محمد الحريري
04-08-2011, 09:25 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
فقد كُنْتُ شاوَرْتُ شيخنا أبا رواحةَ أينَ أَضَعُ هذا التشطير، فأشارَ إليَّ أن أضَعَه في رُكْنِ التَّشْطيراتِ، لكن تَبَيَّنَ لي أن هذا الركن خاص بتَشْطيراتِ الشّعراء لا الجُهال المُتطفلين، فأستسْمِح شيخنا الحبيب في وضعها في هذا الركن الخاص بالمحاولات، فمَعْذِرَةً إليه إذا خالفت ما أشار علي به.
و المقصودُ هو :
أن هذه مَقْطوعَةٌ لشاعِرِ الجَزائر و حَسّان دعوتها السلفية و كُميتها الشيخ : مُحَمَّد العيد بن محمد علي آل خليفة - تَغَمَّده الله برحمته - قالها عن حال فتاة الجزائر آنذاك المُحْزن، فَأعجبتني لأنها تتنزل على فتيات عصرنا أيضا، لكن عجبت لأمر؛ و هو أن أجدادنا و والدينا كانوا يصفون ذلك العصر بالحياء والحشمة، فقلت : رحم الإله الشاعر الفذ، فكيف لو أدرك زماننا هذا !!
و هذا الموضوع تمهيد لموضوع آخر وهو ( مختارات من ديوان شاعر الجزائر محمد العيد آل خليفة )، أقدم فيه بترجمة لهذا العلم الكبير. فأسأل الله العون و التوفيق .
فتاة العصر
( مَا بَالُ سَيْرِ فَتاةِ العَصْرِ مُنْحَرِفا ) ** لَلْعُجْمِ مُتَّبِعا في غَيْرِ مَأْثورِ
في غَيْرِ نَهْجِ رَسُولِ اللهِ مُنْتَكِبا ** ( يَهْوي بِها في مَهاوي الإِفْك و الزُّور )
( إنَّ الجَزَائِرَ أَمْسَتْ بِنْتُها غَرَضا ) ** لِكُلِّ مُنْحَرِفٍ في الدِّين مأْبور(1) ِ
واحَسْرَتاهُ عَلَيْها أَنّها بَرَزَتْ ** ( لِكُلِّ رَامٍ بِسَهْمِ البَغْيِ مَأْجورِ )
( ما بَالُها هَجَرَتْ آدابَ مِلَّتِها ) ** و اسْتَغْرَقَتْ عُمْرَها في كُلِّ محْذور
ما بالُها خَلَعَتْ جلْبابَ حِشْمَتِها ** ( ما بَالُها أَعْرَضَتْ عن خَيْرِ دُسْتور )
( إِنَّ الذي بَرَأَ الجِنْسَيْنِ خَوَّلَها ) ** أَنْ تَبْتَغي حَقَّها مِنْ غيْرِ ما جورِ
و أَلْزَم البَعْلَ فرْضا واجبا أبَدا ** ( حُقوقَها في كِتابٍ مِنْهُ مَسْطور )
( لَوْ أَنَّها اقْتَبَسَتْ مِنْ نورِهِ وجَنَتْ ) ** مِنْ آيهِ لَنَأَتْ حَقّا عَنِ الخُورِ(2)
أوْ أَنَّها وَرَدَتْ، أَوْ أَنَّها قَطَفَتْ ** ( مِنْ رَوْضهِ لَحِقَتْ في الطُّهْرِ بالحورِ )
( عافَتْ تقاليدها المُثْلى وَقَدْ سَطَعَتْ ) ** كالشّمْس مُشرِقةً تُحْيي رُبى البُورِ
ما بالُها عَمِيَتْ عَنْها وَ قَدْ أَلَقَتْ ** ( أَنْوارُها و ارْتَمَتْ في كُلِّ دَيْجورِ )
( ما جُلُّ آرائها المُسْتَحْدثاتِ سِوى ) ** تَقْليدُ مُجْتَمَعٍ بالغَرْبِ مَسْحورِ
في لُبْسِها قَدْ أَبَتْ فَرْضَ الإلَهِ إلى ** ( مُسْتَوْرَدات مداها غَيْرُ مَشْكورِ )
( في كُلِّ مَرْحَلَةٍ تَزْدادُ ظُلْمَتُها ) ** و تَقْتَفي أَثَراً يَهْدي لتَنُّورِ
إِنْ رُمْتَ أَنْ تَمْتَطي رَكْبَ اسْتِقامَتِها ** ( في الرّأيِ فاقْرأْ عَلَيْها سُورَةَ النُّورِ )
أسْأَلُ الله أَن يَاخُذَ بِنواصي فَتياتنا إلى الخير والتوحيد والسُنة . آمين
وَكَتَب : أبو أسامة محمد الميلي الحريري
عفا الله عنه
---------------------------------------------------
(1) مُتهم . / (2) النساء كثيرات الريب لِفسادهن.
أما بعد :
فقد كُنْتُ شاوَرْتُ شيخنا أبا رواحةَ أينَ أَضَعُ هذا التشطير، فأشارَ إليَّ أن أضَعَه في رُكْنِ التَّشْطيراتِ، لكن تَبَيَّنَ لي أن هذا الركن خاص بتَشْطيراتِ الشّعراء لا الجُهال المُتطفلين، فأستسْمِح شيخنا الحبيب في وضعها في هذا الركن الخاص بالمحاولات، فمَعْذِرَةً إليه إذا خالفت ما أشار علي به.
و المقصودُ هو :
أن هذه مَقْطوعَةٌ لشاعِرِ الجَزائر و حَسّان دعوتها السلفية و كُميتها الشيخ : مُحَمَّد العيد بن محمد علي آل خليفة - تَغَمَّده الله برحمته - قالها عن حال فتاة الجزائر آنذاك المُحْزن، فَأعجبتني لأنها تتنزل على فتيات عصرنا أيضا، لكن عجبت لأمر؛ و هو أن أجدادنا و والدينا كانوا يصفون ذلك العصر بالحياء والحشمة، فقلت : رحم الإله الشاعر الفذ، فكيف لو أدرك زماننا هذا !!
و هذا الموضوع تمهيد لموضوع آخر وهو ( مختارات من ديوان شاعر الجزائر محمد العيد آل خليفة )، أقدم فيه بترجمة لهذا العلم الكبير. فأسأل الله العون و التوفيق .
فتاة العصر
( مَا بَالُ سَيْرِ فَتاةِ العَصْرِ مُنْحَرِفا ) ** لَلْعُجْمِ مُتَّبِعا في غَيْرِ مَأْثورِ
في غَيْرِ نَهْجِ رَسُولِ اللهِ مُنْتَكِبا ** ( يَهْوي بِها في مَهاوي الإِفْك و الزُّور )
( إنَّ الجَزَائِرَ أَمْسَتْ بِنْتُها غَرَضا ) ** لِكُلِّ مُنْحَرِفٍ في الدِّين مأْبور(1) ِ
واحَسْرَتاهُ عَلَيْها أَنّها بَرَزَتْ ** ( لِكُلِّ رَامٍ بِسَهْمِ البَغْيِ مَأْجورِ )
( ما بَالُها هَجَرَتْ آدابَ مِلَّتِها ) ** و اسْتَغْرَقَتْ عُمْرَها في كُلِّ محْذور
ما بالُها خَلَعَتْ جلْبابَ حِشْمَتِها ** ( ما بَالُها أَعْرَضَتْ عن خَيْرِ دُسْتور )
( إِنَّ الذي بَرَأَ الجِنْسَيْنِ خَوَّلَها ) ** أَنْ تَبْتَغي حَقَّها مِنْ غيْرِ ما جورِ
و أَلْزَم البَعْلَ فرْضا واجبا أبَدا ** ( حُقوقَها في كِتابٍ مِنْهُ مَسْطور )
( لَوْ أَنَّها اقْتَبَسَتْ مِنْ نورِهِ وجَنَتْ ) ** مِنْ آيهِ لَنَأَتْ حَقّا عَنِ الخُورِ(2)
أوْ أَنَّها وَرَدَتْ، أَوْ أَنَّها قَطَفَتْ ** ( مِنْ رَوْضهِ لَحِقَتْ في الطُّهْرِ بالحورِ )
( عافَتْ تقاليدها المُثْلى وَقَدْ سَطَعَتْ ) ** كالشّمْس مُشرِقةً تُحْيي رُبى البُورِ
ما بالُها عَمِيَتْ عَنْها وَ قَدْ أَلَقَتْ ** ( أَنْوارُها و ارْتَمَتْ في كُلِّ دَيْجورِ )
( ما جُلُّ آرائها المُسْتَحْدثاتِ سِوى ) ** تَقْليدُ مُجْتَمَعٍ بالغَرْبِ مَسْحورِ
في لُبْسِها قَدْ أَبَتْ فَرْضَ الإلَهِ إلى ** ( مُسْتَوْرَدات مداها غَيْرُ مَشْكورِ )
( في كُلِّ مَرْحَلَةٍ تَزْدادُ ظُلْمَتُها ) ** و تَقْتَفي أَثَراً يَهْدي لتَنُّورِ
إِنْ رُمْتَ أَنْ تَمْتَطي رَكْبَ اسْتِقامَتِها ** ( في الرّأيِ فاقْرأْ عَلَيْها سُورَةَ النُّورِ )
أسْأَلُ الله أَن يَاخُذَ بِنواصي فَتياتنا إلى الخير والتوحيد والسُنة . آمين
وَكَتَب : أبو أسامة محمد الميلي الحريري
عفا الله عنه
---------------------------------------------------
(1) مُتهم . / (2) النساء كثيرات الريب لِفسادهن.