أبو عبد الرحمن عبدالله العماد
09-28-2009, 03:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
النصح والتبيين للأخوة الليبيين
إن الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من تزكى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الشرفاء والتابعين لهم ومن اقتفى.
أما بعد:
فمن أبي محمد عبد الحميد بن يحيى الحجوري الزعكري إلى إخواني في الله في كل مكان ولا سيما بلاد ليبيا عمرها الله بالتوحيد والسنة، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو إليكم ونحن في خير وعافية من ربنا عز وجل ديننا ظاهر والحق لعدونا قاهر، والله عز وجل لنا ناصر فلله الحمد أولا وآخرا وله الشكر باطنا وظاهرا، نتقلب ليل نهار في العلم والتعليم والدعوة إلى الله عز وجل فله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة.
إخواني في الله نتواصى بتقوى الله عز وجل وطاعته، هذه الشعيرة العظيمة التي وصى الله عز وجل بها الأولين والآخرين.
قال تعالى: (((ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله)))،
فتقوى الله سبب لكل صلاح وخير ودفع لكل شر وضير وهي خير لباس قال الله تعالى: (((ولباس التقوى ذلك خير)))، وهي خير زاد، قال تعالى : (((وتزودوا فإن خير الزاد التقوى))) فهي سبب للمخارج العظيمة من البلايا الجسيمة، قال تعالى: (((ومن يتق الله يجعل له مخرجا)))، وقال تعالى: (((ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا))) وقال تعالى: (((ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا))). وتقوى الله عز وجل سبب للنصر العظيم والنفع العميم والفرقان المبين، قال الله تعالى: (((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)))[الأنفال : 29]. والفرقان : هو العز والنصر والنجاة والنور الذي يفرق بين الحق والباطل
وقال تعالى (((وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ))) وقال ((( بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين)))
وقال إخبارا عن يوسف عليه السلام أنه نصر بتقواه وصبره فقال : (((أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)))
والتقوى تزداد بالعلم النافع، فتفقهوا في دين الله عز وجل على ما ييسر الله تعالى لكم، قال صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" أخرجه الشيخان عن معاوية رضي الله عنه.
ولأهمية العلم قال الله جل وعلا لنبيه:"وقل رب زدني علما"، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما فقال:"اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"، وبوب البخاري "باب العلم قبل القول والعمل"، واستدل بقوله تعالى : (((فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)))
ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بربه وأتقاهم له قال عن نفسه:"أنا أعلمكم بالله وأعلمكم بما أتقي."
ومعلوم أن الله عز وجل (((أرسل رسوله بالهدى )))وهو العلم النافع علم الكتاب والسّنة ((( ودين الحق ))) وهو العمل الصالح الموافق للكتاب والسنة ((( ليظهره على الدين كله )))
فإذا أردتم الظهور في الدنيا والآخرة فعليكم بالجمع بين الشعيرتين العلم والعمل.
قال ابن القيم في «مفتاح دار السعادة«وكفى بهذا شرفًا للعلم أن أمر نبيه أن يسأله المزيد منه.اهـ وقال رحمه الله في الفوائد (235): أفضل ما أكتسبته النفوس وحصلته القلوب ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة هو العلم والإيمان، ولهذا قرن بينهما سبحانه في قوله: ?وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْأِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ? [الروم:56]، وقوله: ?يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ?[المجادلة:11]، وهؤلاء هم خلاصة الوجود ولبه، والمؤهلون للمراتب العالية، ولكن أكثر الناس غالطون فى حقيقة مسمى العلم والإيمان اللذين بهما السعادة والرفعة.اهـ
النصح والتبيين للأخوة الليبيين
إن الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من تزكى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الشرفاء والتابعين لهم ومن اقتفى.
أما بعد:
فمن أبي محمد عبد الحميد بن يحيى الحجوري الزعكري إلى إخواني في الله في كل مكان ولا سيما بلاد ليبيا عمرها الله بالتوحيد والسنة، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو إليكم ونحن في خير وعافية من ربنا عز وجل ديننا ظاهر والحق لعدونا قاهر، والله عز وجل لنا ناصر فلله الحمد أولا وآخرا وله الشكر باطنا وظاهرا، نتقلب ليل نهار في العلم والتعليم والدعوة إلى الله عز وجل فله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة.
إخواني في الله نتواصى بتقوى الله عز وجل وطاعته، هذه الشعيرة العظيمة التي وصى الله عز وجل بها الأولين والآخرين.
قال تعالى: (((ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله)))،
فتقوى الله سبب لكل صلاح وخير ودفع لكل شر وضير وهي خير لباس قال الله تعالى: (((ولباس التقوى ذلك خير)))، وهي خير زاد، قال تعالى : (((وتزودوا فإن خير الزاد التقوى))) فهي سبب للمخارج العظيمة من البلايا الجسيمة، قال تعالى: (((ومن يتق الله يجعل له مخرجا)))، وقال تعالى: (((ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا))) وقال تعالى: (((ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا))). وتقوى الله عز وجل سبب للنصر العظيم والنفع العميم والفرقان المبين، قال الله تعالى: (((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)))[الأنفال : 29]. والفرقان : هو العز والنصر والنجاة والنور الذي يفرق بين الحق والباطل
وقال تعالى (((وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ))) وقال ((( بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين)))
وقال إخبارا عن يوسف عليه السلام أنه نصر بتقواه وصبره فقال : (((أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)))
والتقوى تزداد بالعلم النافع، فتفقهوا في دين الله عز وجل على ما ييسر الله تعالى لكم، قال صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" أخرجه الشيخان عن معاوية رضي الله عنه.
ولأهمية العلم قال الله جل وعلا لنبيه:"وقل رب زدني علما"، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما فقال:"اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"، وبوب البخاري "باب العلم قبل القول والعمل"، واستدل بقوله تعالى : (((فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)))
ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بربه وأتقاهم له قال عن نفسه:"أنا أعلمكم بالله وأعلمكم بما أتقي."
ومعلوم أن الله عز وجل (((أرسل رسوله بالهدى )))وهو العلم النافع علم الكتاب والسّنة ((( ودين الحق ))) وهو العمل الصالح الموافق للكتاب والسنة ((( ليظهره على الدين كله )))
فإذا أردتم الظهور في الدنيا والآخرة فعليكم بالجمع بين الشعيرتين العلم والعمل.
قال ابن القيم في «مفتاح دار السعادة«وكفى بهذا شرفًا للعلم أن أمر نبيه أن يسأله المزيد منه.اهـ وقال رحمه الله في الفوائد (235): أفضل ما أكتسبته النفوس وحصلته القلوب ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة هو العلم والإيمان، ولهذا قرن بينهما سبحانه في قوله: ?وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْأِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ? [الروم:56]، وقوله: ?يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ?[المجادلة:11]، وهؤلاء هم خلاصة الوجود ولبه، والمؤهلون للمراتب العالية، ولكن أكثر الناس غالطون فى حقيقة مسمى العلم والإيمان اللذين بهما السعادة والرفعة.اهـ