عبد الهادي جمال الدين
04-19-2011, 01:38 PM
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد :
فإنّه قد برز في زمننا رجلٌ "يَحُوكُ الكَلامَ على حسب الأَمَانِي, ويَخِيطُ الألفاظ على قُدُودِ المَعاني, يجتني من الألفاظ أنَوَارَهَا ومن المعاني ثِمارها, يعبث بالكلام ويقودُه بأليَنِ زِمَامٍ حتى كأن الألفاظ تَتَحَاسَدُ في التسابق إلى خَوَاطِره ,والمعاني تَتَغَايرُ في الانْتِثَالِ على أنَامِله، بليغٌ نَسَقٌ من جَوَاهِرِ كَلامِه أَكَالِيلِ دُرٍ, ما لِمَنْظُومِها سِلْكٌ، بليغ تَفُكُ سِهَامُ أفْكَارِهِ الزّرَد, نَاظِمُ سلك البَلاغَة وقَائِدُ زِمَامِ البَرَاعَةِ إذا أوْجَزَ أَعْجَزَ وإذا شَاءَ أطَالَ وأَطْلقَ منَ البَلاغَةِ العِقَالَ, إذا أذْكَى سِرَاجَ الفِكْرِ أَضَاءَ ظَلامَ الأَمْرِ يَسْتَنْبِطُ حَقَائِقَ القُلوبِ"(*), أحد أنْصَار السنّة الغَرَاءْ ومن أبْرَزِ المُنَافِحِينَ عنها وعن أئمتّها,نحسبه كذالك و الله حسيبه و لا نزكي على الله أحداً.
كنّاه العلاّمة مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- بحسّان الدعوة –وهو كذلك-
الشاعر السَّلفي: أبو رواحة عبد الله بن عيسى بن أبكر الموري اليمني
وقد ارتأيت أن أمدحه في قصيدة على قدر الحال وقد وسمتها بـ:
الجواب الكافي لمن سأل عن أبي القوافي
أبي رواحة عبد الله بن عيسى بن أبكر الموري _ الشاعر_
القــَــلبُ من شـَـــوقٍ للــيلى مُدْنـَــفُ ***والدَمعُ من هَمِّ الصَّــــبَابَةِ يُذْرَف(01)
والعَقْلُ في بَحْرِ الشـَّــــقَاوَةِ غـَـــارِقٌ *** يا حَسْــــرَةً قد كـَــــادَ منها يَتْلف
ما بَالُ مــــــــن كُنـَــــّا نُحبـــــّهُمُ نَأَوْ *** عَناّ وإناّ غَـــــــــــيرَهُمْ لا نَألَف
وإذا مـــَــــرَابطُ همَّــــــتِي قَرَّبـْـــتُها *** لأزُورَهم أخَـــذَ الزَّمـَــانُ يُسَوّف
يا ذا الغَزَالَ أَطَــــــعْتَ فيّ عَـــوَاذِلا ***فهَـــجَرْتَنِي وتَرَكْتَ نَفْسِيَ تَـلْهَف
يا حـَـــــبَّذَا قُرْبُ الحَــبِيبِ و أَهْــلِهِ***قُرْبًا يَطِيـبُ به الــفُؤَادُ و يَكْــلَف
قد كان شِعـــــرِي لا يُجَــاوزُ ذِكْــرَه***والشِّعْرُ في غير الأحبّةِ أزيفُ
مـــن هؤلاء نُعِزُّهمْ مُتَبَحــــِّرٌ***من أرْضِ حِمْيَرَ بالجزيرة يُعْرَف
الشِّــــعر يشْـــرُفُ قَدْرُهُ في مَدْحـِــه***إذ كيف لا و به العَـــوَالِمُ تشرف
حـــَــيَّا الإله أبـــــا رَوَاحَـــةَ كلّــــما***كان الحَمَامُ بِبَــطْنِ وَادٍ يَهْتِــــف
يا أشْـــــعَرَ الشُّعَرَاءِ خـَــــيرَ مُفلّــقٍ***يا ابن عيسى من كَريمًا يُوصَف
يا من يُـــــعَدُّ من النَّوَابِغِ مِــــصْقَعًا***ويُعدّ رَعْدًا بالفَصَــاحَةِ يَقْصِـــف(02)
شَابَهْتَ في نَظْمِ القصـِـــيدِ جَرِيرَهُمْ***حقا كَأَنّــــكَ من بِحَارٍ تَغْــــــرِف(03)
أطْربْت أسْـــــــمَاعَ البـَـــرِيَّةِ كــلّها***بقصَائِدٍ بين السـُّــــمُوطِ تُصَـنَّف(04)
فالشِّعر يجري في لسـَـــــانِك خِلْقَةً***والنَّاسُ في أشْــــعَارِهَا تَتَكَـلّـف
مَيَّــــزْتَ بين فَصـِـــيحِه و رَدِيئـِـه***كالـنَّارِ عن أصْلِ المَعَادِنِ تَكْشِف
سَخَّرْتَه نَـــصْرًا لسُـــــــــــنّة أحمدَ***فجزاك ربِّــي كل خَــيْر يُثْقَــــف
خُــبِّرْتُ أنَّك ما تَكُـــــونَ بمَـــجْلسٍ***إلاَّ و كان جَنـَـى عُلُومِكَ يُقْـطَف
فأبو القــَــــــوَافي شَاعِرٌ مــُــتَألّقٌ***وأبو البَلاغة مِسْــلَقٌ لا يضْعُف(05)
يُمْسِي ويُصْبِحُ كالهِــزَبْرِ مُدمْدِماً***في كَفِّه سَيْفُ الشَّجَاعَة مُرْهَف(06)
مُتَتَـــــبِّعاً نَــــهْجَ الحَدِيثِ و أَهْــلِه***وعلى خُطَى خَيرِ البَرِيَّة يَرْسُف(07)
قد كان في فلك الفـُحُـــولِ نـُــزُولُه***لكــنّهُ مـُــتَواضِعٌ يَتَــــــــعَفَف
رجلٌ حـــــَـيِيٌّ بالتَّــحَلّم يَكـْـــــتَسِي***مُتَفَــــــهِّمٌ إخْوَانـَــه يَتَـــوَكَّــف(08)
صــَــــقْرٌ عَلاَ جَــــوَّ العُلا بِتَخَـــلُّقٍ***وشُيُوخُه أيْـــضًا بِذلك عُرِّفُوا
أعْني ابنَ هـَادِي ذا المَهَابَةِ مُقْبلُ***وكذاك يَحْيَى والرَّبِيعُ مُشَرَّف
سَمَّـــوْهُ حَسَّـــــانًا لدَعْـــوَتنَا وذا***حَـــقٌ يــُــقَالُ وعـِــنْدَهُ يُتَوَقَف
مازال فينا سَيفَ حـَـــقٍ قـَــــاطِعًا***دُبُرَ الضَّلالَة و العُدَاةَ يُسَفْسِف(09)
قَهَرَ الّذينَ تَحَزَّبُوا و تَفَسَّــــــقُوا***ما إن يَرَوْهُ فيُجِفُوا و يُخَــوّفُوا
لو نال خِبٌّ من شُــــيُوخُه بُرْهَةً***ألفَـــيْتَهُ أوْكَارَ جَهْلِـــه يَنْسِـف(10)
ما ذلَّ قَومٌ أنت فِيــــــهِمْ مُكْـــرَمٌ***إذْ كَيْفَ ذاك و أنْتَ عنهم تَأْنَف
أو عزَّ قومٌ كنــــت فيهم مُبْغَضًا***كلاّ ومَنْ عَنْ حُبِّـــكُمْ يَتَعَجْـرَف(11)
اعلم هُدِيتَ إلى الصَّــلاحِ ونهجهِ***أنَّا نُحِـــبُّكَ في الإلَه ونُسْـرِف
ولقد نَزلْتَ فَلا -تَظـــــــــنّنْ غَيرَهُ-***منّا مَنـَـازِلَ أَنْتَ فِيهــــا تُنْصَفُ
فَاغْضُضْ عُيـُـونًا يا حَلِيمُ لأنّ في***مَدْحِي قُصُوراً إذ مَقَامُكَ أشْرَف
جَادَتْ عليك السُّحْبُ غَيْـــثًا نَافِعًا***ما دام في هذي البَسِيطَةِ عُكّف
و حَبَاكَ ربِّي كُلَّ رِزْقٍ طَيِّـــــــبٍ***وكذاك عن كل المَحَارِمِ تُصْرَفُ
ورُزِقتَ في القبْرِ الثَّباتَ مبشَّراً***بالحُور,عن نَّارِ المَهَانَةِ تَعْــزِف(12)
ووَقَفْتَ فَوْقَ مَنَابِرٍ من فِضَّـــــــةٍ***في جَنّةِ ومَعَ الرَّسُولِ تُشْــــرَف
مع خَيْرِ خَلْقِ الله جَلَّ جـَــــــلالُُه***فهو الكَرِيمُ و بالعِــــبَادِ لـَـــيَرْأَف
إنِّي حَسِبْتُهُ و الرَّقِيبُ حَسِـــــيبُهُ***وأنَا بِشِعْرِي للــحَقِيقَةِ واصِف
وخِتَامُ قَولِي بَيْتُ شِـــــعْرٍ صَادِقٍ***قد قَالَهُ العَــــبَاسُ نَظمِيَ يُسْعِف(13)
إني لآمل أنْ أرَاكَ وَ إِنَّنِي***مِنْ أنْ أمُوتَ ولا أرَاكَ لَخَائِف
تمّت يوم :
الثلثاء15-05-1432، على الساعة 02:00 صباحاً
(*):السيد أحمد الهاشمي, جواهر الأدب,دار ابن حزم, بيروت,(ص211)
(01):مُدْنَفُ: أثقله المرض.
(02):المِصْقَعُ:البليغ.
(03):أردت بذلك قصةجرير أنّه يغرف من بحر وأنّ الفرزدقَ ينحت من صخر.
(04):السّموط: المعلّقات العشر الطِّوَال.
(05):المِسْلَق: البليغ الفصيح.
(06):الهِزبرُ: الأسد.
(07):يَرْسُف: يمشي.
(08):يتوكَّفُ:يتعاهد إخوانه وينظر في أمورهم.
(09):يُسَفْسِف: يُحَقِّرهم ويجعلهم سفاسف.
(10):الخِبّ:الخداع الجُرْبُزُ الذي يسعى بين الناس بالفساد.
(11):يتعجرف: يتكبّر.
(12):عزف: مَالَ و جَانَبَ.
(13):أبو الفضل العباس بن الأحنف بن الأسود بن طلحة بن جدان بن كلده من بني عدي بن حنيفة اليمامي(ت:188هـ).
فإنّه قد برز في زمننا رجلٌ "يَحُوكُ الكَلامَ على حسب الأَمَانِي, ويَخِيطُ الألفاظ على قُدُودِ المَعاني, يجتني من الألفاظ أنَوَارَهَا ومن المعاني ثِمارها, يعبث بالكلام ويقودُه بأليَنِ زِمَامٍ حتى كأن الألفاظ تَتَحَاسَدُ في التسابق إلى خَوَاطِره ,والمعاني تَتَغَايرُ في الانْتِثَالِ على أنَامِله، بليغٌ نَسَقٌ من جَوَاهِرِ كَلامِه أَكَالِيلِ دُرٍ, ما لِمَنْظُومِها سِلْكٌ، بليغ تَفُكُ سِهَامُ أفْكَارِهِ الزّرَد, نَاظِمُ سلك البَلاغَة وقَائِدُ زِمَامِ البَرَاعَةِ إذا أوْجَزَ أَعْجَزَ وإذا شَاءَ أطَالَ وأَطْلقَ منَ البَلاغَةِ العِقَالَ, إذا أذْكَى سِرَاجَ الفِكْرِ أَضَاءَ ظَلامَ الأَمْرِ يَسْتَنْبِطُ حَقَائِقَ القُلوبِ"(*), أحد أنْصَار السنّة الغَرَاءْ ومن أبْرَزِ المُنَافِحِينَ عنها وعن أئمتّها,نحسبه كذالك و الله حسيبه و لا نزكي على الله أحداً.
كنّاه العلاّمة مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- بحسّان الدعوة –وهو كذلك-
الشاعر السَّلفي: أبو رواحة عبد الله بن عيسى بن أبكر الموري اليمني
وقد ارتأيت أن أمدحه في قصيدة على قدر الحال وقد وسمتها بـ:
الجواب الكافي لمن سأل عن أبي القوافي
أبي رواحة عبد الله بن عيسى بن أبكر الموري _ الشاعر_
القــَــلبُ من شـَـــوقٍ للــيلى مُدْنـَــفُ ***والدَمعُ من هَمِّ الصَّــــبَابَةِ يُذْرَف(01)
والعَقْلُ في بَحْرِ الشـَّــــقَاوَةِ غـَـــارِقٌ *** يا حَسْــــرَةً قد كـَــــادَ منها يَتْلف
ما بَالُ مــــــــن كُنـَــــّا نُحبـــــّهُمُ نَأَوْ *** عَناّ وإناّ غَـــــــــــيرَهُمْ لا نَألَف
وإذا مـــَــــرَابطُ همَّــــــتِي قَرَّبـْـــتُها *** لأزُورَهم أخَـــذَ الزَّمـَــانُ يُسَوّف
يا ذا الغَزَالَ أَطَــــــعْتَ فيّ عَـــوَاذِلا ***فهَـــجَرْتَنِي وتَرَكْتَ نَفْسِيَ تَـلْهَف
يا حـَـــــبَّذَا قُرْبُ الحَــبِيبِ و أَهْــلِهِ***قُرْبًا يَطِيـبُ به الــفُؤَادُ و يَكْــلَف
قد كان شِعـــــرِي لا يُجَــاوزُ ذِكْــرَه***والشِّعْرُ في غير الأحبّةِ أزيفُ
مـــن هؤلاء نُعِزُّهمْ مُتَبَحــــِّرٌ***من أرْضِ حِمْيَرَ بالجزيرة يُعْرَف
الشِّــــعر يشْـــرُفُ قَدْرُهُ في مَدْحـِــه***إذ كيف لا و به العَـــوَالِمُ تشرف
حـــَــيَّا الإله أبـــــا رَوَاحَـــةَ كلّــــما***كان الحَمَامُ بِبَــطْنِ وَادٍ يَهْتِــــف
يا أشْـــــعَرَ الشُّعَرَاءِ خـَــــيرَ مُفلّــقٍ***يا ابن عيسى من كَريمًا يُوصَف
يا من يُـــــعَدُّ من النَّوَابِغِ مِــــصْقَعًا***ويُعدّ رَعْدًا بالفَصَــاحَةِ يَقْصِـــف(02)
شَابَهْتَ في نَظْمِ القصـِـــيدِ جَرِيرَهُمْ***حقا كَأَنّــــكَ من بِحَارٍ تَغْــــــرِف(03)
أطْربْت أسْـــــــمَاعَ البـَـــرِيَّةِ كــلّها***بقصَائِدٍ بين السـُّــــمُوطِ تُصَـنَّف(04)
فالشِّعر يجري في لسـَـــــانِك خِلْقَةً***والنَّاسُ في أشْــــعَارِهَا تَتَكَـلّـف
مَيَّــــزْتَ بين فَصـِـــيحِه و رَدِيئـِـه***كالـنَّارِ عن أصْلِ المَعَادِنِ تَكْشِف
سَخَّرْتَه نَـــصْرًا لسُـــــــــــنّة أحمدَ***فجزاك ربِّــي كل خَــيْر يُثْقَــــف
خُــبِّرْتُ أنَّك ما تَكُـــــونَ بمَـــجْلسٍ***إلاَّ و كان جَنـَـى عُلُومِكَ يُقْـطَف
فأبو القــَــــــوَافي شَاعِرٌ مــُــتَألّقٌ***وأبو البَلاغة مِسْــلَقٌ لا يضْعُف(05)
يُمْسِي ويُصْبِحُ كالهِــزَبْرِ مُدمْدِماً***في كَفِّه سَيْفُ الشَّجَاعَة مُرْهَف(06)
مُتَتَـــــبِّعاً نَــــهْجَ الحَدِيثِ و أَهْــلِه***وعلى خُطَى خَيرِ البَرِيَّة يَرْسُف(07)
قد كان في فلك الفـُحُـــولِ نـُــزُولُه***لكــنّهُ مـُــتَواضِعٌ يَتَــــــــعَفَف
رجلٌ حـــــَـيِيٌّ بالتَّــحَلّم يَكـْـــــتَسِي***مُتَفَــــــهِّمٌ إخْوَانـَــه يَتَـــوَكَّــف(08)
صــَــــقْرٌ عَلاَ جَــــوَّ العُلا بِتَخَـــلُّقٍ***وشُيُوخُه أيْـــضًا بِذلك عُرِّفُوا
أعْني ابنَ هـَادِي ذا المَهَابَةِ مُقْبلُ***وكذاك يَحْيَى والرَّبِيعُ مُشَرَّف
سَمَّـــوْهُ حَسَّـــــانًا لدَعْـــوَتنَا وذا***حَـــقٌ يــُــقَالُ وعـِــنْدَهُ يُتَوَقَف
مازال فينا سَيفَ حـَـــقٍ قـَــــاطِعًا***دُبُرَ الضَّلالَة و العُدَاةَ يُسَفْسِف(09)
قَهَرَ الّذينَ تَحَزَّبُوا و تَفَسَّــــــقُوا***ما إن يَرَوْهُ فيُجِفُوا و يُخَــوّفُوا
لو نال خِبٌّ من شُــــيُوخُه بُرْهَةً***ألفَـــيْتَهُ أوْكَارَ جَهْلِـــه يَنْسِـف(10)
ما ذلَّ قَومٌ أنت فِيــــــهِمْ مُكْـــرَمٌ***إذْ كَيْفَ ذاك و أنْتَ عنهم تَأْنَف
أو عزَّ قومٌ كنــــت فيهم مُبْغَضًا***كلاّ ومَنْ عَنْ حُبِّـــكُمْ يَتَعَجْـرَف(11)
اعلم هُدِيتَ إلى الصَّــلاحِ ونهجهِ***أنَّا نُحِـــبُّكَ في الإلَه ونُسْـرِف
ولقد نَزلْتَ فَلا -تَظـــــــــنّنْ غَيرَهُ-***منّا مَنـَـازِلَ أَنْتَ فِيهــــا تُنْصَفُ
فَاغْضُضْ عُيـُـونًا يا حَلِيمُ لأنّ في***مَدْحِي قُصُوراً إذ مَقَامُكَ أشْرَف
جَادَتْ عليك السُّحْبُ غَيْـــثًا نَافِعًا***ما دام في هذي البَسِيطَةِ عُكّف
و حَبَاكَ ربِّي كُلَّ رِزْقٍ طَيِّـــــــبٍ***وكذاك عن كل المَحَارِمِ تُصْرَفُ
ورُزِقتَ في القبْرِ الثَّباتَ مبشَّراً***بالحُور,عن نَّارِ المَهَانَةِ تَعْــزِف(12)
ووَقَفْتَ فَوْقَ مَنَابِرٍ من فِضَّـــــــةٍ***في جَنّةِ ومَعَ الرَّسُولِ تُشْــــرَف
مع خَيْرِ خَلْقِ الله جَلَّ جـَــــــلالُُه***فهو الكَرِيمُ و بالعِــــبَادِ لـَـــيَرْأَف
إنِّي حَسِبْتُهُ و الرَّقِيبُ حَسِـــــيبُهُ***وأنَا بِشِعْرِي للــحَقِيقَةِ واصِف
وخِتَامُ قَولِي بَيْتُ شِـــــعْرٍ صَادِقٍ***قد قَالَهُ العَــــبَاسُ نَظمِيَ يُسْعِف(13)
إني لآمل أنْ أرَاكَ وَ إِنَّنِي***مِنْ أنْ أمُوتَ ولا أرَاكَ لَخَائِف
تمّت يوم :
الثلثاء15-05-1432، على الساعة 02:00 صباحاً
(*):السيد أحمد الهاشمي, جواهر الأدب,دار ابن حزم, بيروت,(ص211)
(01):مُدْنَفُ: أثقله المرض.
(02):المِصْقَعُ:البليغ.
(03):أردت بذلك قصةجرير أنّه يغرف من بحر وأنّ الفرزدقَ ينحت من صخر.
(04):السّموط: المعلّقات العشر الطِّوَال.
(05):المِسْلَق: البليغ الفصيح.
(06):الهِزبرُ: الأسد.
(07):يَرْسُف: يمشي.
(08):يتوكَّفُ:يتعاهد إخوانه وينظر في أمورهم.
(09):يُسَفْسِف: يُحَقِّرهم ويجعلهم سفاسف.
(10):الخِبّ:الخداع الجُرْبُزُ الذي يسعى بين الناس بالفساد.
(11):يتعجرف: يتكبّر.
(12):عزف: مَالَ و جَانَبَ.
(13):أبو الفضل العباس بن الأحنف بن الأسود بن طلحة بن جدان بن كلده من بني عدي بن حنيفة اليمامي(ت:188هـ).