شيماء عبدالله السلفية
04-17-2011, 11:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
: أما بعد
فلا تطع زوجةً في قطع والدة *** عليك يا ابن أخي قد أفنت العمرا
فكيف تنكر أماً ثقلك احتملت *** وقد تمرغت في أحشائها شهرا
وعالجت بك أوجاع النفاس وكم *** سرت لما رأت مولودها ذكرا
وأرضعتك إلى حولين كاملةً *** في حجرها تستقي من ثديها الدررا
ومنك ينجسها ما أنت راضعه *** منها ولا تشتكي نتناً ولا قذراً
وعاملتك بإحسانٍ وتربيةٍ *** حتى استويت وحتى صرت كيف ترى
فلا تفضل عليها زوجةً أبداً *** ولا تدع قلبها بالقهر منكسرا
والوالد الأصل لا تنكر لتربيةٍ *** واحفظه لا سيما إن أدرك الكبرا
* * *
أنسيت تلك الأيام، يوم كنت ترفس في بطنها، أنسيت تلك الليالي يوم كنت تُسهرها وترهقها، لأجلك أنت أمك لم تذق مناماً، ولم تستسغ طعاماً، تبكي لآلامك، وتحزن لبكائك، تضمك إلى صدرها، وترضعها من ثديها، وتحمل أذاك بديها، وذلك الأب كما جاع لتشبع أنت، وكم تعب لتستريح أنت، ما جمع المال إلا لك، وما أفنى عمره إلا ليبني مستقبلك، يعمل ولا يكل ولا يمل، حتى احدودب الظهر ورق العظم وشاب الرأس، أما آن لهذا الفارس أن يترجل ويستريح ؟ ثم بعد ذلك تنسى جميلهما، وتنكر فضلهما .
* * *
لأمك حق لو علمت كبير *** كثيرك يا هذا لديه يسير
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي *** لها من جواها أنةٌ وزفير
وفي الوضع لو تدري عليك مشقةٌ *** فكم غصص منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** ومن ثدييها شربٌ لديك نمير
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها *** حنواً وإشفاقاً وأنت صغير
فضيعتها لما أسنت جهالةً *** وطال عليك الأمر وهو قصير
فآهٍ لذي عقل ويتبع الهوى *** وواهاً لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها *** فأنت لما تدعو إليه فقير
* * *
قضى الله أن لا تعبدوا غيره حتما *** فيا ويح شخص غير خالقه أمّا
وأوصاكمُ بالوالدين فبالغوا *** ببرهما فالأجر في ذلك والرحما
فكم بذلا من رأفةٍ ولطافةٍ *** وكم منحا وقت احتياجك من نعما
وأمك كم باتت بثقلك تشتكي *** تواصل مما شقها البؤس والغما
وفي الوضع كم قاست وعند ودادها *** مُشقاً يذيب الجلد واللحم والعظما
وكم سهرت وجداً عليك جفونها *** وأكبادها لهفاً بجمر الأسى تحما
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** حنواً وإشفاقاً وأكثرت الضما
فضيعتها لما أسنت جهالةً *** وضقت بها ذرعاً وذوقتها سما
وبت قرير العين ريان ناعماً *** مكباً على اللذات لا تسمع اللوما
وأمك في جوعٍ شديدٍ وغربةٍ *** تلين لها مما بها الصخرة الصماء
أهذا جزاها بعد طول عنائها *** لأنت لذو جهل وأنت إذاً أعمى
* * *
غدوتك مولوداً وعلتك يافعاً *** تُعَل بما أدني إليك وتُنهل
إذا ليلةٌ نابتك بالسقم لم أبت *** لذكرك إلا ساهراً أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي *** طرقت به دوني وعيني تُهمِل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها *** لتعلم أن الموت حتمٌ مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي *** إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي منك سوءً وغلظةً *** كأنك أنت المنعم المتفضل
وسميتني باسم المفند رأيه *** وفي رأيك التفنيد لو كنت تعقل
تراه معداً للخلاف كأنه *** برد على أهل الصواب موكل
فليتك إذا لم ترع حق أبوتي *** فعلت كما الجار المجاور يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكن *** علي بمالي دون مالك تبخل
م ن ق و ل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
: أما بعد
فلا تطع زوجةً في قطع والدة *** عليك يا ابن أخي قد أفنت العمرا
فكيف تنكر أماً ثقلك احتملت *** وقد تمرغت في أحشائها شهرا
وعالجت بك أوجاع النفاس وكم *** سرت لما رأت مولودها ذكرا
وأرضعتك إلى حولين كاملةً *** في حجرها تستقي من ثديها الدررا
ومنك ينجسها ما أنت راضعه *** منها ولا تشتكي نتناً ولا قذراً
وعاملتك بإحسانٍ وتربيةٍ *** حتى استويت وحتى صرت كيف ترى
فلا تفضل عليها زوجةً أبداً *** ولا تدع قلبها بالقهر منكسرا
والوالد الأصل لا تنكر لتربيةٍ *** واحفظه لا سيما إن أدرك الكبرا
* * *
أنسيت تلك الأيام، يوم كنت ترفس في بطنها، أنسيت تلك الليالي يوم كنت تُسهرها وترهقها، لأجلك أنت أمك لم تذق مناماً، ولم تستسغ طعاماً، تبكي لآلامك، وتحزن لبكائك، تضمك إلى صدرها، وترضعها من ثديها، وتحمل أذاك بديها، وذلك الأب كما جاع لتشبع أنت، وكم تعب لتستريح أنت، ما جمع المال إلا لك، وما أفنى عمره إلا ليبني مستقبلك، يعمل ولا يكل ولا يمل، حتى احدودب الظهر ورق العظم وشاب الرأس، أما آن لهذا الفارس أن يترجل ويستريح ؟ ثم بعد ذلك تنسى جميلهما، وتنكر فضلهما .
* * *
لأمك حق لو علمت كبير *** كثيرك يا هذا لديه يسير
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي *** لها من جواها أنةٌ وزفير
وفي الوضع لو تدري عليك مشقةٌ *** فكم غصص منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** ومن ثدييها شربٌ لديك نمير
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها *** حنواً وإشفاقاً وأنت صغير
فضيعتها لما أسنت جهالةً *** وطال عليك الأمر وهو قصير
فآهٍ لذي عقل ويتبع الهوى *** وواهاً لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها *** فأنت لما تدعو إليه فقير
* * *
قضى الله أن لا تعبدوا غيره حتما *** فيا ويح شخص غير خالقه أمّا
وأوصاكمُ بالوالدين فبالغوا *** ببرهما فالأجر في ذلك والرحما
فكم بذلا من رأفةٍ ولطافةٍ *** وكم منحا وقت احتياجك من نعما
وأمك كم باتت بثقلك تشتكي *** تواصل مما شقها البؤس والغما
وفي الوضع كم قاست وعند ودادها *** مُشقاً يذيب الجلد واللحم والعظما
وكم سهرت وجداً عليك جفونها *** وأكبادها لهفاً بجمر الأسى تحما
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** حنواً وإشفاقاً وأكثرت الضما
فضيعتها لما أسنت جهالةً *** وضقت بها ذرعاً وذوقتها سما
وبت قرير العين ريان ناعماً *** مكباً على اللذات لا تسمع اللوما
وأمك في جوعٍ شديدٍ وغربةٍ *** تلين لها مما بها الصخرة الصماء
أهذا جزاها بعد طول عنائها *** لأنت لذو جهل وأنت إذاً أعمى
* * *
غدوتك مولوداً وعلتك يافعاً *** تُعَل بما أدني إليك وتُنهل
إذا ليلةٌ نابتك بالسقم لم أبت *** لذكرك إلا ساهراً أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي *** طرقت به دوني وعيني تُهمِل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها *** لتعلم أن الموت حتمٌ مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي *** إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي منك سوءً وغلظةً *** كأنك أنت المنعم المتفضل
وسميتني باسم المفند رأيه *** وفي رأيك التفنيد لو كنت تعقل
تراه معداً للخلاف كأنه *** برد على أهل الصواب موكل
فليتك إذا لم ترع حق أبوتي *** فعلت كما الجار المجاور يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكن *** علي بمالي دون مالك تبخل
م ن ق و ل