الشاعر أبو رواحة الموري
12-14-2010, 09:06 PM
التذكير بصيام يوم عاشوراء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وبعد:
فهذه ذكرى ـ والذكرى تنفع المؤمنين ـ جعلنا الله جميعا مؤمنين.
بصيام يوم عاشوراء
عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: "قَدِمَ النبي صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يوم عَاشُورَاءَ، فقال: (ما هذا ؟) قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ هذا يَوْمٌ نَجَّى الله بَنِي إِسْرَائِيلَ من عَدُوِّهِمْ ، فَصَامَهُ مُوسَى. قال: (فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ). فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ". أخرجه البخاري ومسلم.
والأمر هنا ليس على الوجوب، اتفق العلماء أن صوم يوم عاشوراء اليوم ليس بواجب للأحاديث التي جاءت بالتخيير في صيامه، منها:
عن مُعَاوِيَةَ بن أبي سُفْيَانَ رضي الله عنهما قال يوم عَاشُورَاءَ عَامَ حَجَّ على الْمِنْبَرِ: يا أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ ولم يَكْتُبْ الله عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وأنا صَائِمٌ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ). أخرجه البخاري ومسلم.
و عن جَابِرِ بن سَمُرَةَ رضي الله عنه قال: "كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَيَحُثُّنَا عليه وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ فلما فُرِضَ رَمَضَانُ لم يَأْمُرْنَا ولم يَنْهَنَا ولم يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ". أخرجه مسلم.
و قد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في صيام يوم عاشوراء كما في الحديث:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( .. وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ على اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ). وفي رواية: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ ). أخرجه مسلم.
وممّا يؤكد ويزيد في الحث على صيام يوم عاشوراء الحديث:
عن الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بن عَفْرَاءَ رضي الله عنها قالت: "أَرْسَلَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الْأَنْصَارِ التي حَوْلَ الْمَدِينَةِ(من كان أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ وَمَنْ كان أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ)، فَكُنَّا بَعْدَ ذلك نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ منهم إن شَاءَ الله وَنَذْهَبُ إلى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لهم اللُّعْبَةَ من الْعِهْنِ فإذا بَكَى أَحَدُهُمْ على الطَّعَامِ أعطيناهم إِيَّاهُ عِنْدَ الْإِفْطَارِ". أخرجه البخاري و مسلم.
والسّنة في صيام يوم عاشوراء أن يُصام التاسع والعاشر وهو الأفضل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم لما جاء في الحديث:
عن عبد اللَّهِ بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال. قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ). أخرجه مسلم.
ويوضح هذا الحديث ويبين مقصود النبي صلى الله عليه وسلم مه؛ أثر ابن عباس.
عن عطاء أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول: "صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود" أخرجه الترمذي، والبيهقي. وسنده صحيح موقوفا.
ولهذا نص الإمام أحمد على مثل ما رواه ابن عباس وأفتى به.
فقال في رواية الأثرم أنا أذهب في يوم عاشوراء إلى أن يصام يوم التاسع والعاشر لحديث ابن عباس.
وقال حرب سألت أحمد عن صوم يوم عاشوراء فقال نصوم التاسع والعاشر.
قال ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم": ومقتضى كلام أحمد أنه يكره الاقتصار على العاشر لأنه سئل عنه فأفتى بصوم يومين وأمر بذلك وجعل هذا هو السنة لمن أراد صوم عاشوراء واتبع في ذلك حديث ابن عباس وابن عباس كان يكره إفراد العاشر على ما هو مشهور عنه.
............... تنبيه ...............
حديث:
محَمّد بْنُ أَبِى لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِىٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :(صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا). أخرجه أحمد، وابن خزيمة، والبيهقي.
إسناده ضعيف لسوء حفظ بن أبي ليلى، وخالفه عطاء في أثر ابن عباس المتقدم الموقوف. قاله الألباني بتصريف في صحيح ابن خزيمة.
فاللهَ اسأل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يوفقنا إلى طاعته سبحانه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ,,,,,,,,,
كتبه
أبو فريحان
جمال بن فريحان الحارثي
7/1/1429هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وبعد:
فهذه ذكرى ـ والذكرى تنفع المؤمنين ـ جعلنا الله جميعا مؤمنين.
بصيام يوم عاشوراء
عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: "قَدِمَ النبي صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يوم عَاشُورَاءَ، فقال: (ما هذا ؟) قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ هذا يَوْمٌ نَجَّى الله بَنِي إِسْرَائِيلَ من عَدُوِّهِمْ ، فَصَامَهُ مُوسَى. قال: (فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ). فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ". أخرجه البخاري ومسلم.
والأمر هنا ليس على الوجوب، اتفق العلماء أن صوم يوم عاشوراء اليوم ليس بواجب للأحاديث التي جاءت بالتخيير في صيامه، منها:
عن مُعَاوِيَةَ بن أبي سُفْيَانَ رضي الله عنهما قال يوم عَاشُورَاءَ عَامَ حَجَّ على الْمِنْبَرِ: يا أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ ولم يَكْتُبْ الله عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وأنا صَائِمٌ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ). أخرجه البخاري ومسلم.
و عن جَابِرِ بن سَمُرَةَ رضي الله عنه قال: "كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَيَحُثُّنَا عليه وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ فلما فُرِضَ رَمَضَانُ لم يَأْمُرْنَا ولم يَنْهَنَا ولم يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ". أخرجه مسلم.
و قد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في صيام يوم عاشوراء كما في الحديث:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( .. وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ على اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ). وفي رواية: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ ). أخرجه مسلم.
وممّا يؤكد ويزيد في الحث على صيام يوم عاشوراء الحديث:
عن الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بن عَفْرَاءَ رضي الله عنها قالت: "أَرْسَلَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الْأَنْصَارِ التي حَوْلَ الْمَدِينَةِ(من كان أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ وَمَنْ كان أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ)، فَكُنَّا بَعْدَ ذلك نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ منهم إن شَاءَ الله وَنَذْهَبُ إلى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لهم اللُّعْبَةَ من الْعِهْنِ فإذا بَكَى أَحَدُهُمْ على الطَّعَامِ أعطيناهم إِيَّاهُ عِنْدَ الْإِفْطَارِ". أخرجه البخاري و مسلم.
والسّنة في صيام يوم عاشوراء أن يُصام التاسع والعاشر وهو الأفضل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم لما جاء في الحديث:
عن عبد اللَّهِ بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال. قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ). أخرجه مسلم.
ويوضح هذا الحديث ويبين مقصود النبي صلى الله عليه وسلم مه؛ أثر ابن عباس.
عن عطاء أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول: "صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود" أخرجه الترمذي، والبيهقي. وسنده صحيح موقوفا.
ولهذا نص الإمام أحمد على مثل ما رواه ابن عباس وأفتى به.
فقال في رواية الأثرم أنا أذهب في يوم عاشوراء إلى أن يصام يوم التاسع والعاشر لحديث ابن عباس.
وقال حرب سألت أحمد عن صوم يوم عاشوراء فقال نصوم التاسع والعاشر.
قال ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم": ومقتضى كلام أحمد أنه يكره الاقتصار على العاشر لأنه سئل عنه فأفتى بصوم يومين وأمر بذلك وجعل هذا هو السنة لمن أراد صوم عاشوراء واتبع في ذلك حديث ابن عباس وابن عباس كان يكره إفراد العاشر على ما هو مشهور عنه.
............... تنبيه ...............
حديث:
محَمّد بْنُ أَبِى لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِىٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :(صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا). أخرجه أحمد، وابن خزيمة، والبيهقي.
إسناده ضعيف لسوء حفظ بن أبي ليلى، وخالفه عطاء في أثر ابن عباس المتقدم الموقوف. قاله الألباني بتصريف في صحيح ابن خزيمة.
فاللهَ اسأل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يوفقنا إلى طاعته سبحانه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ,,,,,,,,,
كتبه
أبو فريحان
جمال بن فريحان الحارثي
7/1/1429هـ