مشاهدة النسخة كاملة : من وصف الشّعراءِ للبخلاءِ...
ابنة السّلف
05-16-2011, 12:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مقتطفاتٌ شعريّةٌ -وجدتها في أحدِ الكتبِ- تصفُ البخلاءَ بصورٍ وتشبيهاتٍ بليغة؛ تجعل للشّعر رونقًا ومعنًى!
لو أنّ داركَ أنبتتْ لكَ واحتشتْ ...... إبـرًا يضيق بها فنـاء المنزلِ
وأتاك يـوسفُ يستعيركَ إبـرةً ........ ليخيط قدّ قميصه لم تفعلِ!
وهنا يصف أحدهم مآل البخيل:
وآمرةٌ بالبـخل قلت لها اقصـري .......... فليس إليه ما حييتُ سبيل
أرى النّاس إخوان الكريم ومـا أرى .........بخيلاً له في العالمـين خليل!
وقال آخر؛ وقد بات عند بخيل:
فبتنا كأنّا بينهم أهل مـأتم! ...... على ميت مستودع بطن ملحد!
يحدّث بعضًا بعضُنا بمصابه! ...... ويأمـر بعضًا بعضُنا بالتّجلّـد!
وقال آخر يصف مكابرة البخيل:
لـو عبرَ البحرَ بأمواجه ...... في ليـلة مظـلـمة بـاردة!
وكفّه ممـلوءة خـردلاً ........ما سقطتْ من كفّه واحدة!
انتهى.
ابنة السّلف
05-16-2011, 12:41 AM
وقد كان من دعائه عليه الصّلاة والسّلام:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ، وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ، وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ))..الحديث
(صحيح البخاري)
شيماء عبدالله السلفية
05-20-2011, 12:56 PM
انتقاء جميل شكرا لك
صفتان محموده في الإنسان
الكرم والتواضع
وصفتان مذمومة
البخل ولكبر
وجزاكِ الله خيراً اختي ابنة السلف على هذا النقل الرائع
وقال آخر وقد أجاد :
فصدق إيمانه ان قال مجتهدا
لا والرغيف فذاك البر من قسمه
فان هممت به فاعبث بخبزته
فان موقعها من لحمه ودمه
قد كان يعجبني لو ان غيرته
ابنة السّلف
05-20-2011, 02:04 PM
والشّكر موصول لكِ أختي شيماء على إضافتكِ؛ بما فيها الأبيات المعبّرة...
على أنّ بعض أبياتها قصر فهمي عن استيعابها؛ فاضطررْتُ للبحث عن تشكيلها؛ فضلاً عن أنّ الشّطر الأخير كأنّه سقط سهوًا من البيت الأخير منها؛ فوجدتها - بعد البحث -كالتالي:
صَدِّق أَلِيّتَهُ إِن قال مُجتَهِدًا ........ "إِي والرَّغِيفِ" فذاك البَرُّ من قَسِمهْ!!
وإِن هممتَ بِهِ فافتُك بخُبزَتِهِ ....... فإِن مـَوقـعَها من لحمـِهِ ودمِـهْ
ما كان أَحسَنَه لو أَن غَيْرتَه ........ عَلى جَـرادِقِهِ كانَت علَى حُـرَمِهْ
وهنا وردت كلمة (أليته)، وفي المشاركة (إيمانه)؛ بكسر الهمزة؛ بينما وجدتّها بفتح الهمزة: (أيمانه)، أي: قسمه.
ونلاحظ أنّه من شدّة بخله؛ سلك طريقًا غير شرعيًّا في القسم، وهو قسمه بالرّغيف! والعياذ بالله!
ونعوذ بالله من البخل بكافة أشكاله...
والله يحفظكِ أختي، وينفعنا بكِ.
ابنة السّلف
05-20-2011, 02:23 PM
ولمّا وجدتُ كلمة (جرادقِهِ) -الواردة في آخر شطر - مكتوبةً في بعض المواضع بالدّال (جرادقه)، وفي أخرى بالذّال (جراذقه)
رأيتُ إضافة هذه المعلومة؛ عمّا جاء في معناها وأصلها:
"(جردق): الجَرْدَقةُ - معروفة -: الرَّغيف؛ فارسية معربة!
قال أَبو النجم: كان بعِيرًا بالرَّغِيفِ الجَرْدَق
وجَرَنْدق: اسم
والجَرْذَقُ - بالذّال المعجمة -: لغة في الجَرْدق؛ كلاهما معرّب!
ويقال للرغيف: جردق!
وهذه الحروف كلّها معرّبة لا أُصول لها في كلام العرب. ذكره الأَزهري".ا.هـ
(لسان العرب)
بنت العمدة - أم الشيماء
05-28-2011, 02:57 PM
وهذه بعض الأبيات عن البخل ذكرتها تتمه للأبيات التي ذكرته الأخت ابنة السلف فبارك الله فيها على جهودها
من قصيدة للمتنبي يهجو بها كافور الاخشيدي والي مصر :
إني نزلت بـكـذابين ضيفـهـم * * * عن القرى وعن الترحالمردود
جود الرجال من الأيدي وجودهم * * * من اللسان فلا كانوا ولاجـادوا
وللبخيل على أمـوالــه علل * * * زرق العيون عليها أوجه سـود
يقول / جرير في هجائه اللاذع لقبيلة بني تغلب لحرصها الشديد على إخفاء الطعام عن النزلاء والطارقين :-
قوم إذا أكلـوا أخفـوا كلامهـم * * * واستوثقوا من رتاج الباب والدار !!
قوم إذا استنبح الضيفـان كلبهـم * * * قالوا لأمهم بولي علـى النـار !!
دُعي ابن حجاج إلى طعام مع جماعة من الضيفان، فتأخر عنهم الطعام، فقال: لصاحب الدعوة:
يا ذاهبـاً في داره آتياً* * * من غير ما معنى ولافائدة
قد مات أضيافك من جوعهم * * * فاقرأ عليهم سورة المائدة
يقول ابن الرومي :
يقتر عيسى على نفسه * * * وليس بباق ولا خالــد
فلـو يستطيع لتقتيره* * * تنفس من منخر واحد
- يقول المتنبي :
ومن ينفق الساعات في جمع ماله ** مخافة فقرٍ فالذي فعل الفقرُ
ابنة السّلف
05-30-2011, 12:05 AM
ربّنا يكرمكِ أختنا بنت العمدة- أمّ الشّيماء؛ لجودكِ علينا بهذه الأبيات المعبّرة
.........
وقد كنتُ سأضع البيت الذي ورد فيه:
قد مات أضيافك من جوعهم * * * فاقرأ عليهم سورة المائدة!
لكن تركته خشية أن يكون في الشطر الثاني محذورًا شرعيًّا
فسور القرآن الكريم تُنزّه عن مثل هذا الاستشهاد.
وكذلك الشطرالآتي من هذا البيت – وقد قرأتُه في أحد الكتب -:
تراهم خشيةَ الأضيافِ خرسًا ،،،،،،،، يقيمونَ الصّلاة بلا أذانِ!
صحيح البيت بليغ في وصفه للبخل؛ لكن الأسلم لنا البعد عنه؛ لأجل شعيرة الصّلاة والأذان
والله تعالى أعلم.
vBulletin® v3.7.3, Copyright ©2000-2024, TranZ by Almuhajir