أم جابر السلفية
07-25-2009, 06:54 AM
الأَمْـــرُ بِالمَـعْـرُوفِ وَالنَّــهْـيُ عَـنِ الـمُـنْــكَــرِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
فإن الله أثنى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنها خير أمة أخرجت للناس وجعل أبرز خصالها التي استحقت بها هذا الثناء العاطر من رب الأرض والسماء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والإيمان بالله ، وأن هذه الثلاث الخصال مترابطة لا ينفك بعضها عن بعض ، فكما فرض الله عليهم الإيمان فإنه فرض عليهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمن لازم الإيمان أن صاحبه لابد أن يكون آمراً بمعروف ومن لازمه أن يكون ناهياً عن منكر على مراتبه الثلاث في قوله صلى الله عليه وسلم: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان » وفي الحديث: « ثلاثٌ لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله ، والنصح لأئمة المسلمين ، ولزوم جماعتهم ، فإن دعوتهم تحوط من ورائهم » صحيح الجامع 6642 أحمد والحاكم عن جبير بن مطعم، وأبو داود وابن ماجة عن زيد بن ثابت، والترمذي وابن ماجة عن ابن مسعود، وفي الحديث أيضاً: « لا يحقرن أحدكم نفسه أن يقول لله بحق إن رآه أو سمعه » ولقد رأينا من المثقفين - بل ممن تغبطهم على علمٍ وعقل - أقواماً يتضايقون من ذكر الحزبيات الجديدة وبيان ما فيها من أخطاء وما عليها من ملاحظات ومآخذ ، فتراهم يتهمون من سلك هذا المسلك وهو بيان ما في تلك المناهج من أخطاء فاحشة بعضها يخرج من الإسلام كالشرك الأكبر وبعضها يخدشه خدشاً ليس باليسير كالبدع والتشريعات التي وضعوها من عند أنفسهم استحساناً كقول مؤسس المنهج الإخواني " نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه "، وقوله في شرط الطاعة من شروط البيعة العشرة من رسالة التعاليم ص274 " وأريد بالطاعة امتثال الأمر وإنفاذه توًّا في العسر واليسر والمنشط والمكره. يعني : بدون مراجعة ولا تردد " ، وهذا الشرط مخالفٌ لتعاليم الإسلام فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع أصحابه على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره ويلقنهم فيما استطعت،ويقول : « إنما الطاعة في المعروف، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ».
فإذا بين أحد هذه التشريعات الغريبة عن الإسلام ووضحها لطلاب العلم الذين يجهلون هذا قالوا هذا تفريق للمسلمين، هذه غيبة للدعاة !!!
أولاً: أخي المسلم أرجو أن تتذكر أن الإسلام هو ما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ما استحسنه الشيوخ وجعلوه شرعاً لأتباعهم، فمن أسس دعوة على نهج مخترع من عند نفسه وأدخل في الإسلام ما ليس منه وأخرج منه أساسه الأعظم وقاعدته التي لا يقوم إلا عليها فإن عمله مردود غير مقبول لأنه فقد أحد الأصلين اللذين يقوم عليهما كل عمل وهما الإخلاص لله والصواب على ما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولسنا نتكلم عن الإخلاص فهو أمر يعلمه الله ولكن نقول أن من ترك من الدعوة إلى الله البداية بالتوحيد ، وسكت عن الشرك حتى كأنه مباح شرعاً واشترط في دعوته شروطاً ليست في كتاب الله فإن عمله قد جانب الصواب وخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته.
ثانياً: يتظاهرون بالتنسك والتعبد فيغرون من لا يعلم حقيقة أمرهم فينخدع بـهم وهم في الحقيقة يدعون إلى خلافه بدلاً من التوحيد ، ويرون الخروج على الولاة المسلمين ويربون الشباب على بغضهم ويعدون العدة للخروج عليهم متى تهيأت الفرص.
ثالثاً: يجب على من يعلم هذه الحقائق بالدلائل والقرائن أن يبين أمرهم ويحذر منهم طاعة لله وأمراً بالمعروف ونـهياً عن المنكر الذي أمر الله به وجعله من أبرز صفات هذه الأمة.
رابعاً: نحن نعتـقـد أن مـن سـكـت عـن بـيـان هذه الأمور وهو يعلمها أنـه قد خان الأمانة التي أوجب الله عليـه أداءها بقوله ﴿ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ وخان الدولة ، وخان المجتمع الذي هو فيه ، وذلك في نفس الوقت خيانة للدين الإسلامي لأنه تقصير في حماية الدين من الدخيل.
خامساً: ومن سكت عن هذه المناهج التي فيها من المخالفات للدين الإسلامي في أصوله وفروعه وعقائده وأحكامه فإنه قد شجع الفساد وأعان المفسدين والمحْدِثين في الدين ما ليس منه.
سادساً: وهو في هذه الحالة داخل في اسم الكاتمين الذين أخبر الله عز وجل أنه يلعنهم ويلعنهم اللاعنون من عباده حيث يقول ﴿ إِنَّ الذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾.
سابعاً: ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « لعن الله من لعن والديه لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من آوى محدثاً لعن الله من غير منار الأرض » والسكوت عن هؤلاء إيواء للمحدثين و إعانة لهم فاحذر يا عبد الله أن تسكت عن الباطل وتقره فتدخل في عداد من سمى الله فتخسر في الآخرة فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وكتبه:
أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّجْمِيّ
(رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
فإن الله أثنى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنها خير أمة أخرجت للناس وجعل أبرز خصالها التي استحقت بها هذا الثناء العاطر من رب الأرض والسماء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والإيمان بالله ، وأن هذه الثلاث الخصال مترابطة لا ينفك بعضها عن بعض ، فكما فرض الله عليهم الإيمان فإنه فرض عليهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمن لازم الإيمان أن صاحبه لابد أن يكون آمراً بمعروف ومن لازمه أن يكون ناهياً عن منكر على مراتبه الثلاث في قوله صلى الله عليه وسلم: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان » وفي الحديث: « ثلاثٌ لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله ، والنصح لأئمة المسلمين ، ولزوم جماعتهم ، فإن دعوتهم تحوط من ورائهم » صحيح الجامع 6642 أحمد والحاكم عن جبير بن مطعم، وأبو داود وابن ماجة عن زيد بن ثابت، والترمذي وابن ماجة عن ابن مسعود، وفي الحديث أيضاً: « لا يحقرن أحدكم نفسه أن يقول لله بحق إن رآه أو سمعه » ولقد رأينا من المثقفين - بل ممن تغبطهم على علمٍ وعقل - أقواماً يتضايقون من ذكر الحزبيات الجديدة وبيان ما فيها من أخطاء وما عليها من ملاحظات ومآخذ ، فتراهم يتهمون من سلك هذا المسلك وهو بيان ما في تلك المناهج من أخطاء فاحشة بعضها يخرج من الإسلام كالشرك الأكبر وبعضها يخدشه خدشاً ليس باليسير كالبدع والتشريعات التي وضعوها من عند أنفسهم استحساناً كقول مؤسس المنهج الإخواني " نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه "، وقوله في شرط الطاعة من شروط البيعة العشرة من رسالة التعاليم ص274 " وأريد بالطاعة امتثال الأمر وإنفاذه توًّا في العسر واليسر والمنشط والمكره. يعني : بدون مراجعة ولا تردد " ، وهذا الشرط مخالفٌ لتعاليم الإسلام فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع أصحابه على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره ويلقنهم فيما استطعت،ويقول : « إنما الطاعة في المعروف، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ».
فإذا بين أحد هذه التشريعات الغريبة عن الإسلام ووضحها لطلاب العلم الذين يجهلون هذا قالوا هذا تفريق للمسلمين، هذه غيبة للدعاة !!!
أولاً: أخي المسلم أرجو أن تتذكر أن الإسلام هو ما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ما استحسنه الشيوخ وجعلوه شرعاً لأتباعهم، فمن أسس دعوة على نهج مخترع من عند نفسه وأدخل في الإسلام ما ليس منه وأخرج منه أساسه الأعظم وقاعدته التي لا يقوم إلا عليها فإن عمله مردود غير مقبول لأنه فقد أحد الأصلين اللذين يقوم عليهما كل عمل وهما الإخلاص لله والصواب على ما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولسنا نتكلم عن الإخلاص فهو أمر يعلمه الله ولكن نقول أن من ترك من الدعوة إلى الله البداية بالتوحيد ، وسكت عن الشرك حتى كأنه مباح شرعاً واشترط في دعوته شروطاً ليست في كتاب الله فإن عمله قد جانب الصواب وخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته.
ثانياً: يتظاهرون بالتنسك والتعبد فيغرون من لا يعلم حقيقة أمرهم فينخدع بـهم وهم في الحقيقة يدعون إلى خلافه بدلاً من التوحيد ، ويرون الخروج على الولاة المسلمين ويربون الشباب على بغضهم ويعدون العدة للخروج عليهم متى تهيأت الفرص.
ثالثاً: يجب على من يعلم هذه الحقائق بالدلائل والقرائن أن يبين أمرهم ويحذر منهم طاعة لله وأمراً بالمعروف ونـهياً عن المنكر الذي أمر الله به وجعله من أبرز صفات هذه الأمة.
رابعاً: نحن نعتـقـد أن مـن سـكـت عـن بـيـان هذه الأمور وهو يعلمها أنـه قد خان الأمانة التي أوجب الله عليـه أداءها بقوله ﴿ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ وخان الدولة ، وخان المجتمع الذي هو فيه ، وذلك في نفس الوقت خيانة للدين الإسلامي لأنه تقصير في حماية الدين من الدخيل.
خامساً: ومن سكت عن هذه المناهج التي فيها من المخالفات للدين الإسلامي في أصوله وفروعه وعقائده وأحكامه فإنه قد شجع الفساد وأعان المفسدين والمحْدِثين في الدين ما ليس منه.
سادساً: وهو في هذه الحالة داخل في اسم الكاتمين الذين أخبر الله عز وجل أنه يلعنهم ويلعنهم اللاعنون من عباده حيث يقول ﴿ إِنَّ الذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾.
سابعاً: ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « لعن الله من لعن والديه لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من آوى محدثاً لعن الله من غير منار الأرض » والسكوت عن هؤلاء إيواء للمحدثين و إعانة لهم فاحذر يا عبد الله أن تسكت عن الباطل وتقره فتدخل في عداد من سمى الله فتخسر في الآخرة فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وكتبه:
أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّجْمِيّ
(رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى)