أحمد علاء النبريص
10-08-2010, 03:16 PM
الحمد لله رب العالمين وصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أم بعد :
ذكر الشبه التي تعلق بها من أجاز سماع الغناء
قال الشيخ رحمه الله
فمنها حديث عائشة في قصة الجاريتين اللتين غنتا في يوم العيد وقد أجبت عن هذه الشبهة بخمسة أجوبة ذكرتها في شرح الحديث المذكور ، وملخصها كما يلي : ـــــ
أولا: أن نوع الشعر المتغنى به ليس من النوع الممنوع، بل هو مما تقاول به الأنصار يوم بعاث .
ثانيا : أنه صار من جوار صغار مثل ذا يتسامح به .
ثالثا : انه في يوم عيد، والأعياد يشرع فيها الانبساط الذي لا يشتمل على ممنوع .
رابعا : أن تحريم اللهو عام وهذا خاص، والتخصيص مقصور على الأعراس، بشرط أن يكون نوع الكلام المتغنى به مباحا، وأن لا يشتمل على فتنه .
خامسا : أن الترخيص في الأعياد لمصلحة أو مصالح دينية رجحت على المفسدة .
وأزيد هنا فأنقل ما قاله ابن الجوزي رحمه الله في الرد على من احتج بهذا الحديث على جواز مطلقالغناء فقال في كتابه " قد العلم و العلماء " وكيف يحتج بذلك الواقع في ذلك الزمان ، عند قلوب صافيه ،على هذه الأصوات المطربة الواقعة ، في زمان كدر، عند نفوس قد تملكها الهوى ، ما هذا إلا مغالطه لهم للفهم ، أوليس قد صح عن عائشة ــــ رضي الله عنها ـــ أنها قالت : لو رأى رسول الله صلى لله عليه وسلم ما أحدثه النساء لمنعهن المساجد ـــ إلى أن قال ــــ : وأين الغناء بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث ،من غناء مستحسن ، بآلة مستطابة ، وصناعة تجذب النفوس ، وغزليات يذكر فيها الغزال والغزالة والخال والخد والقد والاعتدال ؟ فهل يثبت هناك طبع ، هيهات بل ينزعج شوقا إلى المستلذ ، ولا يدعى أنه لا يجد ذلك إلا كاذب أو خارج عن آدميته ، قال : وقد أجاب أبو الطيب الطبري على هذا الحديث بجواب آخر قد أخبرنا به أبو القاسم الحريري عنه أنه قال : هذا الحديث هو حجتنا ، لأن أبا بكر رضي الله عنه سمى ذلك مزمور الشيطان ، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر قوله ، وإنما منعه من التغليظ في الإنكار لحسن رفقه ، لاسيما في العيد ، وقد كانت عائشة ــ رضي الله عنها ــ صغيرة في ذلك الوقت ، ولم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء وقد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ، وقد أخد العلم عنها ز. ا.هـ. (ص 237 ،238 )
ثانيا :استدلوا أيضا بحديث رواه الترمذي عن بريده رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعد مغازيه ، فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت : يا رسول الله إني كنت قد ندرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك الدف وأتغنى ، فقال لها " إن كنت ندرت فاضربي وإلا فلا" فجعلت تضرب ، فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل علي وهي تضرب ، ثم دخل عثمان وهي تضرب ، ثم دخل عمر وهي تضرب ، فألقت الدف تحت إستها ثم قعدت عليه فقال رسول الله " إن الشيطان ليخاف منك عمر ، إن كنت جالسا وهي تضرب ، فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل علي وهي تضرب ، ثم دخل عثمان وهي تضرب ، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف" رواه الترمذي وصححه.
قال في تحفة الأحوذي شرح الترمذي للشيخ محمد عبد الرحمن المبار كفوري (ج10 / ص178 ) قال ــرحمه الله ــ : " وإنما مكنها رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضرب الدف بين يديه لأنها ندرت ، فدل نذرها على أنها عدت انصرافه على حال السلامة نعمة من نعم الله عليها ، فانقلب الأمر من صفة لهو إلى صفة الحق ، ومن المكروه إلى المستحب ، ثم لم يكره من ذلك ما يقع به الوفاء والنذر ، وقد حصل ذلك بأدنى ضرب ثم عاد الأمر في الزيادة إلى المكروه ، ولم ير أن يمنعها لأنه لو منعها صلى الله عليه وسلم كان يرجع إلى حد التحريم ولذا سكت عنها ، وحمد انتهاءها عند مجيء عمر رضي الله عنه " ا . هـ .
وقال الشوكاني : وقد أستدل المصنف بحديث الباب على جواز ما دل عليه وهو " الضرب بالدف" عند القدوم من الغيبة ، والقائلون بالتحريم يخصون مثل ذلك من عموم الأدلة الدالة على المنع ، قلت : وما رد به على الحديث الأول يرد به على هذا ، فيقال : إن الغناء في هذا الحديث كان من جارية صغيرة ، وكان الكلام بشي مباح الأصل ، وكان شكر الله على حياة الرسول وبقاءه ممتعا بالصحة ، وهو مخصوص من العموم أيضا كما تقدم ، فيباح الضرب بالدف لقدوم الغائب من جارية الصغيرة ، والتغني بما لا يمجه الطبع ، ولا يخرج عن الفضيلة ولما كان الاستمرار في الضرب والغناء والزيادة على حد الإباحة من الشيطان ، وانقطع بمجيء عمر رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم " أن الشيطان ليخاف من عمر " وقد تبين من هذا الاستدلال بهذا الحديث على مطلق الغناء من جميع آلات العزف مغالطه يريد أصحابها دحض الحق ، وإعزاز الباطل ، وتلك جناية على أسلام ، وفعلة شنيعة يسألهم الله عنها .
يا أمة الإسلام إن الواجب علينا أن نحكم الإسلام بمعزل عن الهوى ، والمؤثرات الخارجية ، بعيدا عن ضغوط الهوى والأطماع والمجتمعات والسلطات المحلية وغير المحلية ، ولا نكون مؤمنين حق الإيمان إلا إذا كنا كذلك ، إذا قدمنا رضا الرب على هوى النفس ورضا الناس ، وعلى الانصياع مع الأطماع ، أو خوف البطش من قوة أرضية والله أعلم .
ثالثا : ما رواه خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ ــ رضي الله عنه ــ قالت : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فجلس على فراشي كمجلسك مني ، وجويريات يضربن بالدف ، يندبن من قتل من آبائي يوم بدر ، حتى قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غدا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا تقولي هكذا وقولي كما كنت تقولي " عزاه في المنتقى إلى جماعة إلا مسلما و النسائي ، والحديث لاشك في صحته لإخراج البخاري له ، أما الجواب عليه فهو كالجواب على الحديثين السابقين فالواقعة في عرس ، ومن جواري صغار ، وبشعار الحرب مراثي القتلى ، ومثل ذلك جائز في مثل هذه الحالة .
رابعا : ومنها حديث ابن عباس قال : أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "أهديتم الفتاة ؟ قالوا : نعم .قال:أرسلتم معها من يغني ؟ قالت . لا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الأنصار قوم فيهم غزل ، فلو بعثتم معها من يقول : أتيناكم أتيناكم : فحيانا وحياكم " رواه ابن ماجد بسند فيه الأجلح ، وثقه قوم وضعفه آخرون ، وأبو الزبير مدلس وقد عنعن ، ويضاف إلى هذا أن سماع أبي زبير من ابن عباس مختلف فيه ، فالحديث ضعيف بهذا السند ، إلا أن أصله ثابت في البخاري ، ومع هذا فأنه لا دليل فيه على جواز مطلق الغناء ، لأن الضرب بالدف ، والمتغنى بما يباح ولا يغري بكأس أو سفاح جائز في الأعراس ، فهو مستثنى من المنع ، ورخصة من عزيمة ، لحكمة سبق أن أشرت إليها .
خامسا : ومنها حديث أنس الذي رواه ابن ماجه قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا عيسى بن يونس ، قال حدثنا عوف ، عن ثمامة بن عبد الله عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عيه وسلم مر ببعض المدينة ، فإذا بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ، ويقلن :
نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم " الله يعلم أني لأحبكن " الحديث صحيح لأن رجال
سنده كلهم ثقات مشاهير مخرج لهم في الصحيح ، أما الجواب عنه فإنه كما تقدم أن الغناء من جوار صغار ، وبكلام يدل على محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، لذا قال " الله يلم أني لأحبكن " . فهذا كل ما شغب به الذين يبيحون الأغاني ، وقد رأيت أيها القارئ الكريم الأجوبة عليها ، والحق أحق أن يتبع ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
المصدر
كتاب تنزيه الشريعة عن إباحة الأغاني الخليعة
الباب الثالث ( ص 61 )
لفضيلة الشيخ العلامة
أحمد بن يحي النجمي
أم بعد :
ذكر الشبه التي تعلق بها من أجاز سماع الغناء
قال الشيخ رحمه الله
فمنها حديث عائشة في قصة الجاريتين اللتين غنتا في يوم العيد وقد أجبت عن هذه الشبهة بخمسة أجوبة ذكرتها في شرح الحديث المذكور ، وملخصها كما يلي : ـــــ
أولا: أن نوع الشعر المتغنى به ليس من النوع الممنوع، بل هو مما تقاول به الأنصار يوم بعاث .
ثانيا : أنه صار من جوار صغار مثل ذا يتسامح به .
ثالثا : انه في يوم عيد، والأعياد يشرع فيها الانبساط الذي لا يشتمل على ممنوع .
رابعا : أن تحريم اللهو عام وهذا خاص، والتخصيص مقصور على الأعراس، بشرط أن يكون نوع الكلام المتغنى به مباحا، وأن لا يشتمل على فتنه .
خامسا : أن الترخيص في الأعياد لمصلحة أو مصالح دينية رجحت على المفسدة .
وأزيد هنا فأنقل ما قاله ابن الجوزي رحمه الله في الرد على من احتج بهذا الحديث على جواز مطلقالغناء فقال في كتابه " قد العلم و العلماء " وكيف يحتج بذلك الواقع في ذلك الزمان ، عند قلوب صافيه ،على هذه الأصوات المطربة الواقعة ، في زمان كدر، عند نفوس قد تملكها الهوى ، ما هذا إلا مغالطه لهم للفهم ، أوليس قد صح عن عائشة ــــ رضي الله عنها ـــ أنها قالت : لو رأى رسول الله صلى لله عليه وسلم ما أحدثه النساء لمنعهن المساجد ـــ إلى أن قال ــــ : وأين الغناء بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث ،من غناء مستحسن ، بآلة مستطابة ، وصناعة تجذب النفوس ، وغزليات يذكر فيها الغزال والغزالة والخال والخد والقد والاعتدال ؟ فهل يثبت هناك طبع ، هيهات بل ينزعج شوقا إلى المستلذ ، ولا يدعى أنه لا يجد ذلك إلا كاذب أو خارج عن آدميته ، قال : وقد أجاب أبو الطيب الطبري على هذا الحديث بجواب آخر قد أخبرنا به أبو القاسم الحريري عنه أنه قال : هذا الحديث هو حجتنا ، لأن أبا بكر رضي الله عنه سمى ذلك مزمور الشيطان ، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر قوله ، وإنما منعه من التغليظ في الإنكار لحسن رفقه ، لاسيما في العيد ، وقد كانت عائشة ــ رضي الله عنها ــ صغيرة في ذلك الوقت ، ولم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء وقد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ، وقد أخد العلم عنها ز. ا.هـ. (ص 237 ،238 )
ثانيا :استدلوا أيضا بحديث رواه الترمذي عن بريده رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعد مغازيه ، فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت : يا رسول الله إني كنت قد ندرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك الدف وأتغنى ، فقال لها " إن كنت ندرت فاضربي وإلا فلا" فجعلت تضرب ، فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل علي وهي تضرب ، ثم دخل عثمان وهي تضرب ، ثم دخل عمر وهي تضرب ، فألقت الدف تحت إستها ثم قعدت عليه فقال رسول الله " إن الشيطان ليخاف منك عمر ، إن كنت جالسا وهي تضرب ، فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل علي وهي تضرب ، ثم دخل عثمان وهي تضرب ، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف" رواه الترمذي وصححه.
قال في تحفة الأحوذي شرح الترمذي للشيخ محمد عبد الرحمن المبار كفوري (ج10 / ص178 ) قال ــرحمه الله ــ : " وإنما مكنها رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضرب الدف بين يديه لأنها ندرت ، فدل نذرها على أنها عدت انصرافه على حال السلامة نعمة من نعم الله عليها ، فانقلب الأمر من صفة لهو إلى صفة الحق ، ومن المكروه إلى المستحب ، ثم لم يكره من ذلك ما يقع به الوفاء والنذر ، وقد حصل ذلك بأدنى ضرب ثم عاد الأمر في الزيادة إلى المكروه ، ولم ير أن يمنعها لأنه لو منعها صلى الله عليه وسلم كان يرجع إلى حد التحريم ولذا سكت عنها ، وحمد انتهاءها عند مجيء عمر رضي الله عنه " ا . هـ .
وقال الشوكاني : وقد أستدل المصنف بحديث الباب على جواز ما دل عليه وهو " الضرب بالدف" عند القدوم من الغيبة ، والقائلون بالتحريم يخصون مثل ذلك من عموم الأدلة الدالة على المنع ، قلت : وما رد به على الحديث الأول يرد به على هذا ، فيقال : إن الغناء في هذا الحديث كان من جارية صغيرة ، وكان الكلام بشي مباح الأصل ، وكان شكر الله على حياة الرسول وبقاءه ممتعا بالصحة ، وهو مخصوص من العموم أيضا كما تقدم ، فيباح الضرب بالدف لقدوم الغائب من جارية الصغيرة ، والتغني بما لا يمجه الطبع ، ولا يخرج عن الفضيلة ولما كان الاستمرار في الضرب والغناء والزيادة على حد الإباحة من الشيطان ، وانقطع بمجيء عمر رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم " أن الشيطان ليخاف من عمر " وقد تبين من هذا الاستدلال بهذا الحديث على مطلق الغناء من جميع آلات العزف مغالطه يريد أصحابها دحض الحق ، وإعزاز الباطل ، وتلك جناية على أسلام ، وفعلة شنيعة يسألهم الله عنها .
يا أمة الإسلام إن الواجب علينا أن نحكم الإسلام بمعزل عن الهوى ، والمؤثرات الخارجية ، بعيدا عن ضغوط الهوى والأطماع والمجتمعات والسلطات المحلية وغير المحلية ، ولا نكون مؤمنين حق الإيمان إلا إذا كنا كذلك ، إذا قدمنا رضا الرب على هوى النفس ورضا الناس ، وعلى الانصياع مع الأطماع ، أو خوف البطش من قوة أرضية والله أعلم .
ثالثا : ما رواه خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ ــ رضي الله عنه ــ قالت : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فجلس على فراشي كمجلسك مني ، وجويريات يضربن بالدف ، يندبن من قتل من آبائي يوم بدر ، حتى قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غدا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا تقولي هكذا وقولي كما كنت تقولي " عزاه في المنتقى إلى جماعة إلا مسلما و النسائي ، والحديث لاشك في صحته لإخراج البخاري له ، أما الجواب عليه فهو كالجواب على الحديثين السابقين فالواقعة في عرس ، ومن جواري صغار ، وبشعار الحرب مراثي القتلى ، ومثل ذلك جائز في مثل هذه الحالة .
رابعا : ومنها حديث ابن عباس قال : أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "أهديتم الفتاة ؟ قالوا : نعم .قال:أرسلتم معها من يغني ؟ قالت . لا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الأنصار قوم فيهم غزل ، فلو بعثتم معها من يقول : أتيناكم أتيناكم : فحيانا وحياكم " رواه ابن ماجد بسند فيه الأجلح ، وثقه قوم وضعفه آخرون ، وأبو الزبير مدلس وقد عنعن ، ويضاف إلى هذا أن سماع أبي زبير من ابن عباس مختلف فيه ، فالحديث ضعيف بهذا السند ، إلا أن أصله ثابت في البخاري ، ومع هذا فأنه لا دليل فيه على جواز مطلق الغناء ، لأن الضرب بالدف ، والمتغنى بما يباح ولا يغري بكأس أو سفاح جائز في الأعراس ، فهو مستثنى من المنع ، ورخصة من عزيمة ، لحكمة سبق أن أشرت إليها .
خامسا : ومنها حديث أنس الذي رواه ابن ماجه قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا عيسى بن يونس ، قال حدثنا عوف ، عن ثمامة بن عبد الله عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عيه وسلم مر ببعض المدينة ، فإذا بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ، ويقلن :
نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم " الله يعلم أني لأحبكن " الحديث صحيح لأن رجال
سنده كلهم ثقات مشاهير مخرج لهم في الصحيح ، أما الجواب عنه فإنه كما تقدم أن الغناء من جوار صغار ، وبكلام يدل على محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، لذا قال " الله يلم أني لأحبكن " . فهذا كل ما شغب به الذين يبيحون الأغاني ، وقد رأيت أيها القارئ الكريم الأجوبة عليها ، والحق أحق أن يتبع ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
المصدر
كتاب تنزيه الشريعة عن إباحة الأغاني الخليعة
الباب الثالث ( ص 61 )
لفضيلة الشيخ العلامة
أحمد بن يحي النجمي