أم جمانة السلفية
02-02-2013, 07:42 PM
الإيمان يزيد وينقص
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
جاء في كتاب "نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد " لعبد اللطيف بن محمد بن أبي ربيع ـ جزاه الله خيراً ـ ( 1 / 42 ـ 44 ) ما يلي :
( باب / الإيمان يزيد وينقص
1 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينتهبُ نُهبةً يرفع الناس إليه أبصارهم وهو مؤمن " .
صحيح . " الصحيحة " برقم ( 3000 ) .
* فائدة :
والحقيقة أن الحديث وإن كان مؤولاً ، فهو حجة على الحنفية الذين لا يزالون مصرين على مخالفة السلف في قولهم بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، فالإيمان عندهم مرتبة واحدة ، فهم لا يتصورون إيماناً ناقصاً ، ولذلك يحاول الكوثري رد هذا الحديث ، لأنه بعد تأويله على الوجه الصحيح يصير حجة عليهم ، فإن معناه : ( هو مؤمن إيماناً كاملاً ) .
قال ابن بطال :
( وحمل أهل السنة الإيمان هنا على الكامل ، لأن العاصي يصير أنقص حالاًفي الإيمان ممن لا يعصي ) .
ذكره الحافظ ( 10 / 28 ) .
ومثله ما نقله ( 12 / 49 ) عن الإمام النووي قال :
( والصحيح الذي قاله المحققون أن معناه : لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان ، هذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء ، والمراد نفي كماله ، كما يقال : لا علم إلا ما نفع ، ولا مال إلا ما نيل ، ولا عيش إلا عيش الآخرة ) .
ثم أيده الحافظ في بحث طويل ممتع ، فراجعه .
ومن الغرائب أن الشيخ القاري مع كونه حنفياً متعصباً فسر الحديث بمثل ما تقدم عن ابن بطال والنووي ، فقال في " المرقاة " ( 1 / 105 ) :
( وأصحابنا تأولوه بأن المراد المؤمن الكامل . . ) ثم قال :( على أن الإيمان هو التصديق ، والأعمال خارجة عنه ) ! فهذا يناقض ذاك التأويل . فتأمل .
2 ـ حديث :
" الإيمان مثبت في القلب كالجبال الرواسي ، وزيادته ونقصه كفر " .
موضوع . " الضعيفة " برقم ( 464 ) .
* فائدة :
قلت : وهذا الحديث مخالف للآيات الكثيرة المصرحة بزيادة الإيمان ، كقوله ـ تعالى ـ : ( . . . ليزداد الذين آمنوا إيماناً . . ) ( الفتح : 4 ) ، فكفى بهذا دليلاً على بطلان مثل هذا الحديث ، وإن قال بمعناه جماعة ! ) اهـ
منقول
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
جاء في كتاب "نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد " لعبد اللطيف بن محمد بن أبي ربيع ـ جزاه الله خيراً ـ ( 1 / 42 ـ 44 ) ما يلي :
( باب / الإيمان يزيد وينقص
1 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينتهبُ نُهبةً يرفع الناس إليه أبصارهم وهو مؤمن " .
صحيح . " الصحيحة " برقم ( 3000 ) .
* فائدة :
والحقيقة أن الحديث وإن كان مؤولاً ، فهو حجة على الحنفية الذين لا يزالون مصرين على مخالفة السلف في قولهم بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، فالإيمان عندهم مرتبة واحدة ، فهم لا يتصورون إيماناً ناقصاً ، ولذلك يحاول الكوثري رد هذا الحديث ، لأنه بعد تأويله على الوجه الصحيح يصير حجة عليهم ، فإن معناه : ( هو مؤمن إيماناً كاملاً ) .
قال ابن بطال :
( وحمل أهل السنة الإيمان هنا على الكامل ، لأن العاصي يصير أنقص حالاًفي الإيمان ممن لا يعصي ) .
ذكره الحافظ ( 10 / 28 ) .
ومثله ما نقله ( 12 / 49 ) عن الإمام النووي قال :
( والصحيح الذي قاله المحققون أن معناه : لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان ، هذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء ، والمراد نفي كماله ، كما يقال : لا علم إلا ما نفع ، ولا مال إلا ما نيل ، ولا عيش إلا عيش الآخرة ) .
ثم أيده الحافظ في بحث طويل ممتع ، فراجعه .
ومن الغرائب أن الشيخ القاري مع كونه حنفياً متعصباً فسر الحديث بمثل ما تقدم عن ابن بطال والنووي ، فقال في " المرقاة " ( 1 / 105 ) :
( وأصحابنا تأولوه بأن المراد المؤمن الكامل . . ) ثم قال :( على أن الإيمان هو التصديق ، والأعمال خارجة عنه ) ! فهذا يناقض ذاك التأويل . فتأمل .
2 ـ حديث :
" الإيمان مثبت في القلب كالجبال الرواسي ، وزيادته ونقصه كفر " .
موضوع . " الضعيفة " برقم ( 464 ) .
* فائدة :
قلت : وهذا الحديث مخالف للآيات الكثيرة المصرحة بزيادة الإيمان ، كقوله ـ تعالى ـ : ( . . . ليزداد الذين آمنوا إيماناً . . ) ( الفتح : 4 ) ، فكفى بهذا دليلاً على بطلان مثل هذا الحديث ، وإن قال بمعناه جماعة ! ) اهـ
منقول