أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
02-23-2011, 10:08 PM
الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على نبيه و مصطفاه
و آله و صحبه و من والاه و بعد :
فقد رأيت مشاركة لأحد الإخوة الأفاضل على منتديات
التصفية و التربية حول نفي هذه الكلمة من أسماء الإشارة
و ذكرت من العنوان أن الأخ الوقور الأديب بلالاً يستعملها أحياناً
فدخلت بغية الاستفادة و إبلاغ أخي بلال بما استفدته
فلأجل هذا أبدأ بإيراد مشاركة الأخ سمير مزغيش الأصلية
ثم أثني بتعليق الأخ بشير ثم أثلث بما وجدت خلال بحثي عن هاته الكلمة
قال الأخ سمير مزغيش وفقه الله لكل خيرٍ:
(لغة الجرائد) لإبراهيم اليازجي (35 ـ 36)
ومن تهافتهم في النَّقل ما أُولع به أكثرهم من استعمال لفظة (هاته) في مكان (هذه)؛ ذهابًا إلى أنَّها أفصح منها! وما هي بالفُصحى ولا الفصيحة.
وهذه معلَّقات العرب، بل قصائدها التِّسع والأربعون، وهذه دواوين شعرائهم، مثل عنترة والنَّابغة وحاتم وعروة بن الورد والفرزدق وجرير وغيرهم، وهذه خطب الإمام علٍّي والمنقول عن وفود العرب كلِّهم، بل هذا القرآن نفسه، هل يجدون في ذلك كلِّه لفظة (هاته)؟!
ولو كانت بهذه المنزلة الَّتي يتوهَّمونها لم تفت أولئك كلّهم على مكانهم من اللُّغة وتحقُّقهم من فصيحها، ولقد قلَّبنا كثيرًا من صحف الكتاب في كلِّ عصر من أعصار الإسلام؛ فلم نجد هذه اللَّفظة في شيء من كتب المتقدِّمين، ولا نذكر أنَّنا رأيناها قبل شيوعها بين كتَّابنا إلَّا في كلام بعض متأخِّري التُّونسيِّين، بل لعلَّها لم ترد إلَّا في كتاب خير الدِّين باشا المسمى بـ: (أقوم المسالك)، فإنَّها شائعة في الكتاب كلِّه لا يكاد يستعمل غيرها، وهو مِنْ غريب الذَّوق في اختيار الألفاظ.
ثمّ علق الأخ بشير الجزائري قائلاً :
بارك الله فيك أخي سمير
لكن اليازجي أخطأ في ما نفاه من عدم وجود (هاته) في كتب النحو
فقد وردت هذه اللفظة في كتاب الكافية الشافية للإمام أبي عبدالله جمال الدين ابن مالك الطائي الجياني، حيث قال:
بــ (ذا) إلى فـرد مذكـر أشـر ... ذي ذات تي تا ذه على الأنثى قصر
و (تِهْ) كــ (ذه) وها هنا قد قصرا ... ومـد عـند كسـره أو اقصـرا
و هذا الذي دفعني للبحث عن ثبوت ذي اللفظة من عدمه فكان أن علقت قائلاً :
شكراً لكم جميعاً أيها الإخوة الأفاضل
لكن ما توجيه ذكره الأخ بشير ؟؟!!!
ثم إن هناك نقلاً من كتب المعاجم و فقه اللغة
في لسان العرب لابن منظر الأفريقي
في الجزء (15) في الصفحة (445) الطبعة الأولى لدار صادر
عند الحديث عن تا و أنها تأتي للهجاء و للإشارة للمؤنث
و ذكر فيها لغات , و ذكر ما تثنى عليه
و ذكر فيها أقبح اللغات ثم لمّا أتى إلى التصغير قال :
و إذا صغرت قلت اللّتيّا , و إذا أردت أن تجمع اللّتيّا قلت اللّتيّات , قال الليث :
و إنّما صار تصغير تِهِ و ذِهِ و ما فيها من اللغات تيّا لأن كلمة التاء و الذال من من ذِه و تِه
كل واحدة هي نفس و ما لحقها فإنها عماد للتاء لكي ينطلق بها اللسان .اهـ .
ثمّ ذكر صاحب اللسان نقلاً آخر عن الجوهري في الصفحة (446) قال :
قال الجوهري :تِهِ مثل ذِهِ , و تان للتثنية , و أُولاء للجمع , و تصغير تا تيّاَ , بالفتح و التّشديد .اهـ
ثم ذكرها مرة أخرى في نقل ثالث ص (452) حيث قال :
قال أبو العباس :ذي معناه ذه . يقال : ذا عبد الله و ذي أمة الله و ذه أمة الله و تِهْ أمة الله , قال و يقال هذي هند و هاته هند
و هاتا هند , على زيادة ها التنبيه , قال : و إذا صغرت ذه قلت تيّا تصغير تِه أو تا.اهـ
الشاهد في إثباته لــ : تِه و ذه على أنها من اللغات
و لا خلاف في ذه و من ثَمَّ تكون تِه ثابته و معها
هاته أو هتهْ ثابتة , إذ حرف الإشارة ثابت و ما أضيف
إليه إنّما هو من للتنبيه و النقل الثالث بين واضح و الله أعلم .
أخيراً أرجو من الشيخين الفاضلين
أبي رواحة و محمد رحيل
و بقية الإخوة الأفاضل كبلال و الحريري و أبي زياد
و الهجاري و غيرهم أن يفيدونا جميعاً بما لديهم
في هذه الكلمة والله الموفق .
و آله و صحبه و من والاه و بعد :
فقد رأيت مشاركة لأحد الإخوة الأفاضل على منتديات
التصفية و التربية حول نفي هذه الكلمة من أسماء الإشارة
و ذكرت من العنوان أن الأخ الوقور الأديب بلالاً يستعملها أحياناً
فدخلت بغية الاستفادة و إبلاغ أخي بلال بما استفدته
فلأجل هذا أبدأ بإيراد مشاركة الأخ سمير مزغيش الأصلية
ثم أثني بتعليق الأخ بشير ثم أثلث بما وجدت خلال بحثي عن هاته الكلمة
قال الأخ سمير مزغيش وفقه الله لكل خيرٍ:
(لغة الجرائد) لإبراهيم اليازجي (35 ـ 36)
ومن تهافتهم في النَّقل ما أُولع به أكثرهم من استعمال لفظة (هاته) في مكان (هذه)؛ ذهابًا إلى أنَّها أفصح منها! وما هي بالفُصحى ولا الفصيحة.
وهذه معلَّقات العرب، بل قصائدها التِّسع والأربعون، وهذه دواوين شعرائهم، مثل عنترة والنَّابغة وحاتم وعروة بن الورد والفرزدق وجرير وغيرهم، وهذه خطب الإمام علٍّي والمنقول عن وفود العرب كلِّهم، بل هذا القرآن نفسه، هل يجدون في ذلك كلِّه لفظة (هاته)؟!
ولو كانت بهذه المنزلة الَّتي يتوهَّمونها لم تفت أولئك كلّهم على مكانهم من اللُّغة وتحقُّقهم من فصيحها، ولقد قلَّبنا كثيرًا من صحف الكتاب في كلِّ عصر من أعصار الإسلام؛ فلم نجد هذه اللَّفظة في شيء من كتب المتقدِّمين، ولا نذكر أنَّنا رأيناها قبل شيوعها بين كتَّابنا إلَّا في كلام بعض متأخِّري التُّونسيِّين، بل لعلَّها لم ترد إلَّا في كتاب خير الدِّين باشا المسمى بـ: (أقوم المسالك)، فإنَّها شائعة في الكتاب كلِّه لا يكاد يستعمل غيرها، وهو مِنْ غريب الذَّوق في اختيار الألفاظ.
ثمّ علق الأخ بشير الجزائري قائلاً :
بارك الله فيك أخي سمير
لكن اليازجي أخطأ في ما نفاه من عدم وجود (هاته) في كتب النحو
فقد وردت هذه اللفظة في كتاب الكافية الشافية للإمام أبي عبدالله جمال الدين ابن مالك الطائي الجياني، حيث قال:
بــ (ذا) إلى فـرد مذكـر أشـر ... ذي ذات تي تا ذه على الأنثى قصر
و (تِهْ) كــ (ذه) وها هنا قد قصرا ... ومـد عـند كسـره أو اقصـرا
و هذا الذي دفعني للبحث عن ثبوت ذي اللفظة من عدمه فكان أن علقت قائلاً :
شكراً لكم جميعاً أيها الإخوة الأفاضل
لكن ما توجيه ذكره الأخ بشير ؟؟!!!
ثم إن هناك نقلاً من كتب المعاجم و فقه اللغة
في لسان العرب لابن منظر الأفريقي
في الجزء (15) في الصفحة (445) الطبعة الأولى لدار صادر
عند الحديث عن تا و أنها تأتي للهجاء و للإشارة للمؤنث
و ذكر فيها لغات , و ذكر ما تثنى عليه
و ذكر فيها أقبح اللغات ثم لمّا أتى إلى التصغير قال :
و إذا صغرت قلت اللّتيّا , و إذا أردت أن تجمع اللّتيّا قلت اللّتيّات , قال الليث :
و إنّما صار تصغير تِهِ و ذِهِ و ما فيها من اللغات تيّا لأن كلمة التاء و الذال من من ذِه و تِه
كل واحدة هي نفس و ما لحقها فإنها عماد للتاء لكي ينطلق بها اللسان .اهـ .
ثمّ ذكر صاحب اللسان نقلاً آخر عن الجوهري في الصفحة (446) قال :
قال الجوهري :تِهِ مثل ذِهِ , و تان للتثنية , و أُولاء للجمع , و تصغير تا تيّاَ , بالفتح و التّشديد .اهـ
ثم ذكرها مرة أخرى في نقل ثالث ص (452) حيث قال :
قال أبو العباس :ذي معناه ذه . يقال : ذا عبد الله و ذي أمة الله و ذه أمة الله و تِهْ أمة الله , قال و يقال هذي هند و هاته هند
و هاتا هند , على زيادة ها التنبيه , قال : و إذا صغرت ذه قلت تيّا تصغير تِه أو تا.اهـ
الشاهد في إثباته لــ : تِه و ذه على أنها من اللغات
و لا خلاف في ذه و من ثَمَّ تكون تِه ثابته و معها
هاته أو هتهْ ثابتة , إذ حرف الإشارة ثابت و ما أضيف
إليه إنّما هو من للتنبيه و النقل الثالث بين واضح و الله أعلم .
أخيراً أرجو من الشيخين الفاضلين
أبي رواحة و محمد رحيل
و بقية الإخوة الأفاضل كبلال و الحريري و أبي زياد
و الهجاري و غيرهم أن يفيدونا جميعاً بما لديهم
في هذه الكلمة والله الموفق .