المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ◘[ الدفاع عن السنة من أن يُنسب إليها ما ليس منها ]◘ للشيخ جمال بن فريحان الحارثي حفظه الله


أبو تراب عبدالأعلى بن العلمي
08-14-2012, 07:20 AM
http://www.noor-alyaqeen.com/mlafat/7.gif
◘[ الدفاع عن السنة من أن يُنسب إليها ما ليس منها ]◘ (http://vb.noor-alyaqeen.com/t27135/)


الدفاع عن السنة
من أن يُنسب (http://vb.noor-alyaqeen.com/t27135/) إليها ما ليس منها

◘●◘●◘●◘

وصلتني هذه الرسالة كما وصلت غيري وطلب مني البعض جواباً عليها.

هذا نص الرسالة المتداولة كما وصلتني والله اعلم بصحتها:

"بدعه التهنئه بالعيد
تنبيه :
انتشرت بين الناس عادة وهي التهنئه بالعيد قبله بأيام او ساعات او حتى قبل صلاة العيد وهذا مخالف للسنة فالرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة لم يكونوا يهنئوا بالعيد إلا بعد التسليم من صلاة العيد وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ) والواجب على المسلمين تحري سنة نبيهم وهذا من احياء السنن واماتة البدع
‏​‏​‏​يقول الشيخ / صالح فوزان الفوزان عضو هيئه كبار العلماء
سأله احد السائلين عن حكم المعايده والتهنئه قبل العيد بيوم او يومين
فقال له / لا يجوز التهنئه او المعايده قبل العيد بل تكون في يوم العيد
والله اعلم

د ناصر الخنين – الرياض".

◘●◘●◘●◘

وهنا وقفات مع مضمون هذه الرسالة ، فأقول وبالله التوفيق:

الوقفة الأولى:

" انتشرت بين الناس ... وهذا مخالف للسنة ".

أقول:

أي سنة تعنون ؟

هل سنة التهنئة بالعيد ؟

أم تعنون تقديم التهنئة بأيام أو ساعات قبل العيد ؟

فأي المسألتين قصدتُم؛ فقد افتريتم على السنة، لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه هنأ أحداً بالعيد.

فإن كانت هذه المسألة قد انتفت سنيّتها؛ فمن باب أولى تنتفي سنية أن تكون التهنئة يوم العيد.

وبذلك يكون الإنكار منكم على من قدّم التهنئة قبل العيد بأيام أو ساعات ليس في مكانه باعتبار سنيته من عدمها.

◘●◘●◘●◘

الوقفة الثانية:

قولهم في الرسالة:
" فالرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة لم يكونوا يهنئوا بالعيد إلا بعد التسليم من صلاة العيد".

فأقول:

أما مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا يحتاج منكم إلى دليل وإثبات ذلك. ولن تجدوا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: " وأما الابتداء بالتهنئة ـ في العيد ـ فليس سنة مأمورا بها".
"مجموع الفتاوى" (24/253)، و "الكبرى" (2/371).

قال الإمام أحمد: "أنا لا أبتدئ أحداً فإن ابتدأني أحد أجبته"، قال ابن تيمية: " وذلك لأن جواب التحية واجب".
"المصدر السابق".

وأما عن بعض الصحابة رضي الله عنهم ؛ فقد جاءت بعض الآثار الحسان عند بعض أهل العلم، كعبارة:
" تقبل الله منا ومنكم".

وهذا لا يفيد سنّيّتها كما أشار الإمام أحمد وابن تيمية إلى ذلك.

◘●◘●◘●◘

الوقفة الثالثة:

قولكم في الرسالة:
" والواجب على المسلمين تحري سنة نبيهم "،
وذلك بعد ذكر حديث : (عليكم بسنتي ..).

أقول:

هذه إدانة لكم،

كيف تطالبون المسلمين بتحري السنة وأنتم تَدَّعون السنة في شيءٍ لم يثبت فيه دليل من السنة ؟!

وهذا تناقض منكم.

يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون.

فلا يجوز للمسلم أن يقول هذه سنة إلا إذا ثبتت السنة بذلك، حتى لا يكون ممن يقول على الله وعلى رسوله بغير علم.

◘●◘●◘●◘

الوقفة الرابعة:

ما نسبتموه في الرسالة إلى شيخنا الفوزان قوله:
" لا يجوز التهنئه او المعايده قبل العيد بل تكون في يوم العيد".

أقول :

لا أستطيع أن أثبت أو أنفي ذلك المنسوب لشيخنا الفوزان.

ولكن العبارة مستقيمة في المعنى، إذْ أن التهنئة بالشيء؛ لا تكون إلا بعد حدوثه ووجوده.

فهل رأيتم مَنْ يُهنئ أحداً بمولود لم يستهل ؟

وقوله حفظه الله فيما ورد في الرسالة منسوباً إليه:
" بل تكون ـ التهنئة ـ في يوم العيد".

فأقول:

لو صح ذلك عنه حفظه الله؛ فهو لم يعز ذلك لسنة المصفى صلى الله عليه وسلم، وقوله من باب قول ابن تيمية عندما سئل:
هل التهنئة في العيد وما يجري على ألسنة الناس:
عيدك مبارك وما أشبهه له أصل في الشريعة ؟

فكان جوابه: أما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأموراً بها ولا هو أيضا ما نهى عنه فمن فعله فله قدوة ومن تركه فله قدوة، والله أعلم".
"المصدر السابق".

◘●◘●◘●◘

فنسأل الله أن يرشدنا للسنة، وأن يُعيذنا من أن ننسب إليها ما ليس منها.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

◘●◘●◘●◘

كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
بعد فجر الأحد 24/ رمضان/ 1433هـ.
المصدر (http://vb.noor-alyaqeen.com/t27135/)