الشاعر أبو رواحة الموري
07-27-2009, 07:42 AM
متى تجوز مقاطعةالمبتدع ، ومتى يجوز البغض في الله ،
وهل تؤثر المقاطعة في هذاالعصر؟
المؤمن ينظر في هذهالمقامات بنظر الإيمان, ونظر الشرع نظر التجرد من الهوى, فإذا كان هجْره للمبتدعوبعْدُه عنه لا يترتب عليه شر أعظم فإن هجْرَه حقٌ وأقل أحواله أن يكون سنةً , وهكذا هجْرمن أعلن المعاصي وأظهرها أقل أحواله أنه سنة , فإن كان عدم الهجر أصلح ؛لأنه يرى أندعوة هؤلاء المبتدعين وإرشادهم إلى السنة , وتعليمهم ما أوجب الله عليهم أن ذلك يؤثرفيهم , وأنه يريدهم فلا يعجل في الهجر, ومع ذلك يبغضهم في الله , ويبغض الكافر فيالله , ويبغض العصاة في الله على قدر معاصيهم وعلى قدر البدعة , بغض الكافر أشد, وبغضالمبتدع على قدر بدعته إذا كانت غير مكفرة على قدرها, والعاصي على قدر معصيته ، ويحبه في الله على قدر إسلامه , أما الهجر ففيه تفصيل يقول ابن عبد القوي- رحمهالله- في قصيدته المشهورة:
وهُجرانُ من أبدى المعاصي سنةٌ * * * وقد قيل إن يردعْه أوجب وأكِّدِ
وفيه على الإطلاق ما دام معلناً * * * ولاقهْ بوجْهٍ مكفهر ٍ مربَّـدِ
وقيل على الإطلاق يجب الهجرمطلقاً, فالحاصل أن الأرجح والأولى النظر في المصلحة, فالنبي - صلى الله عليه وسلم - هجر قوماً وترك آخرين لم يهجرهم , مراعاةً للمصلحة الشرعية الإسلامية , فهجَر كعب بنمالك وصاحبيه - رضي الله عنهم - لما تخلفوا على غزوة تبوك بغير عذر هجَرهم خمسينليلة حتى تابوا فتاب الله عليهم , ولم يهجر عبد الله بن أبي بن سلول وجماعة منالمتهمين بالنفاق لأسباب شرعية قرَّرت ذلك , فالمؤمن ينظر في الأصلح, وهذا لا ينافيبغض الكافر في الله, وبغض المبتدع في الله , وبغض العاصي في الله , ومحبة المسلم فيالله , ومحبة العاصي على قدر إسلامه , ومحبة المبتدع الذي لم يكفر ببدعته على قدر مامعه من الإسلام لا ينافي ذلك , أما هجرهم فينظر في المصلحة:
- فإذا كانهجرهم يرجى فيه الخير لهم ويرجى فيه أن يتوبوا إلى الله من البدعة ومن المعصية فإنالسنة الهجر, وقد أوجب ذلك جمع من أهل العلم قالوايجب،
- وإن كان هجرهم وتركه سواء لا يترتب عليه لا شر ولا خيرفهجرهم أولى أيضاً إظهاراً للأمر المشروع , وإبانة لما يجب من إظهار إنكار المنكر،هجرهم في هذه الحال أولى وأسلم وحتى يعلم الناس خطأهم وغلطهم ،
- والحال الثالثة: أن يكون هجرهم يترتب عليه مفسدة، وشرٌ أكبر، فإنه لا يهجرهم بهذه الحالة .
إذا كان هذا المبتدع إذا هُجِر زاد شره عن الناس، وانطلق في الدعوة إلى البدعة ، وزادت بدعه وشروره، واستغل الهجر في دعوة الناس إلى الباطل ، فإنه لا يهجر بل يناقش ، ويحذر الناس منه ، ولا يكون الناس عنه بعيدين حتى يراقبوا عمله ، وحتى يمنعوه من التوسع في بدعته ، وحتى يحذروا الناس منه ، وحتى يكرروا عليه الدعوة لعل الله يهديه حتى يسلم الناس من شره ، وهكذا العاصي المعلن ، إذا كان تركه وهجره قد يفضي إلى انتشار شره وتوسع شره ، وتسلطه على الناس فإنه لا يهجر، بل يناقش دائماً وينكر عليه دائماً ، ويحذر الناس من شره دائماً، حتى يسلم الناس من شره وحتى لا تقع الفتن بمعصيته ، نسأل الله السلامة .
http://www.binbaz.org.sa/mat/20141 (http://www.binbaz.org.sa/mat/20141)
وهل تؤثر المقاطعة في هذاالعصر؟
المؤمن ينظر في هذهالمقامات بنظر الإيمان, ونظر الشرع نظر التجرد من الهوى, فإذا كان هجْره للمبتدعوبعْدُه عنه لا يترتب عليه شر أعظم فإن هجْرَه حقٌ وأقل أحواله أن يكون سنةً , وهكذا هجْرمن أعلن المعاصي وأظهرها أقل أحواله أنه سنة , فإن كان عدم الهجر أصلح ؛لأنه يرى أندعوة هؤلاء المبتدعين وإرشادهم إلى السنة , وتعليمهم ما أوجب الله عليهم أن ذلك يؤثرفيهم , وأنه يريدهم فلا يعجل في الهجر, ومع ذلك يبغضهم في الله , ويبغض الكافر فيالله , ويبغض العصاة في الله على قدر معاصيهم وعلى قدر البدعة , بغض الكافر أشد, وبغضالمبتدع على قدر بدعته إذا كانت غير مكفرة على قدرها, والعاصي على قدر معصيته ، ويحبه في الله على قدر إسلامه , أما الهجر ففيه تفصيل يقول ابن عبد القوي- رحمهالله- في قصيدته المشهورة:
وهُجرانُ من أبدى المعاصي سنةٌ * * * وقد قيل إن يردعْه أوجب وأكِّدِ
وفيه على الإطلاق ما دام معلناً * * * ولاقهْ بوجْهٍ مكفهر ٍ مربَّـدِ
وقيل على الإطلاق يجب الهجرمطلقاً, فالحاصل أن الأرجح والأولى النظر في المصلحة, فالنبي - صلى الله عليه وسلم - هجر قوماً وترك آخرين لم يهجرهم , مراعاةً للمصلحة الشرعية الإسلامية , فهجَر كعب بنمالك وصاحبيه - رضي الله عنهم - لما تخلفوا على غزوة تبوك بغير عذر هجَرهم خمسينليلة حتى تابوا فتاب الله عليهم , ولم يهجر عبد الله بن أبي بن سلول وجماعة منالمتهمين بالنفاق لأسباب شرعية قرَّرت ذلك , فالمؤمن ينظر في الأصلح, وهذا لا ينافيبغض الكافر في الله, وبغض المبتدع في الله , وبغض العاصي في الله , ومحبة المسلم فيالله , ومحبة العاصي على قدر إسلامه , ومحبة المبتدع الذي لم يكفر ببدعته على قدر مامعه من الإسلام لا ينافي ذلك , أما هجرهم فينظر في المصلحة:
- فإذا كانهجرهم يرجى فيه الخير لهم ويرجى فيه أن يتوبوا إلى الله من البدعة ومن المعصية فإنالسنة الهجر, وقد أوجب ذلك جمع من أهل العلم قالوايجب،
- وإن كان هجرهم وتركه سواء لا يترتب عليه لا شر ولا خيرفهجرهم أولى أيضاً إظهاراً للأمر المشروع , وإبانة لما يجب من إظهار إنكار المنكر،هجرهم في هذه الحال أولى وأسلم وحتى يعلم الناس خطأهم وغلطهم ،
- والحال الثالثة: أن يكون هجرهم يترتب عليه مفسدة، وشرٌ أكبر، فإنه لا يهجرهم بهذه الحالة .
إذا كان هذا المبتدع إذا هُجِر زاد شره عن الناس، وانطلق في الدعوة إلى البدعة ، وزادت بدعه وشروره، واستغل الهجر في دعوة الناس إلى الباطل ، فإنه لا يهجر بل يناقش ، ويحذر الناس منه ، ولا يكون الناس عنه بعيدين حتى يراقبوا عمله ، وحتى يمنعوه من التوسع في بدعته ، وحتى يحذروا الناس منه ، وحتى يكرروا عليه الدعوة لعل الله يهديه حتى يسلم الناس من شره ، وهكذا العاصي المعلن ، إذا كان تركه وهجره قد يفضي إلى انتشار شره وتوسع شره ، وتسلطه على الناس فإنه لا يهجر، بل يناقش دائماً وينكر عليه دائماً ، ويحذر الناس من شره دائماً، حتى يسلم الناس من شره وحتى لا تقع الفتن بمعصيته ، نسأل الله السلامة .
http://www.binbaz.org.sa/mat/20141 (http://www.binbaz.org.sa/mat/20141)