الشاعر أبو رواحة الموري
07-22-2010, 06:15 PM
قصيدة ابن رجب
من رسالته ذم قسوة القلب
أفِـي دَارِ الخَـرَابِ تَظـلُّ تَبنِـي * * * وتَعمُـرُ مـَا لِعمـرَانٍ خُلِقـتَا
وَمَا تَركَـتْ لَكَ الأَيَّـامُ عُـذرًا * * * لَقَـد وَعَظَتـكَ لَكِنْ مَا اتَّعَظتَا
تُنَـادِي للـرَّحِيـلِ بِكُـلِّ حِينٍ * * * وَتُعلِـنُ إنَّمَـا المَقصُـودُ أنْـتَا
وتُسمِعُـكَ النِّـدَاءَ وأنـتَ لاَهٍ * * * عَنِ الدَّاعِي كأنَّـكَ مـَا سَمِعتَا
وتَعلَــمُ أنَّـهُ سَفـَرٌ بَعِيـدٌ * * * وعَن إِعـدَادِ زَادٍ قَـد غَفَلـتَا
تَنَـامُ وَطـالِـبُ الأيَّـامِ سَـاعٍ * * * ورَاءكَ لاَ يَنَـامُ فَكيـفَ نِمـتَا
مَعـائِـبُ هَـذِهِ الدُّنيَـا كَثِيـرٌ * * * وأنـتَ عَلَـى محبَّتِهَـا طُبِعـتَا
يَضِيعُ العُمـرُ فِـي لَعِـبٍ وَلهـوٍ * * * وَ لَـو أُعطِيـتَ عَقلاً مَا لَعِبتَا
فمَا بَعدَ الممَـاتِ سِـوَى جَحِيـمٍ * * * لِعـاصٍ أو نَعِيــمٍ إِن أَطعـتَا
ولسـت بـآملٍ ردًّا لِـدُنيَـا * * * فَتعملُ صَالِحًا فِيمَـا تَـركـتَا
وأوَّلُ مَـن ألُـومُ اليَـومَ نفسِـي * * * فَقَـد فَعَلـتْ نَظَائـِرَ مَا فَعلتَا
أيَـا نفسِي َ أَخـوضًا فِي المَعاصِي * * * وَبعـدَ الأربَعِيـنَ وغِـبَّ سِتَّا
وَأرجُو أَن يَطُولَ العُمـرُحَتَّـى * * * أَرى زَادَ الـرَّحِيـلِ وقَـد تأتَّى
أيَا غُصنَ الشَّذَاء تَمِيـلُ زَهـوًا * * * كأنَّكَ قَد مَضَى زَمـنٌ وعِشـتَا
عَلِمـتَ فَدَعْ سَبِيلَ الجَهلِ واحذَرْ * * * وَصحِّحْ قَد عَلِمتَ ومَـا عَمِلْـتَا
وَيَا مَن يَجمعُ الأَمـواَلَ قُلْ لِـي * * * أَيَمنَعُكَ الرَّدَى مَا قَـد جَمَعـتَا
وَيَـا مَـن يَبتَغِي أَمـرًا مُطَاعًـا * * * فيُسمَعُ نَافـِذٌ مَـن قـَد أَمَـرتَا
أَجَجْـتَ إلَـى الـوِلاَيَةِ لاَ تُبَالِي * * * أَجِـرْتَ عَلَـى البرِيَّةِ أَم عدَلتَا
ألاَ تَـدرِي بأنَّـكَ يَـومَ صَارَتْ * * * إِلَيـكَ بِغَيـرِ سِكِّيـنٍ ذُبِحـتَا
ولَيـسَ يَقُومُ فَرحةُ قَد تَـولَّـى * * * بِتَرحةِ يَومَ تَسمعُ قـَد عُـزِلـتَا
وَلاَ تُهمِـلْ فَـإنَّ الوَقتَ يَسـرِي * * * فإنْ لَم تَغتَنِمْـهُ فَقَـد أَضَعـتَا
تـَرَى الأيـَّامَ تُبلِـي كُلَّ غُصنٍ * * * وَتَطـوِي مِـن سُرُورِكَ مَا نَشَرْتَا
وَتَعلَـمُ إنَّمَـا الـدُّنيَـا مَنـامٌ * * * فَأحلَـى مَا تَكُـونُ إذَا انتبَهـتَا
فَكَيفَ تصدُّ عَن تَحصِيـلِ بَـاقٍ * * * وَبِالفَانِـي وزُخـرُفـِهِ شُغِلـتَا
هِيَ الدُّنيَـا إذَا سَـرَّتـكَ يَـومًا * * * تسُـوءُكَ ضِعـفَ مَا فِيهَا سُرِرتَا
تَغُـرُّكَ كـالسَّرابِ فأنتَ تَسرِي * * * إليـهِ ولَـيسَ تَشعُـرُ إن غُرِرتَا
وَأشهـدُ كَـم أبادَت مِن حَبِيبٍ * * * كـأنَّكَ آمٍـنٌ مِمَّـنْ شَهِـدتَا
وَتدْفِنُهُـم وَتـرجِعُ ذَا سُـرُورٍ * * * بِمَـا قـَد نِلتَ مِن إِرثٍ وَحَرتا
وتَنسَاهُم وأنـتَ غَـدًا سَتَفنَـى * * * كـأنَّكَ مـَا خُلِقـتَ ولاَ وُجِدتَا
تُحدِّثُ عَنهُم وَتقُولُـوا كَـانُـوا * * * نَعـمْ كَانُوا كَمـاَ واللهِ كُنـتَـا
حَدِيثُك هم وأنتَ غدًا حَـدِيثٌ * * * لِغَيـرِهِم فَأحسِـن مَا استطَعـتَا
يَعُودُ المـرءُ بَعدَ المـوتِ ذِكـرًا * * * فَكُن حَسَن الحَدِيـثِ إذَا ذُكِـرتَا
سـلِ الأيَـامَ عَـن عَمْ وخالٍ * * * وَمَالَكَ والسُّـؤالُ وقَـد عَلِمـتَا
ألَسـتَ تَـرى دِيـارهُم خَواءً * * * فَقَـد أنكَرت منهَا مَا عـرَفـتا
منقول من سحاب
من رسالته ذم قسوة القلب
أفِـي دَارِ الخَـرَابِ تَظـلُّ تَبنِـي * * * وتَعمُـرُ مـَا لِعمـرَانٍ خُلِقـتَا
وَمَا تَركَـتْ لَكَ الأَيَّـامُ عُـذرًا * * * لَقَـد وَعَظَتـكَ لَكِنْ مَا اتَّعَظتَا
تُنَـادِي للـرَّحِيـلِ بِكُـلِّ حِينٍ * * * وَتُعلِـنُ إنَّمَـا المَقصُـودُ أنْـتَا
وتُسمِعُـكَ النِّـدَاءَ وأنـتَ لاَهٍ * * * عَنِ الدَّاعِي كأنَّـكَ مـَا سَمِعتَا
وتَعلَــمُ أنَّـهُ سَفـَرٌ بَعِيـدٌ * * * وعَن إِعـدَادِ زَادٍ قَـد غَفَلـتَا
تَنَـامُ وَطـالِـبُ الأيَّـامِ سَـاعٍ * * * ورَاءكَ لاَ يَنَـامُ فَكيـفَ نِمـتَا
مَعـائِـبُ هَـذِهِ الدُّنيَـا كَثِيـرٌ * * * وأنـتَ عَلَـى محبَّتِهَـا طُبِعـتَا
يَضِيعُ العُمـرُ فِـي لَعِـبٍ وَلهـوٍ * * * وَ لَـو أُعطِيـتَ عَقلاً مَا لَعِبتَا
فمَا بَعدَ الممَـاتِ سِـوَى جَحِيـمٍ * * * لِعـاصٍ أو نَعِيــمٍ إِن أَطعـتَا
ولسـت بـآملٍ ردًّا لِـدُنيَـا * * * فَتعملُ صَالِحًا فِيمَـا تَـركـتَا
وأوَّلُ مَـن ألُـومُ اليَـومَ نفسِـي * * * فَقَـد فَعَلـتْ نَظَائـِرَ مَا فَعلتَا
أيَـا نفسِي َ أَخـوضًا فِي المَعاصِي * * * وَبعـدَ الأربَعِيـنَ وغِـبَّ سِتَّا
وَأرجُو أَن يَطُولَ العُمـرُحَتَّـى * * * أَرى زَادَ الـرَّحِيـلِ وقَـد تأتَّى
أيَا غُصنَ الشَّذَاء تَمِيـلُ زَهـوًا * * * كأنَّكَ قَد مَضَى زَمـنٌ وعِشـتَا
عَلِمـتَ فَدَعْ سَبِيلَ الجَهلِ واحذَرْ * * * وَصحِّحْ قَد عَلِمتَ ومَـا عَمِلْـتَا
وَيَا مَن يَجمعُ الأَمـواَلَ قُلْ لِـي * * * أَيَمنَعُكَ الرَّدَى مَا قَـد جَمَعـتَا
وَيَـا مَـن يَبتَغِي أَمـرًا مُطَاعًـا * * * فيُسمَعُ نَافـِذٌ مَـن قـَد أَمَـرتَا
أَجَجْـتَ إلَـى الـوِلاَيَةِ لاَ تُبَالِي * * * أَجِـرْتَ عَلَـى البرِيَّةِ أَم عدَلتَا
ألاَ تَـدرِي بأنَّـكَ يَـومَ صَارَتْ * * * إِلَيـكَ بِغَيـرِ سِكِّيـنٍ ذُبِحـتَا
ولَيـسَ يَقُومُ فَرحةُ قَد تَـولَّـى * * * بِتَرحةِ يَومَ تَسمعُ قـَد عُـزِلـتَا
وَلاَ تُهمِـلْ فَـإنَّ الوَقتَ يَسـرِي * * * فإنْ لَم تَغتَنِمْـهُ فَقَـد أَضَعـتَا
تـَرَى الأيـَّامَ تُبلِـي كُلَّ غُصنٍ * * * وَتَطـوِي مِـن سُرُورِكَ مَا نَشَرْتَا
وَتَعلَـمُ إنَّمَـا الـدُّنيَـا مَنـامٌ * * * فَأحلَـى مَا تَكُـونُ إذَا انتبَهـتَا
فَكَيفَ تصدُّ عَن تَحصِيـلِ بَـاقٍ * * * وَبِالفَانِـي وزُخـرُفـِهِ شُغِلـتَا
هِيَ الدُّنيَـا إذَا سَـرَّتـكَ يَـومًا * * * تسُـوءُكَ ضِعـفَ مَا فِيهَا سُرِرتَا
تَغُـرُّكَ كـالسَّرابِ فأنتَ تَسرِي * * * إليـهِ ولَـيسَ تَشعُـرُ إن غُرِرتَا
وَأشهـدُ كَـم أبادَت مِن حَبِيبٍ * * * كـأنَّكَ آمٍـنٌ مِمَّـنْ شَهِـدتَا
وَتدْفِنُهُـم وَتـرجِعُ ذَا سُـرُورٍ * * * بِمَـا قـَد نِلتَ مِن إِرثٍ وَحَرتا
وتَنسَاهُم وأنـتَ غَـدًا سَتَفنَـى * * * كـأنَّكَ مـَا خُلِقـتَ ولاَ وُجِدتَا
تُحدِّثُ عَنهُم وَتقُولُـوا كَـانُـوا * * * نَعـمْ كَانُوا كَمـاَ واللهِ كُنـتَـا
حَدِيثُك هم وأنتَ غدًا حَـدِيثٌ * * * لِغَيـرِهِم فَأحسِـن مَا استطَعـتَا
يَعُودُ المـرءُ بَعدَ المـوتِ ذِكـرًا * * * فَكُن حَسَن الحَدِيـثِ إذَا ذُكِـرتَا
سـلِ الأيَـامَ عَـن عَمْ وخالٍ * * * وَمَالَكَ والسُّـؤالُ وقَـد عَلِمـتَا
ألَسـتَ تَـرى دِيـارهُم خَواءً * * * فَقَـد أنكَرت منهَا مَا عـرَفـتا
منقول من سحاب