تفسير قوله تعالى { وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ } " والمراد بذلك من آحاد الأمة أن لا يجالس مع الكذابين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير موضعها " [ 2/269 ]
قلت : وكفى بالبدعة وأهلها كذبا وتحريفا لمعاني النصوص
قال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير [ 2/33] " وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة ، الذين يحرّفون كلام الله ، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله ، ويردّون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة ، فإنه إذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقلّ الأحوال أن يترك مجالستهم ، وذلك يسير عليه غير عسير . وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزّهه عما يتلبسون به شبهة يشبهون بها على العامة ، فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر .
وقد شاهدنا من هذه المجالس الملعونة ما لا يأتي عليه الحصر ، وقمنا في نصرة الحق ودفع الباطل بما قدرنا عليه ، وبلغت إليه طاقتنا ، ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها ، علم أن مجالسة أهل البدع المضلة فيها من المفسدة أضعاف أضعاف ما في مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرّمات ، ولا سيما لمن كان غير راسخ القدم في علم الكتاب والسنة ، فإنه ربما ينفق عليه من كذباتهم وهذيانهم ما هو من البطلان بأوضح مكان ، فينقدح في قلبه ما يصعب علاجه ويعسر دفعه ، فيعمل بذلك مدّة عمره ويلقى الله به معتقداً أنه من الحق ، وهو من أبطل الباطل وأنكر المنكر . "
قلت : صدق وبر وقد رأيت بعيني ما حصل من فتنة هذا الكلام وغيره من المفاسد العظام ما لا يعلمه إلا الله ، فقد ركن كثير من الشباب لهذا الكلام ، ولم تكن لهم قدم راسخة ، فما رأيناهم إلا وهم يطعنون في مشايخنا وعلمائنا بعد أن كانوا يجلونهم ويقدرون أقوالهم ، والسبب في ذلك ما قاله الرحيلي هنا وقرره آخر ، الأمر الذي جعل سير الدعوة يضعف ، ولو رد الرحيلي الأمر إلى أهله لّما حصل ما حصل
قال تعالى { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا }
قال ابن جرير الطبري عند هذه الآية " وفي هذه الآية، الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع، من المبتدعة والفسَقة، عند خوضهم في باطلهم . "
وقال القرطبي عند هذه الآية " وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والاهواء أولى "
قال الآلوسي في تفسيره عند هذه الآية " واستدل بعضهم بالآية على تحريم مجالسة الفساق والمبتدعين من أي جنس كانوا ، وإليه ذهب ابن مسعود وإبراهيم وأبو وائل ، وبه قال عمر بن عبد العزيز ... إلى أن قال .. وأن المراد بالإعراض إظهار المخالفة بالقيام عن مجالستهم لا الإعراض بالقلب أو بالوجه فقط "
روى البخاري في صحيحه رقم 2101 و مسلم في كتاب البر والصلة رقم 2628 عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ وَكِيرِ الْحَدَّادِ لَا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً ))
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح " وفي الحديث النهي عن مجالسة من يتأذى بمجالسته في الدين والدنيا والترغيب في مجالسة من ينتفع بمجالسته فيهما "
قال النووي في شرح مسلم " [ باب استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة قرناء السوء ] قال وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ".
قال القاضي عياض كما في إكمال المعلم [ 8/108] " في تمثيل جليس السوء والجليس الصالح بحامل المسك ونافخ الكير : فيه تجنب خلطاء السوء وتجنب الأشرار وأهل البدع والمغتابين للناس لأن جميع هؤلاء ينفذ أثرهم إلى جليسهم والحظ على مجالسة أهل الخير وتلقي العلم والأدب وحسن الهدي والأخلاق الحميدة ".
قلت : وقد كان العلماء سلفا وخلفا يحذرون الناس من مجالسة أهل البدع فضلا عن الدراسة عندهم خوفا من تعلق القلوب بهم فإن القلوب ضعيفة والشبه خطافة.
قال ابن عباس رضي الله عنه " لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب " [ الشريعة للآجري ص 61 ] .
قال ابن سيرين رحمه الله " إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم " [ مقدمة صحيح مسلم ] .
روى الدارمي في مقدمة سننه عن إسماعيل بن عبيد قال دخل رجلان من أصحاب الأهواء على ابن سيرين فقالا : يا أبا بكر نحدثك بحديث قال : لا . قالا : فنقرأ عليك آية من كتاب الله . قال : لا . لتقومان عني أو لأقومن قال : فخرجا . فقال بعض القوم : يا أبابكر وما كان عليك آية من كتاب الله ؟ قال : إني خشيت أن يقرأ علي آية من كتاب الله فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي .
وروى مسلم في مقدمة صحيحه قال جاء بشير العدوي لابن عباس رضي الله عنه فجعل يحدث يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه فقال يا ابن عباس ! مالي لا أراك تسمع لحديثي ؟ أحدثك عن رسول الله ولا تسمع ؟ فقال : ابن عباس إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدرته أبصارنا وأصغينا له بآذاننا فلمّا ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف.
قلت : فكيف تُرشد الناس أيها الدكتور إلى السماع المباشر من أهل البدع؟! أين أنت من هذه الآثار التي مضت وذكرنا لك طرفا منها وإليك البقية .
روى الدارمي في مقدمة السنن من طريق هشام عن الحسن وابن سيرين أنهما قالا : لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا إليهم .
ورى الخطيب في الكفاية [ (1/377) ] : قال خالد بن خداش لمّا ودعت مالكا بن أنس قال لي : اتق الله وانظر ممن تأخذ هذا الشأن
وروى ابن بطة كما في الإبانة [ 2/461 ] من طريق حماد بن زيد قال لنا يونس بن عبيد " لا يُمَكِّنْ أحدكم سمْعَه من ذوي هوى "
وأخرج في الإبانة أيضا [ 2/ 447] عن سلام بن مطيع عن رجل من أصحاب الأهواء قال لأيوب أسألك عن كلمة ؟ قال فولى أيوب وهو يشير بأصبعه ولا نصف كلمة !
وروى ابن بطة عن سفيان الثوري قال " ما من ضلالة إلا ولها زينة فلا تعرض دينك لمن يبغضه إليك "
وقال أيضا " من أصغى بأذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله و وكل إليها " .
وقال الفريابي " كان سفيان الثوري ينهاني عن مجالسة فلان – يعني من أصحاب البدع – "
عن معمر قال " كنت عند ابن طاووس في غدير له إذ أتاه رجل يقال له صالح يتكلم في القدر فتكلم بشئ منه فأدخل ابن طاووس أصبعيه في أذنيه وقال لابنه أدخل أصبعيك في أذنيك واشدد حتى لا تسمع من قوله شيئا فإن القلب ضعيف "
قلت : فكيف بمن ينصح بمجالستهم وأخذ العلم عنهم وإن لم يبدع الجهم !!
فالذي لا يبدع الجهم ضال يرى أن جهماً على الحق ومن ضلله على الباطل.
قال الإمام البربهاري رحمه الله في شرح السنة " فحذر ثم احذر أهل زمانك خاصة وانظر من تجالس ومن تسمع ومن تصحب "
وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم في كتاب البر والصلة باب تحريم الغيبة (8/359) " إذا رأيت متفقها يتردد إلى فاسق أو مبتدع يأخذ عنه علما وخفت عليه ضرره فعليك نصيحته ببيان حاله قاصدا النصيحة "
قال ابن أبي حاتم سمعت أبي وأبازرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع ويغلظان في ذلك أشد التغليظ وينكران وضع الكتب في غير الآثار وينهايان عن مجالسة أهل الكتب والنظر في كتب المتقدمين ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبدا ! [ شرح اعتقاد أهل السنة للالكائي [1/197] .
قال الفضيل بن عياض أدركت خيار الناس كلهم أهل سنة وينهون عن أصحاب البدع [ الإبانة [ 2/364]
قال الإمام الصابوني في عقيدة أصحاب الحديث ص 115 " ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ماليس منه ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالأذان وقرت في القلوب ضرت وجرت إليها من الوساوس و الخطرات الفاسدة ما جرت وفيه أنزل الله عز وجل { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } [ الأنعام : 68 ] "
قلت : فمن هجران أهل البدع عدم سماع كلامهم فكيف بحضور دروسهم والاستفادة منهم ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم (( من سمع بالدجال فلينأ عنه فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات )) [3] وأهل السنة في غنى ولله الحمد خصوصا في هذا الزمان عن دروس أهل البدع وقد انتشرت ولله الحمد الوسائل الأمنة لتلقي العلم عن أهله فما الضرورة التي لأجلها تباح هذه الصورة !؟
أما تذكر قول ابن سيرين رحمه الله في مقدمة صحيح مسلم قال " لم يكونوا يسألون عن الاسناد فلمّا وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر في أهل السنة فيؤخذ حديثه وينظر إلى أهل البدعة فلا يؤخذ حديثه "
ألم يقل سليمان بن موسى لقيت طاوسا فقلت له حدثني فلان كيت وكيت قال إن كان صاحبك مليء فخذ عنه [ كما في مقدمة مسلم ]
وقال ابن المبارك رأيت روح بن غطيف صاحب الدم قدر درهم وجلست إليه مجلسا فجعلت أستحي من أصحابي أن يروني جالسا معه ! [ كما في مقدمة مسلم ]
قلت : فكيف بمن يدعو لمجالسة أهل البدع ولا يستحي ! رحم الله الإمام مسلما إذا يقول في مقدمة الصحيح (1/113) " .. فإذا كان الراوي لها ليس بمعدن للصدق والأمانة ثم أقدم على الرواية عنه من قد عرفه ولم يبين مافيه لغيره ممن جهل معرفته كان آثما بفعله ذلك غاشا لعوام المسلمين "
قال الآجري كما في الشريعة: " ينبغي لكل من تمسك بما وسمناه في كتابنا هذا وهو كتاب الشريعة أن يهجر جميع أهل الأهواء من الخوراج والقدرية والمرجئة والجهمية وكل من ينسب إلى المعتزلة وجميع الروافض وجميع النواصب وكل من نسبه أئمة المسلمين أنه مبتدع بدعة ضلالة وصح عنه ذلك فلا ينبغي أن يكلم ولا يسلم عليه ولا يجالس ولا يصلى خلفه .. "
قلت : وأبو الحسن المصري قد بدعه أهل السنة وصح عنهم ذلك وصح عنه ما تفوه به بالنقل الصحيح ومنه دفاعه عن دعاة وحدة الأديان وحرية الأديان وأخوة الأديان، كل ذلك بالأكاذيب والخيانات، وكذلك اعتباره جماعة التبليغ والإخوان المسلمين من أهل السنة، مخالفاً في ذلك للإمامين ابن باز والألباني وأهل السنة، ومع كل هذا وغيره يراه إبراهيم الرحيلي من أهل السنة، فوجب الانقياد لكلام مشايخنا وعلمائنا بعد وضوح الدليل .
لمتابعة هذا الموضوع العلمي الماتع
من هنا
http://www.albaidha.net/vb/showthrea...2681#post92681 (http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?p=92681#post92681)
أو من هنا
http://kher-3bad.cz.cc/vb/showthread.php?t=135