ابنة السّلف
07-26-2010, 07:57 PM
بسم الله الرّحمن الرّحيم...
إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله.
أمّا بعد:
فالعنوان غريب؛ لكنّه في الواقع حاصل، ومذاقه مرير!
أدخلُ إلى دهاليز مجتمعاتنا، وأُنصت إلى أقوالنا...
فذاك قائل:
"لن أتّصل به؛ فهو نادرًا ما يتّصل بي"!
وآخر:
"لن أدعوه؛ فهو لم يدْعُني مرّة واحدة؛ مع أنّ مناسباته كثيرة"!
وثالث:
"كان يجب عليّ أن أتركه يحلّ مشكلته بنفسه؛ فلم يكلّف نفسه أن يشكرني بحرف"!
" ورابع:
"سأحظره في (المسنجر)؛ فهو لا يطلّ عليّ بنافذته إلاّ لمصلحته"!
وخامس:
"في المرّة القادمة لن أسكت! وسأكيل له الصّاع صاعين"!
وسادس:
"يا للأسف؛ أضعت وقتي معه لأقنعه"!
وسابع:
"لن أزوره بعد ذلك؛ فقد كان استقباله لي جافًّا"!
وثامن:
"لقد تأخّر عليّ في السّداد؛ فلن أقرضه هو ولا غيره قرشًا واحدًا"!
وتاسع:
"لن أهديه شيئًا؛ فهو دومًا يأتي إليّ ويديه فارغة"!
وعاشر:
"دخل وقرأ مقالي ولم يكتب لي حرفًا! فلن أعقّب على مقالاته ببنت كلمة"!
وو... وغيرها من العبارات؛ التي تخرج من جوف أفواهنا ومشاعرنا!
معبّرة عن ردود أفعالنا!
كاشفة لاختلاجات قلوبنا!
خاتمة غشاوة على بصيرتنا!...
فأين فعل الخير لوجه الله؟!
أين بذل المعروف لوجه الله؟!
أين العطاء لوجه الله؟!
أين تطبيقنا للآيات الكريمة، والأحاديث الشّريفة، التي تحثّ على فعل الخير بلا مقابل من البشر؟! وانتظار الجزاء من ربّ البشر؟!
فأين عملنا بوصيّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ لعقبة بن عامر رضي الله عنه؛ لمّا قال له:
((يا عُقْبةَ بن عامر! صلْ من قطعَكَ! و أعطِ من حرمَكَ! و اعفُ عمّن ظلمَكَ))! (1)
إنّ آية واحدة في (القرآن الكريم)، لو تدبّرناها وتأمّلنا معناها؛ لعلمْنا مدى (خسارتنا) حال نظرنا إلى فعل الخير بمنظار (مصالحنا) و(أنانيّتنا) فحسب!
فقد قال ربّنا تبارك وتعالى:
)إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا(..!الآية.. (2)
ويجدر بي أن أقف عند هذه الآية الكريمة؛ ففيها من العبر ـ لأولي الألباب ـ ما يغني بعدها عن الكلام!
أسال الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال؛ فإنّه لا يهدي لأحسنها إلاّ هو....
وأن يصرف عنّا سيّء الأخلاق والأقوال والأعمال؛ فإنّه لا يصرف سيّئها إلاّ هو...
وصلّى الله على محمّد وعلى آله وسلّم..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
(1) [سلسلة الأحاديث الصّحيحة: 891].
(2) [سورة الإسراء:7]
إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله.
أمّا بعد:
فالعنوان غريب؛ لكنّه في الواقع حاصل، ومذاقه مرير!
أدخلُ إلى دهاليز مجتمعاتنا، وأُنصت إلى أقوالنا...
فذاك قائل:
"لن أتّصل به؛ فهو نادرًا ما يتّصل بي"!
وآخر:
"لن أدعوه؛ فهو لم يدْعُني مرّة واحدة؛ مع أنّ مناسباته كثيرة"!
وثالث:
"كان يجب عليّ أن أتركه يحلّ مشكلته بنفسه؛ فلم يكلّف نفسه أن يشكرني بحرف"!
" ورابع:
"سأحظره في (المسنجر)؛ فهو لا يطلّ عليّ بنافذته إلاّ لمصلحته"!
وخامس:
"في المرّة القادمة لن أسكت! وسأكيل له الصّاع صاعين"!
وسادس:
"يا للأسف؛ أضعت وقتي معه لأقنعه"!
وسابع:
"لن أزوره بعد ذلك؛ فقد كان استقباله لي جافًّا"!
وثامن:
"لقد تأخّر عليّ في السّداد؛ فلن أقرضه هو ولا غيره قرشًا واحدًا"!
وتاسع:
"لن أهديه شيئًا؛ فهو دومًا يأتي إليّ ويديه فارغة"!
وعاشر:
"دخل وقرأ مقالي ولم يكتب لي حرفًا! فلن أعقّب على مقالاته ببنت كلمة"!
وو... وغيرها من العبارات؛ التي تخرج من جوف أفواهنا ومشاعرنا!
معبّرة عن ردود أفعالنا!
كاشفة لاختلاجات قلوبنا!
خاتمة غشاوة على بصيرتنا!...
فأين فعل الخير لوجه الله؟!
أين بذل المعروف لوجه الله؟!
أين العطاء لوجه الله؟!
أين تطبيقنا للآيات الكريمة، والأحاديث الشّريفة، التي تحثّ على فعل الخير بلا مقابل من البشر؟! وانتظار الجزاء من ربّ البشر؟!
فأين عملنا بوصيّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ لعقبة بن عامر رضي الله عنه؛ لمّا قال له:
((يا عُقْبةَ بن عامر! صلْ من قطعَكَ! و أعطِ من حرمَكَ! و اعفُ عمّن ظلمَكَ))! (1)
إنّ آية واحدة في (القرآن الكريم)، لو تدبّرناها وتأمّلنا معناها؛ لعلمْنا مدى (خسارتنا) حال نظرنا إلى فعل الخير بمنظار (مصالحنا) و(أنانيّتنا) فحسب!
فقد قال ربّنا تبارك وتعالى:
)إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا(..!الآية.. (2)
ويجدر بي أن أقف عند هذه الآية الكريمة؛ ففيها من العبر ـ لأولي الألباب ـ ما يغني بعدها عن الكلام!
أسال الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال؛ فإنّه لا يهدي لأحسنها إلاّ هو....
وأن يصرف عنّا سيّء الأخلاق والأقوال والأعمال؛ فإنّه لا يصرف سيّئها إلاّ هو...
وصلّى الله على محمّد وعلى آله وسلّم..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
(1) [سلسلة الأحاديث الصّحيحة: 891].
(2) [سورة الإسراء:7]