أم جابر السلفية
07-29-2009, 11:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نور السنة والتوحيد عند أهل الحديث وظلمات البدع والأهواء تخيم على غيرهم !
فضيلة العلامة المجاهد ربيع بن هادي بن المدخلي حفظه الله تعالى : إن البقاع المضيئة بالكتاب والسنة في العالم الإسلامي : هي بقاع أهل الحديث السلفيين . وإن البقاع المظلمة في العالم الإسلامي : هي بقاع أهل البدع والضلال المخالفين المحاربين لأهل الحديث. وإن الأحزاب السياسية المعاصرة بما فيهم " الأخوان المسلمون " وفصائلهم ، والفرق الضالة بما فيهم " جماعة التبليغ " يريدون أن يبقى هذا الظلام مخيمًا في العالم الإسلامي مطبقًا عليه ؛ لا يحركون ساكنَا ضده ، وليس لهم إرادة في تبديده ، وليس لهم نهج يدفعهم إلى إزاحته وإحلال التوحيد ونور الكتاب والسنة بديلاً عنه ، فهم يحافظون على هذا الظلام ولا سيما ظلام الرفض والتصوف بحجة أنهم يحاربون أعداء الإسلام وهم ليسوا كذلك ، وبحجة : " نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه " ، وبحجة تجميع المسلمين بما فيهم الروافض ومن غلاة الصوفية لمواجهة أعداء الإسلام .
ثم هم يحاربون أهل الحديث ، ويضعون في وجوههم شتى العقبات والسدود التي تصد الناس عن الاستضاءة بما عند أهل الحديث من نور التوحيد ، ونور الكتاب والسنة ، ومنهج السلف الصالح .
فإلى متى تستمر حماية الظلام المطبق على الأمة ومتى يرى المسلمون هذا النور !؟
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - ناقلاً كلام السمعاني - رحمه الله - : ( فزعم كل فريق منهم - أي المبتدعة - : أنه هو المتمسك بشريعة الإسلام ، وأن الحق الذي قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي يعتقده وينتحله غير أن الله - تعالى - أبى أن يكون الحق والعقيدة الصحيحة إلا مع أهل الحديث والآثار ؛ لأنهم أخذوا دينهم وعقائدهم خلفًا عن سلف ، وقرنًا عن قرن إلى أن انتهوا إلى التابعين ، وأخذه التابعون عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأخذه الصحابة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا طريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس من الدين المستقيم والصراط القويم إلا هذا الطريق الذي سلكه أصحاب الحديث .
ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولها إلى آخرها قديمها وحديثها ، وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطرًا من الأقطار في باب الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد ؛ يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون عنها ، قلوبهم في ذلك على قلب واحد ، ونقلهم لا ترى فيه اختلافًا ولا تفرقًا في شيء ما وإن قلَّ ، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم ؛ وجدته كأنه جاء عن قلب واحد وجرى على لسان واحد ، وهل على الحق دليل أبين من هذا !؟؛
قال تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ). وقال تعالى : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا )
وكان السبب في اتفاق أهل الحديث : أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل فأورثهم الاتفاق والائتلاف ، وأهل البدع أخذوا الدين من عقولهم فأورثوا التفرق والاختلاف ؛ فإن النقل والرواية من الثقات والمتقنين قلما تختلف ، وإن اختلفت في لفظة أو كلمة ؛ فذلك الاختلاف لا يضر الدين ولا يقدح فيه ، وأما المعقولات والخواطر والآراء فقلما تتفق .
ورأينا أصحاب الحديث قديمًا وحديثًا هم الذين رحلوا في هذه الآثار وطلبوها ، فأخذوا عن معادنها وحفظوها ، واغتبطوا بها ودعوا إلى اتباعها ، وعابوا من خالفهم ، وكثرت عندهم وفي أيديهم ، حتى اشتهروا بها كما يشتهر أصحاب الحرف والصناعات بصناعاتهم وحرفهم ، ثم رأينا قومًا انسلخوا من حفظها ومعرفتها ، وتنكبوا عن اتباع صحيحها وشهيرها ، وغنوا عن صحبة أهلها ، وطعنوا فيها وفيهم ، وزهدوا الناس في حقها ، وضربوا لها ولأهلها أسوء الأمثال ، ولقبوهم أقبح الألقاب ، فسموهم نواصب ، أو مشبهة وحشوية ، أو مجسمة ، فعلمنا بهذه الدلائل الظاهرة والشواهد القائمة أن أولئك أحق بها من سائر الفرق ) . مختصر الصواعق : ( ص : 423 - 429 ) .
نور السنة والتوحيد عند أهل الحديث وظلمات البدع والأهواء تخيم على غيرهم !
فضيلة العلامة المجاهد ربيع بن هادي بن المدخلي حفظه الله تعالى : إن البقاع المضيئة بالكتاب والسنة في العالم الإسلامي : هي بقاع أهل الحديث السلفيين . وإن البقاع المظلمة في العالم الإسلامي : هي بقاع أهل البدع والضلال المخالفين المحاربين لأهل الحديث. وإن الأحزاب السياسية المعاصرة بما فيهم " الأخوان المسلمون " وفصائلهم ، والفرق الضالة بما فيهم " جماعة التبليغ " يريدون أن يبقى هذا الظلام مخيمًا في العالم الإسلامي مطبقًا عليه ؛ لا يحركون ساكنَا ضده ، وليس لهم إرادة في تبديده ، وليس لهم نهج يدفعهم إلى إزاحته وإحلال التوحيد ونور الكتاب والسنة بديلاً عنه ، فهم يحافظون على هذا الظلام ولا سيما ظلام الرفض والتصوف بحجة أنهم يحاربون أعداء الإسلام وهم ليسوا كذلك ، وبحجة : " نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه " ، وبحجة تجميع المسلمين بما فيهم الروافض ومن غلاة الصوفية لمواجهة أعداء الإسلام .
ثم هم يحاربون أهل الحديث ، ويضعون في وجوههم شتى العقبات والسدود التي تصد الناس عن الاستضاءة بما عند أهل الحديث من نور التوحيد ، ونور الكتاب والسنة ، ومنهج السلف الصالح .
فإلى متى تستمر حماية الظلام المطبق على الأمة ومتى يرى المسلمون هذا النور !؟
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - ناقلاً كلام السمعاني - رحمه الله - : ( فزعم كل فريق منهم - أي المبتدعة - : أنه هو المتمسك بشريعة الإسلام ، وأن الحق الذي قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي يعتقده وينتحله غير أن الله - تعالى - أبى أن يكون الحق والعقيدة الصحيحة إلا مع أهل الحديث والآثار ؛ لأنهم أخذوا دينهم وعقائدهم خلفًا عن سلف ، وقرنًا عن قرن إلى أن انتهوا إلى التابعين ، وأخذه التابعون عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأخذه الصحابة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا طريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس من الدين المستقيم والصراط القويم إلا هذا الطريق الذي سلكه أصحاب الحديث .
ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولها إلى آخرها قديمها وحديثها ، وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطرًا من الأقطار في باب الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد ؛ يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون عنها ، قلوبهم في ذلك على قلب واحد ، ونقلهم لا ترى فيه اختلافًا ولا تفرقًا في شيء ما وإن قلَّ ، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم ؛ وجدته كأنه جاء عن قلب واحد وجرى على لسان واحد ، وهل على الحق دليل أبين من هذا !؟؛
قال تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ). وقال تعالى : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا )
وكان السبب في اتفاق أهل الحديث : أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل فأورثهم الاتفاق والائتلاف ، وأهل البدع أخذوا الدين من عقولهم فأورثوا التفرق والاختلاف ؛ فإن النقل والرواية من الثقات والمتقنين قلما تختلف ، وإن اختلفت في لفظة أو كلمة ؛ فذلك الاختلاف لا يضر الدين ولا يقدح فيه ، وأما المعقولات والخواطر والآراء فقلما تتفق .
ورأينا أصحاب الحديث قديمًا وحديثًا هم الذين رحلوا في هذه الآثار وطلبوها ، فأخذوا عن معادنها وحفظوها ، واغتبطوا بها ودعوا إلى اتباعها ، وعابوا من خالفهم ، وكثرت عندهم وفي أيديهم ، حتى اشتهروا بها كما يشتهر أصحاب الحرف والصناعات بصناعاتهم وحرفهم ، ثم رأينا قومًا انسلخوا من حفظها ومعرفتها ، وتنكبوا عن اتباع صحيحها وشهيرها ، وغنوا عن صحبة أهلها ، وطعنوا فيها وفيهم ، وزهدوا الناس في حقها ، وضربوا لها ولأهلها أسوء الأمثال ، ولقبوهم أقبح الألقاب ، فسموهم نواصب ، أو مشبهة وحشوية ، أو مجسمة ، فعلمنا بهذه الدلائل الظاهرة والشواهد القائمة أن أولئك أحق بها من سائر الفرق ) . مختصر الصواعق : ( ص : 423 - 429 ) .