عمر بن عبد الهادي الكرخي
08-28-2010, 06:20 PM
العدو في دارك !
إنَّ الحمدَ لله نَحمدُه، ونَستعينُه، ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بالله مِنْ شرورِ أنفُسِنا، ومِن سيِّئاتِ أعْمالِنَا، من يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ، ومن يضْلل فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهَدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ و رسُولُهُ.
أمّا بعد؛
فإنّ المؤمن له أعداء كُثر ، خصوصاً في هذا الزمان (!) ، وهذا يوجب عليه أن يكون متيقّظاً دوماً ، إذ لا يُعقل أن يغفل أحد وحوله الأعداء ، ولا أن يتغافل !
فكيف بعدوٍّ أنتَ لا تراه !؟!
ألا يجب عليك أن تحذره أكثر وأكثر ؟
فإنّ مثل هذا العدوّ من الخطر بمكان ، بل هو أخطر الأعداء قاطبة ..
ولكن لا تخف ؛ فحربه سهلٌ -إن شاء الله- لِمَن كان عنده علم بالوحيين واطّلاع على فهم الأسلاف الكرام .
وفي هذه السطور نقف -بعون الله- وقفة مع حالة من أخطر الحالات ، ألا وهي: عندما يكون (العدوّ في دارك) ، كيف تَـصْـرِفه ؟ ومن ثمّ تَتَجَنّبه ؟
روى الإمام مسلم -رحمه الله- في "صحيحه" من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله -رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَقُولُ: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ الله عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ الله عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ الله عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ».
هذا الحديث يُبرز لنا -بوضوح- السلاح الذي نتعامل به مع هذا العدوّ ؛ كي لا يقربنا فيؤذينا ويوقع بيننا.
وما هذه المشاكل التي تحدث في غالب البيوت إلا من ذلك ، وإلا فماذا يريد الشيطان من المبيت والعشاء ؟
أما العشاء : ليتقوّى به علينا.
وأما المبيت -وما أدراك ما المبيت- فهو فرصته وغنيمته ، من الوسوسة إلى أن يوقعك في المعصية ، عدا عن الكوابيس والأحلام المزعجة .
ولعلّ سائلاً يقول : وماذا إن نسي الإنسان ذكر الله ؟
فأقول : إنّ هذا النسيان -بحدّ ذاته- هو من الشيطان : {وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ}؛ فلا بدّ للمؤمن أن يكون دائم اللهج بذكر الله ، وأن يكون لسانه رطبا بذلك ؛ هذا أولاً .
ثانياً : إن من العلماء من قال: (من نسي ذكر الله ثم تذكر بعد الدخول يأتي به) ، وهذا قياساً على الذكر عند الطعام ؛ فقد صحّ عن ابن مسعود -رضي الله عنه- مرفوعاً: «من نسـي أن يذكر الله في أول طعامه فليقل حين يذكر: بسم الله في أوله وآخره ؛ فإنه يستقبل طعاماً جديداً ، ويمنع الخبيث ما كان يصيب منه» انظر تخريجه وشواهده في "إرواء الغليل" (7/24-27) للإمام المجدّد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- .
وهكذا -أخي الحبيب- نكون قد تذكّرنا شيئاً نحن نعرفه ، لكن إن عُدِمَ التطبيق نُسـيَ العلم ، فلْنُشَمّر معاً للقضاء على هذا العدوّ الأخطر ؛ فوراءنا أعداء أكثر !
نسأل الله أن يعيذنا منهم جميعاً ، وأن يثبّتنا على الإسلام والسنة ، وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب: أبو حفص الكرخي - محرم 1430
إنَّ الحمدَ لله نَحمدُه، ونَستعينُه، ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بالله مِنْ شرورِ أنفُسِنا، ومِن سيِّئاتِ أعْمالِنَا، من يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ، ومن يضْلل فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهَدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ و رسُولُهُ.
أمّا بعد؛
فإنّ المؤمن له أعداء كُثر ، خصوصاً في هذا الزمان (!) ، وهذا يوجب عليه أن يكون متيقّظاً دوماً ، إذ لا يُعقل أن يغفل أحد وحوله الأعداء ، ولا أن يتغافل !
فكيف بعدوٍّ أنتَ لا تراه !؟!
ألا يجب عليك أن تحذره أكثر وأكثر ؟
فإنّ مثل هذا العدوّ من الخطر بمكان ، بل هو أخطر الأعداء قاطبة ..
ولكن لا تخف ؛ فحربه سهلٌ -إن شاء الله- لِمَن كان عنده علم بالوحيين واطّلاع على فهم الأسلاف الكرام .
وفي هذه السطور نقف -بعون الله- وقفة مع حالة من أخطر الحالات ، ألا وهي: عندما يكون (العدوّ في دارك) ، كيف تَـصْـرِفه ؟ ومن ثمّ تَتَجَنّبه ؟
روى الإمام مسلم -رحمه الله- في "صحيحه" من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله -رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَقُولُ: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ الله عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ الله عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ الله عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ».
هذا الحديث يُبرز لنا -بوضوح- السلاح الذي نتعامل به مع هذا العدوّ ؛ كي لا يقربنا فيؤذينا ويوقع بيننا.
وما هذه المشاكل التي تحدث في غالب البيوت إلا من ذلك ، وإلا فماذا يريد الشيطان من المبيت والعشاء ؟
أما العشاء : ليتقوّى به علينا.
وأما المبيت -وما أدراك ما المبيت- فهو فرصته وغنيمته ، من الوسوسة إلى أن يوقعك في المعصية ، عدا عن الكوابيس والأحلام المزعجة .
ولعلّ سائلاً يقول : وماذا إن نسي الإنسان ذكر الله ؟
فأقول : إنّ هذا النسيان -بحدّ ذاته- هو من الشيطان : {وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ}؛ فلا بدّ للمؤمن أن يكون دائم اللهج بذكر الله ، وأن يكون لسانه رطبا بذلك ؛ هذا أولاً .
ثانياً : إن من العلماء من قال: (من نسي ذكر الله ثم تذكر بعد الدخول يأتي به) ، وهذا قياساً على الذكر عند الطعام ؛ فقد صحّ عن ابن مسعود -رضي الله عنه- مرفوعاً: «من نسـي أن يذكر الله في أول طعامه فليقل حين يذكر: بسم الله في أوله وآخره ؛ فإنه يستقبل طعاماً جديداً ، ويمنع الخبيث ما كان يصيب منه» انظر تخريجه وشواهده في "إرواء الغليل" (7/24-27) للإمام المجدّد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- .
وهكذا -أخي الحبيب- نكون قد تذكّرنا شيئاً نحن نعرفه ، لكن إن عُدِمَ التطبيق نُسـيَ العلم ، فلْنُشَمّر معاً للقضاء على هذا العدوّ الأخطر ؛ فوراءنا أعداء أكثر !
نسأل الله أن يعيذنا منهم جميعاً ، وأن يثبّتنا على الإسلام والسنة ، وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب: أبو حفص الكرخي - محرم 1430