أبو الزبير عبد الحليم الإدريسي
07-19-2010, 01:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العلمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
فهذا تفريغ لباب من أبواب كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين للإمام ابن قيم الجوزية
قال رحمه الله تعالى :
بيان أقسام الصبر بحسب اختلاف قوته وضعفه ومقاومته لجيش الهوى وعجزه عنه
" باعث الدين بالإضافة إلى باعث الهوى له ثلاثة أحوال :
إحداها :: أن يكون القهر والغلبة لداعي الدين فيرد جيش الهوى مفلولا وهذا إنما يصل إليه بدوام الصبر ، والواصلون إلى هذه الرتبة هم المنصورون في الدنيا والآخرة وهم (( الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )) ،، وهم الذين تقول لهم الملائكة عند الموت (( ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) ،، وهم الذين نالوا معية الله مع الصابرين ،، وهم الذين جاهدوا في الله حق جهاده وخصهم بهدايته دون من عاداهم .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الحالة الثانية :: أن تكون القوة والغلبة لداعي الهوى فيسقط منازعه باعث الدين بالكلية ، فيستسلم البائس للشيطان وجنده فيقودونه حيث شآؤا .
وله معهم حالتان :-
إحداهما :: أن يكون من جندهم وأتباعهم وهذه حال العاجز الضعيف .
الثانية :: أن يصير الشيطان من جنده وهذه حال الفاجر القوي المتسلط والمبتدع الداعية المتبوع كما قال القائل :
وكنت امرءا من جند إبليس فارتقى // بي الحال حتى صار إبليس من جندي
فيصير إبليس وجنده من أعوانه وأتباعه ، وهؤلاء هم الذين غلبت عليهم شقوتهم واشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ، وإنما صاروا إلى هذه الحال لما أفلسوا من الصبر ، وهذه الحالة هي حالة جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء .........
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الحالة الثالثة :: أن تكون الحرب سجالا ودولا بين الجندين ، فتارة له وتارة عليه وتكثر نوبات الإنتصار وتقل ، وهذه حال أكثر المؤمنين الذين خالطوا عملا صالحا وآخر سيئا. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وتكون الحال يوم القيامة موازية لهذه الأحوال الثلاث سواء بسواء ، فمن الناس من يدخل الجنة ولايدخل النار ، ومنهم من يدخل النار ولايدخل الجنة .
ومنهم من يدخل النار ثم يدخل الجنة ، وهذه الأحوال الثلاث هي أحوال الناس في الصحة والمرض ، فمن الناس من تقاوم قوته داءه فتقهره ويكون السلطان للقوة ، ومنهم من يقهر داؤه قوته ويكون السلطان للداء ، ومنهم من تكون الحرب بين دائه وقوته نوبا فهو متردد بين الصحة والمرض " اهـ.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المصدر / كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله رحمة واسعة
الحمد لله رب العلمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
فهذا تفريغ لباب من أبواب كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين للإمام ابن قيم الجوزية
قال رحمه الله تعالى :
بيان أقسام الصبر بحسب اختلاف قوته وضعفه ومقاومته لجيش الهوى وعجزه عنه
" باعث الدين بالإضافة إلى باعث الهوى له ثلاثة أحوال :
إحداها :: أن يكون القهر والغلبة لداعي الدين فيرد جيش الهوى مفلولا وهذا إنما يصل إليه بدوام الصبر ، والواصلون إلى هذه الرتبة هم المنصورون في الدنيا والآخرة وهم (( الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )) ،، وهم الذين تقول لهم الملائكة عند الموت (( ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) ،، وهم الذين نالوا معية الله مع الصابرين ،، وهم الذين جاهدوا في الله حق جهاده وخصهم بهدايته دون من عاداهم .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الحالة الثانية :: أن تكون القوة والغلبة لداعي الهوى فيسقط منازعه باعث الدين بالكلية ، فيستسلم البائس للشيطان وجنده فيقودونه حيث شآؤا .
وله معهم حالتان :-
إحداهما :: أن يكون من جندهم وأتباعهم وهذه حال العاجز الضعيف .
الثانية :: أن يصير الشيطان من جنده وهذه حال الفاجر القوي المتسلط والمبتدع الداعية المتبوع كما قال القائل :
وكنت امرءا من جند إبليس فارتقى // بي الحال حتى صار إبليس من جندي
فيصير إبليس وجنده من أعوانه وأتباعه ، وهؤلاء هم الذين غلبت عليهم شقوتهم واشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ، وإنما صاروا إلى هذه الحال لما أفلسوا من الصبر ، وهذه الحالة هي حالة جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء .........
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الحالة الثالثة :: أن تكون الحرب سجالا ودولا بين الجندين ، فتارة له وتارة عليه وتكثر نوبات الإنتصار وتقل ، وهذه حال أكثر المؤمنين الذين خالطوا عملا صالحا وآخر سيئا. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وتكون الحال يوم القيامة موازية لهذه الأحوال الثلاث سواء بسواء ، فمن الناس من يدخل الجنة ولايدخل النار ، ومنهم من يدخل النار ولايدخل الجنة .
ومنهم من يدخل النار ثم يدخل الجنة ، وهذه الأحوال الثلاث هي أحوال الناس في الصحة والمرض ، فمن الناس من تقاوم قوته داءه فتقهره ويكون السلطان للقوة ، ومنهم من يقهر داؤه قوته ويكون السلطان للداء ، ومنهم من تكون الحرب بين دائه وقوته نوبا فهو متردد بين الصحة والمرض " اهـ.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المصدر / كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله رحمة واسعة