أبو عبيدة طارق الجزائري
12-26-2012, 11:59 AM
http://www.noor-alyaqeen.com/mlafat/7.gif
الفرق بين الروح و النفس يجيبك العلامة ابن عثيمين-رحمه الله تعالى-
سئل فضيلة الشيخ : عن المراد بالروح والنفس ؟ والفرق بينهما ؟
فأجاب قائلا : الروح في الغالب تطلق على ما به الحياة سواء كان ذلك حسا أو معنى ، فالقران يسمى روحا قال الله – تعالى - : (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) (44) لأن به حياة القلوب بالعلم والإيمان ، والروح التي يحيى بها البدن تسمى روحا قال الله – تعالى - :(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي )(45)
أما النفس فتطلق على ما تطلق عليه الروح كثيراً كما في قوله – تعالى - : (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضي عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى) (46) . وقد تطلق النفس على الإنسان نفسه ، فيقال جاء فلان نفسه ، فتكون بمعنى الذات ، فهما يفترقان أحيانا، ويتفقان أحيانا ، بحسب السياق .
وينبغي بهذه المناسبة أن يعلم أن الكلمات إنما يتحدد معناها بسياقها فقد تكون الكلمة الواحدة لها معنى في سياق، ومعنى آخر في سياق ، فالقرية مثلا تطلق أحيانا على نفس المساكن ، وتطلق أحيانا على الساكن نفسه ففي قوله – تعالى – عن الملائكة الذين جاءوا إبراهيم ( قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية)(47) المراد بالقرية هنا المساكن ، وفي قوله – تعالى - : (وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً)(48) المراد بها المساكن ، وفي قوله – تعالى : (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشهـا ) (49) المراد بها المساكن ، وفي قوله : (وأسأل القرية التي كنا فيها) (50) المراد بها الساكن ، فالمهم أن الكلمات إنما يتحدد معناها بسياقها وبحسب ما تضاف إليه ، وبهذه القاعدة المفيدة المهمة يتبين لنا رجحان ما ذهب إليه كثير من أهل العلم من أن القران الكريم ليس فيه مجاز
، وأن جميع الكلمات التي في القران كلها حقيقة، لان الحقيقة هي ما يدل عليه سياق الكلام بأي صيغة كان ، فإذا كان الأمر كذلك تبين لنا بطلان قول من يقول إن في القران مجازا ، وقد كتب في هذا أهل العلم وبينوه ، ومن أبين ما يجعل هذا القول صوابا أن من علامات المجاز صحة نفيه بمعنى أنه يصح أن تنفيه فإذا قال : فلان أسد ، صح له نفيه ، وهذا لا يمكن أن يكون في القران ، فلا يمكن لأحد أن ينفي شيئا مما ذكره الله – تعالى – في القران الكريم .
(44) سورة الشورى ، الآية (52) .
(45) سورة الإسراء الآية ( 85) .
(46) سورة الزمر ، الآية (42).
(47) سورة العنكبوت ، الآية (31).
(48) سورة الإسراء ، الآية (58).
(49) سورة البقرة ، الآية (259) .
(50) سورة يوسف ، الآية (82).
المناهي اللفظية لابن عثيمين .
الفرق بين الروح و النفس يجيبك العلامة ابن عثيمين-رحمه الله تعالى-
سئل فضيلة الشيخ : عن المراد بالروح والنفس ؟ والفرق بينهما ؟
فأجاب قائلا : الروح في الغالب تطلق على ما به الحياة سواء كان ذلك حسا أو معنى ، فالقران يسمى روحا قال الله – تعالى - : (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) (44) لأن به حياة القلوب بالعلم والإيمان ، والروح التي يحيى بها البدن تسمى روحا قال الله – تعالى - :(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي )(45)
أما النفس فتطلق على ما تطلق عليه الروح كثيراً كما في قوله – تعالى - : (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضي عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى) (46) . وقد تطلق النفس على الإنسان نفسه ، فيقال جاء فلان نفسه ، فتكون بمعنى الذات ، فهما يفترقان أحيانا، ويتفقان أحيانا ، بحسب السياق .
وينبغي بهذه المناسبة أن يعلم أن الكلمات إنما يتحدد معناها بسياقها فقد تكون الكلمة الواحدة لها معنى في سياق، ومعنى آخر في سياق ، فالقرية مثلا تطلق أحيانا على نفس المساكن ، وتطلق أحيانا على الساكن نفسه ففي قوله – تعالى – عن الملائكة الذين جاءوا إبراهيم ( قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية)(47) المراد بالقرية هنا المساكن ، وفي قوله – تعالى - : (وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً)(48) المراد بها المساكن ، وفي قوله – تعالى : (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشهـا ) (49) المراد بها المساكن ، وفي قوله : (وأسأل القرية التي كنا فيها) (50) المراد بها الساكن ، فالمهم أن الكلمات إنما يتحدد معناها بسياقها وبحسب ما تضاف إليه ، وبهذه القاعدة المفيدة المهمة يتبين لنا رجحان ما ذهب إليه كثير من أهل العلم من أن القران الكريم ليس فيه مجاز
، وأن جميع الكلمات التي في القران كلها حقيقة، لان الحقيقة هي ما يدل عليه سياق الكلام بأي صيغة كان ، فإذا كان الأمر كذلك تبين لنا بطلان قول من يقول إن في القران مجازا ، وقد كتب في هذا أهل العلم وبينوه ، ومن أبين ما يجعل هذا القول صوابا أن من علامات المجاز صحة نفيه بمعنى أنه يصح أن تنفيه فإذا قال : فلان أسد ، صح له نفيه ، وهذا لا يمكن أن يكون في القران ، فلا يمكن لأحد أن ينفي شيئا مما ذكره الله – تعالى – في القران الكريم .
(44) سورة الشورى ، الآية (52) .
(45) سورة الإسراء الآية ( 85) .
(46) سورة الزمر ، الآية (42).
(47) سورة العنكبوت ، الآية (31).
(48) سورة الإسراء ، الآية (58).
(49) سورة البقرة ، الآية (259) .
(50) سورة يوسف ، الآية (82).
المناهي اللفظية لابن عثيمين .