رائد علي أبو الكاس
05-18-2011, 07:51 PM
إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً
إعداد
رائد علي أبو الكاس
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران:102)
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } (النساء:1) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } (الأحزاب:70-71) أما بعد:-
"فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
وبعد:-
يجب للزوجة على زوجها حقوق كثيرة ثبت لهما بقول الله تعالى {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } [البقرة: )227
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً" رواه الترمذي وحسنه الألباني
قال تعالى
مِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)الروم
قال الأمام السعدي رحمه الله
{ وَمِنْ آيَاتِهِ } الدالة على رحمته وعنايته بعباده وحكمته العظيمة وعلمه المحيط، { أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } تناسبكم وتناسبونهن وتشاكلكم وتشاكلونهن { لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة.فحصل بالزوجة الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إليها، فلا تجد بين أحد في الغالب مثل ما بين الزوجين من المودة والرحمة،
(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
وقال تعالى
اللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)
قال الإمام السعدي رحمه الله
يخبر تعالى عن منته العظيمة على عباده، حيث جعل لهم أزواجا ليسكنوا إليها، وجعل لهم من أزواجهم أولادا تقرُّ بهم أعينهم ويخدمونهم، ويقضون حوائجهم، وينتفعون بهم من وجوه كثيرة، ورزقهم من الطيبات من جميع المآكل والمشارب، والنعم الظاهرة التي لا يقدر العباد أن يحصوها(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء "( متفق عليه )
وعن أنس قال : ( كان عامة وصية رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يغرغر بنفسه : الصلاة وما ملكت إيمانكم ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه الألباني)
وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي
(الترمذي وصححه الألباني)
وقوله في حجة الوداع
ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة1 فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. إلا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكروهن ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن(الترمذي وصححه الألباني)
وعن عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما النساء شقائق الرجال " (حقوق المرأة في الإسلام)
وقال صلى الله عليه وسلم:
"لا يفرك أي لا يبغض مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر"(مسلم)
وقال صلى الله عليه وسلم:
"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخيارهم خيارهم لنسائهم"(الترمذي واحمد وصححه الألباني)
وعن جابر بن عبد الله وجابر بن عمير قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو [لغو] وسهو ولعب إلا أربع [خصال]: ملاعبة الرجل امرأته وتأديب الرجل فرسه ومشيه بين الغرضين2 وتعليم الرجل السباحة(النسائي وصححه الألباني)
و كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاد يقال له: أنجشة فتعنق الإبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير" (متفق عليه)
وهو في سير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
"دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم [والحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد] [في يوم عيد] فقال لي: ["يا حميراء! أتحبين أن تنظري إليهم؟" فقلت: نعم].فأقامني وراءه] فطأطأ لي منكبيه لأنظر إليهم [فوضعت ذقني على عاتقه وأسندت وجهي إلى خده] فنظرت من فوق منكبيه وفي رواية: من بين أذنه وعاتقه [وهو يقولدونكم يا بني أرفدة"] فجعل يقول: "يا عائشة! ما شبعت"؟ فأقول: لا لأنظر منزلتي عنده] حتى شبعت.
قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيبا] وفي رواية: [حتى إذا مللت قال: "حسبك؟" قلت نعم قال: "فاذهبي" وفي أخرى: [قلت: لا تعجل فقام لي ثم قال: "حسبك؟" قلت: لا تعجل [ولقد رأيته يرواح بين قدميه] قالت: ما بي حب النظر إليهم ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه [وأنا جارية] [فاقدروا قدر الجارية [العربة] الحديثة السن الحريصة على اللهو] [قالت: فطلع عمر فتفرق الناس عنها والصبيان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت شياطين الإنس والجن فروا من عمر"] [قالت عائشة: قال صلى الله عليه وسلم يومئذ: "لتعلم يهود أن في ديننا فسحة"] (متفق عليه)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
"إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤتى بالإناء فأشرب منه وأنا حائض ثم يأخذه فيضع فاه على موضع في وإن كنت لآخذ العرق فآكل منه ثم يأخذه فيضع فاه على موضع في"(مسلم).
وعن أم سلمة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه اتقوا الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم
وورد بلفظ : كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم . حتى جعل يغرغر بها في صدره وما يفيض بها لسانه
المهر:
لقوله تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) (النساء: 4).
فلا إفراط ولا تفريط، ولا إسراف ولا تقتير
النفقة والسكن:
لقوله -تعالى-: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة: 233).
وقوله تعالى: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) (*) (الطلاق: 6).
وعن حكيم بن معاوية عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، ما حق الزوجة على أحدنا؟ قال: "أن تَطعمها إذا طَعِمْتَ، وأن تكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبّح، ولا تهجُر إلا في البيت"(ابي داود وصححه الألباني).
وأخرج الشيخان أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لهند بنت عتبة عندما جاءت تشكو شُحّ أبي سفيان عليها وعلى ولدها، قال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"(متفق عليه)
وقال صلى الله عليه وسلم لا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن.(الترمذي وصححه الألباني)
وقال صلى الله عليه وسلم
وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى عِيَالِكَ صَدَقَةٌ وَإِنَّ مَا تَأْكُلُ امْرَأَتُكَ مِنْ مَالِكَ صَدَقَةٌ (رواه مسلم)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك
(رواه مسلم )
المعاشرة بالمعروف وحسن الخلق:
قال الله تعالى مبيِّناً هذا الحقّ: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) ) (النساء: 19).
وقال عليه الصلاة والسلام: "خيرُكم خيرُكُم لأهله، وأنا خيركم لأهله"(الترمذي وصححه الالباني في الصحيحة)
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الاعلى في حسن المعاشرة مع زوجاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام " . قالت : وعليه السلام ورحمة الله . قالت : وهو يرى ما لا أرى (متفق عليه)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني فآكل معه وأنا عارك وكان يأخذ العرق فيقسم علي فيه فأعترق منه ثم أضعه فيأخذه فيعترق منه ويضع فمه حيث وضعت فمي من العرق ويدعو بالشراب فيقسم علي فيه قبل أن يشرب منه فآخذه فأشرب منه ثم أضعه فيأخذه فيشرب منه ويضع فمه حيث وضعت فمي من القدح .
(النسائي وصححه الالباني)
وعنها أيضا:
أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره وهي جارية [قالت: لم أحمل اللحم ولم أبدن1] فقال لأصحابه: "تقدموا" [فتقدموا] ثم قال: "تعالي أسابقك فسابقته فسبقته على رجلي" فلما كان بعد خرجت معه في سفر فقال لأصحابه: "تقدموا" ثم قال: "تعالي أسابقك ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم" [وبدنت] فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على هذه الحال؟ فقال: "لتفعلن" فسابقته فسبقني فـ [جعل يضحك و] قال: "هذه بتلك السبقة(رواء الغليل
وعن عائشة رضي الله عنها : ما كان يصنع النبي صلى الله عليه وسلم في أهله؟ فقالت: "كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج".(الادب المفرد وصححه الالباني)
وعن عائشة رضي الله عنها : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: "يخصف نعله(1)، ويعمل ما يعمل الرجل في بيته". ( وفي رواية قالت: "ما يصنع أحدكم في بيته؛ يخص النعل، ويرقع الثوب، ويخيط")
(الادب المفرد وصححه الالباني)
وعن عمرة: قيل لعائشة رضي الله عنها : ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: " كان بشراً من البشر؛ يفلي ثوبه، ويحلب شاته".(الادب المفرد وصححه الالباني)
وكان يركب الحمار و يخصف النعل و يرقع القميص ، و يقول : من رغب عن سنتي فليس مني " .
صححه الألباني في " السلسلة الصحيحة ":
ولأجل فلا بد للزوج بالتزام المنهج الشرعي في معاشرة الزوجة بالمعروف، ومعاملتها بالحسنى امتثالاً لقوله تعالى: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) (البقرة: 229).
حق المبيت والمعاشرة
وهذا حق يجب على الزوج أن يقوم به
قال تعالى
وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)البقرة
وقال ابن عباس رضي الله عنهما إني أحب أن أتزين لزوجتي كما احب ان تتزين لي( البيهقي )
ولما اخى النبي صلى الله عليه وسلم ذهب سلمان الفارسي لأبي الدرداء يزوره، وقد آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أم الدرداء مبتذلة، فقال: ما شأنك؟ قالت: إن أخاك لا حاجة له في الدنيا،يقوم الليل، ويصوم النهار!! فجاء أبو الدرداء، فرحب به، وقرب إليه طعاماً فقال له سلمان: كُلْ. قال: إني صائم، قال: أقسمت عليك لتفطرن، فأكل معه، ثم بات عنده، فلما كان الليل، أراد أبو الدرداء أن يقوم، فمنعه سلمان. وقال: إن لجسدك عليك حقاً، ولربّك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، صُم وافطر، وائت أهلك، وأعط كل ذي حق حقه، فلما كان وجه الصبح، قال: قم الآن إن شئت، فقاما، فتوضآ ثم ركعا، ثم خرجا إلى الصلاة، فأتى النبي صلى الله عليه، فذكر ذلك له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق سلمان"( البخاري)
تعليمها أمور دينها
فيجب علي الزوج يعلمها الزوج أمور دينهاوعلى الزوج أن يتخذ من الوسائل الشرعية ما يُكمّل به هذا الجانب، والرسول صلى الله عليه وسلم، كان يعلم تساءه أمور دينهن،
قال الحق سبحانه : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها "
روى مسلم في صحيحه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم ، إذا أوتر يقول : " قومي يا عائشة " .
وفسر ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى " قوا أنفسكم وأهليكم ناراً " بقوله : اعملوا بطاعة الله ، واتقوا معاصي الله ، وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار .
الغيرة عليها
وإن من اعظم حقوق الزوجة وواجبات الزوج أن يصون كرامتها ويحفظ عِرْضها، ويَغَار عليها
فترى كثير من الرجال، يطلق العنان لزوجته تختلط مع الرجال وتحادثهم وتصافحهم وتتبرج وتتعطر وتقضي يومها علي التلفاز ولا حول ولا قوة الا بالله
فأدوا حقوق زوجاتكم بالغيرة عليهن، وإلا فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
ومن حقها علي زوجها أن يحفظ سرها عامة وسر فراشها خاصة
فترى كثير من الرجال يتساهل بهذا الامر ولا يرقب فيه الا ولا ذمة ويذهب يفشي سر فراشه ويحدث به اصدقائه ولا حول ولا قوة الا بالله
وعن أبي سعيد الخدري
إن من شر الناس منزلة عند الله يوم ا لقيامة 00 ثم ينشر سرها " (رواه مسلم)
وعن ابي سعيد الخدري وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها (رواه أحمد وصححه الأرنؤوط)
ألا هل عست امرأة أن تخبر القوم بما يكون من زوجها إذا خلا بها ؟ ألا هل عسى رجل أن يخبر القوم بما يكون منه إذا خلا بأهله ؟ فقامت منهن امرأة سفعاء الخدين فقالت : والله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن قال : فلا تفعلوا ذلك أفلا أنبئكم ما مثل ذلك ؟ مثل شيطان أتى شيطانة بالطريق فوقع بها والناس ينظرون ( الصحيحة للالباني )
يقول الشاعر:
واحفَظْ لسانَكَ واحتَرِزْ من لفْظهِ ... فالمرءُ يسلمُ باللسانِ ويعطَبُ
وزِنِ الكلامَ إذا نَطَقْتَ ولا تكن ........ ثرثارةً في كلِّ نادٍ تخطُبُ
والسرّ فاكتمْهُ ولَا تنطقْ بِهِ ....... فهوَ الأسيرُ لديكَ إذْ لا ينشِبُ
واحرصْ علَى حفظِ القلوبِ من الأذَى ... فرجوعُها بعدَ التنافرِ يصعُبُ
إنَّ القلوبَ إذا تنافرَ ودُّهَا ......... مثلُ الزجاجةِ كسرُهَا لا يُشعبُ
ومن حقها علي زوجها الصبر علي أذاها
وكان صلى الله عليه وسلم يصبر علي نسائه وكان نسائه يراجعنه في الامر فكان يصبر عليهن وامر بالصبر عليهن
فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء " ( متفق عليه )
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قَالَتْ فَقُلْتُ مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ فَقَالَ أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلْتِ لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ قَالَتْ قُلْتُ أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ (متفق عليه)
وقَالَ عُمَرُ وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ الزُّهْرِيُّ كَرِهَ وَاللَّهِ مَا سَأَلَهُ عَنْهُ وَلَمْ يَكْتُمْهُ قَالَ هِيَ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ ثُمَّ أَخَذَ يَسُوقُ الْحَدِيثَ قَالَ كُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ قَوْمًا نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَجَدْنَا قَوْمًا تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ مِنْ نِسَائِهِمْ قَالَ وَكَانَ مَنْزِلِي فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ بِالْعَوَالِي فَتَغَضَّبْتُ يَوْمًا عَلَى امْرَأَتِي فَإِذَا هِيَ تُرَاجِعُنِي فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي فَقَالَتْ مَا تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ فَانْطَلَقْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ أَتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ نَعَمْ فَقُلْتُ أَتَهْجُرُهُ إِحْدَاكُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ قَالَتْ نَعَمْ قُلْتُ قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْكُنَّ وَخَسِرَ أَفَتَأْمَنُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا لِغَضَبِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هِيَ قَدْ هَلَكَتْ لَا تُرَاجِعِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَسْأَلِيهِ شَيْئًا وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْسَمَ وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكِ يُرِيدُ عَائِشَةَ (متفق عليه)
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ
(رواه مسلم)
ومن حقها المناصحة
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ
(رواه مسلم)
وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ(البخاري)
ومن أحق الناس بالنصيحة هم أهل بيت الرجل زوجته وأولاده
قال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول (السنن الكبرى للنسائي)
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت
(رواه أبو داود والنسائي والحاكم وصححه الألباني في الترغيب والترهيب)
ومن حقها ان تشاورها
أن يكون التشاور وتداول الرأي قائماً بين الزوجين فيما يتعلق بشئون البيت وتدبير أمر الأسرة، ومصير الأولاد، وليس من الحكمة في شيء أن يستبد الرجل برأيه ولا يلتفت إلى مشورة امرأته، لا لشيء، إلا لأنها امرأة، ومشورتها قدح لقوامته عليها في نظره السقيم. فكم من امرأة أدلت برأي صار له أكبر الأثر في استقامة أمور وصلاح الأحوال، وخير من يقتدى به في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم أن دخل على أم سلمة غاضباً مما فعل أصحابه يوم الحديبية حيث أمرهم بالحلق والتحلل فكأنهم تحرجوا وتباطؤوا، فأشارت عليه أم سلمة أن يحلق هو حتى يحلقوا، فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بمشورتها، فما كان إلا أن بادروا إلى امتثال أمره عليه الصلاة والسلام.
من حقها عدم ضرب الزوجة ضرباً مبرحاً
قال تعالى
وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) النساء
وعبد الله بن أبي ذبَابٍ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" لا تضربوا إمَاءَ الله ".فجاء عمر إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ذَئِرْنَ النساءُ على أزواجهن!
فَرَخصَ في ضربهن. فأطاف بآل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نساءٌ كثير، يشكون أزواجهن! فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لقد طاف بآل محمدٍ نساءٌ كثيرٌ ، يشكون أزواجهن؛ ليس أولئك بخياركم (رواه أبو داود وصححه الالباني)
وقال صلى الله عليه وسلم لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم )(متفق عليه)
ولقد رخص الشرع في ضرب النساء ولكن ضربا غير مبرح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ(رواه مسلم)
13-ومن حق الزوجة العدل بينهن إن كن أكثر من واحدة
قال تعالى : " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا "النساء
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : " إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه - يمين - الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وُلوا " (صححه الألباني في الجامع الصغير)
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
" من كانت له امرأتان، فمال إلى إحداهما؛ جاء يوم القيامة وشِقهُ مَائِلٌ (رواه الترمذي وصححه الألباني)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط ( رواه الترمذي وصححه الالباني)
فعليه أن يعدل بينهم في المبيت والمأكل والمشرب والكساء وفي كل شيئ وفي الحب والجماع والله أعلم
وإن من حق الزوجة عدم ظلمها
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيما يرويه عن ربه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) مسلم.)
وعن جابر أن رسول الله قال: { أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم } [رواه مسلم].
ومن ظلمها تضيع حقها أو الخلط بين حق الوالدين وحقها فيكون بظلمها واقامة حق الوالدين على حقها
لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم
هذا وصلى الله علي عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
إعداد
رائد علي أبو الكاس
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران:102)
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } (النساء:1) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } (الأحزاب:70-71) أما بعد:-
"فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
وبعد:-
يجب للزوجة على زوجها حقوق كثيرة ثبت لهما بقول الله تعالى {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } [البقرة: )227
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً" رواه الترمذي وحسنه الألباني
قال تعالى
مِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)الروم
قال الأمام السعدي رحمه الله
{ وَمِنْ آيَاتِهِ } الدالة على رحمته وعنايته بعباده وحكمته العظيمة وعلمه المحيط، { أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } تناسبكم وتناسبونهن وتشاكلكم وتشاكلونهن { لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة.فحصل بالزوجة الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إليها، فلا تجد بين أحد في الغالب مثل ما بين الزوجين من المودة والرحمة،
(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
وقال تعالى
اللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)
قال الإمام السعدي رحمه الله
يخبر تعالى عن منته العظيمة على عباده، حيث جعل لهم أزواجا ليسكنوا إليها، وجعل لهم من أزواجهم أولادا تقرُّ بهم أعينهم ويخدمونهم، ويقضون حوائجهم، وينتفعون بهم من وجوه كثيرة، ورزقهم من الطيبات من جميع المآكل والمشارب، والنعم الظاهرة التي لا يقدر العباد أن يحصوها(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء "( متفق عليه )
وعن أنس قال : ( كان عامة وصية رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يغرغر بنفسه : الصلاة وما ملكت إيمانكم ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه الألباني)
وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي
(الترمذي وصححه الألباني)
وقوله في حجة الوداع
ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة1 فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. إلا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكروهن ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن(الترمذي وصححه الألباني)
وعن عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما النساء شقائق الرجال " (حقوق المرأة في الإسلام)
وقال صلى الله عليه وسلم:
"لا يفرك أي لا يبغض مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر"(مسلم)
وقال صلى الله عليه وسلم:
"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخيارهم خيارهم لنسائهم"(الترمذي واحمد وصححه الألباني)
وعن جابر بن عبد الله وجابر بن عمير قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو [لغو] وسهو ولعب إلا أربع [خصال]: ملاعبة الرجل امرأته وتأديب الرجل فرسه ومشيه بين الغرضين2 وتعليم الرجل السباحة(النسائي وصححه الألباني)
و كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاد يقال له: أنجشة فتعنق الإبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير" (متفق عليه)
وهو في سير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
"دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم [والحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد] [في يوم عيد] فقال لي: ["يا حميراء! أتحبين أن تنظري إليهم؟" فقلت: نعم].فأقامني وراءه] فطأطأ لي منكبيه لأنظر إليهم [فوضعت ذقني على عاتقه وأسندت وجهي إلى خده] فنظرت من فوق منكبيه وفي رواية: من بين أذنه وعاتقه [وهو يقولدونكم يا بني أرفدة"] فجعل يقول: "يا عائشة! ما شبعت"؟ فأقول: لا لأنظر منزلتي عنده] حتى شبعت.
قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيبا] وفي رواية: [حتى إذا مللت قال: "حسبك؟" قلت نعم قال: "فاذهبي" وفي أخرى: [قلت: لا تعجل فقام لي ثم قال: "حسبك؟" قلت: لا تعجل [ولقد رأيته يرواح بين قدميه] قالت: ما بي حب النظر إليهم ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه [وأنا جارية] [فاقدروا قدر الجارية [العربة] الحديثة السن الحريصة على اللهو] [قالت: فطلع عمر فتفرق الناس عنها والصبيان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت شياطين الإنس والجن فروا من عمر"] [قالت عائشة: قال صلى الله عليه وسلم يومئذ: "لتعلم يهود أن في ديننا فسحة"] (متفق عليه)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
"إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤتى بالإناء فأشرب منه وأنا حائض ثم يأخذه فيضع فاه على موضع في وإن كنت لآخذ العرق فآكل منه ثم يأخذه فيضع فاه على موضع في"(مسلم).
وعن أم سلمة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه اتقوا الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم
وورد بلفظ : كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم . حتى جعل يغرغر بها في صدره وما يفيض بها لسانه
المهر:
لقوله تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) (النساء: 4).
فلا إفراط ولا تفريط، ولا إسراف ولا تقتير
النفقة والسكن:
لقوله -تعالى-: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة: 233).
وقوله تعالى: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) (*) (الطلاق: 6).
وعن حكيم بن معاوية عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، ما حق الزوجة على أحدنا؟ قال: "أن تَطعمها إذا طَعِمْتَ، وأن تكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبّح، ولا تهجُر إلا في البيت"(ابي داود وصححه الألباني).
وأخرج الشيخان أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لهند بنت عتبة عندما جاءت تشكو شُحّ أبي سفيان عليها وعلى ولدها، قال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"(متفق عليه)
وقال صلى الله عليه وسلم لا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن.(الترمذي وصححه الألباني)
وقال صلى الله عليه وسلم
وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى عِيَالِكَ صَدَقَةٌ وَإِنَّ مَا تَأْكُلُ امْرَأَتُكَ مِنْ مَالِكَ صَدَقَةٌ (رواه مسلم)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك
(رواه مسلم )
المعاشرة بالمعروف وحسن الخلق:
قال الله تعالى مبيِّناً هذا الحقّ: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) ) (النساء: 19).
وقال عليه الصلاة والسلام: "خيرُكم خيرُكُم لأهله، وأنا خيركم لأهله"(الترمذي وصححه الالباني في الصحيحة)
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الاعلى في حسن المعاشرة مع زوجاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام " . قالت : وعليه السلام ورحمة الله . قالت : وهو يرى ما لا أرى (متفق عليه)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني فآكل معه وأنا عارك وكان يأخذ العرق فيقسم علي فيه فأعترق منه ثم أضعه فيأخذه فيعترق منه ويضع فمه حيث وضعت فمي من العرق ويدعو بالشراب فيقسم علي فيه قبل أن يشرب منه فآخذه فأشرب منه ثم أضعه فيأخذه فيشرب منه ويضع فمه حيث وضعت فمي من القدح .
(النسائي وصححه الالباني)
وعنها أيضا:
أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره وهي جارية [قالت: لم أحمل اللحم ولم أبدن1] فقال لأصحابه: "تقدموا" [فتقدموا] ثم قال: "تعالي أسابقك فسابقته فسبقته على رجلي" فلما كان بعد خرجت معه في سفر فقال لأصحابه: "تقدموا" ثم قال: "تعالي أسابقك ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم" [وبدنت] فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على هذه الحال؟ فقال: "لتفعلن" فسابقته فسبقني فـ [جعل يضحك و] قال: "هذه بتلك السبقة(رواء الغليل
وعن عائشة رضي الله عنها : ما كان يصنع النبي صلى الله عليه وسلم في أهله؟ فقالت: "كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج".(الادب المفرد وصححه الالباني)
وعن عائشة رضي الله عنها : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: "يخصف نعله(1)، ويعمل ما يعمل الرجل في بيته". ( وفي رواية قالت: "ما يصنع أحدكم في بيته؛ يخص النعل، ويرقع الثوب، ويخيط")
(الادب المفرد وصححه الالباني)
وعن عمرة: قيل لعائشة رضي الله عنها : ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: " كان بشراً من البشر؛ يفلي ثوبه، ويحلب شاته".(الادب المفرد وصححه الالباني)
وكان يركب الحمار و يخصف النعل و يرقع القميص ، و يقول : من رغب عن سنتي فليس مني " .
صححه الألباني في " السلسلة الصحيحة ":
ولأجل فلا بد للزوج بالتزام المنهج الشرعي في معاشرة الزوجة بالمعروف، ومعاملتها بالحسنى امتثالاً لقوله تعالى: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) (البقرة: 229).
حق المبيت والمعاشرة
وهذا حق يجب على الزوج أن يقوم به
قال تعالى
وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)البقرة
وقال ابن عباس رضي الله عنهما إني أحب أن أتزين لزوجتي كما احب ان تتزين لي( البيهقي )
ولما اخى النبي صلى الله عليه وسلم ذهب سلمان الفارسي لأبي الدرداء يزوره، وقد آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أم الدرداء مبتذلة، فقال: ما شأنك؟ قالت: إن أخاك لا حاجة له في الدنيا،يقوم الليل، ويصوم النهار!! فجاء أبو الدرداء، فرحب به، وقرب إليه طعاماً فقال له سلمان: كُلْ. قال: إني صائم، قال: أقسمت عليك لتفطرن، فأكل معه، ثم بات عنده، فلما كان الليل، أراد أبو الدرداء أن يقوم، فمنعه سلمان. وقال: إن لجسدك عليك حقاً، ولربّك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، صُم وافطر، وائت أهلك، وأعط كل ذي حق حقه، فلما كان وجه الصبح، قال: قم الآن إن شئت، فقاما، فتوضآ ثم ركعا، ثم خرجا إلى الصلاة، فأتى النبي صلى الله عليه، فذكر ذلك له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق سلمان"( البخاري)
تعليمها أمور دينها
فيجب علي الزوج يعلمها الزوج أمور دينهاوعلى الزوج أن يتخذ من الوسائل الشرعية ما يُكمّل به هذا الجانب، والرسول صلى الله عليه وسلم، كان يعلم تساءه أمور دينهن،
قال الحق سبحانه : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها "
روى مسلم في صحيحه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم ، إذا أوتر يقول : " قومي يا عائشة " .
وفسر ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى " قوا أنفسكم وأهليكم ناراً " بقوله : اعملوا بطاعة الله ، واتقوا معاصي الله ، وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار .
الغيرة عليها
وإن من اعظم حقوق الزوجة وواجبات الزوج أن يصون كرامتها ويحفظ عِرْضها، ويَغَار عليها
فترى كثير من الرجال، يطلق العنان لزوجته تختلط مع الرجال وتحادثهم وتصافحهم وتتبرج وتتعطر وتقضي يومها علي التلفاز ولا حول ولا قوة الا بالله
فأدوا حقوق زوجاتكم بالغيرة عليهن، وإلا فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
ومن حقها علي زوجها أن يحفظ سرها عامة وسر فراشها خاصة
فترى كثير من الرجال يتساهل بهذا الامر ولا يرقب فيه الا ولا ذمة ويذهب يفشي سر فراشه ويحدث به اصدقائه ولا حول ولا قوة الا بالله
وعن أبي سعيد الخدري
إن من شر الناس منزلة عند الله يوم ا لقيامة 00 ثم ينشر سرها " (رواه مسلم)
وعن ابي سعيد الخدري وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها (رواه أحمد وصححه الأرنؤوط)
ألا هل عست امرأة أن تخبر القوم بما يكون من زوجها إذا خلا بها ؟ ألا هل عسى رجل أن يخبر القوم بما يكون منه إذا خلا بأهله ؟ فقامت منهن امرأة سفعاء الخدين فقالت : والله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن قال : فلا تفعلوا ذلك أفلا أنبئكم ما مثل ذلك ؟ مثل شيطان أتى شيطانة بالطريق فوقع بها والناس ينظرون ( الصحيحة للالباني )
يقول الشاعر:
واحفَظْ لسانَكَ واحتَرِزْ من لفْظهِ ... فالمرءُ يسلمُ باللسانِ ويعطَبُ
وزِنِ الكلامَ إذا نَطَقْتَ ولا تكن ........ ثرثارةً في كلِّ نادٍ تخطُبُ
والسرّ فاكتمْهُ ولَا تنطقْ بِهِ ....... فهوَ الأسيرُ لديكَ إذْ لا ينشِبُ
واحرصْ علَى حفظِ القلوبِ من الأذَى ... فرجوعُها بعدَ التنافرِ يصعُبُ
إنَّ القلوبَ إذا تنافرَ ودُّهَا ......... مثلُ الزجاجةِ كسرُهَا لا يُشعبُ
ومن حقها علي زوجها الصبر علي أذاها
وكان صلى الله عليه وسلم يصبر علي نسائه وكان نسائه يراجعنه في الامر فكان يصبر عليهن وامر بالصبر عليهن
فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء " ( متفق عليه )
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قَالَتْ فَقُلْتُ مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ فَقَالَ أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلْتِ لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ قَالَتْ قُلْتُ أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ (متفق عليه)
وقَالَ عُمَرُ وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ الزُّهْرِيُّ كَرِهَ وَاللَّهِ مَا سَأَلَهُ عَنْهُ وَلَمْ يَكْتُمْهُ قَالَ هِيَ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ ثُمَّ أَخَذَ يَسُوقُ الْحَدِيثَ قَالَ كُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ قَوْمًا نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَجَدْنَا قَوْمًا تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ مِنْ نِسَائِهِمْ قَالَ وَكَانَ مَنْزِلِي فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ بِالْعَوَالِي فَتَغَضَّبْتُ يَوْمًا عَلَى امْرَأَتِي فَإِذَا هِيَ تُرَاجِعُنِي فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي فَقَالَتْ مَا تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ فَانْطَلَقْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ أَتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ نَعَمْ فَقُلْتُ أَتَهْجُرُهُ إِحْدَاكُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ قَالَتْ نَعَمْ قُلْتُ قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْكُنَّ وَخَسِرَ أَفَتَأْمَنُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا لِغَضَبِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هِيَ قَدْ هَلَكَتْ لَا تُرَاجِعِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَسْأَلِيهِ شَيْئًا وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْسَمَ وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكِ يُرِيدُ عَائِشَةَ (متفق عليه)
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ
(رواه مسلم)
ومن حقها المناصحة
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ
(رواه مسلم)
وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ(البخاري)
ومن أحق الناس بالنصيحة هم أهل بيت الرجل زوجته وأولاده
قال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول (السنن الكبرى للنسائي)
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت
(رواه أبو داود والنسائي والحاكم وصححه الألباني في الترغيب والترهيب)
ومن حقها ان تشاورها
أن يكون التشاور وتداول الرأي قائماً بين الزوجين فيما يتعلق بشئون البيت وتدبير أمر الأسرة، ومصير الأولاد، وليس من الحكمة في شيء أن يستبد الرجل برأيه ولا يلتفت إلى مشورة امرأته، لا لشيء، إلا لأنها امرأة، ومشورتها قدح لقوامته عليها في نظره السقيم. فكم من امرأة أدلت برأي صار له أكبر الأثر في استقامة أمور وصلاح الأحوال، وخير من يقتدى به في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم أن دخل على أم سلمة غاضباً مما فعل أصحابه يوم الحديبية حيث أمرهم بالحلق والتحلل فكأنهم تحرجوا وتباطؤوا، فأشارت عليه أم سلمة أن يحلق هو حتى يحلقوا، فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بمشورتها، فما كان إلا أن بادروا إلى امتثال أمره عليه الصلاة والسلام.
من حقها عدم ضرب الزوجة ضرباً مبرحاً
قال تعالى
وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) النساء
وعبد الله بن أبي ذبَابٍ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" لا تضربوا إمَاءَ الله ".فجاء عمر إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ذَئِرْنَ النساءُ على أزواجهن!
فَرَخصَ في ضربهن. فأطاف بآل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نساءٌ كثير، يشكون أزواجهن! فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لقد طاف بآل محمدٍ نساءٌ كثيرٌ ، يشكون أزواجهن؛ ليس أولئك بخياركم (رواه أبو داود وصححه الالباني)
وقال صلى الله عليه وسلم لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم )(متفق عليه)
ولقد رخص الشرع في ضرب النساء ولكن ضربا غير مبرح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ(رواه مسلم)
13-ومن حق الزوجة العدل بينهن إن كن أكثر من واحدة
قال تعالى : " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا "النساء
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : " إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه - يمين - الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وُلوا " (صححه الألباني في الجامع الصغير)
وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
" من كانت له امرأتان، فمال إلى إحداهما؛ جاء يوم القيامة وشِقهُ مَائِلٌ (رواه الترمذي وصححه الألباني)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط ( رواه الترمذي وصححه الالباني)
فعليه أن يعدل بينهم في المبيت والمأكل والمشرب والكساء وفي كل شيئ وفي الحب والجماع والله أعلم
وإن من حق الزوجة عدم ظلمها
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيما يرويه عن ربه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) مسلم.)
وعن جابر أن رسول الله قال: { أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم } [رواه مسلم].
ومن ظلمها تضيع حقها أو الخلط بين حق الوالدين وحقها فيكون بظلمها واقامة حق الوالدين على حقها
لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم
هذا وصلى الله علي عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم