أبو عبيدة طارق الجزائري
12-29-2013, 01:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بين قوله تعالى{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ}و قوله{وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ}
قال الله تعالى:{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس: 20]
و قال عز و جل:{وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص: 20]
فكان وصف كلا الرجلين بالمجيء و السعي و هو المشي بسرعة و إسراع الخطى لكن الرجل الأول جاء داعيا و ناصرا لدعوة هؤلاء الرسل الثلاثة عليهم السلام من الذين عزموا على قتلهم و حاظا على اتباعهم قال وهب بن منبه: إن أهل القرية هموا بقتل رسلهم، فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى لينصرهم من قومه .
أما الرجل الثاني لما أجمع الملأ من قوم فرعون و تآمروا بموسى ليقتلوه جاء الرجل من أقصى المدينة ليخبر موسى ناصحا له بالخروج من المدينة .
قال ابن هُبيرة-رحمه الله تعالى-(( فرأيت الفائدة في تقديم ذكر الرجل وتأخيره أن ذكر الأوصاف قبل ذكر الموصوف أبلغ في المدح من تقديم ذكره على وصفه ؛ فإن الناس يقولون : "الرئيس الأجل فلان" فنظرت فإذا الذي زيد في مدحه ، وهو صاحب يس أمر بالمعروف ، وأعان الرسل ، وصبر على القتل ، والآخر إنما حذر موسى من القتل ، فسلم موسى بقبوله مشورته .
فالأول هو الآمر بالمعروف ، والناهي عن المنكر ، والثاني هو ناصر الآمر بالمعروف . فاستحق الأول الزيادة )) .
و فيه فوائد:
1) همة هؤلاء الأنبياء عليهم السلام و دليل ذلك أن دعوتهم بلغت أقصى المدينة فقاموا بها على أحسن حال
2- و في قوله "يسعى"تنبيه للدعاة على وجوب سرعة تبليغ الدعوة و عدم التهاون في ذلك و استثمار الأوقات
3- فيها أنه قد يوجد في أطراف المدن ما لا يوجد في وسطها من الخير و أن عموم من يسبق إلى الإيمان المستضعفين و البسطاء لأنهم لا يصدهم عن الحق ما فيه أهل الترف .
4- فيها أن الداعي لا يغتر بالكثرة و لو سلك طريق الحق فردا وحيدا فإنه لا يعجز و لا يكسل في تبليغ الدعوة فالرجل ذكر في سياق النكرة فدل أنه رجل عادي .
و يكون في الآيات ما يفوتنا من الفوائد العظيمة و المعاني الجليلة و الله تبارك و تعالى أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
بين قوله تعالى{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ}و قوله{وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ}
قال الله تعالى:{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس: 20]
و قال عز و جل:{وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص: 20]
فكان وصف كلا الرجلين بالمجيء و السعي و هو المشي بسرعة و إسراع الخطى لكن الرجل الأول جاء داعيا و ناصرا لدعوة هؤلاء الرسل الثلاثة عليهم السلام من الذين عزموا على قتلهم و حاظا على اتباعهم قال وهب بن منبه: إن أهل القرية هموا بقتل رسلهم، فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى لينصرهم من قومه .
أما الرجل الثاني لما أجمع الملأ من قوم فرعون و تآمروا بموسى ليقتلوه جاء الرجل من أقصى المدينة ليخبر موسى ناصحا له بالخروج من المدينة .
قال ابن هُبيرة-رحمه الله تعالى-(( فرأيت الفائدة في تقديم ذكر الرجل وتأخيره أن ذكر الأوصاف قبل ذكر الموصوف أبلغ في المدح من تقديم ذكره على وصفه ؛ فإن الناس يقولون : "الرئيس الأجل فلان" فنظرت فإذا الذي زيد في مدحه ، وهو صاحب يس أمر بالمعروف ، وأعان الرسل ، وصبر على القتل ، والآخر إنما حذر موسى من القتل ، فسلم موسى بقبوله مشورته .
فالأول هو الآمر بالمعروف ، والناهي عن المنكر ، والثاني هو ناصر الآمر بالمعروف . فاستحق الأول الزيادة )) .
و فيه فوائد:
1) همة هؤلاء الأنبياء عليهم السلام و دليل ذلك أن دعوتهم بلغت أقصى المدينة فقاموا بها على أحسن حال
2- و في قوله "يسعى"تنبيه للدعاة على وجوب سرعة تبليغ الدعوة و عدم التهاون في ذلك و استثمار الأوقات
3- فيها أنه قد يوجد في أطراف المدن ما لا يوجد في وسطها من الخير و أن عموم من يسبق إلى الإيمان المستضعفين و البسطاء لأنهم لا يصدهم عن الحق ما فيه أهل الترف .
4- فيها أن الداعي لا يغتر بالكثرة و لو سلك طريق الحق فردا وحيدا فإنه لا يعجز و لا يكسل في تبليغ الدعوة فالرجل ذكر في سياق النكرة فدل أنه رجل عادي .
و يكون في الآيات ما يفوتنا من الفوائد العظيمة و المعاني الجليلة و الله تبارك و تعالى أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .