شيماء عبدالله السلفية
04-23-2011, 11:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
المنتقى الثمين من فوائد وفتاوى العلامة ابن عثيمين - رحمه الله.
فتوى مهمة للشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – وتهم النساء خاصة .من لقاء الباب المفتوح شريط [161]
السؤال :
هل ما تفعله بعض النسوة من جمع شعورهن على شكل كرة في مؤخرة الرأس ، هل يدخل في الوعيد : " نساء كاسيات عاريات ... رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ...." ؟
الجواب :
[ أما جمع المرأة رأسها للشغل ، ثم بعد ذلك ترده ، فهذا لا يضر ، لأنها لا تفعل هذا زينة أو تجملا ، لكن للحاجة ، وأما رفعه وجمعه على سبيل التزين ، فإن كان إلى فوق فهو داخل في النهي ، لقوله صلى الله عليه وسلم :[ رؤوسهن كأسنمة البخت ...] ، والسنام يكون فوق ، وإن كانت على الرقبة فليس داخلا ، لكنه يُحْذر منه إذا كانت المرأة تريد أن تخرج إلى السوق ، فإنها إذا خرجت إلى السوق وجمعته على رأسها ، برز من وراء العباءة ، فَلَفَتَ النظر ، فتُنهى إذا أرادت الخروج إلى السوق].
السؤال :
هل صحيح قول من يقول : إن وضع المصحف على الأرض من إهانته ، ويستدل بقوله تعالى : [ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ] ، وبقوله تعالى : [ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ]؟.
الجواب :
[ ليس بصحيح ، وضعه على الأرض الطاهرة ما فيه شيء ، إلا إذا كان قريبا من القدمين ، فهذا ربما من يراه يرى فيه إهانة ].
لقاء الباب المفتوح شريط " 105 " وجه ب.
السؤال :
هل نأخذ من قوله تعالى : { وكلا وعد الله الحسنى } ، والآية التي ذكرتها : { ففهمناها سليمان } الإنصاف مع الرجل إذا نُصح أو رُد عليه أن نذكر حسناته قبل أن نذكر سيئاته ؟
الجواب :
[ هذا فيه تفصيل: أما إذا كنا نريد أن نرد قولا خطأ فلا حاجة أن نذكر محاسن الرجل ، لأنك لو رددت عليه ثم أثنيت عليه ضعف مقام الرد .
وأما إذا كنا نريد أن نقوِّم الرجل ، فهذا لابد أن نذكر محاسنه ومساوئه ، ولهذا نجد مثلا كتب الرجال يذكرون المساوئ والمحاسن ، لأنهم يريدون أن يقوموا الرجل ، وتجدون في كتب الردود لا يذكرون محاسن الرجل ، بل يذكرون السيئة ، لأنهم يريدون أن يردوا عليه فيها ، فالمسألة تحتاج إلى تفصيل : من أراد بيان الخطأ فليس من المناسب إطلاقا أن يذكر للرجل محاسنه ، لأن هذا يضعف مقام الرد ، وأما إذا كان يريد أن يقوِّم الرجل ، مثل أن يُسأل: ماذا تقول في فلان ؟ أقول فلان فيه كذا وكذا له محاسن وله مساوئ].
انتهى من شرح الشيخ لرسالته " عقيدة أهل السنة والجماعة " .
السؤال :
السنة للإمام هل هو التبكير أم الإتيان عند الإقامة ؟
الجواب :
[السنة في حق الإمام أن يبقى في بيته يتعبد بالنافلة القبلية كصلاة الفجر والظهر أو يفعل ما يشاء ، ثم إذا جاء وقت الإقامة حضر ، هكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل ، لكن لو جاء من قبل فلا بأس ، يعني ما يقال هذا بدعة ، قد يرى -مثلا - الإمام من المصلحة أنه يأتي متقدما من أجل أن يشجع الناس على التقدم ، فهذا قد يكون خيرا ، أما إذا لم يكن هناك مصلحة راجحة فالأفضل أن يبقى في بيته حتى يأتي وقت الإقامة ، ولا سيما في يوم الجمعة ، وبعض الإخوة في يوم الجمعة يأتي مبكرا – وهو إمام خطيب – يأتي مبكرا من أول الوقت ، يقول لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على التقدم يوم الجمعة ، فيُقال : الرسول حث على التقدم يوم الجمعة ، لكن شرع لأمته ألا يأتي الإمام إلا إذا جاء وقت الصلاة ، كان الرسول لا يأتي للجمعة أبدا إلا حين يأتي وقت الصلاة ، فلا يُسن تقدم يوم الجمعة ، بل يبقى في بيته لحين يأتي وقت الصلاة ، ويكون مُثابا على بقائه في بيته كما يُثاب المتقدم من المأمومين ].
"اللقاء المفتوح" شريط 105 وجه ب.
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين:
[ حدثني من أثق به أن رجلاً دخل المسجد في رمضان وهم يصلون صلاة التراويح -التراويح على العهد السابق- فقام يصلي معهم لكن كانوا في الأول يعجلون عجلة شديدة، يقول: فلما نام من الليل رأى في المنام أنه دخل هذا المسجد فوجد الجماعة يحندون ويرقصون، والحند معناه (كل واحد يأخذ جسمه وينزل) ويرقصون، إشارة إلى أن هذه الصلاة لعب، لا يطمئنون فيها، ولا يتمكنون من دعاء أو ذكر، لكن الآن ولله الحمد خفت المسألة، صار كثير من الأئمة يطمئنون في القراءة، يطمئنون في الركوع، في القيام بعد الركوع، في السجود، في الجلوس بين السجدتين، فيحصل خير كثير].
( اللقاء الشهري ).
السؤال :
ما حكم الصلاة خلف المبتدع ؟
الجواب:
[ الصلاة خلف المبتدع ، إن كان هذا مما يغري الناس به ، فيثقل ميزانه عند الناس ، وتقوى بدعته فلا يجوز أن يصلي معه ،
مهما كانت البدعة ، وإن كان ذلك لا يؤثر ، فإن كانت بدعته مكفرة فإنه لا يُصلى خلفه ، وإن كانت بدعته مفسقة فإنه يُصلى خلفه كسائر العصاة ، ولكن إن كان هذا يؤدي إلى اغتراره بنفسه ، واستمساكه ببدعته ، فإنه لا يجوز أن يُصلى خلفه احتقارا له ، ولئلا يضل الناس ببدعته].
انتهى من نور على الدرب 285 ب
السؤال :
امرأة أسقطت حملها في الشهر الرابع ، وكان توأمين سقطا ميتين ، فقامت امرأة في الحال بأخذ المولودين ودفنهما في حوش المنزل ، ولم يصل عليهما ، فما الحكم في ذلك الفعل من المرأة التي دفنتهما من غير صلاة ومن غير تغسيل ؟ وماذا عليها الآن ؟ وقد مضى على دفنهما ما يقارب عشر سنوات ، بل وأصبح موضع قبرهما طريقا للمشاة . أفتونا جزاكم الله خيرا.
الجواب:
[ أولا إذا كان الحمل لم يتم له أربعة شهور ، فإنه لا حكم له من حيث الصلاة والتغسيل والتكفين والدفن يدفن في أي مكان ؛ فإذا كان هذان التوأمان لم يتم لهما أربعة أشهر ، فما عملته هذه المرأة ليس به بأس ، وإن كان قد تم لهما أربعة أشهر ، فإن الجنين إذا تم له أربعة أشهر أمر الله تعالى ملك الأجنة أن ينفخ فيه الروح ويتحرك ، وحينئذ تكون هذه المرأة آثمة بفعلها ، لأن الواجب أن يغسلا ويكفنا ويصلى عليهما ويدفنا في مقابر المسلمين، وعلى المرأة أن تتذكر هل هذا قبل تمام أربعة أشهر أو بعده ، وتمشي على ما قلنا الآن.
ولكن هو له عشر سنوات الآن ، إذا كان قد تم لهما أربعة أشهر يقينا ما بقي الآن مما يمكن استدراكه إلا الصلاة عليهما ، فيُصلى عليهما ولو في البيت].
الشيخ العلامة ابن عثيمين .
انتهى من اللقاء الشهري شريط 24 وجه ب.
في صحيح مسلم في كتاب " الجهاد والسير " قال الشيخ العلامة ابن عثيمين في تعليقاته على حديث " ثمامة بن أُثال " الذي أسره النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : [.... ماذا عندك يا ثمامة ؟ ، فقال : " عندي يا محمد خير ".... ].
قال –رحمه الله تعالى - :
[ في هذا حسن ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : " ماذا عندك يا ثمامة ؟ " ، وفيه أيضا الجواب بهذا الذي أجاب به ثمامة ، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم قال : " عندي خير " ، وهو أحسن من قول بعض الناس في عُرْفنا " " عندي كل خير " ، لأنه لا أحد يكون عنده كل خير ، ولكن يقول : " عندي خير ".
فَلْتعُدّل هذه الكلمة من ألسن الناس ، ويقال : بدل ما تقول : " عندي كل خير " ، قل : " عندي خير " . ، والفرق بينهما ظاهر ]. اهـ
السؤال :
هل خروجالدم من البدن ينقض الوضوء ؟
[لا، كلما يخرج من البدن لا ينقض الوضوء إلا البول و الغائط , الدم والقيء والقيح ,ومايسميه النساء بالطهر الذي يسيل من فرج المرأة دائما , حتى أن بعض العلماء قال : إنسلس البول لا ينقض الوضوء أيضا , إذا تطهر الإنسان أول مرة ,فإنه لا ينتقض وضوؤه مالم يحدث بحدث آخر , وعلل ذلك بأنه لا يستفيد من الوضوء ، إذ أن الحدث دائم فلافائدة من الوضوء , نعم لو انتقض وضوؤه بريح مثلا ، وفيه سلس بول فهنا يجب عليه أنيتوضأ ، وهذا القول ليس بعيدا عن الصواب ، وكنت بالأول أرى أنه ينقض الوضوء , وأنهلا يجوز أن يتوضأ الإنسان للصلاة إلا بعد دخول وقتها , ولكن بعد أن راجعت أقوالالعلماء واختلافاتهم , وقوة تعليل من علل بأن هذا الوضوء لا فائدة منه , إذ أنالحدث دائم , تراجعت عن قولي الأول ، وهذا القول أرفق بالناس بلا شك ولاسيمابالنسبة للنساء , اللاتي يخرج منهن هذا السائل الدائم , ولا سيما في أيام الحجوالعمرة عندما تذهب المرأة إلى المسجد من بعد المغرب تصلي إلى حين صلاة العشاء ،إذا قلنا بانتقاض الوضوء ، يعني لابد تجدد الوضوء بعد دخول الوقت ، صار في هذا مشقةعظيمة لا سيما في أيام الزحام ،.. شيء فيه مشقة على المسلمين ، والدليل فيهليس بواضح ، لا ينبغي للإنسان .. وقد قال الله تعالى {{ يريد الله بكم اليسر}} ،وقال {{ ما جعل عليكم في الدين من حرج }}. ، والظاهر أيضا أن الذي يصيب نساءنااليوم هو ما يصيب النساء السابقات ، ولم يبلغنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرالنساء أن تتوضأ لوقت كل صلاة ، غاية ما هنالك المستحاضة على خلاف في هذا ، فإنمسلما – رحمه الله تعالى – أشار إلى أن قوله "توضئي لكل صلاة " لم يصح ، ولهذاحذفها عمدا من الحديث ، المهم الشيء المعتاد لا ينقض إلا البول والغائط فقط ،والريح لأنه ثبت به الحديث ... سائل : خروج الفاحش النجس؟الشيخ : لا ينقض.
من لقاء الباب المفتوح ش " 214"
السؤال :
ما حكم تأجير الحلي من الذهب والفضة للنساء في ليالي الزواج؟
الجواب :
[ لا بأس به ، لا حرج للإنسان أن يؤجر الحلي من الذهب والفضة لامرأة تلبسه ليوم أو يومين ، أو ساعة أو ساعتين، لأن المنافع هنا مباحة ، وكل نفع مباح يجوز عقد الإجارة عليه].
لقاء الباب المفتوح . شريط 150.
السؤال:
فضيلة الشيخ: هذا شخص يسأل ويقول: في أحد مكتبات المساجد كتبٌ فيها بدع ، وكتب فيها صور ويقال: إن أصحابها جاءوا بها وقفاً على هذه المكتبة! فماذا نفعل بهذه الكتب التي في المكتبة ، وهي مكتبة أحد المساجد؟
الجواب:
[ الواجب على القائمين على مكاتب المساجد إذا رأوا كتباً فيها بدع ، أو فيها صور فاتنة أن يحرقوا هذه الكتب، وألا يبقوها في أيدي الشباب ؛ لأنها تضرهم من ناحية العقيدة ، وتضرهم أيضاً من ناحية الأخلاق فيما يتعلق بالصور، حتى وإن كان صاحبها أوقفها، لكن إن كان صاحبها حياً فينبغي أن يبلغ ، ويقال: إن هذا لا يحل لك أن تجعله في المكتبة، ونرى أن تشتري بدله من الكتب المفيدة].
لقاء الباب المفتوح " شريط " 93".
السؤال : هل يجوز أن نقول : " رضي الله عنه " لأي مسلم أم هي خاصة ؟
الجواب :
[ هي عامة لكل أحد ، نسأل الله له الرضا ، قال الله عز وجل : [وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ، لكن جرى الاصطلاح العرفي بين العلماء أن الترضي يكون على الصحابة فقط ، والترحم على من بعدهم ، فيقال : عن عمر "رضي الله عنه " ويقال لعمر بن عبد العزيز : " رحمه الله " ، ولا يقال : " رضي الله عنه " ، هذا في الاصطلاح عند العلماء ، وهو اصطلاح عرفي ليس اصطلاحا شرعيا ، بمعنى أنه ليس من إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول للصحابة :"رضي الله عنهم " ، ولغيرهم : " رحمهم الله " ، بل هذا شيء جرى عليه الناس ، فلا ينبغي أن يخرج الإنسان عن المألوف ، لأنه لو قال مثلا : عمر بن عبد العزيز " رضي الله عنه " لفهم السامع أنه صحابي بناء على الوجه المضطرد].
" نور على الدرب " شريط 352
(فائدة) أقسام دية الجنين الذي يموت بجناية :
قال فضيلة العلامة ابن عثيمين:
[ معنا ملخص في الجناية على الحمل باعتبار ضمانه وكفارة قتله وذكرنا أنه أربعة أقسام :
القسم الأول : ما لا ضمان فيه ولا كفارة ، وله ثلاث صور :
الأولى: أن يموت مع أمه ولم يخرج منها ، يعني جنى على حامل فماتت هي وجنينها فليس فيه شيء لا كفارة ولا ضمان ، هذا بالنسبة للجنين ، والأم تُضمن .
الثانية : أن يخرج مضغة غير مخلقة أو قبل ذلك فليس فيه شيء.
الثالثة : أن يموت في بطن أمه ولم يخرج منها مع بقاء حياتها ، والفرق بينه وبين الصورة الأولى أنه في الأولى ماتت أمه ، وفي الثانية لم تمت مع بقاء حياتها ، ذكره في المغني وعلله بأن حكم الولد لا يثبت إلا بعد خروجه ، قال وحكي عن الزهري بأن عليه غرة لأن الظاهر أنه قتل الجنين ، وهذا هو الأصح لأننا تأكدنا أنه حي ، لكن يقول الفقهاء إننا لا ندري ربما لا يكون حيا ، ربما لا يكون جنينا ويبقى في بطن أمه ، أما إذا خرج و تبين فالأمر واضح .
القسم الثاني : ما يضمن بغرة و لا كفارة فيه ، وله صورة واحدة و هي أن يخرج مضغة مخلقة قبل نفخ الروح فيه .
القسم الثالث:ما يضمن بغرة مع الكفارة ،و له ثلاث صور :
الأولى : أن يخرج ميتا بعد نفخ الروح فيه .
الثانية : أن يخرج حيا لوقت لا يعيش لمثله ثم يموت من الجناية .
الثالثة : أن يخرج حيا لوقت يعيش لمثله ويتحرك حركة اختلاج و نحوها كحركة المذبوح ثم يموت .هذه يضمن بغرة مع الكفارة .
القسم الرابع : ما يضمن بدية كاملة مع الكفارة ، وله صورة واحدة وهي أن يخرج حيا لوقت يعيش لمثله حياة مستقرة ثم يموت بسبب الجناية .
انتهى من " شرح بلوغ المرام " " كتاب الجنايات " .
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى - :
[الحَلِف باسم من أسماء الله فهذه واضحة ، مثل : والله ، والرحمن ، والعزيز ، والسميع ، وابصير ، كذلك بصفة من صفاته مثل : وعزة الله لأفعلن كذا وكذا ، أما الصفات الخبرية المحضة فلا يحلف بها إلا الوجه ؛ فلا يحلف بيد الله مثلا ولا بعين الله ، إلا الوجه ، لأن الوجه يطلق على الذات كما في قوله تعالى : { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } ، { كل شيء هالك إلا وجهه }.
فيجوز أن يحلف بوجه الله ، فيقول : ووجه الله ، أو بوجه الله لأفعلن كذا وكذا .
الأسماء إذن يحلف بها ، الصفات المعنوية يحلف بها ،
الصفات الخبرية المحضة كالوجه ، واليدين ، والعينين ، واليدين ، والساق ، والقدم لا يحلف بها إلا الوجه ، ووجه التفريق بينه وبين غيره أن الوجه يطلق على الذات ، فلو قال : بوجه الله ، فكأنما قال : بالله].
انتهى من تعليق الشيخ على " القواعد والأصول الجامعة " .
السؤال:
جماعة مسبوقة وبعد سلام الإمام قاموا ليقضوا ما فاتهم لكن تبين أن الإمام لم يتم الصلاة فقام للإتمام وهنا تابعت جماعة الإمام والأخرى أتموا فرادى فما حكم كلا الفريقين .؟
الجواب :
[ كلا الفريقين صحيح ، يعني إذا سلّم الإمام عن نقص ، وقام الإنسان يقضي ما فاته ، ثم ذُكِّر الإمام وأتم ، فالذين فارقوه بالخِيار ، إن شاؤوا دخلوا معه ، ثم قضوا ما فاتهم ، وإن شاؤوا استمروا لأنهم انفردوا بعذر وقد زال.
ومثل ذلك ما ذكره الفقهاء ، لو أن الإنسان مثلا هاجت عليه معدته ، يريد أن يتقيأ ، فانفرد عن الإمام ، ولما انفرد هدأت ، قالوا : فله أن يستمر منفردا ، وله أن يرجع مع الإمام].
لقاء الباب المفتوح شريط (144).
السؤال:
بعض المسبوقين قام ليكمل ما فاته وذلك بالجماعة الأولى فهل يلزمهم متابعة الإمام حينما قام ليأتي بالركعة الناقصة، أم له أن يستمر في صلاته، أو ما حكم صلاة من لم يتابع الإمام من المسبوقين؟
الجواب:
[يعني يقول: هذا الرجل الذي نسي ركعة ، سلم من ثلاث ، قام المسبوقون الذين فاتهم شيء من الصلاة ليقضوا ما فاتهم، فهل إذا تذكر الإمام وقام يلزمهم أن يرجعوا معه، أو يستمرون في قضاء صلاتهم؟ الجواب: هم مخيرون إن شاءوا رجعوا مع الإمام، وإن شاءوا استمروا في صلاتهم].
"لقاء الباب المفتوح" شريط (227).
السؤال:
إذا كان الرجل عليه قضاء بعض الصلاة، فقام ليتم الصلاة فهل يتم هو ومن بجواره؟
الجواب:
[ يعني: أنه إذا دخل اثنان في الصلاة ، وقد فاتهما بعض الصلاة فقال أحدهما للآخر: أكون إماماً لك فيما نقضي، فهل هذا جائز؟ يقول بعض العلماء : إنه جائز، ويقول بعض العلماء أنه لا يجوز؛ لأن الإنسان مأمور بأن يقضي ما فاته وحده: (ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)؛ والذي نرى أنه لا بأس به ، ولكن الأحسن ألا يُفعل، بل يقضي كل إنسان وحده؛ لأنه إذا قضى بصاحبه جماعة فربما يشوش على غيره بالتكبير وبالقراءة إن كان فيما يقضيان قراءة جهرية، وربما يكون هو وصاحبه جماعة ، ويأتي اثنان آخران فيكونان جماعة وتتعدد الجماعات في مسجد واحد؛ فلهذا ينبغي ألا يفعل، لكن لو فُعل فالصحيح أن الصلاة لا تبطل، وقال بعض العلماء أنها تبطل.]
" لقاء الباب المفتوح " شريط (35).
السؤال:
ما حكم الائتمام بالمسبوق؟
الجواب:
[يعني: الائتمام بالمسبوق في حالة قضاء ما فاته، قال العلماء: إنه لا بأس بذلك، فينتقل هذا المأموم من ائتمام إلى إمامة، لكن مع هذا لا ننصح بذلك: أولاً: لأنه لم يرد عن الصحابة أن الإنسان إذا قضى ما فاته مع الإمام صلاها جماعة.
ثانياً: أن بعض العلماء قال: إن هذا لا يصح.
فيجتنب هذا من باب الاحتياط الداخل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) وقوله: (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) فلا ينبغي فعله حتى وإن قيل بجوازه].
" لقاء الباب المفتوح " شريط (52).
هذه بعض التوجيهات المفيدة والعلاجات الناجعة للوسواس ، للشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين :
السؤال:
امرأة ابتلاها الله بالوسواس في الطهارة، والشعور بعد الوضوء بمدافعة الخبث، وفي ذات مرة شعرت بمن يأمرها بسب القرآن ، وسب الله فما كان منها إلا أن بكت، فكيف علاجها والخلاص من هذا الوسواس؟
الجواب:
[ هذا الوسواس مبتلى به كثير من الناس ، إذا لم يكن السؤال الذي يرد علينا بالتليفون مكرراً من سائلٍ واحد ، فما أكثر هذا في الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله، ودواء الوسواس كثرة التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولاسيما من قراءة المعوذتين، فإنه ما استعاذ مستعيذ بمثلهما قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ [الفلق:1-2] وأول ما يدخل في ذلك شر الشيطان؛ لأنه من مخلوقات الله، وفي سورة الناس: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس:1-4]. فدواء ذلك بكثرة التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والعزيمة الصادقة، بحيث لا يلتفت الإنسان لما يرد على قلبه من الوساوس. مثلاً توضأ مرة واحدة أو مرتين أو ثلاثاً ، خلاص يخرج من الحمام ، كبّر للإحرام ، خلاص ، حتى لو شعر الإنسان في نفسه أنه لم يتوضأ مثلاً، أو أنه أخل بشيء من أعضائه، أو أنه لم ينو فلا يلتفت لهذا الشيء. وكذلك لو أنه في صلاته شعر أو وقع في نفسه أنه لم يكبر للإحرام لا يلتفت لذلك، يمضي في صلاته يكملها، وكذلك -أيضاً- لو خطر في قلبه ما ذكرتَ من سب الله عز وجل أو سب المصحف أو غير ذلك من الكفر فلا يلتفت لهذا ولا يضره، حتى لو فرض أنه جرى على لسانه مثل هذا الشيء وهو بغير اختيار فإنه لا شيء عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا طلاق في إغلاق) فإذا كان طلاق الموسوس لا يقع؛ فهذا أولى بالعفو، لكن يُعرض عن هذا، ولا يهمه أن يقول له الشيطان : قل كذا ، قل كذا ، لا يهمه ، يستمر ولا يقول.
فوصيتي لهذه ولغيرها -ممن ابتلي بذلك-: الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ومن قراءة السورتين العظيمتين: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] ، ومن العزيمة الصادقة ، يُعرض عن هذا كله ولا يلتفت ، حتى لو قال له الشيطان : الصلاة ما تمت! ، أو الوضوء ما تم لا يهمه! ، ولو أوقع الشيطان في قلبه التشكيك في الله، أو ما أشبه ذلك؛ لا يهمه؛ لأنه ما تألم من هذا الشك إلا لإيمانه ، فغير المؤمن لا يهمه شك أو لم يشك؛ لكن الذي يتألم من هذه الشكوك والوساوس يعني أنه مؤمن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: (ذلك صريح الإيمان) يعني: أن ما يلقي الشيطان في قلوبكم من مثل هذه الأمور صريح الإيمان -أي: خالصه- جعله من خالص الإيمان مع أن الشك يرد على القلب؛ لأن هذا الذي ورد على قلبه الشك لا يطمئن لهذا الشك ولا يلتفت إليه ويتألم منه ولا يريده،
والشيطان لا يأتي إلا القلوب العامرة حتى يدمرها، فالقلوب الدامرة لا يأتيها؛ لأنها دامرة، قيل لابن عباس أو ابن مسعود: إن اليهود يقولون نحن لا نوسوس في صلاتنا. قال: [نعم. وما يصنع الشيطان بقلب خراب؟!]. فوصيتي لها -وأرجو أن تبلغها أو تشتري لها الشريط لتسمعه- أن تعرض عن هذا كله، وألا يقع في قلبها شك ، وهي سوف تتألم أول ما تعمل هذا العمل، سوف ترى أنها صلت بغير طهارة، أو صلت بغير تكبيرة الإحرام، أو ما أشبه ذلك؛ فقل لها : لا يهمها ، تصبر ويزول عنها بإذن الله. والحمد لله هناك أناس شكَوا هذه الشكوى، وبُلِّغوا بما ينبغي أن يقاوموها به؛ فعافاهم الله منها، نسأل الله لها العافية].
(لقاء الباب المفتوح) شريط " 46 ".
السؤال:
فضيلة الشيخ: شاب كان يعمل المعاصي كثيراً ،والتزم وذهب إلى الدعوة، فأخذت الشياطين توسوس له أن الله ليس حقاً، وأن الرسول ليس حقاً، وأن الصحابة قصص خرافية.. ودائما يدور في فكره هذا الشيء ، هل يعاقب على هذا الفكر؟
الجواب:
[هذه وساوس -بارك الله فيك- يلقيها الشيطان في قلوب أهل الإيمان، وقد جرى هذا للصحابة رضي الله عنهم، وجاءوا يشْكون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: (إن أحدنا يجد في نفسه ما يحب أن يخر من السماء ولا يتكلم به ، أو ما يحب أن يكون حممة -أي: فحمة محترقة- ولا يتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذلك صريح الإيمان) أي: هذا هو الإيمان الخالص، يعني هذا علامة على الإيمان الخالص، لماذا؟ لأن الشيطان إذا رأى من الإنسان إقبالاً على الحق صرفه عنه بكل ما يستطيع، وإذا كان معرضاً فقد كفي المؤونة فلا يأتي إليه، ولا تدخل عليه الوساوس؛ لأن قلبه مظلم.
والتخلص من ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا وجد أحدكم ذلك فليستعذ بالله ولينته) (يستعيذ بالله) أي: يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، (ولينته) أي: يعرض عن هذا ولا يفكر فيه إطلاقاً، ولا يضره].
(لقاء الباب المفتوح) الشريط " 17".
السؤال:
بارك الله فيكم السائل الذي رمز لاسمه ب. ع. ف. م. يقول هل يؤاخذ الله عز وجل المصابين بالوسواس القهري أفيدونا بذلك؟
الجواب:
[لا يؤاخذ الله من ابتلي بالوسواس القهري لقول الله تعالى (رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ) ولقوله تعالى (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) لكن على من ابتلي بالوسواس أن يكثر الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، وأن يتلهى عن ذلك ويعرض عنه ، فإنه متى فعل هذا زال عنه بإذن الله].
نور على الدرب شريط " 297 ".
السؤال
جزاكم الله خيرا السائل الذي رمز لاسمه أ أ الرياض يقول كثر في الآونة الأخيرة ممن يشكون من مرض الوسواس فما هو العلاج الناجع في نظركم من الكتاب والسنة؟
الجواب:
[العلاج الناجع للوساوس ، سواء كانت في العقيدة أو في الأعمال هو : أن يستعيذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم ، وأن ينتهي عن ذلك انتهاءً كاملا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عمّا يجده الإنسان في نفسه فيما يتعلق بالله تبارك وتعالي ، فأمر بأمرين : الأول الانتهاء والإعراض وعدم المبالاة ، وأن يغفل عن ذلك غفلة تامة .
والثاني : أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ فإذا فعل ذلك فإنه يرتفع عنه هذا الوسواس بمشيئة الله تعالى .
ثم إنه يجب أن نعلم أن ما شُك فيه فالأصل عدمه ، فإذا شك الإنسان هل أحدث بعد الوضوء فالأصل أن الوضوء باقٍ ، وإذا شك هل طلق زوجته فالأصل أن النكاح باقٍ ، وهلم جرّا].
نور على الدرب شريط " 320 ".
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين :
[ من المشهور عندهم قولهم : طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم ، وهذا القول على ما فيه من التناقض قد يوصل إلى الكفر ، فهو :
أولاً : فيه تناقض ، لأنهم قالوا طريقة السلف أسلم ، ولا يعقل أن تكون الطريقة أسلم وغيرها أعلم وأحكم ، لأن الأسلم يستلزم أن يكون أعلم وأحكم فلا سلامة إلا بعلم بأسباب السلامة وحكمة في سلوك هذه الأسباب .
ثانياً : أين العلم والحكمة من التحريف والتعطيل ؟
ثالثاً : يلزم منه أن يكون هؤلاء الخالفون أعلم بالله من رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأصحاب ، لأن طريقة السلف هي طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه .
رابعاً : أنها قد تصل الكفر ، لأنها تستلزم تجهيل النبي - صلى الله عليه وسلم - وتسفيهه ، فتجهيله ضد العلم ، وتسفيهه ضد الحكمة ، وهذا خطر عظيم .
فهذه العبارة باطلة حتى وإن أرادوا بها معني صحيحاً ، لأن هؤلاء بحثوا وتعمقوا وخاضوا في أشياء كان السلف لم يتكلموا فيها ، فإن خوضهم في هذه الأشياء هو الذين ضرهم وأوصلهم إلى الحيرة والشك ، وصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال : " هلك المتنطعون " ، فلو أنهم بقوا على ما كان عليه السلف الصالح ولم يتنطعوا ، لما وصلوا إلى هذا الشك والحيرة والتحريف ، حتى إن بعض أئمة أهل الكلام كان يتمني أن يموت على عقيدة أمه العجوز التي لا تعرف هذا الضلال ، ويقول بعضهم : ها أنا أموت على عقيدة عجائز نيسابور .
وهذا من شدة ما وجدوا من الشك والقلق والحيرة ، ولا تظن أن العقيدة الفاسدة يمكن أن يعيش الإنسان عليها أبداً ، لا يمكن أن يعيش الإنسان إلا على عقيدة سليمة ، وإلا ابتلي بالشك والقلق والحيرة ، وقد قال بعضهم : أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام ، وما بالك والعياذ بالله بالشك عند الموت يختم للإنسان بضد الإيمان .
لكن لو أخذنا العقيدة من كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهولة وبما جري عليه السلف ، ونقول كما قال الرازي وهو من علمائهم ورؤسائهم : رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن : أقرأ في الإثبات : { الرحمن على العرش استوس } [ طه : 5] ، يعني : فأثبت ، وأقرأ في النفي : { ليس كمثله شيء } [ الشوري : 11] { ولا يحيطون به علماً } [ طه : 110] ، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ، لأنه أقر هذا الكلام ، فقال : لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية ، فما رأيتها تروي غليلاً ولا تشفي عليلاً ، ووجدت أقرب الطرق طريق القرآن .
والحاصل أن هؤلاء المنكرين لما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله عز وجل اعتماداً على هذا الظن الفاسد أنها تقتضي التمثيل قد ضلوا ضلالاً مبيناً ، فالصحابة رضي الله عنهم هل ناقشوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا ؟ والذي نكاد نشهد به إن لم نشهد به أنه حين يمر عليهم مثل هذا الحديث يقبلونه على حقيقته ، لكن يعلمون أن الله لا مثل له ، فيجمعون بين الإثبات وبين النفي].
" القول المفيد ..."
السؤال: من مات وعليه ديون مؤجلة ، فهل هذه الديون المؤجلة تخصم من التركة قبل توزيع الإرث؟
الجواب :
إذا كان الدين مؤجلا فإنه إذا مات الميت حل الدين ، ويُلغى الأجل ، إلا إذا وثق الورثة برهن يُحرِز يعني يكفي أو ضامن مليئ ، فمثلا إذا مات وعليه دين للبنك العقاري في بيته الذي هو ساكنه ، فنقول إن كان هناك أقساط حلت عليه قبل أن يموت ولم يسددها فالواجب أن يسددها الورثة فورا ، أو يبيعوا البيت فيسددوها ، وإن كان قد أدى الأقساط التي قد حلت عليه في حياته وبقيت الأقساط التي تحل فيما بعد ، فالميت بريئ من ذلك ، وتتعلق الديون بالبيت المرهون للبنك.
السائل : لكن هل يمكن للورثة أن يسددوا الديون على حسب الأقساط السنوية للصندوق العقاري ؟
الشيخ : لا بأس بهذا لأنه فيه رهن ، لكن لو فرضنا أن إنسانا استقرض من شخص مائة ألف مثلا ، أو اشترى منه سيارة بخمسين ألفا مؤجلة , فهنا نقول للورثة إما أن تأتوا برهن ، وإلا حلت الدراهم ، أو تأتوا بضامن يضمن ، كفيلٍ غرام ، وهو غني مليئ.
السائل : إذن بالنسبة للديون التي حلت تكون في ذمته ، ولكن المتبقية كيف يمكن تسديدها؟!
الشيخ : قلت لك : المتبقية لا يمكن أن تبقى! ، مثلا لنفرض غير مسألة العقار فقد عرفت حكمها ، غير العقار إنسان اشترى سيارة من شخص مؤجلة بخمسين ألفا ، كل شهر ألفا ريال، وأدى ما حل قبل أن يموت ، لما مات قدرنا المتبقي في قيمتها ثلاثين ألفا من خمسين ، نقول للورثة : إما أن تسددوها الآن من تركته ، وإما أن تأتوا برهن للذي باع السيارة يكفيه أي يساوي ثلاثين ألفا أو أكثر ، وإما أن تأتوا بشخص يكون ضامنا ضمانَ غرامةٍ لأجل أن يُؤَمِّنَ البائعُ حقه، أما أن تبقى هكذا مؤجلة في ذمة أناس لا ندري متى يوفون فهذا لا يمكن.
انتهى كلامه رحمه الله تعالى ورفع درجته في المهديين.
لقاء الباب المفتوح للشيخ العلامة ابن عثيمين شريط [140].
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله تعالى - في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري على حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون : لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا ، فيأتون آدم فيقولون : يا آدم أما ترى الناس ؟ خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ،..... فيقول : لست هناك ولكن ائتوا نوحا .... فيأتون نوحا فيقول : لست هناك – ويذكر خطيئته التي أصاب – ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن ......) قال – رحمه الله تعالى - :
[قال : " ائتوا إبراهيم خليل الرحمن" إذا قال قائل من أين علم نوح أن إبراهيم خليل الرحمن وأيهما الأول ؟! نوح ؛ ، علم ذلك بالوحي ، قطعا أنه علمه بالوحي ، وذلك لأنه لا يعلم الغيب ، ولكن هل إن الله أوحى إلى نوح في وقت وجوده في الدنيا أنه سيبعث إبراهيم ويتخذه خليلا ؟ أو أن نوحا علم بعد ذلك ؟! ويكون الأنبياء تعرض عليهم أحوال الناس في الدنيا؟!! ، وإن أخذنا هذا بالتسليم وكنا نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، أما كيف علم أنه خليل الله فهذا ليس إلينا إذا قلنا بهذا فقد اتبعنا المبدأ السابق الذي فيه الراحة والسلامة ، نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن نوحا قال ائتوا إبراهيم خليل الرحمن، وفي هذا إشارة إلى أن أعظم وصف يحصل للإنسان أن يتخذه الله خليلا خليل الرحمن ولم يقل رسول ولا نبي ! لأن الخلة درجة عظيمة لمن ينالها ، ولا نعلم أحدا نالها من البشر إلا رجلين هما إبراهيم ، ومحمد صلى الله عليه وسلم :"إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا" وبه تعرف أن من قالوا "إبراهيم خليل الله ، ومحمد حبيب الله !" أنهم نقصوا النبي صلى الله عليه وسلم لأن المحبة أدنى من الخُلة ، والخلة ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم ، المحبة تكون حتى لعامة المؤمنين ولعامة التوابين ولعامة المتطهرين يعني ليست خاصة بالأنبياء فضلا عن أولي العزم ، والخلة لا نعلم أنها كانت إلا لهذين الرسولين الكريمين ، فالذي نجده في بعض الأدعية ، أو في بعض خطب الوعظ ،أو ما أشبه ذلك :{ إبراهيم الخليل ومحمد الحبيب } نقول هذا خطأ ، هذا نقص في حق الرسول صلى الله عليه وسلم .
فإذا قال أنا أريد محمد الحبيب لي؟! قلنا هذا أيضا خطأ ، كان أبو هريرة رضي الله عنه يقول " حدثني خليلي ، أوصاني خليلي " اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم خليلا أشد من أن تتخذه حبيبا ، هل تتخذ صديقك خليلا؟ جاء في الحديث " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" والممنوع أن يَتخذَ الرسولُ خليلا ، وأما نحن فلسنا بممنوعين أن نتخذ الرسولَ خليلا ، أو من يستحق المحبة والخلة خليلا]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى- .
السؤال: تعرفون -حفظكم الله- أن كثيراً من المسائل الخلافية التي في كتب أهل العلم رحمهم الله يكثر أحياناً فيها الخلاف وربما يصعُب التحقيق فيها .. السؤال: قد تطلب الوالدة أو الوالد بعض الأمور التي فيها خلاف بين أهل العلم من ابنهما، فماذا يصنع الابن في أمر قد لا يرجحه وهو طالب علم؟
الشيخ: مثاله؟
السائل: الأمثلة على ذلك كثيرة، كاللحوم المستوردة مثلاً، التي جرى فيها الخلاف في جواز أكلها وعدم الأكل، ومثل زيارة القبور.
الشيخ: الوالدان يقولان: هات من هذا اللحم، أو يقولان: لا تأتِ به؟
السائل: يقولان: ائت لنا منه.
الشيخ: وهو لا يريد.
السائل: نعم.
هذه سهلة، هذه ليست مشكلة، يقول: مقصودكما أكل اللحم، نأتي لكما بلحم.
السائل: لا، يريد هذا النوع.
الشيخ: لا يخالف، يأتي بثانٍ.
السائل: لا، يريد النوع الذي جرى فيه خلاف.
الشيخ: لا يخالف، النوع الذي جرى فيه الخلاف الذي يرد إلى البلاد من الخارج، إذا قال الوالدان: نحن نريده، يقول: أنتما تريدان اللحم نأتي لكما بدله.
السائل: لا يريدان بدله.
الشيخ: وهل إذا أتى باللحم العادي من الدجاج الوطني هل يمتنعان من الأكل؟
السائل: لا يمتنعان لكن يريدان هذا وذاك، تارة يريدان ذاك، وتارة الذي يحصل يحصل.
الشيخ: تأتي لهما بلحم غنم، ما فيه مشكلة.
السائل: لو جرى على هذا لا بأس، لكن أحياناً يريدان هذا، يرغبان مرة في هذا ومرة يريدان هذا.
الشيخ: الإنسان الحكيم يستطيع أن يتخلص من هذا؛ لكن عندنا مسألة زيارة القبور .. فإذا كان الولد يرى أن المرأة لا يحل لها أن تزور المقبرة وطلبت أمه أن تزور، فلا يذهب بها؛ لأن الله قال: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا [لقمان:15]، فيُقاس عليه كل معصية طلبها الأب أو الأم فلا يطاعا، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) ، لكن هناك أشياء -كما ذكرتَ- يمكن أن يختلف الولد والوالدان فيه، فهنا لا بأس أن يعطيهما ما فيه الخلاف لكنه بنفسه لا يفعله.
السائل: هو لم يفعله، لكن يريد إرضاء أمه.
الشيخ: يعطيها الأم وحدها، أما هو فلا يصنعه.
السائل: لأنه جائز في حقها؟
الشيخ: نعم؛ لأنه جائز في حقها، وهنا مشكلة غير هذه، هناك شخص يقول: إن أباه يرى حل الدخان، وهو يرى التحريم، فيقول له أبوه: اذهب يا بني، هذه عشرة ريالات اشترِ بها دخاناً، هذه مشكلة؛ لأنه يرى أنه حرام والأب يرى أنه حلال.
السائل: هذه ليست كبيرة.
الشيخ: لا، هذه من أصعبها، ثم قد يكون الأب ليس عنده مال ويقول: اشترِ لي من مالك.
السائل: ومثلها القات أحسن الله إليك؟
الشيخ : نعم، ومثل ذلك القات عند أهل اليمن].
لقاء الباب المفتوح شريط (132).
السؤال :
هذا الذي يلجمه العرق إلجاما (أي في الموقف) يتعذب أو يموت من عرقه؟!
الجواب:
[يتعذب ما في شك "أجل هو يتروش!!"(أي هل هو يستحم!!) متعذب ما في شك ، ولكن ما في موت ، أليس هو في نار جهنم التي فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءً ، ومع ذلك يقول الله عزوجل {{ لا يموت فيها ولا يحيى }} ، و {{ لا يقضى عليهم فيموتوا }} ، مع أنه لو كان بالقياس لكان أدنى شيء من هذه النار يميت الإنسان ، حطوا بالكم " يا إخوان لهذه المسائل ، مسائل الغيب ليس لنا فيها إلا التسليم ، نعرف المعنى أو ما وراء المعنى ؟! ما نعرفه.].
من شرح كتاب " الرقاق" من صحيح البخاري شريط 9 وجه ب.
سؤال :
ما هو حكم : ما يفعله بعض الناس من قولهم فلانة (طفلة) لفلان (طفل) أو زوجت فلانة لفلان؟
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى - :
[ ..ما يقع أحيانا بين الأبوين في قوله زوجت فلانة – طفلة – لفلان – طفل - ، والثاني يقول : قبلت؟
هذا يعتبر وعد ، ولكن احتياطا ما يقال .؛ ولكن هذه المسألة تفتقر إلى الرضا للزوجين ، وتفتقر للشهود].
من شرح الزاد كتاب " النكاح ".
السؤال : ما حكم التصديق بالسحر؟
الجواب :
[ التصديق بالسحر نوعان : أحدهما أن يصدق بأثره ، أن له تأثيرا ، وهذا لا بأس به لأن هذا هو الواقع ، والثاني : أن يصدق به إقرارا ، أي : مقرا له وراضيا به ، فهذا محرم ولا يجوز ].
" نورعلى الدرب " شريط " 120 " وجه أ.
السؤال :
ما حكم تخطي المصحف أو كتاب التفسير فيه المصحف؟
الجواب:
[ هذا لا شك أنه لا يليق بالإنسان أن يتخطى المصحف فيكون المصحف تحت قدمه لكنه غير مباشر ؛ إذا أراد يتخطى ويرده محله ...
السائل : والتفسير ؟
الشيخ : والتفسير الذي فيه القرآن كذلك ].
لقاء الباب المفتوح شريط " 150 " وجه ب.
السؤال:
الجلوس في مكان فيه منكر قد يكون في إزالته، أو الخروج من مكانه يسبب ضرراً يسيراً كأن يَغْضَب الموجود من قرابته أو أهله، والبعض -الحقيقة- يروي قصة يحتج بها يقول: إنه رآك مرة في العارضة النجدية سمعتَ فلا قمتَ ولا أنكرتَ، فهل هذا صحيح؟
الجواب:
[ أولاً: الجلوس مع أهل المنكر مع استطاعة الإنسان أن يقومَ مشارك لهم في الإثم؛ لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140] يعني: إن قعدتم فأنتم مثلهم، ولا يحل لأحد أن يقعد مع أهل المنكر، إلا إذا كان في خروجه ضرر، أما مجرد أن يَغْضَب أهله أو ما أشبه ذلك فهذا ليس بعذر، فلو كان أهله مثلاً يفتحون التلفاز على شيء محرم ونهاهم؛ ولكن لم ينتهوا وجب عليه أن يقوم، فإذا قال: إن قمتُ يزعل عليَّ أبي أو أمي أو الزوجة أو ما أشبه ذلك، فإنه لا يجوز أن يبقى، بل يجب أن يقوم ولو غضبوا؛ لأن التماس رضا الناس بسخط الله يعني تقديم ما يرضاه الناس على ما يرضاه الله -والعياذ بالله-. وأما ما نسب إليَّ من الجلوس في العارضة النجدية: فأولاً: هذا صحيح، جلستُ لأني كنت أخاطب شخصاً أعتقد أن في مخاطبته فائدة كبيرة أكبر من قيامي، على أن العارضة النجدية يجوِّزها بعض العلماء في المناسبات كالأعياد وشبهها، ويَسْتَدل بفعل الأحباش في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كانوا يلعبون برماحهم أمام عين الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أذن لعائشة أن تنظر إليهم فكان يخفيها وهي تنظر من على كتفه عليه الصلاة والسلام، فيُهَوِّنُ هذه المسألة أنها فُعِلَت في مناسبة قد تكون مبيحةً لهذا اللهو. وثانياً: أني كما قلتُ لك: كنتُ أخاطب مَن أرى أن في مخاطبته مصلحة كبيرة تربو على مفسدة حضوري لشيء فيه خلاف في جوازه فإن هذا يجرُّنا إلى مسألة أخرى، وهي مسألة خلافية: إذا كان الإنسان يفعل الفعل وأنت ترى أنه حرام وهو يرى أنه مباح، فهل يجوز أن تبقى معه لأنه فعل محرماً عندك، أم لا يجوز؟ قد يقول بعض الناس: يجوز أن تبقى معه؛ لأن هذا الفعل عنده ليس بمحرم. وقد يقول الناس: إنه لا يجوز؛ لأن هذا الفعل عندك محرم. فهل العبرة باعتقاد الفاعل، أو باعتقاد الجالس؟ الذي يظهر لي: أن العبرة باعتقاد الفاعل، فإذا كان يرى أنه حلال وليس فيه نص واضح يُبْطِل اجتهاده فالعبرة في فعله، والدليل على هذا: لو أكلتَ أنت ورجلٌ لحمَ إبل، وأنت ترى أنه ينقض الوضوء فتوضأتَ، وهو يرى أنه لا ينقض الضوء فلم يتوضأ، وحانت الصلاة فقام يصلي أمامك أو ربما صلى مأموماً معك، فهل هذا حرام؟ الجواب: لا، مع أن الصلاة بغير وضوء من أكبر الكبائر، حتى إن بعض العلماء قال: الذي يصلي وهو محدث خارج عن الإسلام. ومعلوم أننا لا نأثم إذا صلى إلى جنبنا شخص أكل معنا لحم إبل وهو يرى أنه لا ينقض الوضوء ونحن نرى أنه ينقض، فإننا لا نأثم بكونه يصلي معنا. فلو رأيت إنساناً أحدث ببول أو غائط وقام يصلي معك، فهل يجوز أن تقرَّه؟ لا يجوز أن تقرَّه، بل تمنعه، فإن أبى إلا أن يفعل فانصرف عنه. فهذه المسألة؛ مسألة الخلاف بين العلماء المبنية على الاجتهاد المحض، التي ليس فيها دليل فاصل، إذا فعله مَن يرى أنه مباح فهو في حقه مباح، وأنا إذا كنتُ لم أفعله فليس عليَّ مِن إثمه شيء.......]
السؤال: يقام في منطقة الجنوب عند البدو في حفلة العرس والأعياد ما يسمى بالعرضة، وهي لعبة جماعية للرجال ينشدون فيها بعض القصائد الحماسية بدون طبل ولا زار، فما حكم الشرع في نظركم؟
الجواب: أتوقف في تحريم هذا الشيء؛ لأن العرضات في المناسبات جاءت الشريعة بمثلها في لعب الحبشة برماحهم في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وأراد عمر أن يحصبهم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (دعهم حتى يعلموا أن في ديننا فسحة). فأنا أتوقف في التحريم، هذا إذا لم تشتمل على شيء محرم كحضور النساء واختلاطهن بالرجال، فهنا تكون محرمة من أجل ذلك.].
" لقاء الباب المفتوح " "51 " ب.
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين في " القول المفيد " :
[وأصل مذهبهم من عبدالله بن سبأ، وهو يهودي تلبس بالإسلام، فأظهر التشيع لآل البيت والغلو فيهم ليشغل الناس عن دين الإسلام ويفسده كما أفسد بولص دين النصارى عندما تلبس بالنصرانية.
وأول ما أظهر ابن سبأ بدعته في عهد علي بن أبي طالب، حتى إنه جاءه وقال: أنت الله حقاً - والعياذ بالله -. فأمر علي بالأخدود فحفرت، وأمر بالحطب فجمع، وبالنار فأوقدت، ثم أحرقهم بها، إلا أنه يقال: إن عبدالله بن سبأ هرب وذهب إلى مصر ونشر بدعته، فالله أعلم.
فالمهم أن علياً رضي الله عنه رأى أمراً لم يحتمله، حيث ادعوا فيه الألوهية فأحرقهم بالنار إحراقاً ، ثم بدأت هذه الفرقة الخبيثة تتكاثر، لأن شعارها في الحقيقة النفاق الذي يسمونه التقية، ولهذا كانت هذه الفرقة أخطر ما يكون على الإسلام، لأنها تتظاهر بالإسلام والدعوة إليه، وتقيم شعائره الظاهرة، كتحريم الخمور وما أشبه ذلك، لكنها تناقضه في الباطن، فهم يرون أئمتهم آلهة تدير الكون، وأنهم أفضل من الأنبياء والملائكة والأولياء، وأنهم في مرتبة لا ينالها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وهؤلاء كيف يصح أن تقبل منهم دعوى الإسلام، ولذلك يقول عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كثير من كتبه قولاً إذا اطلع عليه الإنسان عرف حالهم: "إنهم أشد الناس ضرراً على الإسلام، وأنهم هجروا المساجد وعمروا المشاهد"، فهم يقولون: لا نصلي جماعة إلا خلف إمام معصوم ولا معصوم الآن، وهم أول من بنى المشاهد على القبور كما قال الشيخ هنا، ورموا أفضل أتباع الرسول على الإطلاق - وهما أبو بكر وعمر - بالنفاق، وإنهما ماتا على ذلك، كعبد الله بن أبي بن سلول وأشباهه والعياذ بالله، فانظر بماذا تحكم على هؤلاء بعد معرفة معتقدهم ومنهجهم؟[.
السؤال :
هل يجوز بناء مسجد بجانب بيتقريب من المسجد العام ؟سؤال مهم جدا أجاب عنه فضيلة الإمام العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – كما في لقاء الباب المفتوح شريط: [ 153 ]السؤال :
الملاحظ عندنا في منطقة الباحة وبعض القرى ، الذي يبني له بيتا في بعضالأحيان يجعل له مسجدا صغيرا بجانب البيت ، فتقتصر الصلاة عليه وعلى أهله وجيرانه ،والمساجد الكبيرة والعتيقة تبقى مهجورة إلا من قلة من الناس! ، فما هو توجيهفضيلتكم ؟
الجواب:
[ لا يجوزللإنسان أن يبني مسجدا في بيت قريب من المسجدالعام ،لأن في هذا إضرارا بالمسجد العام، سواء أرادهالإنسان أم لم يرده ، يعني كثيرا من الناس لا يريد الإضرار بالمسجد العام ، ولكنيريد الراحة له ولأهله ،ولكن هذا حرام، ولهذا قال أهلالعلم – رحمهم الله تعالى - : " يحرم بناء مسجد بقربه ، وإذا بناهوجب هدمه " ، ولذلك فنحن نحذر أولا : إخواننا من بناء هذه المساجد ،لما فيها من تفريق المسلمين، وإذا كان كل واحد يبني حول مزرعتهأو حول بيته مسجدا تفرق المسلمون بلا شك ، فالواجب عليهم أن يتقوا الله عز وجل فيأنفسهم ، وأن يتقوا الله في إخوانهم وألا يفرقوا المؤمنين ، هذا بالنسبة لمن أرادأن يبني ، أما بالنسبة للجهات المسؤولة ، فيجب أن تخبر الجهات المسؤولة بما حدث حتىتتولى بنفسها ما يجب فعله شرعا].
انتهى كلامه – قدس الله روحه ورفع درجته فيالمهديين- .
عبارة (أنا على باب الله )-
يسأل عن عبارة : " أنا على باب الله ".
الجواب:
[هذه العبارة يطلقها بعض الناس ، يريد أن يبين : أنه ليس عنده شيء من هذا الذي سئل عنه ، مثل أن يقال له : هل عندك مال ؟ فيقول : أنا على باب الله ، أو هل تعرف كذا ؟ أو هل أنت طالب علم ؟ فيقول : أنا على باب الله.
هل أنت متزوج ؟ فيقول : أنا على باب الله ، يعني ليس عندي شي ، ولكني أسأل الله تعالى أن ييسر لي هذا.
هذا هو معنى العبارة عند الناس ، وليس فيها شي].
. " نور على الدرب ".
السؤال:
هناك بعض الشباب الذين عرفوا طريق الهداية إلى الله عز وجل وهم راغبون في طلب العلم، ويريدون صراحة الحضور عند المشايخ حتى يقرؤوا عليهم كتباً في العقيدة وكذلك في الحديث لتُشرح لهم، لكنهم لا يستطيعون لظروف أعمالهم وهم في منطقة نائية لكنهم يكتفون بالأشرطة، فهل تكفيهم عن الحضور عند العلماء؟ وهل يكون طالب علم كغيره، أم لا؟ حفظكم الله.
الجواب:
[ أما كونهم تكفيهم فلا شك أنها تكفيهم عن الحضور إلى أهل العلم إذا كان لا يمكنهم الحضور، وإلا فإن الحضور إلى العلماء أفضل وأحسن وأقرب للفهم والمناقشة، لكن إذا لم يمكنهم فهذا يكون بدلا عنه للضرورة. ثم هل يمكن أن يكونوا طلبة علم وهم يقتصرون على هذا؟ نقول: نعم. يمكن إذا اجتهد الإنسان اجتهاداً كثيراً كما يمكن أن يكون عالماً إذا أخذ العلم من الكتب، لكن الفرق بين أخذ العلم من الكتب والأشرطة ، وبين التلقي من العلماء مباشرة: أن التلقي من العلماء مباشرة أقرب إلى حصول العلم؛ لأنه طريق سهل تمكن فيه المناقشة، بخلاف المستمع أو القارئ فإنه يحتاج إلى عناء كبير في جمع أطراف العلم والحصول عليه .
السائل: وهل يؤثِّر الاكتفاء بالأشرطة في معتقدهم؟
الشيخ: يؤثر في معتقدهم إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة بدعية ويتبعونها، أما إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة من علماء موثوق بهم فلا يؤثر على معتقداتهم بل يزيدهم إيماناً واحتساباً واتباعاً للمعتقد الصحيح].
لقاء الباب المفتوح (54).
السؤال:
نختم هذه الحلقة بسؤال المستمعة من ليبيا تقول إذا سئل عن أمر في أمور الشرع فهل أجيبه بما أعرف مما قرأته من الكتب الشرعية أو ما سمعته من الأشرطة الدينية أو ما سمعته من هذا البرنامج أو أقول له لا أعلم أرجو الإفادة؟
الجواب :
[الواجب إذا سألك أحدهم عن مسألة وأنت تعلمين حكمها من الكتب الموثوق من مؤلفيها أو الأشرطة الموثوق بقارئها، أو من هذا البرنامج نور على الدرب أن تخبريه بالحكم الشرعي، لأنك لما علمت هذا الحكم عن الطريق التي أشرنا إليها ،كان واجباً عليك أن تخبريه بالحكم الشرعي إذا سألك، وإلا كنت داخلة في الذين يكتمون العلم ؛ولكن يحسن أن تقولي قال فلان في نور على الدرب : كذا ،قال فلان في الشريط الفلاني :كذا، قال فلان في الكتاب الفلاني : كذا حتى تخرجي من العهدة].
نور على الدرب .
السائل:
يا فضيلة الشيخ! خادمة مسلمة بقي من انتهاء مدتها شهر، فأراد كفيلها إرسالها فأعطاها راتب الشهر الذي لم تشتغله، فأخذت زوجة الكفيل منها مائة ريال؛ لأنها في نظر الزوجة لا تستحقها بسبب عنادها ومكابرتها وعدم طاعة أوامر الزوجة في بعض الأحيان فخافت الزوجة من الإثم بعد ذهاب الخادمة! أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
[ يعني: الخادمة سافرت؟
السائل: إي نعم.
أقول: إن عمل الزوجة وأخذها من الدراهم التي أعطى زوجها للخادمة خطأ عظيم، فعليها أن تتوب إلى الله عز وجل، وإذا كانت تعرف عنوان الخادمة فلترسل إليها ما أخذته، يجب وجوباً، وإذا كانت لا تعرف فلتتصدق به، تنويه عن الخادمة إذا كانت مسلمة، وإن كانت كافرة تتصدق به تخلصاً منه ، وتسلم منه].اهـ
" لقاء الباب المفتوح " شريط (136) الوجه الأول.
الحقيقة أني أُشْهِدُ الله أن هذا نشر للكفر الصريح
[الممثلة ضالون لم يقدروا الله حق قدره ، وهل هم كافرون ؟
نعم كافرون ، لأن الله عز وجل يقول : { ليس كمثله شيء } ( الشورى 11 ) .فإذا قال : ( بل مثله شيء ) ، فقد كذب الخبر وتكذيب خبر الله كفر ، ولهذا قال نُعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله شيخ البخاري : ( من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها ) ، فإذن هؤلاء ضالون وكفارٌ أيضاً .
ومن هذا ما كتب به إلي بعض الناس ، وسمعته من بعض الأشرطة أنه يوجد في الأفلام الكرتونية التي تُنشر في التلفزيون ، يوجد أنهم يشبهون الله عز وجل بشيخٍ رهيب ، مزعج المنظر، ذو لحية طويلة ، عملاق فوق السحاب يسخِّر الرياح ويعمل ،
الحقيقة أني أُشْهِدُ الله أن هذا نشر للكفر الصريح ،
لأن الصبي إذا شاهد مثل هذا وفي أول تمييزه ، سوف ينطبع في نفسه إلى أن يموت ، أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، اللهم إلا أن يقيض الله له من ينتشله من هذه الورطة فنعم .
ولهذا أقول : إن الذين يعرضون هذه الأشياء لصبيان المسلمين سوف يحاسبون عند الله حساباً عسيراً يوم القيامة ، لأنهم يريدون شاءوا أم أبوا أن يضل الناس بهذا ضلالاً مبيناً ، وعلينا جميعاً إذا كانت الأفلام على هذا الوجه ، أن نحذر منها أهل البيوت حتى لا يقعوا في هذا الشر المستطير الذي هو أعظم من شر الأغاني وغيرها ، لأن كون الإنسان يمثل الله عز وجل بهذه الصورة البشعة ، لا شك أنه من أعظم المنكر والعياذ بالله .
أنا سمعت اليوم في أخبار لندن اليوم السبت الموافق للحادي والعشرين من شهر ذي القعدة عام تسع وأربع مائة وألف سمعت أنه حصلت مظاهرات عظيمة في بنغلادش ، على نعال ، نعال مكتوب عليها اسم الجلالة ، لفظ الجلالة صريحاً ، فحصلت مظاهرات عظيمة حتى أدى إلى أن تعتذر الشركة الموردة لهذا إلى الحكومة والشعب ، وتلتزم بإحراقها وإبدالها ،
فأقول : انظروا إلى أعداء الله كيف يريدون أن يهينوا رب العزة والجلال ، بهذه الأشياء التي تَسْري على الناس سريان النار في الفحم ، من غير أن يُشعَر بها وسريان السم في الجسد من غير أن يُشعَر به .
والواجب علينا نحن المسلمين ولا سيما في بلادنا هذه أن نكون حذرين يقظين ، لأن بلادنا هذه مغزوة في العقيدة وفي الأخلاق وفي الأعمال من كل وجه ،
لا تظنوا أن الغزو أن يُقبل العدو بجحافله ودباباته وصواريخه ليهدم الديار ويقتل الناس ، الغزو هو هذا ، هذا هو الغزو المشكل الذي يدخل الناس من حيث لا يشعرون ، والإنسان بشرٌ مدنيٌ متكيف ينفر من الشيء أول ما يسمعه ولكن بعد مدة يرتاح إليه ويتأقلم عليه ويكون كأنه أمرٌ عادي ، حتى الأمراض التي في الجسم أول ما يدخل الفيروس المرض ينفر منه الجسم ويتأثر ويسخن لكن ربما يأخذ عليه ، على كل حال ، هذه النقطة أنا أود منكم بارك الله فيكم وأنتم طلبة علم عليكم مسؤولية أن تحذروا الناس من هذه الأفلام ، ما دامت تعرض مثل هذه الأمور التي لا يشك مؤمن بالله عز وجل أن عرضها قيادةٌ للأطفال إلى الكفر بالله عز وجل وإهانة الله سبحانه وتعالى .
نحن أهل الجزيرة علينا مسؤولية عظيمة ليست على بقية الناس ،
من هنا ظهر الإسلام وإليه يعود.
في هذه الجزيرة قال رسول البرية عليه الصلاة والسلام في مرض موته : ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) ، وقال : ( لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً ) ، وقال : ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) ،
وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام أمرنا بإخراج أجسادهم فإنه يأمرنا أمراً أولوياًّ بإخراج أفكارهم التي يبثونها بين الناس ليضلوا عباد الله عز وجل ، ما ظنكم لو أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمامنا الآن يقول في مرض موته على فراش الموت :
( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) ،
لماذا ؟ لأنهم أجسام بشر مثلنا ؟
لا ، لأنهم يبثون شركهم وشرورهم بيننا ،
فهذه الجزيرة لها شأنٌ عظيم وميزانٌ كبير في نظر الشرع باعتبار حماية الدين الإسلامي ، فأنا أجعلها أمانةً في أعناقكم أن تحرصوا غاية الحرص على التحذير من هذه الأفلام ، وأنا ما كنت أظن أنها تبلغ إلى هذا المبلغ ،
ولهذا أُسْأَلُ عنها فأتهاون فيها في الواقع ، أُسْأَلُ عنها هل تجوز للصبيان مشاهدتها فأتهاون فيها ، لكن سمعت شريط بالأمس شريط بعنوان : ( منكرات البيوت ) أحد الخطباء جزاه الله خيرا خطب حول هذا الموضوع أربع خطب وذكر منها ما قلت لكم ؛
وجاءني أيضاً رسالة من شخص فيها هذا الشيء يقول :
أنه يُبث من التلفزيون هذه المناظر للأطفال ،
هذه الجملة جملةٌ معترضةٌ لكنها جملة هامةٌ جداً ،
لكنها معترضة بالنسبة للدرس سببها الاستطراد على مسألة المماثلة وأن من مَثَّلَ الله بخلقه فهو كافر].
انتهى من " شرح السفارينية ".
[ السؤال: ]
فضيلة الشيخ: رجل في صلاة الظهر سقط منه منديل وهو قائم فانحنى ثم أخذ المنديل، فهل تبطل صلاته بهذه الحركة؟
الجواب:
[ نعم تبطل صلاته بهذه الحركة؛ لأنه إذا ركع انحنى حتى وصل إلى حد الركوع فقد زاد ركوعاً، لكن إن كان جاهلاً فلا شيء عليه؛ لعموم قوله تعالى: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] ولذلك لو سقط منك منديل أو مفتاح وأنت قائم تصلي، فدعه حتى تصل إليه عند السجود، أو خذه برجلك إن كنت تستطيع أن تقف على رجل واحدة، خذه برجلك واقبضه بيدك، أما أن ينحني الإنسان ويأخذه من الأرض انحناءً يكون إلى الركوع أقرب منه إلى القيام فهذا لا يجوز].
(اللقاء الشهري).
السؤال :
ماذا تفعل المرأة إذا حاضت قبل الإحرام أو بعده أثناء المناسك؟
[ إذا حاضت المرأة قبل الإحرام ، فإنها تحرم إذا وصلت الميقات ولو كانت حائضا ، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر أسماء بنت عميس حين نفست في الميقات ، أمرها أن تغتسل وتستثفر بثوب وتحرم ، وهذا دليل على أن النفاس لا يمنع الإحرام وكذلك الحيض، وأما إذا حاضت بعد الإحرام ففيه تفصيل ، فإذا كانت في العمرة ، فإن حاضت قبل الطواف انتظرت حتى تطهر ، ثم تطوف بعد ذلك وتسعى ، وإن حاضت بعد الطواف ، سعت ولو كانت حائضا ، وقصرت وتتم عمرتها .
وإن كان ذلك في الحج ، حاضت بعد أن أحرمت في الحج ، فإن كان هذا بعد طواف الإضافة ، أتمت حجها ولا شيء عليها ،يعني مثل أن يأتيها الحيض في يوم النحر بعد أن تطوف طواف الإفاضة ، فإنها تتم حجها : تبيت في منى ، وترمي الجمرات ولو كانت حائضا ، وإذا أرادت أن تخرج والحيض لا زال باقيا فإنها تخرج بلا وداع،
وأما إن أتاها الحيض قبل طواف الإفاضة ، أتاها في عرفة مثلا ، فإنها تبقى على إحرامها ، وتقف بعرفة ومزدلفة وترمي الجمرات ، ولكنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر ، ودليل امتناع طواف الحائض أن صفية – رضي الله عنها – حاضت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أحابستنا هي؟" قالوا : إنها قد أفاضت . وهذا دليل على أن الحائض لا توف ، لأنها لو كانت تطوف لم تكن لتحبس النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك حديث عائشة حين حاضت بسرِف ، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي ، فقال : " ما يبكيك ؟ ، لعلك نفست؟" قالت : نعم. قال :" هذا شيء كتبه الله على بنات آدم " ثم أمرها أن تحرم بالحج ، وأن تفعل ما يفعله الحاج ، غير ألا تطوف بالبيت ولا بالصفا والمروة ، وإنما تركت الطواف بالصفا والمروة لأنه يكون بعد الطواف بالبيت ، وإلا فإن الطواف بالصفا والمروة لا يمتنع على حائض].
" نور على الدرب"شريط "204".
فائدة قيمة :
[قال السعدي – رحمه الله تعالى – في القواعد والأصول الجامعة :
[ القاعدة السادسة والخمسون ]
يقوم الوارث مقام مورثه في كل شيء .
لأنه لما مات الميت وانتقل ماله إلى ورثته ، وهو ما خلفه من أعيان أو ديون ، أو حقوق .
فناب الوارث مناب مورثه في مخلفاته ، فيطالِب بالديون المتعلقة بالموروث ، ويقضي الوارث ديونَه ، وينفذ وصاياه إن لم يكن له وصي ، وله أن يتصرف في التركة ، ولو كان الموروث مدينا بشرط ضمان الوارث الدينَ المتعلق بالتركة ، ولكن لا يُطالَب الوارث بأكثر مما وصل إليه من التركة ، لأنه لم يكن شريكا للميت ، وإنما بمنزلة النائب عنه في موجوداته ].
قال الشارح – العلامة ابن عثيمين - :
[ يعني لو كان الدين الذي على الميت ألفا ، وتركته خمسمائة ، فإنه لا يطالب الوارث بأكثر من الخمسمائة ، لأنه لم يصل إليه من مال الميت إلا هذا ، ولا يُلزم أيضا بقضاء دين والده ، يعني لو كان الميت الذي عليه الدين والده ، وكان دينه أكثر من تركته ، فإنه لا يلزم الولد أن يقضي الدين عن أبيه ، ومن باب أولى بقية الورثة ، ولكن إن تبرع وقضى عن والده فهذا من بره ، وإنما أقول ذلك من أجل ألا تضيق صدور بعض الناس الذين يموت لهم أموات عليهم ديون ، ولا تفي التركة بها ، فتضيق صدورهم ، ويمشون يسألون الناس ، وهذا لا يحل لهم ، يعني لا يحل لهم أن يسألوا الناس لقضاء دين الميت ، لأنهم ليسوا في ضرورة لذلك ، وسؤال الناس لا يجوز إلا عند الضرورة ، فإذا قال قائل : هم يحبون أن يبرئوا ذمة والدهم ، قلنا : هذا الدين متعلق بغيرهم ، وهذا الميت الذي استدان إذا كان أخذ أموال الناس يريد أداءها ، فإن الله يؤدي عنه ، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يتحمل عزوجل الدين عن المدين الذي أخذه وهو يريد الأداء ؛ فإما أن يؤدي الله عنه في الحياة ، وإما أن يؤدي عنه بعد الممات ، وأما كون الإنسان يسعى بين الناس : أعطوني أوفي دين أبي ...دين أخي ، هذا لا يجوز ، لأنه سؤال لغير ضرورة ].
سئل الشيخ ابن عثيمين كما في لقاء البابالمفتوح شريط (160):هل يجوز الإخبار والإعلان عن الكسوف .؟فأجاب - رحمهالله تعالى -: [ الإعلان عن ذلك أرى أنه لا ينبغي ، لأنه إذا أُعلِن عنها خفتقيمتها، خف وزنها عند الناس، وصارت كأنها أمر معتاد، فلو أنه تُرك حتى يتبين للناس،ثم إن الإعلان عنها مشكلة! ، أوجد مشكلة أخرى ، يعلنون عن الكسوف ، ويكون كسوفاجزئيا صغيرا لا يتبين ، فبعض الناس يتعجل ويصلي، كما حدث قبل سنة أو سنتين ، أعلنعن الكسوف ، لكنه ما بان! وإذا أعلن عنه ولكنه لم يبن فإنه لا تجوز الصلاة، لأنالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا رأيتموه فصلوا"؛ والكسوفعند أهل الفلك أحيانا يراد بالكسوف الظل، بمعنى أن النور يخف،لكنه لميتبين].
انتهى.
--------------------------------------------------------
نسأل الله تعالى أن ينفع بها ويرحم الشيخ العلامة ابن عثيمين وأن يرفع درجته
م ن ق و ل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
المنتقى الثمين من فوائد وفتاوى العلامة ابن عثيمين - رحمه الله.
فتوى مهمة للشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – وتهم النساء خاصة .من لقاء الباب المفتوح شريط [161]
السؤال :
هل ما تفعله بعض النسوة من جمع شعورهن على شكل كرة في مؤخرة الرأس ، هل يدخل في الوعيد : " نساء كاسيات عاريات ... رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ...." ؟
الجواب :
[ أما جمع المرأة رأسها للشغل ، ثم بعد ذلك ترده ، فهذا لا يضر ، لأنها لا تفعل هذا زينة أو تجملا ، لكن للحاجة ، وأما رفعه وجمعه على سبيل التزين ، فإن كان إلى فوق فهو داخل في النهي ، لقوله صلى الله عليه وسلم :[ رؤوسهن كأسنمة البخت ...] ، والسنام يكون فوق ، وإن كانت على الرقبة فليس داخلا ، لكنه يُحْذر منه إذا كانت المرأة تريد أن تخرج إلى السوق ، فإنها إذا خرجت إلى السوق وجمعته على رأسها ، برز من وراء العباءة ، فَلَفَتَ النظر ، فتُنهى إذا أرادت الخروج إلى السوق].
السؤال :
هل صحيح قول من يقول : إن وضع المصحف على الأرض من إهانته ، ويستدل بقوله تعالى : [ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ] ، وبقوله تعالى : [ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ]؟.
الجواب :
[ ليس بصحيح ، وضعه على الأرض الطاهرة ما فيه شيء ، إلا إذا كان قريبا من القدمين ، فهذا ربما من يراه يرى فيه إهانة ].
لقاء الباب المفتوح شريط " 105 " وجه ب.
السؤال :
هل نأخذ من قوله تعالى : { وكلا وعد الله الحسنى } ، والآية التي ذكرتها : { ففهمناها سليمان } الإنصاف مع الرجل إذا نُصح أو رُد عليه أن نذكر حسناته قبل أن نذكر سيئاته ؟
الجواب :
[ هذا فيه تفصيل: أما إذا كنا نريد أن نرد قولا خطأ فلا حاجة أن نذكر محاسن الرجل ، لأنك لو رددت عليه ثم أثنيت عليه ضعف مقام الرد .
وأما إذا كنا نريد أن نقوِّم الرجل ، فهذا لابد أن نذكر محاسنه ومساوئه ، ولهذا نجد مثلا كتب الرجال يذكرون المساوئ والمحاسن ، لأنهم يريدون أن يقوموا الرجل ، وتجدون في كتب الردود لا يذكرون محاسن الرجل ، بل يذكرون السيئة ، لأنهم يريدون أن يردوا عليه فيها ، فالمسألة تحتاج إلى تفصيل : من أراد بيان الخطأ فليس من المناسب إطلاقا أن يذكر للرجل محاسنه ، لأن هذا يضعف مقام الرد ، وأما إذا كان يريد أن يقوِّم الرجل ، مثل أن يُسأل: ماذا تقول في فلان ؟ أقول فلان فيه كذا وكذا له محاسن وله مساوئ].
انتهى من شرح الشيخ لرسالته " عقيدة أهل السنة والجماعة " .
السؤال :
السنة للإمام هل هو التبكير أم الإتيان عند الإقامة ؟
الجواب :
[السنة في حق الإمام أن يبقى في بيته يتعبد بالنافلة القبلية كصلاة الفجر والظهر أو يفعل ما يشاء ، ثم إذا جاء وقت الإقامة حضر ، هكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل ، لكن لو جاء من قبل فلا بأس ، يعني ما يقال هذا بدعة ، قد يرى -مثلا - الإمام من المصلحة أنه يأتي متقدما من أجل أن يشجع الناس على التقدم ، فهذا قد يكون خيرا ، أما إذا لم يكن هناك مصلحة راجحة فالأفضل أن يبقى في بيته حتى يأتي وقت الإقامة ، ولا سيما في يوم الجمعة ، وبعض الإخوة في يوم الجمعة يأتي مبكرا – وهو إمام خطيب – يأتي مبكرا من أول الوقت ، يقول لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على التقدم يوم الجمعة ، فيُقال : الرسول حث على التقدم يوم الجمعة ، لكن شرع لأمته ألا يأتي الإمام إلا إذا جاء وقت الصلاة ، كان الرسول لا يأتي للجمعة أبدا إلا حين يأتي وقت الصلاة ، فلا يُسن تقدم يوم الجمعة ، بل يبقى في بيته لحين يأتي وقت الصلاة ، ويكون مُثابا على بقائه في بيته كما يُثاب المتقدم من المأمومين ].
"اللقاء المفتوح" شريط 105 وجه ب.
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين:
[ حدثني من أثق به أن رجلاً دخل المسجد في رمضان وهم يصلون صلاة التراويح -التراويح على العهد السابق- فقام يصلي معهم لكن كانوا في الأول يعجلون عجلة شديدة، يقول: فلما نام من الليل رأى في المنام أنه دخل هذا المسجد فوجد الجماعة يحندون ويرقصون، والحند معناه (كل واحد يأخذ جسمه وينزل) ويرقصون، إشارة إلى أن هذه الصلاة لعب، لا يطمئنون فيها، ولا يتمكنون من دعاء أو ذكر، لكن الآن ولله الحمد خفت المسألة، صار كثير من الأئمة يطمئنون في القراءة، يطمئنون في الركوع، في القيام بعد الركوع، في السجود، في الجلوس بين السجدتين، فيحصل خير كثير].
( اللقاء الشهري ).
السؤال :
ما حكم الصلاة خلف المبتدع ؟
الجواب:
[ الصلاة خلف المبتدع ، إن كان هذا مما يغري الناس به ، فيثقل ميزانه عند الناس ، وتقوى بدعته فلا يجوز أن يصلي معه ،
مهما كانت البدعة ، وإن كان ذلك لا يؤثر ، فإن كانت بدعته مكفرة فإنه لا يُصلى خلفه ، وإن كانت بدعته مفسقة فإنه يُصلى خلفه كسائر العصاة ، ولكن إن كان هذا يؤدي إلى اغتراره بنفسه ، واستمساكه ببدعته ، فإنه لا يجوز أن يُصلى خلفه احتقارا له ، ولئلا يضل الناس ببدعته].
انتهى من نور على الدرب 285 ب
السؤال :
امرأة أسقطت حملها في الشهر الرابع ، وكان توأمين سقطا ميتين ، فقامت امرأة في الحال بأخذ المولودين ودفنهما في حوش المنزل ، ولم يصل عليهما ، فما الحكم في ذلك الفعل من المرأة التي دفنتهما من غير صلاة ومن غير تغسيل ؟ وماذا عليها الآن ؟ وقد مضى على دفنهما ما يقارب عشر سنوات ، بل وأصبح موضع قبرهما طريقا للمشاة . أفتونا جزاكم الله خيرا.
الجواب:
[ أولا إذا كان الحمل لم يتم له أربعة شهور ، فإنه لا حكم له من حيث الصلاة والتغسيل والتكفين والدفن يدفن في أي مكان ؛ فإذا كان هذان التوأمان لم يتم لهما أربعة أشهر ، فما عملته هذه المرأة ليس به بأس ، وإن كان قد تم لهما أربعة أشهر ، فإن الجنين إذا تم له أربعة أشهر أمر الله تعالى ملك الأجنة أن ينفخ فيه الروح ويتحرك ، وحينئذ تكون هذه المرأة آثمة بفعلها ، لأن الواجب أن يغسلا ويكفنا ويصلى عليهما ويدفنا في مقابر المسلمين، وعلى المرأة أن تتذكر هل هذا قبل تمام أربعة أشهر أو بعده ، وتمشي على ما قلنا الآن.
ولكن هو له عشر سنوات الآن ، إذا كان قد تم لهما أربعة أشهر يقينا ما بقي الآن مما يمكن استدراكه إلا الصلاة عليهما ، فيُصلى عليهما ولو في البيت].
الشيخ العلامة ابن عثيمين .
انتهى من اللقاء الشهري شريط 24 وجه ب.
في صحيح مسلم في كتاب " الجهاد والسير " قال الشيخ العلامة ابن عثيمين في تعليقاته على حديث " ثمامة بن أُثال " الذي أسره النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : [.... ماذا عندك يا ثمامة ؟ ، فقال : " عندي يا محمد خير ".... ].
قال –رحمه الله تعالى - :
[ في هذا حسن ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : " ماذا عندك يا ثمامة ؟ " ، وفيه أيضا الجواب بهذا الذي أجاب به ثمامة ، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم قال : " عندي خير " ، وهو أحسن من قول بعض الناس في عُرْفنا " " عندي كل خير " ، لأنه لا أحد يكون عنده كل خير ، ولكن يقول : " عندي خير ".
فَلْتعُدّل هذه الكلمة من ألسن الناس ، ويقال : بدل ما تقول : " عندي كل خير " ، قل : " عندي خير " . ، والفرق بينهما ظاهر ]. اهـ
السؤال :
هل خروجالدم من البدن ينقض الوضوء ؟
[لا، كلما يخرج من البدن لا ينقض الوضوء إلا البول و الغائط , الدم والقيء والقيح ,ومايسميه النساء بالطهر الذي يسيل من فرج المرأة دائما , حتى أن بعض العلماء قال : إنسلس البول لا ينقض الوضوء أيضا , إذا تطهر الإنسان أول مرة ,فإنه لا ينتقض وضوؤه مالم يحدث بحدث آخر , وعلل ذلك بأنه لا يستفيد من الوضوء ، إذ أن الحدث دائم فلافائدة من الوضوء , نعم لو انتقض وضوؤه بريح مثلا ، وفيه سلس بول فهنا يجب عليه أنيتوضأ ، وهذا القول ليس بعيدا عن الصواب ، وكنت بالأول أرى أنه ينقض الوضوء , وأنهلا يجوز أن يتوضأ الإنسان للصلاة إلا بعد دخول وقتها , ولكن بعد أن راجعت أقوالالعلماء واختلافاتهم , وقوة تعليل من علل بأن هذا الوضوء لا فائدة منه , إذ أنالحدث دائم , تراجعت عن قولي الأول ، وهذا القول أرفق بالناس بلا شك ولاسيمابالنسبة للنساء , اللاتي يخرج منهن هذا السائل الدائم , ولا سيما في أيام الحجوالعمرة عندما تذهب المرأة إلى المسجد من بعد المغرب تصلي إلى حين صلاة العشاء ،إذا قلنا بانتقاض الوضوء ، يعني لابد تجدد الوضوء بعد دخول الوقت ، صار في هذا مشقةعظيمة لا سيما في أيام الزحام ،.. شيء فيه مشقة على المسلمين ، والدليل فيهليس بواضح ، لا ينبغي للإنسان .. وقد قال الله تعالى {{ يريد الله بكم اليسر}} ،وقال {{ ما جعل عليكم في الدين من حرج }}. ، والظاهر أيضا أن الذي يصيب نساءنااليوم هو ما يصيب النساء السابقات ، ولم يبلغنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرالنساء أن تتوضأ لوقت كل صلاة ، غاية ما هنالك المستحاضة على خلاف في هذا ، فإنمسلما – رحمه الله تعالى – أشار إلى أن قوله "توضئي لكل صلاة " لم يصح ، ولهذاحذفها عمدا من الحديث ، المهم الشيء المعتاد لا ينقض إلا البول والغائط فقط ،والريح لأنه ثبت به الحديث ... سائل : خروج الفاحش النجس؟الشيخ : لا ينقض.
من لقاء الباب المفتوح ش " 214"
السؤال :
ما حكم تأجير الحلي من الذهب والفضة للنساء في ليالي الزواج؟
الجواب :
[ لا بأس به ، لا حرج للإنسان أن يؤجر الحلي من الذهب والفضة لامرأة تلبسه ليوم أو يومين ، أو ساعة أو ساعتين، لأن المنافع هنا مباحة ، وكل نفع مباح يجوز عقد الإجارة عليه].
لقاء الباب المفتوح . شريط 150.
السؤال:
فضيلة الشيخ: هذا شخص يسأل ويقول: في أحد مكتبات المساجد كتبٌ فيها بدع ، وكتب فيها صور ويقال: إن أصحابها جاءوا بها وقفاً على هذه المكتبة! فماذا نفعل بهذه الكتب التي في المكتبة ، وهي مكتبة أحد المساجد؟
الجواب:
[ الواجب على القائمين على مكاتب المساجد إذا رأوا كتباً فيها بدع ، أو فيها صور فاتنة أن يحرقوا هذه الكتب، وألا يبقوها في أيدي الشباب ؛ لأنها تضرهم من ناحية العقيدة ، وتضرهم أيضاً من ناحية الأخلاق فيما يتعلق بالصور، حتى وإن كان صاحبها أوقفها، لكن إن كان صاحبها حياً فينبغي أن يبلغ ، ويقال: إن هذا لا يحل لك أن تجعله في المكتبة، ونرى أن تشتري بدله من الكتب المفيدة].
لقاء الباب المفتوح " شريط " 93".
السؤال : هل يجوز أن نقول : " رضي الله عنه " لأي مسلم أم هي خاصة ؟
الجواب :
[ هي عامة لكل أحد ، نسأل الله له الرضا ، قال الله عز وجل : [وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ، لكن جرى الاصطلاح العرفي بين العلماء أن الترضي يكون على الصحابة فقط ، والترحم على من بعدهم ، فيقال : عن عمر "رضي الله عنه " ويقال لعمر بن عبد العزيز : " رحمه الله " ، ولا يقال : " رضي الله عنه " ، هذا في الاصطلاح عند العلماء ، وهو اصطلاح عرفي ليس اصطلاحا شرعيا ، بمعنى أنه ليس من إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول للصحابة :"رضي الله عنهم " ، ولغيرهم : " رحمهم الله " ، بل هذا شيء جرى عليه الناس ، فلا ينبغي أن يخرج الإنسان عن المألوف ، لأنه لو قال مثلا : عمر بن عبد العزيز " رضي الله عنه " لفهم السامع أنه صحابي بناء على الوجه المضطرد].
" نور على الدرب " شريط 352
(فائدة) أقسام دية الجنين الذي يموت بجناية :
قال فضيلة العلامة ابن عثيمين:
[ معنا ملخص في الجناية على الحمل باعتبار ضمانه وكفارة قتله وذكرنا أنه أربعة أقسام :
القسم الأول : ما لا ضمان فيه ولا كفارة ، وله ثلاث صور :
الأولى: أن يموت مع أمه ولم يخرج منها ، يعني جنى على حامل فماتت هي وجنينها فليس فيه شيء لا كفارة ولا ضمان ، هذا بالنسبة للجنين ، والأم تُضمن .
الثانية : أن يخرج مضغة غير مخلقة أو قبل ذلك فليس فيه شيء.
الثالثة : أن يموت في بطن أمه ولم يخرج منها مع بقاء حياتها ، والفرق بينه وبين الصورة الأولى أنه في الأولى ماتت أمه ، وفي الثانية لم تمت مع بقاء حياتها ، ذكره في المغني وعلله بأن حكم الولد لا يثبت إلا بعد خروجه ، قال وحكي عن الزهري بأن عليه غرة لأن الظاهر أنه قتل الجنين ، وهذا هو الأصح لأننا تأكدنا أنه حي ، لكن يقول الفقهاء إننا لا ندري ربما لا يكون حيا ، ربما لا يكون جنينا ويبقى في بطن أمه ، أما إذا خرج و تبين فالأمر واضح .
القسم الثاني : ما يضمن بغرة و لا كفارة فيه ، وله صورة واحدة و هي أن يخرج مضغة مخلقة قبل نفخ الروح فيه .
القسم الثالث:ما يضمن بغرة مع الكفارة ،و له ثلاث صور :
الأولى : أن يخرج ميتا بعد نفخ الروح فيه .
الثانية : أن يخرج حيا لوقت لا يعيش لمثله ثم يموت من الجناية .
الثالثة : أن يخرج حيا لوقت يعيش لمثله ويتحرك حركة اختلاج و نحوها كحركة المذبوح ثم يموت .هذه يضمن بغرة مع الكفارة .
القسم الرابع : ما يضمن بدية كاملة مع الكفارة ، وله صورة واحدة وهي أن يخرج حيا لوقت يعيش لمثله حياة مستقرة ثم يموت بسبب الجناية .
انتهى من " شرح بلوغ المرام " " كتاب الجنايات " .
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى - :
[الحَلِف باسم من أسماء الله فهذه واضحة ، مثل : والله ، والرحمن ، والعزيز ، والسميع ، وابصير ، كذلك بصفة من صفاته مثل : وعزة الله لأفعلن كذا وكذا ، أما الصفات الخبرية المحضة فلا يحلف بها إلا الوجه ؛ فلا يحلف بيد الله مثلا ولا بعين الله ، إلا الوجه ، لأن الوجه يطلق على الذات كما في قوله تعالى : { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } ، { كل شيء هالك إلا وجهه }.
فيجوز أن يحلف بوجه الله ، فيقول : ووجه الله ، أو بوجه الله لأفعلن كذا وكذا .
الأسماء إذن يحلف بها ، الصفات المعنوية يحلف بها ،
الصفات الخبرية المحضة كالوجه ، واليدين ، والعينين ، واليدين ، والساق ، والقدم لا يحلف بها إلا الوجه ، ووجه التفريق بينه وبين غيره أن الوجه يطلق على الذات ، فلو قال : بوجه الله ، فكأنما قال : بالله].
انتهى من تعليق الشيخ على " القواعد والأصول الجامعة " .
السؤال:
جماعة مسبوقة وبعد سلام الإمام قاموا ليقضوا ما فاتهم لكن تبين أن الإمام لم يتم الصلاة فقام للإتمام وهنا تابعت جماعة الإمام والأخرى أتموا فرادى فما حكم كلا الفريقين .؟
الجواب :
[ كلا الفريقين صحيح ، يعني إذا سلّم الإمام عن نقص ، وقام الإنسان يقضي ما فاته ، ثم ذُكِّر الإمام وأتم ، فالذين فارقوه بالخِيار ، إن شاؤوا دخلوا معه ، ثم قضوا ما فاتهم ، وإن شاؤوا استمروا لأنهم انفردوا بعذر وقد زال.
ومثل ذلك ما ذكره الفقهاء ، لو أن الإنسان مثلا هاجت عليه معدته ، يريد أن يتقيأ ، فانفرد عن الإمام ، ولما انفرد هدأت ، قالوا : فله أن يستمر منفردا ، وله أن يرجع مع الإمام].
لقاء الباب المفتوح شريط (144).
السؤال:
بعض المسبوقين قام ليكمل ما فاته وذلك بالجماعة الأولى فهل يلزمهم متابعة الإمام حينما قام ليأتي بالركعة الناقصة، أم له أن يستمر في صلاته، أو ما حكم صلاة من لم يتابع الإمام من المسبوقين؟
الجواب:
[يعني يقول: هذا الرجل الذي نسي ركعة ، سلم من ثلاث ، قام المسبوقون الذين فاتهم شيء من الصلاة ليقضوا ما فاتهم، فهل إذا تذكر الإمام وقام يلزمهم أن يرجعوا معه، أو يستمرون في قضاء صلاتهم؟ الجواب: هم مخيرون إن شاءوا رجعوا مع الإمام، وإن شاءوا استمروا في صلاتهم].
"لقاء الباب المفتوح" شريط (227).
السؤال:
إذا كان الرجل عليه قضاء بعض الصلاة، فقام ليتم الصلاة فهل يتم هو ومن بجواره؟
الجواب:
[ يعني: أنه إذا دخل اثنان في الصلاة ، وقد فاتهما بعض الصلاة فقال أحدهما للآخر: أكون إماماً لك فيما نقضي، فهل هذا جائز؟ يقول بعض العلماء : إنه جائز، ويقول بعض العلماء أنه لا يجوز؛ لأن الإنسان مأمور بأن يقضي ما فاته وحده: (ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)؛ والذي نرى أنه لا بأس به ، ولكن الأحسن ألا يُفعل، بل يقضي كل إنسان وحده؛ لأنه إذا قضى بصاحبه جماعة فربما يشوش على غيره بالتكبير وبالقراءة إن كان فيما يقضيان قراءة جهرية، وربما يكون هو وصاحبه جماعة ، ويأتي اثنان آخران فيكونان جماعة وتتعدد الجماعات في مسجد واحد؛ فلهذا ينبغي ألا يفعل، لكن لو فُعل فالصحيح أن الصلاة لا تبطل، وقال بعض العلماء أنها تبطل.]
" لقاء الباب المفتوح " شريط (35).
السؤال:
ما حكم الائتمام بالمسبوق؟
الجواب:
[يعني: الائتمام بالمسبوق في حالة قضاء ما فاته، قال العلماء: إنه لا بأس بذلك، فينتقل هذا المأموم من ائتمام إلى إمامة، لكن مع هذا لا ننصح بذلك: أولاً: لأنه لم يرد عن الصحابة أن الإنسان إذا قضى ما فاته مع الإمام صلاها جماعة.
ثانياً: أن بعض العلماء قال: إن هذا لا يصح.
فيجتنب هذا من باب الاحتياط الداخل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) وقوله: (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) فلا ينبغي فعله حتى وإن قيل بجوازه].
" لقاء الباب المفتوح " شريط (52).
هذه بعض التوجيهات المفيدة والعلاجات الناجعة للوسواس ، للشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين :
السؤال:
امرأة ابتلاها الله بالوسواس في الطهارة، والشعور بعد الوضوء بمدافعة الخبث، وفي ذات مرة شعرت بمن يأمرها بسب القرآن ، وسب الله فما كان منها إلا أن بكت، فكيف علاجها والخلاص من هذا الوسواس؟
الجواب:
[ هذا الوسواس مبتلى به كثير من الناس ، إذا لم يكن السؤال الذي يرد علينا بالتليفون مكرراً من سائلٍ واحد ، فما أكثر هذا في الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله، ودواء الوسواس كثرة التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولاسيما من قراءة المعوذتين، فإنه ما استعاذ مستعيذ بمثلهما قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ [الفلق:1-2] وأول ما يدخل في ذلك شر الشيطان؛ لأنه من مخلوقات الله، وفي سورة الناس: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس:1-4]. فدواء ذلك بكثرة التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والعزيمة الصادقة، بحيث لا يلتفت الإنسان لما يرد على قلبه من الوساوس. مثلاً توضأ مرة واحدة أو مرتين أو ثلاثاً ، خلاص يخرج من الحمام ، كبّر للإحرام ، خلاص ، حتى لو شعر الإنسان في نفسه أنه لم يتوضأ مثلاً، أو أنه أخل بشيء من أعضائه، أو أنه لم ينو فلا يلتفت لهذا الشيء. وكذلك لو أنه في صلاته شعر أو وقع في نفسه أنه لم يكبر للإحرام لا يلتفت لذلك، يمضي في صلاته يكملها، وكذلك -أيضاً- لو خطر في قلبه ما ذكرتَ من سب الله عز وجل أو سب المصحف أو غير ذلك من الكفر فلا يلتفت لهذا ولا يضره، حتى لو فرض أنه جرى على لسانه مثل هذا الشيء وهو بغير اختيار فإنه لا شيء عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا طلاق في إغلاق) فإذا كان طلاق الموسوس لا يقع؛ فهذا أولى بالعفو، لكن يُعرض عن هذا، ولا يهمه أن يقول له الشيطان : قل كذا ، قل كذا ، لا يهمه ، يستمر ولا يقول.
فوصيتي لهذه ولغيرها -ممن ابتلي بذلك-: الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ومن قراءة السورتين العظيمتين: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] ، ومن العزيمة الصادقة ، يُعرض عن هذا كله ولا يلتفت ، حتى لو قال له الشيطان : الصلاة ما تمت! ، أو الوضوء ما تم لا يهمه! ، ولو أوقع الشيطان في قلبه التشكيك في الله، أو ما أشبه ذلك؛ لا يهمه؛ لأنه ما تألم من هذا الشك إلا لإيمانه ، فغير المؤمن لا يهمه شك أو لم يشك؛ لكن الذي يتألم من هذه الشكوك والوساوس يعني أنه مؤمن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: (ذلك صريح الإيمان) يعني: أن ما يلقي الشيطان في قلوبكم من مثل هذه الأمور صريح الإيمان -أي: خالصه- جعله من خالص الإيمان مع أن الشك يرد على القلب؛ لأن هذا الذي ورد على قلبه الشك لا يطمئن لهذا الشك ولا يلتفت إليه ويتألم منه ولا يريده،
والشيطان لا يأتي إلا القلوب العامرة حتى يدمرها، فالقلوب الدامرة لا يأتيها؛ لأنها دامرة، قيل لابن عباس أو ابن مسعود: إن اليهود يقولون نحن لا نوسوس في صلاتنا. قال: [نعم. وما يصنع الشيطان بقلب خراب؟!]. فوصيتي لها -وأرجو أن تبلغها أو تشتري لها الشريط لتسمعه- أن تعرض عن هذا كله، وألا يقع في قلبها شك ، وهي سوف تتألم أول ما تعمل هذا العمل، سوف ترى أنها صلت بغير طهارة، أو صلت بغير تكبيرة الإحرام، أو ما أشبه ذلك؛ فقل لها : لا يهمها ، تصبر ويزول عنها بإذن الله. والحمد لله هناك أناس شكَوا هذه الشكوى، وبُلِّغوا بما ينبغي أن يقاوموها به؛ فعافاهم الله منها، نسأل الله لها العافية].
(لقاء الباب المفتوح) شريط " 46 ".
السؤال:
فضيلة الشيخ: شاب كان يعمل المعاصي كثيراً ،والتزم وذهب إلى الدعوة، فأخذت الشياطين توسوس له أن الله ليس حقاً، وأن الرسول ليس حقاً، وأن الصحابة قصص خرافية.. ودائما يدور في فكره هذا الشيء ، هل يعاقب على هذا الفكر؟
الجواب:
[هذه وساوس -بارك الله فيك- يلقيها الشيطان في قلوب أهل الإيمان، وقد جرى هذا للصحابة رضي الله عنهم، وجاءوا يشْكون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: (إن أحدنا يجد في نفسه ما يحب أن يخر من السماء ولا يتكلم به ، أو ما يحب أن يكون حممة -أي: فحمة محترقة- ولا يتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذلك صريح الإيمان) أي: هذا هو الإيمان الخالص، يعني هذا علامة على الإيمان الخالص، لماذا؟ لأن الشيطان إذا رأى من الإنسان إقبالاً على الحق صرفه عنه بكل ما يستطيع، وإذا كان معرضاً فقد كفي المؤونة فلا يأتي إليه، ولا تدخل عليه الوساوس؛ لأن قلبه مظلم.
والتخلص من ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا وجد أحدكم ذلك فليستعذ بالله ولينته) (يستعيذ بالله) أي: يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، (ولينته) أي: يعرض عن هذا ولا يفكر فيه إطلاقاً، ولا يضره].
(لقاء الباب المفتوح) الشريط " 17".
السؤال:
بارك الله فيكم السائل الذي رمز لاسمه ب. ع. ف. م. يقول هل يؤاخذ الله عز وجل المصابين بالوسواس القهري أفيدونا بذلك؟
الجواب:
[لا يؤاخذ الله من ابتلي بالوسواس القهري لقول الله تعالى (رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ) ولقوله تعالى (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) لكن على من ابتلي بالوسواس أن يكثر الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، وأن يتلهى عن ذلك ويعرض عنه ، فإنه متى فعل هذا زال عنه بإذن الله].
نور على الدرب شريط " 297 ".
السؤال
جزاكم الله خيرا السائل الذي رمز لاسمه أ أ الرياض يقول كثر في الآونة الأخيرة ممن يشكون من مرض الوسواس فما هو العلاج الناجع في نظركم من الكتاب والسنة؟
الجواب:
[العلاج الناجع للوساوس ، سواء كانت في العقيدة أو في الأعمال هو : أن يستعيذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم ، وأن ينتهي عن ذلك انتهاءً كاملا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عمّا يجده الإنسان في نفسه فيما يتعلق بالله تبارك وتعالي ، فأمر بأمرين : الأول الانتهاء والإعراض وعدم المبالاة ، وأن يغفل عن ذلك غفلة تامة .
والثاني : أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ فإذا فعل ذلك فإنه يرتفع عنه هذا الوسواس بمشيئة الله تعالى .
ثم إنه يجب أن نعلم أن ما شُك فيه فالأصل عدمه ، فإذا شك الإنسان هل أحدث بعد الوضوء فالأصل أن الوضوء باقٍ ، وإذا شك هل طلق زوجته فالأصل أن النكاح باقٍ ، وهلم جرّا].
نور على الدرب شريط " 320 ".
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين :
[ من المشهور عندهم قولهم : طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم ، وهذا القول على ما فيه من التناقض قد يوصل إلى الكفر ، فهو :
أولاً : فيه تناقض ، لأنهم قالوا طريقة السلف أسلم ، ولا يعقل أن تكون الطريقة أسلم وغيرها أعلم وأحكم ، لأن الأسلم يستلزم أن يكون أعلم وأحكم فلا سلامة إلا بعلم بأسباب السلامة وحكمة في سلوك هذه الأسباب .
ثانياً : أين العلم والحكمة من التحريف والتعطيل ؟
ثالثاً : يلزم منه أن يكون هؤلاء الخالفون أعلم بالله من رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأصحاب ، لأن طريقة السلف هي طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه .
رابعاً : أنها قد تصل الكفر ، لأنها تستلزم تجهيل النبي - صلى الله عليه وسلم - وتسفيهه ، فتجهيله ضد العلم ، وتسفيهه ضد الحكمة ، وهذا خطر عظيم .
فهذه العبارة باطلة حتى وإن أرادوا بها معني صحيحاً ، لأن هؤلاء بحثوا وتعمقوا وخاضوا في أشياء كان السلف لم يتكلموا فيها ، فإن خوضهم في هذه الأشياء هو الذين ضرهم وأوصلهم إلى الحيرة والشك ، وصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال : " هلك المتنطعون " ، فلو أنهم بقوا على ما كان عليه السلف الصالح ولم يتنطعوا ، لما وصلوا إلى هذا الشك والحيرة والتحريف ، حتى إن بعض أئمة أهل الكلام كان يتمني أن يموت على عقيدة أمه العجوز التي لا تعرف هذا الضلال ، ويقول بعضهم : ها أنا أموت على عقيدة عجائز نيسابور .
وهذا من شدة ما وجدوا من الشك والقلق والحيرة ، ولا تظن أن العقيدة الفاسدة يمكن أن يعيش الإنسان عليها أبداً ، لا يمكن أن يعيش الإنسان إلا على عقيدة سليمة ، وإلا ابتلي بالشك والقلق والحيرة ، وقد قال بعضهم : أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام ، وما بالك والعياذ بالله بالشك عند الموت يختم للإنسان بضد الإيمان .
لكن لو أخذنا العقيدة من كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهولة وبما جري عليه السلف ، ونقول كما قال الرازي وهو من علمائهم ورؤسائهم : رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن : أقرأ في الإثبات : { الرحمن على العرش استوس } [ طه : 5] ، يعني : فأثبت ، وأقرأ في النفي : { ليس كمثله شيء } [ الشوري : 11] { ولا يحيطون به علماً } [ طه : 110] ، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ، لأنه أقر هذا الكلام ، فقال : لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية ، فما رأيتها تروي غليلاً ولا تشفي عليلاً ، ووجدت أقرب الطرق طريق القرآن .
والحاصل أن هؤلاء المنكرين لما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله عز وجل اعتماداً على هذا الظن الفاسد أنها تقتضي التمثيل قد ضلوا ضلالاً مبيناً ، فالصحابة رضي الله عنهم هل ناقشوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا ؟ والذي نكاد نشهد به إن لم نشهد به أنه حين يمر عليهم مثل هذا الحديث يقبلونه على حقيقته ، لكن يعلمون أن الله لا مثل له ، فيجمعون بين الإثبات وبين النفي].
" القول المفيد ..."
السؤال: من مات وعليه ديون مؤجلة ، فهل هذه الديون المؤجلة تخصم من التركة قبل توزيع الإرث؟
الجواب :
إذا كان الدين مؤجلا فإنه إذا مات الميت حل الدين ، ويُلغى الأجل ، إلا إذا وثق الورثة برهن يُحرِز يعني يكفي أو ضامن مليئ ، فمثلا إذا مات وعليه دين للبنك العقاري في بيته الذي هو ساكنه ، فنقول إن كان هناك أقساط حلت عليه قبل أن يموت ولم يسددها فالواجب أن يسددها الورثة فورا ، أو يبيعوا البيت فيسددوها ، وإن كان قد أدى الأقساط التي قد حلت عليه في حياته وبقيت الأقساط التي تحل فيما بعد ، فالميت بريئ من ذلك ، وتتعلق الديون بالبيت المرهون للبنك.
السائل : لكن هل يمكن للورثة أن يسددوا الديون على حسب الأقساط السنوية للصندوق العقاري ؟
الشيخ : لا بأس بهذا لأنه فيه رهن ، لكن لو فرضنا أن إنسانا استقرض من شخص مائة ألف مثلا ، أو اشترى منه سيارة بخمسين ألفا مؤجلة , فهنا نقول للورثة إما أن تأتوا برهن ، وإلا حلت الدراهم ، أو تأتوا بضامن يضمن ، كفيلٍ غرام ، وهو غني مليئ.
السائل : إذن بالنسبة للديون التي حلت تكون في ذمته ، ولكن المتبقية كيف يمكن تسديدها؟!
الشيخ : قلت لك : المتبقية لا يمكن أن تبقى! ، مثلا لنفرض غير مسألة العقار فقد عرفت حكمها ، غير العقار إنسان اشترى سيارة من شخص مؤجلة بخمسين ألفا ، كل شهر ألفا ريال، وأدى ما حل قبل أن يموت ، لما مات قدرنا المتبقي في قيمتها ثلاثين ألفا من خمسين ، نقول للورثة : إما أن تسددوها الآن من تركته ، وإما أن تأتوا برهن للذي باع السيارة يكفيه أي يساوي ثلاثين ألفا أو أكثر ، وإما أن تأتوا بشخص يكون ضامنا ضمانَ غرامةٍ لأجل أن يُؤَمِّنَ البائعُ حقه، أما أن تبقى هكذا مؤجلة في ذمة أناس لا ندري متى يوفون فهذا لا يمكن.
انتهى كلامه رحمه الله تعالى ورفع درجته في المهديين.
لقاء الباب المفتوح للشيخ العلامة ابن عثيمين شريط [140].
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله تعالى - في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري على حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون : لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا ، فيأتون آدم فيقولون : يا آدم أما ترى الناس ؟ خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ،..... فيقول : لست هناك ولكن ائتوا نوحا .... فيأتون نوحا فيقول : لست هناك – ويذكر خطيئته التي أصاب – ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن ......) قال – رحمه الله تعالى - :
[قال : " ائتوا إبراهيم خليل الرحمن" إذا قال قائل من أين علم نوح أن إبراهيم خليل الرحمن وأيهما الأول ؟! نوح ؛ ، علم ذلك بالوحي ، قطعا أنه علمه بالوحي ، وذلك لأنه لا يعلم الغيب ، ولكن هل إن الله أوحى إلى نوح في وقت وجوده في الدنيا أنه سيبعث إبراهيم ويتخذه خليلا ؟ أو أن نوحا علم بعد ذلك ؟! ويكون الأنبياء تعرض عليهم أحوال الناس في الدنيا؟!! ، وإن أخذنا هذا بالتسليم وكنا نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، أما كيف علم أنه خليل الله فهذا ليس إلينا إذا قلنا بهذا فقد اتبعنا المبدأ السابق الذي فيه الراحة والسلامة ، نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن نوحا قال ائتوا إبراهيم خليل الرحمن، وفي هذا إشارة إلى أن أعظم وصف يحصل للإنسان أن يتخذه الله خليلا خليل الرحمن ولم يقل رسول ولا نبي ! لأن الخلة درجة عظيمة لمن ينالها ، ولا نعلم أحدا نالها من البشر إلا رجلين هما إبراهيم ، ومحمد صلى الله عليه وسلم :"إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا" وبه تعرف أن من قالوا "إبراهيم خليل الله ، ومحمد حبيب الله !" أنهم نقصوا النبي صلى الله عليه وسلم لأن المحبة أدنى من الخُلة ، والخلة ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم ، المحبة تكون حتى لعامة المؤمنين ولعامة التوابين ولعامة المتطهرين يعني ليست خاصة بالأنبياء فضلا عن أولي العزم ، والخلة لا نعلم أنها كانت إلا لهذين الرسولين الكريمين ، فالذي نجده في بعض الأدعية ، أو في بعض خطب الوعظ ،أو ما أشبه ذلك :{ إبراهيم الخليل ومحمد الحبيب } نقول هذا خطأ ، هذا نقص في حق الرسول صلى الله عليه وسلم .
فإذا قال أنا أريد محمد الحبيب لي؟! قلنا هذا أيضا خطأ ، كان أبو هريرة رضي الله عنه يقول " حدثني خليلي ، أوصاني خليلي " اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم خليلا أشد من أن تتخذه حبيبا ، هل تتخذ صديقك خليلا؟ جاء في الحديث " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" والممنوع أن يَتخذَ الرسولُ خليلا ، وأما نحن فلسنا بممنوعين أن نتخذ الرسولَ خليلا ، أو من يستحق المحبة والخلة خليلا]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى- .
السؤال: تعرفون -حفظكم الله- أن كثيراً من المسائل الخلافية التي في كتب أهل العلم رحمهم الله يكثر أحياناً فيها الخلاف وربما يصعُب التحقيق فيها .. السؤال: قد تطلب الوالدة أو الوالد بعض الأمور التي فيها خلاف بين أهل العلم من ابنهما، فماذا يصنع الابن في أمر قد لا يرجحه وهو طالب علم؟
الشيخ: مثاله؟
السائل: الأمثلة على ذلك كثيرة، كاللحوم المستوردة مثلاً، التي جرى فيها الخلاف في جواز أكلها وعدم الأكل، ومثل زيارة القبور.
الشيخ: الوالدان يقولان: هات من هذا اللحم، أو يقولان: لا تأتِ به؟
السائل: يقولان: ائت لنا منه.
الشيخ: وهو لا يريد.
السائل: نعم.
هذه سهلة، هذه ليست مشكلة، يقول: مقصودكما أكل اللحم، نأتي لكما بلحم.
السائل: لا، يريد هذا النوع.
الشيخ: لا يخالف، يأتي بثانٍ.
السائل: لا، يريد النوع الذي جرى فيه خلاف.
الشيخ: لا يخالف، النوع الذي جرى فيه الخلاف الذي يرد إلى البلاد من الخارج، إذا قال الوالدان: نحن نريده، يقول: أنتما تريدان اللحم نأتي لكما بدله.
السائل: لا يريدان بدله.
الشيخ: وهل إذا أتى باللحم العادي من الدجاج الوطني هل يمتنعان من الأكل؟
السائل: لا يمتنعان لكن يريدان هذا وذاك، تارة يريدان ذاك، وتارة الذي يحصل يحصل.
الشيخ: تأتي لهما بلحم غنم، ما فيه مشكلة.
السائل: لو جرى على هذا لا بأس، لكن أحياناً يريدان هذا، يرغبان مرة في هذا ومرة يريدان هذا.
الشيخ: الإنسان الحكيم يستطيع أن يتخلص من هذا؛ لكن عندنا مسألة زيارة القبور .. فإذا كان الولد يرى أن المرأة لا يحل لها أن تزور المقبرة وطلبت أمه أن تزور، فلا يذهب بها؛ لأن الله قال: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا [لقمان:15]، فيُقاس عليه كل معصية طلبها الأب أو الأم فلا يطاعا، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) ، لكن هناك أشياء -كما ذكرتَ- يمكن أن يختلف الولد والوالدان فيه، فهنا لا بأس أن يعطيهما ما فيه الخلاف لكنه بنفسه لا يفعله.
السائل: هو لم يفعله، لكن يريد إرضاء أمه.
الشيخ: يعطيها الأم وحدها، أما هو فلا يصنعه.
السائل: لأنه جائز في حقها؟
الشيخ: نعم؛ لأنه جائز في حقها، وهنا مشكلة غير هذه، هناك شخص يقول: إن أباه يرى حل الدخان، وهو يرى التحريم، فيقول له أبوه: اذهب يا بني، هذه عشرة ريالات اشترِ بها دخاناً، هذه مشكلة؛ لأنه يرى أنه حرام والأب يرى أنه حلال.
السائل: هذه ليست كبيرة.
الشيخ: لا، هذه من أصعبها، ثم قد يكون الأب ليس عنده مال ويقول: اشترِ لي من مالك.
السائل: ومثلها القات أحسن الله إليك؟
الشيخ : نعم، ومثل ذلك القات عند أهل اليمن].
لقاء الباب المفتوح شريط (132).
السؤال :
هذا الذي يلجمه العرق إلجاما (أي في الموقف) يتعذب أو يموت من عرقه؟!
الجواب:
[يتعذب ما في شك "أجل هو يتروش!!"(أي هل هو يستحم!!) متعذب ما في شك ، ولكن ما في موت ، أليس هو في نار جهنم التي فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءً ، ومع ذلك يقول الله عزوجل {{ لا يموت فيها ولا يحيى }} ، و {{ لا يقضى عليهم فيموتوا }} ، مع أنه لو كان بالقياس لكان أدنى شيء من هذه النار يميت الإنسان ، حطوا بالكم " يا إخوان لهذه المسائل ، مسائل الغيب ليس لنا فيها إلا التسليم ، نعرف المعنى أو ما وراء المعنى ؟! ما نعرفه.].
من شرح كتاب " الرقاق" من صحيح البخاري شريط 9 وجه ب.
سؤال :
ما هو حكم : ما يفعله بعض الناس من قولهم فلانة (طفلة) لفلان (طفل) أو زوجت فلانة لفلان؟
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى - :
[ ..ما يقع أحيانا بين الأبوين في قوله زوجت فلانة – طفلة – لفلان – طفل - ، والثاني يقول : قبلت؟
هذا يعتبر وعد ، ولكن احتياطا ما يقال .؛ ولكن هذه المسألة تفتقر إلى الرضا للزوجين ، وتفتقر للشهود].
من شرح الزاد كتاب " النكاح ".
السؤال : ما حكم التصديق بالسحر؟
الجواب :
[ التصديق بالسحر نوعان : أحدهما أن يصدق بأثره ، أن له تأثيرا ، وهذا لا بأس به لأن هذا هو الواقع ، والثاني : أن يصدق به إقرارا ، أي : مقرا له وراضيا به ، فهذا محرم ولا يجوز ].
" نورعلى الدرب " شريط " 120 " وجه أ.
السؤال :
ما حكم تخطي المصحف أو كتاب التفسير فيه المصحف؟
الجواب:
[ هذا لا شك أنه لا يليق بالإنسان أن يتخطى المصحف فيكون المصحف تحت قدمه لكنه غير مباشر ؛ إذا أراد يتخطى ويرده محله ...
السائل : والتفسير ؟
الشيخ : والتفسير الذي فيه القرآن كذلك ].
لقاء الباب المفتوح شريط " 150 " وجه ب.
السؤال:
الجلوس في مكان فيه منكر قد يكون في إزالته، أو الخروج من مكانه يسبب ضرراً يسيراً كأن يَغْضَب الموجود من قرابته أو أهله، والبعض -الحقيقة- يروي قصة يحتج بها يقول: إنه رآك مرة في العارضة النجدية سمعتَ فلا قمتَ ولا أنكرتَ، فهل هذا صحيح؟
الجواب:
[ أولاً: الجلوس مع أهل المنكر مع استطاعة الإنسان أن يقومَ مشارك لهم في الإثم؛ لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140] يعني: إن قعدتم فأنتم مثلهم، ولا يحل لأحد أن يقعد مع أهل المنكر، إلا إذا كان في خروجه ضرر، أما مجرد أن يَغْضَب أهله أو ما أشبه ذلك فهذا ليس بعذر، فلو كان أهله مثلاً يفتحون التلفاز على شيء محرم ونهاهم؛ ولكن لم ينتهوا وجب عليه أن يقوم، فإذا قال: إن قمتُ يزعل عليَّ أبي أو أمي أو الزوجة أو ما أشبه ذلك، فإنه لا يجوز أن يبقى، بل يجب أن يقوم ولو غضبوا؛ لأن التماس رضا الناس بسخط الله يعني تقديم ما يرضاه الناس على ما يرضاه الله -والعياذ بالله-. وأما ما نسب إليَّ من الجلوس في العارضة النجدية: فأولاً: هذا صحيح، جلستُ لأني كنت أخاطب شخصاً أعتقد أن في مخاطبته فائدة كبيرة أكبر من قيامي، على أن العارضة النجدية يجوِّزها بعض العلماء في المناسبات كالأعياد وشبهها، ويَسْتَدل بفعل الأحباش في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كانوا يلعبون برماحهم أمام عين الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أذن لعائشة أن تنظر إليهم فكان يخفيها وهي تنظر من على كتفه عليه الصلاة والسلام، فيُهَوِّنُ هذه المسألة أنها فُعِلَت في مناسبة قد تكون مبيحةً لهذا اللهو. وثانياً: أني كما قلتُ لك: كنتُ أخاطب مَن أرى أن في مخاطبته مصلحة كبيرة تربو على مفسدة حضوري لشيء فيه خلاف في جوازه فإن هذا يجرُّنا إلى مسألة أخرى، وهي مسألة خلافية: إذا كان الإنسان يفعل الفعل وأنت ترى أنه حرام وهو يرى أنه مباح، فهل يجوز أن تبقى معه لأنه فعل محرماً عندك، أم لا يجوز؟ قد يقول بعض الناس: يجوز أن تبقى معه؛ لأن هذا الفعل عنده ليس بمحرم. وقد يقول الناس: إنه لا يجوز؛ لأن هذا الفعل عندك محرم. فهل العبرة باعتقاد الفاعل، أو باعتقاد الجالس؟ الذي يظهر لي: أن العبرة باعتقاد الفاعل، فإذا كان يرى أنه حلال وليس فيه نص واضح يُبْطِل اجتهاده فالعبرة في فعله، والدليل على هذا: لو أكلتَ أنت ورجلٌ لحمَ إبل، وأنت ترى أنه ينقض الوضوء فتوضأتَ، وهو يرى أنه لا ينقض الضوء فلم يتوضأ، وحانت الصلاة فقام يصلي أمامك أو ربما صلى مأموماً معك، فهل هذا حرام؟ الجواب: لا، مع أن الصلاة بغير وضوء من أكبر الكبائر، حتى إن بعض العلماء قال: الذي يصلي وهو محدث خارج عن الإسلام. ومعلوم أننا لا نأثم إذا صلى إلى جنبنا شخص أكل معنا لحم إبل وهو يرى أنه لا ينقض الوضوء ونحن نرى أنه ينقض، فإننا لا نأثم بكونه يصلي معنا. فلو رأيت إنساناً أحدث ببول أو غائط وقام يصلي معك، فهل يجوز أن تقرَّه؟ لا يجوز أن تقرَّه، بل تمنعه، فإن أبى إلا أن يفعل فانصرف عنه. فهذه المسألة؛ مسألة الخلاف بين العلماء المبنية على الاجتهاد المحض، التي ليس فيها دليل فاصل، إذا فعله مَن يرى أنه مباح فهو في حقه مباح، وأنا إذا كنتُ لم أفعله فليس عليَّ مِن إثمه شيء.......]
السؤال: يقام في منطقة الجنوب عند البدو في حفلة العرس والأعياد ما يسمى بالعرضة، وهي لعبة جماعية للرجال ينشدون فيها بعض القصائد الحماسية بدون طبل ولا زار، فما حكم الشرع في نظركم؟
الجواب: أتوقف في تحريم هذا الشيء؛ لأن العرضات في المناسبات جاءت الشريعة بمثلها في لعب الحبشة برماحهم في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وأراد عمر أن يحصبهم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (دعهم حتى يعلموا أن في ديننا فسحة). فأنا أتوقف في التحريم، هذا إذا لم تشتمل على شيء محرم كحضور النساء واختلاطهن بالرجال، فهنا تكون محرمة من أجل ذلك.].
" لقاء الباب المفتوح " "51 " ب.
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين في " القول المفيد " :
[وأصل مذهبهم من عبدالله بن سبأ، وهو يهودي تلبس بالإسلام، فأظهر التشيع لآل البيت والغلو فيهم ليشغل الناس عن دين الإسلام ويفسده كما أفسد بولص دين النصارى عندما تلبس بالنصرانية.
وأول ما أظهر ابن سبأ بدعته في عهد علي بن أبي طالب، حتى إنه جاءه وقال: أنت الله حقاً - والعياذ بالله -. فأمر علي بالأخدود فحفرت، وأمر بالحطب فجمع، وبالنار فأوقدت، ثم أحرقهم بها، إلا أنه يقال: إن عبدالله بن سبأ هرب وذهب إلى مصر ونشر بدعته، فالله أعلم.
فالمهم أن علياً رضي الله عنه رأى أمراً لم يحتمله، حيث ادعوا فيه الألوهية فأحرقهم بالنار إحراقاً ، ثم بدأت هذه الفرقة الخبيثة تتكاثر، لأن شعارها في الحقيقة النفاق الذي يسمونه التقية، ولهذا كانت هذه الفرقة أخطر ما يكون على الإسلام، لأنها تتظاهر بالإسلام والدعوة إليه، وتقيم شعائره الظاهرة، كتحريم الخمور وما أشبه ذلك، لكنها تناقضه في الباطن، فهم يرون أئمتهم آلهة تدير الكون، وأنهم أفضل من الأنبياء والملائكة والأولياء، وأنهم في مرتبة لا ينالها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وهؤلاء كيف يصح أن تقبل منهم دعوى الإسلام، ولذلك يقول عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كثير من كتبه قولاً إذا اطلع عليه الإنسان عرف حالهم: "إنهم أشد الناس ضرراً على الإسلام، وأنهم هجروا المساجد وعمروا المشاهد"، فهم يقولون: لا نصلي جماعة إلا خلف إمام معصوم ولا معصوم الآن، وهم أول من بنى المشاهد على القبور كما قال الشيخ هنا، ورموا أفضل أتباع الرسول على الإطلاق - وهما أبو بكر وعمر - بالنفاق، وإنهما ماتا على ذلك، كعبد الله بن أبي بن سلول وأشباهه والعياذ بالله، فانظر بماذا تحكم على هؤلاء بعد معرفة معتقدهم ومنهجهم؟[.
السؤال :
هل يجوز بناء مسجد بجانب بيتقريب من المسجد العام ؟سؤال مهم جدا أجاب عنه فضيلة الإمام العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – كما في لقاء الباب المفتوح شريط: [ 153 ]السؤال :
الملاحظ عندنا في منطقة الباحة وبعض القرى ، الذي يبني له بيتا في بعضالأحيان يجعل له مسجدا صغيرا بجانب البيت ، فتقتصر الصلاة عليه وعلى أهله وجيرانه ،والمساجد الكبيرة والعتيقة تبقى مهجورة إلا من قلة من الناس! ، فما هو توجيهفضيلتكم ؟
الجواب:
[ لا يجوزللإنسان أن يبني مسجدا في بيت قريب من المسجدالعام ،لأن في هذا إضرارا بالمسجد العام، سواء أرادهالإنسان أم لم يرده ، يعني كثيرا من الناس لا يريد الإضرار بالمسجد العام ، ولكنيريد الراحة له ولأهله ،ولكن هذا حرام، ولهذا قال أهلالعلم – رحمهم الله تعالى - : " يحرم بناء مسجد بقربه ، وإذا بناهوجب هدمه " ، ولذلك فنحن نحذر أولا : إخواننا من بناء هذه المساجد ،لما فيها من تفريق المسلمين، وإذا كان كل واحد يبني حول مزرعتهأو حول بيته مسجدا تفرق المسلمون بلا شك ، فالواجب عليهم أن يتقوا الله عز وجل فيأنفسهم ، وأن يتقوا الله في إخوانهم وألا يفرقوا المؤمنين ، هذا بالنسبة لمن أرادأن يبني ، أما بالنسبة للجهات المسؤولة ، فيجب أن تخبر الجهات المسؤولة بما حدث حتىتتولى بنفسها ما يجب فعله شرعا].
انتهى كلامه – قدس الله روحه ورفع درجته فيالمهديين- .
عبارة (أنا على باب الله )-
يسأل عن عبارة : " أنا على باب الله ".
الجواب:
[هذه العبارة يطلقها بعض الناس ، يريد أن يبين : أنه ليس عنده شيء من هذا الذي سئل عنه ، مثل أن يقال له : هل عندك مال ؟ فيقول : أنا على باب الله ، أو هل تعرف كذا ؟ أو هل أنت طالب علم ؟ فيقول : أنا على باب الله.
هل أنت متزوج ؟ فيقول : أنا على باب الله ، يعني ليس عندي شي ، ولكني أسأل الله تعالى أن ييسر لي هذا.
هذا هو معنى العبارة عند الناس ، وليس فيها شي].
. " نور على الدرب ".
السؤال:
هناك بعض الشباب الذين عرفوا طريق الهداية إلى الله عز وجل وهم راغبون في طلب العلم، ويريدون صراحة الحضور عند المشايخ حتى يقرؤوا عليهم كتباً في العقيدة وكذلك في الحديث لتُشرح لهم، لكنهم لا يستطيعون لظروف أعمالهم وهم في منطقة نائية لكنهم يكتفون بالأشرطة، فهل تكفيهم عن الحضور عند العلماء؟ وهل يكون طالب علم كغيره، أم لا؟ حفظكم الله.
الجواب:
[ أما كونهم تكفيهم فلا شك أنها تكفيهم عن الحضور إلى أهل العلم إذا كان لا يمكنهم الحضور، وإلا فإن الحضور إلى العلماء أفضل وأحسن وأقرب للفهم والمناقشة، لكن إذا لم يمكنهم فهذا يكون بدلا عنه للضرورة. ثم هل يمكن أن يكونوا طلبة علم وهم يقتصرون على هذا؟ نقول: نعم. يمكن إذا اجتهد الإنسان اجتهاداً كثيراً كما يمكن أن يكون عالماً إذا أخذ العلم من الكتب، لكن الفرق بين أخذ العلم من الكتب والأشرطة ، وبين التلقي من العلماء مباشرة: أن التلقي من العلماء مباشرة أقرب إلى حصول العلم؛ لأنه طريق سهل تمكن فيه المناقشة، بخلاف المستمع أو القارئ فإنه يحتاج إلى عناء كبير في جمع أطراف العلم والحصول عليه .
السائل: وهل يؤثِّر الاكتفاء بالأشرطة في معتقدهم؟
الشيخ: يؤثر في معتقدهم إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة بدعية ويتبعونها، أما إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة من علماء موثوق بهم فلا يؤثر على معتقداتهم بل يزيدهم إيماناً واحتساباً واتباعاً للمعتقد الصحيح].
لقاء الباب المفتوح (54).
السؤال:
نختم هذه الحلقة بسؤال المستمعة من ليبيا تقول إذا سئل عن أمر في أمور الشرع فهل أجيبه بما أعرف مما قرأته من الكتب الشرعية أو ما سمعته من الأشرطة الدينية أو ما سمعته من هذا البرنامج أو أقول له لا أعلم أرجو الإفادة؟
الجواب :
[الواجب إذا سألك أحدهم عن مسألة وأنت تعلمين حكمها من الكتب الموثوق من مؤلفيها أو الأشرطة الموثوق بقارئها، أو من هذا البرنامج نور على الدرب أن تخبريه بالحكم الشرعي، لأنك لما علمت هذا الحكم عن الطريق التي أشرنا إليها ،كان واجباً عليك أن تخبريه بالحكم الشرعي إذا سألك، وإلا كنت داخلة في الذين يكتمون العلم ؛ولكن يحسن أن تقولي قال فلان في نور على الدرب : كذا ،قال فلان في الشريط الفلاني :كذا، قال فلان في الكتاب الفلاني : كذا حتى تخرجي من العهدة].
نور على الدرب .
السائل:
يا فضيلة الشيخ! خادمة مسلمة بقي من انتهاء مدتها شهر، فأراد كفيلها إرسالها فأعطاها راتب الشهر الذي لم تشتغله، فأخذت زوجة الكفيل منها مائة ريال؛ لأنها في نظر الزوجة لا تستحقها بسبب عنادها ومكابرتها وعدم طاعة أوامر الزوجة في بعض الأحيان فخافت الزوجة من الإثم بعد ذهاب الخادمة! أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
[ يعني: الخادمة سافرت؟
السائل: إي نعم.
أقول: إن عمل الزوجة وأخذها من الدراهم التي أعطى زوجها للخادمة خطأ عظيم، فعليها أن تتوب إلى الله عز وجل، وإذا كانت تعرف عنوان الخادمة فلترسل إليها ما أخذته، يجب وجوباً، وإذا كانت لا تعرف فلتتصدق به، تنويه عن الخادمة إذا كانت مسلمة، وإن كانت كافرة تتصدق به تخلصاً منه ، وتسلم منه].اهـ
" لقاء الباب المفتوح " شريط (136) الوجه الأول.
الحقيقة أني أُشْهِدُ الله أن هذا نشر للكفر الصريح
[الممثلة ضالون لم يقدروا الله حق قدره ، وهل هم كافرون ؟
نعم كافرون ، لأن الله عز وجل يقول : { ليس كمثله شيء } ( الشورى 11 ) .فإذا قال : ( بل مثله شيء ) ، فقد كذب الخبر وتكذيب خبر الله كفر ، ولهذا قال نُعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله شيخ البخاري : ( من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها ) ، فإذن هؤلاء ضالون وكفارٌ أيضاً .
ومن هذا ما كتب به إلي بعض الناس ، وسمعته من بعض الأشرطة أنه يوجد في الأفلام الكرتونية التي تُنشر في التلفزيون ، يوجد أنهم يشبهون الله عز وجل بشيخٍ رهيب ، مزعج المنظر، ذو لحية طويلة ، عملاق فوق السحاب يسخِّر الرياح ويعمل ،
الحقيقة أني أُشْهِدُ الله أن هذا نشر للكفر الصريح ،
لأن الصبي إذا شاهد مثل هذا وفي أول تمييزه ، سوف ينطبع في نفسه إلى أن يموت ، أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، اللهم إلا أن يقيض الله له من ينتشله من هذه الورطة فنعم .
ولهذا أقول : إن الذين يعرضون هذه الأشياء لصبيان المسلمين سوف يحاسبون عند الله حساباً عسيراً يوم القيامة ، لأنهم يريدون شاءوا أم أبوا أن يضل الناس بهذا ضلالاً مبيناً ، وعلينا جميعاً إذا كانت الأفلام على هذا الوجه ، أن نحذر منها أهل البيوت حتى لا يقعوا في هذا الشر المستطير الذي هو أعظم من شر الأغاني وغيرها ، لأن كون الإنسان يمثل الله عز وجل بهذه الصورة البشعة ، لا شك أنه من أعظم المنكر والعياذ بالله .
أنا سمعت اليوم في أخبار لندن اليوم السبت الموافق للحادي والعشرين من شهر ذي القعدة عام تسع وأربع مائة وألف سمعت أنه حصلت مظاهرات عظيمة في بنغلادش ، على نعال ، نعال مكتوب عليها اسم الجلالة ، لفظ الجلالة صريحاً ، فحصلت مظاهرات عظيمة حتى أدى إلى أن تعتذر الشركة الموردة لهذا إلى الحكومة والشعب ، وتلتزم بإحراقها وإبدالها ،
فأقول : انظروا إلى أعداء الله كيف يريدون أن يهينوا رب العزة والجلال ، بهذه الأشياء التي تَسْري على الناس سريان النار في الفحم ، من غير أن يُشعَر بها وسريان السم في الجسد من غير أن يُشعَر به .
والواجب علينا نحن المسلمين ولا سيما في بلادنا هذه أن نكون حذرين يقظين ، لأن بلادنا هذه مغزوة في العقيدة وفي الأخلاق وفي الأعمال من كل وجه ،
لا تظنوا أن الغزو أن يُقبل العدو بجحافله ودباباته وصواريخه ليهدم الديار ويقتل الناس ، الغزو هو هذا ، هذا هو الغزو المشكل الذي يدخل الناس من حيث لا يشعرون ، والإنسان بشرٌ مدنيٌ متكيف ينفر من الشيء أول ما يسمعه ولكن بعد مدة يرتاح إليه ويتأقلم عليه ويكون كأنه أمرٌ عادي ، حتى الأمراض التي في الجسم أول ما يدخل الفيروس المرض ينفر منه الجسم ويتأثر ويسخن لكن ربما يأخذ عليه ، على كل حال ، هذه النقطة أنا أود منكم بارك الله فيكم وأنتم طلبة علم عليكم مسؤولية أن تحذروا الناس من هذه الأفلام ، ما دامت تعرض مثل هذه الأمور التي لا يشك مؤمن بالله عز وجل أن عرضها قيادةٌ للأطفال إلى الكفر بالله عز وجل وإهانة الله سبحانه وتعالى .
نحن أهل الجزيرة علينا مسؤولية عظيمة ليست على بقية الناس ،
من هنا ظهر الإسلام وإليه يعود.
في هذه الجزيرة قال رسول البرية عليه الصلاة والسلام في مرض موته : ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) ، وقال : ( لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً ) ، وقال : ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) ،
وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام أمرنا بإخراج أجسادهم فإنه يأمرنا أمراً أولوياًّ بإخراج أفكارهم التي يبثونها بين الناس ليضلوا عباد الله عز وجل ، ما ظنكم لو أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمامنا الآن يقول في مرض موته على فراش الموت :
( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) ،
لماذا ؟ لأنهم أجسام بشر مثلنا ؟
لا ، لأنهم يبثون شركهم وشرورهم بيننا ،
فهذه الجزيرة لها شأنٌ عظيم وميزانٌ كبير في نظر الشرع باعتبار حماية الدين الإسلامي ، فأنا أجعلها أمانةً في أعناقكم أن تحرصوا غاية الحرص على التحذير من هذه الأفلام ، وأنا ما كنت أظن أنها تبلغ إلى هذا المبلغ ،
ولهذا أُسْأَلُ عنها فأتهاون فيها في الواقع ، أُسْأَلُ عنها هل تجوز للصبيان مشاهدتها فأتهاون فيها ، لكن سمعت شريط بالأمس شريط بعنوان : ( منكرات البيوت ) أحد الخطباء جزاه الله خيرا خطب حول هذا الموضوع أربع خطب وذكر منها ما قلت لكم ؛
وجاءني أيضاً رسالة من شخص فيها هذا الشيء يقول :
أنه يُبث من التلفزيون هذه المناظر للأطفال ،
هذه الجملة جملةٌ معترضةٌ لكنها جملة هامةٌ جداً ،
لكنها معترضة بالنسبة للدرس سببها الاستطراد على مسألة المماثلة وأن من مَثَّلَ الله بخلقه فهو كافر].
انتهى من " شرح السفارينية ".
[ السؤال: ]
فضيلة الشيخ: رجل في صلاة الظهر سقط منه منديل وهو قائم فانحنى ثم أخذ المنديل، فهل تبطل صلاته بهذه الحركة؟
الجواب:
[ نعم تبطل صلاته بهذه الحركة؛ لأنه إذا ركع انحنى حتى وصل إلى حد الركوع فقد زاد ركوعاً، لكن إن كان جاهلاً فلا شيء عليه؛ لعموم قوله تعالى: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] ولذلك لو سقط منك منديل أو مفتاح وأنت قائم تصلي، فدعه حتى تصل إليه عند السجود، أو خذه برجلك إن كنت تستطيع أن تقف على رجل واحدة، خذه برجلك واقبضه بيدك، أما أن ينحني الإنسان ويأخذه من الأرض انحناءً يكون إلى الركوع أقرب منه إلى القيام فهذا لا يجوز].
(اللقاء الشهري).
السؤال :
ماذا تفعل المرأة إذا حاضت قبل الإحرام أو بعده أثناء المناسك؟
[ إذا حاضت المرأة قبل الإحرام ، فإنها تحرم إذا وصلت الميقات ولو كانت حائضا ، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر أسماء بنت عميس حين نفست في الميقات ، أمرها أن تغتسل وتستثفر بثوب وتحرم ، وهذا دليل على أن النفاس لا يمنع الإحرام وكذلك الحيض، وأما إذا حاضت بعد الإحرام ففيه تفصيل ، فإذا كانت في العمرة ، فإن حاضت قبل الطواف انتظرت حتى تطهر ، ثم تطوف بعد ذلك وتسعى ، وإن حاضت بعد الطواف ، سعت ولو كانت حائضا ، وقصرت وتتم عمرتها .
وإن كان ذلك في الحج ، حاضت بعد أن أحرمت في الحج ، فإن كان هذا بعد طواف الإضافة ، أتمت حجها ولا شيء عليها ،يعني مثل أن يأتيها الحيض في يوم النحر بعد أن تطوف طواف الإفاضة ، فإنها تتم حجها : تبيت في منى ، وترمي الجمرات ولو كانت حائضا ، وإذا أرادت أن تخرج والحيض لا زال باقيا فإنها تخرج بلا وداع،
وأما إن أتاها الحيض قبل طواف الإفاضة ، أتاها في عرفة مثلا ، فإنها تبقى على إحرامها ، وتقف بعرفة ومزدلفة وترمي الجمرات ، ولكنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر ، ودليل امتناع طواف الحائض أن صفية – رضي الله عنها – حاضت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أحابستنا هي؟" قالوا : إنها قد أفاضت . وهذا دليل على أن الحائض لا توف ، لأنها لو كانت تطوف لم تكن لتحبس النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك حديث عائشة حين حاضت بسرِف ، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي ، فقال : " ما يبكيك ؟ ، لعلك نفست؟" قالت : نعم. قال :" هذا شيء كتبه الله على بنات آدم " ثم أمرها أن تحرم بالحج ، وأن تفعل ما يفعله الحاج ، غير ألا تطوف بالبيت ولا بالصفا والمروة ، وإنما تركت الطواف بالصفا والمروة لأنه يكون بعد الطواف بالبيت ، وإلا فإن الطواف بالصفا والمروة لا يمتنع على حائض].
" نور على الدرب"شريط "204".
فائدة قيمة :
[قال السعدي – رحمه الله تعالى – في القواعد والأصول الجامعة :
[ القاعدة السادسة والخمسون ]
يقوم الوارث مقام مورثه في كل شيء .
لأنه لما مات الميت وانتقل ماله إلى ورثته ، وهو ما خلفه من أعيان أو ديون ، أو حقوق .
فناب الوارث مناب مورثه في مخلفاته ، فيطالِب بالديون المتعلقة بالموروث ، ويقضي الوارث ديونَه ، وينفذ وصاياه إن لم يكن له وصي ، وله أن يتصرف في التركة ، ولو كان الموروث مدينا بشرط ضمان الوارث الدينَ المتعلق بالتركة ، ولكن لا يُطالَب الوارث بأكثر مما وصل إليه من التركة ، لأنه لم يكن شريكا للميت ، وإنما بمنزلة النائب عنه في موجوداته ].
قال الشارح – العلامة ابن عثيمين - :
[ يعني لو كان الدين الذي على الميت ألفا ، وتركته خمسمائة ، فإنه لا يطالب الوارث بأكثر من الخمسمائة ، لأنه لم يصل إليه من مال الميت إلا هذا ، ولا يُلزم أيضا بقضاء دين والده ، يعني لو كان الميت الذي عليه الدين والده ، وكان دينه أكثر من تركته ، فإنه لا يلزم الولد أن يقضي الدين عن أبيه ، ومن باب أولى بقية الورثة ، ولكن إن تبرع وقضى عن والده فهذا من بره ، وإنما أقول ذلك من أجل ألا تضيق صدور بعض الناس الذين يموت لهم أموات عليهم ديون ، ولا تفي التركة بها ، فتضيق صدورهم ، ويمشون يسألون الناس ، وهذا لا يحل لهم ، يعني لا يحل لهم أن يسألوا الناس لقضاء دين الميت ، لأنهم ليسوا في ضرورة لذلك ، وسؤال الناس لا يجوز إلا عند الضرورة ، فإذا قال قائل : هم يحبون أن يبرئوا ذمة والدهم ، قلنا : هذا الدين متعلق بغيرهم ، وهذا الميت الذي استدان إذا كان أخذ أموال الناس يريد أداءها ، فإن الله يؤدي عنه ، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يتحمل عزوجل الدين عن المدين الذي أخذه وهو يريد الأداء ؛ فإما أن يؤدي الله عنه في الحياة ، وإما أن يؤدي عنه بعد الممات ، وأما كون الإنسان يسعى بين الناس : أعطوني أوفي دين أبي ...دين أخي ، هذا لا يجوز ، لأنه سؤال لغير ضرورة ].
سئل الشيخ ابن عثيمين كما في لقاء البابالمفتوح شريط (160):هل يجوز الإخبار والإعلان عن الكسوف .؟فأجاب - رحمهالله تعالى -: [ الإعلان عن ذلك أرى أنه لا ينبغي ، لأنه إذا أُعلِن عنها خفتقيمتها، خف وزنها عند الناس، وصارت كأنها أمر معتاد، فلو أنه تُرك حتى يتبين للناس،ثم إن الإعلان عنها مشكلة! ، أوجد مشكلة أخرى ، يعلنون عن الكسوف ، ويكون كسوفاجزئيا صغيرا لا يتبين ، فبعض الناس يتعجل ويصلي، كما حدث قبل سنة أو سنتين ، أعلنعن الكسوف ، لكنه ما بان! وإذا أعلن عنه ولكنه لم يبن فإنه لا تجوز الصلاة، لأنالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا رأيتموه فصلوا"؛ والكسوفعند أهل الفلك أحيانا يراد بالكسوف الظل، بمعنى أن النور يخف،لكنه لميتبين].
انتهى.
--------------------------------------------------------
نسأل الله تعالى أن ينفع بها ويرحم الشيخ العلامة ابن عثيمين وأن يرفع درجته
م ن ق و ل