أبو عبد الله بلال يونسي
03-12-2011, 09:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الضلال في النصف الثاني من القرن المنصرم قاده فكر مجموعة من الكتاب والشخصيات التي كان لها يوم الناس ذاك وزن عند العامة
وقد تألق في ضحضاح البدعة والإفساد أعلام عليها تأثر لاحقهم بسابقهم توارثا للمسالك المزرية في طمس محيا الشريعة الصافي من اتباع الكاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وتعظيم ما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ومن أولاء الشرذمة أبو الأعلى المودودي والذي سار على ركابه سيد قطب حذو القدة بالقدة في سوق أفكاره وما ضمنه كتاباته فيما يحوم حول الحاكمية وغيرها من المسائل ذات الشبه ...
إن من أبرز الكتب وأهمها والتي أبانت عن كوارث كثير من الحزبيين و رؤوس الضلال في هذا العصر كتاب :
(زوابع حول السنة قديما وحديثا )
و من فهارس الكتاب من درر سنية :
لحظات مع السيد أبي الأعلى المودودي85 كل يخطئ ويصيب86 موقفه من الحديث النبوي87 ظنية خبر الآحاد89 الشيخ المودودي يدافع عن الحديث95 يشيد بجهود المحدثين96 يرد على أنصار الحديث96 يسترد من المحدثين ما أعطاهم98 يثير الشبهات حول الإسناد100 يمجد الدراية ويقلل أهمية الرواية102 يعتبر الذوق معياراً على صحة الحديث104 لا يحتاج إلى الإسناد كثيراً بعد الذوق105 رأيه في صحيح البخاري108 أصول المحدثين في نقد الأحاديث111 مدى حرية نقد الأحاديث عند المودودي113 حديث الكذبات الثلاث116 آراء العلماء في تأويل هذا الحديث118 شبهات الرازي حول هذا الحديث124 شبهات المودودي أقوى من شبهات الرازي في رد هذا الحديث128 حديث سليمان عليه السلام (لأطوفن الليلة على نسائي)139 موقف المحدثين من الاختلاف في الروايات الصحيحة139 الاختلاف في عدد نساء سليمان عليه السلام140 ملخص القول141 موقف الشيخ المودودي من هذا الحديث143 حديث (الجساسة)145 متابعاته وشواهده149 عقيدة أهل السنة والجماعة في الدجال151 مذهب أهل الحق152 نبذة عن الدجال155 تحقيق حديث الدجال عند المودودي162 التمثيل الشرعي للدفاع عن المودودي169 إصرار المودودي على هذا الموقف العام من الحديث ورد العلماء عليه171
وقد قدم الشيخ العلامة ربيع المدخلي لهذا الكتاب قبل أكثر من ربع قرن ؛ وهاهو :
(تقـــديم لكتاب
زوابع في وجه السنة قديماً وحديثاً
للشيخ: صلاح الدين مقبول أحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الله ابتعث محمداً صلى الله عليه وسلم- والبشرية كلها تتخبط في ظلمات حالكة مطبقة من الجهل والشرك والكفر والضلال والظلم، قال تعالى : ] آلر. كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد [(ابراهيم:1) – فقام بهذه الرسالة على أكمل وجهها، واستجاب له بعد جهاد ونضال خير أمة أخرجت للناس ممن اختارهم الله لحمل رسالة الإسلام والجهاد والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل نشرها، والذود عن حياضها.
فقاموا بكل ما يتطلبه الإسلام من التلقي الواعي لما جاء به هذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم- من كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن سنة مشرقة وضاءة شارحة ومبينة لأهداف القرآن ومقاصده ومبادئه ومثله.
ثم بتبليغ هذين النورين – بعد تطبيقهما الكامل في حياتهم – إلى أمم الأرض وشعوبها بالدعوة الواضحة والبيان وبالسيف والسنان.
فهدى الله تلك الأمم، وأخرجها من الظلمات إلى النور، واستضاءت بنور الإسلام وتفيأت ظلاله، بعد أن رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولاً، وأقبلت على تعاليم الإسلام وتوجيهاته من كتاب وسنة، تتبتل من غيرهما، حفظاً واعياً وتطبيقاً صادقاً في مجال العقيدة والعبادة والاقتصاد والحكم، فبلغوا بهذه الحياة على هذين المصدرين أوج العزة وقمة السعادة في الدنيا والآخرة، ونعموا بحياة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، من العدالة والأخوة والمحبة الصادقة في الله، والإيثار في جنب الله، والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع أجناس الأمم التي انضوت تحت لواء الإسلام، لا فرق بين عربيهم وعجميهم، ولا بين أبيضهم وأسودهم وأحمرهم.
فأثارت هذه الحياة الهنيئة الراضية مكامن الحسد والبغضاء والغيظ على هذه الأمم التي أصبحت أمة واحدة كالبنيان المرصوص وكالجسد الواحد.
فشرع أولئك الحاقدون من سلالات اليهود والمجوس، يحيكون المكائد والدسائس، ويرسمون الخطط لزلزلة هذا البنيان المحكم وتحطيم أركانه.
فزرعوا ألغام الفرقة في صفوف المسلمين أولاً: بالدسائس والمكائد السياسية مما أدى إلى الإطاحة بالخليفة الراشد المظلوم، ذي النورين: عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وبقتل علي ابن عم رسول الله الخليفة الرابع الراشد، ثم بالتالي أدى إلى تصدع صفوف المسلمين واختلافهم.
وثانياً: بعد نجاح أولئك الزنادقة في تمزيق صفوف المسلمين سياسياً، شرعوا في تأكيد تلك الفرقة وترسيخها ببث العقائد الفاسدة من يهودية ومجوسية ونصرانية ووثنية، ثم شرعوا يؤيدون تلك العقائد والاتجاهات الضالة بانتحال الكذب على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم- وافتراء الأحاديث. فاستيقظت الأمة الإسلامية لما يحاك لها من الدسائس والمكائد، فوحدوا صفوفهم بعد تنازل السيد النبيل الحسن بن علي بن أبي طالب وسبط الرسول محمد صلى الله عليه وسلم- وابن فاطمة البتول لحقن دماء المسلمين ولاجتماع كلمتهم لأخيه معاوية بن أبي سفيان. فانتظم أمر المسلمين، وتوحدت صفوفهم سياسياً، فصدق في ذلك قول الرسول الكريم: (( إن ابني هذا سيّد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين )) صحيح البخاري .
فواصل بذلك خلفاء بني أمية وبني العباس توسيع دائرة الإسلام في الشرق والغرب والشمال والجنوب، حتى امتدت رقعة الإسلام إلى المحيط الأطلسي غرباً، وإلى الصين شرقاً.
وكانت الأيدي الحاقدة تحرك بعض الشراذم والفلول على الأمة الإسلامية بين الحين والآخر، فيتصدى لهم جند الإسلام فيقضي عليها في مهدها، هذا على المستوى السياسي.
أما على المستوى الاجتماعي والعقائدي فكان أولئك الحاقدون، ومن تأثر بهم، من الفرق الضالة المخذولة المهزومة، تواصل وتمضي في ضلالها، وتؤيد تلك الانحرافات بما تختلقه من الكذب والزور على رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم- حتى وصلت أحاديثهم المكذوبة إلى ألوف مؤلفة، فتصدى لهم الجهابذة من نقاد أئمة الحديث، ففنّدوا كذبهم، وكشفوا عوارهم، فلم يتركوا كاذباً، ولا أحاديث مكذوبة إلا وجعلوها تحت المجاهر، وسلطوا عليها الأضواء الإسلامية، بل امتد نشاط هؤلاء العباقرة إلى وضع قواعد متينة يعرف بها الصحيح من السقيم ولو كان غير كذب وألفوا في ذلك المؤلفات.
ووضعوا قواعد للجرح والتعديل، تميز الراوي العدل الضابط من الضعيف والمجروح، وألفوا في ذلك المؤلفات، فبلغوا بهذه الأعمال الجليلة في الحفاظ على سنة رسول الله وآثار الصحابة، درجة لا نظير لها في تاريخ الإنسانية. وأضافوا إلى ذلك: التأليف في العلل والموضوعات، وقبلها : التأليف في الصحيح والحسن، فأصبح بذلك أمر السنة واضحاً كالشمس، لا يلتبس فيه الصحيح بالضعيف، فضلاً عن الموضوع والمختلق، مما حدى بأحد أئمة الحديث ـ وهو أبو حاتم محمد بن حبان البستي (المتوفي سنة 354) ـ إلى أن يقول : ((ولو لم يكن الإسناد، وطلب هذه الطائفة له لظهر في هذه الأمة من تبديل الدين ما ظهر في سائر الأمم، وذلك أنه لم تكن أمة لنبي قط حفظت عليه الدين عن التبديل ما حفظت هذه الأمة، حتى لا يتهيأ (أن يزاد في سنة من سنن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم- ألف ولا واو، كما لا يتهيأ زيادة مثله في القرآن) فحفظت هذه الطائفة السنن على المسلمين، وكثرت عنايتهم بأمر الدين، ولولا هم لقال من شاء بما شاء)).
ثم إلى جانب هؤلاء طوائف زائغة، تبنت عقائد وأفكاراً باطلة. ثم وجدوا أنفسهم وعقائدهم في مواجهة نصوص الكتاب والسنة، فلجأوا إلى التحريف والتأويل لنصوص الكتاب والمتواتر من السنة، حتى تتفق هذه النصوص في زعمهم، مع معتقداتهم الباطلة، ولجأوا إلى وضع قواعد تدفع في نحور السنن أحياناً، وتلوي أعناقها أحياناً، إلى حيث توافق أهواءها واتجاهاتها الضالة الباطلة.
فمن تلك القواعد قولهم: أخبار الآحاد لا يحتج بها في باب العقيدة ((فكم أساءت هذه القولة الباطلة إلى الإسلام، وكم أهانت من حديث عظيم من أحاديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم- واستخفت به، وامتدت هذه القاعدة إلى جحود وإنكار قضايا عقدية تبلغ أدلتها حد التواتر، بل بعضها تطابق في الدلالة عليه الكتاب والسنة، مثل أحاديث نزول عيسى، وخروج الدجال، وطلوع الشمس من مغربها، وأحاديث المهدي وغيرها، مما يؤدي إنكاره إلى هدم عقيدة الإسلام من أساسها)). ومن تلكم القواعد الضالة:
(( كل ما لم يوافق العقل، وكل ما لم يوافق الذوق من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم- يجب رده)). ويجعلون من جهلهم بالكتاب والسنة، ومن عقولهم القاصرة وأذواقهم الفاسدة موازين لأخذ ما شاءوا وردّ ما شاءوا من أقوال أفضل الرسل، وأعقل العقلاء، الذي ((لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)). وكادت هاتان الطائفتان أن تنقرضا، ولكن عز على أعداء الإسلام أن تخبو نار الفتنة، وأن تضع الحرب الموجهة ضد الإسلام أوزارها.
فهب أعداء الإسلام، من يهود وماسونيين ومستشرقين ومستعمرين، لإيقاظ هذه الفتنة من سباتها، أو نبشها من قبورها المندثرة، ثم بثها في الشرق والغرب، وفي صفوف أبناء الأمة الإسلامية، خصوصاً المثقفين والجامعيين. وانضم إلى صفوف هؤلاء الأعداء سفهاء وأغبياء من أبناء جلدتنا، ومن يتكلم بلغتنا، فكان هجومهم على السنة أشد وأعنف، وكانوا أشد خطراً على الإسلام من أعداء الإسلام المكشوفين الواضحين.
ولكن الله الذي تعهد بحفظ دينه بقوله: ] إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [ الحجر:9 من هؤلاء جميعاً: من أعداء الإسلام الواضحين، وأعداء السنن المندسين في صفوف الإسلام، واللابثين وراءه بالمرصاد. فكما جند لحماية السنة المطهرة في السابق جنوداً من أئمة الحديث والسنة المخلصين، فدحرت جيوش الباطل وجنود إبليس في السابق، فكذلك جند في اللاحق، وفي هذا العصر بالذات، من يتصدى لهؤلاء المتربصين بالسنن النبوية والعقائد الإسلامية ممن يدحرهم ويردهم على أعقابهم خاسئين ]ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. إنهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون[ الصافات: 171 ـ 173
فلقد هبّ حماة الإسلام في السابق واللاحق، يدافعون عن سنن المصطفى، ويهاجمون خصومها، حتى تعلو كلمة الحق، ويزهق الباطل:
] وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً[ الإسراء:81
ففي السابق، كان علماء الحديث والسنة ـ وعلى رأسهم الشافعي (ت204هـ) وأحمد بن حنبل (ت241)، وابن قتيبة (ت276هـ)، ثم ابن تيمية (ت728هـ)، وابن القيم (ت751هـ) ـ جنوداً بواسل في دحر هذه الشراذم الضالة.
وفي العصر الحاضر هبّ لدحرهم علماء السنة الفضلاء: مثل الأستاذ محمد عبدالرزاق حمزة، والشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي، وعلامة الشام ومحدثها الشيخ ناصر الدين الألباني، فنفع الله بجهودهم شباب الأمة الإسلامية، فتسلموا راية السنة النبوية يطبقونها في حياتهم، ويذودون عن حياضها.
ومن هؤلاء الشباب المتمسكين بالسنة، الغيورين عليها: الأستاذ صلاح الدين مقبول أحمد، أحد خريجي كلية الحديث بالجامعة الإسلامية، والعاملين الآن في حقل الدعوة الإسلامية، تدريساً وتأليفاً وتحقيقاً ـ بارك الله في حياته، وكثّر في شباب الأمة الإسلامية من أمثاله ـ فألف في الرد على الطائفة الثانية هذا الكتاب القيم بين يدي القارئ، قديمها وحديثها، وأسهم في دحر باطلها، ودحض شبهاتها، بما وفق له من الحجج والبراهين، بما نقله عن المجاهدين المناضلين، وفقه الله لمتابعة السير في هذا المضمار، ونفع بجهوده الأمة الإسلامية، خصوصاً شبابها حتى تميز بين الحق والباطل وتعرف الغث من السمين، فإنه لا يصلح لحمل رسالة الإسلام، والدعوة إليها، والجهاد في سبيلها إلا هذه النوعية الواعية.
أما حاطبوا الليل، والذي يخلطون بين الغث والسمين، ويتبعون كل ناعق، بغير برهان ولا دليل (ولو كان على غير منهج الكتاب والسنة في عقيدته وعبادته وفكره، ولو شدد الحملات، وسدد الضربات إلى سالكي هذا المنهج) فهؤلاء بحاجة ماسة إلى الدعوة والتوجيه بالحكمة والموعظة الحسنة ومنها: كتابة مثل هذه البحوث التي تعالج أمراضهم وتنبه عقولهم.
نسأل الله مخلصين أن يهيأ الله لهم الدعاة الجادين المخلصين وأن يعيدهم إلى حظيرة الحق، ثم حمله إلى الناس بعد فهمه ووعيه دعوةً وجهاداً إن ]ربي لسميع الدعاء[ وصلى الله على نبينا: محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
ربيع بن هادي المدخلي
رئيس شعبة السنة في الدراسات العليا
بالجامعة الإسلامية بالمدينة الطيبة
ذو الحجة 1405 هـ )
وهذه مقتطفات منقولة بيانا لحال المودودي لمن لا يعرفه حق المعرفة :
( بعض طوام وبلايا المودودي
طعنه في الأنبياء عليهم السلام
قال المودوي في نبي الله يوسف عليه السلام :
(( إن هذه لم تكن مطالبة لمنصب وزير المالية فقط بل إنها كانت مطالبة بالدكتاتورية ونتيجة لذلك كان وضع سيدنا يوسف عليه السلام يشبه جداً وضع موسوليني في إيطاليا الآن ))
الشقيقان ( ص20)
وقال : (( إن سيدنا يونس عليه السلام كانت قد صدرت منه بعض التقصيرات في تبليغ الرسالة ))
( الشقيقان ص21)
وقال عن نوح عليه السلام العبد الشكور :
(( إن سيدنا نوح عليه السلام أصبح مغلوباً أمام نزواته وطغت عليه عاطفة الجاهلية ))
( الشقيقان ص22)
وننقل منها خصوصاً طعنه في الرسول صلى الله عليه وسلم :
يقول في كتابه رسائل ومسائل ص (57) طبعة 1351 هـ.:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يظن خروج الدجال في عهده أوقريباً من عهده ، ولكن مضت إلى هذا الظن ألف سنة وثلاثمائة سنة وخمسونعاماً ، قروناً طويلة ولم يخرج الدجال ، فثبت أن ما ظنه صلى الله عليه وسلم لم يكن صحيحاً " !! .
وزاد: " وقد مضت ألف … ولم يخرج الدجال ، فهذه هي الحقيقة " .
المرجع السابق في طبعة سنة 1362 هـ
وهذا إنكار واضح لخروج الدجال ، التي تواترت بخبر خروجه الأحاديث الصحاح ، وتكذيب للصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
وقال: " كل ما روي في أحاديثه صلى الله عليه وسلم في الدجال ثبت أن كل ذلك كان رأياً وقياساً منه صلى الله عليه وسلم ، وكان في ريبه من أمره " .
المرجع السابق ص 55 .
قلت : أليس هذا إنكاراً للدجال ؟ ،
وتكذيباً لخبر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عنه :
( وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحى يوحى ) ؟ .
ويقول في كتابه أربع مصطلحات القرآن الأساسية " ص 156:
إن الله سبحانه أمره صلى الله عليه وسلم في سورة النصر بأن يستغفر ربه ما صدر منه من أداءالفرائض [ فرائض النبوة ] من تقصيرات و نقائص ) !! .
نعوذ بالله من هذا البهتان العظيم .
ألا يكفيه ما وصف الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من صفة
( العبودية ) ،التي هي أكمل الصفات البشرية ؟ .
فوصفه بها في أكثر من آيه من كتابه ـ جل وعلا ـ ؟؟ .
أين هو من قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الثلاثة نفرالذين سألوا عن عبادته ـ وكأنه نص في هذه المسألة ـ ،
قال : " أما إني لأتقاكم لله … " الحديث ؟
" الحارثي / الأجوبة المفيدة حاشية ص 92 .
يقول المودودي في كتابه رسائل ومسائل ص 55 طبعة 1351 هـ. :
" كل ما روي في أحاديثه صلى الله عليه وسلم في الدجال ثبت أن كل ذلك كان رأياً وقياساً منه صلى الله عليه وسلم ، وكان في ريبه من أمره " .
طعون المودودي في عثمان رضي الله عنه
قال المودودي :
(( غير أن سيدنا عثمان رضي الله عنه حين خلفه أخذ يحيد عن هذه السياسة رويداً رويداً فطفق يعهد الى أقربائه بالمناصب الكبرى ويخصهم بامتيازات أخرى اعترض الناس عليها عامة !!))
وهذه طريقة السبئية واعتراضهم على التصرف في الأموال والمناصب مع أن عثمان رضي الله عنه برئ من اتهامات هؤلاء الجهلة الضلال .
وفي ( ص60) من كتاب (الخلافة والملك)
أرجع سبب ثورة المنافقين على الخليفة الراشد العادل الشهيد عثمان رضي الله عنه إلى هذه الأسباب
وهذا تلبيس واضح .
وقال عن الصحابي عبد الله ابن ابي السرح وذكر ردته ثم توبته
(( ...فعفا عنه لأجل خاطر عثمان لاغير ...))
وطعن في معاوية رضي الله عنه ورماه بالبدع
في ص( 112-113 وغيرها )
وطعن في ( ص 59)من كتاب (الخلافة والملك)في الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه
وفي أبي سفيان رضي الله عنه بروايات واهية .
وقال في المقابل عن الرافضة المنافقين الزنادقة
(( فالشيعة المعتدلون !!! كانوا يقولون أن علياً أفضل الخلق من قاتله أو أبغضه فهو عدو لله
سيخلد في نار الجحيم مهاناً ويحشر مع الكفار والمنافقين .....))
( الخلافة والملك ص142)
فمن هم الغلاة عند المودودي ؟؟؟!!!
وهذا الكتاب ملئ بالطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
والدفاع عن موقف الرافضة والطعن في خلافة بني أمية كلها إلا عمر ابن عبد العزيز على طريقة الروافض .
وعناوين الكتاب تشعر بجهل هذه الرجل وضلاله
( روح الديموقراطية ) (ص61)
ويقصد بذلك الشورى وهذه بداية الضلال ( سيادة القانون )!!
( ص58) وهذا الكتاب خطير على العقيدة ....
ومن ضلالات المودودي المصلح عند الحزبيين :
1) إثارة الشبه على الإسناد الذي من أهم خصائص هذه الأمة .
( التفهيمات 1/359-360)
2) تمجيد الدراية والتقليل من أهمية الرواية .
( التفهيمات 1/360)
3) التقليل من أهمية صحيح البخاري ورد أحاديث من الصحيحين بذوقه !!!!
( مجلة المنبر جلد 7عدد 23-24)
4) رد الأحاديث الصحيحة الثابتة التي حكم بصحتها أساطين الجرح والتعديل !!! بمخالفته لعقله !!
أو مخالفته للقرآن الكريم !!( في نظره هو )
أو مخالفته للوقائع التاريخية !!!!
أو تعارض الأحاديث فيما بينها !!( في ذهنه )
( التفهيمات 1/345)
نقلاً عن ( زوابع حول السنة للشيخ صلاح الدين مقبول أحمد )
من الأحاديث التي ردها تبعاً للعقلانيين
حديث الكذبات الثلاث ( رواه البخاري ومسلم ) رده كما رده الرازي قبله . وحديث الجساسة في صحيح مسلم . وقد أنكر الدجال وقال عنه ( هذا المسيح الدجال وغيره من الأساطير ....)
( الرسائل 1/46) وغير ذلك .
أنظر( زوابع حول السنة للشيخ صلاح الدين مقبول أحمد ص208)
وبالمقابل يقول في ثورة الخميني الرافضي الملحد :
(( إن ثورة الخميني ثورة إسلامية والقائمون عليها هم جماعة إسلامية وشباب تلقوا التربية الإسلامية في الحركات الإسلامية وعلى جميع المسلمين عامة !!! والحركات الإسلامية خاصة ان تؤيد هذه الثورة كل التأييد !!!!وتتعاون معها في جميبع المجالات ))
( الشقيقان ص3) موقف علماء المسلمين ( ص48)
لهذا إشاد الرافضة بجهود المودودي !!!!
قال علي النقوي الرافضي
(( قد أقر المتعة مفكر العصر الشهير العلامة ابو العلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية بكتابة مقال مفصل حول الموضوع ))
( المتعة والإسلام للنقوي الرافضي ص7)
مع أنه رجع عن ذلك ( إباحة المتعة في حال الإضطرار )
وبين ذلك في ( رسائل ومسائل ص2/20-23) فقال ( والحق أني أقول بحرمتها مطلقاً )
ولم يعدل مافي الطبعات القديمة .
( زوابع حول السنة ص119)
وقد اتخذ الروافض كلام المودودي في الصحابة وطعنه في بعضهم تكأة كما في كتابه ( الخلافة والملك )
وجاء في المجلة الرافضـيـــــــة
( مجلة الشيعة الأسبوعية ( 57لاهور 1-8أكتوبر 1979م)
وفي كتاب الشقيقان ( ص40)
قال مدير تحرير المجلة الرافضية :
(( إن علماء العالم الإسلامي كله قد أظهروا أحزانهم بموت الأستاذ المودودي ومدحوا جهوده الدينيـــة !!!
كان المرحوم ساعياً في بيان كلمة الحق
وسيظل تأليفه الشهير ( الخلافــــة والملك )
تذكاراً على مر العصور!!!
وقد انتفد الأستاذ المودودي في مؤلفه تنقيداً شديداً على الخلفاء الثلاثة ( ابو بكر وعمر وعثمان ) ومعاوية ))
وقال أحد كبراء الرافضة كما ذكرت مجلة التوحيد!!!
الصادرة من طهران في عددها
( 27السنة الخامسة رجب 1407هـــ)
(( وننصح من يشاء أن يراجع كتاب( الخلافة والملك ) لأبي الأعلى المودودي
للتعرف على مدى خسارة المسلمين
بتولي معاوية ابن أبي سفيان لسدة الحكم..!!!!)) ا. هــ كلام الرافضي ...)
فالرجل عنده غلو غريب في بعض المسائل :
قال المودودي :
(( إنّ مسألة القيادة والزعامة، إنّما هي مسألة المسائل في الحياة الإنسانيّة وأصل أصولها )).
ويقول أيضاً:
(( إنّكم تظنون أنّ الوقوف متوجّهاً إلى القبلة واضعاً اليد اليمنى على اليسرى والركوع معتمداً على الركبة والسجود على الأرض وقراءة الكلمات المعدودة وهذه الأفعال والحركات هي العبادة في ذاتها
وتظنّون أنّ الصوم من أول رمضان إلى أوّل شوال والجوع والعطش من الصباح إلى المساء هو العبادة، وتظنون أنَّ تلاوة عدّة آيات من القرآن هي العبادة،
وتظنّون أنّ الطواف حول الكعبة عبادة، وبالجملة: فإنّكم قد سميتم ظواهر بعض الأعمال عبادة عندما يقوم شخص بأداء هذه الأفعال بأشكالها وصورها تظنّون أنّه قد عبد الله …
والحق أنّ العبادة التي خلقكم الله من أجلها والتي أمركم بأدائها هي شيء آخر )) !!!!
وقد يحاول بعضهم الدفاع عن المودودي بقوله :
( إنَّ الإمامة داخلة في طاعة الله ورسوله؟!)
وجوابه :
نهايتها أن تكون كبعض الواجبات كالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك مما يدخل في طاعة الله ورسوله، فكيف تكون هي وحدها أشرف مسائل المسلمين وأهم مطالب الدين؟!
وخاتمة ما أنقله هنا :
( ثمّ يقول المودودي: (( إن مسألة القيادة والزعامة إنَّما هي مسألة المسائل في الحياة لإنسانيَّة وأصل أصولها؟
وأهمية هذه المسألة وخطورة شأنها ليست مستحدثة في هذا العصر وإنَّما هي مقرونة ومنوط بها منذ أقدم الأزمنة وناهيك من شاهد، بالقول السائر: (( الناس على دين ملوكهم )).
هكذا في نظر هذا المفكر الكبير!؟؟؟
ولكن الحق الذي لا مرية فيه أنَّ مسألة المسائل هي ما جاء به جميع الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- وهي مسألة التوحيد والإيمان، كما في هذه الآيات: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنَّه لا إله إلا أنا فاعبدون}.** ولقد بعثنا في كلّ أمَّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.** ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنَّ عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين }.
هذه هي مسألة المسائل ومن أجلها دار الصراع بين الأنبياء والأمم الضالّة، وقد سقنا أدلتها الكثيرة فيما سبق فارجع واقرأ.).
وبهذا نعلم من أين تبنى سيد قطب كثيرا من طوامه ؟؟؟
والحمد لله رب العالمين
وكتب :
أخوكم في ذات الإله
أبو عبد الله بلال يونسي
السلفي السكيكدي الجزائري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الضلال في النصف الثاني من القرن المنصرم قاده فكر مجموعة من الكتاب والشخصيات التي كان لها يوم الناس ذاك وزن عند العامة
وقد تألق في ضحضاح البدعة والإفساد أعلام عليها تأثر لاحقهم بسابقهم توارثا للمسالك المزرية في طمس محيا الشريعة الصافي من اتباع الكاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وتعظيم ما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ومن أولاء الشرذمة أبو الأعلى المودودي والذي سار على ركابه سيد قطب حذو القدة بالقدة في سوق أفكاره وما ضمنه كتاباته فيما يحوم حول الحاكمية وغيرها من المسائل ذات الشبه ...
إن من أبرز الكتب وأهمها والتي أبانت عن كوارث كثير من الحزبيين و رؤوس الضلال في هذا العصر كتاب :
(زوابع حول السنة قديما وحديثا )
و من فهارس الكتاب من درر سنية :
لحظات مع السيد أبي الأعلى المودودي85 كل يخطئ ويصيب86 موقفه من الحديث النبوي87 ظنية خبر الآحاد89 الشيخ المودودي يدافع عن الحديث95 يشيد بجهود المحدثين96 يرد على أنصار الحديث96 يسترد من المحدثين ما أعطاهم98 يثير الشبهات حول الإسناد100 يمجد الدراية ويقلل أهمية الرواية102 يعتبر الذوق معياراً على صحة الحديث104 لا يحتاج إلى الإسناد كثيراً بعد الذوق105 رأيه في صحيح البخاري108 أصول المحدثين في نقد الأحاديث111 مدى حرية نقد الأحاديث عند المودودي113 حديث الكذبات الثلاث116 آراء العلماء في تأويل هذا الحديث118 شبهات الرازي حول هذا الحديث124 شبهات المودودي أقوى من شبهات الرازي في رد هذا الحديث128 حديث سليمان عليه السلام (لأطوفن الليلة على نسائي)139 موقف المحدثين من الاختلاف في الروايات الصحيحة139 الاختلاف في عدد نساء سليمان عليه السلام140 ملخص القول141 موقف الشيخ المودودي من هذا الحديث143 حديث (الجساسة)145 متابعاته وشواهده149 عقيدة أهل السنة والجماعة في الدجال151 مذهب أهل الحق152 نبذة عن الدجال155 تحقيق حديث الدجال عند المودودي162 التمثيل الشرعي للدفاع عن المودودي169 إصرار المودودي على هذا الموقف العام من الحديث ورد العلماء عليه171
وقد قدم الشيخ العلامة ربيع المدخلي لهذا الكتاب قبل أكثر من ربع قرن ؛ وهاهو :
(تقـــديم لكتاب
زوابع في وجه السنة قديماً وحديثاً
للشيخ: صلاح الدين مقبول أحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الله ابتعث محمداً صلى الله عليه وسلم- والبشرية كلها تتخبط في ظلمات حالكة مطبقة من الجهل والشرك والكفر والضلال والظلم، قال تعالى : ] آلر. كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد [(ابراهيم:1) – فقام بهذه الرسالة على أكمل وجهها، واستجاب له بعد جهاد ونضال خير أمة أخرجت للناس ممن اختارهم الله لحمل رسالة الإسلام والجهاد والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل نشرها، والذود عن حياضها.
فقاموا بكل ما يتطلبه الإسلام من التلقي الواعي لما جاء به هذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم- من كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن سنة مشرقة وضاءة شارحة ومبينة لأهداف القرآن ومقاصده ومبادئه ومثله.
ثم بتبليغ هذين النورين – بعد تطبيقهما الكامل في حياتهم – إلى أمم الأرض وشعوبها بالدعوة الواضحة والبيان وبالسيف والسنان.
فهدى الله تلك الأمم، وأخرجها من الظلمات إلى النور، واستضاءت بنور الإسلام وتفيأت ظلاله، بعد أن رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولاً، وأقبلت على تعاليم الإسلام وتوجيهاته من كتاب وسنة، تتبتل من غيرهما، حفظاً واعياً وتطبيقاً صادقاً في مجال العقيدة والعبادة والاقتصاد والحكم، فبلغوا بهذه الحياة على هذين المصدرين أوج العزة وقمة السعادة في الدنيا والآخرة، ونعموا بحياة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، من العدالة والأخوة والمحبة الصادقة في الله، والإيثار في جنب الله، والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع أجناس الأمم التي انضوت تحت لواء الإسلام، لا فرق بين عربيهم وعجميهم، ولا بين أبيضهم وأسودهم وأحمرهم.
فأثارت هذه الحياة الهنيئة الراضية مكامن الحسد والبغضاء والغيظ على هذه الأمم التي أصبحت أمة واحدة كالبنيان المرصوص وكالجسد الواحد.
فشرع أولئك الحاقدون من سلالات اليهود والمجوس، يحيكون المكائد والدسائس، ويرسمون الخطط لزلزلة هذا البنيان المحكم وتحطيم أركانه.
فزرعوا ألغام الفرقة في صفوف المسلمين أولاً: بالدسائس والمكائد السياسية مما أدى إلى الإطاحة بالخليفة الراشد المظلوم، ذي النورين: عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وبقتل علي ابن عم رسول الله الخليفة الرابع الراشد، ثم بالتالي أدى إلى تصدع صفوف المسلمين واختلافهم.
وثانياً: بعد نجاح أولئك الزنادقة في تمزيق صفوف المسلمين سياسياً، شرعوا في تأكيد تلك الفرقة وترسيخها ببث العقائد الفاسدة من يهودية ومجوسية ونصرانية ووثنية، ثم شرعوا يؤيدون تلك العقائد والاتجاهات الضالة بانتحال الكذب على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم- وافتراء الأحاديث. فاستيقظت الأمة الإسلامية لما يحاك لها من الدسائس والمكائد، فوحدوا صفوفهم بعد تنازل السيد النبيل الحسن بن علي بن أبي طالب وسبط الرسول محمد صلى الله عليه وسلم- وابن فاطمة البتول لحقن دماء المسلمين ولاجتماع كلمتهم لأخيه معاوية بن أبي سفيان. فانتظم أمر المسلمين، وتوحدت صفوفهم سياسياً، فصدق في ذلك قول الرسول الكريم: (( إن ابني هذا سيّد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين )) صحيح البخاري .
فواصل بذلك خلفاء بني أمية وبني العباس توسيع دائرة الإسلام في الشرق والغرب والشمال والجنوب، حتى امتدت رقعة الإسلام إلى المحيط الأطلسي غرباً، وإلى الصين شرقاً.
وكانت الأيدي الحاقدة تحرك بعض الشراذم والفلول على الأمة الإسلامية بين الحين والآخر، فيتصدى لهم جند الإسلام فيقضي عليها في مهدها، هذا على المستوى السياسي.
أما على المستوى الاجتماعي والعقائدي فكان أولئك الحاقدون، ومن تأثر بهم، من الفرق الضالة المخذولة المهزومة، تواصل وتمضي في ضلالها، وتؤيد تلك الانحرافات بما تختلقه من الكذب والزور على رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم- حتى وصلت أحاديثهم المكذوبة إلى ألوف مؤلفة، فتصدى لهم الجهابذة من نقاد أئمة الحديث، ففنّدوا كذبهم، وكشفوا عوارهم، فلم يتركوا كاذباً، ولا أحاديث مكذوبة إلا وجعلوها تحت المجاهر، وسلطوا عليها الأضواء الإسلامية، بل امتد نشاط هؤلاء العباقرة إلى وضع قواعد متينة يعرف بها الصحيح من السقيم ولو كان غير كذب وألفوا في ذلك المؤلفات.
ووضعوا قواعد للجرح والتعديل، تميز الراوي العدل الضابط من الضعيف والمجروح، وألفوا في ذلك المؤلفات، فبلغوا بهذه الأعمال الجليلة في الحفاظ على سنة رسول الله وآثار الصحابة، درجة لا نظير لها في تاريخ الإنسانية. وأضافوا إلى ذلك: التأليف في العلل والموضوعات، وقبلها : التأليف في الصحيح والحسن، فأصبح بذلك أمر السنة واضحاً كالشمس، لا يلتبس فيه الصحيح بالضعيف، فضلاً عن الموضوع والمختلق، مما حدى بأحد أئمة الحديث ـ وهو أبو حاتم محمد بن حبان البستي (المتوفي سنة 354) ـ إلى أن يقول : ((ولو لم يكن الإسناد، وطلب هذه الطائفة له لظهر في هذه الأمة من تبديل الدين ما ظهر في سائر الأمم، وذلك أنه لم تكن أمة لنبي قط حفظت عليه الدين عن التبديل ما حفظت هذه الأمة، حتى لا يتهيأ (أن يزاد في سنة من سنن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم- ألف ولا واو، كما لا يتهيأ زيادة مثله في القرآن) فحفظت هذه الطائفة السنن على المسلمين، وكثرت عنايتهم بأمر الدين، ولولا هم لقال من شاء بما شاء)).
ثم إلى جانب هؤلاء طوائف زائغة، تبنت عقائد وأفكاراً باطلة. ثم وجدوا أنفسهم وعقائدهم في مواجهة نصوص الكتاب والسنة، فلجأوا إلى التحريف والتأويل لنصوص الكتاب والمتواتر من السنة، حتى تتفق هذه النصوص في زعمهم، مع معتقداتهم الباطلة، ولجأوا إلى وضع قواعد تدفع في نحور السنن أحياناً، وتلوي أعناقها أحياناً، إلى حيث توافق أهواءها واتجاهاتها الضالة الباطلة.
فمن تلك القواعد قولهم: أخبار الآحاد لا يحتج بها في باب العقيدة ((فكم أساءت هذه القولة الباطلة إلى الإسلام، وكم أهانت من حديث عظيم من أحاديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم- واستخفت به، وامتدت هذه القاعدة إلى جحود وإنكار قضايا عقدية تبلغ أدلتها حد التواتر، بل بعضها تطابق في الدلالة عليه الكتاب والسنة، مثل أحاديث نزول عيسى، وخروج الدجال، وطلوع الشمس من مغربها، وأحاديث المهدي وغيرها، مما يؤدي إنكاره إلى هدم عقيدة الإسلام من أساسها)). ومن تلكم القواعد الضالة:
(( كل ما لم يوافق العقل، وكل ما لم يوافق الذوق من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم- يجب رده)). ويجعلون من جهلهم بالكتاب والسنة، ومن عقولهم القاصرة وأذواقهم الفاسدة موازين لأخذ ما شاءوا وردّ ما شاءوا من أقوال أفضل الرسل، وأعقل العقلاء، الذي ((لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)). وكادت هاتان الطائفتان أن تنقرضا، ولكن عز على أعداء الإسلام أن تخبو نار الفتنة، وأن تضع الحرب الموجهة ضد الإسلام أوزارها.
فهب أعداء الإسلام، من يهود وماسونيين ومستشرقين ومستعمرين، لإيقاظ هذه الفتنة من سباتها، أو نبشها من قبورها المندثرة، ثم بثها في الشرق والغرب، وفي صفوف أبناء الأمة الإسلامية، خصوصاً المثقفين والجامعيين. وانضم إلى صفوف هؤلاء الأعداء سفهاء وأغبياء من أبناء جلدتنا، ومن يتكلم بلغتنا، فكان هجومهم على السنة أشد وأعنف، وكانوا أشد خطراً على الإسلام من أعداء الإسلام المكشوفين الواضحين.
ولكن الله الذي تعهد بحفظ دينه بقوله: ] إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [ الحجر:9 من هؤلاء جميعاً: من أعداء الإسلام الواضحين، وأعداء السنن المندسين في صفوف الإسلام، واللابثين وراءه بالمرصاد. فكما جند لحماية السنة المطهرة في السابق جنوداً من أئمة الحديث والسنة المخلصين، فدحرت جيوش الباطل وجنود إبليس في السابق، فكذلك جند في اللاحق، وفي هذا العصر بالذات، من يتصدى لهؤلاء المتربصين بالسنن النبوية والعقائد الإسلامية ممن يدحرهم ويردهم على أعقابهم خاسئين ]ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. إنهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون[ الصافات: 171 ـ 173
فلقد هبّ حماة الإسلام في السابق واللاحق، يدافعون عن سنن المصطفى، ويهاجمون خصومها، حتى تعلو كلمة الحق، ويزهق الباطل:
] وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً[ الإسراء:81
ففي السابق، كان علماء الحديث والسنة ـ وعلى رأسهم الشافعي (ت204هـ) وأحمد بن حنبل (ت241)، وابن قتيبة (ت276هـ)، ثم ابن تيمية (ت728هـ)، وابن القيم (ت751هـ) ـ جنوداً بواسل في دحر هذه الشراذم الضالة.
وفي العصر الحاضر هبّ لدحرهم علماء السنة الفضلاء: مثل الأستاذ محمد عبدالرزاق حمزة، والشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي، وعلامة الشام ومحدثها الشيخ ناصر الدين الألباني، فنفع الله بجهودهم شباب الأمة الإسلامية، فتسلموا راية السنة النبوية يطبقونها في حياتهم، ويذودون عن حياضها.
ومن هؤلاء الشباب المتمسكين بالسنة، الغيورين عليها: الأستاذ صلاح الدين مقبول أحمد، أحد خريجي كلية الحديث بالجامعة الإسلامية، والعاملين الآن في حقل الدعوة الإسلامية، تدريساً وتأليفاً وتحقيقاً ـ بارك الله في حياته، وكثّر في شباب الأمة الإسلامية من أمثاله ـ فألف في الرد على الطائفة الثانية هذا الكتاب القيم بين يدي القارئ، قديمها وحديثها، وأسهم في دحر باطلها، ودحض شبهاتها، بما وفق له من الحجج والبراهين، بما نقله عن المجاهدين المناضلين، وفقه الله لمتابعة السير في هذا المضمار، ونفع بجهوده الأمة الإسلامية، خصوصاً شبابها حتى تميز بين الحق والباطل وتعرف الغث من السمين، فإنه لا يصلح لحمل رسالة الإسلام، والدعوة إليها، والجهاد في سبيلها إلا هذه النوعية الواعية.
أما حاطبوا الليل، والذي يخلطون بين الغث والسمين، ويتبعون كل ناعق، بغير برهان ولا دليل (ولو كان على غير منهج الكتاب والسنة في عقيدته وعبادته وفكره، ولو شدد الحملات، وسدد الضربات إلى سالكي هذا المنهج) فهؤلاء بحاجة ماسة إلى الدعوة والتوجيه بالحكمة والموعظة الحسنة ومنها: كتابة مثل هذه البحوث التي تعالج أمراضهم وتنبه عقولهم.
نسأل الله مخلصين أن يهيأ الله لهم الدعاة الجادين المخلصين وأن يعيدهم إلى حظيرة الحق، ثم حمله إلى الناس بعد فهمه ووعيه دعوةً وجهاداً إن ]ربي لسميع الدعاء[ وصلى الله على نبينا: محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
ربيع بن هادي المدخلي
رئيس شعبة السنة في الدراسات العليا
بالجامعة الإسلامية بالمدينة الطيبة
ذو الحجة 1405 هـ )
وهذه مقتطفات منقولة بيانا لحال المودودي لمن لا يعرفه حق المعرفة :
( بعض طوام وبلايا المودودي
طعنه في الأنبياء عليهم السلام
قال المودوي في نبي الله يوسف عليه السلام :
(( إن هذه لم تكن مطالبة لمنصب وزير المالية فقط بل إنها كانت مطالبة بالدكتاتورية ونتيجة لذلك كان وضع سيدنا يوسف عليه السلام يشبه جداً وضع موسوليني في إيطاليا الآن ))
الشقيقان ( ص20)
وقال : (( إن سيدنا يونس عليه السلام كانت قد صدرت منه بعض التقصيرات في تبليغ الرسالة ))
( الشقيقان ص21)
وقال عن نوح عليه السلام العبد الشكور :
(( إن سيدنا نوح عليه السلام أصبح مغلوباً أمام نزواته وطغت عليه عاطفة الجاهلية ))
( الشقيقان ص22)
وننقل منها خصوصاً طعنه في الرسول صلى الله عليه وسلم :
يقول في كتابه رسائل ومسائل ص (57) طبعة 1351 هـ.:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يظن خروج الدجال في عهده أوقريباً من عهده ، ولكن مضت إلى هذا الظن ألف سنة وثلاثمائة سنة وخمسونعاماً ، قروناً طويلة ولم يخرج الدجال ، فثبت أن ما ظنه صلى الله عليه وسلم لم يكن صحيحاً " !! .
وزاد: " وقد مضت ألف … ولم يخرج الدجال ، فهذه هي الحقيقة " .
المرجع السابق في طبعة سنة 1362 هـ
وهذا إنكار واضح لخروج الدجال ، التي تواترت بخبر خروجه الأحاديث الصحاح ، وتكذيب للصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
وقال: " كل ما روي في أحاديثه صلى الله عليه وسلم في الدجال ثبت أن كل ذلك كان رأياً وقياساً منه صلى الله عليه وسلم ، وكان في ريبه من أمره " .
المرجع السابق ص 55 .
قلت : أليس هذا إنكاراً للدجال ؟ ،
وتكذيباً لخبر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عنه :
( وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحى يوحى ) ؟ .
ويقول في كتابه أربع مصطلحات القرآن الأساسية " ص 156:
إن الله سبحانه أمره صلى الله عليه وسلم في سورة النصر بأن يستغفر ربه ما صدر منه من أداءالفرائض [ فرائض النبوة ] من تقصيرات و نقائص ) !! .
نعوذ بالله من هذا البهتان العظيم .
ألا يكفيه ما وصف الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من صفة
( العبودية ) ،التي هي أكمل الصفات البشرية ؟ .
فوصفه بها في أكثر من آيه من كتابه ـ جل وعلا ـ ؟؟ .
أين هو من قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الثلاثة نفرالذين سألوا عن عبادته ـ وكأنه نص في هذه المسألة ـ ،
قال : " أما إني لأتقاكم لله … " الحديث ؟
" الحارثي / الأجوبة المفيدة حاشية ص 92 .
يقول المودودي في كتابه رسائل ومسائل ص 55 طبعة 1351 هـ. :
" كل ما روي في أحاديثه صلى الله عليه وسلم في الدجال ثبت أن كل ذلك كان رأياً وقياساً منه صلى الله عليه وسلم ، وكان في ريبه من أمره " .
طعون المودودي في عثمان رضي الله عنه
قال المودودي :
(( غير أن سيدنا عثمان رضي الله عنه حين خلفه أخذ يحيد عن هذه السياسة رويداً رويداً فطفق يعهد الى أقربائه بالمناصب الكبرى ويخصهم بامتيازات أخرى اعترض الناس عليها عامة !!))
وهذه طريقة السبئية واعتراضهم على التصرف في الأموال والمناصب مع أن عثمان رضي الله عنه برئ من اتهامات هؤلاء الجهلة الضلال .
وفي ( ص60) من كتاب (الخلافة والملك)
أرجع سبب ثورة المنافقين على الخليفة الراشد العادل الشهيد عثمان رضي الله عنه إلى هذه الأسباب
وهذا تلبيس واضح .
وقال عن الصحابي عبد الله ابن ابي السرح وذكر ردته ثم توبته
(( ...فعفا عنه لأجل خاطر عثمان لاغير ...))
وطعن في معاوية رضي الله عنه ورماه بالبدع
في ص( 112-113 وغيرها )
وطعن في ( ص 59)من كتاب (الخلافة والملك)في الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه
وفي أبي سفيان رضي الله عنه بروايات واهية .
وقال في المقابل عن الرافضة المنافقين الزنادقة
(( فالشيعة المعتدلون !!! كانوا يقولون أن علياً أفضل الخلق من قاتله أو أبغضه فهو عدو لله
سيخلد في نار الجحيم مهاناً ويحشر مع الكفار والمنافقين .....))
( الخلافة والملك ص142)
فمن هم الغلاة عند المودودي ؟؟؟!!!
وهذا الكتاب ملئ بالطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
والدفاع عن موقف الرافضة والطعن في خلافة بني أمية كلها إلا عمر ابن عبد العزيز على طريقة الروافض .
وعناوين الكتاب تشعر بجهل هذه الرجل وضلاله
( روح الديموقراطية ) (ص61)
ويقصد بذلك الشورى وهذه بداية الضلال ( سيادة القانون )!!
( ص58) وهذا الكتاب خطير على العقيدة ....
ومن ضلالات المودودي المصلح عند الحزبيين :
1) إثارة الشبه على الإسناد الذي من أهم خصائص هذه الأمة .
( التفهيمات 1/359-360)
2) تمجيد الدراية والتقليل من أهمية الرواية .
( التفهيمات 1/360)
3) التقليل من أهمية صحيح البخاري ورد أحاديث من الصحيحين بذوقه !!!!
( مجلة المنبر جلد 7عدد 23-24)
4) رد الأحاديث الصحيحة الثابتة التي حكم بصحتها أساطين الجرح والتعديل !!! بمخالفته لعقله !!
أو مخالفته للقرآن الكريم !!( في نظره هو )
أو مخالفته للوقائع التاريخية !!!!
أو تعارض الأحاديث فيما بينها !!( في ذهنه )
( التفهيمات 1/345)
نقلاً عن ( زوابع حول السنة للشيخ صلاح الدين مقبول أحمد )
من الأحاديث التي ردها تبعاً للعقلانيين
حديث الكذبات الثلاث ( رواه البخاري ومسلم ) رده كما رده الرازي قبله . وحديث الجساسة في صحيح مسلم . وقد أنكر الدجال وقال عنه ( هذا المسيح الدجال وغيره من الأساطير ....)
( الرسائل 1/46) وغير ذلك .
أنظر( زوابع حول السنة للشيخ صلاح الدين مقبول أحمد ص208)
وبالمقابل يقول في ثورة الخميني الرافضي الملحد :
(( إن ثورة الخميني ثورة إسلامية والقائمون عليها هم جماعة إسلامية وشباب تلقوا التربية الإسلامية في الحركات الإسلامية وعلى جميع المسلمين عامة !!! والحركات الإسلامية خاصة ان تؤيد هذه الثورة كل التأييد !!!!وتتعاون معها في جميبع المجالات ))
( الشقيقان ص3) موقف علماء المسلمين ( ص48)
لهذا إشاد الرافضة بجهود المودودي !!!!
قال علي النقوي الرافضي
(( قد أقر المتعة مفكر العصر الشهير العلامة ابو العلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية بكتابة مقال مفصل حول الموضوع ))
( المتعة والإسلام للنقوي الرافضي ص7)
مع أنه رجع عن ذلك ( إباحة المتعة في حال الإضطرار )
وبين ذلك في ( رسائل ومسائل ص2/20-23) فقال ( والحق أني أقول بحرمتها مطلقاً )
ولم يعدل مافي الطبعات القديمة .
( زوابع حول السنة ص119)
وقد اتخذ الروافض كلام المودودي في الصحابة وطعنه في بعضهم تكأة كما في كتابه ( الخلافة والملك )
وجاء في المجلة الرافضـيـــــــة
( مجلة الشيعة الأسبوعية ( 57لاهور 1-8أكتوبر 1979م)
وفي كتاب الشقيقان ( ص40)
قال مدير تحرير المجلة الرافضية :
(( إن علماء العالم الإسلامي كله قد أظهروا أحزانهم بموت الأستاذ المودودي ومدحوا جهوده الدينيـــة !!!
كان المرحوم ساعياً في بيان كلمة الحق
وسيظل تأليفه الشهير ( الخلافــــة والملك )
تذكاراً على مر العصور!!!
وقد انتفد الأستاذ المودودي في مؤلفه تنقيداً شديداً على الخلفاء الثلاثة ( ابو بكر وعمر وعثمان ) ومعاوية ))
وقال أحد كبراء الرافضة كما ذكرت مجلة التوحيد!!!
الصادرة من طهران في عددها
( 27السنة الخامسة رجب 1407هـــ)
(( وننصح من يشاء أن يراجع كتاب( الخلافة والملك ) لأبي الأعلى المودودي
للتعرف على مدى خسارة المسلمين
بتولي معاوية ابن أبي سفيان لسدة الحكم..!!!!)) ا. هــ كلام الرافضي ...)
فالرجل عنده غلو غريب في بعض المسائل :
قال المودودي :
(( إنّ مسألة القيادة والزعامة، إنّما هي مسألة المسائل في الحياة الإنسانيّة وأصل أصولها )).
ويقول أيضاً:
(( إنّكم تظنون أنّ الوقوف متوجّهاً إلى القبلة واضعاً اليد اليمنى على اليسرى والركوع معتمداً على الركبة والسجود على الأرض وقراءة الكلمات المعدودة وهذه الأفعال والحركات هي العبادة في ذاتها
وتظنّون أنّ الصوم من أول رمضان إلى أوّل شوال والجوع والعطش من الصباح إلى المساء هو العبادة، وتظنون أنَّ تلاوة عدّة آيات من القرآن هي العبادة،
وتظنّون أنّ الطواف حول الكعبة عبادة، وبالجملة: فإنّكم قد سميتم ظواهر بعض الأعمال عبادة عندما يقوم شخص بأداء هذه الأفعال بأشكالها وصورها تظنّون أنّه قد عبد الله …
والحق أنّ العبادة التي خلقكم الله من أجلها والتي أمركم بأدائها هي شيء آخر )) !!!!
وقد يحاول بعضهم الدفاع عن المودودي بقوله :
( إنَّ الإمامة داخلة في طاعة الله ورسوله؟!)
وجوابه :
نهايتها أن تكون كبعض الواجبات كالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك مما يدخل في طاعة الله ورسوله، فكيف تكون هي وحدها أشرف مسائل المسلمين وأهم مطالب الدين؟!
وخاتمة ما أنقله هنا :
( ثمّ يقول المودودي: (( إن مسألة القيادة والزعامة إنَّما هي مسألة المسائل في الحياة لإنسانيَّة وأصل أصولها؟
وأهمية هذه المسألة وخطورة شأنها ليست مستحدثة في هذا العصر وإنَّما هي مقرونة ومنوط بها منذ أقدم الأزمنة وناهيك من شاهد، بالقول السائر: (( الناس على دين ملوكهم )).
هكذا في نظر هذا المفكر الكبير!؟؟؟
ولكن الحق الذي لا مرية فيه أنَّ مسألة المسائل هي ما جاء به جميع الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- وهي مسألة التوحيد والإيمان، كما في هذه الآيات: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنَّه لا إله إلا أنا فاعبدون}.** ولقد بعثنا في كلّ أمَّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.** ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنَّ عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين }.
هذه هي مسألة المسائل ومن أجلها دار الصراع بين الأنبياء والأمم الضالّة، وقد سقنا أدلتها الكثيرة فيما سبق فارجع واقرأ.).
وبهذا نعلم من أين تبنى سيد قطب كثيرا من طوامه ؟؟؟
والحمد لله رب العالمين
وكتب :
أخوكم في ذات الإله
أبو عبد الله بلال يونسي
السلفي السكيكدي الجزائري