الأستاذ محمد رحيل
11-04-2010, 07:58 PM
تنبيه الشاب الحر إلى حرمة تشويك الشعر
الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على أشرف المرسلين,نبينا محمد وعلى آله الطيبين,وصحابته الغر الميامين,ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.أما بعد:
إن شبابنا قد ظهرت فيهم ظاهرة غريبة, ألا وهي :تشويكهم لشعورهم ,أي قصها أولا على طريقة القـزع (حلقوا القفي وطولوا النواصي ) ثم يجعلون شعر الناصية على هيئة شوك موجه نحو السماء,وبعضهم يحلقه كله,ويترك لمة(أي شوشة بلغة الجزائريين) ثم يمشطها إلى الوراء أو يشوكها .
منبع هذه العادة:
لا شك أن منبع هذه العادة من عند الكفار,إذ رأينا الشعب الصيني معروفا بهذه العادة ,وذلك من خلال صورهم المعروضة في سلعهم التي يصدرونها إلينا,ثم قلدهم بعد ذلك ا للاعبون لكرة الندم ,ففتن بهم الشبان الأحداث ,حتى أصبحنا ما نرى شابا يدرس في القسم الإبتدائي ولا المتوسط ولا الثانوي ولا الجامعي إلا وهو يشوك شعره.
حكم الشرع في هذه العادة:
إن الناظر في هذه القصة ,يجد أنه قد اجتمع فيها أمران :
1- أن منشأها من عند الكفار , وأن فاعلها متشبه بهم, وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبوداود وقال الألباني :حسن صحيح في صحيح أبي داود(4031).وقال أيضا:(ليس منا من تشبه بغيرنا ) قال الألباني: صحيح لشواهده السلسلة الصحيحة (2194).
2- أنها اشتملت على القزع وهو منهي عنه , فعن ابن عمر-رضي الله عنه –أن النبي –صلى الله عليه وسلم- رأى صبيا قد حلق بعض شعره ,وترك بعضه فنهاهم عن ذلك ,وقال:( احلقوه كله أو اتركوه كله ) أخرجه أحمد(2/88)وعنه أبو داود(2/194( والنسائي (2/276)وأورده الألباني في الصحيحة ( 3 /115).
وتجاه هذا لا نتردد- أبدا- في الحكم على هذه العادة بأنها حرام .للسببين المذكورين: التشبه بالأعاجم,و القزع – أيضا-تشبها بهم .
دفع اعتراض:
قد يقول قائل إن حكم القزع الكراهة ,وهي لاتنافي الجواز,وقد نقل النووي الإجماع على الكراهة وأنها للتنزيه لا للتحريم .
الجواب:أن القزع حكمه الكراهة إذا كان مجردا من أي قصد, مثل أن يكون على هيئة القزعة وهي السحابة الصغيرة ,أما إذا استعمل على الهيئات التي تختص بالكفار ,كالذي يفعله شبابنا اليوم ,تقليدا منهم للغربيين ,فهذا حكم التحريم فيه ظاهر للحديث السابق الذكر"من تشبه بقوم فهو منهم "والله أعلم.
مفاسد هذه العادة:
1-ما يورثه هذا التقليد من موالاة ,والموالاة محبة الكفار لأجل دنياهم,وهذه كبيرة من الكبائر, بخلاف التولي فإنه محبة الكفار لأجل دينهم ,وهذه ردة نسأل الله العافية.انظر لهذا التفريق ما قاله الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الأصول الثلاثة (ص154-155)من جامع شروح الأصول الثلاثة ط دار الإيمان الإسكندرية.
والمشابهة في الظاهر, تورث المشابهة في الباطن,قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:(كلما كانت المشابهة أكثر, كان التفاعل في الأخلاق والصفات أتم( وقال:(فالمشابهة و المشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة.) اقتضاء الصراط المستقيم(ص 236-237).ط دار الجيل ط1 ت :1413هـ/1993م .
وقد رأينا الشباب يشاهدون الكرة فيتأثرون باللاعبين وبطرق قصهم لشعورهم ,سواء كان هؤلاء اللاعبون مسلمين أو كفارا ,وما ذاك إلا لأن المشابهة في الظاهر تنم عن محبة في الباطن ,قال شيخ الإسلام :المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن,كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر ا.هـ نفس المصدر.
2-أن هؤلاء الشباب يستعملون هذه الدهون الكيماوية لشعورهم ,(الجال وغيره) وضررها على الشعروالرأس عظيم ,وأنا –شخصيا-أعرف بعض الشباب الذين أحدثت لهم هذه الدهون ضررا على شعورهم ,فتساقطت ,أو خفت كثافتها .وهذا شاهد تجربة لا نحتاج معه إلى رأي طبيب.
3-أن المستعملين لهذه القصات يبللون شعورهم ,ويخرجون في الصباح الباكر متحملين البرد الشديد, الذي يحدث لهم الضرر البالغ ,ولا يغطون شعورهم محافظة على هذه القصات .
4-أن أغلبهم يستعمل هذا التشواك لمعاكسة الفتيات واستمالتهم ,وهذا أمر محرم.
5-أن هذه القصة تورث التكبر ,ومشية الخيلاء ,وقد روى الترمذي (2491)وغيره عن عبد الله بن عمر أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-قال:(خرج رجل ممن كان قبلكم في حلة له يختال فيها فأمر الله الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها أو قال يتلجلج فيها إلى يوم القيامة) وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة . ( 1507 )
6-وهذه السادسة أمر مضحك: وهو أن كثيرا من الشباب ,كانوا يتعرضون لسخط الوالدة, بسبب تلطيخهم لوسادة النوم باستعمالهم الجال وهذه الدهون.
7-أن المقلد لغيره –عموما-ضعيف الشخصية ,فاتر الإرادة ,مذبذب الرأي ,ما له من قرار, ومثل هذا لا تحتاجه أمته ولا عشيرته ولا أهله.
نصيحة :
أيها الشاب المشوك لشعره, اتق الله –جل وعلا- وأمط عنك هذا التشواك ,واسلك سبيل سلفك الصالح تفلح وتنجح واطلب العلم النافع,والعمل الصالح,وقاطع كرة الندم ,قبل أن تندم ,واهتم بمعالي الأمور تعلو وتسلم.و الحمد لله رب العالمين ,وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
وكتبه:أبو العباس محمد رحيل
حامدا ومصليا ليلة الأربعاء
13/شوال/1431هـ بوادي التاغية - معسكر-.الجزائر.
–حرسها الله وسائر بلاد المسلمين
الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على أشرف المرسلين,نبينا محمد وعلى آله الطيبين,وصحابته الغر الميامين,ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.أما بعد:
إن شبابنا قد ظهرت فيهم ظاهرة غريبة, ألا وهي :تشويكهم لشعورهم ,أي قصها أولا على طريقة القـزع (حلقوا القفي وطولوا النواصي ) ثم يجعلون شعر الناصية على هيئة شوك موجه نحو السماء,وبعضهم يحلقه كله,ويترك لمة(أي شوشة بلغة الجزائريين) ثم يمشطها إلى الوراء أو يشوكها .
منبع هذه العادة:
لا شك أن منبع هذه العادة من عند الكفار,إذ رأينا الشعب الصيني معروفا بهذه العادة ,وذلك من خلال صورهم المعروضة في سلعهم التي يصدرونها إلينا,ثم قلدهم بعد ذلك ا للاعبون لكرة الندم ,ففتن بهم الشبان الأحداث ,حتى أصبحنا ما نرى شابا يدرس في القسم الإبتدائي ولا المتوسط ولا الثانوي ولا الجامعي إلا وهو يشوك شعره.
حكم الشرع في هذه العادة:
إن الناظر في هذه القصة ,يجد أنه قد اجتمع فيها أمران :
1- أن منشأها من عند الكفار , وأن فاعلها متشبه بهم, وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبوداود وقال الألباني :حسن صحيح في صحيح أبي داود(4031).وقال أيضا:(ليس منا من تشبه بغيرنا ) قال الألباني: صحيح لشواهده السلسلة الصحيحة (2194).
2- أنها اشتملت على القزع وهو منهي عنه , فعن ابن عمر-رضي الله عنه –أن النبي –صلى الله عليه وسلم- رأى صبيا قد حلق بعض شعره ,وترك بعضه فنهاهم عن ذلك ,وقال:( احلقوه كله أو اتركوه كله ) أخرجه أحمد(2/88)وعنه أبو داود(2/194( والنسائي (2/276)وأورده الألباني في الصحيحة ( 3 /115).
وتجاه هذا لا نتردد- أبدا- في الحكم على هذه العادة بأنها حرام .للسببين المذكورين: التشبه بالأعاجم,و القزع – أيضا-تشبها بهم .
دفع اعتراض:
قد يقول قائل إن حكم القزع الكراهة ,وهي لاتنافي الجواز,وقد نقل النووي الإجماع على الكراهة وأنها للتنزيه لا للتحريم .
الجواب:أن القزع حكمه الكراهة إذا كان مجردا من أي قصد, مثل أن يكون على هيئة القزعة وهي السحابة الصغيرة ,أما إذا استعمل على الهيئات التي تختص بالكفار ,كالذي يفعله شبابنا اليوم ,تقليدا منهم للغربيين ,فهذا حكم التحريم فيه ظاهر للحديث السابق الذكر"من تشبه بقوم فهو منهم "والله أعلم.
مفاسد هذه العادة:
1-ما يورثه هذا التقليد من موالاة ,والموالاة محبة الكفار لأجل دنياهم,وهذه كبيرة من الكبائر, بخلاف التولي فإنه محبة الكفار لأجل دينهم ,وهذه ردة نسأل الله العافية.انظر لهذا التفريق ما قاله الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الأصول الثلاثة (ص154-155)من جامع شروح الأصول الثلاثة ط دار الإيمان الإسكندرية.
والمشابهة في الظاهر, تورث المشابهة في الباطن,قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:(كلما كانت المشابهة أكثر, كان التفاعل في الأخلاق والصفات أتم( وقال:(فالمشابهة و المشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة.) اقتضاء الصراط المستقيم(ص 236-237).ط دار الجيل ط1 ت :1413هـ/1993م .
وقد رأينا الشباب يشاهدون الكرة فيتأثرون باللاعبين وبطرق قصهم لشعورهم ,سواء كان هؤلاء اللاعبون مسلمين أو كفارا ,وما ذاك إلا لأن المشابهة في الظاهر تنم عن محبة في الباطن ,قال شيخ الإسلام :المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن,كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر ا.هـ نفس المصدر.
2-أن هؤلاء الشباب يستعملون هذه الدهون الكيماوية لشعورهم ,(الجال وغيره) وضررها على الشعروالرأس عظيم ,وأنا –شخصيا-أعرف بعض الشباب الذين أحدثت لهم هذه الدهون ضررا على شعورهم ,فتساقطت ,أو خفت كثافتها .وهذا شاهد تجربة لا نحتاج معه إلى رأي طبيب.
3-أن المستعملين لهذه القصات يبللون شعورهم ,ويخرجون في الصباح الباكر متحملين البرد الشديد, الذي يحدث لهم الضرر البالغ ,ولا يغطون شعورهم محافظة على هذه القصات .
4-أن أغلبهم يستعمل هذا التشواك لمعاكسة الفتيات واستمالتهم ,وهذا أمر محرم.
5-أن هذه القصة تورث التكبر ,ومشية الخيلاء ,وقد روى الترمذي (2491)وغيره عن عبد الله بن عمر أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-قال:(خرج رجل ممن كان قبلكم في حلة له يختال فيها فأمر الله الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها أو قال يتلجلج فيها إلى يوم القيامة) وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة . ( 1507 )
6-وهذه السادسة أمر مضحك: وهو أن كثيرا من الشباب ,كانوا يتعرضون لسخط الوالدة, بسبب تلطيخهم لوسادة النوم باستعمالهم الجال وهذه الدهون.
7-أن المقلد لغيره –عموما-ضعيف الشخصية ,فاتر الإرادة ,مذبذب الرأي ,ما له من قرار, ومثل هذا لا تحتاجه أمته ولا عشيرته ولا أهله.
نصيحة :
أيها الشاب المشوك لشعره, اتق الله –جل وعلا- وأمط عنك هذا التشواك ,واسلك سبيل سلفك الصالح تفلح وتنجح واطلب العلم النافع,والعمل الصالح,وقاطع كرة الندم ,قبل أن تندم ,واهتم بمعالي الأمور تعلو وتسلم.و الحمد لله رب العالمين ,وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
وكتبه:أبو العباس محمد رحيل
حامدا ومصليا ليلة الأربعاء
13/شوال/1431هـ بوادي التاغية - معسكر-.الجزائر.
–حرسها الله وسائر بلاد المسلمين