الأستاذ محمد رحيل
06-12-2011, 01:35 AM
كم فيه من سمة قد خالفت طرقا***للشرع يا مبصرا حوقل لباريه
الحمد لله رب العالمين,والعاقبة للمتقين,ولا عدوان إلا على الظالمين,والصلاة والسلام على نبينا محمد,وآله والتابعين,ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين,أما بعد فقد اطلعت على القصيدة التي ألفها الأخ مختار عماني,في مدح بن حنفية العابدين,فألفيتها قصيدة قد تغافل فيها عما انتقد على الشيخ عابدين,وراح يطري ويمدح بالألقاب المبالغ فيها كقوله:[شَهْدُ التقاة,شيخ المغارب,أبو الأفضال,مرتق لسماء الفضائل...] وفيها بعض الهنات,من الناحية الوزنية كقوله:
1-[ تِلكَ المَحافِلُ إذْما يَشْدُ شادِيْهِ]فقوله يشد الأصل أنه بالواو قال الفيومي:{ش د و}:شدا يشدو شدوا.المصباح{179}.ولو أثبت الواو لانكسر الوزن.لكن يبقى العيب وهو خرم الواو.
2- قوله:[ سَتْدْرِي مخْبَرَهُ فَأَنْتَ رَائِيْهِ]استعمل [فعولن] وهي لا تكون إلا شاذة في الصدر.
3- وقوفه على المتحرك,والعرب لاتقف عليه,كقوله:[مشربه,مسرحه,بساحته,عطش ,نظرٍ..]
وهاهي قصيدته: كم فيكَ مِن سمةٍ للخيرِ بارزةٍ
قِفْ وَاسْأل الفَضْلَ عنْ أنْدَى أياديهِ... وَعَنْ نوادِر ما يُلفَى بنادِيْهِ
واسْألْهُ عَنْ عَالِمٍ لَطالمَا اغْتَبطتْ... تِلكَ المَحافِلُ إذْما يَشْدُ شادِيْهِ
زَيْنُ الهُداةِ أبُو الأفْضَالِ عالمنا... شَهْدُ التُقَاةِ أقُولُ بعْضَ مافِيْهِ
شَيْخُ المغَارب زينُ العابدِيْنَ أخو... عِلْمٍ وفََضْلٍ وَزُهْدٍ لسْتُ أحْصِيْهِ
الحِلْمُ مَرْكَبُهُ،وَالفِقْهُ مَشْرَبُهُ... وَالعَدْلُ تَرْقُبُهُ يُهْدى لِبَاغِيْهِ
وَالْعِلْمُ مَسْبَحُهُ،وَالبَذْلُ مَسْرَحُهُ... وَحِكْمَةُ اللهِ قَدْ حَلَّتْ بَوَادِيْهِ
مَنْ يَبْتَغِ العِلْمَ فَلْيَنْزَلْ بِسَاحَتِهِ... فَالعِلْمُ - لا شَكـَّ - لا يَنْفَكُّ يَاتِيهِ
مَنْ جَاءَ ذا سَغَبٍ ،أوْ جَاءَ ذَا عَطَشٍ... أوْ جَاءَ ذَا نَصَبٍ إنْزَاحَ مَافِيْهِ
أُنْظُر لِمَظْهَرِهِ إنْ كُنْتَ ذَا نَظَرٍ... سَتْدْرِي مخْبَرَهُ فَأَنْتَ رَائِيْهِ
تَأبَى عَلَيْنَا أيَادٍ مِنْكـَ سَابغَةُ... بِأنْ نَضِنَّ بِمَا يَرْوِيْهِ رَاوِيْهِ
لأمْدَحَنَكُمْ بِلا مُبَالغَةٍ... وَالْصِّدقُ فيْ مَدْحِكُمْ شَرْطٌ أُرَاعِيَهِ
نَشَأَتَ تَطْعَمُ فيْ بَيْتِ الْهَنَا أَدَبًا ...وَتَرْضَعُ الْفَضْلَ فيْ أَسْمَى مَعَانِيْهِ
حَتَّى امْتَطَيْتَ بُرَاقَ الْخَيْرِ مُرْتَقِيًا...سَمَا الْفَضَائِلِ «فَضْلُ الْلَّهِ يُؤْتِيَهِ»
كَمْ فِيْكِ مِنْ سِمَةٍ لِلْخَيْرِ بَارِزَةٍ .... يَقُوْلُ مُبْصِرُهَا حَمْدَا لِبَارِيْهِ
إِنِّي مَدْحَتُكُمُ وَاللَّهُ حَسْبُكُمُ ... شَيْخِيْ وَحَسْبِيَ وَيْحِيْ إِذْ أُلَاقِيْهِ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا مُرْسَلَا أَبَدًا .... نَنْجُوا بِهِ فيْ غَدٍ مِنْ هَوْلِ مَافِيْهِ
ثُمَّ الْصَّلاةُ عَلَىَ الْمُخْتَارِ سَيِّدِنَا .... مَتَىَ تَلَا فيْ كِتَابِ الْلَّهِ تَالِيْهِ
وها هو ذا نقدها وبالله التوفيق:
قفْ واسْألِ النهج عن أعتى مساويه*****وعن فواقر ما يُلْقى بناديه
من مثل ما قاله مصرِّحا علنــــا *****هذا من السرِّ فاحذرنْ مماشيه[1]
أخشى التصدِّي لتدريس العقيدة يا***ذا الشيخَ أقصرْ عن التمييع عاديه
أم كيف تمدحه مختار بالحســـن*****هلاَّ نظرْتَ لِسَيْرٍ منْهُ مَا فيـــــــه
يدعو لجمعيَّةٍ ترى عداوتــــــنا*****أعضاؤها خُصُمٌ هم من أعاديـــــه
قد فرَّقت سلفا كانوا على السنن***** صاروا-أخي-شِيَعاً فلا أحابيـــــه[2]
يدعو بزاويةٍ بها القبور كــــذا *****تُزارُ من عددٍ ضلَّتْ أمانيـــــــه[3]
ألقابُ-يا صاحبي- التي نعتَّ بها*****ما طابقت كلُّها بل بعضُهـــــا فيه
فلا تكن عجِلاً بالوصف تُطْلِقُ ما*****لا يلتقي-أسفاً- وما نعــــــــــانيه
كم فيه من سمة قد خالفت طرقا*****للشرع يا مبصرا حوقل لباريــــه
وكم تركت-أخي- من الأمور فلم***** أسرد سوى ذا وما ذكرت كافيه
والحمد لله حمدا كافيــــــا سلِسا*****أرجو به من إلهنا مَــــــــــصافيه
ثم الصلاة على المختار سيِّـدنا ***** متى تلا في كتاب الله تاليــــــــه
[1]:قال بن حنفية العابدين:{إذا أردتم أن تعرفوا سرا من أسراري فأنا أخشى تديس العقيدة}
[2]لا أدل على هذه التفرقة من المكالمات التي انهالت على المشايخ في الجزائر في شأن الخصومة بين الإخوة في أمر الجمعية.ولو شئت لسميت الأماكن.
[3]الزاوية بها قبور سبعة,والمبنى واحد ثم إنها تسمى مقبرة باتفاق أهل العلم.وإنما اختلفوا إذا كان هناك قبر واحد فهل تسمى مقبرة أم لا؟ فذهب شيخ الإسلام إلى أنها مقبرة وذهب غيره إلى أنها لا تصير مقبرة إلا بالقبرين فما فوق.
وكتبه أبو العباس محمد رحيل صبيحة يوم الجمعة 9/رجب/1432هـ الموافق ل:10/جوان/2011م
الحمد لله رب العالمين,والعاقبة للمتقين,ولا عدوان إلا على الظالمين,والصلاة والسلام على نبينا محمد,وآله والتابعين,ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين,أما بعد فقد اطلعت على القصيدة التي ألفها الأخ مختار عماني,في مدح بن حنفية العابدين,فألفيتها قصيدة قد تغافل فيها عما انتقد على الشيخ عابدين,وراح يطري ويمدح بالألقاب المبالغ فيها كقوله:[شَهْدُ التقاة,شيخ المغارب,أبو الأفضال,مرتق لسماء الفضائل...] وفيها بعض الهنات,من الناحية الوزنية كقوله:
1-[ تِلكَ المَحافِلُ إذْما يَشْدُ شادِيْهِ]فقوله يشد الأصل أنه بالواو قال الفيومي:{ش د و}:شدا يشدو شدوا.المصباح{179}.ولو أثبت الواو لانكسر الوزن.لكن يبقى العيب وهو خرم الواو.
2- قوله:[ سَتْدْرِي مخْبَرَهُ فَأَنْتَ رَائِيْهِ]استعمل [فعولن] وهي لا تكون إلا شاذة في الصدر.
3- وقوفه على المتحرك,والعرب لاتقف عليه,كقوله:[مشربه,مسرحه,بساحته,عطش ,نظرٍ..]
وهاهي قصيدته: كم فيكَ مِن سمةٍ للخيرِ بارزةٍ
قِفْ وَاسْأل الفَضْلَ عنْ أنْدَى أياديهِ... وَعَنْ نوادِر ما يُلفَى بنادِيْهِ
واسْألْهُ عَنْ عَالِمٍ لَطالمَا اغْتَبطتْ... تِلكَ المَحافِلُ إذْما يَشْدُ شادِيْهِ
زَيْنُ الهُداةِ أبُو الأفْضَالِ عالمنا... شَهْدُ التُقَاةِ أقُولُ بعْضَ مافِيْهِ
شَيْخُ المغَارب زينُ العابدِيْنَ أخو... عِلْمٍ وفََضْلٍ وَزُهْدٍ لسْتُ أحْصِيْهِ
الحِلْمُ مَرْكَبُهُ،وَالفِقْهُ مَشْرَبُهُ... وَالعَدْلُ تَرْقُبُهُ يُهْدى لِبَاغِيْهِ
وَالْعِلْمُ مَسْبَحُهُ،وَالبَذْلُ مَسْرَحُهُ... وَحِكْمَةُ اللهِ قَدْ حَلَّتْ بَوَادِيْهِ
مَنْ يَبْتَغِ العِلْمَ فَلْيَنْزَلْ بِسَاحَتِهِ... فَالعِلْمُ - لا شَكـَّ - لا يَنْفَكُّ يَاتِيهِ
مَنْ جَاءَ ذا سَغَبٍ ،أوْ جَاءَ ذَا عَطَشٍ... أوْ جَاءَ ذَا نَصَبٍ إنْزَاحَ مَافِيْهِ
أُنْظُر لِمَظْهَرِهِ إنْ كُنْتَ ذَا نَظَرٍ... سَتْدْرِي مخْبَرَهُ فَأَنْتَ رَائِيْهِ
تَأبَى عَلَيْنَا أيَادٍ مِنْكـَ سَابغَةُ... بِأنْ نَضِنَّ بِمَا يَرْوِيْهِ رَاوِيْهِ
لأمْدَحَنَكُمْ بِلا مُبَالغَةٍ... وَالْصِّدقُ فيْ مَدْحِكُمْ شَرْطٌ أُرَاعِيَهِ
نَشَأَتَ تَطْعَمُ فيْ بَيْتِ الْهَنَا أَدَبًا ...وَتَرْضَعُ الْفَضْلَ فيْ أَسْمَى مَعَانِيْهِ
حَتَّى امْتَطَيْتَ بُرَاقَ الْخَيْرِ مُرْتَقِيًا...سَمَا الْفَضَائِلِ «فَضْلُ الْلَّهِ يُؤْتِيَهِ»
كَمْ فِيْكِ مِنْ سِمَةٍ لِلْخَيْرِ بَارِزَةٍ .... يَقُوْلُ مُبْصِرُهَا حَمْدَا لِبَارِيْهِ
إِنِّي مَدْحَتُكُمُ وَاللَّهُ حَسْبُكُمُ ... شَيْخِيْ وَحَسْبِيَ وَيْحِيْ إِذْ أُلَاقِيْهِ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا مُرْسَلَا أَبَدًا .... نَنْجُوا بِهِ فيْ غَدٍ مِنْ هَوْلِ مَافِيْهِ
ثُمَّ الْصَّلاةُ عَلَىَ الْمُخْتَارِ سَيِّدِنَا .... مَتَىَ تَلَا فيْ كِتَابِ الْلَّهِ تَالِيْهِ
وها هو ذا نقدها وبالله التوفيق:
قفْ واسْألِ النهج عن أعتى مساويه*****وعن فواقر ما يُلْقى بناديه
من مثل ما قاله مصرِّحا علنــــا *****هذا من السرِّ فاحذرنْ مماشيه[1]
أخشى التصدِّي لتدريس العقيدة يا***ذا الشيخَ أقصرْ عن التمييع عاديه
أم كيف تمدحه مختار بالحســـن*****هلاَّ نظرْتَ لِسَيْرٍ منْهُ مَا فيـــــــه
يدعو لجمعيَّةٍ ترى عداوتــــــنا*****أعضاؤها خُصُمٌ هم من أعاديـــــه
قد فرَّقت سلفا كانوا على السنن***** صاروا-أخي-شِيَعاً فلا أحابيـــــه[2]
يدعو بزاويةٍ بها القبور كــــذا *****تُزارُ من عددٍ ضلَّتْ أمانيـــــــه[3]
ألقابُ-يا صاحبي- التي نعتَّ بها*****ما طابقت كلُّها بل بعضُهـــــا فيه
فلا تكن عجِلاً بالوصف تُطْلِقُ ما*****لا يلتقي-أسفاً- وما نعــــــــــانيه
كم فيه من سمة قد خالفت طرقا*****للشرع يا مبصرا حوقل لباريــــه
وكم تركت-أخي- من الأمور فلم***** أسرد سوى ذا وما ذكرت كافيه
والحمد لله حمدا كافيــــــا سلِسا*****أرجو به من إلهنا مَــــــــــصافيه
ثم الصلاة على المختار سيِّـدنا ***** متى تلا في كتاب الله تاليــــــــه
[1]:قال بن حنفية العابدين:{إذا أردتم أن تعرفوا سرا من أسراري فأنا أخشى تديس العقيدة}
[2]لا أدل على هذه التفرقة من المكالمات التي انهالت على المشايخ في الجزائر في شأن الخصومة بين الإخوة في أمر الجمعية.ولو شئت لسميت الأماكن.
[3]الزاوية بها قبور سبعة,والمبنى واحد ثم إنها تسمى مقبرة باتفاق أهل العلم.وإنما اختلفوا إذا كان هناك قبر واحد فهل تسمى مقبرة أم لا؟ فذهب شيخ الإسلام إلى أنها مقبرة وذهب غيره إلى أنها لا تصير مقبرة إلا بالقبرين فما فوق.
وكتبه أبو العباس محمد رحيل صبيحة يوم الجمعة 9/رجب/1432هـ الموافق ل:10/جوان/2011م