أبو أحمد ضياء التبسي
02-18-2012, 01:56 AM
بيان ضعف ونكارة قصة
تقبيل ابن عمر رضي الله عنهما
للجارية التي وقعت في سهمه في وقعة جلولاء
راجع المقال وعلَّق عليه الشَّيخ الفاضل:
أبو بكر بن ماهر بن عطيَّة المصري
-حفظه الله تعالى-
وما هو بين قوسين بالأحمر تعليقه -حفظه الله تعالى-
الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه أمَّا بعد:
فقد روى الإمام ابن أبي شيبة في مصنَّفه: (3/516) عن زيد بن الحباب عن حمَّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن أيوب اللخمي قال: وقعت لابن عمر جاريةٌ يوم جلولاء في سهمه كأنَّ في عنقها إبريق فضَّة قال: «فَمَا مَلَكَ نَفْسَهُ أَنْ جَعَلَ يُقَبِّلُهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ»!!!،
ورواه الخرائطي في: (اعتلال القلوب): (1/148) قال: حدَّثنا الحسن بن أيُّوب -كوفي- قال: حدَّثنا زياد بن أيُّوب قال: حدَّثنا هشيم بن بشير، عن علي بن زيد بن جدعان قال: حدَّثني أيُّوب اللَّخمي عن ابن عمر قال: «خرج سهمي يوم جلولاء جارية كأنَّ عنقها إبريق فضَّة، فما ملكت نفسي أن قمت إليها فقبَّلتها»!!،
قلت: هذا أثرٌ ضعيف الإسناد منكر المتن، فعلي بن زيد بن جدعان ضعيف؛ ضعَّفه كثير من الأئمة مثل الإمام أحمد وغيره من أهل العلم ترجمته (في) الميزان وغيره وإن كان أخرج له مسلم فقد أخرج له في موضع واحد مقروناً بثابت البناني الثِّقة، وأيضاً فإنَّ أيوباً اللَّخمي مجهول وإن كان ابن حبَّان ذكره في الثِّقات فمعروفٌ أنَّ ابنَ حِبَّان متساهل في (توثيق المجاهيل)، وأيضاً هذا الأثر مضطرب فهو مرويٌ تارةً من قول ابن عمر رضي الله عنهما وتارة من قول أيوبٍ اللَّخمي (وفيه أيضاً عنعنة هشيم وهو مدلس) هذا من ناحية الإسناد، أمَّا المتن فهو منكرٌ جِداً وفيه الطَّعن الصَّريح في أحد أفاضل الصَّحابة وَحُفَّاظ الوحي، بأنَّه يُقَبِّلُ جاريةً له والنَّاس ينظرون وهذا لا شكَّ في أنَّه بعيدٌ عن مثل هذا الصَّحابي الجليل والورع والذي كان من أشَدِّ النَّاس اقتداءً وتأسِّياً بالنَّبيِّ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم، وعلى هذا فلا يغتر أحدٌ بهذا الأثر فينسب لمثل هذا الصَّحابي الجليل هذه الفعلة التي تنكرها النُّفوس، وقد ذكر هذا الأثر الإمام ابن القيِّم رحمه الله في (روضة المحبين)، أمَّا من المعاصرين فكثير ومنهم: عبد المالك رمضاني في كتابه: (العجب العجاب في أشكال الحجاب) فلتتنبَّه.
وصلَّى الله على نَبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.
كتبه:
أبو أحمد ضياء التَّبِسِّي
تقبيل ابن عمر رضي الله عنهما
للجارية التي وقعت في سهمه في وقعة جلولاء
راجع المقال وعلَّق عليه الشَّيخ الفاضل:
أبو بكر بن ماهر بن عطيَّة المصري
-حفظه الله تعالى-
وما هو بين قوسين بالأحمر تعليقه -حفظه الله تعالى-
الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه أمَّا بعد:
فقد روى الإمام ابن أبي شيبة في مصنَّفه: (3/516) عن زيد بن الحباب عن حمَّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن أيوب اللخمي قال: وقعت لابن عمر جاريةٌ يوم جلولاء في سهمه كأنَّ في عنقها إبريق فضَّة قال: «فَمَا مَلَكَ نَفْسَهُ أَنْ جَعَلَ يُقَبِّلُهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ»!!!،
ورواه الخرائطي في: (اعتلال القلوب): (1/148) قال: حدَّثنا الحسن بن أيُّوب -كوفي- قال: حدَّثنا زياد بن أيُّوب قال: حدَّثنا هشيم بن بشير، عن علي بن زيد بن جدعان قال: حدَّثني أيُّوب اللَّخمي عن ابن عمر قال: «خرج سهمي يوم جلولاء جارية كأنَّ عنقها إبريق فضَّة، فما ملكت نفسي أن قمت إليها فقبَّلتها»!!،
قلت: هذا أثرٌ ضعيف الإسناد منكر المتن، فعلي بن زيد بن جدعان ضعيف؛ ضعَّفه كثير من الأئمة مثل الإمام أحمد وغيره من أهل العلم ترجمته (في) الميزان وغيره وإن كان أخرج له مسلم فقد أخرج له في موضع واحد مقروناً بثابت البناني الثِّقة، وأيضاً فإنَّ أيوباً اللَّخمي مجهول وإن كان ابن حبَّان ذكره في الثِّقات فمعروفٌ أنَّ ابنَ حِبَّان متساهل في (توثيق المجاهيل)، وأيضاً هذا الأثر مضطرب فهو مرويٌ تارةً من قول ابن عمر رضي الله عنهما وتارة من قول أيوبٍ اللَّخمي (وفيه أيضاً عنعنة هشيم وهو مدلس) هذا من ناحية الإسناد، أمَّا المتن فهو منكرٌ جِداً وفيه الطَّعن الصَّريح في أحد أفاضل الصَّحابة وَحُفَّاظ الوحي، بأنَّه يُقَبِّلُ جاريةً له والنَّاس ينظرون وهذا لا شكَّ في أنَّه بعيدٌ عن مثل هذا الصَّحابي الجليل والورع والذي كان من أشَدِّ النَّاس اقتداءً وتأسِّياً بالنَّبيِّ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم، وعلى هذا فلا يغتر أحدٌ بهذا الأثر فينسب لمثل هذا الصَّحابي الجليل هذه الفعلة التي تنكرها النُّفوس، وقد ذكر هذا الأثر الإمام ابن القيِّم رحمه الله في (روضة المحبين)، أمَّا من المعاصرين فكثير ومنهم: عبد المالك رمضاني في كتابه: (العجب العجاب في أشكال الحجاب) فلتتنبَّه.
وصلَّى الله على نَبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.
كتبه:
أبو أحمد ضياء التَّبِسِّي