أم جابر السلفية
09-07-2010, 01:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ محمد بن عبد الله الإمام وفقه الله
في مقاله
أسباب الوقوع في الابتداع والتحزب
وجود دسيسة في قلب العبد:
روى البخاري 11/607رقم (4202) ومسلم 16/163 برقم (112)
من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال:
قال رسول صلى الله عليه وسلم:
((إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة)) وفي البخاري ((وإنما الأعمال بالخواتيم)).
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
(خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس...
ومن هنا كان الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق
ويشتد قلقهم وجزعهم منه فالمؤمن يخاف على نفسه النفاق الأصغر
ويخاف أن يغلب ذلك عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر كما تقدم أن دسائس السوء الخفية توجب سوء الخاتمة)
فدسيسة النفاق لا يكاد ينتبه لها إلا أهل الصدق والإخلاص،
ولما كان السلف كذلك خافوا على أنفسهم منها وهذا لعظيم فقههم بأمراض القلوب وشدة خوفهم من استقرارها فيها.
ومن الدسائس الكبر قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
((لا يد خل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر... الكبر بطر الحق وغمط الناس))
وقال أبو عثمان النيسابوري: (ما ترك أحد السنة إلا لكبر في نفسه).
ومن الدسائس الحسد قال تعالى:
{ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسد من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق}.
ومن الدسائس حب الدنيا عياذا بالله
قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال))
وروى ابن ماجة 1/5 رقم (5) من حديث أبي الدرداء أن رسول صلى الله عليه وسلم قال:
((آلفقر تخافون والذي نفسي بيده لتصب عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إزاغة إلا هيه ...))
والذي ينظر في تاريخ الأمة الإسلامية قديما وحديثا يرى
كيف تعصف الدنيا ببعض العلماء،
وقد ذكر العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه "النظائر"
مجموعة من العلماء الذين تحولوا من السنة إلى البدعة لأجل الدنيا ..
السبب السادس: الأخذ ببعض الحق وترك بعضه:
متى أخذ المسلمون ببعض الحق وتركوا البعض الآخر ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء قال الله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }[المائدة : 14]، ومعنى نسوا: تركوا العمل عمدا. وقال الله في اليهود بعد أن ذكر أنه حرم عليهم سفك دماء بعضهم بعضا ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم فلم يلتزموا بذلك قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} [البقرة :85 - 86]، وقد حذرنا الله من هذا الذي وقع فيه اليهود والنصارى فقال: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ } [آل عمران : 105].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولا تقع الفتنة إلا من ترك ما أمر الله به فإنه سبحانه أمر بالحق وأمر بالصبر فالفتنة إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر)
وقال أيضا: (فإن اتباع الإنسان لما يهواه هو أخذ القول والفعل الذي يحبه ورد القول والفعل الذي يبغضه بلا هدى من الله... ولهذا كان السلف يسمون أهل البدع والتفرق المخالفين للكتاب والسنة أهل أهواء حيث قبلوا ما أحبوه وردوا ما أبغضوه بأهوائهم بغير هدى من الله)
وقال أيضا: (وإنما جماع الشر تفريط في حق أو تعد إلى باطل وهو تقصير في السنة أودخول في البدعة كترك بعض المأمور وفعل بعض المحظور أو تكذيب الحق وتصديق بباطل، ولهذا عامة ما يؤتى الناس من هذين الوجهين، فالمنتسبون إلى أهل الحديث والسنة والجماعة يحصل من بعضهم كما ذكرت تفريط في معرفة النصوص أو فهم معناها أو القيام بما تستحقه من الحجة ودفع معارضها فهذا عجز وتفريط في الحق وقد يحصل منهم دخول في باطل إما في بدعة ابتدعها أهل البدع وافقوهم عليها واحتاجوا إلى إثبات لوازمها وإما في بدعة ابتدعوها هم لظنهم أنها من تمام السنة كما أصاب الناس في مسألة كلام الله وغير ذلك من صفاته)
وقال العلامة ابن الوزير رحمه الله تعالى: (فإن قيل فمن أين جاء الاختلاف الشديد؟ فاعلم أن منشأ معظم البدع يرجع إلى أمرين واضح بطلانهما فتأمل ذلك بإنصاف وشد عليه يديك ، وهذان الأمران الباطلان هما: الزيادة في الدين بإثبات ما لم يذكره الله تعالى
المقال موجود كاملا من موقع الشيخ الإمام وفقه الله
منقول بتصرف
قلت : وفق الله الشيخ محمد الإمام لمزيد من فضله
وبصّره الله بالحق ورزقه الثبات عليه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ محمد بن عبد الله الإمام وفقه الله
في مقاله
أسباب الوقوع في الابتداع والتحزب
وجود دسيسة في قلب العبد:
روى البخاري 11/607رقم (4202) ومسلم 16/163 برقم (112)
من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال:
قال رسول صلى الله عليه وسلم:
((إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة)) وفي البخاري ((وإنما الأعمال بالخواتيم)).
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
(خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس...
ومن هنا كان الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق
ويشتد قلقهم وجزعهم منه فالمؤمن يخاف على نفسه النفاق الأصغر
ويخاف أن يغلب ذلك عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر كما تقدم أن دسائس السوء الخفية توجب سوء الخاتمة)
فدسيسة النفاق لا يكاد ينتبه لها إلا أهل الصدق والإخلاص،
ولما كان السلف كذلك خافوا على أنفسهم منها وهذا لعظيم فقههم بأمراض القلوب وشدة خوفهم من استقرارها فيها.
ومن الدسائس الكبر قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
((لا يد خل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر... الكبر بطر الحق وغمط الناس))
وقال أبو عثمان النيسابوري: (ما ترك أحد السنة إلا لكبر في نفسه).
ومن الدسائس الحسد قال تعالى:
{ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسد من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق}.
ومن الدسائس حب الدنيا عياذا بالله
قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال))
وروى ابن ماجة 1/5 رقم (5) من حديث أبي الدرداء أن رسول صلى الله عليه وسلم قال:
((آلفقر تخافون والذي نفسي بيده لتصب عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إزاغة إلا هيه ...))
والذي ينظر في تاريخ الأمة الإسلامية قديما وحديثا يرى
كيف تعصف الدنيا ببعض العلماء،
وقد ذكر العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه "النظائر"
مجموعة من العلماء الذين تحولوا من السنة إلى البدعة لأجل الدنيا ..
السبب السادس: الأخذ ببعض الحق وترك بعضه:
متى أخذ المسلمون ببعض الحق وتركوا البعض الآخر ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء قال الله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }[المائدة : 14]، ومعنى نسوا: تركوا العمل عمدا. وقال الله في اليهود بعد أن ذكر أنه حرم عليهم سفك دماء بعضهم بعضا ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم فلم يلتزموا بذلك قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} [البقرة :85 - 86]، وقد حذرنا الله من هذا الذي وقع فيه اليهود والنصارى فقال: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ } [آل عمران : 105].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولا تقع الفتنة إلا من ترك ما أمر الله به فإنه سبحانه أمر بالحق وأمر بالصبر فالفتنة إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر)
وقال أيضا: (فإن اتباع الإنسان لما يهواه هو أخذ القول والفعل الذي يحبه ورد القول والفعل الذي يبغضه بلا هدى من الله... ولهذا كان السلف يسمون أهل البدع والتفرق المخالفين للكتاب والسنة أهل أهواء حيث قبلوا ما أحبوه وردوا ما أبغضوه بأهوائهم بغير هدى من الله)
وقال أيضا: (وإنما جماع الشر تفريط في حق أو تعد إلى باطل وهو تقصير في السنة أودخول في البدعة كترك بعض المأمور وفعل بعض المحظور أو تكذيب الحق وتصديق بباطل، ولهذا عامة ما يؤتى الناس من هذين الوجهين، فالمنتسبون إلى أهل الحديث والسنة والجماعة يحصل من بعضهم كما ذكرت تفريط في معرفة النصوص أو فهم معناها أو القيام بما تستحقه من الحجة ودفع معارضها فهذا عجز وتفريط في الحق وقد يحصل منهم دخول في باطل إما في بدعة ابتدعها أهل البدع وافقوهم عليها واحتاجوا إلى إثبات لوازمها وإما في بدعة ابتدعوها هم لظنهم أنها من تمام السنة كما أصاب الناس في مسألة كلام الله وغير ذلك من صفاته)
وقال العلامة ابن الوزير رحمه الله تعالى: (فإن قيل فمن أين جاء الاختلاف الشديد؟ فاعلم أن منشأ معظم البدع يرجع إلى أمرين واضح بطلانهما فتأمل ذلك بإنصاف وشد عليه يديك ، وهذان الأمران الباطلان هما: الزيادة في الدين بإثبات ما لم يذكره الله تعالى
المقال موجود كاملا من موقع الشيخ الإمام وفقه الله
منقول بتصرف
قلت : وفق الله الشيخ محمد الإمام لمزيد من فضله
وبصّره الله بالحق ورزقه الثبات عليه