ابنة السّلف
04-02-2011, 12:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت نقلتُ في موضوع سابق ما قاله القلقشنديّ ـ رحمه الله ـ في كتابه: "صبح الأعشى في صناعة الإنشا" عن أنواع من العلوم يحتاج إليها الكاتب...
ثم تابع المصنّف ذكره لأنواع أخرى؛ وأحدها نوع مهمّ جدًّا؛ بل أقدّمُه على جميع العلوم الأخرى؛ فحقّه الصّدارة ـ لذا أفردته بمشاركة مستقلّة ـ ألا وهو:
حاجة الكاتب لحفظ كتاب الله العزيز!
فقال محفّزًا على ذلك:
[قال في حسن التوسل:
ولا بد للكاتب من (حفظ كتاب الله تعالى)، وإدامة قراءته، وملازمة درسه، وتدبر معانيه، حتى لا يزال مصورًا في فكره، دائرًا على لسانه، ممثلاً في قلبه! ليكون ذاكرًا له في كلامه، وكل ما يرد عليه من الوقائع التي يحتاج إلى الاستشهاد به فيها، ويفتقر إلى قيام قواطع الأدلة عليها؛ "فلله الحجة البالغة"، وكفى بذلك معينًا له على قصده، ومغنيًا له عن غيره.
قال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام:38]
وقال جل وعز {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}[النحل:89]
إلى أن قال منبّهًا إلى شرف الاستشهاد بالقرآن الكريم:
[قال في المثل السائر:
وإذا ضمنت الآيات في أماكنها اللائقة بها، ومواضعها المناسبة لها، فلا شبهة فيما يصير للكلام من الفخامة، والجزالة، والرونق!
قال في حسن التوسل:
ومن شرف الاستشهاد بالقرآن الكريم:
= إقامة الحجّة!
= وقطع النزاع!
= وإذعان الخصم!
قال في حسن التوسل:
وأين قول العرب: (القتل أنفى للقتل)؛ لمن أراد الاستشهاد في هذا المعنى من قوله تعالى:
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [البقرة:179]؟!
وقد رُوي أن الحجّاج قال لبعض العلماء:
أنت تزعم أن الحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم! فأْتني على ذلك بشاهد من كتاب الله تعالى؛ وإلا قتلتكَ!
فقرأ عليه:
{وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}{وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى}[الأنعام:84ـ85]
فعيسى ابن بنته؛ فأسكت الحجاج!
وأيضًا:
فإنّ الآية الواحدة تقوم في بلوغ الغرض، وتوفية المقاصد ما لا تقوم به الكتب المطوّلة، والأدلّة القاطعة!]
انتهى.
كنت نقلتُ في موضوع سابق ما قاله القلقشنديّ ـ رحمه الله ـ في كتابه: "صبح الأعشى في صناعة الإنشا" عن أنواع من العلوم يحتاج إليها الكاتب...
ثم تابع المصنّف ذكره لأنواع أخرى؛ وأحدها نوع مهمّ جدًّا؛ بل أقدّمُه على جميع العلوم الأخرى؛ فحقّه الصّدارة ـ لذا أفردته بمشاركة مستقلّة ـ ألا وهو:
حاجة الكاتب لحفظ كتاب الله العزيز!
فقال محفّزًا على ذلك:
[قال في حسن التوسل:
ولا بد للكاتب من (حفظ كتاب الله تعالى)، وإدامة قراءته، وملازمة درسه، وتدبر معانيه، حتى لا يزال مصورًا في فكره، دائرًا على لسانه، ممثلاً في قلبه! ليكون ذاكرًا له في كلامه، وكل ما يرد عليه من الوقائع التي يحتاج إلى الاستشهاد به فيها، ويفتقر إلى قيام قواطع الأدلة عليها؛ "فلله الحجة البالغة"، وكفى بذلك معينًا له على قصده، ومغنيًا له عن غيره.
قال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام:38]
وقال جل وعز {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}[النحل:89]
إلى أن قال منبّهًا إلى شرف الاستشهاد بالقرآن الكريم:
[قال في المثل السائر:
وإذا ضمنت الآيات في أماكنها اللائقة بها، ومواضعها المناسبة لها، فلا شبهة فيما يصير للكلام من الفخامة، والجزالة، والرونق!
قال في حسن التوسل:
ومن شرف الاستشهاد بالقرآن الكريم:
= إقامة الحجّة!
= وقطع النزاع!
= وإذعان الخصم!
قال في حسن التوسل:
وأين قول العرب: (القتل أنفى للقتل)؛ لمن أراد الاستشهاد في هذا المعنى من قوله تعالى:
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [البقرة:179]؟!
وقد رُوي أن الحجّاج قال لبعض العلماء:
أنت تزعم أن الحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم! فأْتني على ذلك بشاهد من كتاب الله تعالى؛ وإلا قتلتكَ!
فقرأ عليه:
{وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}{وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى}[الأنعام:84ـ85]
فعيسى ابن بنته؛ فأسكت الحجاج!
وأيضًا:
فإنّ الآية الواحدة تقوم في بلوغ الغرض، وتوفية المقاصد ما لا تقوم به الكتب المطوّلة، والأدلّة القاطعة!]
انتهى.