الأستاذ محمد رحيل
02-13-2011, 03:35 AM
حصول الشفاء ليس دالا على شرعية الطريقة
الحمد لله رب العالمين,وصلى الله على نبينا محمد الأمين,وآله الطيبين,وصحابته الغر الميامين,ومن سار نهجهم إلى يوم الدين,أما بعد :
إن هذا المعنى- إخوة الإيمان- معنى نفيس,مستل من تلكم القاعدة النفيسة,الوسائل لها أحكام المقاصد, بدا لي أن أذكر به نفسي وإخواني,و هو معنى تشهد له أصول الشرع,ومقتضيات السمع,وهاأنا ذا أمثل لهذا المعنى بعدة أمثلة واقعة,فيها اعتقادات ضائعة,فأقول وبالله التوفيق
1-ذهاب الناس عند السحرة
يذهب كثير من الناس إلى السحرة والمشعوذين,وقد يرون الشفاء قضي لهم من الله تعالى, فينسبونه إلى الساحر أو الكاهن,الذي ذهبوا إليه.
فإذا أنكرت عليهم ذهابهم إلى السحرة والكهنة والمشعوذين,فسرعان ما يحتجون عليك:كيف يكون حراما وقد شفينا على يديه.
فنجيبهم: حصول الشفاء ليس دالا على شرعية الطريقة المستعملة أثناء العلاج.
لأن المريض قد يشفى,لأنه:
1- صمم من الناحية النفسية,أنه سوف لن يرجع بمرضه,بل سيدعه هناك.
2- دعا مخلصا لرب العالمين فاستجاب الله دعاءه,فشفي هناك فظن المسكين أن الساحر
هو الذي جاءه بالشفاء.وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في
استجابة الدعاء عند القبر.
3- قد يكون ممسوسا فإذا ذهب إلى المشعوذ أو الكاهن,ذهب عنه شيطانه,حتى يزيِّن له عمله و اتباعه للسحرة والمشعوذين.
4-وتحريم الذهاب إلى السحرة والمشعوذين أمر مجمع على تحريه بين العلماء.
بالقرآن الكريم,مثل قوله تعالى في تكفير متعلمه:{وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}من سورة البقرة.وقوله:{ولا يفلح الساحر حيث أتى}.من سورة طه.
بالسنة المشرفة مثل قوله صلى الله عليه وسلم:{من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد}.رواه أبو داود[3904]وصححه الألباني في صحيح الجامع [5942].
2- حصول النتيجة ليس دالا على شرعية الطريقة
مثال ذلك:تغيير الحكم عن طريق المظاهرات,و الإعتصامات,والمسيرات.
فإذا ما نجح قوم في إزالة حاكم ظالم جائر,بأسلوب المظاهرات والمسيرات,فهل يدل ذلك على أن هذه المظاهرات شرعية؟كلا والله,فقد أفتى فيها علماؤنا الفحول,من أمثال العلامة الجهبذ عبد العزيز بن باز,والعلامة الصالح والمفضال الناجح:محمد بن عثيمين,وسماحة المفتي:عبد العزيز آل الشيخ و العلامة الفوزان,وغيرهم حيث اتفقت كلمتهم على ذم المظاهرات والإعتصامات.واعتبارها وسيلة فتنة وشر.
هذا إذا جاز لنا أن نسمي ما حصل نتيجة وهدفا,وإلا فقل لي بربك:
1-هل حكم في تونس ومصر بالإسلام بعد الإطاحة بالرئيس؟
2-هل توقفت الدماء عن السيلان؟
3-هل كانت هذه الثورة نابعة من إرادة إقامة شرع الله,بما فيه من تطبيق للحدود؟
4-الفرح الذي كان مقرونا بالمعازف والمزامير والغناء والتبرج والإختلاط يدل على أن الأمر لم يكن مرادا لتقرير ما ذكرناه من البنود الثلاثة السابقة .
الخلاصة:
- حصول الشفاء ليس دالا على شرعية الطريقة.
- حصول النتيجة ليس دالا على شرعية الطريقة
هذا ما أحببت التنبيه عليه,أسأل الله عز وجل أن يهدي الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح,وأن يرفع الفتنة عن إخواننا في تونس ومصر,وسائر بلدان المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
كتبه العبد الفقيرأبو العباس: محمد رحيل بوادي التاغية 10/صفر/1432هـ
الحمد لله رب العالمين,وصلى الله على نبينا محمد الأمين,وآله الطيبين,وصحابته الغر الميامين,ومن سار نهجهم إلى يوم الدين,أما بعد :
إن هذا المعنى- إخوة الإيمان- معنى نفيس,مستل من تلكم القاعدة النفيسة,الوسائل لها أحكام المقاصد, بدا لي أن أذكر به نفسي وإخواني,و هو معنى تشهد له أصول الشرع,ومقتضيات السمع,وهاأنا ذا أمثل لهذا المعنى بعدة أمثلة واقعة,فيها اعتقادات ضائعة,فأقول وبالله التوفيق
1-ذهاب الناس عند السحرة
يذهب كثير من الناس إلى السحرة والمشعوذين,وقد يرون الشفاء قضي لهم من الله تعالى, فينسبونه إلى الساحر أو الكاهن,الذي ذهبوا إليه.
فإذا أنكرت عليهم ذهابهم إلى السحرة والكهنة والمشعوذين,فسرعان ما يحتجون عليك:كيف يكون حراما وقد شفينا على يديه.
فنجيبهم: حصول الشفاء ليس دالا على شرعية الطريقة المستعملة أثناء العلاج.
لأن المريض قد يشفى,لأنه:
1- صمم من الناحية النفسية,أنه سوف لن يرجع بمرضه,بل سيدعه هناك.
2- دعا مخلصا لرب العالمين فاستجاب الله دعاءه,فشفي هناك فظن المسكين أن الساحر
هو الذي جاءه بالشفاء.وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في
استجابة الدعاء عند القبر.
3- قد يكون ممسوسا فإذا ذهب إلى المشعوذ أو الكاهن,ذهب عنه شيطانه,حتى يزيِّن له عمله و اتباعه للسحرة والمشعوذين.
4-وتحريم الذهاب إلى السحرة والمشعوذين أمر مجمع على تحريه بين العلماء.
بالقرآن الكريم,مثل قوله تعالى في تكفير متعلمه:{وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}من سورة البقرة.وقوله:{ولا يفلح الساحر حيث أتى}.من سورة طه.
بالسنة المشرفة مثل قوله صلى الله عليه وسلم:{من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد}.رواه أبو داود[3904]وصححه الألباني في صحيح الجامع [5942].
2- حصول النتيجة ليس دالا على شرعية الطريقة
مثال ذلك:تغيير الحكم عن طريق المظاهرات,و الإعتصامات,والمسيرات.
فإذا ما نجح قوم في إزالة حاكم ظالم جائر,بأسلوب المظاهرات والمسيرات,فهل يدل ذلك على أن هذه المظاهرات شرعية؟كلا والله,فقد أفتى فيها علماؤنا الفحول,من أمثال العلامة الجهبذ عبد العزيز بن باز,والعلامة الصالح والمفضال الناجح:محمد بن عثيمين,وسماحة المفتي:عبد العزيز آل الشيخ و العلامة الفوزان,وغيرهم حيث اتفقت كلمتهم على ذم المظاهرات والإعتصامات.واعتبارها وسيلة فتنة وشر.
هذا إذا جاز لنا أن نسمي ما حصل نتيجة وهدفا,وإلا فقل لي بربك:
1-هل حكم في تونس ومصر بالإسلام بعد الإطاحة بالرئيس؟
2-هل توقفت الدماء عن السيلان؟
3-هل كانت هذه الثورة نابعة من إرادة إقامة شرع الله,بما فيه من تطبيق للحدود؟
4-الفرح الذي كان مقرونا بالمعازف والمزامير والغناء والتبرج والإختلاط يدل على أن الأمر لم يكن مرادا لتقرير ما ذكرناه من البنود الثلاثة السابقة .
الخلاصة:
- حصول الشفاء ليس دالا على شرعية الطريقة.
- حصول النتيجة ليس دالا على شرعية الطريقة
هذا ما أحببت التنبيه عليه,أسأل الله عز وجل أن يهدي الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح,وأن يرفع الفتنة عن إخواننا في تونس ومصر,وسائر بلدان المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
كتبه العبد الفقيرأبو العباس: محمد رحيل بوادي التاغية 10/صفر/1432هـ