أبومالك عمر الطروق
01-11-2012, 10:12 AM
سنة منسية
- المشي حافياً -
فاعملوها و انشروها ولكم أجرها و أجر من عمل بها
نص الحديث :
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحَلَ إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ بِمِصْرَ ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَقَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا وَلَكِنِّي سَمِعْتُ أَنَا وَأَنْتَ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ ، قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : كَذَا وَكَذَا .
قَالَ : فَمَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا وَأَنْتَ أَمِيرُ الْأَرْضِ ؟ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنْ الْإِرْفَاهِ
قَالَ : فَمَا لِي لَا أَرَى عَلَيْكَ حِذَاءً ؟ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا
التخريج :
رواه أبو داود [3629 ] و الإمام أحمد في المسند [22844 ] و البيهقي في الشعب [6196] وصححه الشيخ الألباني في السلسة الصحيحة [502] و في صحيح أبو داود [4160]
الكلام على الحديث :
- غريب مفرداته :
قال الشيخ الألباني بعد أن خرج الحديث في السلسة الصحيحة :
[ 1 - الإرفاه . قال في " النهاية " : هو كثرة التدهن و التنعم و قيل : التوسع في المشرب و المطعم أراد ترك التنعم و الدعة و لين العيش لأنه من زي العجم و أرباب الدنيا " .
قلت : و الحديث يرد ذلك التفسير و لهذا قال أبو الحسن السندي في حاشيته على النسائي : " و تفسير الصحابي يغني عما ذكروا ، فهو أعلم بالمراد " .
قلت : و مثله تفسير عبد الله بن بريدة في رواية النسائي ، و الظاهر أنه تلقاه عن الصحابي . و الله أعلم .
2 - ( الترجل ) هو تسريح الشعر و تنظيفه و تحسينه .
3 - ( غبا ) بكسر المعجمة و تشديد الباء : أن يفعل يوما و يترك يوما و المراد كراهة المداومة عليه و خصوصية الفعل يوما و الترك يوما غير مراد . قاله السندي
4 - ( شعث الرأس ) أي متفرق الشعر .
5 - ( مشعان ) بضم الميم و سكون الشين المعجمة و عين مهملة و آخره نون مشددة هو المنتفش الشعر الثائر الرأس .
6 - ( يمد ناقة ) أي يسقيها مديدا من الماء ] ا.هـ
- فوائده :
هذا الحديث يدل على سُنية عدم تسريح الشعر إلا غباً ، يعني يوماً بعد يوم ! وليس هنا محل بحث هذه فلها مكان آخر ... و إنما هذه للتذكير بسنة غائبة عن أذهان كثير جداً من الناس و هي سُنية المشي بدون نعل – أحياناً – سنة لا يعرفها إلا القليل ، و إن قاموا بتطبيقها استغرب الناس منهم ... بل و لربما أنكروا عليهم صنيعهم !! و الأشنع من ذلك أن يصدر النكير عمن هو محسوب على الدين ! بحجته - الواهية – المعروفة أن زماننا يختلف عن زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
فاقتد بحبيبك و نبيك – صلى الله عليه وسلم – و امش حافياً أحياناً و حاذياً أخرى ... فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مرة مشى حافياً ! إلا أن أغلب أحيانه كان متنعلاً
عن عبد الله بن عمر أنه قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من الأنصار فسلم عليه ثم أدبر الأنصاري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أخا الأنصار كيف أخي سعد بن عبادة فقال صالح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعوده منكم فقام وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشي في تلك السباخ حتى جئناه فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين معه رواه مسلم [1533 ]
و أيضاً و رد ذلك عن عمر رضي الله عنه قوله : [ اخشوشنوا و امشوا حفاة و انتعلوا ]
ولا يعني ذلك أبداً إنكار النظافة و الطهارة و طلب القذارة قال في عون المعبود :
" كره النبي صلى الله عليه وسلم الإفراط في التنعم من التدهين والترجيل على ما هو عادة الأعاجم وأمر بالقصد في جميع ذلك ، وليس في معناه الطهارة والنظافة ، فإن النظافة من الدين "
وينبغي التذكير بورد النهي عن المشي في خف واحدة فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : [ لاَ يَمْشِى أَحَدُكُمْ فِى نَعْلٍ وَاحِدَةٍ لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا ، أَوْ لِيَنْعَلْهُمَا جَمِيعًا ] رواه البخاري [5408 ]
فيا عيني سحي الدم لا الدمع على غربة السنة و أهلها ... فهذه سنة مهجورة ، لو فعلها الإنسان أحياناً لقيل : ما هذا التخلف والرجعية ؟ فكيف لو فعلها مسؤول كبير أو أمير أو وزير كفضالة بن عبيد رضي الله عنه ؟ ! فافعلوها وذكروا الناس بها ... ولكم أجرها و أجر من عمل بها إن شاء الله تعالى ...
- المشي حافياً -
فاعملوها و انشروها ولكم أجرها و أجر من عمل بها
نص الحديث :
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحَلَ إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ بِمِصْرَ ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَقَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا وَلَكِنِّي سَمِعْتُ أَنَا وَأَنْتَ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ ، قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : كَذَا وَكَذَا .
قَالَ : فَمَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا وَأَنْتَ أَمِيرُ الْأَرْضِ ؟ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنْ الْإِرْفَاهِ
قَالَ : فَمَا لِي لَا أَرَى عَلَيْكَ حِذَاءً ؟ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا
التخريج :
رواه أبو داود [3629 ] و الإمام أحمد في المسند [22844 ] و البيهقي في الشعب [6196] وصححه الشيخ الألباني في السلسة الصحيحة [502] و في صحيح أبو داود [4160]
الكلام على الحديث :
- غريب مفرداته :
قال الشيخ الألباني بعد أن خرج الحديث في السلسة الصحيحة :
[ 1 - الإرفاه . قال في " النهاية " : هو كثرة التدهن و التنعم و قيل : التوسع في المشرب و المطعم أراد ترك التنعم و الدعة و لين العيش لأنه من زي العجم و أرباب الدنيا " .
قلت : و الحديث يرد ذلك التفسير و لهذا قال أبو الحسن السندي في حاشيته على النسائي : " و تفسير الصحابي يغني عما ذكروا ، فهو أعلم بالمراد " .
قلت : و مثله تفسير عبد الله بن بريدة في رواية النسائي ، و الظاهر أنه تلقاه عن الصحابي . و الله أعلم .
2 - ( الترجل ) هو تسريح الشعر و تنظيفه و تحسينه .
3 - ( غبا ) بكسر المعجمة و تشديد الباء : أن يفعل يوما و يترك يوما و المراد كراهة المداومة عليه و خصوصية الفعل يوما و الترك يوما غير مراد . قاله السندي
4 - ( شعث الرأس ) أي متفرق الشعر .
5 - ( مشعان ) بضم الميم و سكون الشين المعجمة و عين مهملة و آخره نون مشددة هو المنتفش الشعر الثائر الرأس .
6 - ( يمد ناقة ) أي يسقيها مديدا من الماء ] ا.هـ
- فوائده :
هذا الحديث يدل على سُنية عدم تسريح الشعر إلا غباً ، يعني يوماً بعد يوم ! وليس هنا محل بحث هذه فلها مكان آخر ... و إنما هذه للتذكير بسنة غائبة عن أذهان كثير جداً من الناس و هي سُنية المشي بدون نعل – أحياناً – سنة لا يعرفها إلا القليل ، و إن قاموا بتطبيقها استغرب الناس منهم ... بل و لربما أنكروا عليهم صنيعهم !! و الأشنع من ذلك أن يصدر النكير عمن هو محسوب على الدين ! بحجته - الواهية – المعروفة أن زماننا يختلف عن زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
فاقتد بحبيبك و نبيك – صلى الله عليه وسلم – و امش حافياً أحياناً و حاذياً أخرى ... فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مرة مشى حافياً ! إلا أن أغلب أحيانه كان متنعلاً
عن عبد الله بن عمر أنه قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من الأنصار فسلم عليه ثم أدبر الأنصاري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أخا الأنصار كيف أخي سعد بن عبادة فقال صالح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعوده منكم فقام وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشي في تلك السباخ حتى جئناه فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين معه رواه مسلم [1533 ]
و أيضاً و رد ذلك عن عمر رضي الله عنه قوله : [ اخشوشنوا و امشوا حفاة و انتعلوا ]
ولا يعني ذلك أبداً إنكار النظافة و الطهارة و طلب القذارة قال في عون المعبود :
" كره النبي صلى الله عليه وسلم الإفراط في التنعم من التدهين والترجيل على ما هو عادة الأعاجم وأمر بالقصد في جميع ذلك ، وليس في معناه الطهارة والنظافة ، فإن النظافة من الدين "
وينبغي التذكير بورد النهي عن المشي في خف واحدة فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : [ لاَ يَمْشِى أَحَدُكُمْ فِى نَعْلٍ وَاحِدَةٍ لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا ، أَوْ لِيَنْعَلْهُمَا جَمِيعًا ] رواه البخاري [5408 ]
فيا عيني سحي الدم لا الدمع على غربة السنة و أهلها ... فهذه سنة مهجورة ، لو فعلها الإنسان أحياناً لقيل : ما هذا التخلف والرجعية ؟ فكيف لو فعلها مسؤول كبير أو أمير أو وزير كفضالة بن عبيد رضي الله عنه ؟ ! فافعلوها وذكروا الناس بها ... ولكم أجرها و أجر من عمل بها إن شاء الله تعالى ...