المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قـذىً بعينك أم بالعيـن عوَّارُ : إحدى مراثي الخنساء في أخيها صخر


الشاعر أبو رواحة الموري
08-17-2009, 08:28 PM
إحدى مراثي الخنساء في أخيها صخر

قـذىً بعينك أم بالعيـن عوَّارُ * * * أم ذرَّفتْ إذ خلتْ مـن أهلها الدارُ ؟
كأنَّ دمعي لذكراه إذا خطـرتْ * * * فيضٌ يسيـلُ على الخـدَّين مدرارُ
تبكي خناسُ هي العَبرى و قد ولهتْ * * * و دونه مـن جـديد التُّـرْب أستارُ
تبكي خِناس فما تنفك ما عمـرتْ * * * لهـا عليـه رنيـنٌ وهـي مِفتارُ
تبكي خِناس على صخْـرٍ و حُقَّ لها * * * إذ رابَها الدهـرُ إن الدهـر ضـرَّارُ

لا بدَّ من ميتةٍ فـي صـرْفها عِبـرٌ * * * و الدهر في صرفه حـولٌ و أطـوارُ
قـد كان فيكم أبو عمروٍ يسودُكم * * * نعـم المعمَّـم للـدَّاعيـن نصَّـارُ
صلْبُ النحيزة وهـَّابٌ إذا منعـوا * * * و في الحروب جريء الصدْر مِهصارُ
يـا صخـرُ ورادَ مـاءٍ قـد تناذرَه * * * أهـلُ المـوارد ما فـي وِرده عـارُ
مشـى السبنتى إلـى هيجاءَ معضلةٍ * * * لـه سـلاحـان أنيـابٌ و أظفـارُ

و مـا عجـولٌ على بـوٍّ تطيف به * * * لهـا حنينـان إعـلانٌ و إسـرارُ
تـرتع ما رتعـت حتى إذا ادكرت * * * فـإنمـا هـي إقبـالٌ و إدبـار
لا تسمنُ الدهرَ في أرضٍ و إن رتعت * * * فـإنمـا هـي تحنـانٌ و تسجـارُ
يـوماً بأوجـد منـي يـوم فارقني * * * صخـرٌ و للدهـر إحـلاءٌ و أمـرارُ
و إن صخـراً لـوالينـا و سيـدنا * * * و إن صخـراً إذا نشتـو لنحَّـار

و إن صخـراً لمقـدامٌ إذا ركبـوا * * * و إن صخـراً إذا جـاعـوا لعقَّـارُ
و إن صخـراً لتـأتـمُّ الهـداةُ به * * * كـأنَّـه علـمٌ فـي رأسـه نـارُ
جلـدٌ جميـل المحيا كامـلٌ ورعٌ * * * و للحـروب غـداة الـروع مِسْعـارُ
حمـَّالُ ألـويـةٍ ، هبـَّاط أوديـةٍ * * * شهَّـاد أنـديةٍ ، للجيـش جـرَّارُ
نحَّـار راغيـةٍ ملجـاء طـاغيـةٍ * * * فكَّـاك عـانيـةٍ للعظـم جبَّـارُ

فقلتُ لما رأيت الـدهـر ليـس له * * * معـاتـبٌ وحـده يُسْـدي ونيـَّارُ
لقـد نعـى ابن نهيـكٍ لي أخا ثقةٍ * * * كانت تَرجَّـم عنـه قبـْلُ أخبـارُ
فبـتُّ سـاهـرةً للنجـم أرقبُـه * * * حتى أتى دون غَـور النجـم أستـارُ
لم تـره جـارةٌ يمشـي بساحتهـا * * * لـريبـةٍ حيـن يخلـي بيتـه الجـارُ
و لا تـراه ومـا فـي البيت يأكُله * * * لكنـه بـارزٌ بـالصحـن مهمـارُ

و مطعم القـوم شحماً عند مسغبهم * * * و في الجـدوب كـريم الجـد ميسارُ
قد كان خالصتي من كل ذي نسبٍ * * * فقـد أصيـب فما للعيـش أوطـارُ
مثـل الـردينيِّ لم تنفـد شبيبتُـه * * * كأنـه تحـت طـي البُـرْد أسـوارُ
جهمُ المحيَّا تضـيءُ الليـلَ صـورتُه * * * آباؤه مـن طـوال السَّمْكِ أحـرارُ
مـورَّثُ المجـد ميمـونٌ نقيبتُـه * * * ضخـمُ الـدسيعة فـي العزَّاء مغوارُ

فـرعٌ لفـرع كـريمٍ غير مؤتشبٍ * * * جلد المـريـرة عنـد الجمع فخَّـارُ
فـي جـوف لحـدٍ مقيمٌ قد تضمَّنه * * * فـي رمسـه مقمطـراتٌ و أحجـار
طلْـقُ اليدين لفعـل الخير ذو فجَرٍ * * * ضخْـمُ الدسيعة بـالخيـرات أمَّـارُ
ليبكِـه مقتـرٌ أفنـى حـريبتَـه * * * دهـرٌ وحـالفـه بـؤسٌ و إقتـارُ
و رفقةٌ حـار حـاديهـم بمهلكـةٍ * * * كـأن ظلمتهـا فـي الطّخْية القـارُ
لا يمنع القـوم إنْ سالـوه خلْعتـه * * * و لا يجـاوزه بـالليـل مـرَّارُ