الشاعر أبو رواحة الموري
07-18-2010, 11:07 AM
(1)
هل يقال (عساكم طيبون) أم (عساكم طيبين) ؟!
الحمد لله , والصّلاة والسّلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , وبعد :
فمما اعتاده بعض الناس من العبارات قولهم (عساكم طيّبون) ويتساءل بعض إخواننا : هل الصواب أن يُقال (طيّبون) أم (طيّبين) ؟
فأحببت أن أطرح المسألة مع إخواننا راجيا مشاركتهم , وجميل الدعاء منهم .
فأقول :
من المعلوم أن (عسى) من أفعال المقاربة , وأن حكمها حكم كان , ترفع الاسم وتنصب الخبر , كما قال ابنُ مالك في الخلاصة :
ككان كاد وعسى لكن ندر *** غير مضارع لهذين خبر
والإشكال في قولنا (عساكم) أن الضمير الذي اتصل بـ(عسى) هاهنا : ضمير نصب , فكيف يُعرب في محل رفع ؟
وتمهيدا لحل الإشكال لابد أن يُعْلَم أن النحاة اختلفوا في (عسى) هل هي فعل أو حرف ؟ - والراجح الأول – , ثم اختلف القائلون بفعليتها : فيما إذا اتصل بها ضمير نصب : هل تبقى على الفعلية أم تصير بذلك حرفا ؟ على قولين .
الأول : قول الجمهور , أنها تبقى على فعليتها مع توجيههم لاتصال ضمير النصب بها في موضع الرفع بتوجيهات مختلفة .
الثاني : أنها إذا اتصل بها ضمير نصب : تصير حرفا بمعنى (لعل) , وهو اختيار سيبويه شيخ النحاة وجماعة , وإليه أشار ابنُ مالك في الكافية بقوله :
والعملين سيبويه عكسا *** مسويا هنا لعل بـ عسى
وقد قال سيبويه في (الكتاب 1/388) :
وأما قولهم عساك فالكاف منصوبة , قال الراجز – وهو رؤبة- : يا أبتا علك أو عساكا .
والدليل على أنها منصوبة أنك إذا عنيت نفسك كانت علامتك ني , قال عمران بن حطان :
ولي نفس أقول لها إذا ما *** تخالفني لعلي أو عساني
فلو كانت الكاف مجرورة لقال عساي , ولكنهم جعلوها بمنزلة (لعل) في هذا الموضع . اهـ
ومن الشواهد على أن (عسى) تصير بمعنى (لعل) إذا اتصل بها ضمير نصب :
1)قول رؤبة بن العجاج :
تقول بنتي قد أنى إناكا *** يا أبتي علك أو عساكا
2)قول عمران بن حطان :
ولي نفس أقول لها إذا ما *** تخالفني لعلي أو عساني
3)قول صخر بن العود الحضرمي :
فقلت عساها كأس نار وعلها ***تشكى فآتي نحوها فأعودها
ويظهر – والله أعلم – أن هذا القول أظهر القولين , لأمور :
1)وجود الشواهد على صحة مجيء (عسى) بمعنى (لعل) .
2)قوة حجة سيبويه في الكتاب .
3)بعد هذا القول عن التكلف والتعسف , ومن اختار غيره فقد تكلف تكلفا ظاهرا .
وقد اختار هذا القول من المعاصرين : الغلايني في كتابه (جامع الدروس العربية) وغيرُه .
وخلاصة ما سبق أن الصّواب أن يُقال (عساكم طيّبون) والله أعلم ...
وكتبه الشاعر أسامة بن أحمد الليبي حفظه الله
منقول من سحاب
هل يقال (عساكم طيبون) أم (عساكم طيبين) ؟!
الحمد لله , والصّلاة والسّلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , وبعد :
فمما اعتاده بعض الناس من العبارات قولهم (عساكم طيّبون) ويتساءل بعض إخواننا : هل الصواب أن يُقال (طيّبون) أم (طيّبين) ؟
فأحببت أن أطرح المسألة مع إخواننا راجيا مشاركتهم , وجميل الدعاء منهم .
فأقول :
من المعلوم أن (عسى) من أفعال المقاربة , وأن حكمها حكم كان , ترفع الاسم وتنصب الخبر , كما قال ابنُ مالك في الخلاصة :
ككان كاد وعسى لكن ندر *** غير مضارع لهذين خبر
والإشكال في قولنا (عساكم) أن الضمير الذي اتصل بـ(عسى) هاهنا : ضمير نصب , فكيف يُعرب في محل رفع ؟
وتمهيدا لحل الإشكال لابد أن يُعْلَم أن النحاة اختلفوا في (عسى) هل هي فعل أو حرف ؟ - والراجح الأول – , ثم اختلف القائلون بفعليتها : فيما إذا اتصل بها ضمير نصب : هل تبقى على الفعلية أم تصير بذلك حرفا ؟ على قولين .
الأول : قول الجمهور , أنها تبقى على فعليتها مع توجيههم لاتصال ضمير النصب بها في موضع الرفع بتوجيهات مختلفة .
الثاني : أنها إذا اتصل بها ضمير نصب : تصير حرفا بمعنى (لعل) , وهو اختيار سيبويه شيخ النحاة وجماعة , وإليه أشار ابنُ مالك في الكافية بقوله :
والعملين سيبويه عكسا *** مسويا هنا لعل بـ عسى
وقد قال سيبويه في (الكتاب 1/388) :
وأما قولهم عساك فالكاف منصوبة , قال الراجز – وهو رؤبة- : يا أبتا علك أو عساكا .
والدليل على أنها منصوبة أنك إذا عنيت نفسك كانت علامتك ني , قال عمران بن حطان :
ولي نفس أقول لها إذا ما *** تخالفني لعلي أو عساني
فلو كانت الكاف مجرورة لقال عساي , ولكنهم جعلوها بمنزلة (لعل) في هذا الموضع . اهـ
ومن الشواهد على أن (عسى) تصير بمعنى (لعل) إذا اتصل بها ضمير نصب :
1)قول رؤبة بن العجاج :
تقول بنتي قد أنى إناكا *** يا أبتي علك أو عساكا
2)قول عمران بن حطان :
ولي نفس أقول لها إذا ما *** تخالفني لعلي أو عساني
3)قول صخر بن العود الحضرمي :
فقلت عساها كأس نار وعلها ***تشكى فآتي نحوها فأعودها
ويظهر – والله أعلم – أن هذا القول أظهر القولين , لأمور :
1)وجود الشواهد على صحة مجيء (عسى) بمعنى (لعل) .
2)قوة حجة سيبويه في الكتاب .
3)بعد هذا القول عن التكلف والتعسف , ومن اختار غيره فقد تكلف تكلفا ظاهرا .
وقد اختار هذا القول من المعاصرين : الغلايني في كتابه (جامع الدروس العربية) وغيرُه .
وخلاصة ما سبق أن الصّواب أن يُقال (عساكم طيّبون) والله أعلم ...
وكتبه الشاعر أسامة بن أحمد الليبي حفظه الله
منقول من سحاب