أم صفية السلفية
03-11-2013, 09:43 PM
ماذا ينقــمـ الجاهلون مـــن يحيــــى؟!
لأبي اليمان
عدنان بن حسين بن أحمد المصقري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد قال تعالى: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَـهُمُ الغَالِبُونَ﴾[الصافات: 173].
وقال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾[غافر: 51].
وإن ابتلي الرسل ورموا بالشتائم وبما لا يرضوه فإن وعد الله حق: ولابد أن يتهم ورثة الأنبياء بنظير ما اتهم به رسل الله، ولا بد من نصر الله لهم كما وعد الله تعالى بذلك، وباختصار فإن شيخنا مقبلًا رحمه الله لما كان صداعًا بالحق رمي بالتهم الكاذبة، وتكلم فيه بالكذب، والبهتان فمنهم من رماه بالمبدل، ومن من رماه بالمغير، ومنهم من رماه بالمتخلف، ومن رماه بالمتسرع، ومن هذه التراهات التي لا تصدر إلا من مكابر، ثم نصره الله على من عاداه من أهل الباطل فنفذ كلامه في المجتمع، وأصبح أهل الباطل مهجورين منبوذين وراء الدنيا والمصالح الفانية لا هم لهم في العلم ونشره، فرحمه الله.
ثم استخلف بعده الشيخ يحيى بن علي الحجوري رعاه الله: وقال لأهل بلده: لا ترضوا بنزوله من على الكرسي فهو ناصح أمين.
وصدق تفرسه وثقته به فلم يسكت عن باطل يراه مضرًا للأمة بل صدع بالحق، ونزل ميدان الحروب فبارز المفترين على دين الله وضارب بسيفه الغوغاء الذين يدعون الناس إلى الباطل مع سيره في العلم، وإخراجه للكتب وقيامه لليل، وإجابته عن الأسئلة، واستقباله للضيوف وتدريسه لأهله وطلابه فبارك الله له في ما أعطاه.
ومما قاله الشيخ مقبل فيه؛ ليُعلم ما كان عليه هذا الشيخ من الجد والخير.قال الشيخ رحمه الله في مقدمة " إصلاح المجتمع " فقد اطلعت على ما كتبه الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري على إصلاح المجتمع للبيحاني رحمه الله وقد بذل الشيخ يحيى حفظه الله جهدًا مشكورًا في تخريج أحاديثه، وتحقيق ألفاظه، ومعانيه، وتنبيهات قيمة على بعض الأخطاء التي حصلت للمؤلف رحمه الله فأصبحت تخاريج الحديث مرجعًا ينبغي لطالب العلم أن يقتنيه ولو من أجل التخريج.
ثم قال: والأخ الشيخ يحيى بن علي الحجوري بحمد الله قد أصبح مرجعًا في التدريس والفتاوى أسأل الله أن يجزيه خيرًا وأن يبارك في علمه وماله وولده.. إنه جواد كريم إهـ.
وقال رحمه الله في مقدمة كتابه" أحكام الجمعة وبدعها ":
فقد اطلعت على كتاب الجمعة للشيخ يحيى بن علي الحجوري، فوجدته كتابًا عظيمًا فيه فوائد تشد لها الرحال، والشيخ يحيى حفظه الله في غاية من التحري، والتقى، والزهد والورع وخشية الله وهو قوال بالحق، لا يخاف في الله لومة لائم: وهو حفظه الله قام بالنيابة عني في دروس دار الحديث بدماج يلقيها على أحسن ما يرام.. ثم قال: فجزى الله أخانا الشيخ يحيى خيرًا وهنيئًا له لما حباه الله من الصبر على البحث والتنقيب عن الفوائد الحديثية والفقهية فهو كتاب أحاديث وأحكام إلخ.. كلامه رحمه الله.
وقال في مقدمة كتاب الشيخ " ضياء السالكين في أحكام وآداب المسافرين":
أما بعد فقد قرئ علي شطر رسالة السفر لأخينا في الله الشيخ الفاضل التقي الزاهد المحدث الفقيه أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله فوجدتها رسالة مفيدة فيها فوائد تشد لها الرحال اشتملت على فوائد حديثية من جرح وتعديل وتصحيح، وتضعيف وعلى فوائد فقهية من استنباط أحكام وتفسير غريب وتوضيح مبهم شأنه في رسائله الأخرى وإني لأرجو أن ينفع الله به وبمؤلفاته الإسلام والمسلمين، والأخ الشيخ يحيى هو ذلك الرجل المحبوب لدى إخوانه لما يرون فيه من حسن الاعتقاد، ومحبة السنة، وبغض الحزبية المساخة، ونفع إخوانه بالفتاوى التي تعتمد على الدليل أسال الله أن يحفظه وأن يدفع عنه كل سوء ومكروه، وأن يعيذنا وإياه من فتنة المحيا والممات.
وقال في مقدمة الصبح الشارق في الرد على ضلالات عبد المجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق:
أما بعد: فقد اطلعت على جل رسالة أخينا في الله الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري حفظه الله فألفيته قد أجاد وأفاد في رده على عبد المجيد الزنداني فلله دره من باحث ملم بحواشي الفوائد من عقيدة وفقه، وحديث وتفسير وصدق ربنا إذ يقول: ﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ﴾[الأنفال: 29].
فالشيخ يحيى حفظه الله فتح الله عليه بسبب تمسكه بكتاب الله وسنة رسولهﷺ.
وقال الشيخ النجمي في مقدمته للكتاب: فقد أرسل إليَّ الشيخ الجليل أخونا في الله يحيى بن علي اليمني الحجوري كتابه الذي ألفه في الرد على عبد المجيد الزنداني الذي قصد به الرد عليه في شطحاته التي دونها.... إلخ قوله: ولهذا تعلم أن الزنداني قد غش قومه.
وقال الشيخ مقبل رحمه الله في مقدمة كتاب الشيخ: " أحكام التيمم" فقد اطلعت على ما كتبه الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري في التيمم فوجدته حفظه الله قد أودعه فوائد تشد لها الرحال من كلام على الحديث وعلى رجال السند، واستنباط مسائل فقهية بما يدل على تبحره في علم الحديث والفقه، ولست أبالغ إذا قلت أن عمله في هذا يفوق عمل الحافظ في الفتح في هذا الباب من بيان حال محل حديث، وبيان درجته ولست أعني أن الأخ الفاضل يحيى أعلم من الحافظ في علم الحديث، ولكن الأخ يحيى أتقن ما كتبه في هذا الشرح المبارك أعني " شرح المنتقى" لابن الجارود، والبركة من الله فجزاه الله الجميع خيرًا .
وقال فيه في ترجمته: من حفاظ كتاب الله سمعت بعض دروسه التي تدل على استفادته وهو قوي في التوحيد.
فهذه الإرشادات من الشيخ مقبل رحمه الله التقي الذي يقول بعلم وبخوف من الله تدلنا جميعًا على فضيلة هذا الشيخ وجهده المبارك فالعلم ونشره ناهيك عمّا له من الأعمال بينه وبين الله، ولا بد.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: الدعوة السلفية مقصودة وأنت مقصود.وقال: فجزى الله الشيخ الفاضل المحدث الفقيه خليفة الشيخ مقبل رحمه الله في داره وعلى الدعوة خيرًا.
وقال الشيخ محمد الإمام: لايطعن في الشيخ العلا مة يحيى الحجوري إلا جاهل أوصاحب هوى. أو بمعناه..
وقال الشيخ عبد العزيز البرعي:
فالشيخ يحيى شامة في وجوه أهل السنة وتاج على رؤوسهم.
وقال الشيخ عبد الله بن عثمان :الذي يتكلم فيه و في .... إخوانه المشائخ فاتهمه على الإسلام.
هذا مع احترامه لإخوانه العلماء في اليمن وانظر ثناءه عليهم في كتابه الطبقات.
فلا يبلغ هذا إلا وعنده عبادة لله ترفعه عند الصالحين وطلبة العلم، فأحذر يا من يعادي أولياء الله، أو يتكلم فيهم بلا علم ويقين أن يحاربك مولى المؤمنين.
وانظر تآليفه مع أعماله حفظه الله فلم يتكاسل ويشغل عن البحوث النافعة، بل وصلت كتبه فوق الستين رسالة فمنها:
1- المبادئ المفيدة في التوحيد والفقه والعقيدة.
2- الصبح الشارق في الرد على ضلالات عبد المجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق.
3- الحجج القاطعة على أن الروافض ضد الإسلام على ممر الدهور بلا مدافعة.
4- أحكام الجمعة وبدعها.
5- توضيح الإشكال في أحكام اللقطة والضوال.
6- أحكام وآداب المسافرين.
7- أحكام التيمم.
8- حشد الأدلة على أن اختلاط الرجال بالنساء وتجنيدهن من الفتن المضلة.
9- فتح الوهاب في حكام البصاق في القبلة وحكم المحراب.
10- كشف الوعثاء بزجر الخبثاء الداعين إلى مساواة الذكر بالأنثى.
11- الأسئلة الشعرية
12- إتحاف الكرام بأجوبة الزكاة والحج والصيام.
13- فتوى حول الدراسة الاختلاطية.
14- الأجوبة السنية في كشف بعض أباطيل الصوفية.
15- نصيحة للتجار بالبعد عن نشر الأضرار.
16- الرياض المستطابة في مفاريد الصحابة.
17- النصيحة المحتومة لقضاة السوء وعلماء الحكومة.
18- اللُمع على كتاب إصلاح المجتمع.
19- كشف التلبيس والكذب في قول الصوفية لا يوجد شرك في جزيرة العرب.
20- شرعية الدعاء على الكافرين والرد على القرضاوي المهين.
21- إرشاد ذوي الفطن لما في الاختلاط الجامعي من الفتن.
22- تحذير النبلاء من التشبه بالنساء.
23- تربية البنين.
24- مشاهداتي في بريطانيا
25- أحكام الجنائز.
26- أحكام الهدي والأضاحي.
27- شرعية النصح والتحذ ير من دعاة التغرير.
28- الطبقات لما حصل بعد موت الوادعي من الحالات.
29- إرشاد ذوي الفطن لما في الاختلاط الجامعي من الفتن.
30- الوسائل الخفية لضرب الدعوة السلفية.
31- الثوابت المنهجيه.
32- جلسة ساعة في الرد على مفتي الإذاعة.
33- الأدلة الزكية في بيان أقوال الجفري الشركية.
34- السيل العريض الجارف لبعض ضلال الصوفي عمر بن حفيظ.
35- البدر التمام في رثاء شيخ الإسلام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله. له حفظه الله وجماعة.
36- الحث والتحريض على تعلم أحكام المريض.
37- تحقيق (مقدمة سنن الدارمي المسمى (العرف الوردي).
38- تحقيق (أخلاق العلماء للآجري.
39- تحقيق (وصول الأماني بأصول التهاني للسيوطي.
40- الأربعون الحسان في الاجتماع على الطعام.
41- شرح كتاب المنتقى.
42- التحذير من أهم الصوارف عن الخيرات.
43- قرة العينين بأجوبة فتاوى الصيادين. جمع وتعليق إحسان اللحجي.
44- الإتحافات بتلخيص الحاوي للسيوطي رحمه الله وبيان ما فيه من الشطحات.
45- شرح لامية ابن الوردي.
46- فتاوى القوات المسلحة.
47- فتوى في خروج المرأة للدعوة إلى الله.
48- فتاوى الأطباء والطب.
49- الإفتاء للأسئلة الواردة من دول شتى.
50- استخراج الأحاديث المعلة من السنن الكبرى للبيهقي.
51- الرد على أحمد بن نصر الله , في انتقاداته على كتاب الصحيح المسند.
52- فهرسة علل الدارقطني.
53- اختصار البداية والنهاية.
54- صالح البكري المفتون.
55- تحقيق فتح الباري شرح صحيح البخاري. له حفظه الله مع مجموعة من الطلاب.
56- تحقيق رسالة ما لا يثبت فيه حديث، للفيروزآبادي.
57- تحقيق سنن البيهقي الصغرى.
وأما شروحه فمنها
58- شرح الأصول الثلاثة.
59- شرح العقيدة الواسطية.
60- شرح البيقونية.
61- شرح التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير.
62- شرح العقيدة الطحاوية.
63- شرح الرسالة الوافية.
64- شرح كتاب التوحيد.
65- شرح ملحة الإعراب.
66- شرح وتحقيق مقدمة سنن الدارمي.
67- لامية شيخ الإسلام.
68- شرح القيروانية.
69- شرح السفارينية.
70- شرح الأربعين النووية.
وهناك شروح أخرى ومواضيع مسجلة مما يزيد على أكثر من ستمائة
شريط علمي.
ولوعدت الكتب التي راجعها ونقحها وقدم لها لكانت فوق المائة فجزاه الله خيرًا على هذا العمل الحسن العظيم.
وفقه الله لحفظ القرآن ورياض و الصالحين وشيء كثير من سنة رسول الله حتى أنه لا يسأل عن حديث إلا ويذكر منه علماً إلا في النادر وكذا ألفية ابن مالك وملحة الإعراب والرحبية ولامية الأفعال ومنظومة العمريطي وشيء طيب من المتون العلمية في بداية طلبه مماجعل مؤلفاته وشروحه وعلومه مباركة.
عبادته:
وعبادته بينه وبين الله لا يظهر لنا منها شيء، وإخفاء العبادة خير من إظهارها ولو تراه في رمضان مصليًا بالناس الليلة الواحدة الجزئين والثلاثة، والأربعة وربما تصل إلى ثمانية وعشرة أجزاء وخاصة في العشر الأخير من رمضان إمامًا ومؤتمًا بالشيخ أحمد الوصابي رعاهما الله بل يعطل الدرس مع حبه له بسبب جنازة سقط، وذات مرة كان الخطيب غيره فبكر إلى المسجد في الساعة الأولى، وكانت نوبتي في الحراسة، فقرأ وأنا أسمع له تسعة أجزاء، ثم ذهب البيت ورجع وأتم خمسة عشر جزءًا على أخٍ آخر والله والمستعان، فهو المعين على هذا ولا يعين إلا من أحب، بل وعندما كان يحرس مع بعض إخوانه ربما كانوا يراجعون القرآن كاملًا في يوم.
وأما ورعه وتقواه وزهده فالأمثلة على هذا كثيرة جدًا ويكفي في هذا شهادة الشيخ مقبل رحمه الله كما تقدم قبل وأما ردوده على المخالفين معروفة مشهورة بل ربما يرد في الأسبوع على أكثر من مبتدع، ومفتون مما يدلك على غيرته على الدين، وبيانه سبيل المجرمين.
وأما كثرت الاتهامات والأكاذيب عليه كما قد رمي شيخه بها من قبل والصالحون قبلهما وهي سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
فقد اتهم بأنه حدادي، واتهم بأنه متسرع وأنه مزاجي، وبأنه يتكلم لأغراض نفسه وبأنه..........
وهذا من إساءة الظن بالعلم وأهله.
يا قوم والله العظيم أسأتمُو
بأئمة الإسلام ظن الشانِ
وقد يطول الكلام لو توسعنا فى ذكر بعض أعماله، وتواضعه مع الصغار وتقريبه لهم، وتعليمه الجاهل، وصبره عليه وكرمه مع الضيف، واستقباله له ومدحه للعلماء وتوقيره لهم وذم البدع وأهلها، وجرحه إياهم، واهتمامه بإخوانه، وطلابه، وسؤاله عنهم وصبره في الطلب والتعليم، وخفض جناحه للمؤمنين وعزته على الباطل وأهله. واستنباطه الأدلة وأحكامها مما لم نر مثله في هذا، وإرسال الدعاة إلى اليمن وخارج اليمن، وصلاته بالناس، وبكاءه، وصيامه، وأقوال الشعراء في مدحه، وبغضه للمدح وربما ذم من يمدحه، وتذكيره بالدار الآخرة، وحثه على التوحيد والسنة رعاه الله، وبعده عن الولاةِ مع طلبهم إياه ونصحه لهم وطاعته لهم في المعروف، وبغضه لتقليده مما يستحق كل موضوع فصله في باب، لكن الحليم تكفيه الإشارة نسأل الله أن يوفق المسلمين لحب علمائهم وتوقيرهم واحترامهم احترامًا شرعيًا بغير غلو ولا تقليد، وأن يكبت أعداء السنة، والمخذلين للحق والساكتين عن الباطل، والله المستعان والحمد لله رب العالمين.
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الأَلْبَابِ)
المصدر\\ شبكة العلوم السلفية
لأبي اليمان
عدنان بن حسين بن أحمد المصقري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد قال تعالى: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَـهُمُ الغَالِبُونَ﴾[الصافات: 173].
وقال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾[غافر: 51].
وإن ابتلي الرسل ورموا بالشتائم وبما لا يرضوه فإن وعد الله حق: ولابد أن يتهم ورثة الأنبياء بنظير ما اتهم به رسل الله، ولا بد من نصر الله لهم كما وعد الله تعالى بذلك، وباختصار فإن شيخنا مقبلًا رحمه الله لما كان صداعًا بالحق رمي بالتهم الكاذبة، وتكلم فيه بالكذب، والبهتان فمنهم من رماه بالمبدل، ومن من رماه بالمغير، ومنهم من رماه بالمتخلف، ومن رماه بالمتسرع، ومن هذه التراهات التي لا تصدر إلا من مكابر، ثم نصره الله على من عاداه من أهل الباطل فنفذ كلامه في المجتمع، وأصبح أهل الباطل مهجورين منبوذين وراء الدنيا والمصالح الفانية لا هم لهم في العلم ونشره، فرحمه الله.
ثم استخلف بعده الشيخ يحيى بن علي الحجوري رعاه الله: وقال لأهل بلده: لا ترضوا بنزوله من على الكرسي فهو ناصح أمين.
وصدق تفرسه وثقته به فلم يسكت عن باطل يراه مضرًا للأمة بل صدع بالحق، ونزل ميدان الحروب فبارز المفترين على دين الله وضارب بسيفه الغوغاء الذين يدعون الناس إلى الباطل مع سيره في العلم، وإخراجه للكتب وقيامه لليل، وإجابته عن الأسئلة، واستقباله للضيوف وتدريسه لأهله وطلابه فبارك الله له في ما أعطاه.
ومما قاله الشيخ مقبل فيه؛ ليُعلم ما كان عليه هذا الشيخ من الجد والخير.قال الشيخ رحمه الله في مقدمة " إصلاح المجتمع " فقد اطلعت على ما كتبه الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري على إصلاح المجتمع للبيحاني رحمه الله وقد بذل الشيخ يحيى حفظه الله جهدًا مشكورًا في تخريج أحاديثه، وتحقيق ألفاظه، ومعانيه، وتنبيهات قيمة على بعض الأخطاء التي حصلت للمؤلف رحمه الله فأصبحت تخاريج الحديث مرجعًا ينبغي لطالب العلم أن يقتنيه ولو من أجل التخريج.
ثم قال: والأخ الشيخ يحيى بن علي الحجوري بحمد الله قد أصبح مرجعًا في التدريس والفتاوى أسأل الله أن يجزيه خيرًا وأن يبارك في علمه وماله وولده.. إنه جواد كريم إهـ.
وقال رحمه الله في مقدمة كتابه" أحكام الجمعة وبدعها ":
فقد اطلعت على كتاب الجمعة للشيخ يحيى بن علي الحجوري، فوجدته كتابًا عظيمًا فيه فوائد تشد لها الرحال، والشيخ يحيى حفظه الله في غاية من التحري، والتقى، والزهد والورع وخشية الله وهو قوال بالحق، لا يخاف في الله لومة لائم: وهو حفظه الله قام بالنيابة عني في دروس دار الحديث بدماج يلقيها على أحسن ما يرام.. ثم قال: فجزى الله أخانا الشيخ يحيى خيرًا وهنيئًا له لما حباه الله من الصبر على البحث والتنقيب عن الفوائد الحديثية والفقهية فهو كتاب أحاديث وأحكام إلخ.. كلامه رحمه الله.
وقال في مقدمة كتاب الشيخ " ضياء السالكين في أحكام وآداب المسافرين":
أما بعد فقد قرئ علي شطر رسالة السفر لأخينا في الله الشيخ الفاضل التقي الزاهد المحدث الفقيه أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله فوجدتها رسالة مفيدة فيها فوائد تشد لها الرحال اشتملت على فوائد حديثية من جرح وتعديل وتصحيح، وتضعيف وعلى فوائد فقهية من استنباط أحكام وتفسير غريب وتوضيح مبهم شأنه في رسائله الأخرى وإني لأرجو أن ينفع الله به وبمؤلفاته الإسلام والمسلمين، والأخ الشيخ يحيى هو ذلك الرجل المحبوب لدى إخوانه لما يرون فيه من حسن الاعتقاد، ومحبة السنة، وبغض الحزبية المساخة، ونفع إخوانه بالفتاوى التي تعتمد على الدليل أسال الله أن يحفظه وأن يدفع عنه كل سوء ومكروه، وأن يعيذنا وإياه من فتنة المحيا والممات.
وقال في مقدمة الصبح الشارق في الرد على ضلالات عبد المجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق:
أما بعد: فقد اطلعت على جل رسالة أخينا في الله الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري حفظه الله فألفيته قد أجاد وأفاد في رده على عبد المجيد الزنداني فلله دره من باحث ملم بحواشي الفوائد من عقيدة وفقه، وحديث وتفسير وصدق ربنا إذ يقول: ﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ﴾[الأنفال: 29].
فالشيخ يحيى حفظه الله فتح الله عليه بسبب تمسكه بكتاب الله وسنة رسولهﷺ.
وقال الشيخ النجمي في مقدمته للكتاب: فقد أرسل إليَّ الشيخ الجليل أخونا في الله يحيى بن علي اليمني الحجوري كتابه الذي ألفه في الرد على عبد المجيد الزنداني الذي قصد به الرد عليه في شطحاته التي دونها.... إلخ قوله: ولهذا تعلم أن الزنداني قد غش قومه.
وقال الشيخ مقبل رحمه الله في مقدمة كتاب الشيخ: " أحكام التيمم" فقد اطلعت على ما كتبه الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري في التيمم فوجدته حفظه الله قد أودعه فوائد تشد لها الرحال من كلام على الحديث وعلى رجال السند، واستنباط مسائل فقهية بما يدل على تبحره في علم الحديث والفقه، ولست أبالغ إذا قلت أن عمله في هذا يفوق عمل الحافظ في الفتح في هذا الباب من بيان حال محل حديث، وبيان درجته ولست أعني أن الأخ الفاضل يحيى أعلم من الحافظ في علم الحديث، ولكن الأخ يحيى أتقن ما كتبه في هذا الشرح المبارك أعني " شرح المنتقى" لابن الجارود، والبركة من الله فجزاه الله الجميع خيرًا .
وقال فيه في ترجمته: من حفاظ كتاب الله سمعت بعض دروسه التي تدل على استفادته وهو قوي في التوحيد.
فهذه الإرشادات من الشيخ مقبل رحمه الله التقي الذي يقول بعلم وبخوف من الله تدلنا جميعًا على فضيلة هذا الشيخ وجهده المبارك فالعلم ونشره ناهيك عمّا له من الأعمال بينه وبين الله، ولا بد.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: الدعوة السلفية مقصودة وأنت مقصود.وقال: فجزى الله الشيخ الفاضل المحدث الفقيه خليفة الشيخ مقبل رحمه الله في داره وعلى الدعوة خيرًا.
وقال الشيخ محمد الإمام: لايطعن في الشيخ العلا مة يحيى الحجوري إلا جاهل أوصاحب هوى. أو بمعناه..
وقال الشيخ عبد العزيز البرعي:
فالشيخ يحيى شامة في وجوه أهل السنة وتاج على رؤوسهم.
وقال الشيخ عبد الله بن عثمان :الذي يتكلم فيه و في .... إخوانه المشائخ فاتهمه على الإسلام.
هذا مع احترامه لإخوانه العلماء في اليمن وانظر ثناءه عليهم في كتابه الطبقات.
فلا يبلغ هذا إلا وعنده عبادة لله ترفعه عند الصالحين وطلبة العلم، فأحذر يا من يعادي أولياء الله، أو يتكلم فيهم بلا علم ويقين أن يحاربك مولى المؤمنين.
وانظر تآليفه مع أعماله حفظه الله فلم يتكاسل ويشغل عن البحوث النافعة، بل وصلت كتبه فوق الستين رسالة فمنها:
1- المبادئ المفيدة في التوحيد والفقه والعقيدة.
2- الصبح الشارق في الرد على ضلالات عبد المجيد الزنداني في كتابه توحيد الخالق.
3- الحجج القاطعة على أن الروافض ضد الإسلام على ممر الدهور بلا مدافعة.
4- أحكام الجمعة وبدعها.
5- توضيح الإشكال في أحكام اللقطة والضوال.
6- أحكام وآداب المسافرين.
7- أحكام التيمم.
8- حشد الأدلة على أن اختلاط الرجال بالنساء وتجنيدهن من الفتن المضلة.
9- فتح الوهاب في حكام البصاق في القبلة وحكم المحراب.
10- كشف الوعثاء بزجر الخبثاء الداعين إلى مساواة الذكر بالأنثى.
11- الأسئلة الشعرية
12- إتحاف الكرام بأجوبة الزكاة والحج والصيام.
13- فتوى حول الدراسة الاختلاطية.
14- الأجوبة السنية في كشف بعض أباطيل الصوفية.
15- نصيحة للتجار بالبعد عن نشر الأضرار.
16- الرياض المستطابة في مفاريد الصحابة.
17- النصيحة المحتومة لقضاة السوء وعلماء الحكومة.
18- اللُمع على كتاب إصلاح المجتمع.
19- كشف التلبيس والكذب في قول الصوفية لا يوجد شرك في جزيرة العرب.
20- شرعية الدعاء على الكافرين والرد على القرضاوي المهين.
21- إرشاد ذوي الفطن لما في الاختلاط الجامعي من الفتن.
22- تحذير النبلاء من التشبه بالنساء.
23- تربية البنين.
24- مشاهداتي في بريطانيا
25- أحكام الجنائز.
26- أحكام الهدي والأضاحي.
27- شرعية النصح والتحذ ير من دعاة التغرير.
28- الطبقات لما حصل بعد موت الوادعي من الحالات.
29- إرشاد ذوي الفطن لما في الاختلاط الجامعي من الفتن.
30- الوسائل الخفية لضرب الدعوة السلفية.
31- الثوابت المنهجيه.
32- جلسة ساعة في الرد على مفتي الإذاعة.
33- الأدلة الزكية في بيان أقوال الجفري الشركية.
34- السيل العريض الجارف لبعض ضلال الصوفي عمر بن حفيظ.
35- البدر التمام في رثاء شيخ الإسلام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله. له حفظه الله وجماعة.
36- الحث والتحريض على تعلم أحكام المريض.
37- تحقيق (مقدمة سنن الدارمي المسمى (العرف الوردي).
38- تحقيق (أخلاق العلماء للآجري.
39- تحقيق (وصول الأماني بأصول التهاني للسيوطي.
40- الأربعون الحسان في الاجتماع على الطعام.
41- شرح كتاب المنتقى.
42- التحذير من أهم الصوارف عن الخيرات.
43- قرة العينين بأجوبة فتاوى الصيادين. جمع وتعليق إحسان اللحجي.
44- الإتحافات بتلخيص الحاوي للسيوطي رحمه الله وبيان ما فيه من الشطحات.
45- شرح لامية ابن الوردي.
46- فتاوى القوات المسلحة.
47- فتوى في خروج المرأة للدعوة إلى الله.
48- فتاوى الأطباء والطب.
49- الإفتاء للأسئلة الواردة من دول شتى.
50- استخراج الأحاديث المعلة من السنن الكبرى للبيهقي.
51- الرد على أحمد بن نصر الله , في انتقاداته على كتاب الصحيح المسند.
52- فهرسة علل الدارقطني.
53- اختصار البداية والنهاية.
54- صالح البكري المفتون.
55- تحقيق فتح الباري شرح صحيح البخاري. له حفظه الله مع مجموعة من الطلاب.
56- تحقيق رسالة ما لا يثبت فيه حديث، للفيروزآبادي.
57- تحقيق سنن البيهقي الصغرى.
وأما شروحه فمنها
58- شرح الأصول الثلاثة.
59- شرح العقيدة الواسطية.
60- شرح البيقونية.
61- شرح التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير.
62- شرح العقيدة الطحاوية.
63- شرح الرسالة الوافية.
64- شرح كتاب التوحيد.
65- شرح ملحة الإعراب.
66- شرح وتحقيق مقدمة سنن الدارمي.
67- لامية شيخ الإسلام.
68- شرح القيروانية.
69- شرح السفارينية.
70- شرح الأربعين النووية.
وهناك شروح أخرى ومواضيع مسجلة مما يزيد على أكثر من ستمائة
شريط علمي.
ولوعدت الكتب التي راجعها ونقحها وقدم لها لكانت فوق المائة فجزاه الله خيرًا على هذا العمل الحسن العظيم.
وفقه الله لحفظ القرآن ورياض و الصالحين وشيء كثير من سنة رسول الله حتى أنه لا يسأل عن حديث إلا ويذكر منه علماً إلا في النادر وكذا ألفية ابن مالك وملحة الإعراب والرحبية ولامية الأفعال ومنظومة العمريطي وشيء طيب من المتون العلمية في بداية طلبه مماجعل مؤلفاته وشروحه وعلومه مباركة.
عبادته:
وعبادته بينه وبين الله لا يظهر لنا منها شيء، وإخفاء العبادة خير من إظهارها ولو تراه في رمضان مصليًا بالناس الليلة الواحدة الجزئين والثلاثة، والأربعة وربما تصل إلى ثمانية وعشرة أجزاء وخاصة في العشر الأخير من رمضان إمامًا ومؤتمًا بالشيخ أحمد الوصابي رعاهما الله بل يعطل الدرس مع حبه له بسبب جنازة سقط، وذات مرة كان الخطيب غيره فبكر إلى المسجد في الساعة الأولى، وكانت نوبتي في الحراسة، فقرأ وأنا أسمع له تسعة أجزاء، ثم ذهب البيت ورجع وأتم خمسة عشر جزءًا على أخٍ آخر والله والمستعان، فهو المعين على هذا ولا يعين إلا من أحب، بل وعندما كان يحرس مع بعض إخوانه ربما كانوا يراجعون القرآن كاملًا في يوم.
وأما ورعه وتقواه وزهده فالأمثلة على هذا كثيرة جدًا ويكفي في هذا شهادة الشيخ مقبل رحمه الله كما تقدم قبل وأما ردوده على المخالفين معروفة مشهورة بل ربما يرد في الأسبوع على أكثر من مبتدع، ومفتون مما يدلك على غيرته على الدين، وبيانه سبيل المجرمين.
وأما كثرت الاتهامات والأكاذيب عليه كما قد رمي شيخه بها من قبل والصالحون قبلهما وهي سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
فقد اتهم بأنه حدادي، واتهم بأنه متسرع وأنه مزاجي، وبأنه يتكلم لأغراض نفسه وبأنه..........
وهذا من إساءة الظن بالعلم وأهله.
يا قوم والله العظيم أسأتمُو
بأئمة الإسلام ظن الشانِ
وقد يطول الكلام لو توسعنا فى ذكر بعض أعماله، وتواضعه مع الصغار وتقريبه لهم، وتعليمه الجاهل، وصبره عليه وكرمه مع الضيف، واستقباله له ومدحه للعلماء وتوقيره لهم وذم البدع وأهلها، وجرحه إياهم، واهتمامه بإخوانه، وطلابه، وسؤاله عنهم وصبره في الطلب والتعليم، وخفض جناحه للمؤمنين وعزته على الباطل وأهله. واستنباطه الأدلة وأحكامها مما لم نر مثله في هذا، وإرسال الدعاة إلى اليمن وخارج اليمن، وصلاته بالناس، وبكاءه، وصيامه، وأقوال الشعراء في مدحه، وبغضه للمدح وربما ذم من يمدحه، وتذكيره بالدار الآخرة، وحثه على التوحيد والسنة رعاه الله، وبعده عن الولاةِ مع طلبهم إياه ونصحه لهم وطاعته لهم في المعروف، وبغضه لتقليده مما يستحق كل موضوع فصله في باب، لكن الحليم تكفيه الإشارة نسأل الله أن يوفق المسلمين لحب علمائهم وتوقيرهم واحترامهم احترامًا شرعيًا بغير غلو ولا تقليد، وأن يكبت أعداء السنة، والمخذلين للحق والساكتين عن الباطل، والله المستعان والحمد لله رب العالمين.
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الأَلْبَابِ)
المصدر\\ شبكة العلوم السلفية